مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية إجتماعية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الشهيرة بشيمو والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السابع من رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد.
رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد - الفصل السابع
رواية العاصفة - الشيماء محمد |
رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد - الفصل السابع
ميادة مكشرة : محتاجة حاجة ! ايه محتاجة حاجة دي ! أكيد عايزة أعرف رأيك !
شريف كشر باستغراب : رأيي في ايه بالظبط ؟
ميادة بغيظ : في اللي سمعته وفي اللي أمل اتعرضتله ! هتعمل ايه ؟ هتفض الخطوبة صح
شريف بص لوالدته باستنكار وعدم فهم وهز دماغه : أفض الخطوبة ؟ ليه ؟
ميادة كشرت : ايه هو اللي ليه ! انت ما سمعتش اللي حصلها ! وبعدين هي خبت ليه على الناس ! علشان خايفة تتفضح يبقى احنا نستنى ايه بقى !
شريف هز دماغه بعدم تصديق : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ! علشان اتعرضت لحادثة ولمشكلة أسيبها ! بالله عليكي يا أمي أنا محتاج أرتاح وياريت تشيلي الأفكار الغريبة دي من دماغك
ميادة مسكته من دراعه قبل ما يروح لسريره : بلاها الخطوبة دي يا شريف انت يا حبيبي دكتور والف مين تتمناك .
شريف بص لوالدته بهدوء : ماما اذا سمحتي أمل إنسانة فوق الرائعة وأنتي بنفسك كنتي بتحبيها .
ميادة بغضب : بس الوضع اتغير
شريف ابتسم لوالدته وحط ايده على وشها : الوضع زي ماهو وأمل زي ما هي مفيش أي شيء اتغير .. اتعرضت لحادثة والحمد لله ربنا نجاها منها .
ميادة ولسه مكشرة : والولد اللي أنقذها !
شريف بهدوء : يشكر جدا وبكرا ولا بعده هاخد تليفونه من عم عبدالله وأشكره بنفسي بس يومين كده يكون هو كمان صحته اتحسنت ممكن بقى تسيبيني أرتاح شوية
ميادة خارجة وهي مضايقة: هسيبك بس يكون في معلومك أنا مش داخلة دماغي الجوازة دي .. ربك يقدم اللي فيه الخير .
شريف ابتسم : ايوة مش عايز منك يا ست الكل غير الدعوة دي .. يقدملي اللي فيه الخير ليا وليها .. تصبحي على خير يا ست الكل .
خرجت وهو قعد في سريره وبيفكر في كلام مامته بس وصل لنفس النتيجة ان كلامها مش منطقي ومالوش اي معنى وأمل زي ماهي وهتكون أجمل حاجة في حياته ..
تاني يوم
< عند ملك >
ملك في أوضتها ومخرجتش منها من ساعة ما رجعت من عند كريم
خالد دخلها وقعد جنبها وهي قاعدة في سريرها مكشرة ومهمومة فقرب منها : حبيبة قلب أبوها مالها !
ملك قلبت شفايفها بفتور : مفيش .
خالد رفع وشها تواجهه : مش على بابي ولا ايه ! كريم لسه زعلان
ملك بصت لأبوها بحزن : كريم اتغير أوي بعد الحادثة دي حاسة إني مش عارفاه يا بابا .. مش قادرة أحدد هو عايزني ولا مش عايزني وبيحاول يخلص مني بالذوق !
خالد بيسمع بنته باهتمام : طيب ايه رأيك لو تحكيلي كل اللي حصل وأفكر معاكي بصوت عالي
ملك بصت لباباها اللي شجعها أكتر تتكلم معاه وبالفعل حكتله كل حاجة حصلت ما بينهم من أول بعدهم لحد ما رجعت البيت
خالد بهدوء : طيب أنتي غلطتي فعلا لما اتهمتيه انه على علاقة بالبنت دي .
ملك كشرت : أوك عارفة ودي مش مشكلتي دلوقتي يا بابا .
خالد ابتسم بتفهم : عارف بس كله مترتب على كله يا ملك .. بعدين ايه اللي مزعلك في ان كريم تكون أخلاقه عالية ! المفروض ده شيء يسعدك ؟!
ملك بحزن : مش حكاية الأخلاق يا بابا هو بعدني عنه وبعدين خايفة بعد كده يبدأ يحاول يغيرني انا ..
خال بيطمنها : حبيبتي .. كريم شاب فوق الرائع و ياريت بلاش تسبقي الأحداث واديله وقته شوية يستوعب اللي حصل ويستوعب فكرة انه بقى بخير .. في ناس كتيرة لما بتواجه الموت بتتغير لفترة وبعدها بترجع لطبيعتها .. سيبيه براحته خليه ياخد وقته و كله بعدها هيرجع لطبيعته ما تقلقيش .
ملك بصت لباباها بتعلق : بجد هيرجعلي يا بابا ! هيرجع لكريم اللي أنا بحبه ! يارب يا بابا فعلا يارب .
خالد ضمها لحضنه : يارب يا قلب بابا ودلوقتي سيادتك تقومي وتهتمي بشغله لحد ما يرجع علشان يعرف قيمتك ايه يا قمر أنت .
ملك قامت بحماس : هجهز وأنزل معاك .
نزلت على شركة كريم تحاول تعوض غياب كريم عن الشركة ..
< أمل >
أمل في بيتها حيرانة ومخنوقة وأبوها وأمها معاها بيحاولوا يتكلموا معاها علشان ما تحسش إنها لوحدها
عبدالله باهتمام : مالك يا أمل !
أمل انتبهت لأبوها وابتسمت : مفيش يا بابا خير !
سميرة مكشرة : حبيبتي أنتي مش معانا خالص .. احنا من بدري بنتكلم بس أنتي ولا هنا .
أمل بصت للأرض واتنهدت وأمها قربت منها ورفعت راسها تواجههم : في ايه يا أمل مالك يا حبيبتي !
أمل بتردد بصتلهم الاتنين : حاسة إنه غلط اني أخبي على شريف موضوع تبرعي لكريم .. يعني هو دكتور لنفترض لأي سبب بعد كده عرف اني بكلية واحدة هقوله ايه ساعتها ! أصل اتبرعت بيها ونسيت أقولك !
سميرة كشرت : ده شيء ما يخصوش أصلا .
عبدالله اتدخل : ازاي بقى يا أم طه ! دي هتكون مراته .. والموضوع حصل وهو موجود مش موضوع مثلا قديم هنقول اتنسى ..
أمل لأبوها : يعني أنت برضه رأيك إني أقوله !
سميرة قبل ما جوزها يرد : أمه مش هتقبل ده .....
عبدالله كشر وبص لمراته : مالنا بأمه دلوقتي ! احنا هنبلغ شريف والله هو حب يقول لعيلته ده شيء يرجعله .
سميرة بغيظ : ولو أمه معجبهاش الوضع ولا طولت لسانها ولا الله أعلم هي بتفكر ازاي !
عبدالله بص لمراته : والله يا سميرة الموضوع ده حصل دلوقتي علشان يكشفلنا تفكيرهم ولو هو ما سدش وكان راجل يبقى الواحد يصلي لربنا الف ركعة شكر إنه اتكشف دلوقتي قبل ما ناخد أي خطوة .. ساعات المصايب أو البلاوي بتورينا معادن الناس اللي حوالينا وبنعرف منها مين يستاهل نكمل معاه ومين اللي نشطبه من حياتنا .. اهو ده اللي حاصل دلوقتي .
أمل اتدخلت : بابا عنده حق يا ماما ..
الموضوع ده هيحط النقط على الحروف .
سميرة بصتلهم الاتنين : بس .......
أمل بحب : ما بسش يا ماما انا فعلا مش هقدر اخبي حاجة زي دي ..
عبدالله وقف : خلاص نكلمه ونخليه يجي وتقوليله كل اللي أنتي عايزاه ونشوف هيكون رد فعله ايه ! وربنا يقدملك اللي فيه الخير يا بنتي ..
شريف بناء على طلبهم عدى عليهم آخر النهار قبل ما يروح بيته وقعد شوية وبعدها الكل انسحب بحيث يديهم فرصة يتكلموا براحتهم بس ما سابوش المكان كله طه فضل موجود ولكن أخد جنب مسك اللاب بتاعه بيخلص شوية حاجات فيه
أمل بدأت تتكلم مع شريف : أنا كان لازم أتكلم معاك .
شريف باهتمام : حسيت ان في حاجة انتي عايزة تقوليها .. اتكلمي براحتك .
أمل أخدت نفس طويل وبصتله وبدأت تحكي حالتهم في المستشفى بالتفصيل وتعرض حالة كريم والحالة اللي الكل كان فيها
شريف باهتمام : وبعدين ! لقي متبرع ؟ الوقت كان ضيق والوقت في الحالات دي بيكون عامل مهم جدا .
أمل بتردد : مكانش في حد من عيلته كلها متطابق لدرجة ان حتى بابا وماما وطه وانا عملنا اختبارات زيهم وفكرنا نتبرعله .
شريف ابتسم بتفهم : كويس جدا هو فعلا باللي عمله يستاهل تفكيركم ده .
أمل بصتله وابتسمت لتفكيره ده وهو فكر ساعتها انها قد ايه بتكون جميلة لما بتبتسم كده ابتسامة صافية فبادلها الابتسامة وهي اتشجعت تكمل : للاسف محدش فيهم طلع متطابق معاه .
شريف كشر باستغراب : امال مين اتبرعله ! لما محدش منهم طلع متطابق ! مين أنقذه !
أمل هنا أخدت نفس طويل وبصتله : أنا بس اللي اتطابقت معاه يا شريف
شريف هنا فهم الباقي بس ماحبش يستعجل فى تفسيراته وبصلها باهتمام : يعني ايه !
أمل كشرت بعدم فهم : يعني ايه ايه ؟
شريف بتأكيد : يعني انتي اتبرعتي ؟ ده اللي انتي عايزة تقوليه ! أنتي اتبرعتيله بكليتك !
أمل هزت دماغها ومقدرتش تنطق من نظراته اللي معرفتش تفسرها
شريف أخد نفس طويل ولعب في شعره بتوتر وافتكر كل كلمة والدته قالتها .. الموضوع فعلا كبير .. في نقط استفهام كتيرة جدا .. ليه أمل نزلت من الميكروباص ؟ ازاي فضلت لوحدها ؟ مين كريم ده اللي أنقذها ؟ ازاي عدوا العاصفة دي كلها ؟ طيب لما هو اتصاب بالشكل ده واصابته شبه مميتة مين أنقذه هو ! مين وصلهم لحد المنيا ولحد أهل كريم ؟ ولما أمل ما تعرفوش قبل كده ولما مفيش تليفون ازاي أمل عرفت مكان أهله وازاي قدرت توصله ؟
أخد نفس طويل وحس إن في حاجات كتيرة مش مفهومة أبدا
أمل بتوتر من سكوته : شريف اتكلم اذا سمحت ..
شريف بضيق نوعا ما : عايزاني أقول ايه ! حاسس إن اي كلام هقوله ممكن يتفهم بأسلوب مش حلو .
أمل باهتمام وتفهم : شريف أنا ماحبتش إني أخبي عنك حاجة وخصوصا واحنا في أول طريقنا .. كل الأسئلة اللي أنت بتفكر فيها قلها بصوت عالي وخليني أجاوبك ..
شريف بصلها بتردد نوعا ما وهو بيفكر ومش عارف يبدأ منين ؟
أمل بتشجيع : فكر بصوت عالي .
شريف نفخ وحرك ايده بتوتر على شعره وبعدها بصلها وبدأ يسألها كل الأسئلة اللي بيفكر فيها وأمل بتجاوبه بمنتهى الهدوء بس من جواها اتضايقت .. هو حقه يسأل وهما ما يعرفوش بعض قبل كده فده طبيعي بس ليه حاسة من جواها إنها متهمة واللي قدامها بيحقق معاها مش بيفهم الوضع ؟!
أخيرا شريف سكت وهي سكتت شوية وبعدها بصتله : خلصت استجوابك !
شريف هنا رفع دماغه بتكشيرة بصلها : أنا مش بستجوب .
أمل بضيق دورت وشها بعيد : ده احساسي .
شريف بإصرار : أمل بصيلي .. أمل .
بصتله وفضلت ساكتة وهو كمل : كان لازم اشيل علامات الاستفهام كلها .. أنتي قلتيلي فكر بصوت عالي وده اللي حصل اني فكرت معاكي بصوت عالي .. مش بعد ما ناخد قرار مع بعض تزعلي من تبعاته .. مش بحب الحياة اللي تكون مبنية على كدب أو سوء تفاهم لأن ساعات سوء التفاهم ده بيكبر لحد ما بيدمر العلاقة تماما .
أمل بصتله : وده سبب إني قلتلك اسأل اني مش عايزة علامات استفهام وعايزة شفافية ووضوح في علاقتنا .
شريف هز دماغه باستغراب : يبقى ازاي لما ده حصل واتكلمنا أنتي متضايقة مني !
أمل فعلا متضايقة بس مش قادرة تحدد سبب ضيقها بالظبط وبعدها بصتله : مش متضايقة ما تشغلش بالك انت .. المهم ان كل حاجة واضحة .
شريف ابتسم : فعلا ده المهم .. والأهم ان الكابوس ده خلص وانزاح .. بس برضه يا أمل واعذريني في علامة استفهام كبيرة مش قادر اتخطاها
أمل اتنهدت بتعب : ايه هي؟
شريف عارف وحاسس بتعبها وضيقها بس طالما اتكلموا لازم يفهم كله : ازاي الميكروباص سابك أصلا ! أمل أنا طول عمري بسافر للقاهرة سواء في الكلية أو بعدها و في أي وقت الأتوبيس أو الميكروباص قبل ما بيتحرك السواق دايما بيتأكد إن الكل موجود وأنتي مكنتيش فيه ازاي مشيوا وسابوكي ! ازاي معرفوش انك مش موجودة ؟ ازاي بنت عمك مشيت من غيرك ! أنتي كل مرة بتتجاهلي النقطة دي وأنا قلت يمكن ماحبيتيش تتكلمي قدام عيلتي فأجلت السؤال لحد ما نكون لوحدنا بس برضه دلوقتي النقطة دي بتتجاهليها !
أمل سكتت لأنها مش عارفة تقول ايه ! إجابتها هتضر غيرها وهي ما اتعودتش أبدا تضر حد فما بالك ببنت عمها !
شريف كرر سؤاله : ازاي مشيوا وسابوكي !
هنا طه أخوها اللي لاحظ توترهم فركز معاهم وهو اللي اتدخل : تسمحلي أنا أجاوبك يا دكتور ..
شريف بصله باهتمام وهو بيقرب عليهم وهنا سميرة وعبدالله كمان قربوا لما لاحظوا تدخل طه والكل اتجمع وشريف قعد في النص اتوتر من تجمعهم بس في نفس الوقت عجبه فكرة إن كلهم ايد واحدة وكلهم قريبين من بعض
شريف لما كلهم اتجمعوا : أنا هقول مرة تانية زي ما وضحت لأمل إني بس محتاج أحط النقط على الحروف ولا أكتر ولا أقل .. أنا ماعنديش شك في أمل نهائي ولا بقلل من مكانتها ولولا هي اللي أصرت إني أفكر بصوت عالي معاها ماكنتش اتكلمت على الأقل دلوقتي وهي تعبانة .. بس زي ما هي قالت إن الشفافية والوضوح بتريح كتير .
عبدالله هز دماغه بموافقة وبأسف وبصله : الموضوع للأسف يا ابني كان غيرة بنات .
سميرة كشرت وكان نفسها هي اللي تجاوب بس مسكت نفسها وسابت جوزها يتكلم براحته عن أخوه وبنته
عبدالله كمل : سمر بنت أخويا كانت مع أمل زي ما أنت عارف وللأسف كان في بينهم مشاحنات وحبت تهزر بس هزارها كان تقيل حبتين فلما نزلوا الاستراحة حبت تضايقها وحبستها في الحمام على أساس إن الأتوبيس اللي وراهم هيجي ناس ويفتحولها وتركب معاهم ويكون هزار سخيف حبتين بس مكانتش تعرف إن كل الأتوبيسات والرحلات اتلغت بسبب العاصفة .
طه بضيق : أو كانت تعرف وده قصدها .
عبدالله بص لابنه بغضب وزعق نوعا ما : مش هندخل احنا في نوايا الناس .. المهم يا ابني انها قالت فى الميكروباص إن أمل ركبت مع قرايبها ومشيت وسبقتهم والسواق صدقها بسبب صلة القرابة ومشي والباقي أنت عارفه كله ..
شريف كان مذهول من اللي سمعه ومكانش مصدق اللي سمعه أصلا : عمي بس ده مش هزار ومش غيرة ده شروع في قتل .
عبدالله كشر وبصله : قتل ايه اللي بتتكلم عنه وبعدين ما تنساش اننا بنتكلم عن بنت أخويا وهي عيلة وغلطت .
شريف بذهول : الغلط ده كان هيكلفك حياة بنتك وسمعتها وحياة شاب تاني اهو كان هيموت .. فالموضوع أكبر من الغيرة يا عمي .. حتى المقالب السخيفة بيكون لها حدود .
عبدالله برفض وقف : أنت عايز توصل لايه يا دكتور !
شريف وقف واتراجع : طالما قلت دكتور يبقى كلامي ضايقك .. عمي أنا مش دي نيتي بس بجد مقدرتش أسكت ومع احترامي الشديد لأخو حضرتك بس ..
عبدالله قاطعه : ما بسش يا دكتور أنت كده كل الأمور وضحت قدامك ودلوقتي رجاء خاص مش حابب حد يعرف باللي حصل ده أنا مش هرد الأذى بأذى أبدا وبنت أخويا تهمني سمعتها زي بنتي مهما يكون غلطها والحمد لله ربنا سترها من عنده والازمة عدت على خير فحاليا فكر براحتك وبلغني بقرارك .
شريف بصلهم كلهم بعدم فهم وبص لأمل اللي هربت من عينيه وملقاش إجابة في عينيها فرجع لعبدالله : تقصد ايه وأفكر في ايه !
عبدالله بصله : في الخطوبة دي هتستمر ولا ......
قاطعه شريف : أنا مش فاهم ايه دخل خطوبتنا في الحادثة اللي حصلت أصلا ... أى إنسان في الكون كله معرض لحاجة زي دي ليه بتفترضوا إني ممكن أغير رأيي ! أنا شوفت أمل من فترة ساعة ما حضرتك تعبت السنة اللي فاتت وعرفتها وعرفت قد ايه هي إنسانة جميلة ومحترمة واتمنيت إنها تكون شريكة حياتي وانتظرت شوية أشوف الدنيا حواليا وحواليها وأخدت خطوة جدية في الارتباط وكل ما بعرفها أكتر كل ما بيكون كلي ثقة إنها هي الإنسانة اللي بتمناها في بيتي .. مش فاهم ليه الوضع ده يتغير دلوقتي ؟ أو ليه بتفكروا إني ممكن أغير رأيي ! هو أي إنسان خطيبته أو مراته تتعرض لحادثة يسيبها ! ولا حضرتك شايفني إنسان سطحي وقليل الاصل علشان أعمل كده !
عبدالله وقفه : أنا ما قلتش إنك إنسان سطحي أو قليل الأصل .
شريف بغضب : عمي ده معنى سؤالك لما تسألني هكمل الخطوبة دي ولا لا مالهاش أي معاني غير كده .
سميرة اتدخلت : ياابني الحياة مواقف والمواقف اللي بتحصل قدامنا بتبينلنا معادن الناس .. اللي حصل حادثة كبيرة ووضحت أفكار كتيرة فطبيعي جدا نعرف أفكارك أنت كمان .. زي ما أنت كان عندك أسئلة وعايز تحط النقط على الحروف احنا كمان محتاجين نحط النقط على الحروف وزي ما احنا ما افترضناش سوء نيتك في كل أسئلتك أنت كمان ما تفترضش سوء نيتنا في أسئلتنا .
شريف اتراجع وأخد نفس طويل وبصلهم كلهم : ماشي يا ست الكل في دي عندك حق .. على العموم موقفي ما اتغيرش أبدا .. احترامي وثقتي في أمل ما اتغيروش .. وأنا زي ما أنا لسة عايزها شريكة حياتي .. وكل اللي اتقال بينا النهاردة مش هيخرج برا قعدتنا دي .. وما تقلقش حضرتك يا عمي سمعة بنت أخو حضرتك تهمني برضه .. وأتمنى تعتبروني جوا دايرة العيلة دي وأتمنى أكون مستحق لثقتكم دي ..
عبدالله ابتسم لشريف : أتمنى ده فعلا بس برضه معلش خدني على قد عقلي وفكر الليلة دي في كل كلامنا وبكرا هنتطر منك تليفون .
شريف بإصرار : عمي الموضوع منتهي بالنسبة لي !!
عبدالله ابتسم بإصرار : خدني على قد عقلي معلش .
مشي شريف وكلهم اتلموا حوالين أمل في أوضتها يتناقشوا طول السهرة عن شريف وموقفه ...
شريف روح بيته و والدته انتظرته بفارغ الصبر لحد ما دخل : كانوا عايزين ايه ! قالولك ايه !
شريف بصلها باستغراب : مين دول ! بتتكلمي عن ايه !
ميادة بتكشيرة : مش وأنت بتكلمني قلت حماك بيتصل وقفلت معايا ! وبعدها عديت عليهم فأكيد كانوا عايزين حاجة !
شريف ابتسم لوالدته : مفيش حاجة بس بيطمن علينا وكمان سألني عن دواء الضغط بتاعه فقلتله يبقى يعدي عليا في المستشفى أطمئن عليه وأنا انتهزتها فرصة علشان أشوف أمل فقلتله في المكالمة إني هعدي على أمل أطمئن عليها فعديت عليهم .
ميادة كشرت وعرفت إنها مش هتاخد حق ولا باطل مع ابنها
ميادة بغيظ : يعني مش هتقولي ؟ ماشي يا شريف براحتك .
شريف ضمها بحب : حبيبة قلب شريف وروحه مفيش حاجة أصلا أقولها .. وبعدين أمل يا أمي أنا حبيتها من أول يوم شوفتها فيه وحبيت أدبها وأخلاقها وأنتي كمان ما تنكريش عجبتك وحبيتيها .
ميادة مكشرة : ماشي بس صراحة مش مقتنعة ازاي الميكروباص يسيبها في وقت زي كده وليه ! وهي ايه اللي ينزلها أصلا .
شريف اتنهد : حبيبتي كلنا معرضين لأخطاء زي كده تحصل .. أنتي ازاي الطيارة فاتتك وأنتي جاية من العمرة السنة اللي فاتت .. ها !
ميادة زقته بعيد عن حضنها بغيظ : أنت بتشبه مطار جدة بالكافيتريا ! وبعدين توهت في المطار لما روحت الحمام وأصلا معرفتش أفتح الباب
شريف ضحك وضمها تاني : حبيبتي مش بشبه حاجة بحاجة بس أقصد إن كلنا معرضين لمواقف زي دي والمواقف دي ما ينفعش نحكم فيها على الشخص اللي قدامنا .. طالما شيء خارج عن ارادتنا يبقى نتفهم اللي حصل وما نفضلش نفترض إن في أمور وأمور مستخبية .
ميادة بغيظ وهى خارجة من أوضته : على العموم أنا في الأول والآخر يهمني سعادتك وبس ..
شريف ابتسم : عارف يا ست الكل ..
أصحاب أمل مروة وعايدة عرفوا باللي حصلها وكل يوم بيكلموها ويبعتولها المحاضرات اللي بتفوتها ..
سمر عايزة تسافر لكليتها وكل شوية تطلب من أمها تقنع أبوها بس أبوها رافض تماما .
بدرية : وبعدين وآخرتها ايه ؟
محمد بصلها : آخرتها ايه في ايه ؟ مالك !
بدرية بغيظ : البنت عايزة تروح كليتها !
محمد بصلها وهو بيلبس هدومه علشان ينزل شغله : وأنا قوطلت مفيش كليات .. بعدين هي كده كده مش نافعة تروح كلية تعمل بيها ايه !
بدرية شهقت : نعم ! دي في آخر سنة وهتبقى مهندسة قد الدنيا .
محمد بتريقة : مش بنتك اللي تبقى مهندسة قد الدنيا .. دي ما تستاهلش حتى تبقى ... تبقى اي حاجة .. ملهاش خروج يا بدرية ومفيش كليات وطالما ما احترمتناش يبقى مش هنحترمها .. وأقرب كلب هيتقدملها ده اذا اتقدملها أي كلب هوافق عليه وأجوزها وأخلص من همها .
بدريه مسكته من هدومه وهو خارج : مش هسمحلك يا محمد تضيع مستقبلها .. كفاية أختها سحر اللي جوزتها وسفرتها بعيد عني .
محمد زق ايديها : سحر متجوزة واحد محترم ومعيشها كويس وعايشين في الخليج ياريتها كانت ربع أختها في أدبها وأخلاقها وبعدين ماهي سمر جنبك اهيه .. اشبعي بيها .
بدرية بغيظ : محمد خلي البنت تسافر وتكمل دارستها .
محمد زق ايدها تاني بعيد عنه : لا و اقفلي الكلام بقى .
بدرية وراه : أنت رايح فين ! لأخوك ها هتفضل تحت ظله كده على طول !
محمد بدون ما يبصلها : بيتنا مفتوح من خيره وربنا يزيده ويباركله .. واه هفضل تحت ظله .
بدرية بغضب : واكل حقك وأنت مطاطي راسك له كل ده ليه هاا !
محمد وقف وبصلها : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم يا ولية أنتي ما وراكيش غير الشر .. أبونا الله يرحمه ما سابش غير البيت ده والأرض والبيت هو واخد نصه وأنا نصه والأرض بنزرعها مع بعض وبنحصدها مع بعض .. أما معرض الموبيليا فده اشتروه من فلوسهم وشقاهم وخصوصا بعد ما سميرة والدها اتوفى وباعت حقها لأخواتها وأخدته فلوس وبالفلوس دي على اللي معاهم اشتروا المعرض ده وكبروه وطه دلوقتي ماسكه من أبوه وبرضه الواد دماغه حلوة وعمل الورشة وشغلوني معاهم يبقى أحمد ربنا ولا أنكر خيرهم زيك كده .
بدرية بغيظ : طول عمرك هتفضل أهبل ويضحكوا عليك .. قال ميراث سميرة قال دى فلوس أبوك قبل ما يموت وأخوك دكنها ولما لقي فرصة طلعها .
محمد هز دماغه بقلة حيلة : مفيش فايدة في افكارك السودا دي .. بقولك ايه احتفظي بسوادك ده ليكي ولبنتك وخرجيني أنا منه .. طبعي كده ومش هغيره وأخويا هفضل في ظهره ولو مش عاجبك هقولهالك تاني الباب يفوت الف جمل .. ودلوقتي بعد اذنك علشان أخرتيني على الرجالة .
سابها بغيظها وبنتها طلعت قعدت جنبها وبغيظ : انا مش هسيب الكلية ومش هتجوز أي كلب زي ماهو بيقول ولو حتى رسيت اني أطفش من البيت فاهمة ولا لا
بدرية أخدت نفس طويل وبصتلها : ورحمة أبويا ما هيحصل وهتشوفي .. وكليتك هترجعيها .. وبعدين ماهي أمل اهيه كمان مرجعتش .
سمر بغيظ : أمل أكيد أخوها قدم للكلية كشف طبي بحالتها وأخدت اجازة رسمية من الكلية بغيابها أنا لا.
بدرية بتفكير : ما تقلقيش أنا هتصرف وهتسافري لكليتك ..
بدرية فضلت تفكر تعمل ايه وازاي تقنع جوزها !
كانت في الجنينة بتنشر الغسيل ولمحت عبدالله رايح ناحية شقة طه جريت عليه وقفته
عبدالله وقف : خير يا أم سحر .
بدرية مثلت الانكسار والعياط : لا مش خير يا أبو طه .. زي ما أنت عارف سحر بنتي متغربة مع جوزها في أكل عيشهم ومش معايا غير سمر .
قاطعها عبدالله : من غير مقدمات يا بدرية خير !
بدرية بعياط : أخوك مش عايز سمر ترجع لكليتها وعايز يجوزها .. يرضيك مستقبلها يضيع كده !
عبدالله بصلها باستنكار : وانتي يرضيكي اللي عملته في أمل بنت عمها ماهي برضه مش بس كانت هتضيع مستقبلها دي كانت هتضيعها هي كمان ..
بدرية بعياط : عيالنا مهما بيغلطوا بنسامحهم وبنقول عيال .. مهما كان حجم غلطهم بنسامحهم مش بندمرهم يا ابو طه .. بنتي كده هتدمر ومستقبلها هيضيع هي اه غلطت بس ندمت وعرفت غلطها بس ما نضيعهاش هي كمان .
عبدالله بزهق : انتى عايزة ايه مني يا بدرية بالظبط !
بدرية مسحت دموعها المزيفة : اخوك عمره ما بيكسرلك كلمة ولو قلتله يرجعها هيرجعها .. جميل وهيكون فوق راسي طول عمري .. خليه يرجع البنت الكلية واعتبرها زي أمل بنتك .
عبدالله بأسف : ما انا طول عمري بعتبرها زيها .. وجبرت أمل تقعدها معاها السنادي في نفس الاوضة بس بنتك اللي ما صانتش ده .
بدرية بأسف : عيلة وغلطت معلش يا اخويا .. سامحوها دي بنتكم .. علشان خاطر اخوك أنت عارف كويس إنه بيعمل كده علشانك وعلشان مكسوف منك .. عارف ان دمار بنته هيوجعه بس برضه بيعملها علشانك انت وبس .. انت عارف ده كويس يا أبو طه .. فما تخليهوش يدفع هو تمن غلطة بنته بوجعه وزي ماهو بيخاف على وجعك وزعلك انت كمان خاف عليه.
عبدالله عارف كويس النقطة دي وعارف ان محمد عمل كده علشانه هو .. بص لبدرية : ربك يقدم اللي فيه الخير .
سابها ومشي ومعطاهاش فرصة تتكلم ودخل لابنه في الشقة
طه بضيق : كانت عايزة ايه الست دي ؟
عبدالله بغضب : اتكلم بأدب عن مرات عمك انا مش مربيك قليل الأدب أبدا ومهما كان دي مرات عمك .
طه اتأسف وسكت وعبدالله اتضايق أكتر وأكتر وبص لابنه : عايز حاجة هنا في الشقة ؟ ناقصك حاجة؟
طه بغيظ بس حاول يداريه : لا متشكر كل حاجة ماشية تمام وكلها يومين ونخلص تشطيبات .
عبدالله خارج : لو احتجت حاجة بلغني .
عبدالله رجع لبيته ودخل وقعد وسميرة جت قعدت جنبه : خير رجعت ليه ! مش قلت النهاردة رايح الأرض وبعت محمد اخوك !
عبدالله بضيق : أنتي عارفة إن محمد منع سمر تروح كليتها وعايز يجوزها ؟
سميرة ابتسمت : أحسن تستاهل .
عبدالله بص لمراته بضيق : أول مرة أشوفك شمتانة في حد يا أم طه .
سميرة كشرت : مش شماتة يا أبو طه بس البت دي عيارها فلت ومحتاجة تتأدب شوية .
عبدالله بضيق : تتأدب ماشي بس مش تضيع بالشكل ده .. حرمانها من تعليمها ضياع مش تأديب يا سميرة وأنتي عارفة ده كويس .
سميرة بغيظ : تستاهل كل اللي يجرالها وبعدين ابوها حر معاها .
عبدالله وقف وفضل رايح جاي : أنا وأنتي عارفين إن محمد بيعمل ده علشاني أنا وعلشان عارف حجم غلط بنته ..
سميرة وقفت : أنت عايز توصل لايه يا أبو طه بالظبط !
عبدالله وقف وبصلها : مش عايز العقاب ده لسمر ..
سميرة ماردتش عليه بس سابته وطلعت لعند بنتها وهي متغاظة وأمل حاولت تعرف مالها فحكتلها اللي حصل
أمل اتنهدت : على الرغم من اني متضايقه منها يا ماما بس فعلا ما يرضينيش بعد كل السنين دي حتى ما تاخدش شهادتها .
سميرة بغيظ : بطلوا بقى المثالية دي انتي وابوكي .. هي وامها يستاهلوا الحرق مش بس حرمانها من كليتها .
أمل بتعب : يا ماما حرام عليكي .. سمر غلطت محدش أنكر ده وتستاهل تتعاقب بس أي عقاب تاني .. بعدين في فرق بين العقاب والدمار .. ده كده مش عقاب ده دمار .. القرار ده هيدمر كل حياتها ومستقبلها وكل حاجة .
أبوها دخل : ربنا يكملك بعقلك .. يا سميرة مش معنى إننا رافضين القرار ده إننا سامحناها أو بنتساهل زي ما أنتي وطه متخيلين .. بس دي مهما كان بنت أخويا .. ومن أهلنا وما يرضينيش أبدا دمارها ومش معنى إنها غلطت أو إنها وحشة إني أعاملها بوحاشتها هي .
سميرة بغضب : السيئة تعم والحسنة تخص .
عبدالله : قابل السيئة الحسنة تمحها .
سميرة بصتلهم بغضب : أنتوا أحرار اعملوا اللي أنتوا عايزينه ( بصت لأمل ) بس اوعي تتخيلي للحظة ان شرها هينتهي عند كده دي بس كانت البداية .. وطالما عملت خطوة زي دي ضدك فاتأكدي تماما انها مش النهاية وهتعمل تاني أكتر وأكتر وبكرا تقولي سميرة قالت ..
أمل ابتسمت لأمها : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
سميرة بغيظ : ماهي مش هتلدغك بنفس الطريقة هي هتبتكر المرة الجاية .
سميرة سابتهم وخرجت وعبدالله بص لبنته اللي ابتسمت : بابا أنا واثقة إنه لا يمكن أبدا إنسان يعمل خير ويكون جزاءه شر أبدا .. دايما بيكون في خير بعد الشر وفي فرج بعد الضيق .
عبدالله قرب من بنته باس راسها : وربنا دايما بيقول أنا عند ظن عبدي بي ..
عبدالله خرج وكلم أخوه وبعد مناهدات كتير بينهم
عبدالله : أنا مش بقول يا محمد ما تعاقبهاش في طرق كتير للعقاب غير دي. .. عاقبها بس مش كده ومش بالطريقة دي .
محمد بحيرة : أعاقبها ازاي يعني ! أعمل ايه ؟
عبدالله بحيرة : معرفش أنت عارف ايه اللي بنتك بتحبه وايه لا .. ممكن تقلل مصروفها يكون يدوب على قد الضرورة ممكن تسحب موبايلها .. تسحب امتيازات أنت عاملها .. تكون رقيب عليها أكتر من كده .. عقاب يا محمد مش انتقام ومش دمار لبنتك .. احنا بنعاقب عيالنا علشان نصلح حالهم مش بندمرهم ..
محمد اتنهد : والله ما عارف أقولك ايه يا اخويا بس أنت نعم الأخ ومش عارف أنا من غيرك كنت هبقى ايه ..
عبدالله كلم بنته وعرفها إنه أقنع أخوه يرجع سمر وأمل ابتسمت : بابا بس أنا مش عايزاها معايا في نفس الأوضة .. كنت أنا وأصحابي بنيجي على نفسنا علشانها بس دلوقتي مش هتحملها معايا .
عبدالله هز دماغه : هنشوف حل لدي كمان .
أمل كلمت أصحابها وبلغتهم وكلهم فرحوا وبيفكروا يعملوا ايه ! هم في آخر السنة والنقل دلوقتي صعب .
عايدة اقترحت : ايه رأيكم لو نجيب فاطمة مكانها .
مروة بفرحة : ايوة فاطمة واهو اللي معاها في الأوضة كلهم نوعية سمر وهيعرفوا يتعاملوا معاها وبكده نكون أنقذنا فاطمة من الغلب اللي هي فيه وأنقذنا نفسنا من سمر وسلمناها تسليم أهالي للي هيأدبوها .
أمل كشرت : بس ممكن ما توافقش تتنقل ساعتها هنعمل ايه !
عايدة : مين دي اللي متوافقش ؟ أبوها يجبرها .. وبعدين قلتي إنهم موافقين إنكم ما تقعدوش مع بعض ادينا اهو وفرنا مكان ولو روحنا للادراة وقلنا هنبدل الأماكن محدش هيعترض طالما الطرفين موافقين وسمر مش هتعترض بسبب أبوها ..
أمل ابتسمت : خلاص هبلغ بابا وان شاء الله الأسبوع الجاي هاجي .
أمل بلغت أبوها وأبوها بلغ محمد أخوه واتفق معاه على تبديل الأماكن
محمد في بيته مع مراته : نادي على سمر يا بدرية .
بدرية باستغراب : ليه عايز ايه ؟
محمد بغيظ : ما تناديلها و انتي ساكتة .
سمر جت ووقفت وبصت لأمها اللي نادتلها وانتظروا محمد يتكلم
محمد بصرامة : هتسافري بكرة لكليتك .
سمر يدوب هتتنطط هي وأمها بس أبوها كمل : لسة مخلصتش كلامي علشان تتنططي .
وقفوا الاتنين بانتباه وهو كمل : مصروفك هيكون على القد بالظبط وبالمليم .. موبايلك مش هتاخديه هديكي تليفون قديم يدوب تردي تقولي الو وبس .
سمر هتعترض : بس ......
محمد زعق : أخلص كلامي ولو مش عاجبك يبقي بلاها خالص .
بدرية مسكت بنتها : كمل يا أخويا وماله كمل .
محمد بغضب : هتسيبي الأوضة اللي كنتي فيها مع أمل وهتبدلي مكانك .
سمر بغضب : هروح فين !
محمد : مكان واحدة صاحبتهم اسمها فاطمة باين .
سمر شهقت : فاطمة دي قاعدة في أوضة فيها ٦ بنات مش أربعة لا مش هوافق أبدا .. يرتاحوا على قفايا .
محمد وقف : خلاص يبقى ريحتيني وريحيتهم وبلاها سفر أنا قلت أنتي ليكي البيت والجواز .
بدرية مسكته من دراعه وشاورلت لبنتها تسكت : الكلام اخد وعطى .
محمد زعق : ولا في اخد ولا عطى .. الترم اللي فاضل يا تتلم وتعديه زي ما يكون يا بلاها وقسما بالله لولا إنه يدوب ترم ما كنت وافقت أصلا إنها ترجع .. ويكون في علمك هسافر معاكي بنفسي وهسلمك للمدينة وكل يوم هتصل بالأمن على البوابة ولو اتأخرتي أكتر من عشر دقايق بين آخر محاضرة ورجوعك للمدينة تاني يوم هتلاقيني عندك جايبك من قفاكي .. والهدوم اللي هتاخديها هتحطيها قدامي ومفيش أي مكياج ولا زفت هتاخديه معاكي أصلا ومن النهاردة كل اللي فات ده كوم واللي جاي كوم تاني .. أتمنى يكون كلامي واضح ولو سيادتك مش عاجبك بلاها .. اتفضلي من قدامي والصبح بلغيني بقرارك أحجز للسفر ولا هتاخديها من قاصرها وتريحينا وترتاحي ! اتفضلوا من قدامي أنتوا الاتنين .
بدرية شدت بنتها وطلعت لاوضتها
سمر قعدت على سريرها بغضب : ده ذل دى مش عيشة مش هسافر بلاها .
بدرية مسكتها من شعرها : وفي الآخر يبقى كل حيلتك شهادة الثانوية اللي أصلا مش معترف بيها .. يعني بعد كل العمر ده مش هتحصلي حتى الجاهلة .. أنتي هتسافري وهتخلصي كليتك وهتيجي مهندسة رافعة راسك فوق وتتجوزي واحد يقدرك ويرفعك أكتر مش تقولي مش مسافرة .. لو مسافرتيش هتفضلي عمرك كله تحت وتبصيلها هي فوق ..
سمر بغضب : مش هقدر هي تنتصر عليا كده .
بدرية قصادها : لو ماسافرتيش هي فعلا انتصرت لكن لو سافرتي ونجحتي يبقى الرءوس اتساوت وأنا كفيلة اوطي راسها تحت راسك اصبري عليا انتي انا مش هعديلها اللي حصل ده هي وامها .
سمر مسكت دراع أمها : شريف يا ماما .. شريف لو اخدناه منهم يبقى احنا اللي كسبنا ..
بدرية كشرت : شريف ؟ دكتور شريف خطيبها !
سمر بلمعة شريرة : ايوة .. تخيلي لو سابها واتجوزني أنا ؟ مش دي ضربة فوق راسهم ؟
بدرية بصت لبنتها كتير باستغراب : أنتي من امتى بتبصي لشريف ؟ مش كانت عينيكى على طه ! بس خايبة سيبتيه يروح من ايدك !
سمر كشرت : طه ! طه غبي زي أمه وبعدين ده فرحه بعد كام شهر خلاص فكك منه خلينا في شريف .
بدرية بتفكير : بس ازاي ! ده واد دغري ومالوش في كده ولا كده هنوصله ازاي ده !
سمر بتفكير : ممكن نوصل لعيلته ! ماما معرفش اتصرفي انتي .. المهم الجوازة دي ما تتمّش والا مش هرتاح في يوم من الايام .. مش هتحمل هي تتجوز حد أعلى مني ! وأشوفها دايما معاه وأنا عيني منه .
بدرية وقفت وكشرت معقولة الزمن بيعيد نفسه تاني ! معقولة بنتها هتكون زيها ! طول عمرها عينيها على عبدالله بس عمرها ما قدرت حتى تلفت انتباهه ولما اختار سميرة لعبت على أخوه اللي وقع بسهولة بس هيهات الفرق بين الاتنين وعلشان محمد ما يحسش طول الوقت تتخانق معاه وتتهمه إنه عينيه من سميرة مع ان الصح ان هي اللي عينها من عبدالله ..
لا مش هتخلي بنتها زيها ولازم تكون احسن منها وهتوصلها لشريف بأي شكل واي تمن مهما كان ..
فاقت من أفكارها على بنتها بتزقها في كتفها : سرحتي في ايه كده ؟
بدرية ابتسمت لبنتها : سافري وخلي كل الغضب اللي جواكي ده يدفعك لقدام تذاكري وتنجحي ، بلاها عوايدك ونظام السنة في اتنين لأن المرة دي آخر فرصة ليكي .. لو ما نجحتيش خلاص راحت عليكي اما شريف ده خليه عليا انا ..
سمر اتفقت مع أمها واخدت قرارها وبلغت أبوها انها هتسافر وهتكمل .. سافرت سمر مع ابوها ونقلها فعلا من أوضتها واتفق مع بتوع الأمن إنه هيتصل بيهم يبلغوه مواعيد رجوعها من الكلية بشكل يومي ومنعها منعا تام من الخروج من المدينة بعد الكلية لاي سبب بدون حد قرابة درجة أولى وكتب إقرار بده وقدمه للمدينة ..
سمر كانت كارهة أمل فوق كرهها ليها وكرهت أكتر الأوضة اللي فيها مع البنات الكتير ولاعارفة تقعد ولا تنام ولا حتى معاها موبايل تضيع وقتها بيه ..
أمل اتأخرت أسبوع وبعدها سافرت لكليتها علشان امتحان أول ترم قرب وتلحق تلم اللي فاتها وأصحابها معاها وأمورهم استقرت كتير بعد خروج سمر من وسطهم ودخول صاحبتهم فاطمة اللي تشبههم في طباعهم وأخلاقهم ..
بقلم / الشيماء محمد
# شيمووو
< عند كريم >
كريم حس إن حياته كلها متلخبطة وإنه غرقان في دنيته وتجاهل جدا دينه وحس إن الحادثة دي كانت تذكرة له لكل اللي فاته وكل اللي عدى وهو في غفلة تامة ..
صحته اتحسنت كتير وقام يرجع لشغله وكل حاجة حواليه مش عاجباه وبقى مخنوق من كل حاجة وأى حد وملك مش عارفة تتعامل معاه وفي مرة كانت معاه في مكتبه
- وبعدين معاك يا كريم ! طيب قلي ازاي أساعدك وأنا مش هتأخر ؟
كريم بصلها بضيق : ملك أنا قلتلك كتير إني اتحسنت خلاص ومهما أشكرك مش هوفيكي حقك أبدا .
ملك بصتله باستغراب : تشكرني ! كريم أنا مش مستنية منك شكر أبدا .
كريم ابتسم لها : عارف يا حبيبتي بس ده ما يمنعش برضه إني أشكرك وأقولك ما اتحرمش منك أبدا .
ملك ابتسمت بحب له ومدت ايدها تمسك ايده اللي قدامها على مكتبه بس نظرته منعتها واتراجعت تاني واتخنقت وحست إنها محرومة منه
كريم حس بخنقتها : ملك حبيبتي ! صدقيني مش قصدي أبدا اضايقك بس استحمليني .
ملك أخدت نفس طويل تحاول تتماسك بصتله ورسمت ابتسامة ما تخطتش شفايفها : مش قدامى حاجة غير كده أصلا .. المهم خلينا في الشغل وبلاها رومانسيات دلوقتي .
كريم بجدية : خلينا في الشغل .. حاليا انا بقيت كويس وأنتي ارجعي لمكانك مع والدك .
ملك بصتله بصدمة لأن ده آخر شيء توقعته منه
كريم لاحظ صدمتها : ملك انتي وقفتي مكاني بما فيه الكفاية وانا حاليا رجعت خلاص .. فانتي ارجعي لمكانك .
ملك بعدم تصديق : أنت للدرجة دي مش عايزني معاك ؟
كريم وقف بضيق : يا ملك اذا سمحتي بطلي تفكري بالأسلوب ده في كل كلامي .. مش كل نفس بتنفسه وأي كلام بقوله بيكون ده معناه ! لو عايزة تشتغلي معايا هنا معنديش مانع أبدا وأهلا بيكي لكن انتي شغالة مع والدك في الفرع الثاني وأنتي مديرته وجيتي هنا تسدي غيابي وباباكي هناك شايل الشركة لوحده فأعتقد الطبيعي لما أرجع مكاني أنتي ترجعي مكانك لكن لو عايزة تفضلي هنا فده يسعدني .. أنا كل اللي أقصده إني أريحك من حمل الفرعين مش إني أمشيكي من هنا ..
ملك بضيق : أنا ما اشتكيتش لحضرتك .
كريم نفخ بضيق : يا الله منك .. خلاص يا ملك اعتبريني ما اتكلمتش خليكي هنا .
ملك وقفت بغيظ : لا متشكرة أنا هرجع لمكاني .
خارجة بس هو وقفها : ملك ! مش هفضل كل كلمة أبرر فيها وأشرح فيها سبب قرارتي فياريت تبطلي اتهاماتك دي اللي دخلتينا فيها ومش عارفة تخرجي منها .. يوم ما أحب أنهي العلاقة دي مش هدور على أسباب وحجج واهية لا هنهيها بشكل مباشر من غير لف ولا دوران .
ملك ابتسمت بتريقة : طيب كويس هحط ده في دماغي .
سابته وخرجت متضايقة وهو فضل مكانه كتير مخنوق مش عارف يتعامل ازاي معاها
والده حسن المرشدي دخل عنده بيكلمه في الشغل بس هو حتى ماحسش بدخوله وأبوه استغرب توهانه للدرجة دي فخبط على مكتبه وكريم اتفاجأ بوالده قدامه فابتسم : خير يا بابا !
حسن باستغراب : انت اللي خير ! مالك تايه كده ليه ! وصلت لفين ؟
كريم بص لمكتبه شوية وبعدها رفع دماغه بعد تفكير وبص لأبوه متردد يتكلم معاه ولا يحتفظ بأفكاره لنفسه
حسن بتشجيع قعد قصاد ابنه : كريم حبيبي انت ابني الوحيد وأعتقد إننا يعتبر أصحاب مش أب وابنه صح ولا بيتهيألي ؟
كريم ابتسم لأبوه : طبعا أصحاب .
حسن ابتسم : يبقى تحكي لصاحبك سر توهانك وسرحانك ده ايه ؟
كريم أخد نفس طويل وهو عينيه على أبوه : ملك !
حسن كشر باستغراب : مالها ملك !
كريم بعصبية : من ساعة الحادثة وهي كل كلمة بنطقها بتحولها لاتهام ! كل فكرة بقولها يبقى اكيد عايز أسيبها ومحرج فبخترع حجج ! ماعدتش عارف أتعامل معاها ! بجد يا بابا بتحول كل كلامي لإتهامات .
حسن بانتباه : حبيبي خلينا نتكلم بواقعية شوية .
كريم بجدية : ياريت اتفضل .
حسن اتعدل في قعدته وركز مع ابنه : شوف يا كريم محدش هيقدر فينا ينكر إن الحادثة دي غيرتك صح؟
كريم كشر بعدم فهم : غيرتني ؟ غيرتني ازاي يعني !
حسن بيحاول ينقي كلامه وبيفكر فيه قبل ما يقوله : كل حاجة اتغيرت ! طباعك اتغيرت .. تفكيرك اتغير .
كريم قاطعه : علشان انتبهت للي غافل عنه أكون اتغيرت ؟ أنا بس بقيت بهتم بصلاتي وديني وتصرفاتي مش أكتر .
حسن هز دماغه بتفهم : وهو ده مش تغيير ؟
كريم باستنكار تام : وهو الإنسان لما يفوق من غفلته يبقى اتغير وبعدين التغيير ده أعتقد للأحسن ولا ايه !
حسن هز دماغه برفض : يا حبيبي احنا مش بنتكلم عن التغيير للأفضل أو للأسوأ ده مش موضوعنا .
كريم بتوهان : امال ايه موضوعنا ؟
حسن وقف واتمشى شوية : التغيير في حد ذاته ! أنت اتغيرت متفقين ( كريم هز دماغه موافق ) تمام ! حاليا ملك معاملتك ليها كمان اتغيرت .
كريم جه يتكلم بس والده مش مديله أي فرصة وكمل : اتغيرت يا كريم ! أبسط الأمور أنت بطلت تسلم عليها بايدك ! وده أبسط شيء مش هتكلم بقى عن خروجك معاها اللي منعته أو عشاكم مع بعض أو حتى قعدتكم مع بعض لوحدكم .. كل ده انت منعته .
كريم بدفاع : منعته لأنه حرام وكان غلط
حسن وقف قصاد ابنه : ومحدش قال إن تصرفك غلط ومش بتكلم برضه في فكرة الحلال والحرام .
كريم هز دماغه بعدم فهم وقام وقف قصاد أبوه : انا بجد توهت منك كل كلمة تقولي مش ده القصد امال أنت ايه قصدك !
حسن ابتسم لابنه : إنك اتغيرت .. وبالتالي كل تصرفاتك وكلامك اتغيروا .
كريم قلب شفايفه : بمعنى !
حسن بتوضيح : بمعنى إن ملك مش مستوعبة تغييرك ده ، أنت قلتلها إنك فوقت لكن هي مش مستوعباك لسة ! وهتحتاج وقت ومساعدة منك لحد ما هي كمان تفهم وتحاول تستوعب .
كريم بتفكير : أنا مش قادر أفهم أصلا ايه اللي مضايقها حاليا في تفكيري ! ما طول عمرها بتعجب بتفكيري اشمعنى دلوقتي !
حسن ببساطة : لأن تفكيرك دلوقتي بعدك عنها وده اللي مضايقها .
كريم برفض : بس أنا زي ما أنا ناحيتها ! لسة بحبها !
حسن ابتسم بعطف : بس هي مش ده اللي حساه منك .. هي شايفة انك بعدت عنها ايا كان السبب المحصلة واحدة وهو انك بعدت عنها ..
كريم بتكشير وتهكم : والمطلوب حاليا ! اني ارجع زي ما كنت علشان أراضيها !
حسن حط ايده على كتف ابنه : لا يا حبيبي بس انك تديها هي كمان وقتها تحاول تستوعب التغيير ده وتتأقلم كمان معاه وده هيحتاج دعم ومساعدة منك .
كريم بص لأبوه : أنا فعلا بحاول أساعدها بس هي قافلة في وشي كل الأبواب .
حسن حاول يدعم ابنه ويشجعه : عمر ما التغيير بيحصل في يوم وليلة .. الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم نفسه لما بدأ دعوته الكل كان ضده وده الرسول فما بالك بشخص عادي .. لازم يكون نفسك طويل ..
كريم هز دماغه بتقبل وحسن كمل : مش في يوم وليلة هتغير ملك للصورة اللي أنت عايزها بالعكس ده هياخد وقت وكبير كمان .
كريم اتنهد بتعب : عارف بس مش دي مشكلتي أنا بس مشكلتي في إتهامها كل شوية إني عايز أسيبها وبتحجج .
حسن ابتسم : دي حلها بسيط في إنك تقعد معاها وتتكلم معاها بهدوء وتفهمها دماغك وتفكيرك .
كريم بهجوم : قعدت وشرحت واتكلمت ومفيش نتيجة .
حسن بعطف : مرة واتنين وعشرة لحد ما تفهم .. مش من مرة هتستسلم .
سابه وخرج وهو قعد مع نفسه مخنوق ومش عارف يعمل ايه !
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا