مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث والعشرون
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث والعشرون
كان عهدى بصحبة والديه بمنزل فطيمة حين دق هاتفه . نظر للشاشة بتعجب واجاب ليأتيه صوت زميله احمد : معلش يا باشا عارف انك راحة بس فى حاجة ضرورى .عهدى : خير يا احمد
احمد : وليد كامل .
تحرك عهدى مبتعدا عن الجميع متسائلا : ماله ؟
احمد : عندى فى القسم متهم في قضية تعدى . مراته اللى مقدمة البلاغ .
توتر عهدى للحظة ثم قال : طيب يا احمد اخرهم شوية . ساعة كدة واكون عندك .
_____________
انطلقت السيارة عائدة نحو القرية ونعمان يراقب اشواق عبر المرآة الجانبية . كانت شاردة تماما طيلة الطريق ، لكنه لم يتحدث بأمر اسعد وفضل الانتظار .
وصلت السيارة للمعمل لتجاهد اشواق لإستكمال اليوم بتركيز ، اخيرا انتهت من أجور العاملين وانهت تسجيل الدفاتر لتنطلق للمنزل لكن لم تكن تعلم أن نعمان قد سبقها إلى هناك
***
وصل نعمان لمنزل مرعى ليجد الجميع بإنتظاره وتعجب لوجود وفاء أيضا : وفاء ماروحتيش الشغل خالص ؟
وفاء : ماقدرتش سهرنا كتير امبارح
هو رأسه بتفهم وهو ينظر ل مرعى : عمى عاوزك فى موضوع
مرعى : خير يابنى
حمحم نعمان : فى واحد عاوز يتقدم ل اشواق
تهللت أوجه الفتيات بينما اكفهر وجه مرعى : واحد مين ؟ من البلد ؟
نعمان : لا من المركز
بدور : تانى المركز . وده شافها ولا عرفها فين ؟
نعمان : هو بيشتغل في المحل اللى بتورد له ام عادل
ليزداد تجهم مرعى : على كدة هى كمان تعرفه .
لتقاطع وفاء حديثهم : اوعى تقول اسعد !!!
قالتها بحماس غير مقصود لينظر لها والدها بحدة : وانت تعرفيه منين ؟
لتجيب اسماء : مش ده اللي جاب الحاجة ل عادل يا وفاء ؟
وفاء : هو بعينه
لينظر مرعى للفتاتين : والله عال كلكم طلعتوا عارفينه اهو .
نظر نعمان أرضا بينما قالت بدور : اشواق مالهاش مرواح المركز تانى يا مرعى .
مرعى : مش عاوزة كلام . الناس هتاكل وشنا .
صمتت الفتيات خوفا مما آلت إليه الأمور بينما عاد نعمان يتحدث ويؤكد ل مرعى أنه لا يفارق اشواق فى زيارتها لتحصيل ثمن بضائعها لكن مرعى اغلق عقله تماما ورفض الاقتناع .
___________
وصل عهدى للقسم ليجد وليد يقف وتجلس سيدة عشرينية بجانب رجل نظرته غير مريحة بالمرة . رأس السيدة محاط برباط طبى ويبدو جيدا أنها تتصنع الالم .
انقبض قلب وليد لرؤية عهدى وتأكد أنه هالك لا محالة بينما نظر له بإستخفاف وهو يستقر جالسا خلف المكتب وينتقل احمد بجواره .
نظر عهدى فى التقرير المرفق بالبلاغ لينظر بعدها ل لبنى : الف سلامة يا مدام .
نظرت له وهى تتأوه : الله يسلمك .
طلب منها أن تقص عليه ما حدث لتخبره أن زوجها المدعو وليد كامل أثناء مشادة كلامية بينهما ليلة أمس تعدى عليها بالضرب المبرح تم نقلها على أثره إلى المشفى لتلقى العلاج والذى أقر الطبيب أنه سيحتاج شهرا كاملا .
أومأ عهدى مظهرا تفهمه ليتساءل : ممكن حضرتك تحددى معاد الواقعة ؟
عادت تتأوه : مش عارفة كانت اتناشر باين .
ابتسم عهدى : بس فى شاهد إن زوج حضرتك كان قدام نادى الشرطة من عشرة مساءا لحد واحدة ونص يبقى اعتدى عليكى الساعة اتناشر ازاى ؟
زاغت نظرات لبنى : لا أنا مش متأكدة من الساعة يبقى بعد كدة
عهدى : بس التقرير اللى حضرتك جيباه بيقول إنك دخلتى الطوارئ منتصف الليل .
نظرت لبنى لوالدها الذى تدخل فورا : يا حضرة الضابط قدامك واقعة تكتب المحضر زى ما بيقول الأطراف والتحقيق من تخصص النيابة .
استرخى عهدى وهو يشير له ليصمت ويقول : طب نساعد بعض واقولكم السيناريو الاصلى .
أشار ل وليد : الاستاذ اختلف مع المدام لسبب هم بس عارفينه ، حبت تنتقم منه وتجبره ينفذ طلباتها راحت المستشفى أو ما راحتش كتير بيعملوا التقرير ده بخمسين جنية مش شغلانة .
ظهر الاضطراب على وجهيهما وهو يتابع : وجيتوا هنا تقدموا البلاغ اللى طبعا هتتنازلوا عنه لما ينفذ طلباتكم .
تنهد بضيق: مفيش داعى للمناهدة بقا والمحاضر واتفاهموا احسن
تحاول لبنى أن تدافع عن موقفها : لا هو ضربنى لما اتخانقت معاه لانه باع عفش الشقة
ليصيح وليد : أنا بعت العفش ولا انت سرقتيه وانا برة
بدل عهدى نظراته بينهما ليصمت كلاهما . أسند وجهه لكفيه بإرهاق واضح ثم رفعه ونظر ل لبنى : حضرتك مصممة تقدمى البلاغ ؟ الشاهد هينفى كلامك وممكن توصل لبلاغ كاذب .
نظرت لوالدها بحيرة لكنه قال : احنا في كل الأحوال هنرفع قضية تبديد منقولات يعنى كدة كدة هيتحبس بناقص البلاغ .
وهب واقفا : يلا يا لبنى .
نهضت فورا تتبع والدها للخارج بينما نظر لهما وليد بقهر . لقد علم الأن مذاق الظلم . وصل المحامى الذى هاتفه وليد فى وقت سابق ، وبحوار صغير مع عهدى نصحه بسرعة حل الخلاف .
نهض بتثاقل ليتساءل وليد : أنا اقدر اروح ؟
أشار عهدى بكفه نحو الخارج ، سار ببطء ليوقفه عهدى : استاذ وليد .
نظر له ليقول : ماحبش هالة تكبر تلاقيك مسجون .
لم يجد ما يجيب به ، فقد فكر في ابنته أكثر منه . حتى حين فكر في ضم حضانتها أرادها كيدا ل فطيمة وليس حبا في ابنته .
_________
وصلت اشواق للمنزل لتشعر بتعكر الأجواء . الكل متجهم الوجه . صمت يخيم عليهم عدا من صوت عادل وبراءته .
أشواق : مالكم يا جماعة ؟ خير !
نظر لها مرعى بحدة : تعرفى اللى اسمه اسعد ؟
تلعثمت اشواق لكن خجلا وليس خوفا من خطأ مسبق : ايوه بيشتغل عندالحج حماد
بدور : خلاص بقا يا اشواق .نفضها سيرة . بلا مشاريع احنا مش بتوع مشاريع . وكفياكى تنطيط هنا وهناك
أشواق بشئ من الحدة : ليه يعنى علشان ايه ؟؟ مش عاوزنى اتجوز مش هتجوز لكن مش هضيع مستقبل ابنى .
بدور : انت عارفة لو اتجوزتى الجدع ده الناس هتقول ايه ؟
اللى هيقول كانت تعرفه وجوزها عايش واللى هيقول رايحة جاية تشاغل فى الرجالة .
مرعى : واللى هيقول مرعى معرفش يربى بنته وطبعا الكلام عليكى هيطول اخواتك .
اسرع نعمان يتدخل بهدوء : ليه يعنى مجرد واحد واتقدم لها يا أتقبل يا اترفض .
بدور : بس الواحد ده لو من البلد كان ماشى لكن ده جاي لها من برة برة ومن مطرح ما كانت متجوزة يعنى الف من هيلسن عليها .
صمتت اشواق تستمع للجميع . أحقا هذا ما يقوله والديها !!!
إذا لا عيب على الغرباء إن تحدثوا عنها بسوء .
ماذا جنت لتحاكم بهذه القسوة ؟؟
بم اجرمت لتحرم من حقوقها مرة أخرى ؟؟
ماذا تفعل !!؟
أتخبر الجميع عن حقيقة كامل وعن زواجها البائس؟؟
لا لن تكشف ستر الميت مهما يحدث . وبطريقة تفكيرهم تلك لا ترجح أن أحدا سيصدق حقيقته تلك ، هى لن تشوه ذكراه . يجب ان ينشأ ابنها على ذكرى والده العطرة .ابنها هو كل مكاسبها من هذه الحياة . ولن تخسره مهما حدث . لن يصبح صورة عن أبيه أو أخيه .
يجب ان يظل بنقاءه ، ببراءته ، بقلبه الذى يخلو من الأحقاد .
تنهدت بضيق دون أن تتحدث وتحركت لتحمل صغيرها بصمت ، نظرت لوالديها لتقول : لو ده كلامكم وانتو اهلى الغرب يقولوا ايه ؟
وغادرت نحو الغرفة لتتبعها وفاء بينما انتظرت هناء حتى اختفت لتقول : ليه كدة ؟؟ اشواق معاها حق . جوازتها كانت لمصلحتنا كلنا قبل مصلحتها ودلوقتي عاوزين تحرموها تكمل حياتها مع راجل مناسب ليها علشان كلام الناس؟؟
نظرت لوالدها : عملوا لنا ايه الناس يا أبا وانت مش قادر تعلمنا ؟؟ عملوا لنا ايه وانت بترضى تجوز اشواق لراجل اكبر منك علشان مش هيطلب جهاز ؟ عملوا لها ايه لما ابنه بهدلها بعد ما مات وطردها بابنها على دراعها ؟؟ وانت عملت لها ايه ؟؟ ليه ماوقفتلوش وجبت حقها وحق ابنها ؟
صمتت لحظة لتتابع : خوفت يقولوا عليك طمعان فى ورثها !! زى ما خوفت وجوزتهاله علشان مش هتقدر تجهزها .
نظرت لامها وقالت : وانت يا أما .مش كنت عاملة مناحة قبل ما تجوز ومش راضية عن الجوازة . حتى لو كان احسن راجل فى الدنيا . خلاص الله يرحمه.. انت امها عاوزاها تدفن نفسها بالحيا وهى لسه واحد وعشرين سنة . ليه يا أما كده حرام عليكى دى بنتك بردو !!!
ولحقت هناء بشقيقتيها بعد أن أشعلت صدر والديها ندما . وهل يفيد الندم !؟ الصغيرة محقة فى كل ما قالت بل لقد تجاوزا ذلك .
لقد رفضا كلاهما دعمها حين بدأت عملها . ورفضت بدور حتى ذلك العمل الصغير الذى طلبته منها ، حقا هى سعيدة لأن هذا العمل ساعد نعمان وأسماء لكن لم يكن ذلك سببا لرفضها . لقد رفضت خوفا مما سيقوله الناس عنها .
ساد الصمت لفترة ليست بقصيرة وأسماء تربت فوق ظهر صغيرها برتابة رغم أنه غفا بالفعل .
حمحم نعمان فى محاولة لإصلاح ذلك الصدع ليتساءل : طيب يا عم مرعى مانخليه يجى وتشوفه .صراحة الراجل محترم واخلاق وإذا ماعجبكش يبقى يا دار مادخلك شر .
وافق مرعى على مضض تحت تأنيب ضميره أن يرى اسعد وقلبه فى الواقع يتمنى ألا يكون مناسبا فيرفضه ويتجنب ما سيقال عن ابنته .
___________
هاتفه نعمان ليخبره أن مرعى ينتظره مساء اليوم التالى .عاد للمنزل محملا بهمومه خوفا من رد فعل والدته تجاه هذا التطور ، كم يتمنى أن ترضى له السعادة التى يتمنى .
تعمد التبكير ليصل قبل خلودها للنوم . ما إن فتح الباب حتى تساءل اكرم : جاى بدرى على غير عادتك !!
نظر له بحدة ليصمت ويتجه ليجلس بجوارها بهدوء : ماما عاوزك فى موضوع .
لم تنتبه جيدا لمتابعتها التلفاز لكنه قال : عاوزك تيجى معايا بكرة أخطب اشواق .
نظرت له بغضب : تانى اشواق يا اسعد ؟ مش كنا خلصنا من الموال ده ؟
حافظ اسعد على هدوءه : لا ياماما أنا كنت مستنى اعرف رأيها واحدد معاد مع ابوها .
خديجة : طب والله عال . كنت بتستغفلنى يعنى وواخدنى على قد عقلى .
تدخل اكرم بهدوء : يا ماما اسعد ماقالش كدة . هو معملش حاجة ده حدد بس معاد تشوفيها .
هبت واقفة : وانا مش عاوزة اشوف وشها
لحق بها اسعد : يا ماما ارجوكى .شوفيها مرة واحدة .
خديجة بصراخ : أنا قولت لا يعنى لا .
ودخلت غرفتها لتصفع الباب دونه ، ألقى بثقل جسمه المنهك على الأريكة متنهدا بضيق ، لا فائدة من الحوار مع والدته . كان عقله واثق من هذا إلا أن قلبه كان يتمنى أن تتفهمه .
اقترب اكرم ليجلس بجواره : هتعمل ايه يا اسعد ؟
مسح وجهه بكفيه : العمل عمل ربنا .
اكرم : أنا جاى معاك طبعا ؟
ربت على ساقه بحنان : طبعا حبيبى ، بكرة اعدى على عمى يجى معانا .
اخفض اكرم صوته ليقول : بس لو ماما عرفت هتعملها حكاية تانية .
اسعد : طب اعمل ايه ؟ مش معقول ادخل على الناس مقطوع كدة .
***
فى الصباح التالى توجه اكرم لتفقد المتجر على أن يعود عصرا ليتوجه مع أخيه لمنزل والد اشواق بينما توجه اسعد إلى منزل عائلة والده .
مر بشقتهم القديمة لينظر للباب بحزن ، هنا ذكريات طفولته مع والده الراحل والتى حرمته أمه منها .
تابع الصعود لمنزل عمه فالأخير بالمعاش ويتواجد بمنزله اغلب الوقت .طرق الباب لتفتح له زوجة عمه فيتهلل وجهها لرؤيته وترحب به بحرارة .
جلس بين عمه جمال وزوجته بعد الترحيب . صمت قليلا ليتساءل جمال : مالك يا ابنى ؟
اسعد : أنا جاى يا عمى قاصدك فى موضوع مهم .
حصل على كامل اهتمامه ليقول : أنا عاوز أخطب وعاوزك تيجى معايا النهاردة لأهل العروسة .
تهلل وجه جمال بينما ربتت هنية على صدره بحنان ، لحظات وتجهم وجه جمال مرة أخرى متسائلا : وخديجة راضية انى اجى معاكم ؟
نكس وجهه بحزن : هى مش راضية عن الموضوع كله .
هنية : ليه يا ابنى ده يوم بتتمناه كل ام ؟
اسعد : علشان العروسة أرملة .
ساد الصمت وتبادل جمال وهنية النظرات ليتابع اسعد : وعندها ولد عمره سنين
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا