مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الرابع والعشرون
اقرأ أيضا: روايات إجتماعيةتابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد |
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الرابع والعشرون
كانت الابتسامه تعلو كافه الوجوه عدا وجهي الاماريتي ونادين ووجه اخر مجعدا بدا حائرا لا يفقه شيئا مما يحدث من حوله كان سائرا مع تيار السائرين بلا هدف يتفقد الوجوه من حوله ومن خلفه فحسب كان وجه السيده الاكتاريه المسنه التي التحقت بالمسيره بعيدا خلفهما ثم وصلت المسيره الي الساحه الشرقيه ورات اعينهما منصه كبري قد شيدت بقطيها البعيد وصار الزحام شديدا ولم يكف العازفون عن عزف موسيقاهم وتراقصت بعض الفتيات مع زفافهم من الشبان وقام اخرون بحركات بهلوانيه فقالت نادين حانقه :ارض الرقص والبهلوانات
وازداد الزحام حتي اصبحت الساحه ممتلئه عن اخرها وكان النهار قد انتصف او كاد حين دقت طبول كبري كانت دقاتها اعلي صوتا من طبول العازفين واطلق بوق عال فتوقف العازفون عن عزفهم وارتقي المنصه بضع من الفرسان لمعت دروعهم مع اشعه الشمس العموديه ثم صعد عدد من رجال اغلبهم شيب الرؤوس يرتدون عباءات يدرك الجميع ان ثمن الواحده منها يفدي كثير من الذبح يوم زيكولا واتخذوا مقاعدهم بجانب المنصه فقالت نادين الي الاماريتي :
انهم المجلس الزيكولي الاعلي هم من وضعوا قانون الخيانه واشارت الي اوسطهم وقالت :
اوسطهم هو كبير القضاه من اعلن خيانه الطبيبه وخالد
فهز الاماريتي راسه وامسك بيدها وتقدم بها بين الصفوف ف اتجاه المنصه فقالت وهي تتجنب الارتطام بالاخرين :
ظننت انك لم تحب المجئ الي هنا
فقال :اريد ان اسمع ما يقوله حاكمكم
واجتازا عددا من الصفوف قبل ان يطلق بوق اخر فساد الصمت الزحام الشديد وصعد المنصه حاكم زيكولا كان وجهه متوردا من يراه من بعيد يظن انه شاب ليش ف الخمسين من عمره فنهض رجال المجلس الزيكولي وقال ساخرا بصوت عال الي الوجوه التي ترقبت كلماته :لم يظهر اي اماريتي بعد لقد اصاب جيشنا الملل
فهلل السامعون وحدث من سمع من لم يسمع ثم اكمل غاضبا :
يبدو ان طبيبه بلادنا جعلت الطامعين يظنون اننا ضعفاء مثلهم لقد ان الاوان لنضرب بيد من حديد ع هؤلاء الطامعين ... هل سمعتم من قبل عن كبري المعارك بهذا العالم.... اريدكن ان تستعدوا لتقصوا ع احفادكم قصصا كثيره عن كبري معارك بحر مينجا التي سحقت بها زيكولا بلد ضعيف يسمي اماريتا قبل ان يقودنا بحاروها الممزقه جلودهم الي ارضيهم لتصبح ارض الذكاء الجديده .... انني اعدكم بان يوزع ذكاء الاسري عليكم جميعا
فصفق رجال المجلس الزيكولي وهلل السامعون بحثاس بينما نظرت نادين الي الاماريتي الذي لم تتبدل تعابير وجهه منذ بدا الحاكم خطابه ثم فوجئت بمن تجذب ثيابه من الخلف وتحدثه بلغه غريبه مشيره بيدها الي جانب المنصه الذي يجلس به رجال المجلس كانت السيده الاكتاريه فنظر الاماريتي بعيدا نحو اتجاه يدها وحدق بفارس شاب حليق الشعر لا يرتدي خوذه مثل باقي الفرسان كان يقف ثابتا صارم الوجه خلف من اخبرته نادين انه كبير القضاه وظل محدقا به للحظات ثم همس الي نادين وقال : انظري الي كبير القضاه
فقالت : ماذا به ؟
فقال : هذا الفارس الشاب الواقف خلفه من قتل يامن
ثم امسك يدها بقوه خشيه ان تجن مجددا وهمس الي السيده الغريبه ثم تراجع الي الصفوف الخلفيه يجر بيده نادين فوجد الجنود يحيطون بقطب الساحه الجنوبي فاشار اليها ان تهدأ وانتظرا حتي انتهي الحاكم من خطابه وبدا الناس ف الانصراف فانصرفا بينهم وعادا متجهين ف طريقهما الي بيت رفاقهما
خالد
اصابنا قلق كبير حين اخبرتنا مني قبل ان تعود الي غرفتها ان الاماريتي قد خرج يركض للحاق بنادين التي بكت بهستيريه وخرجت تركض كانها جنت ووصل قلقنا قمته لما تاخرت عوده اي منهما ساعات ثم وجدنا اسيل تخرج من غرفتها تتكأ ع قمر كانت تسير بصعوبه بالغه وتطالبها متالمه بين خطوه واخري بان تتوقف عن السير لا جسدها قد بدأ ف تيبسه بعد تلك الرقده الطويله ويحتاج الي استعاده مرونته مع الوقت فنهضت لاساعدها فاشارت الي كي ابقي مكاني واكتفت بمساعده قمر لها حتي هبطت الدرج وجلست ع مقعد بجوارنا وساد صمت ثقيل ثم غمز اياد بعينه الي قمر وصعدا سويا الي الاعلي وتركانا بمفردنا ومرت لحظات صمت اخري ثم نطقت هادئا بجمل متقطعه جالت ف راسي :
نكنتيش هتقدري تعيشي ف عالمنا وانا مكنتش هقدر اعيش ف زيكولا واسيب جدي
وقمت قليلا ثم قلت : كنت بجري زي المجنون ادور عليكي بعد ما نجيت من الدبح
وصمت برهه ثم تابعت: مكنش لازم تديني من وحداتك وانت عارفه انها خيانه
فالتمعت عيناها بالدموع فاكملت :مني كانت السبب الي انزل سرداب فوريك واوصل لزيكولا واقابلك هي كمان طيبه وبتحبني جدا واكيد مشتته زيي دلوقت عمري ما تخيلت ان الامور تسوء للدرجه دي
ثم سكت لم اعد اجد من الكلمات ما انطق به كان يعتريني شعور بالخجل يضطرب معه داخلي اضطرابا شديدا لا استطيع ان اتجاهل حب مني لي ولا اسيل التي احبتني فاضرها حبها لي وعصف بحياتها كامله ليجتاحني شعور لم يفارقني منذ دلفت الي زيكولا ووجدتها راقده لانني لم اكن سوي نذلا كبيرا فقالت بصوت متعب تختنقه الدموع :
كنت ف سجن بيجانا وهربت بين فقرائها الي اماريتا بحثا عن فرصه قد تلوح للعوده مجددا الي زيكولا من اجل هدف واحد ان اعبر سرداب فوريك الي بلدك لاصل اليك واكمل حياتي معك وعضت شفتيها بمراره
واكملت : تقوس ظهري من حمل الصخور ف اماريتا لكني تحاملت حين رايت طيفك امامي يساندني
وابتلعت ريقها وتابعت :
كان السمين يسبني فكنت اقول ف نفسي من اجلك يا خالد
وهربت دموعها الي خديها:
كان جسدي الضعيف يعاند كل عناء ويتحمل كل شئ من اجل فرصه اصل بها اليك مجددا
ثم صمتت لوقت طويل كانها تتذكر ما حدث لها اشهرها الماضيه ثم مسحت دموعها باصابعها ولكنها مالبثت ان تساقطت حين قالت :
لم اندم لحظه واحده لانني ساعدتك يومها
فقلت : الاماريتي يحبك كثيرا
فرمقتني بطرف عينيها ولم تبس بكلمه مجددا ثم دلف الينا الاماريتي ومعه نادين بعد وقت قليل وهبط اياد وقمر من الاعلي لم تكن نادين بذلك الجنون الذي تحدثت عنه مني وبدا انها هدات خلال تلك الساعات بالخارج فتساءل اياد متعجبا :
اين كنتم طوال تلك الساعات ؟!
فقالت نادين :اجبرنا الجنود ع حضور خطاب الحاكم
فضرب راسه كانه قد نسي امر ذلك الخطاب ثم نظر الي الاماريتي الي اسيل فنظرت اليه ف عينه ثم قال :
علينا ان نغادر جميعا الليله سنخيم بصحراء زيكولا حتي يعود جيشها الي اسوارها
فقلت بلهجه زيكوليه :
لم التعجل ؟ماذا حدث؟
فقال :يبدو ان هناك ثمه امر عظيم لا نفهمه لقد كنت محقا ان زيكولا تنتقم من اصدقائك
فنظرنا اليه جميعا مشدوهين وتابع :لقد رايت اليوم قائد الجنود الذي قتل يامن بوادي التلال الصغري اخبرتني نادين انه حارس كبير قضاه زيكولا الذي اعلن خيانتكما يوم زيكولا الماضي
فانطبع القلق ع وجوهنا جميعا ثم اكمل :
ف الوقت ذاته اخبرتني المراه الاكتاريه ان هذا الحارس من كان يقود ع جواده رتل العربات الخشبيه المحمله بفقراء اكتارا العرايا الي زيكولا يبدو ان الامر لم يكن مجرد خيانه لحفر نفق عبر سور زيكولا انه امر خفي تزداد خطورته مع كل لحظه تمكثون بها ف زيكولا
ثم نظر الي اسيل وقال بكبرياء ملك:
لقد اقسمت ع نجدتك ايتها الطبيبه لم انس للحظه واحده نظرتك الاخيره الي قبل اغماءتك وساظل احافظ ع قسمي هذا
كان ياحدث الي اسيل كانه تيقن انها لم تبادله الحب واكمل الينا :
لقد احببتكم جميعا ولا اريد الا امانكم سارحل الليله وساطلق السهام المضيئه ليتوقف جيشي عن عبور الريكاتا طالما انتم امنين معي
فقال اياد :انا لن ارحل
وقالت نادين :وانا كذلك
فنظرت الي مني التي هبطت الينا مع اخر الحديث ونظر الي الاماريتي ف انتظار حديثي فصمت قليلا ثم قلت :
ان غادرت لا استبعد ان تصدر زيكولا قانونا اخر ينتقم منا او تعلننا خائنين مره اخري يوم زيكولا القادم فيقتصون مجددا من وحداتنا كذلك لن اصير نذلا واهرب مجددا
ونظرت الي اسيل ثم تابعت: اخبرني جدي ان هذا البلد قدر عائلتي لقد كان محقا لقد مات يامن بسببي ع ان اعلم لماذا قتل بعدها سابحث عن مخرج للعوده الي بلدي مره اخري عذرا سيدي سابقي
فقال لي : انك مدان بالخيانه لن تستطيع العيش هنا لن تكسب وحدات ذكاء لتعيش بها
فنطقت مني بلهجتنا فجاه مقاطعه حديثه:
عشان كده انا جيت معاه نقدر ناكل ونشرب من وحداتي
فنظرت اليها فابتسمت وغمزت لي بعينها تطمانني فاوما الاماريتي براسه متعجبا لكننا صعقنا جميعا حين قالت اسيل :
وانا ايضا لن ارحل سيدي لن اهرب من زيكولا مجددا اعلم انك فعلت الكثير من اجلي لكن كما قال خالد هو قدرنا
ثم اكملت اليه: اعرف هذا القاضي لم احبه يوما وبطالما كرهني لن يتركني وشأني ان علم انني قد نجوت ع ان افهم لماذا يحدث لنا كل هذا
فسالها: وكيف تعيشين ؟!
ففوجئنا بقمر تقول :انني ادين بالكثير للطبيبه لطالما اعتدت اكل الخبز ف بيجانا وسيكون شرف لي ان تقاسمني سيدتي خبزي
فهز الاماريتي راسه وقال هادئا: سيميكون بكم وستموتون جميعا
فسكتنا وسكت هو الاخر ومرت ساعه اخري كانت الشمس قد اقتربت حينها من المغيب فقال :
لم يعد لي حاجه للبقاء ف زيكولا
ثم وجدناه يودعنا قائلا:
سارحل الي صحراء زيكولا ف انتظار ان يعود جيشها الي سورها بعد انتهاء الحرب
ثم نظر الي قمر: اعتني جيدا بسيدتك انك حره مثل باقي فقراء بلدك
فسالته اسيل متعجبه :هل فعلتها ؟
قال: نعم لقد تركت مرسوما قبل رحيلنا بالغاء كافه قوانين اتفاقيه البشر مقابل الديون وترك الحريه لهم ان يغادروا ان شاءوا
ثم ابتسم وقال بصوت هادئ:
كانت مفاجاتي لك خين تعود الي اماريتا
فنهضت اسيل بصعوبه واحتضنته وهمست اليه بكلمات لم اسمعها بعدها احتضنني وودعني وهمس الي :انها لا تزال تحبك
فابتسمت اليه ثم فادر البيت واعد عربته سريعا وانطلق بها ف طريقه مغادرا زيكولا مع غروب الشمس وساد الصمت بيننا بعد رحيله كنا نجلس بردهه البيت السفليه مجتمعين دون ان ينطق احدنا بكلمه واحده واشتعل ضجيج عقلي يحاول ان يربط الاحداث المتتاليه هذا القانون الذي خرج فجاه معلنا خيانه اسيل وخيانتي هدفه الاساسي كان قتلنا ذلك اليوم لولا ان لعنته لم تعبر سرداب فوريك فنجوت ولم يتوقعوا ان تكون اسيل قد اصابت قلب ملك بلد كبير مثل اماريتا فساعدها بكل ما يملك حتي نجت ومقتل يامن رغم حمله وشم الجند هي خيانه ف حد ذاتها قام بها حارس من اصدر قانون الخيانه لموتنا وهذه السيده التي ارسلها القدر لنا لتحدثنا عن اتفاق عقدته زيكولا دون ان يعلم اهلها كان قاتل يامن من يقود عربات الفقراء الي زيكولا ... وعاد الي راسي الهيكلان العظميان الحديثان ف سرداب فوريك دون ان اعلم ان كان لهما صله بما يحدث لنا ام لا ثم قطعت تفكيري قمر حين هبطت الينا من الاعلي تحمل جراب الاماريتي القماشي وقالت وهي تفتحه :
لقد نسي سيدي سهامه المضيئه وقوسها المطلق
فقال اياد : اتركيها لابد ان سيعود ف الحال من اجلها
لكني مددت يدي الي ورقه مصفره كانت بين السهام رسم بها مخططا من خطوط رفيعه متعرجه وكتب عليها بعض الكلمات بينهما وادي بيجانا اسفل دائره صغيره مظلله فقلت هادئا :
لن يعود انه لم ينسها لقد تركها قاصدا
واكملت بعدما نظروا الي :
لقد ترك لنا خيار الانتقام من زيكولا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا