مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع قصة عشق جديدة للكاتبة مروة أمين علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس و العشرون من رواية أقدار القمر بقلم مروة أمين.
رواية أقدار القمر بقلم مروة أمين - الفصل السادس و العشرون
رواية أقدار القمر بقلم مروة أمين - الفصل السادس و العشرون
تلاقت الأعين فتملكتهم الدهشة، ثانية واحدة وليس أكتر حتى تنبه كل منهم فسار بطريقه مسرعًا،
تلفت كل منهم للخلف يسرق لمحة تشفي فضوله، وأمام الغرف أوقفهم طاقم المشفى بحزم مانعًا لهم من الولوج خلف مصابيهم، أغلقت الابواب وباشر الأطباء عملهم، وخارج الغرف المجاورة لبعضها البعض، تسلل الضيق لقلب زين وهو ينظر صوب قمر ويرى نظرات التساؤل تنضح بها عينيها؛ اقترب منهم بثبات مد يده مسلما على نبيل وبعده قمر وقال بصوت مرتعش :
حصل ايه مدام عفاف مالها ؟
تنهد نبيل بحزن متجرعا لعلقم سد حلقه واهلك داخله وقال :
مش عارف لسة هنشوف الدكتور هيقول ايه .
أثار منظر زين وتلعثمه حفيظة قمر ولكنها آثرت الصمت وترفعت عن الحديث والتدخل بشأن لا يعنيها وتباطئت عقارب الساعة حتى كادت تتوقف؛ لتتوقف معها القلوب الصمت يخيم ويشقة تنهيدات يطلقها كل منهم بين الحين والآخر،
صرير الباب سرق انتباههم وتعلقت الأعين بترقب للطبيب الشاب الخارج بهوادة من الغرفة وتعتلي ملامحه الاجنبية بسمة هادئة، أسرع إليه نبيل يتساءل بلهفة :
كيف هي الان ؟
ايماءة تحية مهذبة وبعدها بصوت هادئ:
ارتفع ضغط الدم لكن تم السيطرة على الامر وهي بخير الان .
تدخلت قمر بتساؤل :متى يمكننا رؤيتها ؟
التفت لها الطبيب قائلا:
بعد ان تنتهي الممرضة من عملها والان معذرة منكم .
انهي حديثه وتحرك من أمامهم . لتزفر قمر بارتياح ويرفع نبيل رأسه لأعلي حامدا لربه ..ابتسم زين قائلا : حمدالله علي سلامتها .
بادرت قمر بالرد قبل والدها لتقول :
الله يسلمك ان شاء الله تطمن علي صحبتك .
قطب حاجبيه بضيق واحتدت ملامح وجهه وقبل ان يجيب بالنفى او الايجاب أوقفه صوت الممرضة تنادي وتتساءل بلكنتها الغريبة :
أين والد الجنين ؟
استدار لها ببطء واذدرد ماء حلقه بصعوبة بالغة ورد بثبات اصطنعه : أنا !
مدت يدها بورقة قائلة :
عليك أن تضع توقيعك هنا لنباشر الجراحة.
طأطأ برأسه موافقا وخط بالقلم إسمه.
وخلفه فغر فاه نبيل بدهشة بينما قمر راودها شعور غريب بالراحة تعرف وحدها سببها فبعد قرارها برفضه خشيت ان تكون سببا لجرحه فقدم بيده صك راحتها وسلامها الداخلي..
Marwa elgendy
لم يكن ما سمعته أمرًا هينًا اختنقت بقوة وضاقت دنيتها بما رحبت، تمزقت روحها وأمام عينيها مر شريط حياتها هنا طفلة صغيرة تمرح وتداعبها أمها، وهنا كبرت وتبكي حبيبا غائبا، متوسدة فخذها دون أن تخبرها سببا لحزنها، مواقف عديدة تدور بدوائر وتتلاشى مع حديثهم اللاذع، لم تعد تتحمل صمت أذنيها فتسلل الصوت لعقلها؛ اشتعل البركان داخلها ارتفعت علي إثره حرارتها، وسقطت كورقة ذابلة تهاوت من غصنها..
بتلك اللحظة هاني بالخارج شحب وجهه فجأة؛ شعر بها هزة زلزلت كيانه، ارتعدت أوصاله وبعد أن تجمد للحظة ويده تعتلي صدره ضاغطا علي قلبه يهدئه، استفاق علي صوت مدوي بصرخات استغاثة اتجه نحوهم مسرعًا وصل إليها؛ وتطلع لها بصدمة والألم يعتصر صدره. كانت هي سبب زلزلته احتياجها له تغلغل داخله ومس قلبه؛
تنقل ببصره للجميع فلاحظ توتر ملامحهم وفهم سبب تجمعهم بهذا الوقت رمقهم بغضب وقال بلوم :
هو دا كان وقته ياجماعة؟ يعني هي فاقت من تعب صدمة موت وقبل متفوق تعملوا كدا.
تطلعت حسناء بالأرض خجلًا وكفت عن صراخها وضمت طفليها لصدرها ملتزمة الصمت.
اقترب من ملك بلهفة ورفعها عن الأرض!
تنبه كريم لما صار لشقيقته فسحب نفسه من دوامة فكره؛ وتيقظ لما حدث حوله وهرع إليها، مد يده لهاني ليحملها عنه فابتعد هاني بها عنه وضمها أكثر، حتي وضعها برفق على الأريكة واستدار لكريم قائلًا بنبرة آمرة :
هات مية بسرعة.
هز كريم رأسه واسرع لتلبية طلبه..
عدة قطرات من الماء ساعدتها لتستعيد وعيها، أطرقت بأهدابها عدة مرات حتي فتحت جفنيها المتثاقلين بصعوبة بالغة، تطلعت داخل عيني هاني قائلة بصوت واهن يحمل الكثير من الألم بين طياته :
هاني! مشيني من هنا.
اندهش الجميع من طلبها واغتاظ والدها بقوة واقترب منها بغضب وقبل ان ينطق؛ أسرع كريم ليحيل بينه وبينها ورمقه بتوسل قائلا :
خليها تبعد يابابا هاني جوزها مش غريب.
حاول سعيد الإعتراض فقال بس دا كتب كتاب مش أكتر ودي مش ظروف نكمل فيها الجوارة..
ابتعد هاني عنها وأبعد كريم ليواجه سعيد قائلًا:
ياعمي الجواز إشهار وكتب الكتاب كان قدام الناس، كلها ملك تعبانة ولازم تبعد عن هنا فترة لحد منفسبتها ترتاح، ووعد عليا هحطها في عنيا.
تنهيدة حارة شقت صدره تطلع لها فتوسلته بعينيها الذابلة، استدار بعينيه حوله باحثا عن مؤيد لرفضه، فحثته نظرات الجميع علي الموافقة، محاولة أخيرة نطق بها:
طب مش تصبري حتي تاخدي العزا.
سقطت كلماته عليها كصخرة من جهنم أحرقتها وصرخت بألم نافية طلبه، دون توقف، ظلت تصرخ قائلة :
لااااااا.
والجميع يحاول اخماد ثورتها لم تصمت إلا بعد أن أحضر كريم من غرفته حقيبته وأخرج منها حقنة مهدئة وأشار لوالده وهاني قائلًا بأمر :
امسكوا دراعها بسرعة!
حقنها بالدواء فاستكانت بين يديهم وارتخى جسدها وظل لسانها يردد بخفوت متوسلة لهاني :
هاني مشيني من هنا عشان خاطري مشيني من هنا.
فرت دمعة من مقلتي والدها وتطلع له هاني باستجداء.
اقتربت حسناء من سعيد وربتت على كتفه قائلة :
خليها تمشي ياابو كريم هاني ابن حلال وهيراعي ربنا فيها. كفاية اللي حصلها لحد كدا.
تردد سعيد في الموافقة فبادر كريم بالحديث قائلا بحزن :
بابا نفذ اللي هي طالباه ملك داخلة في انهيار عصبي وأفضل ليها تكون في مكان نفسيتها مرتاحة فيه.
زفر سعيد بحزن وقال :
خلاص اللي تشوفوه انا بس كان نفسي افرح بيها.
أمام غرفة عفاف بالمشفى.
أنهت الممرضة عملها وخرجت لهم وعلى وجهها تلك الإبتسامة التي تدربت عليها ومهما ضغطها العمل لا يرتسم على وجهها سواها.. اشارت لهم بالدخول فأسرعوا بلهفة نحوها،
اقترب نبيل منها قائلًا بحزن :
كدة تقلقيني عليكي!
ضحكت قمر بمحاولة منها لتلطيف الجو وقالت :
خلاص يابابا هي بس حبت تشوف غلاوتها عندنا قد إيه،
طالعتها عفاف بطرف عينيها بضيق وقالت :
يعني مش هعرف غلاوتي غير بالتعب؟
اقترب نبيل اكثر لينظر داخل عينيها بعمق فالتمعت بعينيه دمعة حزن مست قلب عفاف وهزته بعنف فقالت بأسف :
خلاص يانبيل حقك عليا، مش هقلقك تاني مش هاخد كل حاجة على أعصابي.
تنهد نبيل قائلا:
أنا مقلقتش عليكي أنا مت الف مرة لحد مشفت عنيكي مفتحة وقاعدة قدامي.
مدت يدها تمسد كف يده وربتت عليها بحنان قائلة :
عشان خاطري يانبيل لو بتحبني بلاش أشوف الحزن دا في عنيك تاني، أنا طول عمري بشوفه بس مكنش في إيدي أساعدك وعشان كدا كنت بكره أخوك كل يوم أكتر من اليوم اللي قبله.
تنهد بحزن وأغمض عينيه، طالعتها قمر بلوم قائلة :
ياماما أنا شايفة إن القرار دا بإيد بابا بس وأكيد بابا عارف الصح إيه.
تطلع لها نبيل مستمدًا منها القوة واستدار بعينيه لعفاف قائلًا :
انتِ عارفة ان أخويا كان غلطه إنه سامع لمراته من غير ميفكر، تعرفي أنا بيصعب عليا عارفة ليه؟
تطلعت له بتساؤل فاستطرد :
أخويا متعلمش خرج من مدرسته عشان يساعد أبويا الله يرحمه في محلات العطارة، وصمم إني أتعلم عشان كدا كان سهل انها تسيطر عليه بأفكارها.
زفرت عفاف بضيق وقالت :
يعني فهمني بس كل دا افتكرته دلوقتي مكنت مقاطعه وكاره سيرته ولا عشان فتحت خلاص هتنسا.
صدمته كلماته وتجلى الضيق على وجهه استشعرته فتطلعت للأرض بخجل، وردت قمر قائلة :
معقول هتتخانقوا هنا؟
ابتسم نبيل قائلا :
آه عشان لو حد تعب الدكاترة تشتغل بسرعة.
ضحكت قمر وقالت :
بعد الشر عليكم، جلست اسفل قدمي والدتها وقالت ياماما ياحبيبتي احنا مش هننزل مصر بكرة يعني بس بابا بيتكلم إنه يبقا الوضع عادي لو في سبب يستدعي النزول لمصر ينزل، مش كدا يابابا؟
أومأ برأسه موافقا فردت عفاف قائلة :
خلاص اللي تشوفوه اعملوه.
ابتسمت قمر وتطلعت لوالدها بغمزة خفيفة من طرفها وسرعان ماتذكرت أمرا فطرقت جبهتها براحتها وقالت :
بابا صح بما اننا هنا تعالى نروح للدكتور يشوف عنيك، وماما صحيح مرات زين في الأوضة اللي جمبك، ابقي اطمني عليها!
القت جملتها الأخيرة دون تفكير بشكل جعل عفاف تُصدم بشدة.
وقبل أن تنطق صدح صوت سرق انتباههم و.....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس و العشرون من رواية أقدار القمر بقلم مروة أمين
تابع من هنا: جميع فصول رواية اقدار القمر بقلم مروة امين
تابع من هنا: جميع فصول رواية عشق الزين الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية اقدار القمر بقلم مروة امين
تابع من هنا: جميع فصول رواية عشق الزين الجزء الأول
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا