مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت |
رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل الخامس عشر
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
اربكته أسئلته المتعمقة حول شخصيته المقتضبة والمنحسرة عن ما حوله حين أخذه ضرغام لمكتبه بمخزن السيد مراد، تلجلج يوسف في الرد عليه لكنه حاذر في ذات الوقت، أثناء سؤال ضرغام عن زواجه رد نافيًا:-إني مش متجوز
استغرب ضرغام واستفهم:
-والست اللي عايش معاها دي تبجى أييه؟!
ضغط على شفتيه متوترًا ثم برر:
-دي واحدة اعرفها من البلد حدانا، جيت إمعاها علشان اشتغل إهنه
ابان ضرغام استيائه من ذلك قائلاً:
-كييف رجولتك وتربيتك تسمحلك تعيش مع واحدة مفيش بيناتكم حاجة، دا أنت حتى صَعيدي يا جدع واكيد بتعرف في الأصول
تلعثم يوسف في الرد لكنه استجمع كلماته موضحًا:
-آني لسه واصل من البلد، وكنت هسيب السكن عنديها النهار ده، معاوزش تفهمني غلط، آني متربي ومهغضبش ربنا
اكتفى ضرغام بالتنبيه عليه مرددًا:
-كل رجالتي معليهمش غبار، وعاوزك زييهم، ولو مش لاجي سكن يا سيدي أنا هجعدك إمعايا في بيتي، أييه رأيك؟
نظر له يوسف بامتنان وقال:
-معرفش اشكرك كيف يا ريس ضرغام، وثجت فيا إكده وإنتي متعرفنيش
نهض ضرغام من مكانه ثم دار حول المكتب متجهًا نحوه، نهض يوسف ليقف باكتهاء أمامه فقال الأخير بتودد وهو يخبط على كتفه:
-أصل بافهم الناس من شكلهم، وإنت جلبي مرتاحلك جوي
ابتسم يوسف ولم يعلق، تابع ضرغام بتوجس مفاجئ:
-يلا إنت شوف شغلك برة مع العمال، وآني عِندي حاجة مهمة باعملها ومعاوزش اتأخر عليها
اومأ يوسف بامتثال فغادر ضرغام المكتب ليعود مرة أخرى للقصر مكملاً أوامر السيد له، خرج بعده يوسف وهو يستشف من رحيله هذا أن غزل لها علاقة، ارتجف قلبه خيفةً عليها كإنه يستشعر عذابها، تمتم بتألم:
-هانت يا غزل، آني جيت علشانك.............!!
___________________________________
جثا على إحدى ركبتيه أمامها منصتًا باهتمام لما سوف تسرده من معلومات ربما تفيده، ارتعبت غزل من نظراته نحوها لكن عليها النجاة من بؤسها الحتمي الذي وضعت فيه، اراحتها نظرات الشفقة المنبعثة من السيدة هدى نحوها لتحمسها على الكلام، بنظرات مهزوزة وتعثر في إخراج كلماتها قالت غزل:
-فيه ست كبيرة باين شوفتها قبل كده كانت بتكلم حسام وشريف لما كنت رايحة اشتري أكل ليهم وهما بيكلموها عادي و....
توقفت فجأة عن التكملة وشهقت بخوف حين مسح مراد على وجهه ظانة تعنيفه لها، أحست هدى بها وخاطبتها بلطف:
-كملي يا غزل متخافيش، مراد مش هيعملك حاجة
نظر لها مراد فلمح رهبتها منه، شدد في أمرها قائلاً:
-كملي
ابتلعت لعابها المختلط بدمائها لتجد المرارة تتعمق لجوفها، تابعت ببكاء وشيك:
-أنا كملت وروحت الكافتيريا ولما رجعت ملقتش الولاد، سألت في كل حتة ومحدش قالي حاجة، فقولت ارجع هنا تعرفوا تلاقوهم أحسن مني
هتف مراد بلهفٍ ظاهر:
-اوصفيها
أخذت غزل نفسًا ثم وصفت ملامح تلك المرأة وهي تحاول أن تتذكر كل تفصيلة بها وهما يستمعا لها باهتمام شديد، حين توقفت غزل عن الحديث بدا من ملامح هدى عدم كشفها لهوية السيدة تلك، لكن بكل هدوء نهض مراد ثم حدق أمامه بنظرات غامضة، وكان من الواضح لـ غزل الذي تترقب ردة فعله أنه شك في أحدهم، تحرك مراد دون كلمة ليدلف للخارج فتعجبت هدى لتخرج خلفه، ذلك جعل غزل تهدأ من انفعالاتها المختلطة بداخلها، رددت بتمن:
-يا رب اللي قولته يخليه يلاقي العيال، أنا خلاص مش قادرة استحمل ومش عارفة حاجة أكتر من كده....!!
سارت هدى من خلفه في الرواق المؤدي للقصر محاولة اللحاق به، سألته بجدية:
-مراد رايح فين، إنت عرفت حاجة من اللي قالته؟!
وقف مراد فوصلت السيدة إليه منتظرة اجابته، نظر لها قائلاً باقتضاب:
-خليهم يخرجوها يا ماما، خلاص عرفت ولادي فين!
ثم أكمل سيره تاركًا إياها مشدوهة غير متفهمة أي شيء، رغم ذلك عادت للغرفة التي بها غزل تغزو في خطواتها كي تنفذ ما طلبه منها وتنجد هذه المسكينة............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أظلمت عينيها وشرعت في التجسس على أختها وهي تهاتف شخص ما، توارت سميحة قليلآ خلف الستارة المعلقة أمام الباب، سمعتها تقول بعصبية خفيضة:
-قولتلك مش بإيدي اجبها، هو انا مش حكيتلك اللي حصل!
هتف من الناحية الأخرى بتبرم:
-هرّبيها يا قسمت، دي كمان مش بإيدك؟
صمتت متأففة من إلحاحه فهي لن تقوم بذلك بالطبع، لذا قررت الامتثال حاليًا لرغبته؛ كي لا يفتعل حماقة ما فليس الآن، ردت محاولة الهدوء:
-طيب هحاول، ومتقلقش قولت هجيبهالك
تسعّر فضول سميحة فتركت مخبئها ثم توجهت ناحيتها، سألتها بفضول جم:
-هتوديله أيه يا قسمت؟
انفزعت قسمت لتضع سماعة التليفون من يدها فورًا، التفتت لها قائلة باضطراب ملحوظ:
-بسم الله الرحمن الرحيم، مش تُكحّي قبل ما تدخلي، ولا حتى تخبطي
اقتربت منها سميحة متجاهلة ما تقوله، سألتها بتصميم مقلق:
-قولي كنتي بتكلمي مين وعاوزة تجيبيله أيه؟
تناوبت دقات قلبها من فرط توترها، ظلت قسمت للحظات صامتة لكن ردت بثبات مفاجئ:
-وإنتي مالك، هتفتحيلي محضر يا ست سميحة، ومن إمتى إن شاء الله بتتدخلي في حياتي، أنا اكلم اللي أنا عاوزاه
ثم أحدت النظر لها وتابعت بنظرات حانقة ضايقت الأخيرة:
-والمرة الجاية متعمليش مفتش وتتجسسي عليا، علشان اعرف عنك وعن جوزك اللي محدش يعرفه، ولو بس قولت لـ مراد حاجة واحدة من اللي اعرفها مش هتقعدوا ثانية واحدة في القصر
تخبطت سميحة بكلماتها المتعثرة لكن لامتها بتذلل:
-وتهون اختك عليكي يا قسمت
ابتسمت قسمت بثقة وغرور فقد قلبت الطاولة عليها، ردت بتعالٍ ممتزج بالدلال المصطنع:
-تهوني طالما هتقرفيني كده
التزمت سميحة الصمت، نظرت لها مطولاً كأنها تعاتبها، تحركت بعدها مغادرة الصالون فضحكت قسمت بتهكم، غمغمت بحنق:
-أصلاً كل اللي أنا فيه دا بسببكم..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولجت غرفة ابنتها مستشاطة من حديث اختها وتهديدها الصريح لها، تعمقت سميحة للداخل تنفث دخانًا راغبة في تأديبها على ذلك، قالت باغتياظ:
-أنا يا قسمت تقوليلي الكلام ده، خلاص نسيتي مصايبك اللي كنت ستراها عن الكل
ثم ضغطت على أسنانها بقوة، وهي في أوج انزعاجها لاحظت ابنتها جالسة على الأريكة غير منتبهة لها كأنها في وادٍ آخر، حدجتها بعبوس وخاطبتها:
-هو أنا كل أما أشوفك ألاقيكي قاعدة كده وسرحانة!
انتبهت هدير لها وارتبكت، نهضت قائلة:
-عاوزاني في حاجة يا ماما؟
تهكمت سميحة من وضعها ثم ضمت ذراعيها حول صدرها مرددة بدجنة:
-من وقت اللي حصل مع البت الخدامة وانتي مش طبيعية ومستنية مراد يخلص عليها
تزعزت أوتار هدير فتابعت سميحة بتحذير شديد:
-اوعي يكون ليكي دخل باللي حصل مع العيال، لو كده انا اللي مش هرحمك
ردت معترضة بضيق:
-لا معرفش حاجة، أنا بس مبحبش البت دي وخايفة مراد يلاقي ولاده قبل ما يريحني منها
دنت منها هاتفة بتشدد:
-ملكيش دعوة، عاوزة مراد هيكون ليكي، وتصرفاتك دي اللي هتخليه يبعد عنك، اعقلي كده وركزي في حياتك بس
ظل الخوف دائب في قلب هدير ولم تنكر ضيقها من غزل، ردت بطاعة محتمة:
-طيب مش هاشغل بالي يا ماما....................!!
_____________________________________
فتحت الخادمة له باب الشقة ولم تتحدث معه لعلمها بهويته المعروفة، خاطبته باحترام وهي تشير بيدها للداخل:
-اتفضل يا سعادة بيه
خطا مراد للداخل جامدًا في تعابيره وثابتًا في خطواته، كانت أذنيه صاغية لأن تسمع أي صوت من أحد أبنائه، مدح ذكائه وعقله المحنك حين استمع لأصواتهم منبعثة من إحدى الغرف، توجه مراد نحوها كابحًا لامتعاضة، المقلق بسمته الجانبية، وقف عند مدخل الصالون فوقعت عيناه على الولدين وجدتهما السيدة سامية تقدم لهما بمحبة الفواكه المقطع بالشوكة، تنبه زوجها السيد عاطف لحضوره ثم نهض مضطربًا، تدرج مراد للداخل حتى انتبهت له السيدة سامية هي الأخرى، نظرت له بجأش ظاهري لكن في داخلها خشيت ردة فعله، ركض الصبيان بتهلل نحو ابيهما الذي وضع ذراعيه عليهما ونظراته محدقة بالسيدة سامية التي نهضت، سألها بهدوء مريب:
-اسمه أيه اللي عملتيه ده؟
بررت مبتلعة ريقها في توتر:
-اولاد بنتي وجبتهم عندي، فيها حاجة دي
تماسك مراد ألا ينفجر فيها أو يعاملها بصورة تخالف تربيته، رد بانفعال رغم هدوء نبرته:
-تقومي تاخديهم بالشكل ده، اكيد وصلك إني بدور عليهم والدنيا مقلوبة، وحضرتك ولا في دماغك
كشرت السيدة من فظاظته معها فتدخل زوجها قائلا بتأنٍ:
-حصل خير يا مراد، أنا كنت لسه بلومها من شوية، بس قالت عادي اما يجوا عندنا ولينا حق فيهم
حديثه جعله ينزعج أكثر، هتف بهياج مدروس:
-حق أيه دول عيالي، ولم تعوزوا تشوفوهم يبقى بإذن مني
خرجت السيدة سامية عن صمتها لتعلن بحقد:
-طالما هتتجوز وتشوف حياتك يبقى حقنا ناخدهم، دول ولاد بنتي اللي استغنت عن حياتها علشان تجبهملك، وفي الآخر جاي بكل بجاحة عاوز تتجوز وتتبسط
استشف من ثورة غضبها أنها تعمدت أن تأخذ الولدين، نظر زوجها لها بعتاب فقد فضحت نفسها، رد مراد بجمود:
-كده كل حاجة وضحت، أنا كنت بخليكي تيجي تشوفيهم، واوقات كنت بجيبهملك، بس من دلوقتي دا مبقاش هيحصل
حدجته بغل وكراهية فتابع بحزم:
-وأنا هتجوز وهشوف حياتي، مش هحرم نفسي أكتر من كده، وبنتك اتجوزتها علشان كانت تعبانة وعلشان خاطر أمي الله يرحمها، اللي هي اختك!!
ثم امسك مراد بكلا ابنيه من ايديهما ليتحرك بهما نحو الخارج، هتفت السيدة باحتجاج وهي تسير بصعوبة خلفه:
-مش هتمنع احفادي عني، أنا مش هاسكت على كده
دلف مراد من باب الشقة ليستقل المصعد، وهي في الطريق توقفت مجهدة لكبر عُمرها، أسندها زوجها فقالت بحزن:
-ربنا ينتقم منك يا مراد، يا رب ما تفرح زي ما حرمت بنتي من شبابها وماتت صغيرة
تألم زوجها من دموعها التي انهمرت، خاطبها بتحنن:
-تعالي ارتاحي، مراد بيقول كده بس علشان متضايق، اكيد مش هيمنعك عنهم
انتحبت السيدة سامية وقالت ببؤس معارضة أن يُغيّر قراره:
-دا مجرم وقلبه قاسي ومبيرحمش حد، أنا عارفاه كويس.........!!
____________________________________
عاونتها على الاستلقاء على التخت بحذر بعدما بدلت ثيابها لأخرى نظيفة، لكن تألمت الأخيرة فجسدها مليء بالكدمات الموجعة، تسطحت غزل على ظهرها بتعب شديد غزا هيئتها، طالعتها خالتها بنظرات حانية حزينة لما وصلت إليه، مدت فتحية يدها لتجلب حبة الدواء ثم قالت لها بعطف:
-خدي يا حبيبتي الحباية دي، هتخليكي كويسة دي مسكنة
بالفعل أرادت غزل أن لا تشعر بهذا الوجع، اعتدلت قليلاً بمساعدة خالتها ثم تناولتها مع ارتشافها القليل من الماء، ابتلعتها غزل ثم استلقت مرة أخرى، ابتسمت لها فتحية واستفهمت بألفة:
-مش عاوزة تقولي حاجة يا غزل؟
بعينين بالكاد تفتحهما ردت بوهن:
-تعبانة قوي
حزنت فتحية عليها وقالت:
-عارفة إنك استحملتي كتير، بس الحمد لله جات سليمة
تذكرت غزل ما فعله مراد معها فقالت بدموع متجمعة:
-كان هيموتني
ضمتها خالتها لصدرها لتهون عليها، مسدت على كتفها قائلة:
-ربنا يحميكي يا بنتي، مال حظك بس، من وقت ما اتولدت لحد دلوقتي
استكانت غزل في أحضان خالتها شاعرة بالأمان، دق الباب عليهن ثم ولجت السيدة هدى مبتسمة برقة، تحركت ناحيتهن قائلة بتواضع:
-أنا جاية اطمن على غزل
شكرتها فتحية بشدة:
-كتر خيرك يا ست هانم، أنا اديتها الحباية من شوية
وجهت هدى بصرها لـ غزل، سألتها باهتمام:
-كويسة يا غزل؟
نظرت لها غزل ولم ترد فحالتها تعلن عما تعرضت له من قساوة، تابعت هدى متفهمة:
-هتبقي كويسة إن شاء الله، ومش عاوزاك تزعلي من مراد، هو بس بيحب ولاده وهما كل حياته، وأنا ندمانة علشان كنت السبب إني خرجتكم في اليوم ده
أيضًا لم تعلق غزل لتظل واجمة تستمع لها فقط، أدركت فتحية ضيق غزل من أهل المكان بسبب ما تعرضت له من ضغينة لذا خاطبت السيدة بلطافة:
-هي تعبانة شوية ومش قادرة تتكلم، يمكن عاوزة تنام
اومأت هدى وابتسمت وهي تنظر لـ غزل بحنوٍ قائلة:
-طيب أسيبها ترتاح شوية
تابعت فتحية رحيل السيدة بنظرات محبة، التفتت لـ غزل القابعة في احضانها وقالت:
-الست هدى طيبة قوي، كتر خيرها جت تشوفك
كل ذلك لم يجعل غزل تتناسى تلك الفترة المشؤومة، ردت باقتضاب:
-عايزة انام وارتاح
ارضخت لرغبتها سريعًا وقالت:
-ارتاحي يا حبيبتي
ثم دثرتها جيدًا فاغمضت غزل عينيها ثم غطت في نوم عميق، وقفت فتحية تتطلع عليها لبعض الوقت، تذكرت مجيء يوسف وقالت بتأفف:
-نسيت اقولها على يوسف، يلا مش مشكلة أما تصحى...............!!
____________________________________
دُهشت وهي تراه يجمع متعلقاته في لفة من القماش، وقفت نوال بجانبه تسأله باستنكار:
-بتلم هدومك ليه يا يوسف، إنت رايح في حتة؟!
وضع يوسف ملابسه جميعها ثم عقد اللفة مرتين باحكام، رد وهو يجلس على الأريكة لينتعل حذائه:
-مينفعش أجعد إهنه أكتر من إكده، الناس عتاكل وشي
جلست بجانبه قائلة بقلق:
-واختارت تسيبني، مش اتفقنا نتجوز
لم يرد وكان لسكوته واقع سيئ في نفس نوال التي وثقت به، نهض يوسف وحمل حقيبته فنهضت نوال هاتفة برفض ممزوج بالتوسل:
-مش هتخرج يا يوسف، كده تسيبني بعد ما ساعدتك وعملت كل حاجة علشان نبقى مع بعض، دي أخرتها
ثم وقفت أمامه لتقطع طريقه ونظراتها تلومه، رد بحقارة:
-وآني معاوزش اتجوزك، وسيبيني أمشي
قال ذلك وهو يبعدها جانبًا كي يمرق فحملقت فيه بذهول وعدم تصديق فماذا دهاه ليتغير فجأة دون مقدمات، تحرك هو ناحية الباب فصرخت باهتياج:
-ندل وخسيس
اوقفته كلماتها الثائرة وترددت في أذنيه، تابعت نوال باغتياظ:
-عضيت الأيد اللي اتمديتلك، منظرك ده بفلوسي، هدومك اللي خدتها دي كمان من تعبي وشقايا
شعر يوسف بالخزي ثم استدار بجسده لها، أصابته نظراتها المستهجنة فألقى اللفة بجواره قائلاً بحرج:
-خدي حاجاتك أهي يا ست، ولما ربنا يجدرني واجبض هدفعلك تمن جعادي معاكي، آني راجل جوي ومهقبلش ست تصرف عليا
ضحكت بدموع، ردت مستهزئة:
-ولما توعدني وتخلف كده إنت راجل، جبتك معايا واتعودنا عليك أنا وابني وفي الآخر هتسيبنا من غير سبب كده إنت راجــل!!
ثم صرخت به ليجد نفسه في موقف مخجل، هو ظلمها معه وعليه الاعتذار، اكتفى بأن يقول:
-سامحيني، عن إذنك
ثم استدار مغادرًا على الفور قبل أن يجمعهما نقاش آخر، بكت نوال بمرارة وبجهل صكت على وجهها قائلة بعويل:
-يا بختك المايل يا نوال، أيه اللي غيره بس.................!؟
____________________________________
دثر الصبيّان جيدًا فقد غفوا في الطريق، ابتسم لهما مراد بحنان وظل واقف بين تختيهما يوزع نظراته عليهما، جاءت السيدة هدى من خلفه حاملة لصينية عليها كوبين من الحليب، قالت:
-أنا كنت جبتلهم الحليب
انتبه مراد لها، رد مبتسمًا وهو يأخذ الصينية منها ليضعها جانبًا:
-خليهم يناموا، أصلاً الوقت اتأخر
قالت هدى بحمد:
-ألف حمد وشكر على رجوعهم سالمين
تنهد مراد وقال:
-فعلاً الحمد لله، تصدقي يا ماما إن أول ما شوفتهم قلبي ارتاح قوي، كنت حاسس إني هتجنن وهما مش قدامي
لامست خده بيدها الدافئة، ردت بمعنى:
-الأهل أكتر ناس بتزعل على ولادها، ودول حتة منك
ثم صمتت لتتابع بتردد:
-طلع الولاد عند جدتهم، يعني شكك في أي حد كان ملوش لازمة، والبنت الغلبانة دي شالت الحمل لواحدها
تأفف مراد وانزعج مما فعله، رد بضيق:
-ماما لازم تعذروني، أنا مكنتش واعي باعمل أيه، كنت زي المجنون
ردت بتفهم:
-طيب على الأقل أبقى كلم غزل وحاول تـ.......
قاطعها باعتراض حين تفهم عليها:
-معقول عاوزاني أروح للخدامة وقولها آسف سامحيني، أنا مش ممكن أنزل للمستوى ده
هتفت بإنكار:
-كلنا من طين يا مراد، والتواضع من شيم الناس ولاد الأصول
نفخ بقوة ضجرًا، قال بامتثال مؤقت:
-طيبتك يا ماما بتخليني أنسى أنا مين، حاضر لو شوفتها هقولها كلمتين، بس مش هاعتذرلها
ابتسمت له بمحبة كونه يطيعها، انحنى مراد ليقبل يدها شاكرًا الله على زوجة أبيه الحنون، نظر لها وقال:
-ربنا يطولنا في عُمرك إنتي وجدي، وجودكم معايا أحلى حاجة في حياتي
ردت بأمومة:
-ويحميك يا حبيبي ويحفظلك ولادك.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سطعت الشمس بنورها لتخفي معالم الظلام وما كان يحمله الليل من نوائب كانت عند البعض قاتلة، لتتبدل بين ليلة وضحاها وتزول، لكن حاملة معها بعض الذكريات التي قبعت في نفوسهم المتألمة البائسة........
ببطء شديد سارت غزل للحديقة برفقة خالتها التي طلبت منها أن تعاونها لكن رفضت غزل معتمدة على نفسها، وصلن عند شجرة ما كبيرة، قالت فتحية مبتسمة بود:
-شمس الصبح حلوة وبتريح الجسم، اقعدي فيها شوية جسمك هيفُك
جلست غزل بحذر على الأرض تحت الشجرة، أسندت ظهرها قائلة براحة:
-أيوة حلوة
في هذا الضوء الساطع ظهرت الكدمات الزرقاء على وجهها وعينيها بوضوح، خشيت أن تتحدث فتحية عنها فتحزن الأخيرة، لكن نظراتها هذه جعلت غزل تستنتج ما بها، قالت بسخرية:
-وشي بقى وحش قوي كده!
هتفت فتحية نافية بكذب:
-لا يا حبيبتي، أنا بس زعلانة علشان شيفاكي تعبانة بالشكل ده
تجاهلت غزل كل ذلك وتنهدت، تحركت فتحية لتتركها بمفردها لكن أثناء سيرها تذكرت شيء، التفتت قائلة بشغف:
-نسيت أقولك، يوسف هنا.........!!
من شرفة غرفته وقف يتابع حديثها مع خالتها باهتمام، أحس مراد بأن زودها معها، تأفف فقد تحمّلت كثيرًا، فتاة غيرها كانت قد انتهت، دقق النظر في هيئتها المتعبة وشعر بالذنب، مكانته لم تسمح له بأن يعتذر لها، وبالأخير اعتزم أن يرفع من راتبها أفضل، بالتأكيد ستتناسى ما فعله، قال باقتناع:
-خلاص هديها مكافأة هتخليها تنسى، كلهم بيحبوا الفلوس........!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا