مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2).
الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).
الجزء الأول من هنا: رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل الثامن والعشرون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت (ج2) |
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2) - الفصل الثامن والعشرون
- عاوز مين يا سعادة البيه .
ردت ماجد بابتسامة زائفة علي زاوية فمه :
- انا كنت جاي عاوزك انتي .
حركت رأسها بجهل وهتفت بعدم تصديق :
- انا يا سعادة البيه .
رد بابتسامة ماكرة :
- مش هتقوليلي اتفضل ولا إيه .
أفسحت له الطريق وهي تردد بترحيب عظيم :
- اتفضل يا بيه ، ودا اسمه كلام ، دا بيتك .
خَطَا ماجد بقدمه نحو الداخل وهو يجوب ببصره المكان ، لوهلة شعر بالشفقة عليها وادرك سبب تقبُلها العيش معه وهو رغبتها للمال والعيشة المرفهة التي تحلم بها ، تحرك ماجد نحو الداخل ليجد السبيل بنفسه ، وجد ذلك الرجل المُمدد علي الأريكة وعلي الفور كلحت تعابيره من وجوده ، اعتدل الرجل وهو يتفحص هيئته من رأسه لأخمص قدمية بتعجب من وجود شخص كهذا في قلب منزله ، هتف الرجل باكتهاء وهو ينهض :
- خير يا سعادة البيه ، اتفضل .
رد ماجد وهو يحاول التعامل باريحية معهم حيث جلس علي الاريكة وهو يبتسم لهم بمعني :
- انا كنت جاي في موضوع مُهم قوي ، ثم اخرج دفتر شيكاته وهو يبتسم بمكر واستكمل حديثه :
- عاوزين كام ، وكل اللي هتطلبوه انا هدفعه .
حدق الإثنان فيه ببلاهة جلية غير مستوعبين ما يتفوه به هذا الرجل ذو الهيبة ، بينما حافظ ماجد علي ابتسامته الصفراء ووضح لهؤلاء الأغبياء ما يريده :
- انا هدفعلكم اللي انتوا عوزينوا مقابل هالة ، انا عاوز هالة ، قولتوا أيه .
صمت ماجد يراقب ردة فعلهم حيث وجد فرحة والدتها ، وعن هذا الرجل تفاجىء بعبوس تقاسيمه مما جعله يتعجب أكثر ، هتفت سعاد بسعادة مطلقة :
- تحت أمرك يا بيه ، هو انا هلاقي لبنتي احسن منك فين .
ابتسم لها ماجد بتصنع ، بينما هتف هذا الرجل بعدم رضي :
- ايه الكلام ده ، احنا معندناش بنات ، وهالة هتفضل قاعدة عندنا .
نظرت له سعاد قاطبة الهيئة وحدثته بامتعاض :
- وانتي مُتمسك بيها كدة ليه ، دي بنتي وانا حرة اجوزها لمين ، انت حياله جوز أمها .
لوي ماجد زاوية فمه بسخرية ، ثم قال بجدية :
- يبقي اتفقنا يا مدام ، عاوزة كام علشان هاخدها معايا دلوقتي.
جلست هانا بغرفتها وقد كانت شاردة ، وقطع شرودها هذا اصوات تتحدث بالخارج ومنهم صوت والدتها التي تهتف بفرح ، تعجبت الأمر ولهذا نهضت متوجهة للخارج لرؤية ما يحدث .
وقفت هانا امام غرفتها محملقة فيه عندما وجدته جالس بقلب بيتها ويعلو ثغره ابتسامة اخافتها ، تجمدت موضعها وشحب وجهها فجأة ، بينما استدارت والدتها نحوها وهتفت بفرحة بائنة مشيرة بيدها علي ماجد:
- تعالي يا هالة ، شوفي البيه جاي طالب ايدك .
نظرت له بصدمة فهي تعرفه جيدًا فطالما اراد اذلالها ، حزنت هانا لمعاملته الرخيصة في حقها ، ابتسمت في نفسها بسخرية مُدركة معاملته القاسية معها وعليها الآن الاستسلام لمصيرها المجهول معه ..........
_________________________
طلب زين توصيل الغداء لمكتبه حيث أَصَر علي تناولهما الطعام سويًا ، وافقت نور لرغبتها هي الأخري في البقاء معه والتحدث كما السابق كعادتها التي تعشقها حينما تكون بالقرب منه ، تناول الإثنان طعامهما مع الشعور بجو الألفة بينهم ولا يشوب علاقتهم مشاكل ما ، شعرت نور بافتقادها هذا الجو ودق قلبها تريد العودة معه ، وعن زين رغم عدم وجودها معه ظل يحرص علي التقرب منها وعدم تركها بمفردها فهو يعلم ما تمر به ورسم الهدوء رغم عدم ارتضاؤه لما تفعله مُدركًا مدي تعلقها به ، انتهوا من تناول الطعام ثم وجه بصره نحوها وهتف بابتسامة ذات مغزي :
- مش بعرف أكل غير وأنتي معايا ، لو بتحبيني أبقي كويس يبقي ناكل سوا علي طول .
نور بابتسامة حزينة :
- أسفة يا حبيبي ، غصب عني صدقني ، استأنفت بتردد :
- زين أنا كنت عايزة حاجة كدة .
اخفي زين ابتسامته لمعرفة ما تريده منه ، حيث رد عليها بجهل زائف :
- قولي يا حبيبتي عوزة ايه وانا أعمله علي طول ، تابع بمكر :
- وهتلاقيه قدامك في ثانية .
ازدردت ريقها وردت بتوتر وهي تنكس بصرها للأسفل :
- كنت عايزة فلوس علشان الجامعة والكتب بتاعتي وكدة .
اتسعت ابتسامته لصدق حدسه ، هتف بجدية :
- وزي ما وعدتك من شوية ، اطلبي هتلاقيه قدامك .
ظنت نور من حديثه اعطاءها المال ، ولكنه فاجئها حين انحني بجسده ليخرج شيئًا ما من تحت الطاولة ، دُهشت نور عندما رأت الكتب الخاصة بجامعتها والتي كانت تنتوي شراءها ، رمقها زين بخبث جعلها تشعر بالفرحة لاهتمامه المتفاني في اسعادها
والتفكير الدائم بها ، كل ذلك جعله هو الرجل الأول والأخير في حياتها وسيبقي عشقها وللأبد ، تأملت نور الكتب بشغف ثم وجهت بصرها نحوه وهي تبتسم له بحب ، هتفت نور بامتنان :
- متشكرة قوي يا حبيبي ، انا مش ...
قاطعها بتأنيب :
- ايه يا نور اللي بتقوليه ده ، انتي مش بس مراتي وملزومة مني ، انت حبيبتي وكل حياتي ، واللي بيحب بجد بيعرف حبيبو بيفكر في ايه دلوقتي ، فما ينفعش تشكريني ، سامعة .
ردت بخبث :
- وانت تعرف بفكر في ايه دلوقتي .
اجابها بثقة كبيرة تعجبت منها :
- اكيد عارف بتفكري في ايه دلوقتي .
رفعت حاجبيها بتعجب ، ثم اظلمت عينيها متسائلة بمكر:
- وايه بقي اللي بفكر فيه دلوقتي ؟.
ابتسم قائلاً وهو يدنو منها :
- ده اللي بتفكري فيه ، ثم قبلها بحب عميق جعلها هي الأخري تتجاوب معه فهذا بالأكيد ما كانت تفكر فيه ، وابتسمت في نفسها لحبه الكبير الذي يغمُرها به ، ابتعد زين عنها وهمس بمكر جعلها تخجل :
- مش هو دا اللي كنتي بتفكري فيه .
اومأت برأسها بنعم ولم ترد ، فابتعد عنها وهو يقول بجدية :
- هتعرفي تروحي الجامعة وانتي قاعدة في الفندق .
ردت وهي تحرك رأسها بمعني :
- هعرف يا حبيبي ، تابعت بتذكر :
- صحيح سلمي هنا ، مش هنروح نسلم عليها .
رد بتأكيد :
- ايوة هنروح سوا نسلم عليها ، تابع بتحذير :
- بابا مش لازم يعرف يا نور ان احنا بعيد عن بعض ، هو فاكر انك معايا ، وانا مقولتلوش علي اللي بينا.
ردت موافقة بطاعة :
- حاضر يا زين مش هقول حاجة ، اضافت مستفهمة :
- هنروح امتي ؟......
___________________________
ولج مكتبها وجلس بهدوء ويعتلي وجهه ابتسامة مشرقة سعيدة جعلتها تحدجه بغيظ ممزوج بالاستغراب ، نظر لها حسام مظلمًا عينيه بخبث ، ثم اخرج تنهيدة حارة وتشدق بهيام زائف ازعجها:
- النهاردة صحيت من النوم يا حبيبتي مبسوط علي غير العادة ، لأن اجمل بنت في الكون كانت هي اللي بتصحيني .
أحدت إليه النظر وودت الفتك به ، حيث هتفت مستفهمة بامتعاض :
- انت بتتكلم عن ايه ؟ ، وبنت مين دي اللي صحيتك من النوم ، تذكرت الخادمة واستكملت باستهزاء :
- ولا تكون تقصد حنفي ، ضحكت مريم وتابعت بسخرية :
- انت حبيتها ولا ايه ، بس تصدق لايقة عليك .
كتم حسام غيظه منها حيث رد بابتسامة ماكرة ليغيظها اكثر :
- حنفي ايه بقي ، دا انا جبت بوسي ، تابع وهو يصفها بهيام مُصطنع :
- ست ايه يا مريم مقولكيش ، حاجة كدة ولا في الاحلام ، جسم ايه ولا قوام ايه ولا....
قاطعته صارخة بانفعال واضح :
- انت اتجننت ، مين الست اللي عندك في البيت دي ، وحنفي فين ، قصدي نعيمة فين .
رد بلا مبالاة زائفة :
- طردتها وجبت بوسي .
هتفت باهتياج وهي تنظر له بغضب :
- ازاي تمشيها من غير ما تاخد أذني ، وازاي تجيب واحدة تانية البيت ، وسيادتك جاي تمدح فيها قدامي .
رد بانزعاج :
- وانتي ايه اللي مضايقك ، انتي مش سيبتيني لوحدي ، عايزاني اعيش علي مزاجك كمان ، تابع بتحدي :
- مش هيحصل يا مريم ، واللي يريحني هعمله ، رضيتي بيه او لأ .
نظرت له مريم مُتعجبه نبرته الجديدة ، فكل ما خططت له جاء ضدها وأنقلبت الأمور واضحت تلوم نفسها ، تنهدت مريم وبثت القوة في نفسها حيث هتفت مُدعية الا مبالاة :
- ايوة انت حر يا حسام ، تابعت بسخط :
- وأنا كمان حرة وأعيش علي مزاجي ، زيك بالظبط .
حسام بنظرات غاضبة ، هتف بحدة رغم نبرة صوته المُنخفضة :
- لا مش حرة ، انتي مراتي ولازم تسمعي كلامي ، سواء كنتي بعيدة عني او قريبة ، ومتفكريش علشان سبتك تخرجي كدة ابقي هعديها ، لا يا مريم انا مبجيش بلوي الدراع ، وهتشوفي مين اللي هيرجع للتاني .
لاحظت مريم من نظراته مدي ضعفه امامها رغم الشدة التي يحاول التحدث بها ، ابتسمت في نفسها وادركت انه حتمًا الخاسر بالتأكيد ، واخلاقه لا تسمح بالتقرب مع احداهن ، هتفت مريم بتحدي عنيد وهي تتنهد بقوة :
- طيب يا حسام ، خلينا نشوف........
_________________________
صفعها بقوة حتي ارتمت علي الأرضية بعنف ولا إراديًا وضعت يدها علي بطنها حتي اضحت تتألم ، لم يرحم ماجد ضعفها امامه او كونها امرأة حتي ، قسي عليها بعدة صفعات متتالية جعلتها تبكي بحرقة لاعنة وجودها في الحياة ، حاولت هانا جاهدة التوسل إليه ليرأف بها وقررت ان تخبره عما تحمله في احشاءها منه عله يشفع لها ، تشبثت بساقه وهتفت بترجي باكي وهي تبرر موقفها :
- علشان خاطري يا ماجد سامحني ، انا مشيت علشان خايفة منك ، ابتلعت ريقها بتوتر وتابعت :
- انا حامل يا ماجد ، وخوفت تعمل حاجة وتحرمني من ابني لو عرفت اني حامل .
ثم بدأت في بكاء مرير وهي تردد متوسلة له ، بينما حدق فيها ماجد بعدم تصديق ، هتف بانفاس مضطربة :
- أنتي بجد حامل ؟! ..
اماءت رأسها عدة مرات وهتفت مؤكدة :
- حامل يا ماجد ، انا في الشهر التاني .
ابتلع ريقه ونظر لها بأعين مجفلة وبدا عليه التوتر ، راقبته هانا وهي تنتظر ردة فعله التي تأخرت ، خاصةً تعابير وجهه الزائغة التي تعجبت منها ، فضلت الصمت الذي جعلها ترتاب مما يفكر فيه حاليًا ، بينما رسم ماجد الجمود والتحجر عندما قال :
- لازم ينزل ، انا مش عايزو .
علي الفور كسا الحزن تقاسيم وجهها الشاحب ، ادمعت عيناها من قسوته التي دائمًا يغرقها فيها مُستغلاً ضعفها ، فهي ليست بمُستوي مريم لتجعله مريضًا ضعيفًا غير قادرًا علي الانتقام منها ، توسلته بنظرات عينيها الباكية ولكنه تابع بقسوة :
- جهزي نفسك علشان هينزل ، انا مش عايز ولاد .
نظرت له هانا بحزن ومازالت تترجاه لعدم فعل ذلك ، تجاهل ماجد كل هذا واستأنف بقسوته الجامدة :
- يلا قومي ، وجهزي نفسك انا عايزك لوحدك ، ولاد متحلميش ان دا هيحصل في يوم .
ضغطت هانا علي شفتيها مانعة صوت بكاء ولكنها لم تستطع منع دموعها التي انهمرت بغزارة علي وجهها ، نهضت وهي تتألم داخليًا من اعماق قلبها ، رفض عقلها استيعاب ما تفوه وتمنت ان يُغير فكرته ، شعرت ولأول مرة بأنها علي وشك فقدان اغلي ما تملكه حتي الآن وهو قطعة منها وستموت حتمًا اذا افتقدته......................
........................
في فيلا فاضل......
حضر زين بصحبة نور بعدما مر عليها لتأتي معه حتي لا يظن والده ان هناك خطب ما بينهم ، ولج الإثنان للداخل وكانت نور تتأبط ذراعه ملتصقة به مما جعل زين يتمني اقترابه الآن منها ، فكم اشتاق لرائحتها التي تُذهب عقله وتمني ان ينعم بالحب معها ، شعر بافتقاد حياته منه نتيجة بُعْدها عنه ، تنهد زين بعمق وهو يقترب بها منهم وجاهد علي رسم ابتسامة علي طلعته وهو يتطلع عليهم ، نهضت سلمي حين رأتهم ، هتفت سلمي وهي تفتح ذراعيها مُرحبة بهم بابتسامة واسعة :
- وحشتوني قوي .
ضحك زين واحتضنها باشتياق جم وهو يردد :
- انتي اللي وحشتيني قوي ، عاملة ايه سلمي .
ابتعدت لتنظر إليه وردت بمغزي وهي ترمقه بمكر :
- كنت دايمًا تقولي يا حبيبتي ، ولا بقي حبيبتك واحدة بس .
قهقه زين عاليًا متفهمًا مقصدها ، ولكن نور تدخلت بتذمر زائف:
- انتي بتغِيري مني ولا أيه .
ضحكت سلمي ودنت منها وضمتها بحب كبير ، هتفت بمعني :
- وحشتيني قوي يا نور ، كفاية اني سميت بنتي علي اسمك ، ودا علشان بحبك قوي .
نور بابتسامة ناعمة :
- وأنا كمان يا سلمي بحبك ، ووحشتني القاعدة معاكي .
وزع فاضل انظاره عليهم وقال متنهدًا بارتياح :
- انا مش مصدق ، ولادي التلاتة قدامي دلوقتي ، استأنف زاممًا شفتيه بمعني :
- قد ايه الحياة صعبة ، بتخلينا نبعد ونتوه فيها في حياتنا .
مريم وهي تمسح علي ظهره بلطف :
- سنة الحياة يا بابا ، واحنا كلنا جمبك وقت ما تفكر بس تشوفنا هتلاقينا متجمعين كدة .
جلس زين ونور بجانبه ، ابتسم لهم فاضل فرحًا من الداخل لرؤية ابنه الوحيد مع ابنة اخيه سويًا وينعمون بحياة أسرية طبيعية ، تنهد براحة لإطمئنانه التام عليهم وتمني من قلبه ان يأتي وريث لعائلته من صلب ولده .
جلست نور بجانب زوجها مُدركة نظرات سارة لها ، فقد تحاشت هي النظر نحوها خاصةً بعد ما حدث في مُقابلتهم الأخيرة ، فما فعلته جعلها تقسو في نظراتها وجعل قلبها يتحجر فهي كانت بمثابة الأخت لا الصديقة ودائمًا ما تحمل اسرارها التي كانت تأتمنها عليها ، وعن سارة فقد جلست مُتمنية مُسامحة نور لها
وتستدير لتنظر لها نظرة واحدة لتعبر لها عن أسفها ، فقد بات حبها له مسيطرًا عليها وجعلها كالعمياء في تصرفاتها نحو رفيقة عمرها ، تنهدت سارة بهدوء منتظرة الفرصة المناسبة لتستسمحها لما قالته لها في لحظة جعلتها غير مستوعبة ما تفعله ، وسخرت في نفسها عندما تذكرت مقولة "الحب اعمي" وادركت انها ليست من فراغ لتقال فحقًا قد اعماها وجعلها تتناسي ما حولها ، وعن فاطمة تقبلت وجود مالك وذلك لمراقبتها الدائمة له جعلتها تطمئن حيال امره ، حيث تغير عن ذي قبل من تصرفاته التي بدت مقبولة وبدأ يتعايش مع ذلك الجو بحب متناسي ما حدث في السابق ، كما تناسي الجميع هذا الأمر وبدت حياتهم مرتبطة كثيرًا عن كل المرات ، كما لم تجد فاطمة مانعًا في حديثه مع ابنتها بأريحية ، وأخذت الموضوع بسلاسة خاصة ًبعدما فاتح خاله بشأن ارتباطه بابنتها ، كانت جلستهم تدور حول حياتهم الأسرية والعملية وكل مجموعة بدأت تتناقش سويًا ، فقد خلق ذلك جو عائلي جعل الجميع يتسامرون واضحت الفيلا تعج باصواتهم الضاحكة والصادحة لتملأ ارجاء الفيلا مما جعل فاضل طائرًا من شدة سعادته لرؤيتهم حوله في جو افتقده من فترة ..........
_________________________
بعد مرور أيام قلائل....
في احدي المستشفيات الخاصة بالنساء والتوليد ، جلس ماجد برفقة هانا التي تبدو كالشاحبة كالتي سيقتلع قطعة منها بعد قليل ، لم تبدي ردة فعل حيث ظلت جامدة كالذي يسري بداخلها ماء بارد جعلها تمقط حياتها ونبت الكره بداخلها ليحل محل الحب التي كانت تكنه له ، شردت عيناها تريد التخلص من نفسها هي الأخري فهي لن تعود عاهرته كما يريدها ، فهي ليست اكثر من مجرد عاهرة ماجنة تعيش معه في ظل الحرام ، لن تعود لتلك حياة بعد الآن ، اخذت قرارها بإنهاء حياتها هي الأخري ولم تعد تري امامها سوف ظلام لحياة قادمة .
استرق ماجد النظرات نحوها يستنبط بعقله ما تفكر فيه ، فشل ماجد في ذلك لجمود ملامحها ، قطب بين حاجبيه وهو يسألها :
- ايه يا هانا ، من وقت ماخرجنا وانتي مش معايا خالص .
ابتسمت في نفسها بسخرية فهي بعد الآن لن تبقي معه وللأبد ، تنهدت بهدوء لا تريد النظر لوجهه الذي لم يشفق عليها ولا مرة واحدة ، بينما عاود ماجد سؤاله وهو يجوب ببصره عليها :
- ساكته ليه يا هانا ، اوعي تكوني زعلانة من اللي هيحصل دلوقتي ، تابع موضحًا :
- انا بس مبحبش اكون مسؤل عن حد ، يعني مش عايز حاجة في الدنيا دي تبقي نقطة ضعف ليا قدام حد ، عايز ابقي لوحدي علشان اتحكم في مشاعري ، يا ريت تكوني فهمتي قصدي .
تنهدت مرة أخري بهدوء تستمع لحديثه بعدم اكتراث ، فقط كانت تجفل فيما سيحدث لها بعد قليل نتيجة رغبته الهوجاء في ذلك ، ارتجف جسدها ما أن سمعت الممرضة تهتف باسمها منادية بصوت ارعبها كالتي ذاهبة بقدمها لتلقي حدفها :
- مدام هانا ، يلا الدكتورة مستنياكي .
تسارعت انفاسها وبكت عيناها وهي تنهض بتقاعس تجاه تلك الممرضة ، لم تنظر هانا اليه وتجاهلت وجوده فهو سبب ما هي عليه الآن ، تتبعها ماجد بتعجب من حالتها التي اضحت منعدمة كما يراها ، اقنع نفسه بأن ذلك الصواب ، وما هي سوا أيام بسيطة وتتناسي ما حدث وتعود كما السابق لحياتها معه .
زفر بقوة وهو ينتظر انتهاء تلك المسألة علي خير ، وجه بصره عفويًا للجانب ولمحهم بصوتهم المألوف له وحدق فيهم بابتسامة حزينة حينما بدأوا في الإقتراب منه ......
__________________________
ذهبت سلمي لتقضي يومين عند والداي زوجها ، سعد ممدوح من رؤية حفيدته وغمرها بقبلات عديدة تعبيرًا علي اشتياقه لها ، كما حملتها فايزة بين احضانها بحنان ، هتفت فايزة بنبرة سعيدة ودموعها مُهددة بالنزول دليل فرحتها :
- مُعتز ابني بقي عنده بنت ، وبكرة هيبقي عنده ولد ، وكمان امير هيبقي أب ، انا حاسة اني بحلم خلاص .
ربتت سلمي علي ظهرها وهتفت بابتسامة محببة :
- ربنا يطولنا في عمرك يا ماما وانتي اللي تربيهم .
ابتسمت لها فايزة بود ، وبدأو في الحديث عن احوالهم ، وجاء السؤال عن مُعتز ولا إراديًا رن هاتف والده وكان هو ، فهو دائمًا ما يحضر إذا جاءت سيرته في الحديث ، ضحك ممدوح وتشدق :
- ابن حلال ، كنا لسة دلوقتي بنجيب في سيرتك ، اصل مراتك هنا وقاعدة معانا شوية .
توترت سلمي من ذكر اسمه لأنها اشتاقت لرؤيته وعنفت نفسها لإبتعادها عنه بإرادتها ، دق قلبها بقوة عندما ناولها حماها الهاتف وهو يقول :
- معتز عايز يكلمك يا سلمي .
ابتسمت بفرحة واخذت الهاتف ونهضت مُبتعدة ليتسني لها الحديث باريحية معه ، مما جعل فايزة وممدوح يضحكان عليها ، لم تبالي سلمي بهيئتها المُتلهفة ، حيث حدثته بحب جارف :
- مُعتز حبيبي وحشتيني قوي .
هتف مُعتز بلوم حزين :
- ما أنتي اللي سيبتيني ، دلوقتي وحشتك .
سلمي بحزن بائن :
- اعمل ايه يا معتز ، انا تعبت صدقني ، مبقتش بعرف اعرف افكر ، حاسة ان كل يوم بحالة شكل ، تابعت بحب :
- تعالي يا معتز هنا ، انتي وحشتني قوي ، مكنتش اعرف ان بُعْدك عني هيعمل فيا كل ده .
اغمض معتز عينيه ذائبًا في كلماتها وابتسم في نفسه ، ولكنه لم يبين ذلك ورسم الجمود قائلاً :
- خلاص يا سلمي انتي اللي اخترتي ، انا مقولتلكيش تبعدي عني ، تابع بضيق حقيقي :
- وكمان انتي عارفة ظروف جوزك ، فمتضغطيش عليا بحاجة فوق طاقتي ومش هقدر اعملها .
تفهمت مقصدة وردت بندم بائن :
- اسفة يا حبيبي ، انا بس بحب اشتغل ، تفكيري عماني اني اشوف قدامي ، سامحني .
رق قلبه لحديثها ، ولكنه هتف بجدية زائفة :
- خلاص يا سلمي ، المهم خلي بالك من نفسك ونور الصغيرة ، وكمان ابننا اللي هيجي .
ردت بلهفة :
- مش هتيجي يا معتز ، انتي وحشتني قوي .
رد عليها بتحجز زائف :
- عندي شغل يا سلمي ، مع السلامة .
اغلق هاتفه دون سماع ردها ، ومسح بكفيه وجهه ليهدأ من حدة تمنيه لها ، والزم نفسه بأعلامها عن مدي تصرفها الأهوج في حقه وتبدي ندمها عليه ، بينما بدأت سلمي في بكاء صامت شاعرة بغباءها في تركها له وندمت علي ذلك وهي تعنف نفسها بقسوة ببعض الكلمات .....
_________________________
تفاجئت نور بوجوده امام جامعتها ، تراقصت دقات قلبها من الفرحة حينما وجدته يطالعها بابتسامته الساحرة التي تعشقها ، ساقتها قدماها نحوه راكضة مما جعله يترجل من السيارة لمقابلتها ، وجدت نفسها ترتمي في احضانه دافنة وجهها في صدره الدافىء ، بينما ضمها زين باشتياق واغمض عينيه مستنشقًا رائحتها التي جعلته يتمناها ، رفعت نور رأسها قليلاً لتتمكن من النظر اليه ، وهتفت بمكر :
- وحشتك .
ابتسم وهو يهز رأسه ليرد بحب :
- قوي .
ضحكت بسعادة وهي تنظر لملامحه التي افتقدتها ، بينما ابتسم لها زين وهمس بمعني :
- علي فكرة الناس بتبص علينا كدة .
نظرت نور حولها وضغطت علي شفتيها بخجل عندما لاحظت نظرات البعض حولهما وتلك الهمسات المتوارية لبعضهم،فابتسم زين وغمز بعينه لها وقال :
- يلا نمشي ، علشان النهاردة هنروح العوامة علشان ناكل سوا ، وكمان فيه مفاجئة محضرهالك .
تسائلت نور بفضول شديد :
- مفاجئة ايه ، عاوزة اعرف ؟ .
رد بمراوغة :
- مش هنا ، يلا اركبي .
استقل الإثنان السيارة وقادها زين وتوجه إلي حيث توجد عوامته ، ظلت نور تفكر في هديته لها والتي تحايلت عليه ليخبرها عنها ولكنها عبث معها ورفض ذلك ، بعد وقت وصل زين امام العوامة ، وترجلوا من السيارة صاعدين عليها .
ولجوا للداخل وبدأت نور في التحرك ناظرة حولها فكم اشتاقت لوجودها وحياتها هنا ، ثم التفتت لزين وجدته يبتسم لها ، ابتسمت هي الأخري وهتفت بتنهيدة وهي تنظر حولها :
- وحشتني قوي ، كل حتة فيها وحشتني .
رد بنظرات غامضة :
- وهي كمان وحشتك قوي .
تنهدت نور وتوجهت نحو الداخل وسط نظرات زين التي تتتبعها بحب غائر في ثنايا قلبه ، تحرك خلفها وشعرت بقدومه نحوها فاستدارت له ونظرت له بابتسامة غير مفهومة له ولكنها حملت بداخلها مكرها لمعرفتها برغبته الجامحة فيها ، تنحنحت نور وهتفت بتساؤل :
- فين هديتي بقي ، انا عايزة اشوفها .
نظر لها بمكر وهتف بتسلية وهو يشلح سترته :
- مش دلوقتي ، اما اخد شاور الأول .
تأففت نور بوضوح ، وهتفت بعبوس :
- طيب يلا بسرعة علشان عايزة اعرف جبتلي أيه.
ضحك زين عليها وتوجه لغرفته وهو يتمتم :
- هتفضلي كدة ، هتكبري امتي بس .
راقبت نور ولوجه الغرفة وسارت هي الأخري متجهه إليها ، ولج زين المرحاض بينما جابت نور المكان ببصرها وتنهدت بحرارة وهي تتقدم نحو الداخل ورغبت في البقاء فطالما عشقت المكوث هنا ، قضت نور وقت لا بأس به تتطلع لما حولها بحب سافر ، ثم توجهت للمرآة وهي تنظر لأغراضه وأغراضها هي الأخري ، ابتسمت نور وهي تمد يدها لتلتقط عطره الخاص وقربته من أنفها واغمضت عينيها مستنشقة إياه بهيام تملك منها جعلها تتمناه معها ، فتحت عينيها عندما طوقت يداه خصرها وسحبها اليه لترتطم بصدره العاري من خلفها ، حيث دلف زين من المرحاض لاففًا خصره بالمنشفة فقط ولم يشعر بنفسه إلا وهو يريد ضمها إليه ، ضغط عليها بقوة دافنًا وجه في عنقها ، فأغمضت عينيها مرة أخري وتسارعت دقات قلبها وارتجف جسدها من لمسات يده التي تتحرك علي جسدها بحرية ، شعرت بيده تضع شيئًا ما حول عنقها ، فتحت عينيها ببطء لتجد ذلك العقد من الألماس يزين عنقها بروعته ، ابتسمت نور وهي تحدق به عبر انعكاس صورتها في المرآة ، همس لها في اذنها بحب :
- عليه اسمي وأسمك ، لأنك ليا وانا ليكي ، توترت كثيرًا من كلماته التي جعلتها تضطرب من الداخل ، وعن زين بدأ هو في تقبيل عنقها بلطف جعلها تنتفض غير قادرة علي مقاومته وأمالت رأسها للجانب تاركته يفعل ما يريد ومستسلمة للمساته التي اشعلت عشقها الدفين ، ادارها إليه وهو يتنفس بصعوبة ووجدت في نظراته نحوها رغبة لم يخفيها في التطلع عليها ، دنا منها مغرقًا وجهها بقبلات هادئة جعلتها تَوّاقة له هي الأخري وتجاوبت معه حين اقتربت منه لتمرر يدها علي جسده مما جعله يتعمق فيما يفعله وقام بحملها ليضعها علي الفراش وانهال عليها بقبلات اشتياق عميق لم يخفيه في لهفته في أخذها الآن ، وبادلته إياها بتقبيله هي الأخري متناسية خطتها في الابتعاد عنه وبات هو فقط امامها وغرقت هي معه في ممارسة الحب سويًا......... ..................................................................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج2)
تابع من هنا: جميع حلقات الجزء الثاني من رواية صغيرة ولكن إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا