مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة زينب سمير التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير.
رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير - الفصل الرابع والعشرون
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
دمية بين براثن الوحش زينب سمير |
رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير - الفصل الرابع والعشرون
كادت تتوقف نبضات قلبه وهو يستمع لحديث سليم من الطرف الاخر انها ابشع الاخبار التي سمعها في حياته كلها هذا اسوء ما توقعه .. اين غادرت .. اين ذهبت وتركته
وحيدا متخبطا في ارجاء الوحدة والقسوة
اغلق الهاتف واسرع للخارج ولم يعير لنداءات والدته اي اهتمام .. هي السبب
والدته السبب لو لم يكن هنا الان لكان في منزله ولم تكن هي لتهرب من براثنه
خطوط اللعبة تنحل من بين يديه
الدمية تملك الحرية الان .. الدمية ستختفي
الدمية ستختار مصائرها بعيدا عنه ... هي لم تعد بعد الان دميته
لم تعد دمية بين براثن ... الوحش .. بين براثن زوجها الحنون القاسي
حتي نداءات روان لم يهتم لها او ربما لم يستمع لها وهي تناديه بخوف من حالته وهو يركض هكذا كالمجنون
بعيدا عنهم .. تري ماذا حدث له ليجري بتلك الطريقة ؟!
لقد غادرته روحه ياعزيزتي .. لقد غادرته انفاسه
التي كان بها يحيا
خرج من صرح المستشفي وتقدم لسيارته وركبها وباعلي سرعة يمكن ان تتخيلها كان يقود السيارة وكذلك بيده الاخري امسك هاتفه يحاول الاتصال بها مرارا وتمرارا ولكن .. لا يوجد رد
وصل اخيرا للقصر ليصف السيارة امام القصر بأهمام ويسرع بخطواته للداخل وما ان دخل حد وجد الخادمة في وجهه والتي كانت ستتحدث بدورها لتبرر موقفها ولكنه لم يعيرها اي اهتمام
بل اسرع الي جناحه ودمعة متحجرة في عينيه .. دمعة تكونت بعد ان دخل القصر وشعر بأن روحه منسحة .. دخل ولم يشتم رائحتها .. دخل ولم يشعر بانفاسها
فأدرك بالفعل انها .... غادرت
فتح باب الجناح ودخل وهو يقول بنبرة عالية مختنقة:-
_لين .. ليــن
وبالطبع لم ياتي له اي رد .. دخل غرفتهم سويا وظل يعبث بها وينظر هنا وهناك ولكن هي فارغة .. كقلبه تماما
ليتركها ويتجه لغرفتها وثم للشرفة ثم للحمام ثم غرفة الملابس .. طاف الجناح كله ولم يجدها
لم يلمحها ،، لم يلمح اي شئ حتي من اغراضها
ليتنفس بعنف وهو يقف في منتصف الجناح ثم صرخ باعلي صوت يملكه وجسده يتهاوي علي الارض:-
_اهاااااااا
أتلك آهات الحب .. آهات الحزن .. آهات الفراق
آهي آهات الغرق والذي لا يوجد بعده نجااة ؟؟!
كرر صراخه مرة اخري:-
_اهااااااا ياليـــن اهااااااا
يبدة انه يتألم .. يموت ببطء .. انفاسه تنحسب منه
لا يريد ذلك الشعور القاسي ، شعور الموت رغم انه حي
شعور الوحدة ، شعور النبـذ
حتي هي لم تستطيع ان تتحمله وتتحمل اعبائه
حتي هي .. نفرت منه
مرت دقيقة .. اثنان .. ثلاثة .. مر الكثر من الوقت وهو كما هو جالس علي الارض ينظر للامام بنظرات فارغة
يتذكر هوامش ذكريات جمعتهم سويا في الماضي .. الماضي الآليم
كانت تجلس علي احد المقاعد في القصر تقرا رواية من الروايات التي تفضلها ورغم انسجامها الا انها كل حينا والاخر تنظر للباب برعب
تخاف ان ياتي فجأة وان يكون غاضبا فينقلب ليلها لـ ليل اسود
دوما ما كانت تخشاه منذ اول شهر في حياتهم الزوجية وهي باتت تهابه وتهاب الجلوس معه في مكان واحد
فتح الباب ودخل هو ليراها تجلس علي المقعد وترتدي بيجامة منزلية عبارة عن بنطال قصير للركبة وتيشيرت قصير باللون البينك .. كانت طفولية بتلك الثياب ورغم ذلك بدت مثيرة .. بل بالغة الاثارة
تقدم نحوها بهدوء وكلما اقترب كلما ازداد رعبها حتي وصل لخلف مقعدها ليمرر يده علي خصلات شعرها لتنتفض هي وتنظر للخلف حيث موقع وقفه برعب
لتتقابل عيونهم بنظرة طويلة ارتسم خلالها الرعب منه علي ملامحها وارتسم علي وجه الجمود
جمود ممزوج بحب لم تستطيع ان تلمحه هي يوما .. او تصدقه
فاق من شروده ونظر للامام وتنهد بقهر يبدو انه كتب له الحياة وحيدا بعيد عن من يحب ومن يتمنا ان يحيا معه
وقف ونظر حوله بعيون تائهة ثم اتجه لغرفته الخاصة وتوجه لحيث الفراش لتلك الورقة التي لمحها ملقاه عليه بخفة تتطاير قليلا اثر هواء الشرفة لكن ما يثبتها ذلك القلم الذي يقبع فوقها ،،،
______*______*______*______*______*_____
كانت بسمة تجلس في غرفتها تذاكر في الوقت الذي طرق فيه حازم باب المنزل انتظرت للحظة لعل احدا ما يفتحه سوي كان امها او شقيقها ولكن عاد الطرق مرة اخري علي الباب
فنهضت متكاسلة واتجهت نحوه وفتحته لتجد حازم بوجهها يظهر علي ملامحه المرارة والوجع
نظرت له بتهدوء وللحظة شرد عقلها و هي تفكر بماذا تناديه .. رامي كالماضي ام .... حازم كما يفضل
بالاخيرة قطعت تلك الحيرة وردت بنبرة لطيفة:-
_اخبارك ياحـازم
ابتسم وهو يجيب:-
_كويس يابسمة اخبارك انتي
ابتعدت عن الباب ليمر هو وهي ترد:-
_كويسة .. اتفضل ادخل
دخل واغلقت الباب ودخلت خلفه لحيث غرف الصالون بالوقت الي خرج منه باسم من الحمام ويبدو انه كان يأخذ حماما فيه
توجه باسم نحوه واحتضنه وهو يقول بمرح:-
_اية المفاجأة الوحشة دي
بادله الحضن والمزاح وهو يرد:-
_سوسو وحشتني فجيت اتعشي معاها
قال باسم وهم يدخلون سويا ويجلسون علي احد الارائك في غرفة الصالون:-
_قصدك ملقيتش اكل عندك في البيت فجيت هنا تاكل ببلاش
ضحك وهو يغمغم:-
_عندك اعتراض
باسم ضاحكا:-
_لا ياعم معنديش
ثم صمت للحظة واستطرد بجدية:-
_قولي بقي ناوي تعمل اية
تنهد حازم بوجع ولم يرد بينما اكمل باسم:-
_تعرف اني اتصدمت لما عرفت ان لين مرات يوسف هي نفسها لين جارتي اللي كانت معلماني الادب وانا صغير
ضحك حازم عاليا متذكرا اجزاء من طفولته ورد عليه بمرح:-
_كانت لما تذاكرلنا ونروح نمتحن ونغلط تعلقنا من رجلنا في مروحة الصالة فاكر
قال باسم وهو يضع يده علي مؤخرة رأسه بحرج:-
_هو انا اقدر انسي
قال حازم بشوق لتلك الذكريات:-
_دي كانت ايااااام
ربت باسم علي كتفه بتهوين فنظر له حازم بحزن وهو يقول بدموع في عينيه:-
_متعرفش الوجع اللي حاسس بيه وانا قدام اختي وهي مش عارفة ياباسم اكتر واحدة كانت حفظاني وعرفاني معرفتنيش المرة دي .. اول ما اتكلمت عنها هناك حاولت تبرر علطول نفسها لجوزها وقالت انها ولا كلمتني ولا شافتني قبل كدا
شقيقته ؟ اخيها ؟ من اب واحد ؟ من ام واحدة ؟
كيف هذا .. ماذا حدث ليتفرقا
اكان الحظ ام القدر ام النصيب ام المكتوب .... ام كان الوحش الذي حقق كل هذا
______*______*______*______*______*_____
بشوق اتجه لتلك الورقة وامسكها كانت معطرة بعطرها وكذلك مدونة بخطها .. كم يحب خطها وكم يحبها
جلس علي فراشه وبدأ قراتها بتمعن .. فهي اخر الذكريات التي تركتها له
" يوسف .. لما تمسك الورقة دي هكون انا خلاص سافرت وقررت اسيب كل حاطة هنا وابعد .. انا عارفة ان انت ممكن تجيبني في لحظات مهما بعدت بس انا بترجاك تسيبني
سيبني اعيش بعيد عنك يايوسف
احنا ابعد ما يكون عن زوجين ، عمرنا ما اتفقنا في حاجة او اتفهمنا
حاولت كتير اعطي لنفسي معاك فرصة بس معرفتش
جربت معاك في اخر فترة احاسيس جديدة بس برضوا الاحاسيس دي ممنعتنيش من السفر
انا مش فهماك ولا عارفة ماضيك ولا فاهمة انت عايش ازاي بس عارفة انك بتتألم .. كنت ببقي فرحانة وانا شيفاك كل ما بتحس انك وحيد تلجألي .. تايه تلجألي .. فرحان تلجألي
كنت معتبرني حاجة مهمة في اصعب اوقات حياتك
بتقول انك بتحبني والغريب اني مصدقة حبك دا بس الحب مش كفاية علشان اتحمل الحياة معاك
انت عمرك ما مديت ايدك عليا غير انهاردة .. حسيت انهاردة اني بالنسبالك ولا حاجة ، في لحظة واحدة بس عماك الغضب وضربتني
وجع القلم مش زي وجع الخمس سنين اللي عشتهم معاك في الاول يايوسف
خمس سنين عايشة مع سكوتك اللي ملهوش حدود كنت غريب كنت بتأمر بهدوء كنت عايز اني افهمك وانا كنت اقل من اني افهمك .. كنت انت اصعب من انك تتفهم
كل اللي بينا كان متعب بالنسبالي
لازم امشي يايوسف علشان اعرف اعيش انا وابنك اللي في بطني .. معرفش ابنك ولا بنتك بس متخفش انا هخلي بالي من البيبي .. هخليه يحبك ... واكيد في يوم هرجع ومعايا البيبي
انا عارفة انك بتحب الاطفال وانا عمري ما هبعدك عن طفلك يايوسف
بس انا حاليا لازم ابعد علشان جروحي تشفي يايوسف وارجوك اسمحلي ابعد ...... لين الراوي "
اغلقه وقد تجمعت الدموع في عيونه هي متألمة بسببه ولكن موجعا اكثر منها .. انه يتألم اكثر منها
لما لم تبقي معه .. لما لم تبقي لتُشفي جروحهم معا
تنهد وهو يقرر بداخله انه سيتركها ترتاح بعيدا عنه
سيتركها تبتعد لعلها تسامحه يوما وتغفر له ... لعلها تبادله يوما حبه بالحب
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الرابع والعشرون من رواية دمية بين براثن الوحش زينب سمير
تابع من هنا: جميع فصول دمية بين براثن الوحش بقلم زينب سمير
تابع من هنا: جميع فصول رواية تمرد صحفية بقلم دودو محمد
تابع من هنا: جميع فصول دمية بين براثن الوحش بقلم زينب سمير
تابع من هنا: جميع فصول رواية تمرد صحفية بقلم دودو محمد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية آدم ولانا بقلم امونه
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا