مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر
حاول اكرم امتصاص جو التوتر والفزع الذى ساد وسيطر على والدته ليقول : مصيبة ايه بس يا ماما ؟؟ ده جواز وفرح .نظرت له بحدة وغضب : لا مصيبة ..ومصيبة سودة كمان .
عادت ل أسعد : إيه اللى يخليك تجوز أرملة ؟؟ قلة بنات ؟؟
حاول أن يتمسك بهدوءه : يا امى أنا اخترتها .
خديجة : وانا مايلزمنيش الكلام ده. يا بنت بنوت يا تخليك قاعد جمبى احسن . لا وكمان معاها عيل . يعنى هتربى ابن غيرك .
نهض أسعد منهيا الحوار الذى يأخذ اتجاها لن يكون محمودا ليغادر المنزل. تنهد اكرم بحزن : ليه كدة يا امى ؟ أسعد طول عمره شايل همنا ويوم ما يفكر فى نفسه لأول مرة تعملى كدة !!!
صرخت خديجة : واد يا اكرم ماتجننيش
اكرم بإصرار : طب شوفيها حتى ..
ضغطت على اسنانها بغيظ: اكررررم .
لينهض هو أيضا مغادرا المنزل .
*****
غادرت فطيمة إلى مكتبها صاحبة ابنتها لايصالها للحضانة ، أوقف عهدى سيارته أمام المنزل ، لم يعد بحاجة لمراقبة خطواتها . فقد تأكد بنفسه أن وليد لن يحاول التعرض لها بعدما اوشى بدناءته لزوجته الثانية والتى كانت لحسن الحظ او ربما لسوء حظ وليد من ذلك النوع المتملك والذى لا يتنازل بسهولة عن شئ يخصه . وقد اعتبرت وليد ملكية لها وستحرص على الاحتفاظ به وإن كان مرغما على ذلك .
أما بسام فقد أراد الانتقام لكن معلومة صغيرة وصلت لعمه وحماه أدت لأزمة عائلية كادت أن تطيح به لذا لم يعد مهتما حاليا سوى بتحسين صورته . خاصة أن بإمكانه الحصول على دمية أخرى لتفريغ كبته من غرور زوجته ، هو يحب الحصول على الدمى المطيعة التى تراه مركز الكون ويسعدها الدوران بمداره الخاص .
انتهت مهمة عهدى لحمايتها ، تلك المهمة التى اوكلها لنفسه منذ رآها ذلك اليوم ورأى الخوف بعينيها محتلا قلبها الصغير .
لم يكن يتخيل أن هناك امرأة قد تنفصل عن زوجها لظلمه أخرى ، لكن بعدما تأكد بنفسه من سبب الطلاق من أحد أصدقاء وليد حتى أصبح يتمناها لنفسه .
وهل يتمنى الرجل لنفسه أكثر من امرأة تعينه على نفسه !!!
رآها تغادر فترجل عن سيارته متجها لشقة والدها .
******
أراد الحصول على قسط من الراحة بعد مغادرة ابنته لكن زائر ما يأبى ذلك .توجه للباب ليقابله وجه عهدى المبتسم : اتمنى تكون فاكرنى يا استاذ رشدى .
ابتسم رشدى رغم هواجسه : طبعا يا ابنى فاكرك .اتفضل .
يشعر رشدى ببعض الراحة فالزائر يبدو لم يأته بصفة رسمية . هو لا يرتدى ملابسه العسكرية .
تقدمه رشدى للداخل حتى جلسا ليرحب به : اهلا يا ابنى .تحب تشرب إيه؟
عهدى : متشكر جدا أنا جاى فى موضوع مهم حبيت اعرضه على حضرتك
رشدى : موضوع يخص فطيمة بنتى ؟؟
استشف عهدى قلقه ليقول : هو يخصها بس مالوش علاقة بالماضى .
صمت رشدى ليتابع : حضرتك أنا جاى النهاردة اطلب منك ايد مدام فطيمة .
ظهرت الصدمة على ملامح رشدى اتبعها ابتسامة راحة : فطيمة !! عاوز تتجوز فطيمة !!!
عهدى : ويكون ليا الشرف طبعا اذا وافقت .
بدأ رشدى يتحدث معه براحة أكبر بعد التعرف على مهمته سبب الزيارة .حدثه عهدى عن نفسه ، هو وحيد لثلاث شقيقات تزوجن جميعا ، والده لواء متقاعد ووالدته موظفة بوزارة الصحة وتقيم اسرته كاملة بالعاصمة والدته ايضا توشك أن تتقاعد ، اخبره انه يريد موافقته على المبدأ ليتحدث لوالديه بامر الخطبة .
سيطرت خيبة الأمل على قلب رشدى حين تأكد أن عهدى لم يخبر والديه عن فطيمة وظروفها بعد .
هو حلم لن يتحقق اذا .
لكم تمنى أن تحصل ابنته على زوج يتق الله فيها ويعوضها عن افعال وليد الذى صدمها بحقيقته .
تنهد قائلا : والله يا بنى المبدأ نفسه مفيش اعتراض عليه ، وانت كشخص طبعا مفيش اعتراض عليك ، لكن افتكر تتكلم مع اهلك الأول .
صمت لحظة : ولازم يجو معاك ، من غير موافقتهم ..آسف مش هقدر اقبلك .
هز عهدى رأسه بتفهم وهو ينهض ليغادر على وعد بزيارة اخرى يرى رشدى انها لن تكون مطلقا ، شاب گ عهدى فتى وحيد لابويه لن يقبلا بفكرة زواجه من مطلقة . هذا هو المجتمع الذى حكم على ابنته أن تعيش وتواجهه.
___________
لأول مرة يكره عهدى عمله الذى ابعده عن والديه هذا اليوم ، كم تمنى لقاءهما ، حسنا يمكنه تدبر الامر كما يجب أن يشكر الله على عمله فلولا عمله ما تعرف على فطيمة مطلقا .
اجازة ليوم واحد كان كل ما يحتاجه ليتوجه فورا لرؤية والديه .
****
هاتفت اشواق فطيمة وطلبت رؤيتها لتوافق فطيمة على ذلك .حملت اشواق صغيرها وتوجهت للمركز حيث ستقابل فطيمة التى هاتفت والدها واخبرته عن لقاءها المرتقب هى وصغيرتها كذلك .
وصلت اشواق للمكان المتفق عليه لتجد فطيمة بإنتظارها ، تقدمت منها مسرعة لتقف فطيمة تستقبلها بود .
جلستا وحملت فطيمة عادل سعيدة برؤيته . اطالت النظر لوجه اشواق لتتساءل : مالك يا اشواق ؟
تنهدت بحزن : خلاص يا فطيمة مش مستحملة عمايل الناس ، الكل طمعان فيا . الكل فاكر أنى ممكن ابيع نفسى .
سيطرت علامات الحزن على فطيمة وهى تتذكر حالها : هنعمل ايه يا اشواق !! هم الناس تفكيرهم كدة ومش هيتغير . بيشوفوا الست الارملة والمطلقة ست مش كويسة والكل بيبيع ويشترى فى عرضها .
اشواق : الناس بقت وحشة اوى .. القريب اوحش من الغريب .
ربتت فطيمة على كفها بحنان : حصل ايه ؟ احكى لى .
بدأت اشواق تقص على فطيمة ما حدث معها لتقول بالنهاية : الكل فاكرنى رخيصة علشان اتجوزت راجل اكبر من ابويا ..محدش سأل نفسه ليه البنت تعمل كدة ؟ محدش بيفكر انها بتبقى مضطرة .ولا حد بيتخيل استحملت قد ايه !!!
فطيمة وقد اصاب حديث اشواق احزانها : انت فاكرة إن الناس بتفكر فيكى كدة علشان اتجوزت راجل كبير !!؟ لا يا اشواق .. ما انا قدامك اهو ...
وبدأت تقص عليها ما حدث معها لتزداد اشواق تعجبا .. فطيمة !!
تنهدت اخيرا : يا اشواق احنا زى الفريسة السهلة وسط غابة وحوش جعانة ومفترسة . محدش هيرحمنا ولا هيفكر فى ظروفنا .
صمتت لحظة لتبتسم : الحمدلله إن بابا واقف جمبى وبيدعمنى . تصدقى إن ناس كتير قرايبنا قطعوا صلتهم بينا بعد طلاقى .
تزايدت هموم اشواق ، فوالدها ليس كوالد رفيقتها ، بل هو متخاذل دائما ، لولا تخاذله هذا لكانت الامور على ما يرام . هو يظن انه ضعيف لفقره . لكنه بالواقع ضعيف بنفسه الواهية . الفقر ليس ضعفا . الضعف أن نظن أن الفقر يضعفنا .
شعرت اشواق بالراحة بعد التحدث مع فطيمة . ما كن شقيقاتها يتفهمن هذا . وما كانت لتتمكن من الحديث اليهن فيه .
توجهتا بعد ذلك لصحبة هالة التى سعدت كثيرا برؤيا عادل . صحبتا الطفلين لأحد الحدائق العامة .
جلستا تراقبان الصغيرين وهالة تمسك كف عادل الذى يحاول مجاراة خطواتها السريعة ، وكلما سقطت تضحك عليه ثم تعاونه للنهوض ليعيدا الكرة مرة بعد مرة .
_________
عادت اشواق إلى قريتها تشعر بالهدوء ، لقد هونت فطيمة عنها ما كانت تعانيه ، ستجاهد ولن تستسلم . إن كان المجتمع يراها خطيئة ستسعى للغفران . ليس لاجل المجتمع ؛ فكل من فيه لا يعنيها بشئ ، بل لأجل صغيرها . يجب أن يعلم الجميع ان الأرملة ليست امرأة مسيئة ، ليست امرأة رخيصة . ليست غرضا استهلك ويمكن أن يتداوله الجميع .
نظرت لصغيرها بحب . حين يكبر سيكون فخورا بها ..
****
دخلت فطيمة لتجد والدها شاردا ، اقتربت وجلست جواره بهدوء : مالك يا بابا ؟
انتبه لوجودها : ابدا يا بنتى
نفض عنه أفكاره : اوعوا تكونوا اتغديتوا ونستونى !!
فطيمة : لا طبعا مانقدرش ننساك .هغير واجهز الغدا .
اقبلت هالة بعد أن بدلت ملابسها مسرعة لتتحدث بحماس عن عادل وسقطاته التى لا تنتهى . تضحك ببراءة وتصف لجدها يومها بسعادة .
نظر لها رشدى بحزن ، ترى هل يمكن لابنته أن تتزوج وتبدأ حياة جديدة !!
وإن فعلت ، هل سيتقبل زوجها هالة برحابة !!!
وإن فعل ، هل ستتقبل الصغيرة رجل غير والدها !!!
تنهد بحزن ليفوض امره لله فهو اعلم أن ابنته تستحق كل الخير .
_________
وصل عهدى للعاصمة ليتوجه فورا لرؤية والديه. دخل بهدوء ليجد والده يجلس فوق كرسيه الهزاز يقرأ بصمت ، تلفت حوله متعجبا أين والدته ؟!
حمحم ليرفع والده رأسه وينظر له : اهلا سيادة الرائد .
اقبل عليه عهدى : واحشنى يا سيادة اللواء .
ضحك عمران بسعادة وهو يستقبله بين ذراعيه ليتساءل بخفوت : الحكومة فين ؟
عاد عمران لمقعده : عند اختك سهام
هز راسه بتفهم وهو يجلس امام والده : كويس لأنى عاوزك فى موضوع مهم . والبركة فيك بقا تقنع الحكومة .
انتبه عمران ووضع كتابه جانبا ليقول عهدى : بابا انا قررت اتجوز .
رفع عمران حاجبيه بدهشه : اخيرا !! ومين بقا العروسة اللى عاوزنى اقنع بثينة بيها ؟
دق قلب عهدى بقوة وهو يقول : فطيمة .. اسمها فطيمة رشدى .
هز عمران رأسه وهو ينظر له بحدة : وايه تانى ؟؟
لم يبد على عهدى التردد لحظة واحدة بل نظر لوالده بثقة وهو يقول بهدوء : هى مطلقة وعندها بنت . بس انا بحبها وقابل ظروفها . مش بس كده لا ده انا اللى بتمنى انها ترضى بيا .
زادت دهشة عمران : للدرجة دى !!!!
ظل ينظر لولده بحدة دون أن يبدو عليه الارتباك او القلق ، بل ثقة مطلقة تنم عن مشاعر قوية وثقة اقوى بتلك الفطيمة .
ساد الصمت لفترة ليست قصيرة ليتساءل عمران : هتستحمل انها كانت لغيرك ؟ هتستحمل بنت من راجل تانى تفكرك بيه كل ما تبص فى وشها ؟
عهدى : الموضوع نفسه مش مهم بالنسبة ليا اتجوزت واحد طلع مش راجل وسابته مايعبهاش فى اى حاجة . بنتها حته منها وانا بحبها من قبل ما اعرفها لمجرد انها بنتها .
عمران : بس انت ماسبقلكش الجواز . مش شايف انك بتظلم نفسك انك تبتدى حياتك مع مطلقة ؟
عهدى : انا لو شايف كدة ماكنتش فكرت فيها من البداية . وبعدين ليه ما تقولش انى كنت مستنى واحدة زيها علشان افكر في الجواز ؟ يا بابا انا ايه اخرنى فى الجواز رغم مفيش حاجة تمنع أنى اتجوز غير أنى ماكنتش شايف ست تخليني اتمناها .
صمت لحظة ليتابع : يا بابا انا بتمنى فطيمة
ظل عهدى يتحدث إلى والده بكل تعقل وهدوء ، تأكد عمران أن عهدى قد حزم امره بشكل جيد.
منذ سنوات ترجوه والدته ليتخذ تلك الخطوة ، وكم قابل رجاءها بالرفض !
ظلا يتحدثان واخبره عهدى بكل ما يعرفه عن فطيمة حتى وصلت بثينة التى سعدت لرؤية ابنها وجارت حديثه المرح . هى تعلم أن وقت اجازته لم يحن بعد . اذا هناك سببا قويا لتلك الزيارة السريعة ، ولان عهدى لم يخبرها به فمن المؤكد أن عمران سيفعل .
اخيرا اختلت بزواجها لتسأله بمجرد أن استقر جالسا : ها يا عمران قول بقا !
نظر لها مدعيا البراءة : اقول ايه يا بثينة ؟
نظرت له بغضب وحدة : قول عهدى جاى اجازة يوم وراجع ليه ؟ يارب يكون اللى فى بالى .
عمران : وايه بقا اللى فى بالك ؟؟
اتكأت على ركبتيها بتحفز : عمرااان
ضحك عمران : ايوة يا ستى اخيرا عاوز يتجوز .
تهلل وجه بثينة وهى تتمسك بذراعى زوجها بسعادة : بجد يا عمران ؟ مين العروسة ؟ بنت مين حد اعرفه ؟ من هنا ولا من البلد اللى شعله فيها ؟ عندها كام سنة ؟ ما تتكلم يا عمران
عمران : بالراحة بس هو انت مديانى فرصة اتكلم !!
صمت لحظة ليتابع: مش من هنا وماتعرفيهاش .. اسمها فطيمة رشدى ..معرفش عندها كام سنة .ابقى اسألى ابنك .. بس
قاطعته بثينة : بس !! بس ايه يا عمران؟؟
عمران وهو يدقق النظر لملامحها : هى مش بنت
ظهرت الصدمة على وجه بثينة : مش بنت ازاى !!
عمران دون أن يحيد بعينيه عنها : هى مطلقة وعندها بنت ..ثيب يعنى
لتردد بثينة وقد احتل الفزع ملامحها : مطلقة !!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا