مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت |
رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس عشر
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
البكتها حتى ألجمت لسانها وتوالت دقاتها حين دخلت من باب المبنى، حدقت نسمة فيها بوجوم لبعض الوقت متذكرة إياها، بينما لم تهتم نوال بحالتها فشاغلها الأكبر ليس هي، خاطبتها بتكهن:-أنا جاية أقابل الريس ضرغام، هو موجود؟
تدريجيًا هرب الخوف من ملامح نسمة لتحل راحة جمة فقد ظنت أنها رأتها، تنفست الصعداء وقالت:
-أيوة فوق لسه ما رحش على شغله
ابتسمت نوال بتأمل وقالت:
-طيب هطلعله علشان عاوزاه في موضوع مهم قوي
أشارت لها نسمة قائلة:
-اتفضلي
تحركت نوال لتصعد الدرج فنفخت نسمة بقوة، ظهر الشاب الذي توارى تحت سلم العمارة، حدثها بهمس:
-مشيت؟
نظرت له شزرًا حانقة على مجيئه هنا، ردت بتحذير:
-يلا من هنا، وتاني مرة مش عاوزة أشوفك جايلي، ولو عايز فلوس هبعتلك أنا لوحدي
رد عابسًا:
-بس إنتي بتتأخري عليا وأنا الفلوس بتخلص بسرعة
هتفت بامتعاض وهي تسحبه ليدلف خارجًا:
-بطل السم الهاري اللي بتشربه وكل حاجة هتبقى تمام، ولو شوفتك تاني هنا مش هتشوف مني حاجة، يلا بقى
دفعته من باب المبنى ليرحل، قالت في نفسها بتوجس:
-محدش هيوديني في داهية غيرك أنا عارفة................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نهض من فراشه متذمرًا من دقات الباب في هذا الوقت المبكر من النهار، تحرك ضرغام نحو باب غرفته ليفتحه، هتف بتبرم وهو يتحرك نحو باب الشقة:
-دا مين اللي جل راحتي ده؟
ثوانٍ بسيطة وكان فاتحًا للباب، قطب جبينه وهو يرى هذه السيدة مرة أخرى، سألها بغرابة:
-فيه حاجة يا ست؟
ردت عليه نوال بحرج:
-أسفة يا ريس ضرغام إني جيتلك بدري كده، بس اعمل أيه أنا عاوزاك في موضوع مهم قوي!
كعادته لم يصد من طلب عونه ليخاطبها بانصات شديد:
-قولي يا ست أجدر أخدمك بأيه؟!
انشرح قلب نوال لتجده المعاون فيما ستطلبه منه، تحدثت بأريحية:
-كنت عاوزاك بخصوص يوسف، خليه يتجوزني................!!
____________________________________
اسمه كان كالبلسم ليشفي ما طبع بها من اوجاع، أحست غزل بأنها قد شُفيت تمامًا لوجوده بالقرب منها، تلك العلاقة بينهما كانت الأقوى لتظل بسمتها على وجهها ولم تختفي، شيءٌ خفي جعلها تتوق لرؤيته لتترك النوم وتفيق منتظرة تلك اللحظة، جلست على طرف الفراش كامدة بعض الشيء فهي لم تعرف أين هو الآن؟، هذا لومها الوحيد لخالتها التي جهلت ذلك، تمتمت بقلة حيلة:
-يا ترى قاعد فين يا يوسف دلوقتي، جعان ولا شبعان، نايم ولا صاحي؟!
هذه الهمهمات الصادرة منها أدت لانتباه فتحية لها، دنت منها قليلاً وعينيها تتمعن في حالتها الزائغة، سألتها بصوت أبح:
-بتفكري في أيه يا غزل؟!
تنبهت غزل لها وقالت:
-شاغلني يوسف قوي، هموت واعرف هو فين دلوقتي، خايفة يكون تاه في البندر!
جلست فتحية بجانبها، ردت بوعي:
-يوسف راجل مش عيل، واللي خلاه يوصل لهنا أكيد عارف هيتصرف إزاي في بلد غريب عنه
تمنت في نفسها ذلك، رددت بعدها بابتهاج:
-أكيد وحشتهم وعاوزين يشوفوني
احتجت فتحية على ذلك فهي تعلم سبب حضوره، من أجلها فقط قد جاء!، ردت مبتسمة بزيف:
-أكيد وحشتيهم، وأنا باقول ترجعي عندهم أحسن، كفاية اللي شوفتيه هنا
لأول مرة منذ وطأت قدمها هنا تحبذ الرجوع، تاركة أحلامها خلف ظهرها فلن تجنيها بذُلها وقلة قيمتها، ردت مؤيدة قولها بألم:
-هرجع معاه، أصلاً كرهت هنا....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حملت بنفسها بعض من ثيابها غالية الثمن التي ارتدتها قبل مرات ثم انتظرت أن يخرج من غرفته لتكمل خطتها الماكرة، فور لمحها له كانت متحركة في الرواق بقسمات بريئة مخادعة، تقابلت معه عمدًا فقالت بتفاجؤ مزيف:
-مراد!، صباح الخير، أيه اللي مصحيك بدري كده؟!
رد وهو يتأمل ما تحمله:
-صباح النور، رايحة فين بالهدوم دي؟
وجهت بصرها للثياب التي تحملها وقالت بسماحة شديدة:
-أصل بصراحة البنت الخدامة زعلت عليها قوي، قولت اديها حاجة من هدومي اصالحها بيها، خوفت تدعي عليك ويحصلك حاجة، دا أنا أموت فيها
لاح حبها له في جملتها الأخيرة مع نظراتها نحوه، ابتسم مراد من لطفها وقال:
-كل يوم باكتشف حاجات فيكي تخليني أعجب بيكي
ردت معترضة بدماثة:
-أنا عاوزاك تحبني مش تعجب بيا
تلاطفت معه في الحديث كما أمرتها والدتها، بالفعل وقفت سميحة التي تتنصت عليهما وتتابع ما تفعله ابنتها من تعليمات، مدحتها قائلة:
-أيوة كده يا هدير، امشي ورايا مراد هيحبك على طول..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
رافقها عند ذهابها فتهللت أسارير هدير، طرقت باب غرفة فتحية بهدوء ثم نظرت لـ مراد مبتسمة برقة حتى أن تفتح الأخيرة، فتحت غزل الباب لتتفاجئ من وجودهما أمامها ثم وزعت أنظارها عليهما، للحظات ظهرت الشفقة في نظرات مراد وهو يتأمل آثار ضربه المبرح لها، بينما تشفت هدير فيها لرؤية تشوه جمالها بفضل الزرقة التي ملأت بشرتها، لاقصاء هذه اللحظة المؤسف قالت هدير برزانة:
-مش هتخلينا ندخل يا غزل!
كأنها تناست ما بها ظانة اعتذاره لها، قالت باحترام:
-اتفضلوا، بس الأوضة مش قد المقام
خطت هدير أولاً ومن خلفها مراد محرجًا قليلاً فقد أخطأ في حقها، وضعت هدير الثياب على التخت ثم رفعت بصرها لـ غزل قائلة بتودد مزيف:
-كلنا هنا زعلانين من اللي حصلك
تحركت نظرات غزل لـ مراد تلقائيًا ثم ابعدتهما، قال مراد محتفظًا بهيبته:
-أنا كان رد فعلي طبيعي، أول مرة تحصل إن حد ياخد الولاد كده، وملقتش غيرك قدامي اتهمه
بادرت هدير بتكملة حديث مراد حتى لا يعتذر لها وتتأمل هذه الخادمة حين قاطعته بلؤم:
-خلاص يا مراد غزل مش زعلانة
تابعت وهي تشير بيدها على الثياب:
-شايفة يا غزل جبتلك أيه، كل الفساتين الحلوة دي علشانك
نظرت غزل للثياب بقسمات واجمة ولم يصدر منها أي مؤشرات سواء بقبولها ذلك أو رفضها، أخرج مراد ورقة من فئة المائة جنيهًا، قال وهو يمد يده بها:
-ودي كمان علشانك، خديها متتكسفيش
تجمدت نظرات غزل الهادئة ظاهريًا على الورقة المالية التي لم تحلم يومًا أن تمسك بها، لكنها لم تمد يدها بها لتتناولها منه، أحست هدير بأنها قد استوت مما يحدث وابتسمت داخليًا، أمسكت هدير منه المائة جنيهًا وقالت:
-متكسفهاش يا مراد، حطها هنا مع الفساتين
ثم وضعتها هدير أعلى الثياب، كانت غزل تتابع حديثهما وودت أن تبصق في وجهيهما فقد أثاروا حنقها وشعرت بالاختناق، تابعت هدير وهي تمسك بتملك يد مراد:
-يلا إحنا بقى يا مراد، خليها تفرح بالفساتين والهدوم
استنكر مراد أن ذلك أسعدها فلم يرى أي ردة فعل وهو يتطلع على غزل الصامتة والتي لم تنطق ببنت شفة فقد قتله فضوله في معرفة درجة قبولها، تحركت هدير نحو الخارج وبيدها مراد تسحبه معه لتنهي هذا سريعًا؛ كي لا تمهله الفرصة لمعرفة أي شيء يخالج هذه الفتاة اللعوب، همست لـ مراد وهما يخرجا من الباب:
-خلاص عملنا اللي علينا متشغلش بالك......!
تابعت فتحية ما حدث عند الباب ثم اختبأت عند رحيلهما، ولجت الغرفة على غزل التي تحدق بما وُضع على التخت بنظرات تائهة، بالفعل كانت الأثواب تغري أي فتاة موضعها لتسعد بها وكما حلمت بأن ترتدي مثلها، لكن هل هذا ثمن اهانتها بهذا الشكل؟، لمعت عيناها بدموع وانقشع الألم المستتر بداخلها، دنت فتحية منها مستشفة ما بها، رغم ذلك قالت بتهلل زائف وهي تمسك بالثياب:
-فيها الخير الست هدير، دي فساتين حلوة قوي
التقطت فستان أخر حالته جيدة وتابعت:
-الله على الفستان ده باين عليه لسه جديد
عاودت النظر للتخت وأمسكت بالمائة جنيها، قالت ناظرة إليها بفرحة خارجية لتخفي حزنها عليها:
-مية جنية بحالهم، دول قد مرتبي كام شهر
وقفت غزل تحملق فيها باحتجاج عما تقوله هي، تساقطت عبرة من عينيها جعلت قلب فتحية ينتفض، اقتربت منها لتضمها مستفهمة كأنها لا تعلم السبب:
-ليه كده يا غزل، بقى مش فرحانة بالحاجات الحلوة دي؟!
دخلت غزل في نوبة بكاء شديد، ردت بقهر:
-دول جايين يذلوني تاني
ابتعدت عن خالتها وأكملت بنحيب:
-حتى متأسفش على اللي عمله فيا، بيعوضوني وراسهم فوق ولا هاممهم شكلي ده
ربتت فتحية على كتفيها قائلة بدراية:
-هما الناس الأغنية كده، متزعليش نفسك واللي يجي منهم أحسن منهم، أصل مش هتعرفي تاخدي حقك منهم، فنعيش ونرضى بنصيبنا
اعترضت قائلة:
-طالما كده يبقى آخد حقي بأي طريقة حتى لو مش هترضي حد، ويغوروا في ستين داهية
مسحت فتحية على شعرها لتواسيها، ردت غزل بيأس:
-أنا عاوزة امشي من هنا، عاوزة أروح عند يوسف...............!!
___________________________________
حين بزغ الفجر وهو مع العمال يحمل البضائع بمرونة ونشاط ولم يعلن لثانية تذمره، نظر له أحد العمال بعين الحسد وهمس لزميل له يحمل أحد الصناديق:
-الواد الفلاح ده بيشيل الصناديق ولا أكنه شايل حاجة
حمل الرجل الصندوق باذلاً أقصى جهوده، رد متأففًا:
-مش شايف شكله عامل إزاي، تربية صعايدة وسمنة بلدي
أحس يوسف بهمساتهم عليه لكنه لم يستطع أن يستنبطها، تجاهلهم ليتابع عمله مرددًا في نفسه:
-الشغل إهنه مهيتعبش، أحسن كَتير من شغل الأرض والفلاحة اللي مهتجبش غير ملاليم
ثم وضع الصندوق فوق ناظريه، لمح يوسف أحد زملائه الذي تعرّف عليه يتقدم منه فتوقف عن العمل لينتظره، حدثه يوسف بلهف:
-خبرني، وصلت الورجة للعنوان اللي جولتلك عليه؟
اومأ بالإيجاب قائلاً:
-وصلته للقصر ونبهت على سفرجي كان لسه داخل جوه يوصله للست فتحية
تنهد يوسف وامتن له:
-مش عارف أجولك أيه، شكرًا يا عبده
رد عبده بأخوة:
-خلاص يا يوسف مافيش فرق بينا، كفاية مساعدتك ليا امبارح لما كملت شيل بدالي
ابتسم له ثم تحركا لمباشرة العمل سويًا وهما يتبادلان الحديث.....
ترجل ضرغام من سيارته ثم توجه ناحية العمال فوجد يوسف يعمل بكد، ابتسم عفويًا وأخذ يتابعه لبعض الوقت معجبًا بنشاطه عن البقية، تذكر حديثه مع السيدة نوال فتنهد بقوة، رفع صوته لينادي عليه بصلابة:
-يــوسف!!
انتبه يوسف لصوته فترك ما بيده راكضًا ناحيته، رد بطاعة شديدة وهو خافضًا رأسه:
-تحت أمرك يا ريس ضرغام
-تعالى جوه عاوزك في موضوع مهم
هز يوسف رأسه ليمتثل له، تابع العمال ما يحدث فقال أحدهم بحقد رافعًا صوته:
-والله والفلاحين بقى ليهم قيمة، مبقالوش ليلة شغال والريس بنفسه طلبه معاه
هتف عبده بنفور:
-الريس ضرغام هو اللي جابه، تلاقيه بلدياته ملناش دخل
سخط الرجل على رده ولم يعلق، لكنه انزعج فهو يعمل هنا منذ سنوات ولم يُعامل هكذا يومًا........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نظر له مطولاً وعقله يرتب كيف يحبك كلامه معه، فما قالته نوال جعله يشفق عليها وعلى ابنها، ترقب يوسف أن يعلن عن سبب طلبه له وهو يقف أمام مكتبه، بادر ضرغام بالحديث قائلاً بدهاء:
-للأسف يا يوسف، أنا كلمت مراد بيه عشان يشغلك إمعانا ورفض
بكل حسرة نظر له يوسف، قال بتوسل:
-آني عملت أييه يا ريس، شغلني الله لا يسيئك
رد بمفهوم مختلق:
-البيه جالي لازم تكون متجوز علشان تشتغل إهنه وسطينا، ديه شروط الشغل، جولت أيه؟
لم يدري يوسف ما هذا الشرط العجيب واستغربه، وبكل أسف كان ذلك يحبطه ووقف متحيرًا، كي لا يجعله ضرغام يفكر كثيرًا تابع بمكر:
-الجواز أمره سهل وآني ممكن أساعدك فيه لو محتار كيف تتجوز يعني
تبعثرت الكلمات من على لسان يوسف من فرط ما وضع فيه فهو يريد العمل هنا من أجل أن يكون بالقُرب من غزل، رد على مضض:
-طيب هتجوز
ادعى ضرغام التفكير في ذلك، قال باقتراح:
-ومش هندور كَتير ونتعب نفسينا، عندك الست اللي كنت جاعد حداها
تذكر نوال وما فعله معها، شعر بالحرج فكيف سيعود لها مجددًا، وجد بهذا الشرط أن يصلح ما افسده معها على غير رغبة، حين فطن ضرغام أنه سيوافق لا محال قال بجدية:
-بعد الغدا هاخدك ونروح نكتب الكتاب......................!!
___________________________________
التزمت غزل غرفتها كي لا يرى أحد وجهها وما حدث فيه، فأتت من قطع خلوتها تلك وهي إحدى الخادمات الأجنبيات، قالت لها بأمر:
-مدام قسمت عاوزك غزل فوق
اكفهرت غزل قائلة:
-هي مش عارفة باللي حصلي، أنا مش قادرة اعمل حاجة
ردت الخادمة بتصميم:
-تعالي كلمها علشان مش تضايق منك
بدت هيئتها متأففة وهي تنهض من على التخت، ارتدت حذائها ثم تحركت عابسة خلف الخادمة الأجنبية وتغمغم ببعض الكلمات الحاقة......
وهي في طريقها لتصعد الدرج لمحها أسعد فتمعن فيها النظر، قال برأفة:
-مش دي البت المظلومة اللي ضربها مراد؟
ردت هدير الجالسة بجانبه بخبث دفين:
-هي يا جدي، صعبانة عليا قوي
هتف أسعد باعجاب وهو يعاود النظر إليها:
-البت حلوة وجسمها أحلى، فرسة ماشية على الأرض
اغتاظت هدير بشدة من مدحه لها فنظرت لوالدتها وهي تصر أسنانها بقوة، تدخل أكرم ليثنيه على رأيه فيها:
-والله بتفهم يا جدي، غزل دي كرباج
رمقته والدته وهي توبخه بحدة:
-احترم نفسك يا ولد، أيه كلام بتوع الشوارع ده
هتفت هدير باستهجان ظاهر:
-حتة خدامة فلاحة هنقعد نتكلم عليها، سيبكوا منها أهو دا اللي ناقص
رد أسعد عليها باعتراض أظهر ذوقه:
-مش معاكي، دا مافيش أحسن من الخدامين الفلاحين.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صُدمت حين رأت وجهها، هتفت بضيق:
-أيه اللي حصل في وشك ده؟
سخرت غزل في نفسها من سؤالها الأرعن، ردت باحتقان داخلي:
-أصل وقعت يا ست هانم على وشي
أدركت قسمت كذبها فهي تعلم ما حدث، ردت بتنهيدة:
-كل ده هيروح بس محتاج شوية وقت، وكمان بشوية مكياج مش هيبان
ردت غزل بحزن زائف:
-معنديش مكياج
وقفت قسمت ثم اقتربت منها قائلة:
-هديكي كل حاجة، وكمان همكيجك بنفسي
سألت باستغراب:
-ليه كل ده، معقول صعبت عليكي؟
ردت بمحبة مزيفة وهي تمرر يدها على كتفها وخصرها:
-لا أصل عاوزاكي معايا في مشوار كده، متأكدة إنك هتنبسطي فيه قوي
تأججت غرابة غزل من حديث السيدة وتوالت اسئلتها ومنها:
-ليه أنا يا هانم،؟!
توترت قسمت وقالت بتبرير:
-أصلي حبيتك يا غزل، وبصراحة مش بطيق حد هنا، حتى سميحة اختي!
زاغت غزل في طلبها فتحركت قسمت لتجلب ثوب سهرة أسود اللون مزخرف بتطريزات لامعة، عاري الكتفين وطويل، تجمدت نظرات غزل عليه فقد سلب عقلها، لم ترى مثله أبدًا فحتى ما جلبته هدير لها لا يقارن به فهذا الأروع، قالت قسمت وهي تحمله بين ذراعيها:
-الفستان دا علشانك، جبته من بلاد برة، مش خسارة فيكي
تناولت الثوب منها وهي تتأمله بعدم تصديق، وضعته على جسدها وابتسمت فيبدو أنه صُمم من أجلها، هتفت قسمت بانبهار:
-شايفة، طولك بالظبط، ولسه لما هتلبسيه يا غزل
نظرت لها غزل بامتنان وتوقفت الكلمات على لسانها بفضل فرحتها تلك، تابعت قسمت بمفهوم:
-الليلة هتلبسيه يا غزل، وهنخرج نسهر أنا وإنتي في أحلى بارتي
لم تستفهم غزل أكثر فداخلها يريد ذلك فقد أحبت الثوب، احتضنت الثوب بقوة وقالت هازة رأسها بامتثال:
-حاضر يا هانم....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هبطت الدرج حاملة الثوب في كرتونته الخاصة متهللة داخليًا، في تلك الأثناء ولج مراد برفقة أبنائه، اللذان ما أن رءوها حتى توجهوا ناحيتها، هتف شريف بذهول:
-حصلك أيه يا غزل؟
ألقت غزل نظرة لـ مراد ثم ردت على الصبي:
-أنا وقعت من على السلم
اعترضت حسام مرددًا:
-مش معقول السلم يعمل كده!!
أيضًا وافق شريف حديث أخيه ليظل مراد محرجًا ومتأففًا في ذات الوقت، بينما ابتسمت غزل باستهزاء قائلة:
-عندك حق، أيه رأيك نخليها وقعت من الدور التاني
نظروا لها بعدم فهم فظلت بسمتها على وجهها، تحركت لتتركهم فتعقبها مراد بشفقة فهي بالفعل قد قاست كثيرًا، هتف شريف بود وهو يخاطبها:
-متنسيش اللبن بتاعنا يا غزل، هيخليكي جامدة، قصدي هيخلينا جامدين
ثم غمز لها فرغمًا عنها ابتسمت، أحب مراد مصادقة الولدين لها وابتسم، في حين أخذت غزل قرارها أن لا تهتم بهم من الآن، ردت بأسى:
-أنا تعبانة، الخدامين كتير هنا وممكن ياخدوا مكاني
ردت بأدب عليه وهذا ما اكمد الولدين، ناهيك عن عبوس مراد لعلمه بالسبب، اكملت غزل سيرها نحو الغرفة فحدثهم حسام باستنكار وتّر مراد:
-حصلها إزاي ده، غزل بنت طيبة ومتستهلش حاجة وحشة.....................!!
____________________________________
تزينت من أجله حين ملأت شفتيها باللون الأحمر القاني وورّدت وجنتيها لتبدو جميلة، فلم تصدق أنه تم عقد القران إلى تلك اللحظة، أخذت تقترب شيئًا فشيء من يوسف الذي يجلس في زاوية الغرفة على مقعد مضطربًا مما حدث ويحاول أن يتحاشى النظر إليها، شلحت الروب من عليها لتلقيه على التخت ثم عنده جثت على ركبتيها فلا إراديًا نظر لها، ما ترتديه جعل انتفاضته تتسعر فلم يرى هكذا من قبل، مدت نوال يدها لتنزع حذائة فأرجع قدميه للخلف قائلاً برفض:
-بتعملي أيه؟
ردت بدلال وهي تعيد سحب قدميه:
-هخلعك الجزمة، اومال يعني هتنام بيها
تركها تفعل ذلك وهو معقود الجبين، حين انتهت نهضت لتكمل ما تريده حين وضعت يدها على قميصه، هنا أمسك يدها معترضًا:
-مهخلعش خلاجاتي
تذمرت قائلة:
-اسمه أيه الكلام ده، إحنا اتجوزنا ومش عيب
نهض يوسف مرتبك، رد موضحًا:
-أصل آني أول مرة يعني وخجلان شوية
ابتسمت بمكر ثم وقفت أمامه مباشرةً، لامست صدره من فوق قميصه بتمريرات مغرية كونها فطنة كيف تحثه على قبولها، ردت بتمنٍ:
-مش عاوزاك تنكسف مني خالص، إحنا بقينا واحد
ثم طبعت قبلة على خده وجاهدت على اغوائه بأن يعاملها كزوجته بحركاتها ودلالها المتعمد، بفضل درايتها وزواجها مسبقًا دفعته لأن يتمادى معها، لم يُحرم يوسف ذلك فهي زوجته فتأملها ليرى غزل فيها، لكنه في تلك اللحظة تناسى كل شيء ليفكر في شهوته كرجل متمنيًا أن تكون غزل محلهــا..............!!
____________________________________
-هتعملي أيه يا غزل؟
استفهمت فتحية بفضول من غزل التي ترتدي ملابسها وتتأهب للخروج، هتفت غزل وهي تمشط شعرها أمام المرآة:
-وحشني ولازم أروح أشوفه دلوقت
قالت فتحية باستنكار:
-الست قسمت مش بتقولي هتخرجي معاها وجيبالك فستان، ما تستنى للصبح حتى!
ردت غزل وهي تخفي بعض من الكدمات:
-بلا قسمت بلا زفت، يوسف عندي أهم، وكمان انا هرجع معاه
ثم تحركت نحو التخت لتتمم على متعلقاتها، لم تنسى أيضًا أن تصطحب الثوب معها، ابتسمت له ثم وضعته باهتمام داخل كرتونته، التفتت غزل لخالتها ثم ودعتها قائلة:
-أنا هامشي يا خالتي، هتوحشيني قوي
احتضنتها فتحية بحرارة ليؤثر فيها هذا الرحيل فقد تعلقت بها، لكن ذلك يصب في مصلحتها، قالت بتحنن:
-توصلي بالسلامة يا غزل، وسلميلي على سعاد وحسن وأمل
ابتسمت غزل ثم ابتعدت عنها، قالت باستعجال وهي تحمل اشيائها وكرتونة الثوب:
-همشي أنا بقى قبل ما قسمت دي تاخد بالها
اومأت فتحية بتفهم ثم تأملتها بحب، وضعت غزل قبلة على جبينها ثم تحركت بخطوات زموعة نحو الباب المعاكس المؤدي للحديقة، كانت تسير برشاقة كبيرة وهي تختلس النظرات هنا وهناك متخذة حذرها، حين انطلقت من بوابة القصر اختفت ملامح توترها واتسعت فرحتها..............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وضعت أحمر الشفاة على المرآة ثم توجهت لترد على الهاتف، كان صوت أنيس فابتسمت، حين انتبهت أن أحدهم فتح السماعة من الناحية الأخرى قالت بحزم:
-أنا رديت اقفلوا السماعة
انصتت أن السماعة قد أُغلقت فخاطبته بثقة:
-جهز نفسك علشان محضرالك مفاجأة
ادعى عدم معرفته ليستفهم بجهل مصطنع:
-بأحب مفاجآتك يا قسمت ومستنيها على نار
صنعت الخطة باحكام وسوف تنال انتقامها منه تلك الليلة، فما علاقة غزل بذلك؟، قالت في نفسها بحقد:
-استنى يا أنيس، أنا كمان مستنية اللحظة الو**** دي من زمان
انتبهت له عبر الهاتف فقالت بكراهية لم تصل حد نبرتها الودودة:
-يلا ساعة وهكون عندك أنا والمفاجأة.................!!
_____________________________________
توجهت للعنوان المدون لكن قابلتها نسمة أولاً لتخبرها برحيله لمنزل آخر، طلبت غزل منها العنوان فاعطتها إياه، لم تلبث غزل كثيرًا حتى حولت طريقها لذاك العنوان...
وصلت للمبنى الذي لم يبعد كثيرًا عن الآخر ثم خطت للداخل وبقلبها تلهف جارف لرؤيته، صعدت الدرج وابتسامتها تصل لأذنيها وفور وصولها للطابق المنشود طرقت الباب عدة مرات متتالية محدثة نغمة متهللة معبرة عن حالتها الآن، دلف يوسف من الغرفة وهو يرتدي قميصه وفزعًا من ذلك، من خلفه كانت نوال مزعوجة ثم شرعت في ارتداء روبها وهي تقف منتصف الردهة تراقب من على مقربة.
فتح يوسف فوقعت عيناه على ما لم يتخيلها مطلقًا، لم تتحدث بل طوقت عنقه بذراعيها لترتمي عليه ممتصة منه الأمان، لم يجد يوسف سوى ضمها إليه بقوة فرددت باشتياق:
-وحشتني
ضمته لها اعربت عما يشعر به وهي بين يديه، قال بنبرة تائهة:
-باحبك
ابتسمت غزل ليظلا هكذا تحت نظرات نوال المحتقنة بعدم رضى، جذمت هذا الموقف المستقبح قائلة بانفعال:
-أيه قلة الأدب دي إن شاء الله؟!
ثم تجهمت بالكامل وهي تتحرك نحوهما، ابتعدت غزل عنه حين استمعت لها وأفاق يوسف ليعي الواقع المؤلم، نظرت غزل لها محاولة تذكر أين رأتها، شهقت بصوت مسموع حين تيقنت أين رأت هذه السمجة وكذلك عرفتها نوال فهي فتاة سليطة اللسان، امتعضت غزل حين لاحظت ما ترتديه، وجهت بصرها ليوسف تلومه فمتى تدنى بأخلاقه إلى هذا الحد؟، خاطبته بعتاب:
-إنت يا يوسف، أنا مش مصدقة عنيا
تدخلت نوال قائلة بتهكم:
-دا جوزي يا حبيبتي ما تفهميش غلط
احتدت نظراتها المصدومة عليه فوجدت في قسماته ما يؤكد صدق حديثها، هتفت باحتقار وهي تشير على نوال مما ضايقها:
-إنت يا يوسف تتجوز دي....................................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا