مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الرابع عشر
حين عادت اشواق ووالدها فى المساء كانت وفاء قد أعدت لها قائمة طويلة ممن رحبوا بالتعامل معها . اذا وفرت المعدات والتى ستتسلمها فى خلال يومين كذلك المادة الخام التى سيمدها بها أهل قريتها لا يفصلها عن انجاز مشروعها سوى اختيار المكان الملائم له .لم يكن اختيار المكان أمرا صعبا فهناك العديد من الخيارات ، اختارت مبنى متطرف إلى حد ما تملكه أرملة عجوز والتى وافقت فورا على تأجيرها إياه .
والآن عليها البحث عن عمالة مدربة تعمل على تدريب من سيعمل معها .وكان البحث سهلا بوضع إعلان على وسائل التواصل التى أصبحت تجيد التعامل معها .
منذ عادت اشواق لمنزل أبيها وشقيقتها اسماء زارتها مرة واحدة فقط بصحبة زوجها نعمان ، بعدها تعذرت اسماء لثقل حملها وامتنعت عن الزيارة لذا توجهت اشواق ووفاء إليها في ذلك اليوم ؛ أرادت أن تزف لها بشرى مشروعها الجديد .
ادخلهما نعمان لتجدا اسماء تعمل على غسل الملابس ، كومة ضخمة من الملابس المتسخة وتعمل على غسالة عادية.
نظرتا لها بشفقة لتقول وفاء : حرام عليك نفسك يا اسماء .دا انت على اخرك .
تقدمت اشواق ناحية المرحاض : تعالى ارتاحى وانا ووفاء هنغسلهم
أسرعت اسماء تعترض : لا ليه يعنى أنى واخدة على كدة ومش تعبانة .
اصرتا عليها لترضخ لهما . جلست بغرفة نومها بصحبة الصغير عادل بينما اشواق ووفاء عملتا على غسل الملابس .
لا تشعر اسماء أن الأمور على ما يرام لذا تسللت للخارج تسطلع مكان زوجها وقد كان ما ظنت .
عادت وقلبها يغلى حقدا لتتذكر ذلك اليوم الذى توجهت فيه لرؤية اشواق بعد عودتها ، يومها لم يرفع نعمان عينيه عن اشواق رغم أن الأخيرة لم تنظر له إطلاقا أو تهتم به كان اهتمامها طيلة الوقت منصبا عليها هى . ذلك النعمان الوضيع .
مسدت بطنها المنتفخ بكفها وهى تنظر ل عادل الذى ينام بوداعة لتقرر ايقاظه ، بدأت تداعبه حتى فتح عينيه ليبدو عليه التذمر .
ابتسمت وحملته متجهة للخارج ؛ إن تغافل زوجها عن حدود الله فستردعه للحق مذعنا رغما عنه .
وجدته على نفس المقعد يراقب اشواق بنظرات خبيثة ، لم ينتبه لخروجها من الغرفة حتى وقفت أمامه .
رفع عينيه بحرج ينظر لها لتقول : قوم يا نعمان خد عادل ابن اختى اتمشى بيه شوية .
تنحنح نعمان وهب واقفا يوارى خجله من نفسه : اه .حاضر
حمل عنها الصغير لتقول : خد بالك منه .ما انت فى مقام خاله .
نظر لها مستفهما لتقول بحزم : مش بردو اخواتى هم اخواتك يا نعمان ؟
ابتلع غصة أحكمت عليه ليومأ برأسه : ايوة يا اسماء ..طبعا
وغادر حاملا الصغير لتتوجه إلى حيث شقيقتيها لتتساءل وفاء : قومتى ليه بس ؟ روحى اقعدى جمب عادل
ابتسمت لها : عادل راح مع خاله نعمان .هيتمشوا شوية .
ابتسمت اشواق بطيبة : ليه بس تتعبيه ؟ زمانه راجع من شغله تعبان ..إحنا بعد كدة هنيجى الصبح ونعمان فى شغله
بادلتها بسمتها : ده عادل اول فرحتنا وبعدين انتو تيجو فى اى وقت ده بيت اخوكم واختكم .
وتوجهت لغرفة النوم ، لقد أصابت شقيقتها لا تزال رغم تقدمها بالعمر شديدة البراءة ، أما نعمان فهى ستتكفل بأمره ، تعلم أنه رجل صالح ، ربما زل أو استهواه شيطان نفسه لكن لا بأس ستتضح الصورة أكثر قريبا .
إن أراد محاربة شيطانه وغفلته ستكون له خير معين وإن أصر على التمادى ستكون له خير رادع .هو زوجها وهى كفيلة به .
*****
يتجول نعمان فى القرية حاملا الصغير الذي عاد للنوم ، ترى هل رأت نظراته لأختها !!!
هل تتشكك به !!!
اشواق جميلة للغاية ..لكنها اخت زوجته ايضا .
كيف غلبه شيطانه لهذه الدرجة !!!!
لا لن يعود لتلك الأفكار مرة أخرى ..لقد وصله تحذير اسماء .. هى تعلم فيم يفكر .. هى أسماء زوجته التي تحاول ردعه عن ظلم نفسه .
وهل هناك ظلم أكثر من ذلك !!!
تنهد وهو يقفل عائدا للمنزل .زوجته ،ابنه المنتظر وحياته معهما تستحق أن يترك كل لذة محرمة لوجه الله . سيتعلق برضا الله ولن يخذله .
دخل للمنزل ليتوجه من فوره لغرفة النوم حيث هى .
نظرت له بتساؤل ليقول : عادل نام وخوفت عليه من هوا الشارع .
اومأت بصمت ليتساءل : عملتى شاى ولا حاجة لاخواتك ؟
نكست رأسها : مش راضيين .
يبدو أنه مصر على التمادى وإلا ما عاد للمنزل بتلك السرعة .
وضع الصغير بالفراش وتمدد بجواره : طيب هنام ساعة وصحينى ونبقى نمسك فيهم على العشا .
نهضت عن الفراش ليتساءل : رايحة فين؟
لم تنظر له وهى تتابع تقدمها : خارجة علشان تعرف تنام .
لحق بها قبل أن تخرج : لا يا اسماء خليكى قاعدة جمبى ماتسبنيش لوحدى
ابتسمت براحة وهى تعود للفراش.يبدو أنه يصارع شيطانه ويطلب دعمها .وهى لن تتركه لشيطان نفسه . جلست بطرف وبسطت ساقيها أمامها بينما تمدد على الطرف الاخر ليغفو فى دقائق .
******
تدخل فطيمة للمنزل بصحبة والدها الذي قال : كدة المحامى هيرفع القضية بكرة زى ما فهمنا ..بس أنا قلقان من شغلكم مع بعض ممكن يحاول يأذيكى أو يتعرض لك .
جلست بجواره لتقول : ماتخافش يا بابا أنا قدمت النهاردة طلب نقل من الإدارة خالص .
******
مرت ثلاثة أشهر بدأت اشواق مشروعها وأخذت بنصيحة شقيقتها هناء وأسست مجموعة للبيع عبر مواقع التواصل بالإضافة إلى المتاجر التى اتفقت معهم لترويج منتجاتها .
وضعت اسماء مولودها واسماه نعمان حمدى .
حكمت المحكمة لصالح فطيمة واقامت بصحبة والدها كما قبل طلبها بالنقل من الإدارة ، أصبح الوضع أسوأ مع وليد الذي اهمل ابنته تماما بل ويبحث عن زوجة أخرى ظنا منه أن ذلك قد يشعر فطيمة بالغيرة فتقبل به زوجا مرة أخرى بعد أن فشلت مساعيه السلمية نادما على رفضه التفاوض سابقا .
انتظمت وفاء بالعمل مع اشواق فى مشروعها وخصصت لها راتب كباقى العاملين ، لم يكن مرعى وبدور يظنان أن وفاء قد تبرع بعمل خاصة بعد اخفاقها فى التعليم ، لقد حصلت الاعدادية بالكاد .
تمنت اشواق أن يعمل والديها معها لكنهما رفضا ذلك وفضلا الاستمرار في أعمال الحقل التى يجيدانها .أو تملك منهما الخوف كالعادة فرفضا ما يمكن أن يخطو بحياتهم للأمام فقط استسلاما لبعض المخاوف والظنون .
طلبت احداهن عبر مجموعة البيع الإلكترونية شراء الفطائر والمعجنات التى يتميز بها الريف فعرضت اشواق الأمر على والدتها فرفضته ايضا .لا تفهم اشواق إصرارهما على هذه الحياة التى تحمل المشقة وبعض من الإذلال ، لما يرفضان فرصة أفضل لحياة أفضل ؟؟
هل تمكن منهما العجز لهذه الدرجة!!!!!
قررت أن تعرض الأمر على أسماء ونعمان فقد يكونا أكثر وعيا ويقتنصا فرصة قد لا تعود .
وصلت لبيت اسماء تحمل صغيرها ذو السبعة أشهر ليستقبلها نعمان وقد عاد له رشده ،وعاد يراها اخت زوجته التى عليه رعايتها :اهلا يا ام عادل خطوة عزيزة
ابتسمت بإشراق : يعز مقدارك يا ابو حمدى
توجه للغرفة لتخرج لها اسماء مرحبة : اهلا يا اشواق يادى النور .
ضمتها اشواق بود بينما عاد نعمان لغرفته : منور بيكم يا اسماء
جلستا تتبادلان أطراف الحديث عن الأطفال فى المقام الأول ثم عن عمل اشواق لتطلب اشواق وجود نعمان لتتحدث معهما بأمر هام .
تعجبت اسماء لكن طلبت من زوجها الخروج .جلس ثلاثتهم ليتساءل نعمان : خير يا ام عادل عاوزانى فى إيه ؟
اشواق : صراحة عاوزة اسماء بس لازم تكون موجود
تبادل وزوجته نظرات متسائلة ليعودا لها فتقول : أنا ببيع منتجات المعمل زى ما انتو عارفين فى المركز فى كذا محل بياخد منى بس بيفضل بضاعة .عملت مجموعة على الفيس وببيع عليها .امبارح جالى طلب واحدة عاوزة فطير وقرص بما اننا بنشتغل فى المنتجات الفلاحى .. فأنا جاية يا اسماء اعرض عليك تاخدى الشغلانة دى ونعمل يوم فى الأسبوع للعيش والفطير واى مخبوزات وتاخدى الربح ليكى . ها قولتوا إيه؟
تبسم وجه اسماء وهى تنظر لزوجها ، يمكن لهذا العمل أن يساعد في أعباء الحياة التى تزداد بعد مولد صغيرهما حمدى ، يعمل نعمان بكد واجتهاد لكنه عاجز عن اللحاق بجنون ارتفاع الأسعار .
تساءلت اسماء : إيه رأيك يا نعمان ؟
صمت نعمان لحظة هو أيضا يعلم أهمية هذه الفرصة ، لكنه لن يرغم زوجته على العمل فقال بهدوء : انت حرة يا اسماء . انت اللى هتشتغلى وهتتعبى إذا شايفة نفسك تقدرى أنا موافق .
تهلل وجه اسماء : اقدر إن شاء الله أنا لهلوبة فى الخبيز
عادت الحيرة لملامحها : بس حمدى صغير واخاف عليه من صهد الفرن .
كانت اشواق تنوى عرض رعاية حمدى أثناء عمل اسماء لكن نعمان أسرع يقول : خلى شغلك يوم السبت ابقى أنا إجازة وارعى حمدى
عاد الاشراق لوجه اسماء يصاحبه إشراق وجه اشواق ايضا لتقول بحماس : خلاص هعلن إن يوم التسليم هيبقى السبت من كل أسبوع واخر معاد للحجز الجمعة علشان تجهزى الحاجة
ثم نظرت ل نعمان وقالت : كدة فى شغلانة كمان اذا تقدر يا نعمان عليها يبقى خير وبركة .
نظر لها نعمان بتساؤل لتعرض عليه التوجه للمركز كل سبت وتسليم المخبوزات مقابل عشرة جنيهات لكل طلب ، صمت لحظة لا بأس من خوض التجربة فقد تفيده أيضا حقا العشر جنيهات ليس مبلغ كبير لكنه سيفيد مؤكدا مع زيادة الطلبات .
عادت اشواق وهى تشعر براحة كبيرة فبهذه الطريقة يزيد دخل شقيقتها وزوجها بفارق يمكنهما من تحمل أعباء الحياة بلا صعوبات كبيرة .
****
اليوم على اشواق أن تمر على المتاجر التى تتعامل معها لتحصيل ثمن ما قدمته من بضائع خلال أسبوعين .
تركت صغيرها برعاية امها وتوجهت للمركز مرت بمتجرين ثم توجهت للثالث ويسير الأمر على ما يرام .
دخلت للمتجر لتجد صاحبه الاربعينى ينتظرها وحده وما إن دخلت حتى أسرع إليها : اهلا يا ست اشواق .اتفضلى ارتاحى .
جلست اشواق بحسن نية وهى تقول : اهلا بيك يا معلم أنا جاية اخد فلوس البضاعة اللى سحبتوها الاسبوعين اللى فاتو زى ما قلت لك فى التليفون .
توجه للباب ليجذبه للاسفل فينغلق لمنتصفه لتتعجب اشواق : انت بتقفل ليه يا معلم ؟
ابتسم بخبث : علشان نتحاسب محدش يقاطعنا .
لم يعد لمقعده خلف المكتب بل جلس أمامها لا يفصل ساقيه عن ساقيها سوى سنتيمترات معدودة ، انكمشت على نفسها بخجل وهى تفتح الملف الذى تحمله لتخرج قائمة البضائع : اتفضل يا معلم دى البضاعة اللى طلبتوها وراجع بردو دفاترك .
نهض مدعيا إحضار الدفتر من خلفها ليقترب منها فتشهق بفزع لكنه لم يمهلها ووضع كفه فوق فمها لتزداد فزعا .
نظر لها نظرات تعرفها جيدا ، إنها نفس النظرات التى كان كامل يرمقها بها ، أسقطت ما بيدها لتحاول نزع كفه عنها ليقول : هشششش . خلينا نتفق احسن . أنا مابحبش العنف .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تومئ بالموافقة ليرفع كفه عن فمها ليتحسس وجنتها فتزداد انكماشا على نفسها وهو يقول: كنت عارف انك عاقلة ومش هتتعبينى .
استجمعت شجاعتها فهو لم يبتعد عنها بعد : انت عاوز منى إيه ؟
ابتسم بخبث وهو يقول بوقاحة سافرة : عاوزك ..هنفذ لك كل طلباتك .
دفتعه بأصابع مرتعشة للخلف : طب ابعد شوية .
جلس أمامها ليقول بنفس الوقاحة : أنا راجل متجوز . وانت أرملة وبتيجى لى المحل قدام الناس كلها محدش هيشك فينا ابدا
اقترب بجذعه العلوى : أنا هحقق كل احلامك .
زاغت عينيها فزعا ؛ كيف تهرب من هذا الوقح الذى احكم لها فخا لينهش عرضها لمجرد أنها أرملة ، هل أرملة تعنى الوقوع في الخطيئة !!؟
هل أرملة تعنى سيئة الخلق !!؟
هل أرملة تعطى لهذا وغيره الحق في مراودتها بهذه الوقاحة !!؟
لم يمهلها الكثير من الوقت ، بدأ يمسح فوق صدره بوقاحة لتنحنى تجمع متعلقاتها التى اسقطتها وهى تحاول المراوغة : هفكر وارد عليك .
لكنه قرر مسبقا الحصول عليها.انتفض واقفا ليقول بحزم : مش هتخرجى من هنا إلا أما نتفق وابرد نارى .
تلفتت حولها بإضطراب، بينها وبين باب المتجر بضع خطوات فقط ، لكنه يقف أمامها ولن يمكنها تجاوزه مهما راوغت .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا