-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2) - الفصل التاسع

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2).

الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل التاسع

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2)
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2)

رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل التاسع

أغمض عينيه قليلاً متهيـأ لمقابلتــه الوخيمة معهــا ، سرح وليد بفكره لخيانته لها في السـابق ومدي معاناتها عندما علمت بأنه مع أخري ، وما هي العواقب التي انبثقت منها ، واستسمحته زوجته كونه لم يقترف شيئًا ، ولكنه في تلك اللحظة علي وعي بما سيفعله ، وزكا بذلك ان زوجته من دفعته لسد ميوله الدفينة واحتياجاته كرجل بسبب إهمالها له ، جلس وليد يفكر مليًا في ذهابه إليها ، خاصةً رغبتها هي الأخري فيه، وأخذ قراره بالذهاب ، أرتدي ملابسه وتأهب لذلك ، ثم التقط مفتاح سيارته وهدج للخارج ....

هرولت ميرا حاملة ابنها بين ذراعيها ، ورآته في الممر العلوي متهيئًا لهبوط الدرج، استوقفته صارخة بنبرة قلقة مرتعدة:
- وليد ألحقني ، اياد سخن قوي وتعبان .
استدار اليها سريعًا واضطربت أعضاءه كليًا ، لم يتواني في الركض نحوها ، والتقف ابنه من بين ذراعيها قائلاً بقلقٍ جارف :
- ماله يا ميرا ، ايه اللي حصله؟ .
ردت ميرا ببكاء شديد :
۔ مش عارفه يا وليد ، انا خايفة عليه قوي .
وليد مهدئًا إياه رغم قلقه الساحق :
- اهدي يا ميرا ، يلا ناخده دلوقتي علي المستشفي .
ردت ميرا بموافقه :
۔ بسرعة يا وليد ، انا مش عارفه حصله ايه فجأة .
اومأ برأسه وضمه لحضنه وهرع به للأسفل ، وهي الأخري خلفه تتمتم ببعض الأدعية وهي تترجي ربها......
______________________

وصلوا إلی منزلهم في صمت ، جلس حسام علي الأريكة بهدوء ، وجلست مريم هي الأخري ملتصقة به ، ابتسم حسام ومررت يدها علي رأسه وظهره قائلة بحب :
- لسه زعلان يا حبيبي .
حرك رأسه بنفي ورد بهدوء زائف :
- لا مش زعلان يا حبيبتي ، طول ما احنا سوا انا مش عايز حاجة تانية .
مريم بابتسامة قالت : طيب وزين والصغير .
حسام بابتسامة هادئة رد :
۔ زين دا حبيبي ، كفايه اسمه علي اسم أعز اصحابي ، وأخو اغلي حاجه عندي .
مريم وهي تطوق عنقه :
- عايزاك متفكرش في حد تاني غيرنا ، انا وانت وزين وبس ، اي حد تاني لأ .
ضمها حسام اليه ورد بحب :
- وهو ده اللي هيحصل يا حبيبتي .
سلط حسام بصره خلفها ناظرًا لشيء ما ، عبست مريم بتعابيرها متعجبة منه ، ثم وجهت بصرها خلفها وجدت الخادمة تقوم بتنظيف الإطار المعلق علي الحائط ، وملابسها عارية ومثيرة ، حدجتها مريم بنظرات شرسة ، ثم استدارت ناحيته ورمقته بغيظ ، قامت بلكزه بقوة علي كتفه وعنفته :
- وانت اللي صعبان عليا ، ازعل ولا روح في داهية .
حسام بضحك وهم يمسك معصمي يدها :
- أعمل ايه يعني ، اي حد ممكن يبص .
قالت مريم بامتعاض :
۔ اي حد قليل الأدب ، بس انا من بكرة هشوف غيرها ..انا بقول أهو....
______________________

عاد من عمله بعد يوم مرهق ، صف زين سيارته أمام عوامته الخاصة وقام بالترجل منها ، لمحه الحارس فهرع اليه وهتف بلهفة بائنة :
- الحق يا سعادة البيه .
سأل زين بتعابير مقتطبة :
۔ فيه يا ايه يا بني آدم انتي ، مالك ؟.
رد البواب وهو يلتقط انفاسه :
- الست نور يا سعادة البيه ، خرجت من العوامة وكانت بتجري ، وسألتها رايحة فين مردتش عليا.
قال زين بعدم فهم :
۔ يعني ايه كانت بتجري ، تعبانه يعني .
رد البواب بجهل :
- معرفش حاجة يا سعادة البيه ، دا خرجت من العوامة وسابت الباب مفتوح ، وركبت تاكسي من علي الطريق.
شرد زين بفكره قليلاً قائلاً :
- هتكون راحت فين ، ليكون بابا تعبان .
تجهمت تعابيره متحيرًا في خروجها المفاجئ بتلك الطريقة الغامضة ، توجه زين للعوامة وصعد عليها ، تقدم من الباب وولج للداخل ناظرًا حوله بتمعن ، لفت نظره تلك المزهرية المحطمة ، سار نحوها زائغًا فيما حدث في غيابه ، تطلع علي محتويات العوامة من الداخل وجدها كما هي ، أزدادت حيرته واضطر لمهاتفه والده ، فربما ذهبت اليه وحدث ما لم يعلمه ، اخرج هاتفه ليتصل به ، ولكنه تفاجئ بعدد كبير من المكالمات الصادرة منها ، توجس زين من الموقف وفطن حدوث مكروه ما ، هم بالإتصال بها اولاً ، ولكنه تفاجئ بأنه مغلق مما أجج قلقه عليها ، لذلك هم بمهاتفة والده سريعًا لسؤاله عليها .
أتاه صوته فتحدث زين بلهفة قلقة :
- بابا ...........نور عندك؟ .
رد فاضل باستغراب :
۔ لا يا ابني مجتش هنا ، انت متعرفش هي فين ؟.
رد زين بحيرة :
۔ لا يا بابا ، هي اتصلت بيا كتير ، بس مخدتش بالي من التليفون ، وانا كان عندي أجتماع مهم قوي ومخدتش بالي .
هتف فاضل بضيق :
- يعني ايه متتصلش بمراتك وتطمن عليها وهي لوحدها ، ازاي متكلمهاش وانت في شغلك .
زين مبررًا :
- يا بابا انا علي طول بكلمها ، بس النهارده كنت مشغول ، وقالت ان هي اللي هتعمل الأكل ، علشان كده مفكرتش اتكلم .
قال فاضل بانفعال :
- دور علي مراتك ، اتصل بأختك يمكن تكون عندها ، ولا هتقف تستناها راحت فين .
رد زين بانصياع ونبره قلقه :
- حاضر يا بابا ، انا هتصل بيها تاني ، يمكن تفتحه وترد عليا.
قال فاضل بجدية :
۔ اتصل بأختك ، مافيش حد تاني ممكن تفكر تروح عنده .
تنهد زين بضيق وأنهی إتصاله معه ، وكلحت تقاسيمه وهو يدور حوله محاولاً استنباط ما حدث ، خاصةً تلك المزهرية المحطمة وأتصالاتها المتكررة له ..
هدج زين للخارج وجد الحارس أمامه ، أشار له بيده بأن يأتي ، فتقدم الحارس منه منتظرًا اوامره ، سأله زين بتعابير متجهمة :
- كان شكلها عامل إزاي لما خرجت؟ .
الحارس بتذكر وهو يسرد ما رآه :
- انا يا سعاده البيه كنت قاعد ..لقيتها فتحت الباب وكان شكلها زي ما يكون خايفة ، او زعلانه ، انا مش عارف .
سأل زين باهتمام : فيه حد جه هنا ؟
رد الحارس بنفي : لا يا بيه ، محدش جه خالص .
قال زين بتفهم :
۔ طيب ، خليك انت هنا وراقب المكان كويس ، ولو وصلت تكلمني ، فاهمني كويس .
رد الحارس بطاعة:
۔امرك يا سعادة البيه .

هبط زين العوامة سريعًا متجهًا لسيارته ليستقلها ، ثم دلف للداخل وامسك بهاتفه لمحادثه أخته متمنيًا وجودها عندها ، انتظر زين ردها عليها ، وهو يخبط بأطراف أصابعه مقود السيارة متلهفًا لفهم ما حدث ، ردت عليه أخته ، فسألها دون مقدمات :
- نور عندك يا مريم .
ردت مريم بنفي :
۔ لا يا زين مش عندي ، انا حتي مشوفتهاش خالص بقالي كام يوم .
قال زين بقلق :
۔ اومال هتكون راحت فين ، انا مش عارف أسأل مين .
مريم مهدئة إياه قالت :
۔ أهدي يا زين ، ومتكبرش الموضوع .
رد زين بضيق جلي :
- أزاي مكبرش الموضوع ، بقولك مراتي رجعت ملقتهاش ، واتصلت بيا كتير ومخدتش بالي ، والبواب بيقول انها طلعت تجري وركبت تاكسي ، كل ده وعايزاني اهدي .
هتفت مريم بقلق :
۔ ايه اللي بتقوله ده ، دا الموضوع ميطمنش كده .
زين بحزن وقلة حيلة قال:
۔ اعمل ايه بس ، ابلغ البوليس يعني .
قالت مريم بتروي :
۔ استني يا زين ، احنا مش عايزين نكبر الموضوع واحنا منعرفش ايه اللي حصل .
قال زين بضيق :
۔ يعني اعمل ايه؟ .
ردت مريم بتفهم :
۔ روح عند بابا ، وانا وحسام هنحصلك علي هناك ، وكلنا ان شاء الله هنتصرف ونفكر كويس ، ومش بعيد تلاقي الموضوع بسيط وتكون راحت مشوار مهم ولا حاجة .
قال زين بتمني :
۔ يا رب يا مريم ، انا خايف عليها قوي ، خصوصًا بقالها كام يوم تعبانه .
تفهمت مريم حزن اخيها وحدثته بتأني :
- أهدي يا زين ، وان شاء الله خير .
قال زين بتنهيدة :
۔ ان شاء الله ، اردف في نفسه بقلة حيلة :
- يا تری انتي فين دلوقتي يا نور ...
______________________

وقفت امام ذلك المبني وتيقنت انه هو المنشود ، تقدمت للداخل صاعدة لرقم الشقة التي اخبرها بموصفاتها ، استقلت نور المصعد وهو تصك كلتا يديها للتحكم في تلك الإرتجافه التي استحوذت عليها ، وجف حلقها من كثرة التوتر الذي انبعث في ثنايا أوصالها ، وقف المصعد وأصدر طنين الوصول ، ظلت لبرهه واقفه فيه متهيئة لتلك اللحظة، وهمت سريعًا بالخروج قبل ان ينغلق عليها مرةً اخري ، كأنه يدفعها للتقدم نحو جحيمها ورؤية ما لا تريده .
سارت بخطوات متباطئة وهي تدنو من باب الشقة ، نظرت للباب بشرود واخذ يدور في رأسها سيناريوهات لما يحدث بالداخل ، وابرزها وجوده بأحضانها ويختلي بها في الفراش ، تشنجت تعابيرها ووضعت يدها علي رأسها لتوقف ذلك الشرود الذي يصيبها بالضراوة وربما تفتعل امرا سيقذفها حتمًا إلي نهايتها .
أخذت نور قرارها بالتقدم ، وبدات في طرق الباب بعصبية جلية، وهي تتسارع في أنفاسها ..
تفاجأت اثناء طرقها بفتح الباب ، ومن قوه طرقها كادت ان تنكب علي وجهها ، ولكنها اعتدلت ومدت رأسها ناظرة لداخل الشقة ، تقدمت للداخل خطوات معدودة ونظرت خلف الباب ولم تجد أحدًا ، نظرت امامها بحيرة، وأَرْتَج الباب من خلفها ، فانتفضت مكانها واستدارت ناظرة اليه باستغراب ، واضطربت أكثر حينما حدثها من الخلف بصوته المألوف لها :
- اصله إلكتروني يا حبيبتي .
استدارت بجسدها ناظرة له بصدمة علي طلعتها وهي محدقة به غير متفهمه وجوده هنا ، بينما ابتسم لها بمغزي وهو يرفع جهاز التحکم عن بُعد وأستطرد وهو يحركه أمامها :
- بيتقفل بالريموت يا حبيبتي ، شوفتي شقتنا حلوة ازاي ، كل حاجة فيها حديثه .
لم تختفي الصدمة من علي ملامحها وهي تحدق به ، ولم تتفهم حتي الآن وجوده رغم انه من أبلغها بخيانة زوجها ، حاولت تهدأه نفسها قليلاً وسألته بعدم فهم :
- انت بتعمل ايه هنا ، وزين فين .
ضحك مالك بصوت عالي قائلاً بنبرة خبيثة :
- زين مافيش خلاص ، فيه مالك وبس .
نور بملامح عابسة :
- تقصد ايه ، وايه الكلام اللي انت قولته ليا ده .
بدأ مالك في السير تجاهها وهو يحدجها بنظراته الغامضة ، توترت نور داخليًا جاهله لسبب وجودها حتي الآن وفيما يريده منها ، وارتجفت من اقترابه تجاهها ومن نظرته لها ، وقف أمامها قائلاً بنبرة موحية تفهمتها علي الفور :
- انا بحبك يا نور وعاوزك ، انتي النهارده هتبقي بتاعتي يا نور ، وهترجعيلي ، لأنه خدك مني .
شهقت نور مصدومة من نيته السفيهة فيما ينتويه معها ، وادركت خدعته الوقحة في قدومها اليه ، توجست نور خيفةً من تنفيذ ما يبتغيه منها ، وتراجعت للخلف وهي تهتف بشراسة :
- اوعي تقربلي ... هموتك وأموت نفسي .......
________________________

في شرم الشيخ داخل مديرية الأمن بالمدينة، جلس مجموعة من الضباط حول تلك الطاولة الكبيرة ، وترأسها اللواء المكلف بالمهمة ، وحدثهم بنبرة جادة :
- الصفقة اللي هيعملوها المرة دي ، كبيرة جدًا ، ومشترك فيها ناس كبيرة قوي ، ومش لازم نضيع الفرصة دي في القبض عليهم ، أحنا بيجيلنا معلومات عليا بأن التنفيذ هيتم قريب ، ومعني الكلام ده ان إحنا نفضل مفتحين عينينا الاربعة وعشرين ساعه وما نغفلش لحظة
قال ضابط ما برتبة مقدم بنبرة عملية :
- احنا مأمنين المداخل والمخارج يا فندم ، علشان أحنا لحد دلوقتي منعرفش هيسلموا البضاعة لبعض عن طريق ايه .
اللواء بتفهم :
- فعلاً ، دايمًا بيغيروا خططهم في مكان التسليم ، وغالبًا بيبقي شماعة بيداروا وراها لغاية اما تنتهي .
قال معتز بنبرة متفهمة :
- انا بقترح كمان يا فندم نأمن بعض الاماكن في الصحرا ، لان بيبقي فيه طرق سرية احيانا بيستخدموها في الهرب .
اللواء بموافقه :
- وهو ده اللي هيحصل ، ومن دلوقتي الكل مكلف بعده مهام ولازم يقوم بيها بحرفية ، عايزين ننضف البلد من الأشكال دي بقي...........
______________________

أرتدت ذلك المعطف الخاص بالممرضات وتنكرت فيه ببراعة لتتمكن من الهروب ، اشار لها أحد الرجال المتنكرين بأن تنجز لكي لا يراهم احد ، فأومأت برأسها عدة مرات وارتدته بسرعة وهي تسارع انفاسها المتوتره خيفه من فشل خروجها من ذلك المكان ، انتهت هايدي مما هو مطلوب منها ، واسرعت للخارج ناظرة حولها بحذر ، اشار لها الرجل مرةً أخري بان تتقدم سريعًا ، فركضت نحوه ملتفتة حولها بخوف ،وقفت بين الرجلين وهدأت من ركضها وسارت بينهم بهدوء زائف حتي لا ينكشف أمرها ، عرجوا للسلم الخلفي ليدلفوا من باب الطوارئ كما الخطة التي رسمتها الممرضة المعاونة لها في الهرب ، والتي تفاجأوا بها واقفه أمامهم تسد الباب بجسدها وتمنعهم من الخروج ، توجست هايدي من تغير رأيها ، ولكن الممرضة تشدقت بنبرة ساخطة :
- هتمشي كده علي طول ولا ايه ، انا عايزه فلوسي ودلوقتي ، وقبل ما تخرجي من هنا .
ردت هايدي بجدية :
۔ هتاخدي والله اللي انتي عوزاه ، بس أخرج من هنا .
هتفت الممرضة بضيق :
۔ يبقي ما فيش خروج ، هتدفعي ولا .....
تفهمت هايدي مقصدها ونظرت حولها بحيرة لعدم أمتلاكها لأي أموال في الوقت الراهن ، وكادت ان تتحدث ولكن احد الرجال اللذين معها رد عليها هو بخبث :
- عاوزه كام يا ست الدكتورة .
ردت الممرضة بتهكم :
۔ عاوزه عشر الاف جني (جنيه) .
قال الرجل بموافقة : انتي تؤمري .
ثم مد يده داخل سترته وأخرج سلاحًا ابيضًا وباغتها دون مقدمات بطعنة نافذة داخل صدرها ، اخرجت شهقة مكتومة توحي بخروج روحها الي بارئها ، وارتمت علي الأرضية لافظة انفاسها الأخيرة ، صكت هايدي علي خديها وهتفت بزعر :
- أنت اتجننت ، ازاي تقتلها ، كده ممكن نروح في داهية
الرجل بلا مبالاة :
- هي اول مرة نقتل ، وبعدين كان معاكي تديلها حاجه .
هتفت هايدي بانزعاج :
۔ كنت هتصرف واقنعها ، احنا ناقصين مصايب .
قال الرجل الآخر بتذمر :
- جري ايه يا مدام ، احنا هنقف جمبها لحد ما يجوا يمسكونا ، مش يلا ننجز في اليوم اللي مش فايت ده .
حدجتهم هايدي بضيق ، وقررت الفرار سريعًا من المكان قبل اكتشاف الجريمة............
__________________________

جلس بجانب طفله هو وزوجته ، ربت وليد علي صدره بهدوء ليغفي الصبي قليلاً ، ابتسمت ميرا وهي تتطلع علي مدي حنانه العميق لطفله ، ولهفته التي سبقتها في القلق عليه ، دنا وليد منه مقبلاً جبهته قائلاً بصوت خفيض :
- ربنا يحميك يا حبيبي ، الحمد لله ، جت سليمة ولحقناك.
ميرا بتأكيد :
- الحمد لله ، انا مكنتش عارفه هتصرف ازاي لو كنت لوحدي ، او اني ملحقتكش وانت ماشي .
قال وليد بهدوء :
۔ المهم ابننا كويس وربنا سترها ، اصل الحمي دي مش حلوة للأطفال ، خصوصًا انه لسه صغير .
لاحظت ميرا رنين هاتفه الذي لم يكف عن الإتصالات المتكررة ، حدثته باستغراب :
- تليفونك بيرن يا وليد، ما ترد يمكن شغل او حاجة مهمة
ازدرد وليد ريقه ونظر لهاتفه وجدها نهله ، ثم وجه بصره لزوجته ورد بابتسامة زائفة :
- هروح أشوف مين وأجيلك يا حبيبتي .
ميرا بابتسامة : روح يا حبيبي .
نهض وليد واتجه للخارج وابتعد قليلاً عن الغرفة ثم رد هامسًا بانفعال :
- انا مش قفلت في وشك اكتر من مرة ، يبقي تفهمي وتبطلي الزن بتاعك ده .
نهله بنبرة منزعجة هتفت : افهم ايه ، انت بطلت تجيلي .
رد وليد بنفاذ صبر :
۔ يوووه ، انا ابني تعبان وفي المستشفي دلوقتي ، مش معقول هسيبه علشان اجيلك .
سألت نهله بضيق : طيب هتيجي امتي؟ .
رد وليد بتأفف :
۔ مش عارف ، انا ابني تعبان ومش هسيبه .
قالت نهله بامتعاض :
۔ طيب يا وليد هستناك ، بس متتأخرش عليا .
لم يرد عليها حيث أغلق هاتفه وتنفس بهدوء حتي لا تشك زوجته في أمره وولج للغرفة مرةً أخري ....

كزت نهله علي اسنانها بغيظ ، وقفت في منتصف الغرفة ناظرة حولها ، فقد زينتها متأهبة لقدومه إليها ، ثم توجهت لزجاجه الخمر والقتها بعصبيه وتناثر ما بها علي محتويات الغرفة وهتفت بغل :
- لازم يتعب يعني النهارده ....ربنا ياخده هو امه...
______________________

توجه لفيلا والده ووجد الجميع بانتظاره ، تقدم زين نحوهم بهيئة كالحة حزينة ، شعر والده به ، ولذلك نهض وقابله قائلاً :
- اهدي يا زين ، تلاقيها راحت هنا ولا هنا .
قال زين بنبرة حزينة :
- أهدي ايه يا بابا ، بعد اللي عرفتوه ده ، وبتقولوا عادي ، انا هتجنن عليها ، وخروجها بالطريقة دي قلقني عليها ، يا تري ايه اللي حصل .
قال فاضل بمعني : أتصلت عليها .
رد زين بنبرة ساخرة وهو يمد يده بهاتفها :
- لقيت البواب بينادي عليا قبل ما آجي وبيقول دا تليفونها ، ووقع منها وهي بتجري .
قال فاضل بقلق :
۔ كده الموضوع ميطمنش ، لازم نتصرف .
حسام متدخلاً بجدية:
۔ كلموا بوليس النجدة وهو يدور عليها .
ردت مريم باستنكار :
- يا جماعه دي مش مخطوفة ، هنكلم البوليس نقوله ايه ، خرجت من البيت ومش عارفين راحت فين..
هتف حسام بامتعاض :
۔ هو إحنا في إيدينا حل تاني ، ولا هنقعد نستني لما يحصلها حاجه .
قال فاضل بحيرة : يا تري روحتي فين يا نور .
قال زين بنبرة منفعلة :
۔ انا مش هقف كده ، انا هروح ادور عليها .
سأله فاضل بحزن : هتروح فين بس يا ابني؟ .
رد زين بضيق :
- اي مكان ، هلف عليها الشوارع كلها ، دي مراتي يا بابا ، وحبيبتي ، عايزني اقعد استني لغايه امتي .
قال حسام بجدية :
۔ تعالي يا زين ، هندور سوا في كل مكان .
ثم هدج الإثنان للخارج سريعًا ، وتتبعهم فاضل بحزن جلي ، جاءت فاطمه من الخلف وربتت علي ظهره واردفت لتهدئته :
- روق يا فاضل ، انت تعبان ، ان شاء الله هيلاقوها .
قال فاضل متنهدًا بضيق :
۔ يا رب يا فاطمه ، يا رب .

جاءت ساره من الخارج وحدقت في هيئتهم الحزينة ، خاصه رؤيتها لزين وأخيها بالخارج وهم يسرعوا بالسياره ، وزاد فضولها لمعرفه ما يحدث ، ووقفت امامهم وتسائلت :
- خير يا جماعة ، في حاجه حصلت ؟.
ردت فاطمه بحزن :
۔ نور يا ساره ، خرجت من البيت ومش عارفين راحت فين .
قالت ساره باستنكار :
۔ وهو ده اللي قالقكم ، ما يمكن راحت مشوار .
ردت فاطمه بتمني :
۔ يا رب يا بنتي ، ويرجعها بالسلامة .
قالت ساره لاويه شفتيها بنبرة خفيضة :
- كل ده علشان الست نور خرجت ومش عارفين راحت فين ، يا بختها ، الكل هيتجنن عليها.....
________________________

أحكم قبضتي يديها خلف ظهرها ، وطالعها برغبة جلية وهو يمرر بصره علي تقاسيم وجهها الذي يعشقه لحد الجنون ، بينما اهتاجت نور محاولة دفعه بعيدًا عنها وهي تهتف بنبره عنيفه :
- أبعد عني ....اوعي تقربلي .
لم ينصت لها حيث دنا بوجهه عازمًا علي تقبيلها واخذ مراده منها ، حركت نور رأسها يمينًا ويسارًا بحركات عنيفة رافضة قطعيًا ما يفعله ، وقامت لا إراديًا بخبط رأسها في وجهه ، فتألم الأخير وتركها واضعًا يده علي أنفه التي آلمته بشدة ، نظرت نور للباب وتوجهت صوبه ، ولكنه كان الأسرع حيث حاوط خصرها من الخلف وسحبها نحو الداخل ، صرخت نور مستغيثه وهتفت ببكاء:
- لو بتحبني يا مالك سبني ....هموت نفسي لو قربتلي
رد مالك بنبرة متلهفة :
- بحبك يا نور ، مش بعد ما عملت كل ده هسيبك تمشي .
تلوت بجسدها بقوة لإفلات يديها من حولها ، وقامت بغرس أظافر يدها في يديه ، مما أجبره علي تركها ، وعفويًا سقطت علي الأرضية ، تراجعت للخلف ، واسرع مالك اليها محاولاً إمساكها مرةً أخري ، ولكنها باغتته بعده ركلات حادة لمنعه من التقرب لها ، وكانت اكثرها في صدره ، ولم تكن تعلم بأنها علي وشك فقدان ما لم تعلم به حتي الآن ، واضحت ركلاتها الشرسة النقطة الجازمة لوجود تقلصات عنيفه أسفل بطنها ، آلمتها بقوة ، ولم تبالي بحدتها التي تزداد تدريجيًا ، فشاغلها هو إبعاده عنها ، تملك مالك منها وامسك بكفي يديها وثبتهما علي الأرضية ، وظلت نور ببكاءها الحارق تهتاج رافضة له ، بدأت تجفل عيناها تدريجيًا وظنّت رؤيتها لأطياف تمر من حولها ، سيطر عليها الألم بقوه وغزا بطنها بقسوة ، وارتخت عضلات يديها من مقاومتها له ، نظر لها مالك متعجبًا من ضعفها المريب ، ابتعد قليلاً عنها خوفًا من إصابتها بمكروه ما ، واستند بيده علي الأرضية ليرتد للخلف بعيدًا عنها ، لاحظ ملامسه يده لسائل ما ، وجه بصره اليه وتفاجأ بدماءها من حوله ، شهق مالك مصدومًا وهو يري ذلك الموقف ، ونظر لها مشدوهًا لما اصابها ، حدق فيها مالك بفزع وقلق سافر ، وبدأت هي بالإستسلام لذلك الألم الحاد اسفل بطنها ، وذلك الدوار العصيب وهو يتوغل لرأسها وارضخت له وأغمضت عينيها فاقدة للوعي...................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة