مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثانى عشر
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثانى عشر
لم تعى اشواق ما يتم حولها منذ أخبرهم الطبيب بوفاة كامل ، أصبحت بين لحظة وأخرى ترى نظرات الحقد بعينى وليد الذى طالما كان مؤازرا لها .اجتمع الاهل جميعا ببيتها أو بيته الذى طالما كان لها سجنا ، لم تكن مهتمة بأى مما يحدث ،تولت والدتها زمام الأمور بمساعدة زوجة سلام .
مرت أيام العزاء وما إن انفضت حشود المعزين حتى أخبرتها فطيمة برغبة وليد فى التحدث إليها .
توجهت ووليدها بين ذراعيها للقائه ، تقابلت اعينهما لترى الحقد بعينيه ويتذكر هو ما عرفه بعد وفاة ابيه قبل ثلاثة أيام...
دخل وليد للطبيب لاستلام تصريح الدفن الخاص بوالده ليخبره الطبيب أن والده توفى إثر أزمة قلبية ناتجة عن تناوله جرعة زائدة من المنشطات .
صدم وليد وتغيرت نظرته ل اشواق ، ليست البريئة التي ظن !!!
لقد دفعت والده لفعل ذلك ؛ هى مجرد شهوانية دنيئة لم تراعى شيبة والده الذى قدم لها كل شئ ، لم تكن نوبات غضب والده إلا رد فعل لضغوطها عليه .
وها هى بعد أن حصلت على كل شيء تدفعه للموت .
جلست اشواق بصمت تنتظر أن يتحدث وليد وقد رسمت العديد من الصور لما يريد التحدث بشأنه إلا أنه فاجأها : انت ليكى التمن والباقى ليا أنا واخويا بالنص .
نظرت له بتعجب دون أن تفهم عم يتحدث لينهرها : بتبصى لى كدة ليه ؟ ده شرع ربنا .
تلعثمت اشواق : أنا بس مش فاهمة انت بتكلم على ايه .
نظر لها بإستخفاف : مش فاهمة !!! عن الورث طبعا .
زادت دهشتها : ورث !!! ورث إيه يا ابو هالة دا ابوك دمه مابردش .
دخلت فطيمة ليعم الصمت لحظات قبل أن يقول وليد : أنا هبيع الشقة دى . شوفى هتروحى فين ..نصيبك هتاخديه فلوس ونصيب اخويا هيدخل المجلس الحسبى .
هب واقفا لتقف فطيمة تنظر له بتعجب وهو يقول: أنا مش هأمن لعيلة زيك على ورث اخويا .
وغادر بإندفاع لتنظر ل فطيمة بحزن : هو أنا غلطت في حاجة يا فطيمة ؟
تتنهد فطيمة وتقترب لتربت عليها بحنان : معلش يا اشواق اعذريه ، أبوه مات في دقايق وهو لسه مصدوم .
اومأت اشواق لتتجه فطيمة تلحق زوجها الذى كان ينتظرها خارج الشقة وهى تعلم أن الأمر لا يتعلق بالصدمة مطلقا .
****
حاولت فطيمة معرفة سر العدائية التى يعامل بها وليد اشواق دون مبرر واضح لها ..لقد شهد كليهما على سوء معاملة الفقيد لها .ترى ما الذي حدث ليغير نظرته لها بهذا الشكل !!!
فى خلال شهر واحد نفذ وليد إرادته كاملة بينما كانت اشواق تسعى بنصيحة من سلام لصرف معاش زوجها كان وليد يبحث عن كل ما يمكنه عقابها به .
لم تصمت فطيمة لفترة طويلة على تصرفات زوجها التى تراها غير مبررة ، هى ترى اشواق ضحية عليه تعويضها عن سوء معاملة والده .
علمت اليوم أن زوجها باع الشقة والسيارة بأقل من القيمة السوقية .لقد خسر نصف السعر تقريبا .هل اصابه الخرف بعد وفاة والده!!!
كان عليه أن يحصل على افضل سعر لأجل أخيه اليتيم . زادت صدمتها حين علمت أنه من عرض السعر وأصر على خفض القيمة .
لقد تعمد ذلك !!!!!
يهدر حق اشواق وحق أخيه كوسيلة لعقاب اشواق على جريمة لا يفصح عنها!!!!
ليس هذا زوجها الذى تعرفه.
كان وليد بغرفته حين دخلت فطيمة تتمسك بهدوئها ، وضعت أمامه فنجان القهوة ليرفع عينيه لها مبتسما .
جلست وقد حزمت أمرها لتتساءل فورا : وليد إيه غيرك فجأة ؟ليه بقيت تكره اشواق كدة ؟ بعد اللى شوفناه بعنينا بتدور على أى وسيلة تحرمها بيها من حقوقها .من أمته كنت ظالم كدة ؟؟
تبددت البسمة عن شفتيه ،هو لن يخبرها مطلقا كيف لقى والده مصرعه ؟ولن يخبرها عن مشاعره السابقة تجاه اشواق فى حياة أبيه ولن يخبرها سبب كرهه ل اشواق ، لكن عليه أن يجد مبررا لأفعاله تلك ، هو يعرف فطيمة حق المعرفة لن تتنازل عن تبرير منطقى .فماذا يخبرها !!
ليتها كانت خاضعة خائفة مثل أشواق ..ليتها كانت بنفس البراءة ..
طال صمته وهى تنظر له تترقب إجابته وتستعد للدفاع عن اشواق إلا أن وليد قرر إنهاء الأمر بشكل اخر .
تنهد وهو يرتشف فنجانه وينظر لها بتحدى : وهى تهمك فى إيه علشان تسألى ؟؟
عقدت ساعديها بتحدى : تهمنى لأنها ضحية.. والدك ، الله يرحمه جه عليها كتير .
أعاد الفنجان للطاولة : جه عليها في إيه ؟ ابويا زى اى راجل عجبته ست وحب ياخدها لنفسه ، لما هى عارفة إنه مش مناسب ليها وافقت عليه ليه ؟
صمت لحظة وهو ينظر لها بتحدى : باعت نفسها لراجل اكبر من ابوها ليه!!
نظرت له بدهشة ليتابع : اللى بتقولى عليها ضحية كلبة فلوس باعت نفسها يعنى واحدة رخيصة .
شهقت فطيمة فزعا لتزداد لهجته حدة : واعرفى أنى مش موافق على أى علاقة تربطك بيها .
هزت رأسها رفضا : وليد انت بتقول ايه ؟؟ ازاى تتهم واحدة كل الاتهامات دى ؟ مش معقول حزنك على والدك يغيرك كدة .
اغمض عينيه فى محاولة ليخفى غضبه وهو يقول بحزم: فطيمة الموضوع انتهى واللى عندى قولته . مش عاوز اى كلام عن الست دى تانى .
لتهب بغضب : وانا مش هتفرج عليك وانت بتظلمها واسكت .إحنا عندنا بنت اتق الله في بنات الناس .
فقد وليد سيطرته على تحكمه ليقف أمامها : انت بتقارنى بنتى بواحدة زى دى .
ولأول مرة يدفع زوجته بهذه الحدة لتسقط جالسة فوق المقعد وهو يقول: لو الهانم صعبانة عليكى أوى الباب مفتوح اتفضلى روحى لها خليها تنفعك .
فزعت من قوله : انت بتطردنى من بيتى يا وليد علشان خايفة عليك ؟
ابتعد للجهة الأخرى : اللى عندى قولته يا تنسى الست دى وكل اللى يخصها يا تتفضلى وماتلزمنيش .
اندفعت خارج الغرفة عقلها يهذى فزعا ، حقا لم تتزوجه بعد قصة حب أسطورية ،كان زواجهما تقليديا ، جمعهما العمل وتقدم لخطبتها ، رأته مناسبا لها فقبلته ، عاشا معا خمسة أعوام يحترم كل منهما الآخر ، ظنت أن لها مكانة عنده لكن يبدو أنها ليست كذلك .
جلست فوق مقعد تحاول التماسك ، وليد ليس سوى صورة عن والده ، كلاهما ظالم ، كلاهما متحكم ، كلاهما يختفى خلف قناع لاينزعه إلا إن انتزعته الظروف ليظهر حقيقة قلبه الاسود .
ظلت مكانها لنصف ساعة ، هى لن تقبل بذلك ، لن تقبل ظلمه لامرأة تتحمل هى تبعيته . الظلم ظلمات ..رددتها فطيمة بهمس خافت وهى لن تلقى بنفسها وابنتها فى ظلمات ظلم زوجها .
أفاقت على صوت الباب لتهب فزعا ، توجهت فورا لغرفة هالة لتجدها كما تركتها تلهو بتلك الدمى .
أسرعت لخزينة ملابسها : هالة قومى يا حبيبتي غيرى هدومك هنخرج
هبت الصغيرة بحماس : هنروح فين يا ماما ؟
بدأت فطيمة تنزع رداء صغيرتها وتضع عليها غيره : رايحين عند جدو .
وفى خلال نصف ساعة كانت تغادر المنزل تحمل حقيبة متوسطة وتصحب ابنتها .
******
كانت اشواق تجمع اغراضها كما أمرها وليد لترحل فقد اخبرها أنه اتفق مع شخص ما ليبيع له الشقة وعليها اخلائها .
دق جرس الباب فإتجهت لتفتحه ليدفعه وليد ويتجه للداخل مغلقا الباب بقوة.
امسك ذراعها بقسوة : انت عاوزة إيه تانى ؟ مش كفاية انك قتلتى ابويا دلوقتي بتلفى زى التعبان على مراتى وعاوزة تخربى بيتى .
فزعت اشواق للمفاجأة لترتعش : قتلت مين ؟؟
استجمعت شجاعتها لتدفعه عنها : وليد انت اتجننت !!!
عادت خطوة للخلف : أنا ماليش دعوة بموته ، ومهما كان هو كان جوزى ومش هكشف ستره .
دفعها ليقتحم حجرتها بتهور . فتح خزانة الملابس وبدأ يلقى ملابس والده وأغراضه أرضا حتى وصل لما يبحث عنه بينما تقف بباب الغرفة بهلع
امسك عبوات الأدوية التي كان كامل يستخدمها دون علم اشواق ليلقى بها في وجهها : مش هتكشفى ستره ولا مش هتكشفى سفالتك !!
صدمت وهى تنظر للعبوات وتجهل ماهيتها تماما .استغل هو صدمتها ليقترب مسرعا ممسكا بذراعيها : انت ايه !!! للدرجة دى حيوانة ورخيصة ! طب كنت راعيتى سنه ؟؟ كنت حسيتى بيه ؟؟
نظرت له بفزع هو تحاول التخلص من قبضتيه : انت بتقول ايه!!! أنا مش فاهمة حاجة !!!
جذبها لتقترب منه مرغمة : بقول أبويا طبعا ماكنش مكفيكى . هددتيه بإيه!! طب ما تجربينى أنا يمكن اعجبك !!
استجمعت قوتها لتدفعه وتركض خارجا .تلك النظرة بعينيه اذاقتها الهوان منذ رأتها بعينى والده ، لكن هذا الهوان الذى اذاقها إياه كامل جعل الاستسلام مرة أخرى خيارا غير متاح . وصلت للباب لتفتحه أمامه : اخرج لوحدك بدل ما اخرجك بفضيحة .بس علشان خاطر ابنى .
تقدم نحوها بغضب : ايوة اعمليهم عليا
لتدفعه عنها مرة أخرى : اعمل ايه !!! انت من يوم ابوك ما مات وانت ظهرت على حقيقتك .نسخة منه فى كل حاجة . حرام عليكم بقا ارحمونى .أنا ماعارضتش أى حاجة قولتها مش ضعف منى ولا خوف منك .. أنا عاوزة احافظ لابنى على ود اخوه لكن بعد كلامك ده مش عاوزاك تعرف ابنى من الأساس
اقترب ليقف مواجها لها وقد علت وجهه نظرة ساخرة : إيه خايفة اعرفه حقيقتك الواطية ؟؟
رفع كفه يقربه من وجهها لتعود للخلف بتلقائية فيبتسم بخبث : اقفلى الباب وتعالى نتفاهم احسن .
اتسعت عيناها لجرأته على إعادة تلميحاته ونظراته الوقحة ، لقد كان كامل محقا ، كان قلبه يعلم دناءة ابنه . ربما لأنهما متشابهان فيها ...
دفعته للخارج : اطلع برة . مش عاوزة اشوف وشك تانى . حسبى الله ونعم الوكيل .
فتح الباب المواجه لشقة كامل ليتساءل الجار : إيه اللى بيحصل هنا ؟ فى إيه يا وليد انت هتكمل عليها انت كمان ؟ مش كفاية اللى ابوك كان بيعمله ؟
نظر له وليد بحدة : كل اللى عمله فيها هى تستاهل اكتر منه .
لتصرخ اشواق : كفاية بقا حرام عليك .انت عاوز منى إيه؟
أشار لها الرجل بيده : ادخلى يا بنتى واقفلى بابك
أغلقت الباب بالفعل ليقف وليد أمام ذلك الجار يتعجب شهامته : وانت بقا بتدافع عنها اوى كدة بمناسبة إيه ؟
فهم الرجل ما يرمى إليه وليد لينظر له باحتقار ويغلق الباب .بدل نظراته بين البابين المغلقين لينصرف بغضب .
******
وصلت فطيمة لبيت والدها الحاج رشدى الذى يعيش بمفرده بعد أن زوج بناته الثلاث .
طرقت الباب وانتظرت دقائق ليفتح والدها الباب . ابتسم لحظة رؤيتها وسرعان ما غابت بسمته تلك وهو ينظر لتلك الحقيبة : فى إيه يا بنتى ؟
لم يكن صعبا عليه أن يرى تماسكها الذى ينهار ليسرع جاذبا لها للداخل .
اغلق الباب ووضع الحقيبة جانبا ليحيط ابنته بذراعه بحنان : ادخلى يا حبيبتي ارتاحى جوه وبعدين نتكلم .
اومأت بصمت وهى تحاول تناول الحقيبة ليحملها عنها ويتجه لغرفتها القديمة .
بعد ساعة تقريبا دخل والدها فهى تركت الباب مفتوحا انتظارا له . كانت تجلس فوق الفراش وهالة على الأرض تلعب بهدوء .
جلس رشدى بجوار ابنته ليربت على كفها بحنان : حصل إيه يا بنتى؟
رفعت فطيمة عينيها ليرى إصرارها : بابا أنا عاوزة أطلق .
اتسعت عينيه من المفاجأة ليتساءل : طب فهمينى حصل إيه الاول .
تنهدت بحزن : حصل أنى اكتشفت إن بقى لى خمس سنين عايشة مع راجل معرفوش . عنده استعداد يظلم مرات أبوه وأخوه ويدور على أى طريقة يأذيهم بيها .. اذا هو يقبل الظلم أنا مااقبلوش يا بابا ، ومش مستعدة أرمى نفسى وبنتى فى ظلمات ظلمه وندفع تمنها ...
حتى الأن الصورة ليست واضحة أمامه هم ليتساءل لكن قاطعه رنين جرس الباب .
******
عاد وليد لمنزله ليجده خاويا من زوجته وابنته ليزداد غضبا ، ستهجره الأن!!
لن يسمح لها بذلك ..سيعيدها .. ستتذوق الذل والمهانة اولا قبل أن يلقى بها خارج البيت وخارج حياته أيضا .سيجد وسيلة ليعيدها لجحيم لم تعرفه مسبقا .
توجه من فوره لمنزل والدها هى لن تلجأ إلا له ، لابد أنه سيقدر موقفه ، هو رجل مثله ويعلم أن عليها طاعته .
لكن لطالما طاعته ..ما الذى غيرها بهذا الشكل !!!
هل أحبت رجلا اخر !!!
لقد انشغل عنها مؤخرا ، هل يعطيها انشغاله الحق لخيانته !!!
ليصيب عقله الجنون حين وصل لهذه النقطة .مؤكد فعلت . إنها تتخذ من أشواق وسيلة لتفر منه لذلك الآخر ، وقد أعطاها بغباءه وتسرعه فرصة للمغادرة حين طردها ..سينكر ذلك .بلى سيفعل . لن تجد سبيلا للفرار .
وصل لمنزل والدها دون أن يحاول إظهار ولو شيئا من تعقل أو روية .طرق الباب بعنف ليفتح له رشدى الذى نظر له بضيق : اهلا يا وليد .اتفضل
دخل بخطواته المتسرعة الغاضبة ، جلس على أحد المقاعد ليقول بغضب : يصح اللى بنتك عملته ده يا عمى ؟؟ تستنى لما انزل وتاخد بنتى وتمشى ؟
ليه مش راجل أنا ؟ مش مالى عينها ؟
نظر له رشدى دون أن تختفى علامات الضيق عن وجهه ، اتجه للداخل وهو يقول : أنا هجيب بنتى قدامك ونشوف
تسللت بسمة انتصار لشفتيه فوالدها سيتخذ جانبه لا محال .ستعود معه للمنزل وهناك سيرغمها على الاعتراف بالحقيقة التى تخفيها خلف دفاعها الاحمق عن تلك الأشواق .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا