مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث عشر
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث عشر
بعد مغادرة وليد استعملت هاتف كامل لتتصل بشقيقتها هناء ، تحدثت لوالدها وطلبت منه أن يأتى لصحبتها فى اليوم التالى .كانت مخطئة حين رفضت إقامة والدتها معها ، خافت أن تؤثر إقامتها معها على مصدر رزقهم فسوف تتوقف عن العمل خاصة أن بدور لم تصر على البقاء ، لكنها كانت مخطئة ، ما كان يجب أن تقيم بمفردها ، ولا يجب أن تظل بهذا المنزل أكثر من ذلك .
لقد أصبحت تخاف وليد أكثر مما كانت تخاف كامل نفسه .
نظرت ل عادل ذو الأربعة أشهر ، ترى ما الذى تخفيه الايام له ، تألم قلبها لتضم صغيرها بحب ، إنه اجمل ما حدث بحياتها ، لأجله يمكنها أن تغفر ل كامل كل ما حدث .
نظرت لوجه صغيرها لتقول بصوت مرتعش : ابوك كان بيحبك . وكان بيحبنى . كان طيب وحنين وكريم . كان احسن راجل فى الدنيا .
ضمت الصغير لتخلى سبيل دموعها التى أسرتها منذ وفاة كامل ، قلبها يبكى قبل عينيها ، لن يرى صغيرها صورة والده المشوهة مهما حدث ، ما كان ؛ كان وانتهى ، هى تحملته وستتحمل المزيد لأجل هذا الصغير .
لن تترك السواد يتسلل لقلبه البرئ مهما كان الثمن .لن يتحول لنسخة ثالثة عن كامل ووليد
******
خرجت فطيمة بصحبة والدها لتجد وليد ينظر لها بتحدى : اتفضلى هاتى البنت وقدامى على البيت .
نظر له رشدى بدهشة : لا والله . كدة من غير ماتعرف إيه خلاها خرجت من بيتها ؟
تنهد وليد بصوت مسموع : سوء تفاهم هنحله مع بعض .
جلس رشدى قبالته بتحدى : اذا كنت قادر تحله ماكانتش بنتى عندى دلوقتي.
تعجب وليد يبدو أن والدها يتخذ جانبها هى ، نظر لها لتقول بحزم : قدامك حاجة من اتنين ؛ ياترجع عن الظلم يا كل واحد يروح لحاله .
ساد الصمت بعد جملتها لا يقطعه سوى انفاس وليد الثائرة ، تخلى عن عقله تماما وهو يفصح عن ظنونه الخرقاء : تبقى الحكاية مش حكاية مرات ابويا .. دى حجة مش اكتر .
نهره رشدى فورا : وليد اعقل كلامك قبل ما تندم عليه .
نظر له بحدة : اندم !!!
أغمضت عينيها بحزن ، لا سبيل للتراجع . وقفت بحدة تنهى هذا الحوار الذى سيزيدها كرها لرجل طالما احترمته .
نظرت له بحزن : طلقنى يا وليد ...
بهت لوهلة قبل أن يستقيم واقفا : يبقى عندى حق ..الهانم شايفة لها شوفة تانية .
ليكون رد اتهامه صفعة من رشدى شهقت لها فطيمة .
نظرا له ليقول بغضب : اللى يشكك في اخلاق بنتى مايلزمهاش . من اللحظة دى بنتى مش مراتك ولا هتطول ضفرها بعد كدة .
توقعت أن يعتذر .. يبدى ندمه لتسرعه .. أو على أقل تقدير ينفى ما قاله ويدعى أنه أساء التعبير .
لكنه أطاح بكل ما اكنته له من احترام ومودة وهو يقول : هى فعلا ماتلزمنيش .. بس مش هسيبها لغيرى ..
نظر لها ليقول : إن ماذليتك وعرفتك قيمتك ماابقاش أنا.
وغادر من فوره ليتجه لها رشدى يضمها بحزن : ازاى انخدعنا فيه للدرجة دى ؟
شعرت بعدم الاتزان وهى تقول : كان لازم اتوقع إنه اكيد يشبه أبوه .
ربت رشدى عليها : ادخلى يا بنتى وماتشليش هم ابدا طول ما ابوكى على وش الدنيا .
شعرت بالأمان والطمأنينة .. لن تتأذى .. والدها سيدافع عنها ..
******
عادت اشواق فى اليوم التالى لمنزل والدها بقريتهم الصغيرة استقبلها الجميع بحفاوة فى محاولة لنزع الحزن عنها .
مرت عدة أيام والأوضاع هادئة تماما .اشواق لا تغادر المنزل وشقيقتها وفاء سعيدة جدا بطفلها .
عاد مرعى ذلك اليوم ليخبر اشواق أن سلام قادم لزيارتها .
وصل سلام بعد المغرب ليدخل للمنزل وقد استقبله مرعى بحفاوة ، اقبلت اشواق تحمل الصغير ليتهلل وجه سلام ويسرع يحمله عنها : تعالى يا غالى يا ابن الغالى .
قدمت وفاء الشاى ليقول سلام : أنا يا اشواق يابنتى جاى النهاردة استسمحك عن عمايل وليد ابن المرحوم . أنا فكرتك جاية من نفسك تقعدى يومين ماكنتش اعرف إنه خرجك من الشقة علشان يبيعها .
ابتسمت اشواق رغم المرار : ماحصلش حاجة يا أبا سلام .هو كان عاوز حقه في بيت ابوه محدش يقدر يلومه .
تنهد سلام : لا نلومه طبعا كان قالى كنت اشتريت نصيبه لكن يخرجك قبل أربعين أبوه حتى مايصحش ابدا . ده الشيخ بيقول الأرملة لازم توفى عدتها فى بيت جوزها .
مرعى : اهو اللى حصل يا حج ، ولو الدنيا كلها ماسعتهاش بيت ابوها يسعها ومفتوح والحمد لله.
هز سلام رأسه بتفهم : عامر يا مرعى بس أنا يعنى كنت بقول ... لو اشواق تجيب عادل وتيجى تقعد فى دارى .دا انا اشيلها فى عنيا ..دى من ريحة الغالى .
أراد أن يرفض لكن يمنعه فضل سلام عليه ، فهو من ينفق على صغيرته هناء لاستكمال تعليمها حتى الأن..ويغلبه ضعفه ايضا . لحظة من التخبط انهتها اشواق وهى تقول : أنا مااسبش دار ابويا ابدا يا أبا سلام .طبعا اجيب لك عادل تشوفه من وقت للتانى ما انت فى مقام عمه بردو
رفع مرعى رأسه المنكس ونظر لابنته بفخر بينما نكس سلام رأسه ، أخبرته حسنية أنها لن تقبل بذلك ..
أخرج من جيبه مظروفا مغلقا قدمه لها : طب على الأقل خلى الفلوس دى معاكى .
لتهب واقفة كمن لدغها عقرب : كتر خيرك يا أبا سلام ، عادل عايش في خير ابويا وابوه مش سايب له شوية ولا محتاج مساعدة ولا هيحتاج طول ما أنا عايشة .
تراجع سلام : يا بنتى مش قصدى مساعدة .. انت قولتى أنى زى عمه .
لتمد ذراعيها تحمل الصغير : كتر خيرك يا حج . اذا عادل احتاج حاجة يبقى ليك حق تديه .
انتهت الزيارة بغير ما تمنى سلام مطلقا .
عادت اشواق بصغيرها لتبدأ فورا تفكر في حياتها وحياته . هى لن تعتمد على معاش زوجها تعلم أنه لن يصبح كافيا عما قريب ، كما أن ما أعطاه لها وليد لا يوفر الحياة التى تتمنى لصعيرها . ستجد وسيلة لكسب الرزق .لن تمنعها كل الظروف عن استكمال حياتها لأجل هذا الصغير . لن يعيش كما عاشت ولن يرضخ كما رضخت .
باعت نفسها مرة ولن تفعل مجددا . لن ترضى بالذل لها أو لصغيرها مهما حدث.
********
بعد عدة أيام
عاد رشدى من الخارج لتستقبله هالة : جدو حبيبي .
حملها بين ذراعيه ليقدم لها قطعة من الحلوى لتصفق بحماس ، وضعها أرضا ونظر لابنته الشاردة .
جلس بجوارها لتنتبه له : حمدالله على سلامتك يا بابا .
تنهد رشدى : مفيش فايدة يا فطيمة ..مش عاوز يتفاهم كل الناس اللى اتوسطوا بنا احرجهم .
نظرت أرضا بحزن : أنا مش هرجع له يا بابا .
ربت على كفها بحنان: وانا مش هرجعك لواحد شكك في اخلاقك ..بس يا بنتى مفيش قدامنا دلوقتي غير المحاكم .
خانتها دموعها ليتنهد بحزن : قولى لى يا حبيبتي..انت باقية عليه ؟ والله يا فطيمة لو عاوزة ترجعى له أنا هعرف ارجعك وكرامتك محفوظة .
هزت رأسها نفيا : تعرف يا بابا أنا فضلت شهر قبل ما اسيب البيت احاول افهم منه بيعمل كده ليه ؟ مرة يقولى بعدين ومرة يقولى مالكيش فيه . بس أنا كنت معاه من ساعة ما اشواق اتصلت لحد ما الدكتور أعلن وفاة والده
رشدى : يعنى المشكلة في اشواق واللى حصل لها ؟
فطيمة : لا طبعا .أنا اكتشفت إن عاشرت واحد كداب . اتخلى عن كل مبادئه علشان يظلم واحدة ست .
صمتت لحظة : اذا هى غلطت أو حتى ارتكبت جريمة يواجهها . يسمح لها تدافع عن نفسها..لكن يدى نفسه الحق إنه يحكم وينفذ من غير بينة يبقى ظالم . جواه ظالم مهما حاول يبين إنه إنسان متحضر وراقى . وإذا قبلت إنه يظلم غيرى بكرة يجى عليا الدور ويظلمنى . الظلم سواد يا بابا وإذا اتحكم من نفس بنى ادم هيدمره ويخليه يدمر غيره .
تنهد رشدى بحزن ، ابنته محقة .لقد ظهرت حقيقة وليد مع زيادة الخلاف . هو لم يحرج من توسطوا للصلح . بل هم رفضوا التعامل معه لما رأوه من سوء خلقه .اراد فقط التأكد أنها لن تندم على هذا القرار .
وهى لن تفعل ...
*******
طلبت اشواق من شقيقتها هناء تعليمها كيفية البحث عبر شبكة الإنترنت ، وبعد بحث وتفكير توجهت لغرفة والديها.
طرقت الباب وانتظرت الاذن بالدخول .
دخلت لتجلس بحماس أمامهما : أنا لاقيت مشروع كويس جدا .
نظرا لها بتعجب لتتساءل بدور : مشروع إيه يا اشواق ؟ واحنا مالنا ومال المشاريع؟
اشواق : واللى بيعملوا مشاريع احسن مننا فى إيه يعنى ؟ وبعدين ده مشروع صغير ، سهل نبدأه براس مال بسيط .
مرعى : وهنجيب راس المال البسيط منين ؟
اشواق بثقة : هبيع دهبى
أستنكرت بدور فورا : انت اتجننت يا اشواق ؟ يا بنتى دهبك شليه للزمن .
اشواق : المشروع احسن من الدهب يا ماما والله
تنهد مرعى : طيب يا بنتى فهمينا بس مشروع إيه
اشواق : معمل ألبان . مشروع مناسب جدا للبلد هنا وهنوزع فى المركز . انتو ماتعرفوش منتجات الألبان بتبيع ازاى . ده سوقها حلو اوي .
وبدأت اشواق تتحدث بحماس عن مشروعها وتخبرهما عن المعلومات التي جمعتها عن المعدات اللازمة وكذلك عروض بيع المعدات المستعملة والتى تصلح كبداية للمشروع . اخيرا اخبرتهما عن خطتها التسويقية التى ستحتاج فيها لسيارة ويمكن تدبر الأمر .
لم يفهما كثيرا مما قالت لكنها تبدو متحمسة للغاية ورغم ذلك هما يشعران بالخوف ، فقد اعتادا العمل نظير اجر محدد .
لكن المخاطرة برأس مال لم يكن يوما أمر جيد بالنسبة لهما .
غادرت غرفة والديها لتتجه فورا ل وفاء : وفاء تشتغلى معايا .
قالتها بحماس لتنظر لها وفاء بتعجب : اشتغل !!! مش فاهمة
اشواق : عاوزاكى تلفى بكرة على كل الفلاحين اللى عندهم بهايم وتقولى لهم أنى عاوزة اشترى كل اللبن منهم واكتبى لى كشف بكل الناس اللى هتوافق ونوع اللبن والكمية .
تنظر لها وفاء بتعجب : أنا مش فاهمة حاجة خالص .
اشواق : بكرة تفهمى وعرفيهم إن إحنا هناخد كل اللبن احسن من بهدلتهم بيه فى السوق .
هزت وفاء كتفيها بإستسلام موافقة على حديث اشواق .
*****
غادرت بصحبة والدها في اليوم التالي متجهين للمركز لبيع مشغولاتها الذهبية . ثم عليهما التوجه لمدينة أخرى حيث سيلتقيان بمن يبيع المعدات اللازمة لبدأ مشروعها .
رغم عدم موافقته إلا أنه يجاريها ، هو لا يفهم أكثر ما تتفوه به لكن يخشى أن يطمر حماستها .يكفيها أن فقدت زوجها .
ذلك الرجل الذى لن تعوضه مطلقا . لقد رأى بعينه حبه لها واحترامه لرايها .وحرصه على سعادتها . مؤكد أن فقده يؤلمها بشدة وهو لن يزيدها ألما يكفى موقفها المشرف أمام سلام وادعاءها انه يكفل صغيرها هو يعلم أنه لا يفعل ومؤكد إن سلام أيضا يعلم لكن ليس منهما من لديه القدرة على تكذيب هذا الادعاء .
سلام يحمل نفسه نتيجة أفعال وليد كان عليه التأكد من حصولها على حقوقها كاملة ، لكنه لم يفكر ابدا أن وليد سيتصرف بهذه السرعة .
ومرعى يرى ابنته الشابة وقد وصلت لنهاية حياتها القصيرة باكرا جدا . فقد أصبحت أرملة وتعول طفل أيضا لقد انتهت حياتها كأنثى وستحيا كأم
أم فقط ...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا