مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتميزة زينب مصطفى والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم الفصل الرابع عشر من رواية انتقام أثم بقلم زينب مصطفى
رواية انتقام أثم - زينب مصطفى - الفصل الرابع عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية انتقام أثم - زينب مصطفى |
رواية انتقام أثم - زينب مصطفى - الفصل الرابع عشر
جلست كامله هانم بارتباك في سيارة قاسم التي يقودها بنفسه وبسرعه شديده وهو يتجاهلها ويتجاهل الألام المبرحه التي يشعر بها من أثار العمليه الجراحيه التي قام بها مؤخرا وهو يجري أكثر من مكالمه هاتفيه معرجاله و رجال شركة الحراسه الخاصه المسئوله عن حراسته يعطيهم بيانات ملك ويطلب منهم سرعة البحث عنها
قاسم بصرامه
=أنا عاوذكم تدورو عليها في كل مكان وتسخرو كل رجالتكم و إمكانيتكم في إنكم تلاقوها ميهمنيش التكاليف ولا الفلوس ..الميزانيه مفتوحه أهم حاجه عندي إنكم تلاقوها وبسرعه
ليتابع وهو يشعر بندم شديد
=هي ملهاش مكان ولا قرايب ممكن
تلجأ لهم مفيش غير مرات أبوها ودي عايشه في العزبه بتاعتنا في الفيوم ابعتو حد يتأكد من انها ممكن تكون هناك او على الاقل تكون اتصلت بيها او تكون عارفه مكانها المهم
تدورو في كل حته ومتستبعدوش اي مكان الا لما تدورو فيه مره و إتنين وتلاته وإدوني تقرير بكل الي هتوصلوله
ليتابع بغضب وهو يجيب محدثه
=اكيد عاوذ أعرف مكان رأفت ..بس الاولويه عندي هي ملك وسلامتها وانها ترجع و بسرعه .. لكن رأفت ده حتة صرصار هغعصه بجزمتي بس لما أفوق له الاول
ليتابع بتوعد غاضب
=خليه يهرب ويفتكر انه بأمان وقدر
ينجى بنفسه بس كل ده ميهمنيش لاني وفي كل الاحاول هجيبه وهدفعه تمن كل الي عمله أضعاف مضاعفه
ثم أغلق الهاتف بغضب شديد وهو يزيد من سرعة سيارته
لتنقضي أكثر من ثمانية ساعات وقاسم يبحث عن ملك بجنون في كل الاماكن التي من الممكن ان تلجأ لها مستشفيات اقسام بوليس فنادق كبيره وفنادق رخيصه محطات الاتوبيسات والمترو ومحطات القطارات لم يترك اي مكان قد تلجأ اليه او أي شئ ممكن تستخدمه في محاولاتها للهروب منه
الا و بحث عنها فيه وهو يتلقى من رجاله الذين يبحثون عنها تقارير على مدار الساعه بأخر ما توصلو له من معلومات
ليشعر بالخوف والندم الشديد يتأكله وهو يتزكر كل ما فعله بها
حتى انقضى الليل في بحثه الملهوف عليها وظهر نور الصباح على استحياء دون حصوله على اي نتيجه تزكر ..
نظرت كامله هانم له بتعب وهي تفكر بحيره
=انا مش فاهمه حاجه هو خايف عليها والا عاوذ ينتقم منها والاا ايه بالظبط كلامه كله مع رجالته ملخبط ومش فاهمه منه حاجه
لتقرر الحديث معه بعد ان اتعبها جلوسها في سيارته لساعات
=كفايه يا قاسم أنا تعبت من التدوير عليها انت لسه عاوذ منها إيه ...
بلغ عنها البوليس وهو يتصرف معاها بسجنوها والاا يعدموها حتى المهم تبعد عنك وخلاص
لتتابع وهي تربت على كتفه بتعاطف
=الأشكال إلي ذي دي تنساها وترميها ورى ضهرك دي اشكال مبيجيش من وراها غير الموت والخراب وأديك شفت بنفسك بعد ما إتسببت في موت سامح إبني كانت عاوذه تقتلك انت كمان علشان تستولي على كل ثروتنا لنفسها
نظر لها قاسم بغضب الا انه لم يجيبها وهو ينفض يدها عن كتفه بعنف
ويقول بغضب مكتوم
=ياريت تبطلي تتكلمي عن ملك بلاش حسابك يتقل معايا اكتر من كده
شهقت كامله بخوف
=حساب ..حساب ايه يا قاسم انا مش فاهمه حاجه
قاسم بغضب وهو يزيد من سرعة سيارته ويتجه الى طريق مصر اسكندريه الصحراوي
=دلوقتي هتفهمي كل حاجه ..
نظرت كامله من نافذة السياره وهي تلاحظ انتشار الرمال والصحراء من حولها لتقول بخوف
=إحنا رايحين فين
قاسم بصرامه
=رايحين الفيلا الي كان سامح وملك عايشين فيها
شهقت كامله بخوف وهي تستشعر وجود كارثه وراء ذهابهم الى هناك
لتقول بخوف
=ليه هنروح هناك ليه
نظر لها قاسم بقسوه وهو يقول بوعيد
=دلوقتي هتعرفي .. دلوقتي هنعرف كلنا يا كامله هانم
لتبتلع كامله ريقها بخوف وهي تشعر
باقتراب قاسم من اكتشاف كل الحقيقه
في نفس التوقيت..
فتحت ملك عينيها بتعب لتجد نفسها نائمه على فراش قديم في غرفه لا تعرفها ..نظرت حولها بدهشه وهي تحاول النهوض بخوف الا ان يد منعتها لتستمع لسيده كبيره في العمر يبدو عليها الطيبه تقول بحنان وبصوت عالي
=حمد الله على السلامه ..يارجاء .. يا رجاء ..تعالي بسرعه صحبتك فاقت
نظرت لها ملك بدهشه وهي تتأمل المكان الذي يبدو عليه الفقر الا انه يتمتع بالنظافه الشديده لتقول بارتباك
=أنا ..أنا فين..
ليأتيها صوت مرح من فتاه شابه في أواخر العشرينيات من عمرها تتمتع بجمال مريح للعين تقول براحه
=حمدالله على السلامه ..إيه يا قمر أخيرا فوقتي خضتينا عليكي
نظرت ملك لها بدهشه وهي تتعرف عليها فهي الممرضه التي كانت ترافق الطبيب في غرفة قاسم أثناء الاعتداء عليها والتي أنقذتها فيما بعد وهربتها في سيارتها
ليتعالى صوت السيده الاخرى وهي تقول بأسف
=ربنا ينتقم منهم ولاد الحرام الي عملوا فيكي كده وبهدلوكي بالشكل ده..
لتتابع بأسف
=عشان كده بفضل كل يوم حطه إيدي على قلبي لحد ما رجاء ترجع من الشغل ماهي ذيك كده برضه بترجع وش الفجر وببقى خايفه عليها حد يعمل فيها ذي ما عملو فيكي كده ..
لتتابع بأسف وهي تتأمل وجه ملك المغطى بالكدمات والجروح
=إديني يا بنتي رقم تليفون أهلك أكلمهم علشان أطمنهم عليكي زمانهم هيتجننو من قلقهم عليكي
إنسابت دموع ملك بحزن لتلاحظها
رجاء التي قالت بمرح وهي توجه والدتها لخارج الغرفه
=كفايه كلام لحد كده يا أم رجاء وروحي إعملي للغلبانه دي فرخه بلدي وشوية شوربه من إيديكي الحلوين دول يرمو عضمها زي ما الدكتور ما قال والا عاوذاها تقول علينا بخلا
شهقت ام رجاء وهي تقول بلهفه وهي تخرج من الغرفه وتتوجه للمطبخ بسرعه
=عندك حق انامش عارفه مخي راح فين نص ساعه والاكل هيكون جاهز
أغلقت رجاء باب الغرفه وراء والدتها وهي تبتسم بحنان ثم توجهت الى الفراش الذي ترقد عليه ملك وجلست على طرفه وهي تقول بجديه
=ودلوقتي بقينا لوحدنا .. ممكن تقوليلي إنتي حكايتك إيه و الراجل ده كان بيضربك ليه ومخلي رجالته يدورو عليكي ويطاردوكي بالشكل ده
صمتت ملك وهي تنظر لها بخوف وارتياب ..
تنهدت رجاء وهي تقول بجديه
=بصي انا جازفت بحياتي وبشغلي وانا بنقذك من ايد ناس انا مش فاهمه هما بيطاردوكي ليه واظن من حقي اعرف حكايتك ايه خصوصا ان الناس الي بيطاردوكي دول ناس تقال قوي المستشفى كلها كانت واقفه على
رجل علشانهم
لتتابع وهي تتابع امتقاع وجه ملك الصامت باهتمام
=إحكيلي ومتخافيش لو مظلومه انا هساعدك
انسابت الدموع بصمت على وجه ملك وهي تدير وجهها للجانب الاخر ترفض الحديث
رجاء بأسف
=خلاص انتي حره انا كنت عاوذه أساعدك بس طالما مش عاوذه تتكلمي يبقى براحتك ..
لتتابع بتساؤل
=مش عاوذه تتصلي بحد من أهلك زمانهم قلقانين عليكي
إنسابت دموع ملك وهي تقول بصوت مبحوح ومتعب وهي تحاول النهوض الا انها فشلت بسبب تعبها الشديد
=أنا ماليش حد..وانا متشكره على الي عملتوه معايا وهقوم أمشي حالا كتر خيركم لحد كده
منعتها رجاء من مغادرة الفراش وهي تقول بجديه
=قايمه رايحه على فين انتي لو خرجتي بالشكل ده هتقعي من طولك وياعالم في حد هيلحقك والا لاء دا غير الناس الي شفتهم بيضربوكي لو عترو فيكي اكيد هيخلصو عليكي
لتتابع بجديه وهي تتأمل بأسف وجه ملك المتورم و الممتلئ بالجروح والكدمات
=انتي هتقعدي هنا لحد ما تخفي وبعدها اعملي الي انتي عاوذاه أنا مش مستعده اشيل ذنبك لو جرالك حاجه
ثم تركتها وتوجهت لوالدتها في المطبخ وهي تقول بجديه
=بصي ياماما أنا مضطره أسيبك معاها لوحدك و اروح أخلص ورق سفري عشان محمد خلاص مبقاش مستحمل امبارح كلمني واتخنقنا سوى علشان قلتله ان لسه قدامي شهر على أما أسافر له
حاولت ام رجاء مداراة دموعها عن ابنتها وهي تقول بكسره
=يعني خلاص يا رجاء هتسافري وتسيبيني لواحدي
احتضنتها رجاء وهي تقول بحزن
=اعمل ايه ماهو على يدك محمد من يوم ماتجوزنا وهو مش لاقي شغل وانا شغلي في المستشفى كان مؤقت والنهارده هروح استلم اخر مرتب ليا عندهم والعقد الي جاله في السعوديه ده هو الي انقذنا
لتتابع بحنان وهي تمسح دموع والدتها
=بس أوعدك اول لما الاقي شغل ليا انا كمان وأظبط أموري هناك هبعت أخدك علطول
إبتسمت والدتها وهي تقول بحنان
=ربنا يا حبيبتي يكتبلك الخير كله انتي وجوزك ويفرجها عليكم ..
لتتابع بمرح وهي تمسح دموعها
=احنا هنقلبها نكد وألا ايه يلا روحي خلصي الي وراكي وسيبيني اخلص الطبيخ الي ورايا علشان المسكينه الي جوه دي تلحق تاكل لقمه تئاوتها
رجاء بقلق
=بصي يا ماما احنا منعرفش حاجه عنها والحزر واجب برضه خدي بالك من نفسك ومتديش أمان وخلي التليفون في ايدك لو حصل منها حاجه اتصلي بيا علطول
ربتت ام رجاء على كتف ابنتها بحنان
=متخافيش دي شكلها غلبانه وطيبه وملهاش حد روحي انتي شوفي الي وراكي ومتخافيش
نظرت لها رجاء بقلق وهي تغادر وتقول بارتياب
=ربنا يستر..بس برضه خدي بالك من نفسك
ام رجاء بطيبه وهي تقوم باعداد الطعام
=حاضر يا بنتي بس خدي بالك انتي من نفسك
غادرت رجاء وأغلقت الباب خلفها بتوتر وهي لا تشعر بملك المنهاره في نوبه من اليأس والالم و البكاء الشديد استمرت حتى غابت عن الوعي مره أخرى
في نفس التوقيت..
نزل قاسم من سيارته برفقة كامله هانم التي يعتريها الخوف والقلق امام الباب الداخلي الموحش للفيلا الصحراويه التي كان تسكنها ملك وسامح قبل وفاته
دخل قاسم للفيلا سريعا و قد
تفاجأ بباب الفيلا وأنوارها المفتوحه وكأن من تركها قد تركها على عجل ليقف فجأه وهو يتأمل بشمئزاز وذهول بهو الفيلا المطلي بالكامل باللون الاحمر القاني وأثاثه الاحمر الغريب الشكل
ليتجول في المكان وهو يشعر بالصدمه من غرابة الألوان والديكورات المنفره والكريهه حتى وصل الى غرفة المكتب التي تشبه البهو بجدرانها المطليه باللون الاحمر والمفروشه بأثاث احمر اللون مقزز..
قاسم وهو يتأمل المكان بزهول
=هو ايه الي كان بيجرى هنا بالظبط
كامله هانم وهي تنظر لقاسم بخوف
=معرفش .. تلاقيها تقليعه غريبه من الي كان سامح بيعملهم
استشعر قاسم كذبها ليقول بصرامه وهو يتوجه للطابق العلوي
هنشوف..
ليتفاجأ بأن الطابق العلوي يماثل الطابق السفلي باللون الاحمر الطاغي على كل شئ.. الاثاث الغريب الشكل .. المفروشات الحمراء الغريبه..
الصور الاباحيه الساديه الحمراء
المعلقه بجوار رؤس الحيوانات المحنطه والمعلقه فوق الجدران و بجانبها انواع غريبه من الاسلحه وألات التعذيب
شعر قاسم بانقباض صدره وكأنه لايستطيع التنفس وهو يدرك شيئآ فشيئا ان سامح ابن عمه كان غير
متزن نفسيآ ليتشعب بداخله شعور بالندم على كل مافعله بملك وهو لا يتخيل كيف إستطاعت العيش معه و في رقعة الدماء المقززه هذه
قاسم وهو يحدث نفسه بزهول
=ملك كانت متحمله تعيش هنا إذاي
كامله باندفاع وكراهيه..
=هو مش كان بيتها..مايمكن ده زوقها
وهي الي اختارت تفرش الفيلا
بالشكل ده
نظر لها قاسم بقسوه و استنكار وهو يقوم بفتح احدى الغرف المغلقه ويقول بصرامه
=كامله هانم..أنا أكتر واحد عارف ملك وعا.....
قطع كلماته وهو يشعر بالزهول يتملكه وهو يتأمل الغرفه ذات الرائحه النتنه والممتلئه بأدوات التعزيب الملطخه بالدماء و الجدران و الارض الحمراء الممتلئه ببقع دماء جافه وبجانب الحائط فراش كبير مغطا بالحرير الاحمر منثور حوله العديد من قطع الملابس الداخليه النسائيه
جذب قاسم يد كامله بغضب مجنون وعقله لايستوعب مايراه
=هو ايه الي كان بيجرى هنا بالظبط
..انطقي
ابتعدت كامله عنه بخوف وهي تتأمل الغرفه برهبه
=معرفش ..وانا ايه الي هيعرفني.. انا...انا عمري ما جيت هنا
تنفس بعمق وهو يحاول استعادة هدوئه والتحكم بأعصابه وهو يتأمل الغرفه بدقه وتصميم على كشف كل ما كان يجري هنا وهو يتزكر كلمات ملك التي كتبتها في الخطاب الذي تركته له
=الحقيقه كلها هتلاقيها عند كامله هانم و في الفيلا الي كنت عايشه فيها انا وسامح
نظرت كامله له بخوف وهي تراه يفتش الغرفه بدقه شديده لتشهق بدهشه وهي تراه يتحسس رأس تمثال كبير من النحاس موضوع في منتصف الغرفه حتى عثر على كاميرا صغيره جدا مزروعه بداخل عيني التمثال
تصور كل ما يحدث داخل الغرفه
قاسم بقسوه
=كنت متأكد انه بيصور كل الي بيحصل هنا بس السؤال فين الفديوهات الي صورها
ليتابع البحث مره أخرى بدقه حتى وجدته يرفع لوحه مقززه معلقه فوق حائط الغرفه ويظهر خلفها خزانه صغيره مغلقه
تنهد قاسم وهو يقول بقسوه..
=أخيرا...
ليرتفع فجأه رنين هاتفه وأجاب عليه وهو يتحسس الخزانه يفكر في طريقه لفتحها
قاسم بجديه
=وصلتم ..ادخلو الفيلا بس محدش يطلع الطابق الي فوق ..
لينظر لكامله التي تنظر له بتوتر وخوف بقسوه
=انا الي هنزل لكم انا وكامله هانم
ثم اغلق الهاتف وهو يشير لها بجديه
=اتفضلي انزلي قدامي
ابتلعت كامله ريقها بتوتر وهي تنزل معه للاسفل لتجد طاقم الحراسه الجديد يقف في بهو الفيلا في انتظار قاسم
الذي قال بصرامه وهو يشير لأحد الحرس
=سلاحك ...
ناوله الحارس السلاح باحترام و دون ان يتكلم
اشار قاسم لكامله وهو يصعد مره اخرى للاعلى
=خدو كامله هانم خلي حد يرجعها الفيلا في القاهره..
ليتابع بتأكيد
=انا قدامي ساعه بالكتير وهخلص وهرجعلك تاني .. وساعتها هنتحاسب و الي له حق هيخده
ثم تركهم وصعد الى الغرفه مره اخرى وهو ينظر حوله بشمئزاز ثم توقف فجأه امام الخزنه المحفوره في الحائط وصوب سلاحه بغضب على قفلها الاتوماتيكي واطلق رصاصاته نحوها اكثر من مره حتى انهار القفل و استطاع فتحها
ليتنهد بغضب وهو يجد عشرات من كروت الزاكره الخاصه بكاميرا الفديو موضوعه بداخل الخزانه ليضعهم بداخل جيبه وقد اشتعل فضوله وهو ينظر حوله بحثا عن مكان بجلس فيه الا انه تراجع وهو ينظر للمكان باشمئزاز ويقرر النزول سريعا لغرفة المكتب
في الاسفل
دخل قاسم الى غرفة المكتب ثم أغلق بابها خلفه جيدا
وهو يشعر ان اعصابه تكاد تفلت منه وهو يكاد يختنق من شدة توتره ليجلس سريعا على احدى المقاعد ويبدء في وضع اول كارت للزاكره بداخل هاتفه ويبدء في المشاهده..
في نفس التوقيت...
دخلت رجاء الى منزلها و أغلقت باب المنزل بعنف وهي تقول بلهفه خائفه =ماما .. ماما انتي فين
خرجت ام رجاء الى ابنتها بسرعه وهي تقول بدهشه
=في ايه يا رجاء بتزعقي كده ليه
تنهدت رجاء براحه وجرت الى والدتها تحتضنها بقوه وهي تقول
=الحمد لله.. كنت خايفه المجرمه دي تكون عملت فيكي حاجه
ثم تركتها فجأه و توجهت بغضب الى الغرفه التي تنام بها ملك واقتحمتها وسحبت ملك النائمه بعنف شديد من الفراش وألقتها أرضآ وهي تقول بغضب شديد
=قومي يلا من هنا فارقينا وبطلي تمثيل مش ناقصين مصايب
لتتابع بغضب
=انا عرفت كل حاجه عنك بلاويكي وعن اجرامك
شهقت ام رجاء بخوف وهي تتجه الى ملك التي وقعت ارضآ وهي تبكي بصمت تحتضنها وهي تقول بغضب
=ايه الي بتعمليه ده يا رجاء انتي اتجننتي
حاولت رجاء سحب ملك من بين احضان والدتها وهي تقول بغضب
=إوعي يا ماما سيبيها خليها تغور من هنا مش ناقصين مصايب
ارتفع صوت ام رجاء بغضب وهي تبعدها عن ملك المنهاره في البكاء
=سيبي المسكينه دي في حالها وفهميني في ايه بالظبط
نظرت رجاء لملك بغيظ
=الي بتقولي عليها مسكينه دي وإلي انا جاذفت بحياتي وانا بهربها من الناس الي كانو بيجرو وراها ..مجرمه وقتالة قتله كانت داخله المستشفى تقتل واحد من الواصلين اوي وعلشان كده كانو بيضربوها والحرس بتاعه كان بيطاردها
شهقت ام رجاء وهي تنظر لملك بصدمه
=الكلام الي بتقوله ده صحيح
رجاء بغضب
=انتي لسه هتسأليها..انا كنت النهارده في المستشفى عشان اقبض بقية مستحقاتي وكانو مكتمين على الموضوع وكأن مفيش حاجه حصلت
لكن الدكتور الي كان معاي وهما بيضربوها هو الي حكالي على كل حاجه
قاطعتها ملك وهي تحاول النهوض و تقول بتعب ودموعها تسيل على وجهها بالرغم عنها
=انا..انا همشي من هنا ومتشكره أوي على كل الي عملتوه معايا
ام رجاء بغضب
=استني هنا رايحه فين..الكلام الي بتقوله ده صحيح انتي حاولتي تقتلي حد في المستشفى زي رجاء ما بتقول
رجاء بغضب
=انتي لسه هتسأليها ياماما أكيد هتكدب طبعا
ام رجاء بصرامه وهي تساعد ملك على النهوض من على الارض وهي تشير لرجاء بالصمت
=إنتي تسكتي خالص انا مش صغيره وياما شفت في حياتي وأقدر اعرف الكدب من الصدق وأفرق بينهم كويس
ثم أشارت لملك بجديه
=وانتي إحكيلنا حكايتك ايه بالظبط والكلام الي بتقوله رجاء ده حقيقي انتي حاولتي تقتلي حد
صمتت ملك وهي تشعر بالتردد على الرغم من شعورها بالارتياح لهم الا
انها تخاف من إفشاء سرها لهم
لتشعر ام رجاء بتردد ملك في الحديث فقالت بهدوء تستحسها على الكلام
=قولي الي عندك يا بنتي ومتخافيش اي كلام هتقوليه سر في بير محدش هيعرفه مهما حصل..
لتتابع وهي تنظر اليها بتعاطف
=الواد الي حاولتي تقتليه ده غرر بيكي ومرداش يتجوزك وعشان كده حاولتي تقتليه
لتتابع بغضب
=ان كان ده الي حصل يبقى يستاهل القتل ألف مره هي بنات الناس لعبه
شهقت ملك وهي تقاطعها بلهفه
=ايه الي انتي بتقوليه ده..قاسم مستحيل يعمل الي بتقولي عليه ده...دا جوزي وانا محولتش أقتله زي ماهي بتقول
لتتابع بيأس ودموعها تتاسقط
=دا انا أفديه بعمري
جلست رجاء على مقعد مقابل الفراش وهي تقول بدهشه
=جوزك.. يا مصبتي ..حاولتي تقتلي جوزك
إنهارت ملك في البكاء وهي تقول بغضب
=انا محاولتش اقتله .. انتي ليه مش مصدقاني
ربتت ام رجاء على كتف ملك وهي تقول بهدوء
=إحكي يا بنتي ..إحكي واحنا هنسمعك ولو كنتي صادقه في كلامك هنساعدك وهنقف معاكي ..
نظرت ملك لها بتردد ثم حسمت ترددها وقررت ان تحكي لهم كل ماجرى لها فهي تشعر باطمئنان وراحه نحوهم
ونحو ام رجاء بطيبتها وحنانها المتدفق
لتبدء في سرد قصتها وسط دموعها وتعاطف وزهول إم رجاء وابنتها ودموعهم التي انسابت على الرغم منهم
في نفس التوقيت..
شاهد قاسم العديد من الافلام التي سجلها سامح قبل وفاته والتي تشترك جميعها في انها افلام اباحيه ساديه متوحشه يظهر فيها سامح و برفقته العديد من النساء وتشترك ايضا في ظهور ملك في العديد منها لكن الفرق هو ظهورها وهي تعذب بساديه على يد سامح جلدا بالسوط وهي الطريقه المفضله لسامح في تعذيب ملك فهو يجلدها بشده وهي مقيده حتى تنزف وتغطي الدماء كامل جسدها وهو يشعر بالمتعه وهو يراها تبكي وتصرخ من شدة الالم حتى تغيب عن الوعي ثم يعيدها لوعيها مره أخرى عن طريق صفعها وركلها بشده على وجهها وجسدها ثم إجبارها على مشاهدة حفلات مجونه القزره مع نساء أخريات أمام عينيها
تساقطت دموع قاسم بالرغم عنه وهو لايصدق ما يراه أمامه من بشاعه وقسوه تعرضت لها ملك على يد ابن عمه المجنون سامح ليشعر بطعنه قاسيه من الألم في داخله وهو يشعر بالغضب الشديد و بانقباض قلبه من شدة الالم وشعور قاسي بالعجز يتملكه وهو يعرف ان غريمه قد مات ولن يستطيع الانتقام منه لما فعله بها
ليصرخ فجأه بصوت غاضب عالي شديد من شعوره بالعجز عن الانتقام لها
= أاااه ..أه يا ابن الكلب لو لسه عايش كنت دوقتك العذاب ألوان وخليتك تتمنى الموت متلقهوش وانا بطلع
قلبك من جواك بإيدي وانت حي وعرفتك معنى العذاب الحقيقي يبقى إذاي
ليتابع بغضب
=بس إنت مت ..مت و نفدت بجلدك من الي كنت هعمله فيك ..مت ومش هقدر أخد حقها منك..
ليصرخ فجأه بغضب عنيف وهو يضرب بيده زجاج المائده الموضوعه امامه بعنف فتحطم وترك يده تنزف الا انه تجاهلها وهو يضغط على نفسه بعنف
و يشاهد فيلم أخر وجده مسجل في الكاميرات الموضوعه خارج المنزل تظهر اخر يوم لسامح وهو على قيد الحياه و هو يطارد ملك بالخارج بجنون ويحاول قتلها الا انها نجحت في الفرار منه عن طريق الهروب بسياره لخارج الفيلا الا انه استمر في مطاردتها بسياره اخرى و يتوقف التصوير
لابتعادهم عن الفيلا
نهض قاسم بعنف وهو لايصدق كمية الاجرام التي مارست في حق ملك ليقول بغضب حارق مجنون
=يا ابن الكلب ..يا ابن الكلب يا مجنون .. إزاي انا كنت غبي كده وصدقت كل الكذب الي كنت بتقوله ليا ..ازاي.. مخي كان فين وانا بصدق كل الكذب والتمثيل الي مثلته عليا ..ازاي ما كشفتش جنونك ده قبل كده
ليتابع بيأس غاضب
=ازاي شاركت في تعذيبها تاني على ذنب هي معملتهوش..ازاي كنت غبي بالشكل ده
ليغمض عينيه وهو يقول بغضب
=اه لو كنت قدامي دلوقتي كنت قتلتك ألف مره ومره جزاء الي عملته فيها وبرضه مش هيشفي غليلي منك
وانتي يا ملك ليه محكتيش ليا من الاول ليه تستني لما كل حاجه تتعقد وانا بعذب فيكي وفي نفسي وكل دقيقه بقضيها معاكي كنت بحس اني بخون فيها ابن عمي إلي كنت فاكره في مقام أخويا ..
ليتابع بألم شديد وهو يجلس بيأس على المقعد
=ليه يا ملك ..ليه معرفتنيش الحقيقه
ليه تسيبيني اعمل كده فيكي ليه..
ليغلق عينيه وهو يرجع رأسه للخلف ويحدث نفسه بيأس
=أكيد بعد كل الي عملته فيها والي شافته مننا بقت بتكرهني وبتكره اليوم الي شافتني فيه..أكيد هتحاول تبعد وتهرب بعيد عن كل الأزى الي شفته على إديا و على إدين الحيوان الي كانت متجوازاه
ليتابع بحزن
=كلنا أذيناكي وإستغلينا ضعفك.. انا كامله رأفت سامح ..كلنا غلطنا في حقك بس وحياتك عندي وحياة كل
دمعه نزلت من عينك وكل ألم إتألمتيه هاخدلك حقك وأنتقم لك من اي حد كان السبب في ألمك ونزول دموعك وأولهم أنا ..هاخدلك حقك مني وأنتقملك ..بس ألاقيكي الاول
ليفتح عينيه المحمرتين من شدة الغضب والالم وهو يقول بتصميم
=هلاقيكي ياملك حتى لو كلفني ده عمري كله هلاقيكي وهرجعك لحضني من تاني
ثم رفع هاتفه و اتصل على الحرس الخاص وتحدث معهم ليقول بإيجاز
=انا عاوز عندي هنا حالا عشر جراكن بنزين كبار .. نص ساعه و يكونو عندي
ثم اغلق الهاتف دون انتظار رد وهو ينظر حوله بكراهيه و إشمئزاز و ينتظر تنفيذ تعليماته
في نفس التوقيت ..
إحتضنت إم رجاء ملك المنهاره في البكاء بعد ان نتهت من رواية قصتها لهم وهي تبكي هي الاخرى وتقول بحزن
=يا حبيبتي يا بنتي دا انتي شفتي عذاب وظلم يهد جبال
اقتربت رجاء تحتضنهم وهي تبكي هي الاخرى وتقول بحزن
=انا أسفه متزعليش مني بس انا لما سمعت انك كنتي بتحاولي تقتلي حد في المستشفى خفت منك وكنت عاوذه ابعدك بسرعه عننا علشان المشاكل
رفعت ملك وجهها اليها وهي تقول بتأكيد
=انا كده او كده كنت همشي من هنا
انا بس حكيت ليكم علشان اطمنتلكم وحسيت قد ايه انتو ناس طيبين
رجاء باصرار
=بطلي كلام فارغ انتي هتقعدي هنا لحد ماتخفي وتشوفي انتي هتعملي ايه
لتتابع بخوف
=دا زمان جوزك قالب عليكي الدنيا علشان بنتقم منك ..
لتبتلع ريقها بخوف
=دا ممكن لو لاقاكي يقتلك دول ناس ظالمه وقادره
شعرت ملك بالخوف وشحب وجهها بشده وهي تتزكر ردة فعل قاسم القاسيه نحوها وهو يعتقد انها حاولت قتله بعد ان خانته مع رأفت
لتقول بصوت مرتعش خائف
=أنا ...انا هحاول اهرب واختفي في اي مكان او محافظه بعيده علشان ميلاقنيش
الا ان ام رجاء قالت باصرار
=اسمعي يا بنتي .. انتي هتقعدي معايا هنا ومش هتروحي في اي حته لا دلوقتي ولا بعدين..
لتتابع بتأكيد
=احنا ساكنين في حاره قديمه في منطقه شعبيه عشوائيه زي مابيقولو محدش سمع عنها ولا هيجي في بال حد انه يدور عليكي فيها
مسحت ملك دموعها وهي تقول باعتراض
= بس..
ام رجاء مقاطعه وهي تربت على كتف ملك بحنان
=انا مش هقبل رفض منك .. رجاء بنتي هتسافر لجوزها السعوديه وانا هقعد هنا لوحدي على الاقل تونسيني ولا ايه يا رجاء
ابتسمت رجاء بحنان وتعاطف
=دي تنورنا يا ماما
تنهدت ام رجاء براحه وهي تقول لملك
=وانتي يا ملك قولتي ايه هتقعدي معايا تونسيني والا مش عاوذه تقعدي مع واحده عجوزه زيي
انسابت الدموع من عين ملك وهي تحتضن ام رجاء بحب
=انتي بتقولي ايه دا انا كل مابشوفك بحس اني شايفه امي الله يرحمها
ابتسمت ام رجاء وهي تقول بارتياح
=يبقى كده اتفقنا ..انتي هتعيشي معايا هنا و الي هيسأل عليكي هقول انك بنت المرحومه اختي وجايه تعيشي معايا بعد ما ابوكي هو كمان اتوفى ومبقاش ليكي حد
هزت ملك رأسها بايجاب وهي تبتسم وموعها تنساب بالرغم عنها وام رجاء تعيد احتضانها من جديد وهي تبتسم براحه
في نفس التوقيت..
وقف قاسم يتابع بقسوه ألسنة النيران التي ارتفعت عاليا في السماء وهي تلتهم الفيلا الصحراويه حتى اتت عليها بالكامل و اصبحت عباره عن كتله من الرماد الاسود المشتعل .. ليمد يده الى جيبه ويخرج المموري كارد المسجل عليها مجموعة الافلام المخله التي شاهدها من قبل وقذفها بشمئزاز وكراهيه بداخل النار لتذوب سريعا وتحترق داخل أتون النيران المشتعله بالفيلا
ثم قال بغضب لرئيس حرسه الجديد
=محدش يطفيها ..كل ما تطفي ولعوها تاني لحد مايبقاش ليها اثر على وش الارض
لينظر للنيران المشتعله بتصميم
= خليها تطهر القزاره الي كانت بتحصل هنا
ثم ركب سيارته عائدا وهو كله تصميم على ايجاد ملك وتعويضها عن كل العذاب الذي تعرضت له ومعاقبة كل من أذاها وأولهم ...كامله هانم زوجة عمه
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية انتقام أثم بقلم زينب مصطفى
تابع من هنا: جميع فصول رواية انتقام أثم بقلم زينب مصطفى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية انتقام أثم بقلم زينب مصطفى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
اقرأ أيضا: رواية لم تكن خادمتى بقلم أميمة خالد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا