مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الرابع عشر
اقرأ أيضا: روايات إجتماعيةتابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد |
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الرابع عشر
دقات مخيفهقمر
كنا نصارع الوقت بحق جسد الطبيبه بات نحيلا للغايه شحوبها كما هو لم يتغير كنت اجلس بجوارها بغرفتها اثناء خطاب الملك وعلمت ممن حولي ان سيدي قد عزم ع غزو زيكولا من اجلها وتاكد حدسي بانها ستصبح سيده اماريتا الاولي قبل ان تخبرني السيده نجود بعد ساعات من الخطاب بان استعد للرحيل مع سيدي والطبيبه ع متن سفينه كانت ستغادر شاطئ اماريتا مع غروب شمس ذلك اليوم..... غربت الشمس وانطلقت بنا سفينه ملكيه عمالها كثيرون حملتني انا وسيدي والطبيبه واثنين من حراس القصر لم يغادرا جوار عربه خشبيه كانت معنا ع متنها علمت فيما بعد ان احدهما قد زار زيكولا من. قبل وقسم قبو السفينع الي غرفتين اتخذ الملكاحداها وامرني ان امكث بجوار الطبيبه بالغرفه الاخري بعد ان اطمان انني استطيع تثبيت سوائلها المغذيه بذراعها كما علمني طبيب القصر .... مرت ايام سبعه ببحر مينجا دون ان اعي بم يفكر سيدي او الي اين تتجه سفينتنا ما اوقن ان ملكنا لا يضع بباله شيئا سوي شفاء الطبيبه وحين اشرقت شمس يومنا الثامن دلف الي حجرتنا وقال لي دون مقدمات :
اليوم سنصل شاطئ مينجا الشمالي ستحملنا العربه الي مقربه من ارض زيكولا وسنتخذ مبيتا لايام بصحرائها حتي يفتح بابها بعدها سنعبر الي ارضها ... منذ ان تطأ اقدامنا الشاطئ ولم اعد ملك اماريت .. انني السيد تميم تاجر الذهب القادم من الششمال الي زيكولا .... والحارسان معي ليسا الا مساعدي
فاومات براسي ايجابا وادركت سر ذلك الشرود الذي لم يفارق وجهه ايامنا السابقه ..... مع غروب شمس ذلك النهار حملنا زورق صغير الي الشاطئ بينما حمل اخر العربه وجواديها والحارسين ثم ابحرت السفينت مبتعده عنا وغابت شيئا فشيئا عن انظارنا مع انسدال ظلام الليل .... بتنا ليلتنا الثامنه بخيمه اعدها لنا الحارسان ع شاطئ مينجا وابتسمت حين تذكرت القافله التي حملتني انا والطبيبه مكبلتين الي هذاالشاطئ قبل خمسه اشهر كانت الطبيبه وقتها تشع طاقه واملا ودارت براسي كلماتها الي قبل مغادرتنا السجن الغربي بان اماريتا ستصبح طريقها الي زيكولا ومن ثم الي ارض حبيبها لا اعلم ان كانت تدري باننا نمضي قدما ف ذلك الطريق الذي تمنته ام لا .... ثم بلغت دهشتي ذروتها وكدت لا اصدق عيني حين نظرت الي السماء ووجدت ذلك النجم اللامع بها اقسم انه هو ما ارتني اياه من قبل ليله رحيلنا اخبرتني ان حبيبها قد سماه باسمها كان يلمع وحيدا مميزا كانه يحتفل بعوده سيدته الي بلاده مره اخري
وف صباح يومنا التالي وجدت سيدي قد بدل ثيابه العسكريه ليرتدي قميصا قماشيا واسح الجيب وبنطالا اسفل عباءه مزركشه ليشبه تجار بلادنا وقاد الحارسان العربه نحو واد رملي امتد بين جبلين لاحا ف الافق وجلست ف صومعه العربه امام سيدي الشارد الذهن بجواري سيدتي الطبيبه النائمه وكعادته لم يحرك عينه عنها الا للحظات غاب معها نظره عبر نافذه العربه التي اسرعت بنا تعبر سهولا ووديانا ف طريقها الي صحراء زيكولا
ومضت ساعات اخري لم تقف خلالها العربه مره واحده حتي وصلت بنا اعلي احدي الهضاب مع اقتراب الشمس من المغيب ثم ابطات من سرعتها وتوقفت للمره الاولي وهبطنا الي الارض وبدا الحارسان يعدان الخيمه مره اخري بينما حمل سيدي الطبيبه بين ذراعيه وتقدم بها ثابتا تجاه حافه الهضبه فاسرعت خلفه حتي توقف ع حافتها ونظر الي اسفل بعيدا حيث ظهرت مدينه كبيره ذات منظر بديع من اعلي بها مبان شتي تتخلها مساحات خضراء كانها اراض زراعيه ومسطحات من الماء يحيطها سور صخري شاهق فاق كل اسوار المدن الاخري التي رايتها من قبل وبعدما طالت نظرته سمعته يهمس الي الطبيبه قائلا :
تمنيت لو تدركين اين نحن الان
ثم اكمل بعد لحظات :
لنري ماذا تخبئ لي ولك هذه الارض الملعونه
كانت المره الاولي التي اري بها ارض زيكولا لطالما سمعت عنها وعن لعنتها لكنني لم اظن يوما ان اقترب منها الي ذلك النحو حدثني شاب بيجاني ذات يوم عن رحلته الي تلك المدينه وعن تعاملهم بوحدات الذكاء دون غيرها من البلاد وعن يومهم الذي يحتفلون به فيذبحون الافقر بها فلعنتها ف نفسي وزاد حبي لبلادي قبل ان تدور الدائره وتصبح بلادي اكثر لعنه وترسلنا الي اماريتا وها انا اجلس بخيمه ع اقرب الهضاب اليها ف انتظار ان تحدث المعجزه ويفتح بابها كما خطط سيدي
مكثنا ف خيمتنا لايام يمر وقتنا ببطء لم اشهد مثيله لا اذكر ان فارق سيدي حافه الهضبه الا قليلا كان ينظر بعيدا الي زيكولا ويظل شاردا لاوقات طويله قبل ان يهبط ظلام الليل فيعود بظهره الي الرمال ليحدق بنجوم السماء حتي يغلبه النعاس ثم ينهض مع شروق نهارنا التالي فيشبه يومنا سابقه فان شعر بتسرب الياس الي قلوبنا اقترب منا وحدثنا بانها ستفتح بابها ثم يمسح بيده ع وجه الطبيبه ويهمس اليها بانها ستنجو
ثم حدث التغير الاول يومنا حين فوجئت بسيدي يصيح فجاه بثلاثتنا انا والحارسين بان نقترب من الحافه واشار الي عربتين تسيران بطريق يتجه الي زيكولا ثم حدث الامر نفسه يومنا العاشر والحادي عشر ومرت عربات اخري كانت اكثر عددا بالطريق ذاته ثم انخلع قلبي يومنا الثاني عشر حين حاصرنا من كل جانب صدي صوت لقات طبول انطلقت فجاه مع شروق الشمس كان ايقاعها قويا مخيفا ثم توقفت لتصرخ الابواق عاليا ثم دقت الطيول مره اخري ايقاعا منتظما رج صداه الصحراء من حولنا فوجدا سيدي يقف منتصبا ع حافه الهضبه لا يحرك ساكنا فاقتربنا منه لنري رايات حمراء كبيره قد علقت ع سور زيكولا ولاح بالافق بعيدا غبار كثيف يتصاعد الي السماء تلاشت مع رؤيه ما خلفه من سور زيكولا ومبانيها فنطق الملك هائما :
اليوم كتبت النجاه للطبيبه....
جيش كبير
استمرت دقات الطبول وصدي صوتها من حولنا وبلغ الغبار عنان السماء كسي معه الريق الرملي اما زيكولا بغطاء اسود لامع نما زاحفا بانتظام كبساط يخرج من زيكولا دون نهايه كونت انسجته الوف من الجنود الذين اصطفوا كالنمل بخوذهم ودروعهم ف صفوف متساويه بلغ الصف الواحد المئات منهم كانت صياحتهم العاليه تدوي ف تتاوب مع دقات الطبول فدق قلبي خوفا واحمر وجنتاي ونظرت الي سيدي الواقف بجواري محدقا بتلك الجحافل التي تخرج من زيكولا دون انقطاع ثم قطع صمته الطويل ونظر الي الحارسين خلفنا قائلا :
اعد العربه كما اخبرتكما سابقا
ثم نظر الي وقال :
انزعب سوائل الطبيبه ستبدأ طريقنا الي داخل زيكولا
فعدت الي الخيمه وفعلا ما امرني به ثم جاء الحارسان بصندوق كبير كان مثبتا بمؤخره العربه منذ تحركنا ووضعاه بجوار الطبيبه وفتحاه فوجدته مبطن بوسائد بيضاء رقيقه ثم حمل سيدي الطبيبع وارقدها برفق بذلك الصندوق ومد يده الي جوانبه واطمئن الي وجود ثلاث ثقوب دائريه صغيره واحد بكل جانب من جوانب ثلاثه ثم غطي سيدتي بلوح خشبي رقيق طلي جانبه العلوي بماء الذهب وجاء الحارسان بصندوقين اخرين كانا معنا داخل صومعه العربه وفتحاهما لاجدهما ممتلان بسبائك ذهبييه لمعت بشده مع اشعه الشمس التي تسربت الي الخيمه وبدءا يصفان تلك السبائك اعلي اللوح الخشبي حتي انتهيا فبدا الصندوق وكانه ممتلئ عن اخره بالذهب ثم حملاه الي داخل العربه وتبعتهما لاجلس بجواره ثم دلف سيدي الي صومعه العربه بعدما ازال الحارسان الخيمه وانطلقنا ف طريقنا الي ارض زيكولا
اتخذنا طريقا متعرجا هبط بنا من الهضبه الي الطريق الترابي الي زيكولا ثم انحرفت بنا العربه الي جانب الطريق بعيدا خلف عربات اخري كانت ف طريقها الي زيكولا ثم توقفنا بامر من سيدي حين توقفت تلك العربات امامنا بعدما اقتربت منا طلائع الجيش الزيكولي ... وهبط سيدي الي الارض ووقف بجوار العربه حين بدأت صفوف الزيكولين تمر ع الطريق امامنا بينما مكثت بالعربه اراقبهم عبر النافذه بجواري كان وقع ارتطام اقدامهم بالارض قويا يهز الارض من اسفلنا تحلق معه صيحاتهم الحماسيه الي السماء وتلمع اسلحتهم ودروعهم مع اشعه الشمس دون ان يلتفت احدهم جانبا كاننا غير مرئين يتوسطهم حاملي الطبول التي لا يتوقف ايقاعها ويتناثر بينهم حاملي الرايات التي ترفرف عاليا بين الصفوف ... لم اتخيل ان يكون عددهم كبيرا الي ذلك النحو وظللنا واقفين حتي اقتربت الشمس من منتصف السماء فانتهي الثلث الاول منهم ثم ظهر الثلث الثاني مع دقات طبول اختلف ايقاعها كانوا فرسانا تغطي وجوههم خوذ مخيفه ويحيط اعناق بعضهم عقود من الورد تسير جيادهم ببطء ف محاذاه تتمشي بدقات الطبول من حوله كان عددهم كبير للغايه لا يقل عن بضع الاف باقل تقدير ثم دقا الطبول ايقاعا اخر فظهر امامنا الثلث الاخير من جنود تجر خيولهم ابراجا شاهقه لم تتضح لي معالمها بعدما غطت باغطيه قماشيه كان عددها بالعشرات تتبعها عربات كثيره تغطي صناديقها الممتلئه باقمشه هي الاخري ويجرها خيول بدت غير قادره ع جرها لولا سياط الجنود المنهاله ع اجسادها فسمعت احد الحارسين يقول للاخر :
انها مجانيق زيكولا الزيتيه يستطيع الواحد منها احراق مدينه كامله
فنظرت الي سيدي الواقف بجوار العربه وادركت انه شعر بما شعرت به ما رايته ان ذلك الجيش لم يخرج ليدافع عن ارضه فحسب بل خرج ليعبر بحر مينجا الي اماريتا
اكملنا طريقنا الي زيكولا بعد ساعات من انتظار مرور جيشها وابتلعت ريقي رهبه حين ظهر امامنا سورها الشاهق وبابه الضخم المفتوح ع مصراعيه كانت الساحه امامه مليئه بالهرج والمرج من اهالي زيكولا الذين خرجوا نساء ورجالا واطفالا ليودعوا جنودهم حاملين عقود الورد ومطلقين الاغاني مع عازفين انتشروا بينهم ومن عربات التجار التي تزاحمت امام باب زيكولا ف انتظار عبورها الي داخل المدينه ثم ابطأت عربتنا من سرعتها بين الزحام وتوقفت فجاه وفتح بابنا ليسالنا احد الحراس باقتضاب :
من انتم ؟
فرد سيدي ف هدوء:
السيد تميم تاجر للذهب جئت من الشمال
ثم فتح صندوقه فلمعت سبائك الذهب وزاغت عينا الحارس قبل ان يومئ برأسه الينا ايجابا ويرحب بنا ف زيكولا ويصيح باخر كي يفسح لنا الطريق وتحركت العربه لتعبر باب زيكولا فلمسكت براسي بعدما اصابها الم شديد مفاجئ حتي انني انزلقت بين مقعدي العربه واغمضت عيني لالتقط انفاسي بصعوبه وسرت بجسدي رعشه لم اشعر بها من قبل بينما اغمض سيدي عينه دون ان يظهر المه ثم بدا الالم بتلاشي شيئا فشيئا فسالني سيدي ان كنت بخير فعدت الي مقعدي واومات براسي اليه ايجابا فقال لي :
انها لعنه هذا البلد لم يدخلها مرته الاولي
فدق الخوف بقلبي ونظرت الي باب زيكولا الذي عبرناه وجال بخاطري للمره الاولي
ماذا لو اغلق ذلك الباب ولم نكن قد خرجنا بعد ؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا