مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثامن
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الثامن
دخل كامل من باب المنزل كثور هائج ،اتجه للشرفة ليجذبها للداخل دون أن يهتم من يرى ما يحدث .صرخت اشواق للمرة الأولى تستنجد بالجيران ،لكن خوفها على صغيرها فاق خوفها من كامل ،رغم أنها لم تتعرف إلى جيرانها حتى لكن من المؤكد أن هناك من سيحاول انقاذها من بطش زوجها.
لم يتوقف كامل عن صفعها وسبها بألفاظ مخجلة حتى علت طرقات الباب ،تأكدت اشواق أن القادم سينقذها منه لكن الغريب أن كامل لم يلتفت للطرقات ليرتعب قلبها وتدرك أنها هالكة اليوم .
بدأت الهمهمات تصله عبر الباب المغلق بينما بدأت صرخاتها هى تخبت وهذا ما أوقفه بالفعل .
سقطت أشواق أرضا ولم تتوقف طرقات الباب لكنه أصر على تجاهلها وصاح غاضبا : واحد ومراته سيبونا فى حالنا .
لياتيه صوت نسائى عبر الباب المغلق : واحد ومراته نسيبك تموتها ، يامفترى ربنا يهدك .
ينظر لها ويغالبه قلبه ليشفق عليها لكن تلك الأصوات تزيده تشتيتا
عاد يصيح : واحدة ناقصة رباية وجوزها بيربيها ليكم فيه ؟
ليعود نفس الصوت : وأما هى ناقصة رباية اتجوزتها ليه ؟ ولما اتجوزتها ولقيتها ناقصة رباية ماطلقتهاش ليه ؟ انت بتدارى خيبتك بالضرب يا راجل يا ناقص .
وهنا اندفع كامل نحو الباب بغضب ليرى صاحبة الصوت المتبجحة التى أصابت كبد الحقيقة ، فهو يخفى غيرته بالغضب ويخفى عجزه بالضرب هو مريض بتلك المسكينة التى يذيقها عذابه خوفا من انفلاتها من بين براثنه .
فتح الباب ولكن الطارقون لم يمهلوه ودفعوا الباب رغما عنه ليندفعوا للداخل .
شهقت النسوة شهقة جماعية ليتجهن إلى اشواق الساقطة وقد سقط حجابها وانحسر الرداء عن ساقيها ويبدو أنها فقدت وعيها.
بينما وقف الرجال أمام كامل ليقول شاب ثلاثينى : إيه يا شيخ كامل حد يضرب مراته كدة ؟ وهى حامل كمان ؟
فيصيح كامل : ماتدخلش فى اللى مالاكش فيه يا اخينا واتفضلوا من غير مطرود .
ينظر له الرجال بتهكم ويقول أحدهم : يا شيخ ربنا قال وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) .مش بالشكل ده ابدا الست هتموت فى ايدك وهتقتل ابنك كمان .
استمر النقاش بين كامل والرجال والجميع ينظر له بتعجب .كيف يقبلون بهذا الرجل إماما لهم !!! إنه لا يعرف من الدين إلا مظاهره .
بينما بدأت النساء محاولة إفاقة اشواق التى استجابت لها بعد قليل ليساعدنها للعودة لغرفتها بينما أسرعت احداهن بتهيئة الفراش لتستلقى اشواق بتعب ونظرات الشفقة تحيط بها .
للمرة الأولى تفكر جديا في هجره وتركه ، كانت تتحمل سوء خلقه سابقا خوفا من الطلاق وتوابعه التى قد تطال شقيقاتها ، لكن الأمر الأن تعدى ذلك فخوفها على حياة تلك الروح البريئة التى أودعت احشائها يفوق أى مخاوف أخرى .
تخلص كامل من هؤلاء الرجال الذين يناطحونه بالحجة والبرهان ليزداد شعوره بالعجز ويزداد الغضب الذى يحرق قلبه .
عليه الأن التخلص من أولئك النسوة بالداخل ...
استلقت اشواق بتعب لتتساءل احداهن فورا : اهلك فين يا بنتى وسايبينك للمفترى ده يبهدلك كدة ؟؟
لتهمس اشواق بتعب : اهلى فى البلد ومحدش يعرف عننا حاجة
لتصلها همهمة جماعية : لا حول ولاقوة إلا بالله.
تقترب احداهن منها هامسة : اجيب لك الموبايل بتاعى تكلميهم .
تنظر لها بلهفة : يبقى كتر خيرك . بس الحج مابينزلش من البيت غير وقت الصلاة .
تسرع أخرى : هنيجى لك وهو مش موجود .اوعى تخافى منه واحدة غيرك بحالتك دى تطلع على المستشفى تاخد تقرير طبى وتسجنه
تتراجع اشواق ويظهر الخوف على ملامحها : إيه !!! لا مش للدرجة دى . يعتقنى بس ومش عاوزة منه حاجة
تصمتن جميعا حين تعلو حمحمة كامل التى تسبق دخوله الغرفة وتتفاوت نظراتهن له .
يقترب من الفراش ليقول بجدية : كتر خيركم يا جماعة .
تبتسم احداهن بفتور : بالراحة عليها يا حج البت صغيرة .
رفع عينيه إليها بغضب لتقول فورا : يلا فوتانكم بالعافية
ويبدأن جميعا بالربت على كتف اشواق ويتمنين لها ولجنينها السلامة .
يغادرن ويغلق كامل الباب ليتجه للغرفة فورا . تقابله نظراتها المرتعبة ليقف أمامها يصارع أفكاره ، ماذا إن عاملها بالحسنى ؟
هل ستتمرد عليه ؟
ستطلب المزيد والمزيد حتى تسيطر على مجريات الأمور ؟؟
ام ستكتفى بما يقدمه لها من حقوق ؟؟
هل سيرى عجزه فى عينيها ؟؟
هل سترى رجالا غيره وتصبو لحياة بدونه ؟
وماذا عن أولئك الرجال بالخارج !!!؟؟؟
هل سيحاولون نزعها منه ؟؟
وهل ستقبل هى اغوائهم ؟؟
شبابهم ؟؟ صحتهم ؟؟
يال كهولته اللعينة التى تمنعه هذه الزهرة ، لكنه لن يتخلى عنها ، لن يترك غيره يستنشق عبيرها ، لن تمسها يد غير يده ، لن يضمها صدر غير صدره ، لن تكون لغيره ..هو لن يسمح لها بهذا .
طال تطلعه لها وهى تنظر له بترقب وخوف . لم هذا الصمت !!!
ترى فيما يفكر ؟؟؟
نظر لدموعها التى لاتزال عالقة بتلك الرموش الكثيفة التى تحمى تدفق العسل من بندقيتيها الرائعتين .تلك النظرة الخائفة بعينيها تثيره حد اللعنة .
اقترب بخطوات وئيدة لتزداد تشبثا بالاغطية بخوف واضح ، إلا أنه جلس بطرف الفراش ليجذبها لصدره دون أن يتفوه بكلمة واحدة .
شعر بها ترتعد خوفا بين ذراعيه ، هو لا يريد لهذا الخوف أن يغادرها ، حسنا بعض الدفء فقط ...
هو أيضا بحاجة لبعض الدفء ، بعض السكينة ، وكثير منها ...
******
مر الوقت عليها ثقيلا ، ما اصعب ان تمنح المرأة نفسها رجلا خوفا منه .. حينها تموت بين ذراعيه فى كل لمسه ، تغادرها روحها مع كل زفرة يظنها هو استمتاعا وهى تخرجها موتا .لمساته تحرقها . همساته تدوى كالرعد يرتعد لها قلبها .
تتمنى مع كل لمسة أن تكون الأخيرة ..
تظاهرت بالنوم حتى لا يطالبها بالمزيد ، وللعجب لم يسقط فى سباته العميق . إنه يتحسس بطنها مع كل حركة من صغيرها .
ترى ماذا ينتوى ؟؟
الخوف سيقتلها قبل أن يفعلها هو .
******
وضع كفه فوق بطنها يشعر بحركة واهية أسفله .. إنه صغيره بالداخل .
رفع عينيه لوجهها المجهد ، كيف آذاها لهذه الدرجة ؟؟
ارتفعت أصابعه لتحل تلك الضفائر اللعينة التى تذكره كلما نظر لها كم هى صغيرة !!
بل كم هو طاعن عنها !!!
ترك شعرها مسترسلا وغادر الفراش بهدوء .
انتظرت حتى غاب خارج الغرفة وفتحت عينيها تتنفس بإرتياح وسكينة لا تشعر بهما في وجوده مطلقا .
أحست بعد قليل بخطواته العائدة بإتجاه الغرفة لتعود وتتظاهر بالنوم .
اقترب يهزها برفق لتفتح عينيها بفزع .
قابلتها ملامحه الجامدة : خدى اشربى اللمون ده شكلك تعبان .
اعتدلت لتصدر عنها تأوهات الألم رغما عنها ، ورغم الألم أسرعت خوفا من بطشه ، مدت كفها بلا مناقشة تتناول الكوب من بين أصابعه ليقول : لو شوفتك عاملة ضفاير تانى هقص لك شعرك .
نظرت له بفزع ، بم يهذى ؟؟
لينهرها عن التطلع له بتلك النظرات التى تشعره بالنقص : مفهوم
تمتمت مسرعة : حاضر .
تركها اخيرا ليتجه للمرحاض لتلتقط أنفاسها بسرعة .
******
تراقبه.. منذ ساعتين تقريبا وهو صامت بشكل مريب . تنتظر قرب صلاة المغرب ليغادر المنزل وتدعو الله أن يمر اليوم بسلام ويكفيها ما حدث .
اقترب موعد الصلاة لتجده يغادر بنفس الصمت .
لتستمع لصوت إغلاق الباب من الخارج .
اتسعت عينيها خوفا ، ماذا ينتوى ؟؟
يحبسها الأن ؟؟
تزداد فزعا ، كيف ستهاتف أبيها ؟؟
كيف ستدخل تلك الجارة التى ستساعدها ؟؟
تفر من عينيها دموعها بقهر ، هذا الرجل لن يتركها تتنفس بعيدا عنه .
لحظات وعلت طرقات الباب لتقترب منه وتزداد بكاءا وغما
يأتيها صوت جارتها : افتحى يا حبيبتي جوزك مشى أنا شوفته من البلكونة .
لتبكى وتعلو شهقاتها : قفل عليا الباب
تشهق الأخرى عبر الباب بفزع : شوف الراجل . طيب قولى لى رقم اهلك وانا اكلمهم .
يعود الأمل ليشرق وتبتسم من بين دموعها : حاضر . أنا كتباه جوه .
وتهرول للغرفة بحثا عن تلك النوتة الصغيرة التي تحتفظ بها بدرج الكومود وقد سجلت فيها رقم هناء ورقم الحاج سلام و ايضا رقم فطيمة زوجة وليد .
بحثت عنها بهلع ، ليست هنا !!!
خلعت الدرج وافرغت محتوياته لتشعر بالاختناق . دقائق وعادت تجر أذيال الخيبة .
وقفت خلف الباب تنعى فرصتها الضائعة : مش لاقية النوتة . قلبت الدرج مش موجودة .
تتنهد الجارة بحزن : اكيد خباها ولا رماها علشان ماتعرفيش تطلبى حد . طيب اسمعينى كويس .
ارهفت اشواق السمع لتقول لها : بالليل وهو نايم خدى موبايله واكتبى الارقام في ورقة تانية وخبيها . وانا هرجع لك بكرة .والحقى رجعى كل حاجة زى ما كانت قبل ما يرجع .
شعرت ببعض الراحة ، ستحاول ؛ ستغالب خوفها ولن تستسلم مرة أخرى حتى تفر من سجنه هذا .
غادرت الجارة وبدأت هى تتلفت حولها . كم تكره هذا المكان !!!
أسرعت تخفى اثار بحثها وتعد العشاء قبل عودته .
هى لا تريد مزيدا من غضبه ، وصمته هذا يخيفها بشدة .
عاد كامل من الصلاة وانهى طعامه بنفس الصمت .
اقتربت بخطوات بطيئة تقدم له فنجان الشاي ليقول : احنا رايحين البلد بكرة.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا