مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة المتميزة قسمة الشبيني والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الرابع والثلاثون
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
اقرأ أيضا: روايات اجتماعية
رواية أشواق - قسمة الشبينى |
رواية أشواق - قسمة الشبينى - الفصل الرابع والثلاثون
لم ينغص سعادته سوى كره أمه لها الغير مبرر ..حاول معها كثيرا . صحبها لرؤيتها لترفض مقابلتها .تجاهلتها تماما فى خطبة اكرم وزفافه لتثير العلاقة بينهما الأقاويل التى يغذيها حقد خديجة .
تتواصل مع فطيمة بإستمرار ونجاح زواجها يسعدها أيضا .كل منهما ترى أن رفيقتها تستحق السعادة .
بعد زواجهما بعام كامل .
دخل اسعد من الباب ليقابله عادل عدوا كعادته : بابااااا
التقفه اسعد بسعادة فهى المرة الأولى التى ينطقها عادل ، بحث بعينيه ليصل لها ويرى نفس السعادة الممزوجة بدهشة ، اذا نطقها عادل حين شعر بها ، هى لم تطالبه بذلك .
شد ذراعيه حول الصغير : يا نن عين بابا .
عاد برأسه للخلف : اخيرا يا صاحبى ؟؟
ضحك الصغير : كل الولاد فى التمرين عاوزين باباهم يبقى صاحبهم أنا بقا صاحبى بقا بابا .
نهض اسعد يتحرك للداخل وعادل بين ذراعيه: بس بردو هنفضل أصحاب .قولى بقا اخبار التمرين ؟
بدأ عادل بحماس شديد كالعادة يتحدث عن إنجازاته الصغيرة حتى أفرغ شحنته الحماسية لينطلق إلى غرفته ليأتيه بصور تمرين اليوم . رفع عينيه ينظر لها وهى تراقبه منذ دخوله دون أن تحاول الاقتراب : هتفضلى تراقبينى من بعيد كدة كتير ؟؟
اقتربت حتى جلست أمامه : أنا بحبك اوى يا اسعد .
اتسعت ابتسامته : وانا دايب يا اشواقى .
تجولت عينيه فوق ملامحها بحنان اعتادته منه : اه لو تعرفى قلبى بيجرى له ايه لما اشوفك !!! او تقربى منى !! او اسمع صوتك !! او حتى تيجى قدام عيني صورتك وانت فى حضنى .
ابتعد قليلا راسما شئ من الجدية : وبطلى تنطى لى قدام الناس في المحل ماببقاش على بعضى .
ضحكت اشواق وهى تقترب تلك المسافة التي عادها للخلف : يعنى مش عاوز تشوفنى وانت فى المحل ؟؟
اغمض عينيه منتشيا بقربها : بالراحة على قلبى يا اشواقى .
فتح عينيه يحيط ملامحها : أنا لو عليا مااتحركش خطوة بعيد عنك .
اختلطت انفاسهما وغرق كلية فى نشوى قربها ليأتى عادل بصراخه الحماسى يحمل صوره .انتفضا مبتعدين ليتلقى حماس عادل بسعادة ويخبره أنه سيكون يوما ما لاعبا محترفا .
بعد نصف ساعة كان اسعد بالغرفة ليبدل ملابسه حين لحقته اشواق : اسعد ماتزعلش من عادل .
رفع سبابته مشيرا لها لتصمت ، ثم أشار لها لتقترب . ارتفعت أنامله تتلمس أطراف ثوبها وكتفيها : بلاش تزعلينى منك . ربنا يعلم غلاوة عادل عندى . النهاردة لما ندانى بابا كنت هطير من الفرحة .
اخفضت عينيها بخجل : أصله دايما ...قصدى إنه...
تذوق حروفها المتقطعة بنهم لتثور أنفاسه جوعاً للمزيد . لم يتردد لحظة وهو يلبى نداء قلبه للأكتفاء منها ، للغرق معها في بحر المتعة الذى أصبحا قادرين تماما على اعتلاء أمواجه العاتية .
لم ترغب مطلقا فى الابتعاد عن دفء ذاعيه ، وهى لم تفعل ، ظلت تتدثر بحنانه حتى استسلمت لسلطان النوم ، نظر لها بحنان وهو يتذكر زيارته لوالدته فى نفس اليوم...
دخل لمنزل والدته والذى أصرت أن تعيش فيه وحدها بعد زواج اكرم رافضة تماما أن تعيش مع زوجته ، هى بالحقيقة لا تتحمل أن تعيش ببيت امرأة أخرى .
كانت بغرفتها تتحدث عبر الهاتف مع أحدهم واسرعت بإنهاء المكالمة فور وصوله ، نظرت له بضيق فقد فقدت الأمل فى أبعاده عن زوجته : اخيرا افتكرت امك وجاى تسأل عليها ؟؟
اقترب وقبل رأسها بحنان : ماما أنا كنت عندك اول امبارح.
خديجة : وماجتش امبارح ليه ؟؟ ست الحسن منعاك ؟؟ امال لما تخلف لك عيل هتعمل ايه ؟؟ هتخليك ترمينى ؟؟
اسعد : ماما بلاش تظلميها هى عمرها ما منعتنى ازورك وهى نفسها كانت بتيجى أنا اللى رفضت اجيبها من معاملتك السيئة ليها ول عادل
تجهم وجه خديجة: ويطلع ايه عادل ده كمان اللى عاوزنى اعامله ؟؟
اسعد : يا ماما عادل ابنى ...
قاطعته فورا : مش ابنك ..وعلى رأى المثل يا مربى فى غير ولدك .
أصدرت صوتا ينم عن الضيق فور تغير ملامحه لتقول بكلماتها الحادة : وتعالى هنا . انت بقالك سنة متجوزها .. تقدر تقولى الهانم ماخلفتش ليه ؟؟ولا تكونش مش عاوزة تخلف منك !!! تلاقيها بتاخد موانع وانت نايم على ودانك .
قاطعها اسعد بحدة : كفاية بقا .. حرام عليك كل ما اجى تسممى بدنى .ارحمينى يا ماما .
تحرك فورا ليغادر : أنا ماشى احسن .
لم تكن مغادرته لتثنى خديجة عن إيلامه فتقول : اخوك الصغير اللى اتجوز بعدك بست شهور مراته بطنها قدامها .. خليك ورا ست الحسن اما نشوف ..
وانقطع صوتها لخروجه من المنزل ، تنفس بقوة ، أمه تصر على قتله بكلماتها تلك كلما زارها .
اغمض عينيه وهو يدعو الله أن يهديها سبيل الرشاد ويتجه فورا إلى منزله بحثا عن بعض السكينة بين ذراعى حبيبته التى لم تخذله مطلقا
افاق من شروده حين تململت لتزداد تشبثا به ، نظر لها بحيرة .
ترى ما سبب تأخر حملها بطفل منه ؟؟
___________
دخل عهدى من الباب ليعدو نحوه سيف بخطواته السريعة : بابا عاوز اروح المدرسة اشمعنا هالة !!
حمله عهدى ليقبله بقوة : علشان هالة كبيرة وانت صغير .
يثور سيف فورا : أنا مش صغير ..ماليش دعوة
تأتى فطيمة على صوت صرخاته : خلاص يا عهدى نوديه الحضانة ونريح دماغنا من الوش ده .
قبل جبينها وهو يضم خصرها لتقترب منه : اللى تشوفيه يا قلبى . ايه اخبار المكتب ؟؟
لم يمهلها سيف لتجيب وهو يعترض كالعادة: يعنى أنا بتحايل عليك مش راضى . وماما تقول كلمة واحدة تقولها اللى تشوفيه ؟ هو انت مش راجل؟
اتسعت عينا فطيمة ونهرته فورا : ولد . اعتذر لبابا فورا .
رفع عهدى كفه يمنعها من التحدث لتصمت فورا . نظر لولده بجدية : انت فاهم الرجولة غلط . الراجل هو اللى يرضى مراته ومامته واخته لأن الرسول عليه الصلاة والسلام وصانا على الستات . مادامت ماما مابتغلطش ليه ارفض رأيها أو اعافر معاها هى مامتك وعارفة مصلحتك ويمكن تفهم فيها اكتر منى . ولو الموضوع مش خاص بيك بردو ورأيها صح لازم اخد بيه واشكرها أنها واقفة معايا وفكرت علشانى . الراجل اللي يعارض ويفرض سيطرته لمجرد المعارضة زى ما بتعمل كده عمره ما هيبقى راجل ولا هيعرف يعنى ايه رجولة .
وضعه أرضا وهو يتابع بحزم : اتفضل على اوضتك وفكر فى كلامى كويس وإذا حبيت تتناقش تعالى بس بالعقل عاوز تعارض وخلاص مااشوفش وشك غير لما ارجع بكرة .
نكس الصغير رأسه وتوجه لغرفته فورا ، شعرت فطيمة بالاسف لتقول بحنان فطرى : يا عهدى سيف لسه صغير .
تنهد عهدى وهو يقربها منه : من شب على شيء شاب عليه .. هنسكت له هيبقى انانى وشوية شوية مش هيعجبه حاجة . خليه يتعلم يستعمل عقله قبل لسانه . هى لولو فين ؟
تساءل بحنان لتجيبه ضاحكة : هتكون فين فى اوضتها بترسم الصورة الغامضة اللى مش عاوزة توريهالنا غير لما تخلص .
جذبها معه نحو غرفتهما : طب تعالى بقا احكى لك حلم بسرعة قبل ما عيالك يدوروا علينا .
___________
عاد نعمان للمنزل ليستقبله حازم بخطواته المهتزة بينما استقبله حمدى بركلة كرة استقبلها بباطن قدمه ليعيد تمريرها له ليأتى صراخ اسماء : أنا مش قلت مفيش كورة فى الشقة ؟؟
اسرع كل منهما إلى مقعد واستوى جالسا قبل أن تصل للردهة ليقول نعمان : كورة ايه يا اسماء ؟؟ انت بس الصداع بيخبط فى دماغك .
وضعت كفها بخصرها وهى تنظر له بتحدى : بقا كدة !! بما ان الصداع بيخبط فى دماغى اتفضل قوم اغرف الاكل وانا داخلة اوضتى .
انتفض نعمان لاحقا بها : اهون عليك يا سمسمة . أنا جاى تعبان مش ملاحق بين المعمل والمبانى .
التفتت تنظر له بحنان : ماتهونش طبعا . بس بطل تقويه على لعب الكورة فى الشقة .
اقترب يقبل وجنتها : خلاص يا قلبى كلها كام شهر وننقل بيتنا الجديد وهناك جنينة يلعب براحته .
اتجهت اسماء ناحية المطبخ وهو يحمل حازم ويلحق بها لتقول : أنا مش مصدقة إن هيبقى لينا بيت لوحدنا يا نعمان .
نعمان : لولا اشواق اختك وشغل المعمل كان زمانى موظف في السكة الحديد لا هنا ولا هناك .
قطبت جبينها: طبعا اشواق مشكورة لكن انت بردو بتعبك ومجهودك كبرت المعمل وبقا حاجة تفرح .
نعمان : المصلحة واحدة يا اسماء طول مابنراعى ربنا هيبارك ويوفقنا . من حق اشواق ليها فلوس عاوزك تيجى معايا يوم نزورها ونتحاسب .
تنهدت اسماء : هو اسعد بردو مش راضى تعمل له توكيل ؟
حملت صينية الطعام وتقدمت ليفسح لها ويقول : ابدا .. اهو بيقعد ساعة الحساب ودماغه ألماظ بس مش عاوز ورق رسمى .
____________
بعد عدة أيام يجلس اسعد أمام أحد الأطباء الذى يطلع بتركيز على فحوصاته الطبية ثم رفع رأسه ليقول : للاسف يا استاذ اسعد مهما العلم بيطور فى حالات بنقف احنا والعلم عاجزين قدامها .
زاغت نظرات اسعد : يعنى ايه يا دكتور !! مفيش أمل ؟؟
هز الطبيب رأسه بأسف : ضميرى مايسمحش انى اديك أمل كداب ممكن يسرق عمرك وانت بتجرى وراه ومش هيتحقق . حاول يابنى تدور على سعادتك وعيش حياتك وارضا بأمر الله .
ابتسم اسعد ابتسامة مريرة تعبر عن ألمه وهو يتناول فحوصاته الطبية ويغادر العيادة .
إنه اكبر طبيب امراض ذكورة بالمحافظة . ورغم ذلك غادر اسعد العيادة إلى أخرى ليجد نفس الرد ونفس الألم .
غادر هذه المرة متجها فورا لمنزل والدته .
وصل ليجدها خارجا . وضع أوراقه أمامه وأسند رأسه لكفيه وجلس ينتظر عودتها .
طال انتظاره لساعة كاملة قبل أن يفتح الباب عنها . نظرت له بقلق ليرفع رأسه وينظر لها فتتساءل : انت قاعد كدة ليه ؟ مالك حصل ايه ؟؟ هى نكدت عليك ؟؟
ظل صامتا يستمع إلى سيل الاتهامات التي تلصقها بزوجته . يجلس صامتا عاقد ذراعيه حتى انتهت ليقول : أنا هطلق اشواق .
بسمة انتصار علت ملامحها واتسعت ابتسامتها فورا : اهو كدة تبقى ابنى حبيبى اللى عارف مصلحته . وانا من بكرة هدور لك على عروسة واجوزك ست ستها .وتكون ...
قاطعها اسعد : انت عارفة أنا جاى منين ؟؟
صمتت ونظرت له ليقول : أنا عشت معاها اسعد ايام حياتى . معاها كنت اسم على مسمى . كنت فعلا اسعد راجل فى الدنيا .لكن انت فتحتى حكاية الخلفة وخلتينى افكر وادور ...
اسرعت خديجة تقول : لاقيتها زى ما قولت لك صح ؟؟
ضحك اسعد ضحكة مريرة دبت الخوف بقلبها وهو يصيح ملقيا فحوصاته بوجه أمه : أنا عقيييم .عمرى ما هبقى اب ..مين هترضا بيا على عيبى قولى لى ؟؟ مين هتضيع شبابها وعمرها مع واحد زيى ؟؟
ارتمت خديجة جالسة بوجه شاحب تلملم الاوراق وتنظر لها دون أن تدرك ما بها وهى تتحدث برفض هستيرى : لا . لامش معقول !! نشوف دكتور تانى ..نعمل اى حاجة .. علشان خاطرى يا اسعد تلاقيها هى ... هى ...
صرخ اسعد صرخة اهتز لها جسم أمه كاملا : كفاية بقا .. كفاية حرام عليك سيبينا ف حالنا .
وقف متجها للخارج : ارتاحى يا امى أنا هطلق اشواق زى ما انت عاوزة . بس اعتبرينى مت بعدها .
اغلق الباب بعنف وهى تهرول لتلحق به : لا يا اسعد
وقفت أمام الباب : تعالى نشوف دكتور تانى .. اسمع كلام امك ..
لكن لا رد ، لا اسعد ...
____________
استيقظ عهدى من غفوته على طرقات خفيفة ، رفع رأسه سامحا للطارق بالدخول . دخلت هالة تخفى شيئا خلف ظهرها . ابتسم وتحدث بصوت لم تغادره بحة النوم : تعالى يا لولو .
اقتربت لتجلس بطرف الفراش : صباح الخير يا عمو
عهدى : صباح الفل يا قلب عمو .فين ماما وسيف ؟وانت مخبية ايه ورا ضهرك؟
هالة : ماما فى المكتب وسيف فى الحضانة
فرك وجهه بكفيه وهو يعتدل جالسا : ومخبية ايه ؟؟
ابتسمت هالة بخجل : مفاجأة . بس ماتضحكش عليا .
قالتها بتحذير ليبسط يديه أمامها فتضع فيهما ورقتها الملفوفة بعناية ومربوطة بشريط من الستان الازرق ثم تعدو خارجا .
ضحك عهدى وهو يحل الشريط عن الورقة ويفتحها لينظر لها بأعين مندهشة وقلب خافق ...
جالت عينيه تتفحص صورته التى صورتها أناملها الصغيرة بدقة متناهية وبطرف الورقة كتبت بخطها الأنيق : يمكن مقدرش اغير اسمه ..بس قدرت ابدل صورته .
نهض عن الفراش يتعثر بأغطيته فيكاد يسقط ليتجه فورا لغرفة هالة ، كانت تجلس وترسم صورة أخرى لترفع عينيها إليه ، يحاول السيطرة على خفقان قلبه وتلعثم لسانه : لولو ... أنا ...لولو
تتراقص الفرحة بعينيه لتقول هالة : عمرى ما هقدر انادى لك زى سيف ، علشان انت عندى اغلى من الكلمة دى . الكلمة دى كانت لحد تانى مش زيك يا عمو وعمره ما هيبقى زيك .
فتح ذراعيه لتسرع لصدره ، استقرت لدقائق معدودة قبل أن تعود لمشاكسته : هو انت هتلبس جاكت الترنج أمته ؟ بتشتريه ليه اصلا ؟
ضحك عهدى : هههههه يا هادمة اللحظات السعيدة . مش هلبسه يا لمضة
ابعد ذراعيه ليعيد لف الصورة بعناية وحرص ويقول بفخر : أنا هبروزها . دى اجمل هدية واغلى هدية على قلبى .
تعلقت هالة برقبته : ونعلقها فى اوضتك ؟؟
حملها وهو يتجه للخارج : لا طبعا . هنعلقها فى الصالون . لازم كل الناس تشوف موهبة بنتى حبيبتى .البسى بسرعة قبل ما ماما ترجع هنكون علقناها .
وضعها أرضا لتعود لغرفتها ركضا . نظرة الفخر لها بعينيه اشعرتها كم هى بحاجته .
__________
دخل اسعد من باب المنزل يجر قدميه جرا ليستقبله عادل كالعادة : بابا اتأخرت ليه ؟
اقبلت اشواق نحوه بلهفة واضحة : مالك يا اسعد ؟؟
نظر لها لترى حزنه وكسرته . ربتت على رأس عادل : عادل ادخل اوضتك .
بدل عادل نظراته بينهما وهم بالمغادرة ليوقفه اسعد بلهفة : لا استنى .
توقف الصغير ليبتسم اسعد : أنا جاى معاك .
اتسعت ابتسامة عادل وهو يرفع سبابته لأمه محذرا : ماتجيش ورانا ده وقت للرجالة بس .
رأت ابتسامة اسعد المريرة والصغير يردد كلماته التى طالما أخبرها بها حين يريد الانفراد ب عادل منذ زواجهما . كم عززت هذه الأوقات وإن كانت متباعدة العلاقة بينهما .
توجه اسعد بصحبة عادل لغرفته . اسرع الصغير يتربع فوق الفراش بحماس : وعدتنى تكملى لى قصة أسامة بن زيد .
ارتمى اسعد فوق الفراش : أنا تعبان اوي يا عادل وعاوز بس انام جمبك .
انتفض الصغير عن الفراش واسرع لقدمى اسعد ببراءة : نام يا بابا وانا هقلعك الجزمة زى ما بتعمل معايا لما نروح الملاهى .
لم يكن اسعد قادرا على الحركة . الدموع تختنق بقلبه وعينيه لحظات وعاد الصغير لجواره ، بسط ذراع اسعد وتوسده ناظرا لوجهه مباشرة ، لحظات وكان كفه الصغير فوق وجنة اسعد رابتا بحنان . فتح اسعد عينيه ونظر له ليغلقهما مرة أخرى على صورته الغالية .
دخلت أشواق الغرفة بعد ساعة بهدوء ، وجدت اسعد يغط فى نومه وعادل بين ذراعيه. اقتربت وهزت اسعد برفق ليهمهم معترضا ويعود للنوم .
تنهدت بضيق هى تعلم أنه ليس بخير . حسنا لتترك الأمر كله حاليا وتمنحه بعض الراحة .
استيقظ اسعد لصلاة الفجر كعادته ، نهض بهدوء وتوجه لغرفته ليجدها بإنتظاره . يعلم أنها لن تتحدث قبل الصلاة ليقترب منها : اشواق أنا هصلى هنا بيكى .
نظرت له بدهشة فهو لم يصل بها الفجر منذ ليلة زفافهما لكنها رغم الدهشة أظهرت له الحماس وجاهدت لأخفاء هواجسها عنه .
انتهيا من الصلاة لتجثو أمامه : مالك يا اسعد ؟؟
أحاطت وجهه بكفيها لترى تخبطه وحيرته . ألمه وكسرته .
قربت رأسه لتضمها بدفء يحتاجه بشدة : قول يا حبيبي..فيك ايه ؟؟
ضمها بقوة مستنشقا عبيرها المسكر مرحبا بالترنح بين ذراعيها ، لحظات من هذا الدفء الممتع قبل أن يعود للخلف . تتجول عينيه بلهفة كما اعتاد ليقول بشوق واضح : انت حلوة اوى يا اشواق .
قطبت جبينها : اول مرة من يوم ما اتجوزنا تقولى يا اشواق !!!
اختطفت أحد أنفاسه متنهدة بإستمتاع : أنا اشواقك انت .
اغمض عينيه وضم شفتيه بقوة متمسكا بتلك اللذة المهلكة ..لحظات طالت وهى تتأمل صمته المتمتع بها . فتح عينيه اخيرا لينظر لها بحزن : اشواق أنا .. انت ..انت
اختنق صوته بمعاناته لتربت على خده بحنان وهى تجاهد لاخفاء مخاوفها : أنا ايه يا قلب اشواق ؟؟
زاغت نظراته هاربة من عينيها وهو يردد : انت .. انت ...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والثلاثون من رواية أشواق - قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا