مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2).
الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).
الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل الرابع
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2) |
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل الرابع
رفع رأسه وجد صديقه جالس ومحدقًا به ، فنظر له باستغراب وحدثه بحيرة :
- انت هنا من أمتی ، انا ما حسيتش بيك .
رد كرم بنبرة متعجبة :
۔ فيك ايه يا معتز ، بقالك كام يوم هنا ، ومبتروحش ، مع ان مراتك وبنتك معاك ، ممكن اعرف فيه ايه.
تنهد معتز بقوة ورد بملامح حزينة الی حدٍ ما :
- سلمي عايزة تخلي باباها يشتريلها السنتر .
كرم بتساؤل :
۔ طيب وانت قولتلها ايه ؟ .
معتر بتعجب :
۔ هقولها ايه يعني ، رفضت طبعًا ، انا لا يمكن اسمح إن حد يصرف علي مراتي ، او يدخل في مسئولياتي ، تابع بعصبية :
- انا راجل يا كرم ، واللي قالته ده أهنيي ، ومش هيحصل طول ما انا عايش .
كرم بتفهم :
۔ اهدي بس يا معتز ، هي بس تلاقيها بتتكلم عادي ، ومتعرفش ان الموضوع ده بيبقي محرج للراجل ، تابع بنبرة لائمة :
- وانك تسيب بيتك ومراتك كام يوم ، مع انهم قريبين منك ، دا غلط يا معتز ، لازم تتكلم معاها تاني وتالت وتعرفها ان كده مينفعش ، وانك مش هتقبل بيه ، بس بالهداوة ، من غير خناق
اومأ رأسه بتفهم ونظر امامه بوجه مكفهر منزعج وأخذ قراره بالعودة للمنزل، فاستطرد كرم بعمليه :
- وصلتنا أخبار ان الجماعة هيوصلوا شحنة كبيرة قوي قريب .
معتز بتفهم :
۔ هيتمسكوا بيها ان شاء الله.........
______________________
وقفت أمامه لتحكم ربطة عنقه عليه وسط مداعبته لها، فابتسمت لمغازلته الدائمة فيها ، وازعجتها لمساته الجريئة عليها فتذمرت قائلة :
- زين اسكت بقي ، مش عارفه اربط الكرفته .
زين بعبث : هو انا عملت ايه يعني .
نور بضيق زائف : متحطتش ايدك عليا ، خليني اخلص .
زين مدعي الزعل : طيب ، مش هحط ايدي في اي حته .
نور زاممة شفتيها : انت زعلت .
اومأ برأسه ، فاستطردت بدلال : ممكن أصالحك ..
اومأ رأسه بموافقه ، فاقتربت منه بتمايع ووضعت قبلة صغيرة علي وجنته وحدثته :
- لسه زعلان .
عبس بوجهه واومأ راسه ناظرًا لها بعدم رضي ، فاردفت بضجر :
- اومال اعمل ايه .
نظر لها بخبث ودنا منها واخذ قبلة مباغتة من شفتيها ، فصدمت منه ودفعته قائله :
- ازاي تبوسني كده .
زين باستنكار : ايه ده ، انتي اتضايقتي لما بوستك .
اقتربت منها وردت بضيق : لما تبقي عايز تبوسني تقولي .
ثم طوقت عنقه واغمضت عينيها قائله :
- بوس يلا .
كتم ابتسامته ودنا منها مرةً اخري مقبلاً شفتيها بحب ، ثم ابتعد قائلاً :
- كده حلو .
اومأت برأسها ، وردت بمعني : يلا علشان اتأخرت .
زين بتساؤل : هتعملي ايه النهارده ؟.
نور بلا مبالاة : هقعد انضف اي حاجة ، واتفرج علي التي في شوية .
زين وهو يقبل جبهتها : طيب يا حبيبتي ، انا همشي بقي ، وخلي بالك من نفسك .
نور بابتسامة : حاضر يا حبيبي...........
______________________
نهض من علي طاوله الطعام ولكن استوقفته رائحة ما نفاذه اثارت أنفه وقامت بتأليب حواسه ومشاعره الذكورية ، وتسائل وهو يستنشقها :
- ايه الريحة الحلوة دي .
مريم قاطبه بين حاجبيها : ريحه ايه دي .
حسام بتعجب : ازاي مش شامه حاجة! ، دا ريحة برفان يجنن.
مريم بسخط : انا مش حاطه اي برفيوم .
اقتربت الخادمة لتحمل الأطباق ، وازدادت الرائحة ولاحظتها مريم التي اغتاظت منها ، بينما انحني حسام قليلاً وبدأ في استنشاق رائحتها واغمض عينيه باستمتاع ، فحدجته مريم بنظرات ناريه مهلكه ونهضت قائلة باهتياج :
- حســـام ..
انتبه لها حسام وتوتر في رده :
۔ خير يا مريم ، بتناديلي كده ليــه ..
مريم بنظرات غاضبه :
۔ لم نفسك أحسنلك ، انت متعرفتيش ..
حسام بتلعثم : انا كنت عملت ايه يعني ..
نظرت له شزرًا ، ثم وجهت بصرها للفتاة وحدثتها آمـره :
- روح شوفي شغلك ، والقرف اللي انتي حطاه ده مش عايز اشمه تاني ، مش كفايه المسخرة اللي بتلبسيها دي..
اسرعت الخادمة للداخل وسط نظراتها المحتقرة لها ، ونظرت لزوجها الواقف مدعي المسكنه ، وحدقت فيه بغيظ وضيقت عينيها نحوه قائلة :
- عجبتك ريحتها قوي .
حسام منكسًا رأسه : حرام عليكي يا مريم ..دايمًا ظلماني كده .
مريم بسخريه :
۔ لا يا شيخ ، علي اساس انا كنت شايفه ايه من شويه ..
حسام لامتصاص غضبها :
۔ انتي اللي في القلب يا روحي، معقول ابص لدي ، دا حتي كلها علي بعضها وحشه
تابع بصوت خفيض للغاية :
- سامحني يا رب علي الكذب ده .
واستكمل محدثا اياها بهيام :
۔ دا انتي الحب الأول والأخير .
مريم وهي ترمقه بطرف عينيها :
- عليا برضه الكلام ده .
اقترب منها حسام قائلاً بنبرة والهة زائفة :
- انتي بس اللي ماليه عنيا وقلبي .
عضت علي شفتيها بخجل مصطنع ، فتابع بهيامه الزائف :
- الحركه دي قولتلك قبل كده انها بتغريني ..
نظرت له بحب ومطت شفتيها منتظره تقبيله لها ، ولكنه نظر لها مدعي عدم الفهم قائلاً :
- عايزه ايه ، بوقك بيوجعك .
اعتدلت في وقفتها وحدجته بغيظ وهتفت بعصبية:
- عايزاك تمشي من قدامي .
شهق حسام من صوتها المنفعل وهرول للخارج وهو كاتم ضحكته من حياته التي تغيرت للأفضل بفضل تلك الخادمة......
_______________________
حملت ابن ابنتها بين ذراعيها وظلت تهدهد فيه وتداعبه ، ويعلو وجهها فرحة شديدة لرؤيه أحفادها ، تشدقت ثریا بنبرة مطمئنة :
- الحمد لله يارب ، ربنا طول في عمري وشوفت احفادي .
ميرا وهي تضمها من كتفها :
۔ ربنا يطولنا في عمرك يا ماما .
ابتسمت لها ثريا وردت مهونه عليها :
- تلاقيه يا حبيبتي بيسهرك ، ومبتعرفيش تنامي .
ميرا مؤكدة :
۔ ايوه يا ماما ، دا حتي مبقتش فاضيه لوليد ، بقيت بعيدة عنه ، ودا مضايقه .
ثريا بلوم :
۔ لا يا ميرا ، مينفعش كده يا حبيبتي ، لازم تهتمي بجوزك وبطلباته .
ميرا بضيق :
۔ يعني اعمل ايه بس يا مامي ، ما انتي شايفه الولد مجنني ازاي ، ونهله بتيجي علي طول وتشيله معايا .
ثريا باستنكار :
- انتي مش بتقولي الولد متعلق بيكي ومش بيروح لحد ، ازاي بيروح لنهلة .
ميرا موضحة :
۔ اصله من كتر ما بيشوفها هنا ، اتعود عليها .
ثريا بامتعاض :
- انا مش مستريحه للبت دي ، من امتي وهي بتسأل يعني ، وكمان تجيلك كل شوية ، هي معندهاش حاجة تعملها .
ميرا بعدم فهم :
۔ وفيها ايه لما تيجي تقعد معايا شوية .
ثريا بجدية :
۔ اسألي مجربة قبلك ، حافظي علي جوزك من اي حد ، ممكن في لحظه يروح لغيرك ، لما يلاقيكي مش بتهتمي بيه ولا بتشوفيه عاوز ايه .
ميرا بتفهم :
۔ عندك حق يا مامي ، تابعت بتساؤل :
- بس انتي اللي باين عليكي متضايقة ، في حاجة مزعلاكي؟ .
ثريا محركة رأسها بقلة حيلة :
- هيكون مين غير مالك أخوكي ، حاله بقي وحش قوي ومش عاجبني ، واتغير ، مبقاش زي الأول ، ومش بيرد علي أتصالاتي ، وبقي بيشرب وبيجيب بنات الفيلا ...
ميرا بصدمة: أيه ! ...بنات .
ثريا بضيق :
- البواب بيحكيلي كل حاجة ، حتي بيقول انه مخرجش بقاله كام يوم ، وكان سمع دربكه جوه الفيلا زي ما يكون كان بيكسر في حاجه .
ميرا بقلق :
۔ وليه يا ماما ماروحتيش تشوفيه .
ثريا بانزعاج :
- البواب الغبي لسه قايلي النهاردة ، لو مكنتش اتصلت بيه علشان اطمن عليه مكنش قالي المتخلف ده .
ميرا بقلق بائن :
- روحي يا مامي وشوفيه ، ليكون عمل في نفسه حاجه ، ولا يكون تعبان .
ثريا وهي تنهض :
- انا هروحله دلوقتي ، دا ابني ولازم اطمن عليه...........
______________________
ولج البواب بحذر داخل الفيلا حاملاً بيده بعض المتطلبات المنزلية بحجة رؤيه ما يحدث بالداخل ، خاصةً بعدما عنفته ربة عمله علي تقصيره في إبلاغها عن اخباره ، وبرر ذلك عدم خروجه ومكوثه داخل المنزل الأيام الماضيه .
تقدم نحو الداخل وصدم مما رأي ، فقد اضحی أثاث الفيلا عبارة عن ركام ، نظر له بصدمة جلية وتسائل كيف حدث ذلك ، فقد انقلبت الردهه رأسًا علي عقب ولم تعد صالحه للإستعمال .
حرك الرجل رأسه مبديا استياءه مما رآي .
أتی مالك من الخلف وحدثه بعصبية:
- انت ايه اللي دخلك هنا يا حيوان .
انتفض البواب من مكانه وارتعدت اوصاله ، ثم أستدار بجسده وصدم من هيئته الغير مهندمه ، ونبات بعض الشعر اسفل ذقنه، وشعره الأشعث ، فحدجه مالك بنظرات شرسة وهو يعيد سؤاله :
- ايه اللي دخلك هنا يا حيوان ، يلا أنطق .
البواب بتوتر جم :
۔ ا..أ.انا كنت جايب لحضرتك شويه طلبات .
مالك باهتياج :
- حد قالك اني عاوز حاجه ، بتدخل ليه من غير ما اقولك يا بني آدم انت .
الرجل بتلعثم :
۔ اسف يا بيه ..اصل الست ثريا كانت بتسأل و...
قاطعه بنبرة غاضبة :
- وانت بتنقلها اخباري بقي ، انت اللي بتقولها بجيب بنات هنا .
ارتعد البواب وتراجع للخلف خوفًا من تطاوله عليه ، فاستأنف مالك بصرامة :
- امشي اطلع بره وسبني لوحدي ، ولو دخلت هنا تاني مش هيحصلك كويس ..
اومأ رأسه بطاعة وهرول للخارج معاتبًا نفسه علي تدخله فيما لا يعنيه ، وأقتفی مالك أثره بانزعاج ، ثم نظر أمامه وقام بركل تلك الأريكه المبعثرة وهتف بغضب :
- بكره تشوفوا انا هعمل ايه ، هوريكوا كلكم ..........
________________________
وقف امامها يرتدي ملابسه ، فنظرت له وهمت هي بالنهوض لاففه جسدها بالملاءه ، وتقدمت منه قائله :
- رايح فين ، خليك معايا .
رد ماجد وهو يكمل ارتداء ملابسه :
۔ عندي شغل مهم ، ماينفعش أسيبه .
هانا بنبرة منزعجة :
۔ وشغلك دا اهم مني علشان تسيبني وتروحله .
ماجد باستغراب :
۔ ما احنا كنا مع بعض من شوية .
هانا بضيق :
۔ مع بعض من ورا الناس ، انا عارفه انت ليه مأجل جوازنا لحد دلوقتي ، ناقصك ايه ، تابعت بغيظ :
- ولا خلاص زهقت مني ، وشايف غيري .
رد ماجد بانزعاج :
۔ قولتلك مش جاهز لجواز دلوقتي ، اصبري عليا .
هانا بحزن :
۔ انا بحبك يا ماجد ، ومصدقتش نفسي لما طلبت ايدي .
هتف ماجد بنبرة متعالية :
۔ ودلوقتي بتنامي في حضني ، وبقيتي معايا في كل مكان ، وغيرك بيتمني اللي انتي فيه ، تابع مستهزءًا :
- نسيتي انتي كنتي ايه ..يا....يا هاله ...وكنتي عايشة فين ، كنتي في الزباله ، وانا اللي وصلتك لكده .
اغرورقت الدموع في عينيها ونكست رأسها متحسره علي حالتها ، فتنهد هو بقوه وشعر بها ،فتقدم منها وضمها اليه قائلاً بهدوء:
- انتي اللي وصلتيني اني أقولك كده ، انا مش عايز علاقتنا تبوظ ، لاني ببقي مبسوط وانا معاكي .
ثم ابعدها عنه قليلاً وتابع :
۔ وانت عجباني .
دنا منها وقبلها بهدوء معبرًا عن اعتزاره لما تفوه به ، ثم ابتعد عنها وتابع بجديه :
- خلاص يا هانا ، مش عاوز اسمع كلام في الموضوع ده ، وانا لما ابقي جاهز اتجوز ، هنبقي نتجوز علي طول ، خلاص يا حبيبتي .
اومات برأسها وردت بصوت متحشرج :
- خلاص يا حبيبي..............
______________________
تفاجأ بوجودها تدخل عليه ، نهض من مقعده غير مصدقًا رؤيتها امامه ، فاقتربت منه بسعادة جلية علي طلعتها وهي تنظر اليه ، حملق زين فيها متعجبًا منها واعتلت ملامحه فرحة بائنة لقربها منه ، نظرت له بعدم فهم وحدثته باستغراب :
- انت متضايق ولا ايه انك شوفتني .
دار حول المكتب متجها اليها وهو محدقًا بها ، ووقف قبالتها قائلاً :
- انتي جيتي ازاي؟ .
ضحكت نور بصوت عالي ، وضحك هو الآخر متذكرًا ما حدث بينهم قبل ذلك ،فاستأنف بفرحة :
- انتي اول مرة تيجي هنا الشركة .
نور بسعادة مطلقة :
۔ وهاجي علي طول هنا ، علشان بتوحشني
زين بحب : وانتي كمان بتوحشيني .
نور بدلال :
۔ انا جيت نتغدي برة النهاردة ، عايزه أخرج معاك ونتفسح شوية .
زين بابتسامة فرحة:
۔ النهارده هيبقي ليكي انت ، قوليلي بس عاوزه ايه وانا أعمله يا روحي .
نظرت اليه بتفكير ، ثم عبست ملامحها وزمت شفتيها ، فتعجب زين منها واستطرد متسائلاً :
- ايه اللي زعلك؟ ، انتي كنتي كويسه من شويه .
ردت نور بامتعاض :
۔ ايه اللي قاعده بره دي .
زين بتخمين : تقصدي السكرتيره .
اومأت راسها وردت بضيق :
۔ انا مش حباها ، لازم تمشي .
زين بتعجب :
۔ ليه يا نور ، دي شغاله كويس ، فهميني امشيها ليه
ردت بايجاز : بغيِر .
زين بتأفف :
۔ هتغيِري من السكرتيرة، هو انا هبصلها برضه .
نور بتلميح :
۔ ما انت بصيت لغيرها ، وكانت واحدة لمؤاخذة .
بهتت تعابيره وهو ينظر لها ورد بضيق داخلي :
- خلاص يا نور ، انسي بقي الموضوع ده ، انتي مراتي دلوقتي ، واكيد مش هبص لغيرك وانتي معايا .
نور بمغزي : بجد يا زين ، يعني مش هتبص لغيري .
زين بعدم تصديق : انتي مش واثقه فيا يا نور .
نور بابتسامة زائفة : واثقة ، اصل لو عملتها مش هيحصل كويس .
زين بنبرة واثقة : ودا مش هيحصل ابدا ...................
________________________
القي البواب علي مسامعها ما فعله به ، وما حدث بالداخل من تخريب ، غير هيئته التي باتت مُبَعْثَرة وغير مرتبة ، انتفض قلب ثريا بارتجافه حزينة علي ابنها ، وتوجهت للداخل وهي تمقت نفسها علي تخليها عنه ووجوده بمفرده يقاسي ويلات همومه واحزانه دون ونيس .
تقدمت للداخل وشهقت مصدومة من هول المنظر ، وأضطربت أكثر من حالته التي تسوء وخشيت ان يصيبه مكروه ما ، دارت ثريا حولها متفحصه الأثاث الذي بات في طي النسيان ، وتوجست من ضراوة افعاله التي ستصيب حتمًا اقرب ما لديه .
لم تتواني في ثبوتها في موضعها ، حتي صعدت للأعلي متجها لغرفته ، هرولت في مشيتها وتعثرت أكثر من مرة غير مكترثه لهيئتها ، ففطرتها الأموميه تحفزها علي رؤيه ما يعانيه فلذه كبدها ، ولجت غرفته وجدته منكبًا علي نفسه ومنكمشًا في الفراش وحالته غير مطمئنه .
نظرت ثريا له بأسي ، ودنت من الفراش وجلست بجواره ، وجهت بصرها لوجهه من الناحية الأخري وجدته غافي غير مدركًا لما حوله ، وضعت يدها علي رأسه عفويًا ومررتها بلطف ، وقامت بضمه لحضنها بحنان لم تعهده من قبل ، شعر مالك بها ، وفتح عينيه وادار رأسه ناظرًا اليها ، ثم ابتسم بسخرية وتحدث بنفور :
- جايه ليه ، دلوقتي افتكرتي ان ليكي ابن .
حركت رأسها حزنًا ولا إراديًا خانتها عبراتها لتنهمر علي خديها ،قسي قلب مالك وهو يطالعها غير مبديًا شفقه عليها ، بل نهض من الفراش بملامح جافه وحدق فيها قائلاً بامتعاض :
- جايه ليه ، انا مش عايز اعرف حد فيكم ، ولا عايز حد يسأل عني ، انا بكرهكم كلكم ، سمعاني ، بكرهكم كلكم .
نهضت ثريا ودموعها مغرقة وجنتيها ، وردت بنبرة متحسرة :
- ليه يا ابني كده ، كلنا بنحبك ومحدش .....
قاطعها بعصبية :
۔ قولت سيبوني لوحدي ، وروحي لجوزك ، انا مش عايز اعرف حد فيكوا .
انفعلت ثريا من اسلوبه الفظ وهتفت معنفة إياه :
- ايه الكلام اللي بتقوله ده ، انت اتعلمت قلة الأدب دي فين ، كل دا علشان ايه ، حبيت واحده وهي بتحب غيرك ، انت لأول ولا آخر واحد يمر بموقف زي ده ، فوق يا ابني قبل ما تخسر اللي حواليك ، تابعت وهي تنتحب بشدة :
- خايفه يجرالي حاجه قبل ما اطمن عليك ، انا امك ومش عيزاك تندم علي حاجه ، انت الشيطان مسيطر عليك ، علشان خاطري يا ابني ، اسمع كلامي ، انا امك ويهمني اشوفك مبسوط.
ثم تعالت شهقاتها الحارقة ، وشعر مالك بالشفقة عليها لوهله ولكن وضع علي قلبه كومه من الجليد لتمنيه الإنتقام فقط ، ظنًا منه خيانتهم له .
نظرت له ثريا بأعين محتقنه متعجبه من قساوه قلبه ، ولكنها تصلبت أمامه وحدثته بقوة رغم الوهن الذي بداخلها :
- روح احلق دقنك دي ، وعيش حياتك قبل ما تضيعها ، وبكره تندم لو عملت حاجه غلط ، وهتقول ماما قالتلي ، يا رتني كنت سمعت كلامها ، تابعت بانزعاج :
- انا هكلم مهندس ديكور يجي يشوف البهدله اللي عملتها تحت دي.
تأفف هو وادار رأسه بعيدًا عنها ، وحدجته هي بنفاذ صبر وتابعت :
- ربنا يهديك................
______________________
ضجرت من الجلوس في المنزل وترك زوجها لها الأيام الماضية، رغم معاتبتها لنفسها بكلمة عفوية لم يخيل ان توصله للغضب منها ، شعرت سلمي بالوحدة لعدم رؤيته امامها رغم قرب المسافات ، فتركت من تحب وابتعدت من أجله ، ولكنه تخلي عنها ، أخذت ابنتها وقررت التمشي قليلاً بها ، فدائما ما تحب الجلوس امام المياه لتسرح بخيالها قليلاً وتجد في ذلك راحه البال وتؤنس وحدتها ..
وقفت الخادمة خلفها وحدثتها بعملية :
- هتتأخري يا سلمي هانم؟
ردت سلمي بهدوء زائف :
۔ لا يا هناء ، انا هتمشي علي الشط شوية
هناء بجديه : طيب آجي معاكي اشيل البنت .
سلمي بنفي : لأ...انا هخرج انا وهي شوية، يلا سلام .
همت سلمي بالخروج واوصدت الباب خلفه ، وتوجهت للمصعد لتستقله ، أتت سيدة من الخلف يظهر عليها الترف ، وقفت تلك السيدة بجانبها وابتسمت لها بعذوبة وحدثتها :
- اهلا مدام سلمي ، مبسوطة قوي اني شوفتك .
سلمي باستغراب : أنتي تعرفيني! .
ردت السيدة بابتسامة ذات معني :
۔ طبعًا ، فيه حد ميعرفش مدام سلمي في العمارة ، وزوجة الرائد معتز .
سلمي ماططة شفتيها بتفكير في حديثها :
۔ اهلا بيكي .
السيدة بنبرة متلاطفة :
۔ قوليلي يا رودي ، نفسي نبقي أصحاب
سلمي رافعة كتفيها : عادي ، معنديش مانع .
رودي بحماس : انا حاسه اننا هنبقي اصحاب قوي.....اصحاب ايه .....اخوات ان شاء الله..................
________________________
أتت الممرضه ووقفت أمامها ، ونظرت هي حولها قبل ان تتفوه بكلمه لكي لا ينكشف أمرها ، اطمأنت لعدم وجود أحدًا سواهم وتنهدت بارتياح ، فتلوت الممرضة بجسدها وحدثتها بنفاذ صبر :
- متخلصينا يا ست ، مافيش حد غيرنا ، قولي عايزه ايه بقي .
ردت بحذر وصوت خفيض :
۔ عايزاكي تساعديني أخرج من هنا .
الممرضة بتفكير : معاكي تدفعي .
ردت بنبرة سريعة :
۔ معايا فلوس كتير ، هديكي اللي انتي عوزاه ، بس ساعديني أخرج .
الممرضة متغنجة بجسدها : الفلوس الأول .
عبست بوجهها قائلة :
۔ اديكي فلوس ازاي وانا محبوسة كده ، مش لما أخرج الأول .
الممرضة باقتناع : طيب وانتي عايزاني اعمل ايه .
اجابتها بلهفة :
۔ هديكي عنوان واحد اعرفه انتي بس بلغيه بمكاني وهو هيتصرف .
ردت الممرضة بضيق زائف ونبرة ماكرة :
۔ انا خايفه ، دا انتي محكوم عليكي بالمؤبد ، وكل ده علشان ملاليم هتديهالي .
ردت بنفي :
۔ لا ابدًا ، شوفي عاوزه كام وانا هديلك .
قالت الممرضة بخبث :
۔ اما نشوف ، اديني بقي العنوان .
دونت لها عنوان الرجل واعطته لها وحدثتها بجدية :
- انتي بس قوليله هايدي اخت امين صاحبك ، وهو هيعرفني علي طول ، وهيفهم انا عاوزه ايه .
الممرضة لاويه شفتيها :
۔ طيب ، اما نشوف أخرتها ايه .
ثم دست الورقه في جيب البالطو الأبيض وسارت للخارج وهي تهمهم :
- سبوبه باين عليها سقع ، لازم اطلب مبلغ كبير .
جلست هايدي علي الفراش ناظره امامها بغضب وتوعد فَتَّاك ، وحدثت نفسها بغل :
- مش بعد ما ادَّعَيت اني خارصة الفترة اللي فاتت دي علشان ماينكشفش أمري ، هفضل في القرف ده ، لازم أخرج بقي من هنا ، وانتقم من اللي دمر حياتي وكان السبب في موت أخويا .
ثم نظرت امامها بوعيد وحقد واستأنفت بنبرة هلاك :
- موتك علی إيدي يا ثريا ، انتي وجوزك .........................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2)
تابع من هنا: جميع حلقات الجزء الثاني من رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا