مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثالث
عادت بدور ل مرعى تجر أذيال الخيبة فى أمر ابنتها لتخبره بمرار موافقة اشواق على الزواج .تبكى وتخبره عدم موافقتها هى فهذا الزواج يعنى أحد أمرين إما حياة بائسة أو ترمل قريب وهى لا تتمنى لصغيرتها أى منهما . لكن مرعى حزم أمره بعد موافقة اشواق وقرر إبلاغ كامل الموافقة فقد منحته الصغيرة عذرا لقبول الزواج بضمير مسترح دون أن تدرك تبعيات ذلك على حياتها. أخذ يواسى زوجته بما يراه فى كامل من مميزات دون أن يتأكد هل يواسيها أم يواسى نفسه !! هو يخفى ضعفه خلف موافقة اشواق التى وضع بين يديها أمرا لا تفهمه لتتخذ فيه قرارا ستتحمله وحدها .سعدت الشقيقات بموافقة اشواق وهذا أسعد اشواق ايضا وتناست مخاوفها لبعض الوقت ، الزواج سعادة وهذا الخوف يقتل السعادة لذا حاولت بكل الطرق تنحية الخوف جانبا والشعور بالسعادة فقط .
*******
عزم كامل على سرعة المغادرة فهو لن يتحمل نظرات الشماتة بأعين ابن عمه وزوجته ، لكنه سيعود مرة أخرى ، لن يترك هذه الفتاة مهما كان الثمن .
لكن فى الصباح وأثناء توجه مرعى لعمله مر بمنزل سلام ليترك ل كامل خبرا بموافقته على الزواج ليغير هذا الخبر من كل خططه فورا ، الأمر لم يكن صعبا كما تخيل ، فقد أصبح قريبا من تلك الصغيرة ، بل هى قريبا ستكون له .
صدم سلام من موافقة مرعى على زواج ابنته من كامل وعد ذلك حماقة مؤكدة نظرا لفارق السن الكبير بينهما لكنه مرغم على إبداء سعادته وإن كانت زائفة .
توجه كامل فى المساء إلى منزل مرعى لكن بمفرده هذه المرة فليس صعبا عليه أن يرى رفض سلام لزواجه .و ما كان ليثنيه شئ عن رغبته تلك .
استقبلته الصغيرة هناء كما حدث بالأمس تماما وسرعان ما اقبل إليه مرعى .
أخبره كامل أنه سيعود للمركز ليعد شقته للزواج ويشترى شبكة ذهبية ل اشواق ويعود بعد اسبوع واحد ليأخذ زوجته .
فزع مرعى من هذا التسرع : وهنستعجل ليه بس ؟
كامل : ونأجل ليه ؟ أنا جاهز وهجيب لها كل اللى تحتاجه مفيش داعي للتأجيل .
نظر له مرعى وهو يشعر بالتخبط والحيرة ليتساءل كامل دون مراعاة لما يراه من تخبط مرعى : هى اشواق فين ؟
يجيب مرعى بتلقائية : فى الغيط مع امها .
احتقن وجه كامل ونظر له بغيظ : لا مفيش غيط بعد كدة .. من هنا ورايح تقعد في البيت وكلها اسبوع واجى اكتب الكتاب واخدها .
نظر له مرعى بتردد : مش كان واجب البت تنزل المركز تشوف الشقة ؟
ظهر عدم الرضا على وجه كامل : مالوش لازمة . ممكن تسأل أى حد من البلد عن شقتى . مفيش فى الكفر زيها .
عاد مرعى للتردد : بس كدة أمها ماتلحقش تعمل لها الكحك ولا تجهز لها خزين .
ابتسم كامل بلا اهتمام : أنا لا عاوز كحك ولا خزين . ولا أمها تعمل عشا ولا حاجة . أنا عندى كل حاجة والتلاجة مليانة اكل
ليتذكر مرعى أمر دراستها فالصغيرة لم تنه عامها الدراسى الاخير بعد ليقول فورا : بس البت فاضل لها سنة وتخلص الدبلوم .
صمت كامل هو لا ينتوى أن يتم تعليمها لكن لا بأس من بعض التنصل ، اتسعت ابتسامته بخبث وهو يقول: مش مشكلة تكملها بعد الجواز
وافق مرعى على مضض بزواج ابنته بعد اسبوع ف كامل محق مادام قبل به فلم التأجيل وهو يشعر الأن براحة ضميره فسيتكفل زوجها ايضا بعامها الدراسى الأخير ..ما كان يتمنى أكثر من ذلك.يمكنه إسكات صرخات الضمير والادعاء أن هذا الزواج سيكون سعيدا رغم كل شيء.
عادت بدور ليخبرهن مرعى بما حدث ويأمر ابنته بإلتزام المنزل هذا الأسبوع حتى يعود كامل .
******************
رغم رفض حسنية هذا الزواج تماما إلا أن العادات يجب أن تتبع فكان عليها التوجه لمنزل مرعى وابداء موافقتها وسعادتها ايضا لكن احتاج سلام للضغط عليها كثيرا لتقوم بهذه الخطوة .
سلام نفسه رافض لهذا الزواج لكن مادام مرعى وابنته قبلا به فلا حيلة له سوى اظهار سعادته ومباركة الزواج .
غادر كامل فى الصباح التالى فورا عائدا إلى المركز .
استأجر من قامت بتنظيف المنزل ، وقام بسحب المال لشراء شبكة ذهبية ل اشواق وبالفعل اشترى لها ثلاث اساور وسلسال ذهبى .
حقا بريق الذهب سيضيف لها جمالا . اشترى ايضا فستانا للزفاف وإن عزم على عدم إقامة حفل لكن يجب أن تشعر فتاته بالسعادة و الاهم من سعادتها يجب أن يرى الجميع كم هو زوج صالح.
*****************
منذ عادت اشواق من عملها بالحقل ذلك اليوم والأحداث تمر من حولها بسرعة مذهلة .
اخبرها أبيها برفض خطيبها لعملها بالحقل (( خطيبها )) كم كانت الكلمة غريبة على مسامعها !!!
غادر كامل القرية وأتت حسنية لزيارة منزلهم للمرة الأولى محملة بالهدايا الغالية للعروس الأجمل كما ظلت تردد طيلة زيارتها .
لم يكن عليها سوى اختيار بعض الملابس ، ولم يكن هذا بالأمر الصعب فقد استعانت أمها بأحدى النساء تعمل في بيع الملابس بنظام التقسيط ( دلالة ) لشراء ما يلزم ابنتها .
كان مرعى عائدا من عمله بالحقل ليجد الجميع يجلس بصمت ، سلم عليهن وجلس بهدوء : چرى إيه ! مالكم يا بنات .
هناء بحزن : امى مابطلتش عياط طول النهار .
نكس رأسه بحزن ، يعلم حزن بدور ورفضها للزواج لكن ما كان ليضيع على ابنته هذه الفرصة فى الحياة المريحة ليتمتم بحزن : يعنى مانسنترش البت علشان ترتاح بدور . فرحانة بقعدتكم حواليها .
خرجت بدور من الغرفة على صوت طرقات الباب بعينين منتفختين وقد ربطت رأسها دليل على إصابتها بصداع فتاك . همت وفاء لتفتح الباب لتوقفها بدور : استنى يا بت دى الدلالة أنا هفتح .
وبالفعل فتحت لتقابلها فهيمة تحمل حقيبة كبيرة وتبتسم بسعادة . ادخلتها بدور لحجرة الفتيات حيث تجلس اشواق لتقول فهيمة فورا : زينة العرايس بس تشاور . ده سى سلام موصينى عليها .
بدور : والحج سلام ماله ومال بتى ؟
فهيمة : الله مش العريس ابن عمه . ده حتى قالى شوار اشواق كله عليا . هى تختار وهو هيدفع .
ابتسمت اشواق بسعادة لتفتح فهيمة حقيبتها وتبدأ تعرض عليها محتوياتها وهى عازمة على اقناعها بشراء اكبر قدر ممكن من بضاعتها فهى بالنسبة لها صفقة رابحة .
لم تدخر فهيمة جهدا لتحصل اشواق على كل احتياجات عرسها من بضاعتها بينما تنظر بدور لتلك الملابس ويغث قلبها كمدا .
*****************
سرعان ما مر الاسبوع ليعود كامل للقرية . وصل منزل سلام لتقرر حسنية أن تنفث عن غيظها منه : الله انت جاى لوحدك ليه !! مش كنت جبت ابنك ومراته يفرحوا بيك .
قالتها بسخرية واضحة تريد أن تذكره أنه لا يليق بهذه الصغيرة التى سيسرق ربيع عمرها .
نظر لها سلام بحزم لترتدع عن ذلك لكنها لوت فمها بإمتعاض واضح وهى تتوجه لغرفتها تاركة سلام وابن عمه الذى يغلى قلبه حقدا عليها .
فى المساء صحب سلام كامل لمنزل مرعى ليقدم ل اشواق ما اشتراه لأجلها .
وجدا اجتماعا من النسوة أسعد كامل أن يقدم شبكته بحضورهن .
كانت تجلس وسط تجمع النساء اللائي حضرن للتهنئة بمجرد أن علمن بحضور كامل للقرية .
جلس سلام وكامل ببهو المنزل على مقاعد خشبية استأجرها مرعى خصيصا من مقهى القرية بينما تتجمع النساء فوق حصير متهالك .
أسرع مرعى يطلب من اشواق الاقتراب ليقف كامل منبهرا ، قربها منه يثلج قلبه فكيف إن ضمها لصدره !! الفكرة وحدها تثير جنونه.
وقفت مطرقة ليقول بهدوء : مبارك يا عروسة .
امسك كفها المرتعش بيد واثقة وبدأ يضع به شبكته الذهبية لتتسع أعين النساء ويطلقن الزغاريد ، فهذه الصغيرة هى اوفر بنات القرية حظا ، فشبكتها ثلاث اساور ذهبية وسلسال ايضا !!! يالها من محظوظة .
قدم لها الفستان وبعض الملابس التى اشتراها لأجلها . تقبلت منه الحقائب بخجل لتسرع اسماء تحمل عنها فيبدو أن اشواق تترنح .
جذبنها النسوة مرة أخرى وبدأن فى التصفيق والغناء بسعادة غامرة.
جلس كامل أمام مرعى ليقول : إحنا نكتب بكرة بقا واخد اشواق واروح .
مرعى : بكرة يا سى الاستاذ !!
كامل بحزم : أنا قايل لك قبل ما اسافر اسبوع وهاجى اخدها ولو ناقصها حاجة مش مهم هجيب لها من المركز .
سلام : مش ناقصها حاجة بس مرعى غرضه يفرح ببنته .
كامل : مايفرح حد مانعه ؟
مرعى بسعادة : يعنى هتعمل فرح وزفة ؟
كامل : لا طبعا فرح إيه وزفة إيه ؟ افرح فى بيتك زى ما انت عاوز لكن أنا معايا عربيتى وهنسافر علطول أنا وهى بس.
وشدد على نهاية كلماته ليصل ل مرعى فورا رغبته في إقصاءه عن حياة ابنته ورغم ذلك لم يبد اعتراض ، بل كان إتمام الزواج هو كل ما يسعى إليه.
سلام : طيب نجيب فراشة قدام الباب ساعة واحدة البنية تفرح .
تنهد كامل بغيظ من ابن عمه : أنا مش هقعد فى كوشة يا سلام .
ليسرع سلام : يا سيدى حد قالت اقعد ؟ البنية تقعد هى والحريم وانت اقعد مع الرچالة ساعة واحدة وخدها .
ليرضخ كامل أمام إصرار سلام الذى يشعر بحزن حقيقى لإتمام هذا الزواج يحاول أن يمنح اشواق اكبر قدر من السعادة .
*****************
سهرت اشواق وشقيقاتها لوقت متأخر وهن يحطن بها يتفحصن اساورها الذهبية بسعادة .فقط بنات كبار العائلات يحصلن على شبكة مشابهة لذا يشعرن بسعادة غامرة فيبدو أن اشواق ستحيا حياة مرفهة بالفعل . يكفى أنها تملك هذه المشغولات الذهبية القيمة .
مر الصباح سريعا ومنذ عصر اليوم التالى بدأ التجمع بمنزل مرعى فسيتم عقد القران بعد صلاة المغرب .
أقيم سرادق أمام المنزل وتزين بالاضواء الملونة تعبيرا عن الفرحة .
بعد صلاة المغرب وصل كامل يصحبه أبناء عمومته جميعا وقد جمعهم سلام لحضور الزواج . وصل مأذون القرية ليتم العقد في دقائق وتعلن النساء عنه بالزغاريد والاغانى .
تزينت اشواق وارتدت فستانها الأبيض ، لتغادرها السعادة وييسيطر عليها الخوف الذى لا تدرى سببه . ورغم ذلك لم تختف ابتسامتها طيلة اليوم لعل قلب بدور يهدأ وتصدق أنها سعيدة .
سمح كامل للنساء أن يحتفلن لساعة واحدة قبل أن ينهض معلنا انتهاء هذا الاحتفال القصير .
بكت بدور وتعلقت بابنتها لينتزعها كامل برفق من بين ذراعيها حيث السيارة التى سيقودها بنفسه لمنزلهما بالمركز رافضا بشكل قاطع أن يصحبهما أحد.
استقلت السيارة بالمقعد المجاور له لينظر لها بسعادة وفخر وينطلق الى وجهته
يدق قلبها بقوة وتزداد خوفا وكأنه يشعر أن هذا الطريق هو بداية رحلتها الصعبة
رحلة اشواق مع الأشواك ...
سرعان ما وصلا للمنزل ، المركز لا يبعد عن القرية كثيرا ، مسافة تقطعها السيارة فى عشرين دقيقة على أقصى تقدير .
ودقائق بعد وكانت السيارة تتوقف أمام بناية بأحد الشوارع لتعلم أن بيت زوجها هنا .
تطوع الحارس بحمل حقائب اشواق للأعلى فالشقة بالدور الثاني وليس الأمر بشاق بينما صعدت هى الدرج بصحبة كامل وهى ترتجف حرفيا .
غادر الحارس مسرعا لتظل معه بمفردها للمرة الأولى ، سمعت صوت الباب ينغلق لتشعر بالاختناق .
اقترب منها بخطوات وئيدة حتى توقف أمامها . مد كفه ليرفع وجهها إليه .
تقسم أشواق أنها لن تنسى هذه النظرة طيلة حياتها ، نظرة دبت الرعب بقلبها واسرت رعشة بأوصالها بينما يقول بهدوء يجعله مخيفا اكثر : مبارك يا عروسة
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا