مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثانى والثلاثون(الأخير) من رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون(الأخير)
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى والثلاثون(الأخير)
أصرت على مرافقته إلى المركز يوم عودتها فقد اشتاقت التطلع إليه فى اسعد أوقاته برفقة هؤلاء الصغار اللذين يشاركهم معظم صفاتهم .
سعدت ليليان كذلك بتلك الرفقة التى اشتاقت إليها لكن الأكثر سعادة كان إياد نفسه .
عليه اليوم خوض عدة إختبارات بسيطة فى التلوين ولمعرفة مدى قدرته على التفرقة بين الألوان المتقاربة .
جلس إياد فوق طاولته برفقة رفاقه كل منهم منشغل تماما بين أوراقه واقلامه بينما يجلس ذويهم بمكان مخصص فى نفس القاعة فسوف يقوم كل منهم بعرض ما قام به لاحقا ليحصل على الدعم النفسي الذى يحتاج .
_____
جلس طايع وبسمة يراقبان تدريب نسمة الذى تزامن مع اختبار إياد إضطرت ليليان للغياب عنه .
كانت نسمة تتحرك بحصانها برشاقة وخفة ساعدها عليها الفرس نفسه . القفز عن الحواجز أكثر التمارين التى تكره بسمة حضورها ولاحظ طايع أنها تغمض عينيها كلما اقترب الفرس من الحاجز .
حاول تشتيت انتباهها فتساءل : بسمة هتروحى مع نسمة وخالد رحلة النادى لماجيك لاند .
سعدت بتلك الفرصة التى ستقطع مشاهدتها للتدريب وهى تقول : لا يا بابا . تاج هيروح معاهم .
تعجب طايع : ليه يا حبيبتي ؟؟
تنهدت بسمة : علشان مابحبش التنمر .
قطب جبينه واقترب منها متعجبا : تنمر ايه ؟؟
عقدت ساعديها : امبارح اقنعونى اروح معاهم لما روحت احجز لاقيت واحدة عاوزة تحجز لأولادها .المسؤول بيسأل بوقاحة .منهم معوقين ؟؟
صمتت لحظة لتتابع : والله يا بابا شوفت وجع الولد على وشه .هو كفيف وعينه باينه اوى واظن ده سبب السؤال .الام اتحرجت جدا ومابقتش عارفة ترد .والغريب إن اكتر من شخص واقف وماقالوش مايصحش تقول كده قدام طفل بالكتير سبع سنين .
أغمض عينيه متمتما : لا حول ولاقوة إلا بالله .
تنهدت بسمة : وقفت قدام الولد وبوست رأسه وقلت له انت مش زى ما هو بيقول انت ربنا خلقك كده واحنا بنحبك كده وممكن بكرة لما تكبر تكون انسان ناجح اكتر بكتير من مجرد موظف في نادى .
نظر لها بدهشة : عن چد جولتى له إكده ؟؟
اخفضت عينيها : زعلت علشانه اوى يا بابا . يعنى ايه يتحرم من المشاركة في رحلة علشان طبيعته مش عاجبه الموظف !!
أومأ مشجعا : كملى يا بسمة
عادت تتابع : الولد قالى كان نفسى اروح الملاهى حتى لو مش هشوفها ..قلت له مملة علفكرة ودوشة انا كمان مش هروح غيرت رأيى .قام الموظف انفعل وقالى اصلا مش هقبل اشتراكك .
تساءل طايع : واختك بردك هتروح ؟؟
تنهدت بسمة : انا ماقلتش لحد علشان يروحوا وينبسطوا .
نظرت خلفه وهى تبتسم وتلوح بكفها وتقول : ماتبصش وراك.دى طنط و رامز
تساءل بتعجب : رامز مين ؟؟
نظرت له : اللى بحكى لك عنه يا بابا . ممكن اروح اسلم عليه ؟
أومأ مبتسما لتتحرك بهدوء وعادت بعد قليل بصحبة الصغير لتقدمه لأبيها وتخبره أنها وعدته بتقريبه من الفرس الذى تمتطيه شقيقتها فهو يريد لمسه .أسرعت تشير ل نسمة التى اقتربت بالفرس لتتساءل : فى إيه يا بسمة ؟
أشارت ل رامز : رامز عاوز يلمس الحصان .
ابتسمت نسمة بمودة : بس كده .
أشارت للمدرب الذى اقترب من نفسه متعجبا خروجها عن المسار . رحب المدرب بمساعدة رامز الذى اقتربت والدته بحرج واضح سرعان ما زال من الألفة المحيطة . ساعده المدرب ليضع كفه فوق جبهة الفرس وكم كان سعيدا متحمسا . كما صحبته نسمة في جولة قصيرة على ظهر الفرس عاد منها كأنه ملك الدنيا .
أمسكت الأم بكف رامز وهي تقول : انا متشكرة جدا يا حبيبتي رامز عمره ما فرح كده
اقترب طايع وقد ساءه موقف الأم التى تخجل من طبيعة طفلها وربما تعيق تقدمه بمقارنته بأخوته الذين لم ير أى منهم بجواره حتى .
ربت على رأس ابنته : احنا بنحب ولادنا زى ما هم مش زى ما احنا عاوزين . بنساعدهم ونسعدهم لأننا بنحبهم ايا كانت طبيعتهم . لو رفضناهم زى ما الناس اللى مش فاهمة بتعمل هندمرهم لأنهم مستنين دعمنا احنا مش دعم الناس .
تنهدت الأم : حضرتك عندك حق . انا عندى بنت من عمر البنات تسمح اعرفها عليهم المرة الجاية . اتمنى بنتى تكون زى بناتك .
أومأ مرحبا : طبعا لينا الشرف .
تحدث رامز اخيرا : يعنى لما اجى المرة الجاية الاقيكى هنا يا بسمة ؟
قالت بود : انا باجى مع نسمة كل تمرين .
ثم نظرت للأم وتابعت : مش لازم احب الخيل والفروسية ماما دايما تقولنا شاركوا بعض بالإحساس قبل الفعل .
اومأت السيدة بحرج وغادرت لتتركه يشعر بفخرا جديدا فإن صغيرته لا تملك صوتا ذهبيا فحسب بل قلبا كذلك .
_______
أنهت نسمة التدريب ليصحب طايع ابنته فورا إلى إدارة النادى .دخل مكتب المدير ليقابله شاب فى منتصف العشرينات بإبتسامة مرحبة : اهلا وسهلا يا فندم .
رأى الغضب واضح بملامح طايع ليظهر توتره : خير حضرتك !! اتفضل ارتاح .اتفضلى يا آنسة نسمة
نظرت له بسمة بإبتسامة ليقول طايع : دى مش نسمة دى اختها .
شعر الموظف ببعض الراحة إذا لم يأت بشأن تدريب الفروسية الذى امتازت به نسمة واهلت النادى للحصول على مركز فى ترتيب الجمهورية .اذا لن يخسر النادى فرصة المشاركة بفارسة مميزة مثلها .
عاد الموظف بإنتباهه ل طايع بعد أن منح بسمة ابتسامة مرحبة ودهشة بنفس الوقت ثم تساءل : تحت امرك يا بشمهندس .
تنحنح طايع بحرج لشدة دبلوماسية الموظف ثم قال : انى چاى بشكوى للإدارة .
قطب الشاب جبينه بإهتمام فتابع طايع وقص عليه ما حدث بالأمس مع ابنته وما يختفى بين اسوار النادى العريق من عقول لا تفهم وقلوب لا ترحم .
انتهى طايع وقد ظهر تأثير حديثه على وجه الشاب الذي قال : لا طبعا سلوك الموظف مرفوض تماما ولازم يتجازى عليه .عن اذنك دقايق !
أومأ له طايع ليتجه لغرفة المدير ويغيب لبعض الوقت قبل أن يعود بصحبة مدير النادى نفسه الذى اقبل بإحترام يصافح طايع : اهلا بشمهندس طايع .
نظر ل بسمة بإبتسامة ومد كفه لتبتسم وترفع كفها بإشارة ترحيبية نحو صدرها فيسحب كفه بحرج .
عاد ل طايع وقال : اولا انا بشكر حضرتك على لأن سكوت الناس للاسف بيشجع أصحاب العقول دى على أفكارهم .طبعا الموظف هيتجازى لسوء خلقه وهو مش من حقه يرفض اشتراك عضو من النادى فى أى نشاط لا هو ولا غيره
نظر ل بسمة وقال مبتسما : احب الآنسة تشاركنا فى تنظيم رحلة مميزة لذوى القدرات الخاصة .
اتسعت ابتسامة بسمة وهى تنظر لأبيها بحماس : طبعا ده شئ يشرفنى بعد إذن بابا طبعا .
_______
انتهى الاختبار وبدأ الاطفال في عرض أعمالهم برقى وتحضر . كل منهم يتحرك بنظام وهدوء .كانت بعض النتائج رائعة بالفعل وحصل كل منهم على نصيبه من التشجيع .
اخيرا جاء دور إياد لتترقبا خطواته . رفع ورقته أمام الحضور لتنفلت بعض الشهقات .
لقد كان دقيقا للغاية استخدم اللون الأخضر الذى تفضله روان ومزج بين درجاته بطريقة ممتازة نظرا لعمره ثم أدخل عليه قليلا من اللون البرتقالى بدرجة هادئة و الذى انسجم معه تماما ليعود للون الاخضر مرة أخرى ويمزجه بزرقة خفيفة معلنا عن صفاء الفيروز .
ابتسم بسعادة لموجة التصفيق التى حصل عليها وضم الورقة لصدره بسعادة ، أقبل رفاقه بعضهم سعيدا وبعضهم يسأل عن الالوان لكن تشاركوا فى صفاء القلوب التى لم تعرف طعم الحقد .
______
منذ عاد ريان من النجع وهو يعمل على الانتهاء من أوراقه وزوجته لمشاركة ضاحى رحلة العمرة .
مر شهر كامل قبل أن يتمكن الجميع من إنهاء الاوراق والحصول على التأشيرة للعمرة .
ترك ريان ولديه بعناية والديه كذلك فعلت ليليان بينما أصر إياد على رفقة روان ولم يتمكن أحدهم من إثنائه عن ذلك .
قرر الجميع أن يكون السفر من مطار اسيوط تسهيلا على ضاحى .
وصل الجميع للاراضى المقدسة وقد استعدوا للعمرة . وما إن وقفوا جميعا أمام الكعبة حتى تأثرت القلوب وبكت العيون .لم يتخيل أحدهم أن حضورها طاغيا لهذه الدرجة .قشعريرة ممتعة تهتز لها القلوب والابدان فتتسلل السكينة للارواح فورا .
تنهد ضاحى مستنشقا الهواء بتمهل قبل أن يمسك كف زوجته بيساره فهو يتكأ لعكازه بيمينه .
نظرت ليال لأخيها لترى الرضا محتلا قسماته ومطلا من عينيه .
تقدم ضاحى وريتاچ تسير بجواره بلا مناقشة كأنها مسلوبة الإرادة أو أن هناك قوة عظمى تجذبها فى هذا الإتجاه فلا تملك إلا الانصياع لها .
تحرك طايع برغبة في اللحاق ب ضاحى خوفا عليه لتمنعه ذراع ريان وهو يهمس : سيبه يا طايع ماتخافش عليه .
كان طايع يخشى عليه التزاحم والتدافع ليشعر بالراحة وهو يراه يمر بسلاسة وكأن الجميع يفسح له بود وطيب خاطر .
وصل ضاحى للكعبة ليحاول أن يتكأ بساقه اليمنى ليزداد قربا عاقه مئزره قليلا لكنه تمكن فى النهاية ليضع كفه المتمسك بكفها على جدار الكعبة .
أهتز بدنه كاملا برجفة وصلت لبدنها أيضا وفى لحظات شعر أنه لم يتألم مسبقا . لم يعانى مطلقا .
لذة هذا الشعور الذى بجتاحه الأن أنهت على كل ألم مر يوما بحياته وحياتها .
منحهما الجميع الوقت الذي يحتاجان قبل أن يتجه طايع نحوهما ليبدأ الجميع مناسك العمرة وقد تبدلت القلوب .
لم تستغرق رحلتهم للاراضى المقدسة أكثر من اسبوع واحد لكنهم جميعا عادوا منها بقلوب قادرة على مواجهة الدنيا وما فيها .
_______
مرت أشهر وبدأ طايع يهتم بإحضار كتب التلوين ل إياد ويتابعه الجميع .
بدأ يشارك بسمة وخالد لعبة تكوين الصور فعادا للاستعانة بصور بسيطة كان يسعد جدا بإجتيازها .
حين بدأ بطن روان ينتفخ زاد تعلق إياد بها وكان غالبا يضع رأسه فوق بطنها ويضحك بشدة حين يركل جنينها .
إعتاد مهران بقاء إياد ليلا بمنزلهم أكثر من مرة أسبوعياً فحين يعجز والديه عن إقناعه برفقتهم يستسلما لإرادته .
_____
أسرعت الأيام وشارفت روان على الوضع ومما اثار تعجب الجميع أن إياد لم يعد يصر على حملها له ولا النوم فوق صدرها بل يكتفى أنه بالقرب منها بمحبة واضحة .
بدأت تشعر بالألم وكان الجميع بالمنزل حيث أنها ليلة صيفية هادئة . رفض إياد أن يشارك في اللعب وجلس بجوار روان التى تخفى الألم وتحاول تمرير الانقباضات .
وضعت ليليان طبق التسالى أمامه : فشار اهو يا إياد .
حرك رأسه رافضا : مش عاوز .
نظرت له بتوجس : والله قعدتك انت وروان ساكتين كده ماتطمنش .
نظرت لها روان بتحذير لتقترب برأسها منها : مالك يا روان انت تعبانة بجد ؟؟
انتهزت روان فرصة اختفاءها خلف ليليان لتتنفس بصعوبة : لى لى خدى الولاد فوق مش عاوزاهم يخافوا .
قطبت ليليان جبينها : انت بتهزرى !! مستحيل طبعا اسيبك الولاد مش صغيرين .
قدمت كفها لها : قومى معايا ندخل جوة ونكلم الدكتورة
وجدت كف إياد فوق بطنها رابتا بحنان : معلش روان .
ربتت فوق كفه وهى تشير بعينيها لتفهم ليليان أنها تريد إبعاده فهى بالواقع تخشى عليه هو ليس على الصغار جميعا.
تنهدت بإستسلام : إياد مش هتروح مع بابا يجيب لك ألوان؟
حرك رأسه رافضا : اروح مع روان .
اعتدلت وفركت جبينها بقلة حيلة ثم توجهت نحو طايع ومهران قرب التلفاز ، وقفت متحيرة لينظر لها زوجها : خير يا رب .
نهرته بعينيها ليقول مهران دون أن تتحدث : خد ولدك واطلع يا طايع .
نظر له متعجبا لتقول مؤكدة : هو كدة تمام .
التفت لها دون أن يفهم : فى إيه ماتفهمونى ؟؟
زفر مهران بضيق : اسمع الأول وافهم بعدين .
قاطعته ليليان : معلش يا مهران يستنى دقايق بس كده إياد هيفهم .
مسح وجهه وصمت متحملا هذا الاحتراق بصدره لتعود نحو الأريكة تقول بمرح زائف : ماشى يا إياد نقعد مع روان .
مرت عدة دقائق قبل أن تأتى نجدة السماء مع رنين هاتف طايع ليخبره ريان أنه ينتظر وأسرته أمام باب شقتهم ويسأل هل سيصعدون ام يهبط بعائلته لهم .
تهلل وجه طايع : چايين اهه .
ونهض بحماس : يلا يا ولاد خالكو ريان فوج .
نظر له ثلاثتهم بتعجب لتتسع عينيه بتحذير فيلتزموا الصمت . اقترب من إياد : يلا يا إياد تريم واجف على الباب
نظر له ثم ل روان التى قالت : روح اقعد مع تريم شوية وابقى تعالى نام معايا
ظل مترددا للحظات قبل أن يقدم كفه لوالده الذى تنفس بهدوء وغادر الجميع .
ما إن اغلق الباب حتى انحنت للأمام متألمة ليسرع نحوها : جولت لك من الصبح .
أسرعت ليليان تساعدها لتقف بينما توجه حاملا الحقيبة ليعود فيتخذ موضع ليليان ويتجه ثلاثتهم للخارج .فتح الباب ليجد ليال : يا حبيبتي لو اعرف كنت جيت من بدرى .
لم تستغرق ولادة الصغير وقتا طويلا رغم أن الطبيبة حذرت مسبقا من احتمال تعسر الولادة لتقدم روان بالعمر .كما أنها أخبرتهم ببعض المخاوف لتلك المرحلة العمرية التى وصلت للخامسة والثلاثين ..فهذه المرحلة العمرية للحمل مقلقة بالفعل و كانت هذه المخاوف تهللكه قلقا لتأتى ولادتها يسيرة تماما وخالية من أى إخطار و مخالفة لرأى الطب تماما .
تمكن ريان من تشتيت انتباه إياد بشكل كامل فقد أمضى الساعتين يدفعه للتسابق مع تريم في حفظ القرآن .
جلس طايع أمام الأطفال بصمت مريب لقد أخبره مهران للتو أن روان وضعت صغيرها ، تساءلت نسمة بتوجس : فى إيه يا بابا ؟
حمحم طايع : اصل مرت عمك .
انتفض خالد بحماس : ماما ولدت ؟؟
نظر له طايع بدهشة : ببساطة إكده ؟؟
ضحكت نسمة : يا بابا انت فاكرنا عبط ما احنا عارفين إننا بنتسرب .
زفر طايع وهو يبتعد عنهم : ايه الچيل الغريب ده !!! ده لما امى ولدت ريتا فضلوا يقنعونى اسبوع بحاله .
اقترب ريان ضاحكا : كنت قفل من يومك يعنى !!
نظر له شزرا كالعادة : مفيش فايدة فيك . عامل زى الشوكة فى ضهرى .
ضحك ريان وهو يقول بحماس : يلا يا ولاد هنروح نشوف المولود .
اقبل تاج مسرعاً بحماس : هنروح معاهم !!؟
تنهد بتصنع : أمرنا لله يابنى واخدين امك رهن معاهم .بس انتو روحوا مع عمو طايع وانا هحصلكم .
اعترض طايع فورا : وانا همشى بالمدرسة دى لحالى !!
نهره ريان : الله اكبر فى عينك يا اخى . ده كل الحكاية ستة منهم أربعة عاقلين وتريم واياد بقا ربنا يعينك هههه
اسرع إياد نحو أبيه يجذبه للخارج : بابا يلا نروح ل روان .
سار معه مكرها يتبعه الأطفال وريان الذى يكتم ضحكاته على هيئة طايع المعترضة .
كان رؤية إياد للصغير تثير مخاوف روان وليليان خوفا من عدم تقبله له ليثبت إياد أن قلبه أنقى من كل الظنون وهو يقترب من الفراش الصغير بترقب وينادى عمه الذى تمكن اخيرا من نطق اسمه بشكل صحيح : مهران هو نايم ؟
ابتسم مهران واقترب منه : ايوه يا حبيبي هتصحيه ؟
هز رأسه نفيا : لا هقعد جمبه بس ..اسمه ايه ؟؟
هز مهران كتفيه : لسه ماخابرش
اقترب طايع مشاكسا : إياد يسميه .
تقبل مهران الفكرة وقرر اختبار ذكاء إياد فقال : تعرف تختار له اسم بحرف خ ؟؟
صمت إياد لحظة وقال : خضر .
نظرا له بتعجب وهو يتساءل بترقب : حلو ؟؟
عبث مهران بشعيراته : حلو جوى .خلاص هسميه خضر .
ابتسم إياد واقترب من الصغير ليمد كفه بفضول عبر أعمدة الفراش ليلمس كفه وما إن أطبق الصغير عليه حتى نظر لعمه الذى يجلس بجواره بنفس الحماس د قال هامسا بحماس : مهران خضر مسك إيدى .
اقبل خالد مبتسما ليطل على فراش أخيه الذى يصغره بنحو أربعة عشر عاما ليتدفق الحنان من عينيه وهو يقول : استنيتك كتير اوى يا خضر .
نظر له والده بسعادة ليحيطه طايع بذراعه : المهم إنه چه بالسلامة .دير بالك عليه زين .
______
تحسنت حالة ضاحى كثيرا فى الأشهر الماضية واعتاد الخروج وحده كما بدأ يعود للإشراف على بعض الأعمال دون أن يشق على نفسه وكان أخويه يحرصا ألا يفعل .
واجه تاج بعض المشاكل الصحية التى اضطرته للعودة للقاهرة والاستقرار فيها مجددا أمام إصرار غالية للمتابعة الطبية التي يحتاجها .لم يكن الأمر خطيرا فقط بعض الإضطرابات فى مستوى السكر في الدم .كانت عودتهم للقاهرة سببا لسعادة الأحفاد رغم محافظة تاج على ذلك المنزل بالنجع والعودة إليه على فترات متباعدة تكون غالبا في فصل الشتاء هربا من رطوبة الجو بالقاهرة التى تسبب ألام العظام لغالية .
استقرت حياة الجميع وأصبحت الأيام تمر بسلاسة ، لم تؤثر علاقة زينب بخضر على إياد مطلقا لانه شاركها حبه ، ورغم مرور الأعوام لم تنس ليليان عدم تقبل زينب إياد فى البداية ليكون التأثير السلبى بعلاقة ليليان وزينب بينما اجتاحت براءة إياد قلوب الجميع .
مرت الأعوام سريعا تتساقط أوراقا فيغيب الأحبة ولا أحد يملك سوى التألم والدعاء على أمل أن ينجو الجميع في اختبار الحياة الذى إجتازه الأحبة قبلهم .
******************************************
الخاتمة
مرت الأيام تحمل اوجاعا وافراحا ليتسرب العمر من بينها كماء بين أكف مفرقة أناملها .
وصلت بسمة للسنة الرابعة بكلية الصيدلة كما تمنت تماما بينما حصلت نسمة على بطولة الجمهورية في الفروسية للفتيات وقد فضلت دراسة الإعلام وتحلم بكونها مذيعة تضئ صورتها على الشاشات الفضية .
وصل خالد للفرقة الخامسة بكلية الطب البشرى ويستمر بتفوق .
فى الصعيد وصل سويلم للفرقة الرابعة بكلية الزراعة التى أصر أن يلتحق بها وأوضح أن حلمه الخاص هو الارتقاء بالزراعة المحلية والوصول للسوق العالمى بإنتاجه الخاص أما دياب فقد أنهى دراسته بكلية الحقوق التى احب الالتحاق بها وساعده هيبة للتدريب بمكتب الاستاذ عرفان المحامى .
التحق لبيب بكلية الطب البيطري هو ومصطفى الذى ورث حب الخيل عن أبيه لكنه لا يبرع فى الفروسية مثله بل برع في إنتاج السلالات العربية الأصيلة .
أما مريم فقد أصرت على دراسة اللغة العربية بكلية الآداب والتحقت ليال بنفس الكلية لشغفها بدراسة التاريخ لتكون خديجة هى اكثرهن طموحا بإلتحاقها بكلية الآثار .
وصل إياد للمرحلة الثانوية ويجتاز اعوامه الدراسية بنسب نجاح تشعر والديه بالفخر .
استيقظ إياد الذى اتم عامه السابع عشر فى موعده المبكر حيث ستصحبه بسمة إلى مدرسته فى طريقها للجامعة ،يشعر طايع ببعض القلق الذى يغذيه قلق ليليان لتغير أحوال إياد مؤخرا ولجوءه للعزلة .فهو لا يغادر حجرته إلا لتناول الطعام كما أصبح مؤخرا يغلق خزانته ويحمل مفتاحها اينما ذهب .
خرج إياد بوجهه المبتسم ليجد الجميع على مائدة الإفطار فيجلس فى مقعده لتقول ليليان : إياد انا هنضف اوضتك النهاردة سيب الدولاب مفتوح .
نظر لها طايع بحدة بينما اسرع إياد : لا .لا يا ماما انا هنضفها .اوضتى اصلا نضيفة .
ابتسمت بسمة : انا مش عارفة انت بتجيب وقت منين تعمل كل حاجة .
ليبتسم لها : بعمل زي ما قولتى لى وبنظم وقتى .
زفرت ليليان بضيق : بس انا عاوزة انضف اوضتك كويس .
قاطع طايع حديثها : خلاص يا لى لى هو عارف مسؤولياته.
اتسعت ابتسامة إياد لدعم أبيه وثقته لتتدخل نسمة بمشاغبة : خلاص مادام اوضتك نضيفة اقعد فيها النهاردة.
أغمض إياد عينيه بتوتر : لا محدش يقعد في اوضتى ..محدش .
ورفع كفه محذرا ليتعجب الجميع انفعاله بينما تبتسم نسمة بتوتر : الله انت زعلت ؟ انا بهزر معاك يا إياد .
هز رأسه برفض بينما قررت بسمة إنهاء الحوار : طب يلا علشان ننزل إحنا .
نهض دون مناقشة وغادر معها بصمت لينظر طايع إلى زوجته لائما : وبعدين يا لى لى ! الولد لازم يحس أننا واثقين فيه .
نظرت له بحدة لتقول : انا خايفة عليه يا طايع ..انت مش شايف متغير ازاى ؟
بدلت نسمة نظراتها بينهما لتقول : ماتقلقيش يا ماما إياد برئ جدا . ده اعز أصحابه خضر ابن عمى .
لتضرب ليليان الطاولة : ده يقلق اكتر ..
رفع طايع حاجبيه بدهشة : ويقلق اكتر ليه بقا ؟ ماله خضر ؟
زفرت بضيق : مالوش يا طايع بس ده اصغر منه بخمس سنين .
ضحكت نسمة وهز طايع رأسه بأسف : جومى نروح شغلنا جومى بلا حديت مالوش عازة .
هبطت بسمة وإياد ليلحقا ب خالد وخضر كالعادة ، اسرع إياد نحو خضر يهمس له بشئ ما بينما ابتسم خالد : سويلم بيصبح عليكى ياختى .
ابتسمت بخجل ليتابع : امته تكتبوا الكتاب علشان ربنا يتوب عليا من صوته كل يوم الصبح .
وبدأ فورا يقلد صوت سويلم بلكنته الصعيدية وهو يتساءل يوميا عن أخبار بسمة ويطلب منه أن يقرأها سلامه وتحياته وأشواقه وإن خجل من ذلك .
ضحك بالنهاية : هههههه لا بقولك ايه انجزوا انا مش هشتغل لكم مرسال غرام كده كتير .
تحدثت اخيرا بعد أن استمتعت بما قصه على أذنيها من مشاعر صادقة وبريئة لتقول بعتاب : مستعجل علشان تخلص منى يا خالد ؟ ربنا يسامحك .
ضحك خالد : لا مش انا اللى مستعجل ده سويلم
نظرت أرضا ثم نظرت ل إياد وخضر وهما يتهامسان أثناء سيرهما .
______
طرق الباب لتتجه إليه روان لتجد الطارق إياد الذى قلت زياراته لها كثيرا في الأونة الأخيرة ورغم ذلك تقابله بود كبير : إياد !! تعالى يا حبيبي وحشتنى اوى .كده ماتسألش عليا ؟
ابتسم إياد بود هامسا : معلش روان معلش ماتزعليش
ضحكت روان : مش زعلانة يا حبيبي ادخل .
امسك الباب بكفه وتطلع بالانحاء : فين خضر ؟
عقدت ساعديها : خضر ماجاش .
ظهرت علامات. الإحباط على وجهه ليقول : طب لما يجى خليه يجى فوق .ماشى ؟
______
دخل إياد من الباب إلى غرفته مباشرة يعلم أن لا أحد بالمنزل لذا يتحرك بأريحية ويترك باب غرفته مفتوحا دون الخوف من تلصص أمه الذى يخنقه كثيرا .
هو لا بدرى لما لا تسأله أسئلة مباشرة ؟؟
لما لا تفهمه ک بسمة أو أبيه أو حتى خضر ؟؟
زفر بضيق وهو يعود لغرفته فقد اقترب موعد عودة والديه وهذا يعنى مراقبة أمه .
_______
دخلت زينة من باب المنزل بوجه متجهم وكانت رحمة تتحدث هاتفيا مع رنوة وهما تتحدثان عن إعدادات خاصة تنوى رنوة القيام بها احتفالا بعقد قران سويلم رغم إعتراض الأخير وإصراره أن يتكفل بمدخراته البسيطة نسبيا بعقد قرانه .
اقتربت زينة من امها متسائلة : حمزة جه يا ماما ؟
كتمت رحمة سماعة الهاتف بكفها وقالت : لسه داخل من شوية .
لتتركها زينة تنهى حديثها وتتجه لغرفة حمزة مباشرة ، طرقت الباب ليأذن لها ، دخلت بهدوء تنظر أرضا وكان حمزة منكب على مكتبه الهندسى يحاول إنهاء التصميم الذى طلبه استاذه الجامعى .
رفع عينيه مبتسما لتحتجب بسمته فورا ويحتل محلها قلق واضح : مالك يا زينة ؟؟
ظلت مكانها تفرك طرف ثوبها بين أناملها وكلها الاخر يضم كتبها لصدرها وعينيها أرضا لينهض عن مكتبه فورا ويتقدم منها وما إن وصل لها حتى غمرها بحنان لتبكى بصمت ، أطبق ذراعيه عليها بترفق وهو يتنهد بحزن فهو يعلم دون أن تتفوه بكلمة واحدة عن سبب بكائها .
______
دخل محمود من الباب وهو يصيح بغضب : مااازن .
أقبلت حياة مهرولة نحوه بخوف : فى إيه يا محمود ؟
نظر لها محمود متسائلا : البيه شرف ولا لسه ؟؟
زادت قربا وخوفا من غضب محمود الذى تعلم جيدا أن إثارته صعبة للغاية ، ربتت فوق صدره برقة : جه يا حبيبي ودخل ياخد دش ..انت مضايق ليه بس .
صمت محمود واتجه من فوره لغرفة ابنه ليقتحمها بالتزامن مع خروج مازن الذى أنهى حمامه للتو ليرتد للخلف بتلقائية مع اندفاع أبيه الذى اتجه نحوه فورا ليمسك ذراعه : انت مفيش فايدة فيك ؟ هتبطل قرفك ده امته ؟
لحقت حياة بزوجها لتتساءل بقلق : فى إيه بس يا محمود ؟ قولى طيب عمل ايه ؟
دفع محمود ابنه للخلف : البيه مرافق واحدة زميلته فى الكلية ومتجوزها عرفى .
شهقت حياة وهى تنظر لابنها بصدمة ليصيح مازن : انا ماضربتهاش على أيدها وهى مش صغيرة !!
رفعت حياة كفها لرأسها وهى تشعر أن الأرض تدور أسفل قدميها بينما وقف محمود امام ابنه : البنت حامل يا بيه ابوها كان عندى النهاردة . اعمل حسابك كتب كتابكم يوم الخميس .
انتفض مازن : انا لايمكن اتجوزها
ليصمت مع صفعة والده التى هوت على وجهه وهو يصيح : اتساهلنا معاك كتير ونصحناك اكتر وانت مفيش فايدة فيك .هتعيش وتموت حيوان ..
نظر له مازن بصدمة ليتابع : إلا الأعراض ..انت فاهم ...
صرخ محمود لتبكى حياة : ليه كده يابنى ؟؟ ترضاها على اختك ؟؟ حرام عليك يا مازن للدرجة دى وصلت !! للدرجة دى .
امسك محمود بكف حياة وهو يرى أنها لا تتحمل تلك المصيبة لينظر لابنه محذرا : آخر كلمة البنت دى هتكتب عليها يوم الخميس وكلمة تانية منك لا انت ابنى ولا اعرفك وبردوا هتكتب عليها لأنى انا اللى هبلغ عنك .
استندت حياة لصدر محمود الذى أحاط كتفيها بقلق وغادرا الغرفة ليرتمى مازن جالسا ويدفن وجهه بكفيه وهو على وشك خسارة كل شئ .
_______
طرق الباب بحماس وكان طايع قد استلقى للتو لتتحرك ليليان فورا : دى خبطة خضر .
اتجهت للخارج بينما نظر طايع فى أثرها بأسف وعاد للاستلقاء . فتحت الباب ليندفع خضر : عمتو انا داخل ل إياد
واسرع من فوره لتختبأ ليليان قرب المطبخ وتنتظر أن يفتح له إياد فإغلاق باب الغرفة من مستحدثات تصرفاته .
فتح إياد الباب لتسمع خضر يقول بحماس : انا جبت المجلة.
ترى تهلل صوت إياد : هات يا خضر بسرعة .
ليعترض خضر فورا : ماليش دعوة عاوز اتفرج ..
يضحك إياد : طيب ادخل بسرعة .
ليدخل خضر ويغلق إياد الباب لتندفع فورا عائدة لغرفتها وقد احتل الهلع ملامحها تماما . دخلت لتجد زوجها مستلقيا وقد أرخى ذراعه فوق عينيه لتصيح : مصيبة يا طايع .
انتفض طايع الذى أوشك وعيه على الذوبان في غيبوبة نعاسه ليلهث فزعا : خبر ايه ؟
تجلس بطرف الفراش : خضر جايب مجلة ودخل عند إياد
نظر لها بعدم فهم لتتابع : جرى ايه يا طايع هم المراهقين بيجيبوا مجالات لايه ؟؟
قطب طايع جبينه : اتق الله بجى حرام عليك .شوفتى ايه من ولدك ولا من خضر لظنونك دى ؟؟
أشارت لصدرها بفزع : اتق الله !! انا خايفة على ابنى ..ده جزاتى يا طايع ؟
أسند طايع رأسه لكفه قبل أن يعاود النظر نحوها : ابنك البرئ اللى مايعرفش فى الدنيا غير دراسته وعيلته !! ابنك اللى حافظ القرآن !! ابنك اللى عمره ما رفع عينه فى حرمه واصل !! اعجلى حديتك جبل ما تخسرى ولدك بزيادة البنية اللى لولا ستر ربنا وعجلها الكبير كان زمانها بتكره اختها بسبب عمايلك .
نهض عن الفراش ليقف أمامها : انى صبرت عليك كتير جوى لأنى عاشجك .. ولحد دلوك عاشجك .. وخابر زين انك كنت متجلعة وماشيلاش للدنيا هم
ابتعد خطوتين عنها ليقول : عمال اصبر روحى واجول بكرة تعجل .. بكرة تفهم .. بكرة توعى ..لكن انت مفيش فايدة فيكى واصل .
اتجه نحو الخارج لتلحق به ، أمسكت ذراعه لينظر لها فتقول : للدرجة دى انا وحشة !! للدرجة دى انت تعبان منى !! كل ده علشان بخاف على ولادى بزيادة ؟
تنهد طايع ورفع كفه ليتخلل شعره بغضب : يا ليليان بدل ما تراجبى ولدك صاحبيه وبدل ما تفاضلى بين البنات شچعى كل واحدة على اللى بتحبه حتى لو مش على هواكى .. دى حياتهم يعيشوها كيه ما هم عاوزين مش كيه ما انت عاوزة .
وغادر الغرفة تحت نظرها ليتجه لغرفة ولده ، طرق الباب ليفتحه إياد بوجهه البرئ ..نظر له طايع بحنان : بتعملوا ايه ؟ اچى اجعد معاكم هبابة ؟؟
تعلق إياد بذراع أبيه بسعادة : بنعمل مفاجأة .تعالى بس سر ماتقولش .
ضحك طايع : ماهجولش هههه.
وقبل أن يدخل للحجرة ألقى عليها نظرة آسفة فهو على ثقة أنها لو مكانه لكان ل إياد نفس رد الفعل .
_______
بعد مرور ثلاثة أيام حيث سيعقد قران مازن على هيا ؛ تلك الفتاة التى تزوجها عرفيا .
كان محمود بمنزله يستعد وزوجته للمغادرة لينظر لها بأسف : حياة لو لسه تعبانة خليكى .
هزت رأسها نفيا : لا يا محمود انا كويسة .
واختنق صوتها لتخفض وجهها فيسرع نحوها ، جلس أمامها لتتساءل : إحنا عملنا ايه علشان ابننا يبقى كده ؟ قصرنا معاه في ايه يا محمود ؟
نكس محمود رأسه : ربنا عالم مقصرناش معاه خالص ، حفظناه القرآن لحد ما هو رفض يكمل ..علمناه الصلاة ونصحناه كتير وبردوا رافض يصلى .هنعمل ايه بس تانى ؟ ربنا يهديه .. ادعى له يا حياة .
طرق الباب لتسرع بتكفيف دموعها وينهض محمود مبتعدا وقد تغيرت كل تعابير وجهه : تعالى يا مروة .
دخلت فتاة مراهقة ليفتح ذراعه : نور عين بابا .
ارتمت الفتاة بين ذراعيه ليقبل رأسها فتقول برقة : نور عينك زعلانة يا سى بابا .
شهق محمود بتصنع : مين يقدر يزعلك !!
لتشير نحو امها : اللى يزعل ماما يزعلنى .
اتجهت الفتاة لتجلس بجوار حياة : مالك يا ماما ؟؟
اقترب محمود ليجلس بينهما بمشاغبة : ام العريس يا ستى لازم تعمل شغل الحموات .
ضحكت مروة وحياة التى جاهدت وزوجها لمنع هذه الكارثة من الوصول لمسامع صغيرتهما لتتساءل حياة : انت لسه يا مروة ماجهزتيش ؟
تنظر الفتاة بين يديها وكأنها تذكرت للتو : نستونى ..
نظرت لامها : اى خمار يليق اكتر يا ماما ؟؟ انت عارفة ماليش فى الالوان .
_______
دعاه حمزة لحضور عقد قران ابن عمه فالكل يعلم عشقه لها وعشقها له ورغم ذلك لم يحاول اى منهما تجاوز حدود الله لذا يتحين الجميع اى تجمع عائلى لدعوة سويلم الذى لا يرتوى منها سوى بنظراته التى أصبحت محور الهمسات العائلية رغم علم الجميع أنهما ينتظران إنهاء سويلم عامه الدراسى الأخير ليتم عقد قرانهما الذى تحدد موعده بالفعل بعد أن اشترى لها محبسا فى الصيف الماضي .
جلس سويلم ممسكا ببعض الأوراق التى وضعها داخل ملف مخفيها من الأعين وهو ينظر أرضا .نظر له خالد بتعجب : فى إيه يا بنى ؟؟
نظر له بفزع : مفيش حاچة ..هم نطلع عند عمى طايع .
أنهى خالد اغلاق قميصه وهو يبتسم : ايوه يا عم مين قدك !! يلا يا سيدى انا خلصت .
تساءل سويلم : عمى مهران فين ؟
خالد وقد وصل لباب الغرفة : سبقنا على فوق قال إياد وخضر عاملين مفاجأة لجنابك .
تحرك سويلم بتثاقل يتبعه ليصعدا معا ، فتح خضر الباب وكان الكل مجتمع . تقدم سويلم وهو ينظر أرضا ليصافح مهران وطايع . تعجب الجميع أمره بينما اسرع إياد إلى غرفة شقيقته .
كانت تنهى استعدادها وقلبها النابض بإسمه يحثها للإسراع .دخل إياد بلهفة : بسمة استنى ماتخرجيش .
نظرت له بتساؤل ليقول : هجيب حاجة وأخرج معاكى .
اتجهت نحوه تقبل خده بقوة ليضحك ببراءة ويتجه لغرفته ، عاد إليها بعد دقيقة يحمل علبة محكمة لتتساءل : إيه ده ؟
ضحك إياد : هقولك عند سويلم .
امسك بكفها ليخرجا معا لترتفع عينيه للمرة الأولى تحتضن ملامحها بلهفة بينما ذبلت بسمتها وزاد وجيب قلبها للألم الذى يصرخ بعينيه .
اسرع خضر نحو إياد : قولهم انى ساعدتك فى المفاجأة .
ابتسم إياد : خضر ساعدنى وبابا كمان ساعدنى .
تساءلت نسمة : المهم إيه هى المفاجأة ؟
ضحك طايع : حج ربنا هى مفاچأة صوح .
استمر الجميع بالتحدث عن تلك المفاجأة الغامضة لتغفل الأعين عنهما لدقائق استغلاها فى حوار صامت لم ينبت من شفتى اى منهما .
هو يودعها !!
قلبها يقول إنه يفعل ...
اخيرا فتح إياد علبته الثمينة ليخرج منها فستان علت الشهقات فور ظهوره ليلتفت كليهما للمجتمعين حولها بينما يقول إياد بسعادة : انا اتفرجت على كل موديلات فساتين الافراح ماعجبنيش حاجة .
نظر ل بسمة بحب : مفيش حاجة منهم تليق باختى .عملت لك التصميم ده يارب يعجبك .
نهض مهران ليمسك بالفستان بتعجب : انت عاوز تفهمنى إن ده تصميمك انت ؟
هز إياد رأسه بينما قال طايع : انت مستجل بولدى يا مهران ولا إيه ؟؟
نظر لزوجته بعتاب وهى ترى بعينيها ما كان يخفيه ولدها ،لم يكن يخفى سوى فرخة لأخته التى طالما دعمته .
نظر إياد ل بسمة وتعجب صمتها لتعلو الكآبة ملامحه : بسمة الفستان مش عاجبك ؟؟
هزت رأسها نفيا : حلو اوي يا إياد .اجمل فستان شافته عيني .
تهلل وجهه بينما نظرت ل سويلم : بس الظاهر مش مكتوب لى البسه
صمتت كل الأصوات وتوجهت كل النظرات نحوه . تمنى فى تلك اللحظة أن يصير غبارا يذروه الهواء فقد يعلق بثناياها . أن يكون نسيما تطلقه السماء فقد يحبس بصدرها .بل تمنى إن كان هذا الفستان الذى تضمه لصدرها .
تمنى أن يكون اى شئ ، عدا كونه سويلم الذى سيذبح قلبه وقلبها بعد لحظة واحدة.
لم يعبأ بنظرات المحيطين ولا بأنفاسه الثائرة ولا بقلبه الذى بلغ من الجنون مبلغه .
هو لا يهتم فى تلك اللحظة سوى بها ..هى فقط .
ارتجفت يداه ودون أن يحيد بناظريه عنها تحدث لأبيها : يا عمى انى چاى النهاردة احلكم من وعدى . انى ماجدرش اتچوز بسمة .
زاد تجهم الوجوه وصاح مهران : انت بتخربط بتجول ايه يا ولد ؟ فاكر روحك مين .الحج مش عليك الحج علينا اللى رضينا ندى بتنا لعيل ماخابرش هو رايد ايه .
أسرعت روان تهدأ غضب مهران : اصبر بس يا مهران .
أشاح بوجهه بينما قالت ليليان : انت بتقول ايه يا سويلم ؟ شوفت ايه من بنتى علشان تعمل فيها كده ؟
صرخ طايع بغضب : ليليان اسكتى ..
وقف سويلم دون أن تخفى إرتجافته ، مد كفه بالاوراق لتلتقطها منه وتبدأ في مطالعتها لينضم لها خالد بينما يقول سويلم بحزن : شوفت منها كل الخير يا عمة ..زينة البنتة ..وست البنتة ..ست الناس كلاتها لأچل إكده انى مانفعهاش ولا هى تنفعنى .
رفع كفه المرتجف ليخرج محبسه من بنصره ويشهق وكأننا أخرج روحه معه .وضعه فوق الطاولة لتفر دمعات من عينه لم يهتم بأمرها وهو ينظر لها نظرة أخيرة قبل أن يفر ويلحق به خالد .
كانت لاتزال بمكانها فستانها بين ذراعيها والأوراق بين أناملها وعينى ابيها معلقة بها وهى تنظر للفراغ الذى خلفه رحيله لينتفض طايع صارخا بإسمها وقد تلقاها إياد بين ذراعيه وسقط معها أرضا .
تراجعت نسمة خطوات للخلف وقبل أن تعدو هاربة كان مهران يحيطها بذراعيه : ماتخافيش هتبجى زينة .
لتتمتم بهسيتريا : عمى ..بسمة ..عمى ..
كانت تشير لجسد بسمة الذى حمله طايع بين ذراعيه متجها لغرفتها لتسرع ليليان نحو إياد الذى سيطرت عليه الصدمة وخضر يجثو أرضا بجواره لتلتقط روان ابنها الخائف وتضم ليليان ابنها المذعور الذى يهذى : ما ..ماما ..بسسس .بسسسمة .
لتدرك فورا أنه يمر بنوبة ذعر فتخفى وجهه بصدرها : ماتخافش يا حبيبي بسمة كويسة ..بسمة كويسة ...
من هنا هنبدأ إن الله أحداث الجزء الرابع من سلسلة الشرف
*********************
إلي هنا تنتهي رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبيني
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج3 بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول الجزء الأول من رواية الشرف
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا