مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة وسام اسامة التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والثلاثون من رواية قاسى ولكن أحبنى وسام أسامة.
رواية قاسى ولكن أحبنى وسام أسامة - الفصل السابع والثلاثون
رواية قاسى ولكن أحبنى وسام أسامة - الفصل السابع والثلاثون
جلست مريم جواره قائله بصوت حنون:
-هتفضل ساكت ومتضايق كدا لأمتي ياعمار..عيش حياتك اشتغل واضحك وربنا هيبعتلك بنت الحلال الي تسعدك
نظر لها بسخريه قائلا بتهكم:
-وانتي مكنتيش شايفه دا في شهد صح
شهد كانت وحشه ومش هتسعدني!
تنهدت بضيق قائله:
-عمار فكر بالعقل شهد تستاهل حد احسن منك...انتا اكيد في يوم هتجرحها لانك قولت بنفسك انك كل مابتشوفها بتفتكر كلام لبيب...صح ولا لا
صرخ بنبره ضعيفه من اشتياقه:
-دا ميمنعش اني بحبها يامريم
وقفت مريم قائله بهدوء:
-انتا مبتحبهاش ياعمار انتا بتحب حزنها واختلافها صدقني انتا لو بتحبها كنت اتمسكت بيها رغم كلامي...واجه مشاعرك الاول ياعمار
ثم تركته وخرجت من غرفته بهدوء
تاركه اياه يصارع عقله
امسك سيجاره اخري يمتص دخانها بغضب كباقي الاخريات
افتقدها حد الموت..ولكن لن يقترب منها
هو لن يستطع ان ينسي ما مرت به
او ينسي كلمات لبيب وهي تتردد في اذنه كالرعد في ليلة شتاء قارصه
يدرك حجم ضعفه وتنازله عنها بتلك السهوله يدرك انها هي حبه الحقيقي
ولكن هي الحب المستحيل البعيد
الذي اذا احتفظ به سيحرقه
وان تركه سيؤلمه ....وهو اختار الألم
سيجعلها ذكري فيروزيه جميله
سمراء ناعمه مرت بحياته كامرار الكرام
اختار ان تقفل ستاره حمراء عليها لينتهي دورها في حياته... للأبد
انهي سيجاره وانتطلق الي عمله
ليفرغ به كل ضيق في صدره
تحت نظرات شقيقته الحزينه
............................................
نائمه ووجهها موجه الي الجه المعاكسه له..اصبح غامض قاسي القلب.. غيور حد الجنون.. او الجنون ذاته
تعشقه بكل جوارحها وتعلم انه يبادلها عشقها ذاك...ولكن
تعلم ان خلف كلمة لكن الكثير والكثير
عشقه لها تحول الي لعنه عليها
شعرت بذراعه تشتد علي ظهرها
مقربها منه بشده.. متمسكا بها في واقعه واحلامه تخشي اخر الجنون هذا
همس بصوت ناعم:
-بصيلي ياتقي
التفتت له لتكون امامه مباشره
انفاسهما تتلاحم لتصدر وتيره واحده
عيناهم متشابكه تحكي خوف وألم
وعشق مجروح متألم
بروده يدها الموضوعه علي صدره العاري الدافئ.. جعلت القشعريره تنشر في جسدها كالكهرباء
اقترب منها اكثر حتي التقط شفتيها وظل يقبلها بهدوء حتي استسلمت تقي له ولكن ثوانٍ معدوده وقسي في قبلته
غير أبه بقسماتها المتألمه ولا بيدها التي تحاول ابعاده عنها... بل زاد من قسوته حتى ذاق دماؤها في فمه
لتطلق صرخه صغيره تتبعها دموعها
دماء وعدم وجود هواء جعلها تدفعه بقوه وهي تنتحب بألم... ونظراته جامده خاليه من التعابير لتقول بضعف وبكاء :
-ادم
اعتدل في جلسته وهجم علي شفتيها مره اخري غير ابه بصرخاتها المكتومه
عشقها ارهقه وتملكه يقتله ذاتا
مكبلا يدها بيده وبيده الاخري يغرز أصابعه في خصلاتها البندقيه
متجاهلا بكاؤها الشديده
ليبتعد عنها لاصقا جبينه بجبينها قائلا بصوت متهدج :
-عايزك ياتقي عايزك دلوقتي
انهي كلماته وهو يمزق قميصها الحريري الذي استجاب قماشه الخفيف للتمزيق
ثم انقض عليها وكأنها عاهرته وليست زوجته وحبيبته
لم تتفوه بكلمه واحده وهو يقبلها
وجنتيها رقبتها شفتيها جبينها
لم توقفه بل ظلت تبكي بخفوت
قسوته اصبحت جسديه ونفسيه
يؤذيها نفسيا ثم ينقض عليها مكملاً باقي عذابه عليها...
ساكنه بين يديه تاركه اياه يفعل ما يشاء
حتي ان اعترضت لن يأبه وسيكون عنوه عنها وهذا سايزيد وجعها منه ان كان اخذه لها بمعني الاغتصاب
رغم انه يري دموعها ولكن لم يتوقف عن قسوته والمه لها يري بندقيتها تفيض بالوجع ولكنه يريد ان يشفي جرحه اولا
يريد ان تهدأ ثورته ويستكين غضبه
حتي وان كان هذا علي حساب ألم قلبها
وكسر مشاعرها وهدم لمعان عيناها
قسوته تخطت حبه بكثير
وتخطت صبرها اكثر
ليتركها بعد وقت ليس بقليل
وجهه بارد خالي من الندم او الحب
تاركاً اياها منكمشه في نفسها تبكي
بوجع وحسره علي قدر اقحمها في عشق قاسي متملك....
....................................
انتهت مراسم عقود الزواج
اصبحت زوجته منذ دقائق
ملامحها الجامده الخاليه من التعابير لم تثير تسأله فهو يعلم أنها وافقت بعقلها فقط مثله تماما
خرج المأذون والشهود من منزل غيث
لتحدق في الفراغ امامها بشرود تام
غير منتبهه لنظراته الهادئه
اقترب من الأريكه الجالسه عليها شهد
وجلس بجانبها لتنتبه له أخيراً لتسمعه يقول بنبره هادئه:
-مبروك ياشهد
لوت فمها بسخريه لتجيبه بهدوء:
-الله يبارك فيك
تنهد غيث بعمق ثم هب واقفاً وهو يقول:
-انا ورايا شغل دلوقتي وهرجع متأخر
اجابت شهد بنبره ساخره:
-مسألتكش براحتك
لم يمنع ابتسامته علي تمردها الملحوظ :
-ماشي عوزتي حاجه اتصلي بيا قوليلي
حركت رأسها بأيجاب ليذهب هو الي عمله تاركاً اياها في المنزل وحيده تتفحصه بهدوء وهي تسير في ممرات المنزل الواسع
لفت نظرها وجود صوره كبيره علي الحائط لغيث وفتاه اخري
تتميز بالشعر الاسود الطويل
وابتسامه واسعه تزين وجهها الابيض الناصع وهي بين احضان غيث المبتسم بقوه... تيقنت انها زوجته المتوفاه
سارت قليلاً لتجد منضضه ذهبيه موضوع عليها العديد من صور تلك الفتاه
منها وهي بمفردها تضحك بقوه واخري يشاركها فيها غيث
ابتسمت شهد بهدوء وهي تري ان زوجته تحتل قلبه ويعشقها من صميمه
ولكن سؤال راود ذهنها... لماذا لا يعيش علي ذكراها لماذا يتزوج بعد موتها
تنهدت بلا مبالاه واتجهت الي الغرف
لتجد ثلاث غرف اثنين بجوار بعضهم
واخري امامهم.....دلفت الأولى لتجدها غرفته بلا شك لوجود ملابسه وعطره فيها..... اغلقتها والتفتت لباقي الغرف
وتختار واحده تقطن بها
وبالفعل اختارت غرفه بلون الابيض عادئه بأثاث بسيط وجميل ...ارتمت علي الفراش بتعب وذهبت في نوم عميق
...................................
يحتسي اكبر قدر من النبيذ لكي ينسي موت ابنه الوحيد... رغم مرور الكثير علي موته الا انه مازال يتألم لأجله
ومايزده ألما انه يتحمل مسؤلية موته
بسببه مات طفله الذي لم يبلغ الخامسه من عمره... لم يتحمل هجر زوجته له بعد ان حملته تلك الجريمه وتركته
افاق من شروده علي اخر رشفه في الكوب امامه... وقف بتكاسل وخرج من الملهي وهو يترنح بعدم اتزان
ركب سيارته وانطلق بها بعدم وعي
لحسن الحظ ان الطريق خالي وإلا افتعل الف حادثه وهو يتجه لها.... في المخزن
بعد قليل وصل الي المخزن بصعوبه
ثم اخرج مجموعه من المفاتيح من جيب بنطاله.....لبث بعض من الوقت وهو يجد المفتاح المناسب ثم دلف الي المخزن ببطئ واغلقه خلفه
نظر لوجهها ليجده غارق بالدماء
ويداها تحولت الي اللون الازرق
من القيود الحديديه
خطي اليها بخطوات سريعه مترنحه
وفك وثاقها لتقع بين يديه كاجثه هامده
لا تبكي لا تسب لا تصرخ...ساكنه فقط
تمعن في وجهها وهي بين يديه
ثم انحني بها ليستطحها علي الارض
متفحصا ملامحها البريئه التي شوهها بجرمه وانعدام انسانيته
اقسم ان يهدم حياتها ولن يتردد ابدا
سيجعلها تطلب الموت منه ولا تجده
ولكن ماذا فعلت لتستحق الموت
يقدر ان يقتلها بهدوء
او تركها لشهاوي ولكنه لا يريد
يتلذذ بعذابها.....ولكن لا يريدها ان تموت
تفحص جسدها بعين صقر جائع
يتفحص قدميها البيضاء الذي ارتفعت عبائتها من عليها... رقبتها...شفتيها المليئه بالدماء وجهها البريئ
رغبه جامحه تملكته ويريدها
شائت او أبت يريدها له... يريد مقابل لأنجاد حياتها من الشهاوي
مدت يده وتحسس قدميها بقوه ورغبه صعودا الي فخذيها ويده اشتد عليها
ونظرته لا تدل سوا علي الرغبه بها فقط
لتفتح عيناها ببطئ وتجده أمامها
ويده علي جسدها يتحسسه بحريه
صرخت بفزع وهي تحاول الحركه
ولكن يده احكمت عليها ليستلقي فوقها ويحاول تقبيلها رغم صراخها ومحاولاتها الفاشله انها تنجو من تحت يديه
ولكنه لم يترك لها الفرصه للمحاوله
صفعها عدة صفعات لتهدأ وتستكين ولكنها ظلت تعافر وتحاول الفرار
وهي تصرخ بترجي:
-ابعد عني ابعددد الحقوني ياناس
ابعد بالله عليك ابعد عني وربك سيبني في حالي
لم يأبه لترجيها ولا بكاؤها
لتصرخ بكل ما أوتيت من قوه
راجيه من ربها ان يحميها ويعفها
ولكن الخمر اسكره بالكامل لا يري امامه سوا فتاه تحاول التملص منه وهي تبكي وتصرخ بقوه
اغتصبها بدون رحمه بها
اغتصبها بدون خوف من لقاء ربه
لم يأبه لأستغاثتها وبكؤها المرير
لم يكتفي بمره او اثنين
بل بعد ان يفرغ من اغتصابها يغتصبها مره اخري بأبشع الصور... اغتصبها برغبه حيوانيه لا تنتمي للأنسانيه
اغتصبها حتي حتي اصبح تحت جسدها بركة دماء من جسدها المليئ بالكمدات
علامات تغطي كل انش فيها بدون رحمه
فقدت الوعي بعد اول مره اغتصبها
ولم يكفه ان استكمال ما يفعله
حتي وصل عدد اغتصابه لها اربع مرات متتاليه بدون ادني رحمه.....
ملقاه في بحور دمائها
اغتصبت برائتها وهي ابنة التاسعه عشر
استحل لنفسه هتكها واغتصاب جسدها
وهي في بحور ظلماتها لا تعلم هل ماتت واستقام نبضها.... ام ماذا
.....................................
صفعه مداويه هبطت على وجنتي سماح الباكيه وهي تنتحب بقوه......
تقسم انها عفيفه لم يمسها ولكن الجميع ينظرون لها بتهام ومنهم والدتها
سماح وهي تقف أمام والدتها وهي تبكي:
-اقسم بالله ياامي ما عملت حاجه
والله انا زي ما انا علي مجاش جنبي والله
تحدثت فاطمه بغضب وحسره:
-امال الصور الي ملت تلفونات اهل البلد دي ايه ابوكي لو جه الصعيد وعرف هيموت
انحنت علي يد والدتها وهي تنتحب وتخبرها انها بريئه ولكن بلا فائده
وعلي يتابع الموقف بغضب وخزي
علي بصوت غاضب:
-قومي ياسماح انا معملتش حاجه غلط ولا انتي كمان عملتي حاجه تخليهم كدا
اجاب إسماعيل بهدوء وحده :
-اسكت ياعلي حتي لو معملتوش حاجه غلط البلد كلها عرفت ان بينكم حاجه
نظرت لهفه لسماح ببغض قائله:
-هي بنت البندر دي الي جابت العار لعيلتنا يابويا الحج
-خشي جوا يالهفه دلوقتي
نطق بها علي وهو في قمة
غضبه ومقته من الجميع
فاطمه بنكسار وهي تنظر لسماح :
-يعني هنعمل ايه ياحج
جلس إسماعيل علي كرسيه بتهالك قائلاً بنبره حازمه:
-علي هيكتب علي سماح انهارده
الفضيحه دي لازم تتكتم
شهقت سماح بفزع لتقول فاطمه بتعجب:
-انتا بتقول ايه ياحج ازاي وهو متجوز
لا ياحج انا كدا أستني محمد يجي من اسكندريه وناخدو بنتتا ونرجع بلدنا تاني
تمالك إسماعيل غضبه ليقول بحده:
-والفضيحه تفضل فينا يامرات اخوي
زي فضيحة هروبكم من البلد زمان كده
سماح ببكاء شديد:
-لا ياعمي ابوس ايدك لا
والله صدقني معملتش اي حاجه
وقف إسماعيل واقترب من سماح واوقفها امامه ليقول بنبره حانيه:
-علي مش هيأذيكي يابتي
وبعدين يرضيكي اهل البلد تفضل سيرتنا علي لسانهم كدا ولا نقطعه
انهارت سماح بين يدي عمها
ليحتضنها بحنو اب قائلاً :
-انتي شايفه ان انا ممكن اختارلك الوحش يابتي
هزت رأسها نافيه.. ليبتسم لها بهدوء مقبلا رأسها.. تحت نظرات علي الغاضبه
لتقول فاطمه ببكاء:
-ياحج طب أبوها
قاطعها إسماعيل بحده"
-انا كلمت اخويا يامرات اخويا
هو جاي في الطريق دلوقتي
لتخرج لهفه من غرفتها كالعاصفه قائله بغضب بالغ:
-علي جثتي ان واحده تاخد مني جوزي ياعمي...لبسوها في اي حد غير على
خرابة البيوت دي
صرخ بها علي قائلاً بغضب :
-اسكتي خالص يالهفه ولو اتكلمتي في الموضوع ده تاني هزعلك
بكت لهفه قائله بحده:
-هتتجوز عليا وبتزعقلي كمان ياعلي
قاطعهم اسماعيل بغضب:
-مش عاملين احترام للكبير الي هنا ولا إيه
اجاب علي بخفوت:
-اسف يابوي
وجه إسماعيل نظره للهفه الباكيه:
-خشي جوا يالهفه دلوقتي
دلفت لهفه الي غرفتها وبكت بحرقه تحت نظرات الجميع... لتبكي سماح أكثر تحت نظرات علي الحزينه
يريد ان يتزوجها ولكن ليس هكذا
يؤلمه ان يري والدتها تضربها امامه
يؤلمه ان يراها منكسره باكيه...
.................................
افاقت هاجر من نومها وقلبها يؤلمها
غريزة الامومه تخبرها ان ابنتها ليست بخير لتقول ببكاء:
-لا انا مش هقعد استني هنا
انا هنزل ادور علي بنتي لحد ما الاقيها
أرتدت حجابها علي عبائتها المنزليه
وهبطت من المنزل وهي تدعو الله ان تجدها في ظلمات الليل
علها تجدها وتشبع عيناها من رؤيتها سالمه.....كانت تسير وسط الناس كالتائهه تبحث عن وجهها في وجوههم
غير مباليه بتلك الهمسات حولها
كل ما تبالي لأجله هي ابنتها الوحيده
لتقول بصوت باكي:
-يارب عترني في طريقها يارب
بنتي صغيره وغلبانه وملناش حد
ياررررب قلبي واكلني علي بنتي
....................................
استيقظت من نومتها القليله
لتتظر الي نفسها لتجد نفسها مازالت كما تركها....امرأه حزينه نائمه في فراشها تقاسي مرارة عشق القاسي
قالتها في نفسها بسخريه مريره
فعلته جعلتها تبكي من جديد ساخره من ذاك المحب الذي يعذب قلبها بتفنن.... دفنت وجهها في الوساده وظلت تنتحب بقوه...اشعرها انها ليست زوجته بل فتاة ليب لا اكثر شعور جعلها تتألم وتلعن عشقها له
ولكن سمعت صوت وتيره انفاسه تعم الغرفه بهدووء
ايقنت انه رأي بكاؤها ووجعها منه
التفتت الي الجهه الأخرى لتراه جالس علي كرسي امام الفراش.. عاري الصدر يرتدي بنطال قطني فقط... ويدخن سيجاره بشرود تام غير منتبه لنظراتها المتفاجئه الفزعه
لتقول بصوت هامس ملىئ بالوجع والخزلان:
-آدم
انتشلته من شروده لينظر لها ببرود مصطنع ولكنها استشفت نظرة ندمه
ولكنه يكابر كعادته.....
.....................................
صدمه
افاق من غفوته الثقيله وهو يحاول فتح عينيه تحت تلك الاضائه الخفيفه الي تتوسط المخزن الواسع
فتح عينيه ببطئ ليشعر ببروده اسفله
ونسمات هواء تلفح جلده العاري
دقائق معدوده واستيقظ بالكامل
ليجد نفسه عارياً وبجانبه تلك التي اغرقتها الدماء....والعاريه هي الاخري...... نور
وجهها شاحب شفتيها الزرقاء
خصلاتها الممزوجه بالاتربه
جسده المملوء بالكدمات الزرقاء والدماء
ايقن انها فقدت الحياه
فتح عينيه علي وسعيهما متفاجأ بشده
اقترب منها بقلق وضرب وجنتيها قائلاً :
-نور ...فوقي يانهار اسود.. حصل ايه
ايه الدم دا
ظل يقلبها يمين ويسار ليجد انه شوهها تماما الدماء تنزف من كل انش فيها
ارتدي ملابسه سريعاً
ودثرها بسترته التي اخفت نصفها العلوي
فقط ثم فتح باب المخزن وفتح الباب سريعاً ليحملها بين يديه ويخرج من المخزن والهلع متمكن منه
صعد سيارته ووضعها في الكرسي الخلفي ثم جلس خلف مقعد القياده
وانطلق سريعاً متجه الي اقرب مشفى حكومي له
والافكار تصفع رأسه بقوه متذكرا اغتصابه الوحشي لها... لم يتذكر سوا القليل ..قتل والدها... اختطفها... اغتصبها
لم يرحمها.. لم يملك ذرة انسانيه
ويعتق روحها المعذبه
قاد بتشتت وهو يمسح علي خصلاته بشده محاولاً الهدوء.. لن يندم ان فعلها مع اخري... ولكن ندم انه فعل ذالك معها تحديداً
بعد فتره ليست بقليله وصل الي احد المستشفيات الحكوميه.. ليوقف سيارته
ويحملها ويتجه فوراً الي اقرب ممرضه بالمستشفي
يس بنبره متوتره وهو يقف امام أحد الممرضات؛
-لو سمحتي عايز دكتور يكشف عليها
بتنزف جامد حد يشوفها
اجابت الممرضه بلا مبالاة :
-دخلها الاوضه دي ولما الدكتور يفضي هخليه يجي يشوفها
اجاب للاخر بغضب وتوتر:
-بقولك بتنزف هاتي دكتور يشوفها حالاً
انكمشت الممرضه اجابت بوجه ممتعض:
-ماشي دخلها جوا علي مااشوف دكتور
خدامين عندهم دول ولا ايه
دلف يس الي غرفه سريعاً ووضعها علي الفراش ذو الملائه الاوفويت المتسخه
وهو يغلق ازرار الستره والقلق ينهش قلبه بقوه...نادما علي ما فعله بتلك الصغيره
.........................................
تقف اسفل الماء الي يتدفق عليها بقوه مختلطا بدموعها التي تحررت من عيناها الذابله المنكسره.....
شهقاتها تعلو وهي تتذكر قسوته التي انهكت قلبها وارهقت عشقها له
تتوافد الذكريات الي رأسها
ذكرياته الجميله والمره معا
تعلم انها لن تستطع ان تفترق عنه
ولكن شكه غيرته تملكه كل هذا يجرحها
مدت يدها لتوقف الماء وتوقف معه دموعها.....ارتدت بيجامه زرقاء واسعه نسبياً وخرجت من الحمام بتكاسل وألم
جلست امام مرأتها وازالت المنشفه من علي خصلاتها المبتله...وعقلها شارد
تتذكر ردت فعله عندما افاقت من نومتها
كان الهروب... نظر لها ببرود واستعدت لعمله وخرج بصمت... تاركاً اياها تحدق في الفراغ بهدوء والدموع اخذت مجراها علي وجنتيها.... ارادت ان تصرخ في وجهه ولكن احبالها الصوتيه لم تساعدها
الم شديد احتل جسدها بالكامل
وألم اشد سكن قلبها الذي اشبه بأرض اصفر زرعها وذبل
افاقت من شرودها علي بكاء ابنتها:
اتجهت نحو فراشها الصغير وامسكتها بين يديها وهي تطلع لها بدموع
والأفكار تقرع في رأسها كالاجراس
ان انفصلت عنه ستتعذب طفلتها في النصف... لا تريدها ان تذق حرمان الاب
لا تريدها ان تنشأ علي عقد نفسيه
لتقول بصوت مهزوز يشوبه البكاء :
-طب اعمل ايه... ابوكي خلاص بيقضي علي الحجات الحلوه الي في حياتنا
ايوا انا قولت هستحمل وهكمل معاه مهما حصل... بس انا معدش ليا طاقه
خلاص مش قادره.. مش عايزه اكرهه
ومش عايزه ابعد عنه... بس هو الي قاسي ياسيدرا.. هو الي مش عايز ينسي ويكمل حياته...
ثم انهارت في البكاء قائله:
-قالي هنبتدي من جديد بس هو مبتداش
هو بيرجع لورا... لا هو قادر ينسي ولا انا هستحمل كتير
احتضنت ابنتها وانتحبت بحسره
علي حياتها التي تلونت بلون الليل
ولم يظهر بصيص امل فيها....
............................................
خرج الطبيب من الغرفه
وقف يس سريعاً قائلا بنبره متوتره:
-عامله ايه يادكتور
رمقه الطبيب بنظرات حاده قائلاً بصوت غاضب:
-الانسه الي جوا اتعرضت لأغتصاب
اكتر من مره وادي الي نزيف حاد وكسور في الحوض دا غير العلامات الي ماليه جسمها بطريقه وحشيه جدا
لم يتكلم حرف واحد ليسمع صوت الطبيب يقول :
-انا هبلغ البوليس دلوقتي لان حالة الاغتصاب دي ميتسكتش عليها
لم يتكلم بل جلس علي الكرسي الحديدي واضعا يده علي رأسه... لا يعرف ماذا يفعل... لتتردد في عقله كلمة الهروب
سيهرب تاركاً فعلته الشعينه
رفع نظراته المشوشه ليجد الطبيب غادر من امامه... اخرج هاتفه ليتصل بأحدهم ليسمع الطرف الاخر بعد دقائق يقول:
-ايه يا يس
تكلم يس بنبره حاول ان يجعلها قويه:
-انا هرجع الشغل ياباشا كفايه كدا
ابتسم الطرف الاخر قائلاً :
-طب كويس تعالا عشان
تفضي لأدم الصياد...
سلام
اغلق يس هاتفه وحدق في باب الغرفه امامه بشرود... وخرج من المستشفي بدون رجعه لها..
.......................................
جالس في مكتبه مرجعا رأسه الي الخلف
مغمض العنين يتذكر كلمات جدته بعد حادثه مباشره التي طعنت روحه بدون رحمه طاعنه في زوجته... مشبهه اياها بأمه التي تركته وحيد
Flash back
لوت شفتيها بسخريه واضحه لتقول بمتعاض :
-بتدافع عنها زي ما ابوكي كان بيدافع عن امك بظبط.. لحد ما خانته وسابتك
احمر وجهه غضباً وهي يضغط علي فراشه بغضب قائلاً :
-مراتي مش زي حد ولا انا زي ابنك
متحاوليش تستفزيني يامدام نازلي
ضحكت بتهكم وهي تجلس علي الفراش امامه قائله :
-اممم مش زي امك.. مش شايف تصرفاتها امك كانت كدا عامله نفسها الزوجه الهاديه الرقيقه الحنينه ودي كوبي منها... هتبقا زيها بظبط
صرخ ادم بها بغضب قائلاً :
-كفايه اسكتي بقا
تكلمت بملامح هادئه قائله:
وهتكون زي ابني بظبط هتسيبك وراها مذلول هتخونك في اقرب فرصه توضحلها الي احسن منك
كل غرورك وكبريائك دا هيقع علي الارض
هتبقا عباره عن بقايا راجل زي ابني بظبط
عارف ليه ياادم.. لانها بنت اخو امجد
امجد الي بسببه ابني عاش في ذل وسط الناس ان مراته سابته عشانه
واخده دمهم وخيانتهم بظبط
واخده شكل برائة امك ياادم
ولما تسيبك هقف أشوفك
بتدمر زي ما شوفت احمد بيضيع
قدام عيني وبيضيعك معاه
انهت كلماتها ودمعه ساخنه تهبط من عينيها.. ثم خرجت من الغرفه تاركه اياه شارد في كلماتها ووخز في قلبه يؤلمه
ضغطت علي جرح قلبه الذي لم يشفي
وكأن التسامح هرب من قلبه مره اخري
والخوف تملكه من فقدان حوريته اطهر وانقي شئ في حياته القبيحه المظلمه
افاق من شروده علي رنين هاتفه
ليمسكه ويجيب ليسمع الطرف الاخر يقول:
-ادم الصياد...طبعاً عايز تعرف مين رتبلك الحادثه الي عملتها
رفع احد حاجبيه بجمود قائلاً :
-مين معايا
اجاب الاخر:
-مش مهم.. الي رتبلك الحادثه عبد الحميد الشهاوي وعم مراتك هو الي نفذ
اعتبرها نصيحه من فاعل خير
الشهاوي عايز يموتك ......
لوي ادم فمه بسخريه قائلاً :
-امممم ملكش مصلحه....
ابتسم الآخر قائلاً :
-طول عمرك ذكي زي ابوك يابن الصياد
مصلحتي انك تخلص منه لما تتأكد انه ورا الي حصلك
وعموما عشان تتأكد هبعتلك مقطع صوتي تتأكد منه ان هو الي عمل كدا
خمس دقايق وهتتأكد... سلام
اغلق ادم الخط ونظر الي الهاتف بنظرات جامده ولم ينهز كيانه بتلك الكلمات
اتصل بأحدهم قائلا:
-عايز اعرف كل حاجه عن عبد الحميد الشهاوي... انهارده تكون عندي أخباره
-حاضر ياباشا تحت امرك
اغلق ادم الهاتف والقاه علي المكتب بأهمال.. يعلم ان امجد مات في حادث غامض بهويه غير هويته..يعلم بألاعبيه وانه هرب من السجن.. ولكن لا يعلم ان الشهاوي من خلفه
تنهد ادم بسخريه قائلاً :
-عودة ادم الصياد من جديد
جه وقت الحساب منه كله وكلهم هيدفعو..
ثوان معدوده ووجد مقطع صوتي وصله يسمع فيه خطط الشهاوي لقتله....
............................................
-ياهند حرام عليكي بقا قومي بقالي ساعه بقولك افتحي الباب اتأخرت علي الشغل
ضحكت هند بقوه قائلاً :
-لا مش هفتح انا قولتلك خليك اجازه انهارده عشان تقعد معايا وانتا مرضتش
فا خليك محبوس في الاوضه لحد ما تقول انك هتقضي اليوم معايا
تأفأف اياد قائلا:
-ياهند في اجتماع مهم مع الان
قاطعته قائله بخبث:
-اووبس دا في معاد مع الي اسمها حسناء والشركه التانيه
فهم اياد فعلتها لينخرط في نوبة ضحك متواصله قائلاً وهو يجلس امام الباب:
-بتغيري يابيضه
عبست هند لتجلس هي الاخري امام الباب وتتلمس الفارق الموضوع بينهم بيدها قائله:
-ماهو بسببها اتخاصمنا كتير يااياد
وحسيت انك مبقتش تحبني
ابتسم اياد بحنو قائلاً :
-ياهند انا بحبك اكتر من نفسي
بس الفتره دي كنت مضغوط ياحببتي
مفيش اصلا واحده تملي عيني غيرك
اجابته بأبتسامه واسعه:
-حتي لما اكبر واكون عجوزه ووشي يكرمش
قال بنبره عاشقه :
-ولحد ما تقع سنانك ونمشي نتعكز علي بعض كمان
لتقول مره اخري:
-حتي لو مبقتش جمي
قاطعها بصوت حاني:
-لحد مانموت ياهند كمان.. بس افتحي الباب بقا
اطلقت ضحكه عاليه لتقوم وتفتح له الباب ليفاجأها هو بعناقه الساحق قائلاً :
مجنونه بس بحبك بردو
لتقول بصوت ولهان:
-عملت ايه حلو في حياتي عشان اتجوز واحد بعيون زرقه بس
ابعدها عنه وهو يضحك بقوه قائلاً :
اه ياجزمه وانا الي يقول بتحبني عشان انا الي مربيها علي ايدي..
امسكت يده وقادته الي غرفة الطعام:
-متحسسنيش اني عيله وانتا جدو
تعالي يالا عشان عملت الفطار وكان مستنيك
ضحك بتهكم قائلاً :
-احنا الضهر ياماما يبقا غدا
-بقيت مفجوع يااياد ورغم كدا يخربيتك مبيطلعلكش كرش ولا بتتخن
جلس علي الكرسي قائلاً :
-بمناسبة الكرش ياهند... ابقي اشفطي بطنك شويه ياحببتي لانك بجد تخنتي
فتحت عيناها بصدمه وكادت ان تتكلم وتوبخه ولكن قطعت كلماته رنين هاتفها
لتمسكه وهي ترمقه بغضب مصطنع
لتجيب بفرحه:
ماااازن اخص عليك كل دا متكلمنيش
ليتسمع ضحكات مازن قائلاً :
-وانتي كمان وحشتيني ياقرده
اياد عامل ايه وانتي عامله ايه
نظرت لأياد الذي يتأملها بأبتسامه:
-اياد كويس بيسلم عليك
اجاب الاخر:
-طب تمام سلميلي عليه وقوليله ان بابا عازمكو علي الغدا بكره
التمعت عيناها بفرحه قائله :
-بابا هو الي قالك يامازن
ابتسم مازن قائلاً :
-ايوا ياهند.. اديني جوزك اسلم عليه
اعطت اياد الهاتف ليتحدث مع مازن
لتهمس في نفسها قائله:
-وحشتني اوي يابابا... بجد وحشتني...
.................................
هبطت الطائره الي مصر معلنه عن قدوم اخوين لم يزوروها منذ سنين
ليركبو السياره متجهين الي منزلهم الذي نظمه معتز من نيته للسفر
كلا منهم وفي رأسه احلام جميله
عينين معتز المشتاقه لوطنه
وعينين روما المشتاقه للشرقي
ليقول معتز بنبره حنين:
-بقالي سنين مجتش مصر ياروما
رغم زحمتها وحرها بس جميله
ضحكت روما بسخريه قائله:
-اها بناسها الهمج والزباله الي مليانه الشوارع والحر
انعقدت ملامح معتز لينظر لها بجمود قائلاً :
شوفي رغم كل كلامك دا لو لقوكي واقعه علي الارض الف واحد هيجي ويقومك....وبعدين متنسيش اصلك ياروما انتي مصريه انتي كمان
يعني لو المصريين همج فا انتي منهم
اشاحت وجهها بعيد عنه بغيظ
فهو دائما متناقض عنها.. حنون عاطفي مبتسم بسيط رغم ثرائه... لا يؤمن بمفهوم الطبقات.. وهذا ما يجعلها تبتعد عنه متعجبه من تفكيره ذاك
اما معتز كان يتذكر والده والقيم الحميده التي زرعها فيه ويتذكر افعاله وكلماته التي مر عليها سنوات طويله جدا
Flash back
جبر بأبتسامه وهو يغرز البذور في الطين ليزرعها:
-اهم حاجه انك متنساش اصلك ولغتك يامعتز مهما عليت مكانتك بردو خليك بسيط
اجاب معتز وهو ينظر للنبته:
-بس هنا غير هناك يابابا هنا لازم اكون قد مستوانا ماما بتقول كدا
ليقول جبر بنبره جديه:
-بس انتا هو انتا البلد مبتغيرش المبدأ يامعتز لا بلد ولا لغه...المبدأ مش بيتجزء
افتكر كلامي دا ديما ومتاخدش من ماما غير الكلام الصح وبس
ابتسم معتز وحرك رأسه بأيجاب
Flash back
تنهد معتز بأبتسامه قائلاً في نفسه:
-الله يرحمك يابابا
ثم اخرج هاتفه واضعا فيه شريحه مصريه... وهو يتصل بأحدهم قائلاً :
-انا وصلت مصر... اه زي ماقولتلك عايز المركب يكون جاهز بليل... سلام
اغلق هاتفه لتطلق روما ضحكه عاليه قائله:
-كأنك بقيت غامض من ساعة ما عرفتها يامعتز... واكتر رومانسيه كمان
ليبتسم معتز قائلاً :
-بحبها ياروما.....
..........................................
تسدل الليل خيوطه في السماء
لتزينه بضع نجمات مضيئه تخطف الانظار كافتاه سمراء جذابه تزين خصلاتها بقطع صغيره مضائه...
كانت جالسه علي الاريكه تنتظر قدومه
حسمت امرها ستطلب منه الانفصال..
لتضع نقطه لنهاية تلك القصه المأساويه
ودموعها تجري علي وجنتيها قلبها يتألم منه وله تحبه وتكره قسوته تلك
تنهدت محاوله حبس الدموع في عيناها...
لتسمع صوت المفتاح يدور في باب الشقه لتتألم اكثر من تفكيره
كان طول اليوم يحبسها في المنزل غالقا الباب عليها خشيه من هروبها منه
دلف بقامته الفارعه ليسقط قلبه عند رؤية عيناها المتورمه من البكاء
ووجهها الذي اصطبغ بالون الاحمر القاني
رفعت انظارها اليه بهجوم وعتاب قائله بصوت مختنق:
-عايزه اتكلم معاك
تجاهل كلماتها ليقول بجمود:
-سيدرا نايمه ولا صاحيه
تنهدت بضيق من تجاهله لتقول:
-نايمه... عايزه اتكلم معاك
رمقها بنظره قويه يخفي بها قلقه من ما ستقوله بما يخص تلم لليله:
-معنديش كلام اقوله
قالت بصوت مختنق يشوبه البكاء:
-بس انا عندي كلام ولازم اقوله
لا مفر من المواجهه
وقف أمامها بملامحه المقتضبه
منتظر عتابها الذي سبقها هو وعاتبه لنفسه قبل قدومه
نظرت له بوجه خالي من التعابير
ولكن عيناه مليئه بالدموع رافضه للخضوع قائله بصوت خالي من الحياه :
-طلقني ياادم... كفايه كدا مش قادره استحمل
حدق في عيناها بصدمه ممزوجه بالغضب ليتشنج فكه متجاهلا كلماتها
متمسكا بهدوئه
لتقول مره اخري بنبره اقوي تشوبها البكاء :
-بقولك طلقني ياادم.. طلقني قبل ما أكرهك واكره حياتي كلها
نظر لها بغضب ليسير لها ويمسك يدها بقوه ألمتها بشده:
-تكرهيني..مش انتي وافقتي تكملي معايا ايه شيفالك حد تاني ولا ايه
فتحت عيناها علي وسعيهما بصدمه
من كلماته الاذعه وشكه المتواصل
قائله بصراخ وهي تقف امامه:
-لا انتا مجنون.. مش عاقل انتا مريض بالشك مش طبيعي اا
قاطعة كلماتها صفعه قويه احتلت احد وجنتيها لتقع أرضاً وهي صامته عيناها تحدق في الفراغ
غضبه أعماه بشده لتصبح ملامحه اكثر شراسه وغضب هادر
نظرت له وضحكه بسيطه خرجت منها لتصاحبها الدموع قائله بسخريه:
-عندك حق انا الي اتنازلت عن حياتي وسبتك تدمرها براحتك...اتجوزت شخص كاره حياته وهيكرهني فيها معاه
شخص قاسي معندوش قلب
مشفتش منه غير ضرب واهانه
حتي وانا في حضنك قاسي عليا
كرهت حياتي كرهت نفسي
انهت كلماتها وهي تبكي بقوه
عيونها زائغه في كل مكان كأنها تائهه
غير منتبهه لأي شيئ ...اصبحت كالمجنونه وجهها شاحب.. والدماء تنزف من شفتيها السفليه
كان ينظر لها بملامح مقتضبه
يستمع كلماتها المتقطعه بكاؤها
عيناها الزائغه.. الذابله
حول منها الي فتاه فقدت الحياه
قسوته تمكنت منها حتي اصيب قلبها بمرض الخذلان والحزن
لا يصدق ان امامه الان الفتاه الهادئه الناعمه التي رأها اول مره في مقر شركة
الفتاه العنيده القويه اصبحت ضائعه شارده
ارتخت ملامحه واقترب منها ليمسك يدها ويحتضنها بحنان لم تعهده منه لتصرخ به بغضب وهي تبتعد عنه:
-لا ابعد لا... سيبني امشي وبس
طلقني خليني اخد بنتي وامشي
حاول التحكم في غضبه ليقول بصوت حاد نسبياً :
-لا ياتقي مش هطلقك... انسي الطلاق خالص.. قولتلك مش هتمشي من بيتي
غير علي قبرك
اجابت بصوت مهزوز يشوبه الضعف:
-يبقا هموت نفسي....
للمره الثانيه تصدمه بكلماتها التي كانت كاالسكين تدس في قلبه بقوه
جلس ادم امامها أرضاً ليقول بغضب وهو يمسك كتفيها بقوه قائلاً :
-انتي اتجننتي ياتقي صح اتجننتي
نظرت له بنظرات ضائعه لتقول بضعف كلمات نابعه من وجعها:
-لا او اه المهم في الحالتين عايزه ابعد عنك كفايه انا حاسه اني بضيع
انتا الي قولت هتتغير ومتغيرتش
افتكرت اني غيرت حياتك افتكرت
اني الحاجه الحلوه الي فيها
بس لقيت اني بنسبالك جسم وبس
فرحان او زعلان او متضايق مش بتلجألي بتلجأ لجسمي وبس
افتكرتك بتحبني بجد
بس ...بس لقيتك مش بتحبني
كان لازم افتكر السبب الاساسي الي عرفتني عشانه....شهوتك ورغباتك
انتحبت اكثر لتقول بصوت متقطع:
-امبارح حسيت وانا في حضنك اني واحده من الشارع...مش مراتك
الطلاق احسن لينا احنا الاتنين
وبنتك مش همنعها عنك
ولا هشوه شكلك قدامها
وقت لما تحتاجها هتشوفها
ينصت لكلماتها بصدمه
تنكر حبه لها لانه اساء بدون شعور لها..
تنكر عشقه لها الذي ارتوي قلبه منه...تقول انها شهوه بنسبة له... لا تعلم انها هوائه
تطلب الانفصال... تريد الابتعاد
التمعت عينيه وقال بغضب وألم من كلماتها:
-مش انتي الي تقولي انا حبيتك ولالا
انا لو متجوزك عشان جسمك زي ما بتقولي مكنتيش فرقتي معايا
ليهزها بعنف قائلا بغضب هادر:
-مش انتي الي تقولي انا حبيتك ولالا
وطلاق مش هطلقك... ولو موتي نفسك زي ما بتقولي اعرفي انك هتكوني معايا في نفس التربه ياتقي
انهارت هي باكيه اكثر حتي هربت انفاسها منها لتسمعه يقول بصوت غاضب يشوبه الحنو والضعف:
-انا هسيب البيت خالص خليكي انتي
مش هتشوفيني غير لما تهدي
بس مش هطلقك... مش هضيع حياتي مني بعد ما لقيتها ياتقي
يمكن انا قاسي زي ما بتقولي ووحش ومش شبهك بس انتي الوحيده الي في العالم كله حبيتها بجد
انهي كلماته وعينيه تلتمع بالدمع
ليقبل رأسها مطولا ويمسح دمعاتها
ثم اتجه الي الغرفه ليقبل ابنته ويحتضنها
وهي تبكي في محلها... شعور العجز يتملكها.. عاجزه عن مسامحته وعاجزه عن كرهه
لتسمع صوت اقدامه يخرج من الغرفه
ثم انحني الي الاريكه واخذ مفاتيحه وهاتفه وقال قبل ان يخرج من المنزل:
-في حراس قدام البيت عوزتي حاجه اتصلي بيا انا وهخليهم يروحو يجيبوه
بس متطلعيش برا البيت خالص ياتقي
وسط دموعها رفعت رأسها له بدهشه
وسط الغضب ووسط الدموع وحتي وسط الفراق المؤقت.... يغار المتملك..
ثم خرج من المنزل تحت دهشتها وفمها المفتوح من طباعه التي لن تتغير.....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والثلاثون من رواية قاسى ولكن أحبنى وسام أسامة
تابع من هنا: جميع فصول رواية قاسى ولكن أحبنى بقلم وسام أسامة
تابع من هنا: جميع فصول رواية دقات قلوب بقلم مى أحمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية قاسى ولكن أحبنى بقلم وسام أسامة
تابع من هنا: جميع فصول رواية دقات قلوب بقلم مى أحمد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية جنون العشق بقلم امونه
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا