أصدقائي الأعزاء متابعي موقع قصص 26 يسعدني أن أقدم لكم الفصل الرابع عشر من رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم دكتورة خولة حمدى وهي رواية واقعية إجتماعية ممزوجة بالحب وأيضا تتسم بالكثير من الأحداث والمواقف المتشابكة التي ستنال اعجابك بالتأكيد فتابع معنا.
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الرابع عشر
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى |
رواية فى قلبى انثي عبرية - خولة حمدى - الفصل الرابع عشر
دالرت سماح بطبق العصير على الجالسات في الحديقة الخلفية، ثم اتخذت مجلسها إلى جانب ريما.كانت ريما محط أنظار والدة أحمد وشقيقته في تلك الأمسية، والحق أنهما ساهمتا كثيرا في تبديد وحشتها، وتعويضها عن الحرمان الذي عاشته في الأسابيع الماضية.
الحرمان من الجو العائلي المستقر... ومن النفس المسلم الذي يعيد إليها ثقتها واطمئنانها.
كانت قد تعودت على العيش بين اليهود منذ نعومة أظفارها، لكن الإسلام كان موجودا على الدوام في حياتها ، من خلال وصايا والدتها ودروس المسجد...
عين تسقيها المبادئ وتثبتها عليها.
وهي منذ سفرها قد فقدت المصدر الذي يروي عطشها ، فتضاءلت مقاومتها ، وانتكست عزيمتها.
لذلك فإنها كانت في غاية السعادة ذلك الصباح، ، وتعاظمت سعادتها حين دخلت منزل هذه الأسرة اللتي رحبت بها كمن يرحب بقريب حبيب.
رنت سماح إلى ريما وهي تقول:
وهل ستبقين كثيرا في لبنان؟
ابتسمت ريما في ارتباك وهي تجيب:
لست ادري... اظن أنني سأعود قريبا إلى تونس!
بدت الخيبة على وجه سماح التي تمنت ان تطول إقامتها في منزل ندى،
فقد كانت خطتها مرتبطة بتواجدها هناك.
لكنها ابتسمت وهي تردف:
إذن، سنحرصى على أن تكون زيارة ممتعة! أليس كذلك يا ندى؟
انتبهت ندى حين سمعت اسمها، ويبدوا أنها لم تكن تتابع الحديث. بل كانت عيناها تحدقان في ساعة الحائط في ملل وانتظار.
لكنها أجابت باقتضاب متظاهرة بالاهتمام:
نعم بالتأكيد...
ثم همست إلى سماح في قلق:
تأخر احمد! ألم تعلميه بزيارثي اليوم؟
كان القلق قد بدأ يداخل سماح هي الأخرى،
فهوقد غادر المنزل مبكرا دون أن يقول كلمة واحدة.
بدا مضطربا بعد زيارة صديقه القصيرة. وبعد أن كان يريد النوم ويدعي التعب، ارتدا ملابسه على عجل، وانصرف مهموما كأن أمرا جَلَل يشغل بَالَه.
لكنها قالت مطمئنة ندى:
بلى، لقد أخبرته، لا بد أنه انشغل ببعض الأمور مع والده، فكثيرا ما يمر عليه في المحل ويرجعان معا...
لا داعي للقلق.
لم تكن سماح مقتنعة بما قالته، ولم تقتنع ندى بتبريرها
وللحظات خيم الوجوم عليهما ، مضت الدقائق ثقيلة على قلب ندى، حتى إنها لم تشارك في الحديث إلا قليلا.
كانت تصارع إحساسين يتناوبان عليها، وكلاهما أقوى من الآخر.
قلقها على تأخره، وغضبها من إهماله لزيرتها.
همت مرات عديدة بالوقوف والانصراف. لكن إشفاقها على ريما اللتي بدت مستمتعة بالجلسة من جهة، ورغبتها في الاطمئنان عليه من جهة اخرى، جعلاها تمسك عن ذلك، فتضغط على أصابعها من التوتر ما إن سمعت صوت الباب الخارجي يفتح حتى استيقظت حواسها ، وتطلعت نظراتها إلى باب الفِناء المفتوح، علها ترى خيالا يمر.
ولما كانت سماح تعاني نفس قلقها، فقد هبت على الفور لاستطلاع القادم.
غابت بضع دقائق ثم عادت وعلامات الخيبة بادية على وجهها. انتظرت منها ندى توضيحا، لكن سماح التزمت الصمت.
بعد قليل تناهى إليها مجددا صوت الباب وهويفتح ثم يغلق بقوة.
لكن بدا أن شخصا ما انصرف هذه المرة!، عندها، وقفت ندى في عصبية، وقالت بصوت لم تنجح في إخفاء انفعاله: -
لقد تأخر الوقت ، يجب أن اذهب الآن!
وقفت سماح بدورها، وقد أدركت سبب غضبها.
لم تحاول استبقاءها أوثنيها عن عزمها المغادرة، بل قالت في ارتباك وهي تحاول الابتسام: -
أزوركم قريبا إن شاء الله.
فتحت ندى عينيها في الظلام.
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف اليل ببضع ساعات ، لكن الصبح لم ينبلج بعد.
تقلبت في سريرها في ضيق. كانت قد عادت متضايقة من زيارتها لعائلة أحمد.
دخلت غرفتها واسترسلت في البكاء.
إنه يتجاهلها ! للمرة الأولى منذ عرفته، لا يهتم بها ولا بلقائها.
كيف يجرح مشاعرها ولم يمضي على خطبتهما سوى أسابيع قليلة؟
كيف يفعل ذلك وهي ضيفة في بيته؟، أعلمته مسبقا بزيارتها، وانتظرته طوال الوقت .
لكنه دخل مسرعا ثم انصرف دون أن يكلف نفسه عناء الاعتذار، أو حتى إلقاء التحية.
تلاشى قلقها في ثوان حين رأت أنه لا يشكو من شيء وحل الغضب محله.
تنامت المرارة في نفسها، وساهم اضطراب نقاشاتهما الأخيرة في إذكاء لوعتها وتغذية حزنها
لم تكن قد عرفت هذا النوع من المشاعر من قبل، ،فتجربتها المنعدمة ومحيطها المغلق لم يعلماها كيف تتصرف في مثل هذه الظروف.
فلاذت بالسلاح الأنسوي دون منازع: الدموع!
ما إن فتحت عينيها في تلك الساعة، وعادت إليها احاسيس الساعات الأخيرة قبل أن تأوي إلى فراشها، حتى تجمعت العبرات في مقلتيها من جديد، منذرة بنوبة بكاء وشيكة...
فجأة أحست بحركة في الغرفة، غير بعيدة عنها، رفعت رأسها في حذر وقد انشغلت بشيء جديد عن دموعها، وحلَّقت في الظلام المخيم.
كانت الستائر مسدلة، ولا تسمح إلا بانعكاس جزء يسير من إنارة عمود الكهرباء المنتصب في ناصية الشارع.
لمحت على ضوئه شيئا يجلس على الأرض دون حراك، همست في استغراب: -: من هناك؟
تذكرت حينها ريما، كانتا تتشاركان في السرير. ، تحسست المكان بجانبها فوجدته خالي.
همست من جديد مستطلعة: -: ريما ، حين لم يصلها رد مدت ذراعها لتضيء مصباح الغرفة.
كانت ريما بالفعل تجلس على الأرض، وقد ولتها ظهرها، كانت قد افترشت قطعة من ثيابها وبدا عليها التركيز والانسجام، كأنها غائبة عن العالم.
تسمرت ندى في مكانها، وقد عادت إليها ذكريات غير بعيدة...
حين رأت احمد وأفراد عائلته يؤدون صلاتهم في المنزل الريفي!، تابعت ريما بنظراتها بمزيد من الفضول والاهتمام
ما اللذي جعل هذه الفتاة الصغيرة تستيقظ في عتمة الليل لتُصَلّي؟
كانت تريد أن تعرف أكثر عن الإسلام وعن أهله حتى تكون نقاشاتها مع احمد مبنية على معرفة ودراية. وربما أمكنها حينها أن تجد الحجج المناسبة لتواجهه وتقنعه.
وها هي ريما معها .
هذه الفتاة الصغيرة اللتي لا تكاد تبلغ الخامسة عشرة، تبدو متعمقة غاية التعمق بدينها.
لا شك أنها تعلم عنه الكثير.
وهي بالتأكيد ستكون مفيدة لها في بحوثها ودراستها للإسلام، للحظات، نسيت او تناست غضبها من أحمد، واستقر اهتمامها على الفرصة الجديدة التي أمامها للوصول إلى عالمه، ومعرفة المزيد عن دينه.
لمحت ريما تجمع ثوبها وتعيد طيه، استقبلتها بابتسامة حين رأتها تقترب من السرير لتندس إلى جانبها تحت اللحاف.
بادلتها ريما الابتسامة وهي تقول: : أراك مستيقظة!
تَمَطَّت ندى في كسل وهي تقول:- نمت باكرا البارحة فطار النعاس من جفوني!
ترددت ريما للحظات، ثم تمتمت في قلق:
كنت تبكين؟
ضحكت ندى هذه المرة وقد زال عنها الغضب:
كنت مستاءة بعض الشيء... لكنني أفضل حالا الآن، فقد استقررت على جعله يدفع الثمن غاليا!
شاركتها ريما ضحكة خافتة وهي تهمس:: معك حق!
أطفاأت ندى المصباح ، واستلقتا على السرير وقد خيم عليهما الظلام والصمت. هدأت انفاس ريما وانتظمت، وبد اأنها ستغط في النوم سريعا.
أما ندى فقد أخذت تتململ وتتقلب دون أن تجد إلى النوم سبيلا
فجأة انقلبت على جانبها، وارتكزت على مرفقها وهي تطل على ريما ،همست:: ريما.
أجابتها ريما بهمهمة تشبه أحاديث النوم. لكن ندى قالت بلهجة جادة:
ريما... هل تعلمينني صلاتكم؟
فتحت ريما عينيها، ثم نظرت إليها في عدم استيعاب:
هه؟
وقفت ريما أمام ندى التي استلقت على فراشها ، وأخذت تتصفح مجلة مصورة متظاهرة بالبرود واللا مبالاة.
هتفت للمرة العاشرة تستعجلها وهي تضع كفيها عند خاسرتها:
ألن تخرجي للقائه؟
قلبت ندى الصفحة في بطء وهي تقول في تشفي:
دعيه ينتظر، حتى يعرف نفس الاحساس المهين
ابتسمت ريما وهي تجلس على طرف السرير وقالت مداعبة;
لكن يبدو أنه جاء معتذرا ،وأحضر معه هدية أيضا
وضعت ندى المجلة جانبا وهي ترفع احد حاجبيها في اهتمام: حقا
هزت ريما رأسها مأكدة : رأيت إلى جانبه لفافة مغلفة بورق الهدايا...
وقفت ندى مثل طفلة فرحة بهدية العيد،
وقالت في سرور:
حسنا، يبدو أنني تركته ينتظر بما فيه الكفاية.
عدلت هندامها امام المرآة، ثم التفتت إلى ريما وأشارت إليها:
تبعتها ريما إلى غرفة الجلووس.
ما إن وصلت ندى إلى المدخل، حتى رسمت على وجهها علامات العبوس والغضب.
تقدمت في هدوء بعد أن ألقت التحية، واختارت مقعدا في طرف القاعة، بعيدا عن مقعد أحمد.
كان يجلس بمفرده ينتظر. أدخلته سونيا إلى الغرفة، وأعلمت ندى بوصوله، ثم انشغلت بأمورها الخاصة، فلم يكن استقبال أحمد وعائلته من هواياتها.
بل إنها باتت تتذمر من تأخر اتخاذ ندى قرارها بشأن مدى الستمرارية هذه العلاقة.
تقدمت ريما على إثر ندى، وجلست إلى جانبها وهي مطرقة في حياء.
ساد الصمت للحظات بينهم، حتى قطعه أحمد وهو يقول في هدوء:
لا زلت غاضبة مني؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها، وأشاحت بوجهها عنه علامة الإقرار.
بدا في صوته الانكسار وهو يستطرد بلهجة فا جأتها :
هل تذكرين حسان؟
التفتت إليه هذه المرة، وقد احست بنغمة حزينة في ثنايا صوته.
هزت رأسها إيجابا وهي تطالع وجهه المتعب وملامحه المجهدة. لم تره على هذه الحال منذ فترة... منذ لقائهما الأول!
تسارعت دقات قلبها وهي تذكر تلك اللحظات العصيبة،
في حين واصل أحمد وشبه ابتسامة ترتسم على شفتيه:
- إنه يمر بظروف صعبة... ويجب أن أقف إلى جانبه في الفترة المقبلة...
كانت علامات الألم بادية في عينيه الذابلتين وسحنته الشاحبة.
أحست بأن في الأمر خطبا ما هل يكون حسان قد أصيب؟ لم يكونا قد تحدثا عن عمله في المقاومة منذ ذلك اليوم، رغم أنها تريد أن تعلم عنه كل شيء
أن تكون حاضرة في كل دقائق يومه، وتشاركه همومه كلها.
لكنها أدركت منذ اللحظات الأولى أنه يتجنب الموضوع ويتهرب منه.
وبدا أن عائلته تجهل كل شيء عن نشاطه السري ذاك
ولذ لها ان تعتبر تلك المغامرات سرهما الخاص، حتى وإن كانت اكتشفته بمحض المصادفة حين طرق بابهم وهو يكد يغمى عليه!
وحتى إن تجنب معاودة الحديث عنها معها منذ ذلك الحين!
انتبهت حين رأته يمد يده إليها بعلبة مغلفة بورق الهدايا ، الهدية اللتي تحدثت عنها ريما؛
قال في اعتذار:
وحتى تتجاوزي عما بدر منِّي من إهمال، ارجو أن تقبلي هذه الهدية.
همت بأن تقف لتناول العلبة، لكنه أشار إليها بأن تجلس، ووضعها على الطاولة المنخفضة أمامه.
ثم رفع رأسه إليها قائلا:
لا تفتحيها الآن... هناك بعض الترتيبات الخاصة اللتي يجب عليك فعلها قبل أن تلمسيها
نظرت إليه في استغراب.
ترتيبات؟
استطرد في شيء من المرح:
- بما أنك مهتمة بالإسلام ولا تعرفين الكثير عنه، فقد فكرت في هدية مفيدة فيها إجابات شافية عن كثيرمن تساؤلادك.
لم يكن واثقا من ردة فعلها، فهي وإن كانت تسأل كثيرا ، فإن لهجتها كانت هجومية في أغلب الأحيان.
واصل في حذر وهويشير إلى العلبة:
اقتنيت لك كتابين سيساعدانك كثيرا ...
كتاب قرآن... وكتاب سيرة نبوية!
ص
ظل يلحظها في حذر ،بدت ملامحها جامدة، وقد توقفت نظراتها عند العلبة، لكنها أخيرا رفعت عينيها إليه وهي تقول في اهتمام:
وما هي الترتيبات اللازمة؟
انشرح صدره حين رأى اهتمامها وقال موضحا:
يجب أن تتطهري قبل أن تلمسي كتاب القرآن...
فهو كتابنا المقدس كما تعلمين، والكتب المقدسة لا يجب لمسها قبل تطهير الجسد... استعدادا لتطهير النفس...
ظهرت الدهشة على وجهها وهي تقول ساهمة: -تطهير الجسد...؟
هز رأسه وهو يواصل مستغلا نقطة الضععف في التشريع اليهودي:
في ديننا ، لا فرق بين المرأة والرجل من حق كل منهما ان يقرأ في الكتاب المقدس.، لكن بعد أن يتطهر.
وليس لدينا ما يعرف عندكم بالنجاسة الابدية للمرأة، بل إن ديننا لا يعتبر تعلم الدين حقا، بل هو واجب على الجنسين! وبذلك فإن منع لمس الكتاب على النساء غير وارد إطلاقا!
أطرقت ندى للحظات وهي تتأمل في كلماته، ثم قالت بصوت هامس: : وكيف أتطهر؟، ،:يجب أن تتعلمي الوضوء ...
هنا تكلمت ريما اللتي لزمت الصمت منذ دخولها ، واكتفت بمتابعة الحوار، وهتفت في سرور:
لقد علمتها الوضوء!
التفت إليها أحمد كأنه قد لاحظ للتووجودها، وأدرك أنه تجاهلها دون قصد. ابتسم معتذرا وهو يخاطبها قائلا:
أنت ريما أليس كذلك؟
هزت رأسها علامة الإيجاب، فواصل أحمد مشجعا:
شكرا لأنك علمتها الوضوء
ابتسم في استحسان، وقد سرته مبادرتها.
فهتفت ريما مجددا في حماس أكبر وقد أحست بأن تدخلها قد لقي قبولا حسنا:
- وعلمتها الصلاة أيضا !
هذه المرة لم يستطع أحمد كتمان دهشته، فالتفت إلى ندى اللتي احمرت وجنتاها من الخجل، وفي عينيه الكثير من التساؤلات.
كانت مطرقة في ارتباك كأنه قد قبض عليها متلبسة، وقد أخذت تتوعد ريما في سرها
لكنها هتفت بلهجة احتجاج:
- ليس الأمر كما تظن!
ابتسم وهو يحول نظراته عنها ، ويهز كتفيه متظاهرا باللا مبالاة: لم أقل شيء
أغاظتها ابتسامته الواثقة، فقالت بسرعة مغيرة الموضوع:
- شكرا لك على الهدية... لكن لدي طلب صغير، أرجو الا الثقل عليك به.
كانت الابتسامة قد اتسعت على شفتي أحمد، واشية بمدى ارتياحه لهذا الحديث الذي مسح قسما من حزنه وهز رأسه مرحبا بالطلب، فتابعت ندى على استحياء:
إنه يتعلق بريما
التفتت إليها ريما مستغربة، فأدركت بأنها ترد الكرة إليها، لتخرج من مأزقها.
واصلت ندى:
منذ قدومها إلى لبنان وهي تفتقد دروس الدين التي كانت مواظبة عليها في تونس، فلو أمكن ان تجد لها ئعلماء هنا من الثقات...
لم يتردد أحمد كثيرا وهويقول في حماس:
طبعا، لا شك في ذلك!
ثم التفت إلى ريما متابعا، وهو لا يكاد يصدق أن الخطوات التي رسمها تتقدم بتلك السرعة:
ما رأيك في دروس خصوصية منزلية، وما رأيك بي مدرسا؟
أومأت ريما برأسها بسرعة دون تردد، ونظراتها وابتسامتها وأصابعها المتشابكة بقوة ،تنطق كلها بحماسها وشوقها.
ابتسم احمد وهويلقي نظرة جانبية على ندى. كانت قد فوجئت باقتراحه، لكنها تمالكت نفسها للتظاهر بعدم الاكتراث.
إذن اتفقنا...
نبدأ يوم الجمعة المقبل، ثم أضاف وهو يقف هامَّا بالمغادرة:
والآن، يجب أن أنصرف... لدي بعض المشاغل المهمة.
وقفت ندى على إثره، وَشَيَّعته إلى الباب، وفي عينيها شيء من العتاب.
كان من المفترض به ان يصالحها هي.
فإذا بها وبكل غباء وسذاجة تحول اهتمامه إلى ريما.
راقبته وهو يبتعد في اتجاه الباب الخارجي، وهي تغالب رغبة في مشاكسته حتى تسمع منه كلمة حانية.
لِلَحظة تخيلت نفسها ترقض نحوه، وتتعلق بذراعه كما تفعل الفتيات مع الشباب في الشوارع، فقد حذ في نفسها أن تكون مصالحتهما بذلك البرود.
كثيرا ما رأت أختها دانا تفعل ذلك مع خطيبها، لكنها لم تجرؤ أبدا أنتفعل ذلك
تعلم جيدا ان أحمد مختلف جدا عن إيميل!
رأته يضع كفه على مقبض البوابة المعدنية، وأيقنت بأن فرصتها قد فاتت، لكنه التفت في اللحظة الأخيرة لِيُفَاجَئ بِحُمْرَة في وجنتيها تسللت مع أفكارها السابقة.
قال:- سأبدأ مع ريما دراسة الأحكام الفقهية... لكنني سأعهد إليك بمهمة مختلفة .
ضعي كتاب القرآن جانبا في الوقت الحالي، وابدئي بكتاب السيرة النبوية.
نظرت اليه مستفسرة، وقد أغلق عليها فهم طلبه، فقال وهو يفتح البوابة:
- سأشرح لكي لاحقا، لكن لا تنسي، هذه مهمتك الخاصة، لا علاقة لها بدروس ريما.
تنهدت وهي تغلق الباب وتعود ادراجها إلى الغرفة، وأحلامها تختنق في صدرها
تذكرت الموقف الحرج الذي وضعتها به ريما، فتوجهت نحوها متحفزة وهي تتوعدها في سرها .
ما الذي يعتقده أحمد الآن بشأنها، كيف يفهم اهتمامها بتعلم الوضوء والصلاة وقراءة كتاب القرآن؟
إن الأمر بالنسبة إليها لا يعدو أن يكون مجرد استكشاف لأمر جديد عليها ، علها تفهم طريقة تفكير مُمَارِسِيه
لكنه قد يعد ذلك انقيادا منها، ويحسبه انتصارا على كِبرِيائها، وهو ما لا يمكنها أن تَقْبَلَه!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية فى قلبى انثي عبرية بقلم خولة حمدى
تابع من هنا : جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية
تابع من هنا: جميع فصول رواية حكاية بقلم إيمان الصياد
تابع من هنا : جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية
تابع من هنا: جميع فصول رواية حكاية بقلم إيمان الصياد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية جمعتنا صدفة بقلم هنا عمرو
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا