مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت |
رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الثالث عشر
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
واربت النافذة قليلاً كي تتمكن من مراقبته حين استقل سيارته وقرر السفر للقاهرة، حيث جلس جعفر داخل سيارته يتحدث مع أحد رجاله لبعض الوقت ويملي عليه بعض المهام، فور تحرك السيارة تنفست زينب بارتياح، فتحت النافذة كاملة وقالت:-يا باي عليك راجل، أنا كنت حاسة إني في سجن
تحركت لتقف بالقرب من الفراش ثم نزعت الوسادة الصغيرة التي وضعتها على بطنها، القتها باهمال لتتحرك دون قيود، توجهت للمرآة كي تمشط شعرها وهي تتأمل وجهها باعجاب، لم تجحف جمال ملامحها وهي تردد بتأفف:
-مش خسارة الجمال ده يبجى مع الراجل العجوز ده، دا يخلف أبوي!
تركت الفرشاة لتتبدل قسماتها للتذمر، دفعها تفكيرها المتأمل لتتخيل نفسها مع شاب أصغر منه، بالطبع ستكون حياتها مقبولة وممتعة، ابتأست وهي تستعيد بذهنها ما يفعله معها هذا الطاعن في السن، كيف ستنجب منه؟، ابتسمت قائلة بسخط:
-هيضيع عمري هدر، دا أيه الحظ ده، بس أنا مهسكتش ولازم أنفد بجلدي ومكونش زي بقية البنات اللي جتلهم
انجلت عليها عزيمة شيطانية لتحارب من أجل البقاء، وهي تحدث نفسها جاءت المرأة التي حبسها في القبو على بالها لتظلم عينيها، شهقت قائلة بتذكر:
-دي فرصتي علشان اعرف أيه حكايتها وليه حابسها.....؟!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بيدها المرتعشة أمسكت قطعة الخبر لتأكلها بضعف، فاليوم جلب لها كثيرًا من الطعام على غير العادة، مع كل لقمة تلتقمها لم تبخل دموعها في الظهور، متحسرة بائسة مجهدة!، بها كل شيء يمكن تخيله، تأكل لتعيش ولو بيدها لتخلصت من حياتها، لكن هناك من دفعها لتظل كما هي تقاوم، أصوات أقدام انبعثت من أمام غرفتها الكئيبة جعلتها تنتبه وتهتم، وجود من يفتح الباب جعلها متأكدة بأنه قد عاد ليذيقها من عذابه الحارق لفؤادها، تصلبت نظراتها على الباب وألقت ما بيدها من طعام....
دهشت من رؤيتها لفتاة صغيرة بالعُمر وقطبت بين حاجبيها لتستفهم في نفسها، بينما أخذت زينب وقت لضعف الضوء حتى وقعت عيناها على عزيزة التي تستقر في إحدى الزوايا المظلمة، رجف قلبها مما ترى وتخوفت من نظرات المرأة المباشرة لها، لم تستطع زينب أن تستجمع كلماتها غير بعض لحظات من وقوفها المذهول، تشجعت قليلاً ثم خطت للداخل بضع خطوات وخاطبتها بحذر:
-آني جاية علشان أعرف جصتك أيه، مش يمكن أجدر أساعدك
ضيقت عزيزة نظراتها نحوها لبعض الوقت، لم ترى طيلة السنوات الدابرة وجه أحد سوى جعفر، تفهمت أنه ربما بعث لها بهذه الفتاة لتستدرجها في الحديث، هيهات فقد أخذت احتراسها، تابعت تناول طعامها وتجاهلتها فتعجبت زينب، قالت بنبرة مترددة:
-آني مرت جعفر بس مهحبوش واصل، أنا زيك بالظبط
توقفت عزيزة عن مضغ الطعام ووجهت بصرها نحو الفتاة، ابتسمت الأخيرة لها وتابعت:
-احكيلي متجلجيش من حاجة
لم ترتاح عزيزة فما مرت به جعلها ترتاب في كل شيء من حولها، ابتلعت الطعام لكنها التزمت الصمت، أدركت زينب أنها لم تتقبلها لذا حدثتها بألفة مزيفة:
-هجيلك تاني يمكن تحبي تتكلمي معايا، وكمان دي فرصتك علشان سي جعفر مسافر، فكري وبليل هعدي تاني عليكي
ثم صمتت للحظات وجدتها كما هي لم ترغب في الحديث، تنهدت زينب بيأس لتتحرك نحو الخارج موصدة الباب خلفها بالمفتاح الذي اختلسته من الآخر، توترت عزيزة من زيارة الفتاة وتوجست، لكن هناك من حثها بأنها ربما فرصة أتى بها الله لها لتنجدها مما هي فيه، وفكرت في ما ستنتوي فعله........؟!
____________________________________
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل وهي جالسة على الأريكة تتطلع من النافذة وتنتظر عودته بين المارة في الحارة، ضجرت نوال من تكهنها الذي دفعها للقلق عليه فقد تأخر وهذا ليس بجيد، ظلت على وضعها لتترك تفكيرها في النوم فهو أهم، ساعة أخرى على هذا المنوال حتى لمحته يسير في الحارة برفقة ضرغام ويتحدثا بدماثة جمة استغربتها، نهضت لتفتح له حين غادر الأخير وولج هو لداخل المبنى.
فتحت الباب شغوفة في معرفة ما حدث معه وانتظرت صعوده الذي لم يأخذ دقيقة، حين وصل هتفت بتلهف:
-كل ده يا يوسف، كان عاوزك في أيه الراجل ده؟
مرق من جوارها قائلاً بتثائب:
-يا ريت نتكلم بكرة علشان جعان نوم ومجدرش اتحدت مع حد
اوصدت الباب وسارت خلفه عابسة وقالت:
-ما انت كنت تحت بتتكلم معاه وكنت زي الحصان
جلس على الأريكة ثم انحنى لينزع حذائة، رد وهو يتمدد غير مبالي بثرثرتها وتطفلها:
-تصبحي على خير
صرت أسنانها بقوة حين اغمض عينيه وقالت على مضض:
-وانت من أهله
ثم تحركت لغرفتها التي تجمعها بابنها، حين سمع يوسف غلقها للباب فتح عينيه، لم يكن ناعسًا بل تحاشى الحديث معها وبالأحرى لم يُرِد أن تتحدث في موضوع زواجهما، حدق بالأعلى وهو يفكر بتعمق فيما قاله له السيد ضرغام، ابتسم عفويًا فلم يتخيل أن يتودد مع أحد، خاصة اعلان الأخير عن محبته له وأنه يريده أن يعمل معه، أحب يوسف الأمر ووجدها فرصة له وتناسى كل شيء، قطب قسماته فجأة فم يكن هذا ما جاء من أجله، قال في نفسه بانتواء:
-من بكرة هروح لـلعنوان ده، مش ناجص تفتح سيرة الجواز تاني إمعايا وما هحبش حد يعرف باللي بيناتنا
توتر فجأة حين تخيل نفسه يجدد لقائه برؤيتها التي تشوق لها، لاحت فرحة في عينيه السوداء ليأخذه لهفه في معانقتها حتى ألصقها به كي لا تفارقه، قال بوله:
-وحشتيني، وحشتيني جوي
ثم ثقلت أنفاسه واعتزل ما حوله لتظل هي فقط مسيطرة على عقله، في لحظات كان سابحًا في أحلامه وغفا على حالته حتى أتته في أحلامه بضحكتها الشقية وجرائتها حين تتحدث.......!!
_____________________________________
انتهت السيدة من وضع طلاء الأظافر ثم نفخت فيها برقة كي تجف، تأملت هدير أظافرها برضى لتنميقهم، قالت سمية الجالسة بجانبها:
-مش مصدقة إننا هنبقى سلايف، لازم نبقى أصحاب علشان الكل يحسدونا على علاقتنا الحلوة
هذا سبب مجيء سمية لها وهو ملاطفتها للأخيرة لتصنع علاقة جيدة مع الجميع كما أوصاها والدها، تصنعت هدير الابتسام وقالت بمكر:
-أكيد، بس لازم تعرفي إني هابقى مرات مراد، ومش محتاجة أقولك مين هو مراد!
ابتلعت ريقها من فرط بغضها وردت:
-عارفة، بس مهما يكن إحنا سلايف ويزيد ومراد أخوات
اكتفت هدير بهز رأسها لكن اغتاظت سمية في نفسها حين تيقنت تفاخرها بالأخير، قالت بلؤم لتثير اهتزازها:
-لازم تكوني زي مراد، مش معقول هيتجوز واحدة شخصيتها ضعيفة وبكلمة منه تحس إن وجودها في حياته مالوش قيمة
كلماتها القاسية تلك جعلت نظراتها تحتقن بشدة وهي ترمقها، شعرت بأنها تستخف بها مقارنةً به لذا قالت هدير بسخرية:
-مراد راجل وكلمته ماشية على الكل، حتى على جوزك، دا بكلمة منه ممكن يخليه يسيبك، وحصل ولا نسيتي
ثأرت هدير لنفسها بردها الذي أوقف تلك المتطفلة عند حدها، سريعًا كانت سمية مختلقة تبرير يُحسن علاقتهما وهي تعدل عن حديثها:
-أنا أسفة لو فهمتيني غلط، قصدي إن مراد يحبك إنتي وبس ومافيش حاجة تخليه يستغنى عنك و....
قاطعتها قائلة بتأفف:
-خلاص كفاية كلام في الموضوع ده، ومراد يوم ما اتجوزوه أكيد هيبقى ليا وبس، أنا بنت عمه ودمنا واحد واكيد هيخاف عليا
زيفت سمية بسمة بصعوبة وهي تثنيها على عقلها:
-برافو عليكي، خليكي عاقلة وفاهمة كده
ردت هدير بغرور وهي تتأمل أظافرها المطلية ببراعة:
-فكراني عيلة صغيرة، أنا كبرت من وقت ما قالوا هيجوزوني مراد .....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
توجهت للغرفة التي مكث فيها لتقابله فهو عمها ورغم وجود أزمات بينه وبين والدها لكنها تحبه، ولجت دون استئذان فوجدته ما زال غافيًا، تحركت صوبه مبتسمة باتساع ثم دنت من تخته لتخاطبه بمحبة شديدة وهي تهزه بلطف:
-عمي، أسـعد
نطقت اسمه كونه يحب ذلك، فتح عينيه ببطء لتتضح صورة وجهها المألوف أمامه، ابتسم واضعًا يده على وجهها ليلامسه قائلاً بمودة:
-قسمت!!
تأملته بتوق فتابع:
-الحمد لله إني شوفتك، لو كنت اعرف إنك هنا كنت بعتلك من زمان، ليه مجيتيش البلد كنتي بتحبي تزوريني
جلست على طرف التخت بملامح جامدة، لمح حزن في عينيها فسألها:
-فيه حاجة كبيرة مزعلاكي، مالك يا حبيبتي؟
لم ترغب في تقليب ما مرت به فذلك يخنقها، قالت مبتسمة بزيف:
-أصلي اتطلقت، أنا مبسوطة بس نظرات الناس مش حلوة
رد بحنان وهو يحاوط كفها براحتيه الدافئة المجعدة:
-ولا تزعلي إنتي حلوة والعُمر قدامك
ابتسمت له بألم وقالت:
-العُمر قدامي!، أنا عمري جري مني ومحققتش أي حاجة من اللي كنت باحلم بيها
أحزنته بردها اليائس وفتح شفتيه ليحمسها لكن جاءت النصيحة من منتصر الذي ولج عليهما قائلاً:
-المفروض تقولي الحمد لله، محدش بياخد أكتر من نصيبه
نظرت قسمت له بتوتر بينما حملق فيه أسعد باستهزاء من إيمانه المفاجئ، خاطبته بخجل طفيف:
-أهلاً يا منتصر
تقدم منهما لكن عينيه جرت عليها، مد يده ليصافحها مرددًا:
-يوم الحفلة لو كنت اعرف إنك وصلتي كنت حضرت مخصوص، بس الحظ بقى
وجدته كما هو يكن لها الحُب فقد حارب ليتزوج بها لكن لم يحدث لأسباب كثيرة جعلته يخفق في أن ينالها، وتساءلت هل ما زال يحبها؟، نظراته نحوها جعلتها تجد الإجابة وابتسمت، تذكرت عدم انجابها للأطفال وتحسّرت على نفسها، تماسكت ألا يلاحظوا عليها شيء ثم اردفت بود:
-يلا علشان نفطر كلنا تحت...............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صعدت درجات السلم الخشبي ببراعة كونها معتادة على مثله حين كانت تعمل في البلدة، نظرًا لطولها طلبت إحدى الخادمات الأجنبيات منها أن تعلق الستارة الجديدة موضعها فرحبت غزل، بخفة قامت بتركيبها ثم ابتسمت حين انتهت وقالت:
-خلاص ركبت
اومأت الخادمة بتفهم ثم باشرت غزل بالنزول، فجأةً وجدت السلم يتمايل بها دون مقدمات فأطلقت صرخة، حين اختل توازنها أدركت أنها ستسقط لا محالة فاستسلمت لذلك مما جعل هدير الوقفة منتصف الدرج تبتسم بانتصار فقد خططت لذلك بالاشتراك مع خادمتها...
أخذت غزل نفسًا ملهوفًا حين وجدت من يقبض عليها بذراعية ويحيل دون سقوطها، وجهت بصرها نحوه فإذا به السيد، ظلت النظرات معلقة بينهما للحظات مما جعل هدير تستشاط وتحتد نظراتها عليها، كانت منتظرة أن تسقط ولكن اجهض هو وقوعها، قطع مراد وضعيتهما تلك بحديثه المتريث قائلاً:
-متخافيش مش هتقعي
أرادت الاستفادة من تلك اللحظة القدرية التي جعلتها تقترب منه وتشتم عبق رائحته التي سحرت عقلها، مثّلت أنها مرتعبة وسوف تدخل في حالة إغماء مرددة:
-خلاص هموت!
هتف مراد بقلق وهو ما زال يحملها:
-حصلك أيه، قولتلك مافيش حاجة هتحصلك إنتي بخير
فور إنهاء حديثه كانت هدير بجواره تهتف بحنق:
-نزلها يا مراد
ارتبكت غزل بشدة من وجودها فوجه مراد بصره نحوها فوجد بشرتها حمراء وعينيها يظهر عليها الغضب، بكل هدوء أفلت قدم غزل لتقف عليهما لكن ظل يسند جزأها العلوي، خاطبها بلطافة:
-حاولي تقفي
انفجرت هدير من رقته معها فحدثتها بقساوة:
-يلا يا بت إنتي بلاش قلة أدب، كان حصلك أيه يعني
ازدردت غزل ريقها في توتر ثم قالت وهي تقف بنفسها:
-شكرًا يا بيه، لولاك كان زماني متكسرة
ابتسم قائلاً:
-دا حظك
كلمته جعلتها ترى أن القدر معها، قالت في نفسها بتهلل:
-حلو، حظ حلو زيك بالظبط
ثم وجهت بصرها لـ هدير وقالت:
-عن إذنك يا ست هانم
تحركت غزل نحو المطبخ ومراد يتابعها، خبطت هدير على ذراعه لينتبه لحضورها، التفت لها فقالت بضيق:
-مراد مش أول مرة ألقيك جنب البت دي
زوى بين حاجبيه وهو يستفهم:
-قصدك أيه؟
ردت بتردد:
-هي حلوة وممكن تكون بتبوصلها
حدق بها لبعض الوقت ثم ضحك من قلبه وقال:
-مجنونة، بتقولي حاجات غريبة
وضحت باستياء:
-إنت لقيتها عيب تشيلها فنزلتها لما شوفتني
نفخ هادرًا بنفاذ صبر:
-تاني يا هدير، قولتلك اللي على مزاجي باعمله، أنا نزلتها علشان إيدي متعورة ووجعتني
ثم دنا منها فانكمشت خائفة منه، تابع بجدية قوية:
-ولو عايزها محدش هيمنعني أخدها، لا إنتي ولا أي حد
ثم حدق بعينيها كتنبيه منه لها، تركها مصدومة متخوفة بشدة فتصارعت ضربات قلبها، رددت بغيظ:
-البت دي مش لازم تقعد هنا مش مستريحة لوجودها، أنا لازم اخلص منها اليوم قبل بكرة....................!!
_____________________________________
بكاء حارق لم يفارقها منذ علمت بفعلة ابنتها الشنيعة، رغم حالتها المزرية لم تصدر سعاد صوت كي لا ينتبه زوجها، لكن ليته يعي ما يحدث، لكنه لم يفق لتظل حالته لا جديد فيها، قالت بوجع:
-جوم يا حسن شوف بجينا كِيف، شوف ولادك ضاعوا ومعرفاش هما فين
لم يجب عليها ولكنه ربما سمعها ليأن، انتبهت له ثم اقتربت منه لتستجيب له، قبل أن تعاود التكلم معه وجدت نفسها تتحسس حرارته فوجدتها لا تطاق، مرتفعة للغاية وربما خطرًا عليه، انفزعت قائلة:
-حرارتك رجعت تاني، لتكون حُمة!!
تراجعت مرتعدة ثم قررت أن تجلب المزين (الحلاق) ليتفحصه، لم تتوانى حيث خرجت لتأتي به لينجده.....
دقائق معدودة وكانت عائدة وهو معها بعدما استجدته، ولج خلفها ليتفحصه بأدواته المخصصة لذلك ثم قال بمفهوم:
-حرارته عالية جوي، أنا هديله حاجة تنزلها شوية
وقفت تتابعه بقلق وهو يعطي زوجها الدواء، سألت بعد أن انتهى:
-هيخف إن شاء الله
رد بمعرفة وهو يضع الدواء في حقيبته القماش:
-إن شاء الله، ولو فضل إكده لازم يروح المستوصف، يمكن عنده حاجة عاوزة كشف
ضاق ذراعها فمن أين ستأتي بالمال وقلقت، نهض المزين قائلاً:
-تلاتة إجنية
شهقت بصدمة من المبلغ وقالت:
-كَتير جوي
رد بامتعاض:
-دا أنا علبة الدوا بجيبها بالشيء الفولاني، وبعدين تلاتة إجنية مش كَتير
فكرت من أين ستجلب المال فهذا المبلغ لم يكن بحوزتها، أخرجت من صدرها منديلاً معقودًا، فكت العقدة لتجد جنيها فقط كان سيكفي إطعامهما إلى أن تحصل على عمل، مدت يدها به له وقالت:
-مش إمعايا غيره
نظر للجنية بعبوس ثم قال لها بفظاظة:
-هاخده، بس اتصرفي والباقي يوصلني النهار ده
حركت رأسها بامتثال فدلف وهو يغمغم:
-الواحد هيكشف شُكك باين
عاودت سعاد البكاء ثم تأملت زوجها المسجور الذي لم يتحرك، سألت نفسها بقلة حيلة:
-هجيب فلوس إمنين، حتة الحلج اللي كان حيلتنا خدته قليلة الحيا
ثم تنهدت بتعب متحيرة من أين تقترض المال، تذكرت الحِمار الخاص بهم ثم وجدت السبيل، رددت بانفراج:
-الحمــار...................!!
____________________________________
سألت الجميع عليها وفشلت في إيجادها، دلفت لحديقة القصر لربما تجدها، لكن لا فائدة، زفرت بضيق فالأخير ينتظر أن تُحضرها له اليوم، وقفت قسمت في الحديقة توزع أنظارها هنا وهناك بحثًا عنها إلى أن وجدت من يخبط على كتفها من الخلف ويقول:
-بدوّري على حاجة؟
التفتت قسمت لها مضطربة، قالت بتوتر:
-هدى!
ابتسمت الأخيرة لتعيد سؤالها:
-بدوّري على مين؟
تنحنحت بخفوت ثم ردت بحرس:
-كنت عاوزة غزل في حاجة كده
تفهمت هدى وقالت بابتسام:
-يا ريتك كنت سألتني قبل ما تتعبي نفسك ودوّري
نظرت لها قسمت بعدم فهم فتابعت هدى بتوضيح:
-أصل بعتها هي والولاد النادي، أهو يتسلوا شوية
امتعضت قسمت في نفسها لكن ذلك لم يمنعها من الاستفهام:
-وهتيجي إمتى؟
ردت بجهل:
-مش عارفة، منين ما يخلصوا
زمت شفتيها لتهز رأسها، قالت بحنق دفين:
-طيب هروح أنا آخد حمام على ما ترجع
ابتسمت هدى لها ثم تحركت قسمت وهي تسب في سرها، لكن وقفت هدى تتطلع أمامها كأنها تفكر في شيءٍ ما غامض، قطع وقفتها الخادمة تردد:
-مراد بيه بيسأل عنك يا هدى هانم..................!!
_____________________________________
حضرت لشقته التي شهدت على جميع المحرمات التي يفعلها، ولجت بعد ثبوت هويتها للحرس ثم تدرجت للداخل وهي تمرر نظراتها على ما يحدث من قذارة، لم تهتم سناء لتتحرك في الناحية التي يجلس بها، رأته مع إحدى الفتيات جالسًا على المقعد وهي على فخذه في وضع مخجل، ابتسمت بسخرية ثم تقدمت منه، لمحها أنيس فاعتدل، جعل الفتاة تنهض وهو يقول:
-يلا على شغلك
امتثلت له الفتاة لتغادر، خاطب سناء التي جلست أمامه بود زائف:
-فينك يا سنسن، مبتجيش الشقة ليه
نظرت له بقتامة للحظات جعلته يرتبك، ردت بتبرم:
-اللي بيعجبني فيك إنك تعمل العملة وتقول فيه أيه
أدرك انزعاجها بسبب أخذ الفيلا منها لذا قال بسخافة:
-لو تقصدي الفيلا دا أنا كنت هجيبلك أحسن منها، يعني مش واثقة في أنيس
أرادت أن تضحك على تبريره المستفز لكن قالت بنظرات مزعوجة رغم هدوئها:
-بقى تفضل قسمت عليا أنا، تخرجني من الفيلا وتديهالها
صدمته بمعرفتها لذلك واحرجته، رد بتلعثم:
-دا علشان الشغل بتاعي، مفكرة عملت كده علشانها، لا طبعًا كله علشان شغلنا
ضيقت عينيها مما أربكه أكثر فتابع مؤكدًا:
-لما يحصل اللي اتفقت معاها عليه هتصدقيني
رغمًا عنها قررت تصديقة إلام تصل للنهاية، دعاها لتقترب منه حين مد يده لها فنهضت لتجلس محل الفتاة على فخذه، مرر يده حول خصرها مرددًا:
-حبيبتي يا سناء، دا إنتي إيدي اليمين، قسمت مين بس دا راحت عليها من زمان، سبتها وهي صغيرة وهاجي أبُصلها بعد ما شابت وشعرها بتصبغه!
ثم سحبها لتقع في احضانه، تنهدت قائلة باستسلام:
-أما أشوف يا أنيس................!!
____________________________________
-يعني هتتجوز في فيلتك وهتسيب القصر!
قالت السيدة هدى هذه العبارة بعدما استشفت ذلك من حديث مراد معها، أكد الأخير:
-أيوة يا ماما، مش معقول هنقعد كلنا مع بعض، وكمان هستقل بحياتي أنا والولاد شوية، من زمان مخنوق من الجو ده
طالعته بنظرات ودودة وقالت:
-ربنا يسعدك يا ابني، عارفة إنك تعبت كتير ولازم تجني ثمار تعبك ده
رد بقناعة:
-الحمد لله، أنا مش عاوز غير الحلال في كل حاجة
أعجبت بفكره الذي ربته عليه وتنهدت بغبطة، انتزعت جلستهما الودية حين استمعا لصوت مستغيت يأتى من الأسفل، نهض مراد مفزوعًا ثم استفهم:
-خير يا رب، يا ترى حصل أيه؟!
ثم توجه للخارج والسيدة من خلفه قلقة ومرتاعة في نفس الوقت.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هبط مراد الدرج بخفة شديدة حين وجد غزل منتصف البهو تبكي وتنتحب والجميع من حولها، استفهم بحزم:
-أيه اللي بيحصل هنا؟
جاوب ماهر عليه مدعي الحزن:
-ولادك يا مراد كانوا مع الخدامة وبتقول اتخطفوا
لاح الغضب عليه ليلتفت لـ غزل التي تبكي بمرارة، تحجر قلبه ولم يرأف بحالتها قط ليقترب منها، لم يشفع لها شيء ليقف أمامها بنظراته الضروسة، سألها بنظرة ارعبتها:
-ولادي فين؟
ردت مبتلعة ريقها بخوف:
-مش لقياهم يا بيه ودورت عليهم كتير، كانوا معايا ومرة واحدة ملقتهمش
صفعة رنانة هبطت على خدها الرقيق جعلتها تسقط أرضًا أمام قدميه، نظرت له بعينين مرتعبتين وهي تستند بكفيها على الأرضية وأسنانها تصطك ببعضهما، كانت ملامحه جامدة وهو يرمقها بقسوة، كان هناك من يقف وينظر لها بمسرة، وهناك من يشفق عليها ويبكي من أجلها، ومن غيرها خالتها!، ردد بنبرة جعلت بدنها يرتجف:
-ولادي خط أحمر، ولما حتة خدامة تهملهم بالشكل ده يبقى مصيرها عندي حاجة واحدة
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنتفض رهبةً منه، خرج صوتها المرتعد لتدافع عن نفسها قائلة:
-محصلش يا سعادة البيه، أنا من وقت ما جيت باحافظ عليهم
صاح بصوتٍ رن صداه بالقصر:
-أومال أيه اللي حصل يا غبية، ولادي اتخطفوا وهما معاكي
ثم دنا منها ليجذبها من شعرها فصرخت مستغيثة، لكن بمن؟، فالجميع واقفون من حولهما في ردهة القصر يتابع في صمت، جرّها ناحیته كشيءٍ حقير ذليل من شعرها ثائرًا من إهمالها لهما، ثم جعلها تقف مستخدمًا شعرها بكل سهولة كون جسدها ضئيلاً أمامه، صفعها مرةً أخرى فشعرت بتشوشٍ في الرؤية، هنا تدخلت والدته قائلة بعقلانية:
-اللي بتعمله دا مش هيرجع الولاد
تجاهل حديث والدته ليهتف بتوعد لها جعلها تدرك بأنها ميتة لا محالة:
- اللي هتشوفيه مني هيخليكي تبوسي رجلي علشان اموتك بس
ثم دفعها لتسقط ارضًا متابعًا صراخه الآمر لحراسه:
-خدوها على البدرون على ما أجيلها
فورًا ركض الحراس ليجروها ناحية القبو تحت نظراته الشرسة، ابتسمت ابنة عمه بمكرٍ وهي تتابع ما يحدث من الأعلى، حدثت هدير نفسها بصوتٍ خفيض متشفٍ:
-وأخيرًا هخلص منك يا ست "غزل"...................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا