مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع والعشرون من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل التاسع والعشرون
اقرأ أيضا: روايات إجتماعيةتابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد |
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل التاسع والعشرون
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل ولم يزل خالد يكمل سيره نحو وادي بيجانا وان اصابه التعب توقف لدقائق قليله قبل ان يواصل طريقه مجددا يعلم انه لايمتلك وقتا لاضاعته وكانت النجوم تضئ احيانا الطريق من فوقه اضاء خافته فيمتطي حصانه ليقطع مسافه طويله ويسود الظلام الحالك احايين اخري تمر معها الغيون لتحجب نورها فيترجل ويسحب حصانه خشيه ان يتعثر ... وكان اتساع الوادي يضيق كلما تقدم ف طريقه وصارت التلال ع الجانبين جبالا عموديه شاهقه واصبحت الارض غير مستويه تهبط وتصعد بانحدار شديد تتناثر بها صخور كبيره فخفف من سرعه جواده ومر وقت قليل ثم هب فجاه نسيم منعش يحمل رائحه يود البحر فادرك انه اقترب من ساحل مينجا وملا صدره بالهواء وما ان زادت اناره الطريق قليلا مع النجوم حتي ارتقي حصانه وركض به ف الوادي الضيق وعبر سهل واسع من الرمال وواصل ركضه يلفخ وجهه هواء بارد لم يتوقف منذ تجاوزه الوادي الصخري قبل ان يجد نفسه امام شاطئ رطب بللت المياه رماله فنظر من حوله ع امتداد بصره كان الظلام فحسب ... وكان الفجر ع وشك الطلوع وزادت بروده الجو لما هبط عن حصانه وعزم ع الانتظار ووقف امام البحر ينظر الي الفراغ المظلم امامه وتدور براسه افكار ووجوه شتي ثم رقد ع ظهره ممسكا لجام حصانه ونظر الي السماء قبل ان ينهض فجاه موجها ظهره الي البحر وهمس ف نفسه :البحر ف اتجاه الجنوب
ثن نظر امامه وقال :
الجبال ف اتجاه الشمال
ونظر الي يمينه:
اتجاه الشرق بيجانا
ونظر الي يساره:
اتجاه الغرب زيكولا
وكررها:
جنوب ... شمال ... شرق ... غرب
ثم امتطي حصانه وركض به موازيا للساحل ف اتجاه الغرب يهمس الي نفسه املا بالا يجد جيش اماريتا قد ابتعد كثيرا عن ساحل مينجا
ف تلك الوقت كان السكون يسود ارجاء زيكولا عدا المنطقه الشرقيه التي لم تهدأ من حركه الجنود والفرسان بها والمنطقه الشماليه التي اعتادت ان يكون ليلها نهارا ونهارها ليلا دون ان يعبا سكانها بهذه الحرب التي قد تعصب ببلادهم او يضعوا لها اي بال ... وامام حانه ع اطرافها قبعت العربه الخشبيه الصغيرع التي حملت اياد ورفقته يرقد بجوارها بغلها النحيل وف صندوقها الضيق تكوم صاحبها العجوز اسفل غطائه الصوفي نائما ف انتظار الصباح ليعود الي منطقه اخري بعيده عن هذه المنطقه وداخل الحانه تزاحم الكثيرون من السكاري الذين علت اصواتهم يضربون باكواب خمرهم طاولاتهم مع غناء بعضهم ورقص اخرين يتخلل صخبهم ضحكات فتيات الليل المجلجله واللاتي التففن حول الطاولات بين الرجال وبين وقت واخر ترافق احداهن احدهم الي الطابق العلوي لتزداد الضحكات والصرخات بالغرف جميعها عدا غرفه واحده صامته جلست بها اسيل ومني وقمر لا يستطيع النوم ان يقترب من اي منهن وتدق قلوبهن خوفا وترتعد اجسادهن كلما سمعن صرخات احدي الفتيات وتنظر اعينهن نحو باب الغرفه الذي اوصاهم اياد باحكام اغلاقه ... اياد الذي جلس باحد اركان الحانه ع طاوله يضع راسه ع كفه وتغفل عيناه بين حين واخر وان اقتربت منه احدي الفتيات تطلب وحداته مقابل مرافقتها باحدي الغرف هز راسه رافضا وكاد يغلبه النوم مع بزوغ الفجر لولا ذلك الفارس الذي دلف الي الحانه لتهدا الاصوات وتتوقف الفتيات عن ضحكاتهن ليحملقن به ثم قال:
ستجريي محاكمه عاجله لملك اماريتا امام اهل المدينه بساحه المنطقه الوسطي ظهيره غد يوصي الحاكم بحضور الجميع
ثم غادر فعاد الضجيج من جديد وكانهم لم يدروا بما قاله فنهض اياد متخطيا طاولاتهم واسرع الي الخارج وراء الفارس فوجده قد امتطي جواده وابتعد الي داخل المنطقه الشماليه ووجد بجواره العجوز نائما اسفل غطائه فهزه وايقظه فنظر اليه العجوز ساخطا نعسا فقال اياد:
لا تغادر وحيدا سنعود معك غدا الي المنطقه الوسطي
فقال الرجل:
خمسون وحده اخري وطعام اليوم
فهز اياد راسه موافقا ثم دلف الي داخل الحانه
امام بحر مينجا كان ظلام الليل قد بدا ف زواله مع بزوغ الفجر حين واصل الجواد الابيض ركضه ف اتجاه الغرب يمتطيه خالد الذي كانت تبحث عيناه ع امتداد بصرها ع اي اثر للجيش الاماريتي قبل ان ينحرف الساحل بزاويه شبه عموديه فانحرف معه فابصر السف الاماريتيه ترفرف راياتها الحمراء فوق صواريها ثم رفع بصره ع رايات اخري لاحت ف الافق فوق هضاب الشاطئ بعيدا فهز لجام حصانه كي يسرع اتجاهها
ومضي وقت قليل تقدم مع كثيرا فظهرت مع استواء الارض جماعات كثيره من الجنود من امامه كانت كل جماعه تكون من عشرات الصفوف يصطف بها مئات الجنود غير الذين ظهروا فوق خيولهم مصطفين ف جماعات اخري ثم راي جسرا خشبي يشق مياه البحر الي سفينه كبيره وتصل الواح خشبيه سميكه بين السفينه والجسر ليعبر من فوقها منجنيق شاهق يجره بصعوبه اربعه ازواج من الخيول ثم اوقف حصانه حين فوجئ بسهم يخترق الرمال من امامه جاإمن اعلي وهبط عنه رافعا يده فاقترب منه ثلاثه من الفرسان فبادرهم قائلا:
انا صديق الملك تميم
دلف خالد خلف فارس الي خيمه تواجد بها القائد الشاب جرير وقال الفارس:
قال انه صديق الملك
فنظر اليه جرير الذي كان يقف امام خريطه مجسمه بوسط الخيمه وقال بشغف:
هل جئت برساله من الملك تميم؟
فقال خالد:
لا لقد جئت بهذه
واخرج الورقه المرسوم بها الطريق الي الباب الاخر لزيكولا فنطق جرير وهو يمعن النظر بالورقه:
خط الملك تميم!
قال خالد: نعم انه طريق الي باب اخر لزيكولا
وتابع:
لقد امسك به جنود زيكولا من اجل فراري عبر بابها بذلك الحصان الذي جئت به وتابع :
كان الملك يؤمن ان وراء هذا الباب اسرارا لم تبح بها زيكولا من قبل ستساهم ف نجاتنا من تهمه الخيانه
لقد عاد الي زيكولا من اجل عهده بنجاه اسيل الي الابد ثم فوجئنا بعزم زيكولا اغلاق بابها فجاه كان يدرك ان اغلاق باب زيكولا ونحن بداخله ستكون نهايتنا جميعا
وجالت براسينا قبيل اغلاق زيكولا فكره ان نعبر الباب الاخر باستخدام جواد الحارس الذي اعتاد عبوره ولالهاء ذلك الحارس وتشتيته كان لابد ان يعرض احدنا للاعتقال انا او هو فوجدته من يقترب نحو القاضي سيد الحارس ... واثر ان اعبر انا الي خارج بابها لن ترحمه زيكولا
ثم نظر الي الخريطه المجسمه امامه
وقال:
ايها القائد لدي خطه لاجتياز ذلك الباب السري اريدك ان تساعدني بها
فقال جرير :
ومتذا ان كان فخا منك؟
فابتسم خالد : لم يكن ليخبرني ملكك عن مكان اطلاق السهام المضيئه
فابتسم جرير وقال :
حسنا
فنظر خالي الي الخريطه امامه مجددا ووضع عليها الورقه المخططه وقال وهو يحرك اصبعه ع واد مجسم بها:
سنسلك هذا الطريق ثم ستعبر مرتفع هنا سيقودنا الي منخفض عميق دائري واسع
ونظر الي جرير وقال:
لقد رايت المجانيق تعبر عبر الواح خشبيه طويله ستفي تلك الالواح بالغرض
فهز جرير راسه موافقا فتابع خالد :
اخبرني الملك تميم ان هناك طريقا متعرجا ضيقا يصل الي سور زيكولا
واكمل :
ليس موجودا بخريطتك
وتابع : قال الملك ان الباب الرضي يوجد امامه نهايه ذلك الطريق المتعرج يتسع لدخول عربات كانت تنقل عشرات الفقراء الي زيكولا دون ان يدري اهلها اتوقع ان يكون جيش زيكولا باكمله خلف السور الشرقي لن يتواجد الا اعداد قليله من الجنود بالمناطق الاخري مع اطمئنان زيكولا بسريه المدخل عدد قليل من الفرسان نستطيع اقتحام ذلك الباب وتكتشف شئيا قد يفيد براءتنا قبل اشتعال الحرب
فساله جرير:
كم ترير من الفرسان ؟
فقال خالد وهو يفكر :
مائه فارس وكفي
فقال جرير :
لا ... سيعبر الطريق ثلثا جيشي مائه وخمسون الف مقاتل
ممرات سريه
انطبعت المفاجاه ع وجه خال حين اخبره جرير عن عزمه عبور الطريق الثعباني بثلثي جيشه وتابع جرير قائلا:
لقد اشتعلت الحرب بالفعل ايها الصديق لديهم الان الملك تميم ونعلم كثيرا عن غرورهم لن يفاوضونا من اجله
فقال خالد:
لكن الطريق ضيق لن يتحمل هذا العدد الضخم سيضيع المزيد من الوقت
فاشار جرير الي طريق بالخريطه المجسمه امامه وحرك قطعه خشبيه ف شكل منجنيق ضغير به نحو زيكولا التي مثلت بمربع بارز يحيطه سور صخري منحوت وقال :
ان مجانيقنا ثقيله للغايه ستحتاج يوما باكمله لتجاوز الطريق الي زيكولا لذا سيصل الثلث المتبقي مة الجيش الي السور الشرقي مع صباخ غد
ثم اشار الي طريق اخر جانبي كان وادي التلال واكمل :
لدينا اذن يون باكمله للتقدم نحو السور الشمالي مهما كان الطريق ضيقا نستطيع ان نباغتهم ف التوقيت ذاته لقد تركوا لنا فرصه عظيمه بانسحابهم الي داخل زيكولا
وكان الاوان قبيل الظهيره حين بدا الجيش الاماريتي زحفه تجاه الغرب ف طريقه الي زيكولا جحافل من الجنود والفرسان اصطفوا ف عشرين فيلق متتابع يفصل بين كل فيلق واخر عشره من الامتار كان ينتظم بالفيلق الواحد اربعه الاف جندي تتوهج خوذهم ودروعهم اسفل الشمس بين كل جندي واخر قدم واحده وكانت اقدامهم ترتطم سويا بالارض فتصدر وقعا قويا تتناغم مع دقات الطبول وتتناثر بينهم رايات حمراء كبزي نقش عليها خمس من النجوم السوداء وزعت ف شكل دائري ويتبعهم بالصفوف الخلفيه ثلاثه الاف جندي طوال القامه اقوياء البنيه قسموا ع مائه منجنيق يجر كلم منجنيق اربعه ازواج من الخيول كانت عجلاتهم الحديديه تصدر جلبه هائله وغبار كثيفا اندفع باكمله نحو عربات كانت تسير بمؤخره الحشد وتحمل كرات اللهب المعدنيه
وف اتجاه الشرق تقدم الجانب الاخر من الجيش الاماريتي فرسان وجنود يضاعف عددهم من تقدموا نحو زيكولا يتقدمهم القائد جرير ع جواده بجواره خالد ع جواده الابيض بزته الزيكوليه وركضت بهم الخيول ف صمت نحو وادي بيجانا ... وكانت الشمس قد تعامدت بالسماء حين وصلوا الي بدايه الوادي خلف جماعه من ثلاثين فارس سبقتهم بمئات الامتار كطلائع لهم وكان الممر الضيق بالكاد يتسع لتجاوز ثلاثه من الخيول فخففوا من سرعه جيادهم حتي صارت مشيا ثم اتسع قليلا فركض الفرسان بخيولهم مع انحدار الارض هبوطا وصعودا وكاد خالد يسقط حين حاول مجاراتهم لكنه تشبث بسرجه واعاد اتزانه فنظر اليه جرير وتساءل ان كان بخير فاوما اليه ايجابا واكملا ركضهما يتبعهما الالاف من الفرسان والمشاه واتسع الطريق اكثر فاكثر فتجاور خمسه من الفرسان بكل صف وصارت الجبال العاليه ع الجانبين تلالا اقل ارتفاعا وبعدما تجاوزت المقدمه الارض المنحدره بات الطريق رمليا مستويا واصبح ركض الخيول اكثر سهوله فحث خالد حصانه كي يسرع
خلف سور زيكولا كان الجيش الزيكولي يكمل استعداداته وجوه متجهمه من الجنود المتراصين تدق قلوب بعضهم متسارعه ان تحدث احدهم عن كرات اللهب الاماريتيه وخلف الصفوف سارت خمسه من العربات المترفه تحمل الاولي حاكم زيكولا والاخريات رجال المجلس الزيكولب وترجلوا يحمسون جنودهم ووقف الحاكم امام جماعه من الجنود يحثهم ع الصمود ويعدهم بمضاعفه اجرهم من وحدات الذكاء ليصبح عشرين وحده ذكاء عن اليوم الواحد فصاحوا مهللين ف حماس
وف غرفه بالمنطقه الوسطي اضاءتها القناديل الناريه المعلقه كان الاماريتي يجلس ع مقعد حديدي يميل جذعه وراسه للامام مكبله يده وقدميه مغمضا عينيه نائما بجواره قدر من الثريد لم ينقص منه شئ قبل ان يفتح عينيه لما دلف الي الغرفه رجل ثلاثيني قصير مترهل الجسد يحمل حقيبه وضعها ع طاوله جانبيه وقال:
انني حلاق المنصه
واخرج اله حاده تشبه سكينا صغيرا ووضعها جانبا بجوار الحقيبه ثم اخرج وعاء زجاجيا وفتح غطاءه ففاحت منه رائحه نفاذه ودس يده به ليخرج ماده خضراء لزجه وضعها ع راس الاماريتي ودلك بها شعره ثم وضع المزيد منها ودلك الشعر بقوه دون ان يحرك الاماريتي راسه او ينبس بكلمه واحده كانت عيناه تنظر شارده الي الفراغ امامه فحسب ثم امسك الحلاق سكينه وبدا يزيل شعره عن اخره وما لبث ان انتهي ف دقائق قليله كان بعدها الاماريتي حليق الراس وقال الحلاق ضاحكا وهو يعيد ادواته الي حقيبته:
يقولون ان حلق رؤوس الموتي يدفع الفقر عن زيكولا
فصاح به احد الحارس الواقفين كي يغادر الغرفه ف الحال دون ان ينطق المزيد من الكلمات
واقتربت الشمس من المغيي حين وصلت مقدمه فرسان اماريتا الي التبه المجاوره للمنخفض الصخري والتي ميزت بصخورها السبعه واشار البها خالد صائحا لما ابصرها فقللت الخيول من سرعتها وتوقفت بامر القائد جرير كان حشدا هائلا امتلا معه وادي التلال عن اخره باجساد الخيول والفرسان والجنود لم يكن خالد يعلم انه حين توقفت المقدمه بجوار التبه المقصوده كان جنود المشاه بمؤخره الحشد لايزال يندفعون الي بدايه الوادي ثم ترجل جرير عن جواده وبعض من رجاله وعبروا التبه وراء خالد وتوقفوا ع حافه المنخفض الصخري قبل ان يامر جرير بسرعه تثبيت الجسور الخشبيه
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابع أيضاً: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا