مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية وصعيدية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
رواية أثواب حريرية - إلهام رفعت |
رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس والثلاثون
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
باغتتهن بهذه الزيارة التي لم يتوقعن حدوثها، مررت قسمت نظراتها عليهن وهي تبتسم بود مصطنع، بالطبع جاءت لمعرفة آخر الأخبار هنا، هل توصلت السيدة العجوز لهن أم لا؟، بعد الترحيب بها قالت قسمت:-سألت عليكي يا هدى، قالولي إنك هنا وتعبانة شوية، سلامتك!
بطلعة حسنة وسماحة جلية قالت هدى:
-الله يسلمك، نورتي يا قسمت
قالت قسمت بضيق مزيف:
-شوفتي سميحة عاوزة تجوز بنتها لمين، لواحد كل شغله في الحرام
بالفعل انزعجت هدى من ذلك، قالت:
-مقدرش أقول حاجة، إنتي عارفة أختك وولاد عمك بيفكروا إزاي، الله يرحمه شريف، مكنش زيهم!
انتفضت قسمت من الداخل قليلاً لذكرها اسمه، قالت:
-الله يرحمه، كان أطيب أخ
في نفسها ابتسمت هدى بسخرية، تنهدت قائلة:
-ومبسوطة مع منتصر؟، دا بيحبك من زمان!
لم تخض قسمت كثيرًا في الأمر، قالت باقتضاب:
-الحمد لله حلوين
صمتت لثوان ثم تابعت مستفهمة:
-إنتوا قاعدين لوحدكم؟
سؤالها الغريب سبب ريبة بداخلهن، نظرت هدى بشك لـ نعمة التي تجلس على مقربة منهن، ردت نعمة عليها بقلق:
-هيكون مين معانا بس يا ست قسمت؟
ردت قسمت مبررة سؤالها بحذر:
-أصل لما جيت كان فيه تلت كوبيات على الطربيزة، فبسأل
توترت هدى ولم تجد رد مناسب، لكن تابعت نعمة بسرعة بديهة:
-دي واحدة جارتنا جت تسلم على الست هدى لما عرفت إنها هنا، وبعدين مشيت!
زمت قسمت ثغرها فالرد مقنع، لم تنكر بأنها اغتبطت من ذلك، فالفرصة ما زالت أمامها لتجد هذه المرأة، بينما أعجبت هدى بذكاء نعمة وابتسمت لها، قالت قسمت وهي تنهض:
-طيب أشوف وشكم بخير، أصل هروح عند مراد أباركله على القصر الجديد، ما هي صلة الرحم واجبة علينا
ظلت هدى جالسة فهي مريضة، قالت:
-معلش مش قادرة أقوم، بس سلميلي عليه هو والولاد على ما أروح عندهم
اومأت قائلة:
-يوصل!
ثم تحركت قسمت ناحية باب الخروج، سارت نعمة خلفها وقلقها يختفي تدريجيًا من زيارتها الغير مريحة، عند دلوفها من الباب استمعت لسعال سيدة ما بالداخل فتوقفت مستغربة، استدارت بجسدها ناظرة للداخل فارتبكت نعمة واقشعرت، أنقذت السيدة هدى الموقف بأكمله حين سعلت هي، نظرت قسمت لها لكن لم تعرف لما شكت في الأمر، لم تعلق ثم التفتت لتغادر، سريعًا اوصدت نعمة الباب خلفها وقد تنفست الصعداء، توجهت ناحية السيدة هدى التي قالت براحة كبيرة:
-الحمد لله، قلبي وجع في رجليا.............!!
__________________________________
دثرت نفسها بالغطاء ثم أسندت ظهرها على الوسادة، أمسكت غزل بكوب القرفة الساخن لترتشف منه، فهو المفضل لمثل حالتها حينما جاءت زائرتها الشهرية، يظهر التعب على وجهها وقررت أن تريج جسدها وترفض خروجها اليوم لأي مكان..
تنهدت بنصب وهي تفكر في عدة أمور مختلفة، إلى أن جاء مشهد رؤيتها لـ أمل، كأن الألم زال قليلاً لتأخذ الدهشة مجراها وتعود من جديد، رددت باستنكار:
-أيه اللي هيجيب أمل هنا؟!، ومع موسى كمان!
هذه العلاقة حيرتها لبعض الوقت، سريعًا ما اختفت فـ يوسف هو الآخر يعمل معه، عاودت حيرتها فقالت:
-برضوه أمل لو جت القاهرة، أيه علاقتها بـ موسى، وكمان بتخرج معاه، تكونش هتتجوزه
لعنت غزل غبائها الخائر وقالت:
-اومال هدير دي أيه، غبية يا غزل!
حين تعثر عليها فهم سبب رؤيتها لها اعتزمت مواجهة يوسف بالأمر، لربما شبيهة لها وخدعتها عيناها حينها، قالت:
-هكلم يوسف، يمكن واحدة بتشبهها
رغم أنها متأكدة من شخصها قالت ذلك، رن التليفون بجانبها ثم بهدوء رفعت السماعة مجيبة:
-ألو...
رد بمغازلة صريحة:
-حلوة ألو من بوقك، ممكن اسمعها تاني
ضحكت غزل بخفوت على عبثه معها، قالت:
-مراد!
هتف بتسلية ماكرة:
-طيب مراد أحلى
لم تفارقها الضحكة وهو يتحدث بلطف معها، قالت بحب:
-كنت محتاجة تكلمني، أصل كنت مخنوقة شوية
رد بحنان جارف:
-من أيه يا حبيبتي؟
لم تخبره بتعبها، بل قالت بغصة:
-حاجات كتير، منها إني عاوزة أعيش معاك زي أي ست وجوزها
قال باستياء:
-ما إنتي اللي مش موافقة!
تلك كانت رغبتها بالفعل، قالت:
-قريب هيحصل ده، قولي بتعملوا أيه، والولاد فين؟
-بيلعبوا كرة تحت في الجنينة، ولسه عمتي قسمت ماشية من شوية
تكره غزل هذه السيدة، مجرد سماع اسمها جعلها تكفهر، قالت:
-عاوزة أيه؟، الست دي مش بارتاح لها، واخلاقها مش كويسة
قال مراد متفهمًا:
-بتفضل عمتي، وعارف إنها مبقتش تحبني زي الأول، بس الواجب اتكلم معاها
تابع مغايرًا الحديث:
-متشغليش بالك بيها، كنت عاوزك معايا في عيد ميلاد الأولاد، هاعمل حفلة كبيرة ليهم في القصر!
لم تهتم غزل بأي أحد مما حولها، قالت بتودد أسعده:
-هاجي الحفلة، مش معقول مكونش موجودة، كفاية انهم ولادك يا مراد..........!!
__________________________________
بأعين ماكرة مرر الأوراق أمام نظراته واحدة تلو الأخرى، لم يتوقع موسى أن تكون بهذه الخطورة، مستندات لتجارة السلاح وشركات مشبوهة مع رجال أعمال من بلاد مختلفة، قال بعدم تصديق:
-الورق يودي في داهية فعلاً
سأله محاميه الجالس مقابيله:
-هتعمل بيهم أيه يا موسى بيه؟
نظر له موسى بسخرية، هتف:
-هبلهم وأشرب ميتهم يعني
انحرج المحامي فسؤاله أحمق، تابع موسى بعزيمة عجيبة:
-لازم أخلي النوم يطير من عينه، ومنتصر كمان مش هخليه مرتاح، دي فرص وبتيجي لعندي لازم استغلها بجد!
تابع وهو يأمر المحامي بجدية:
-شوفلي واحد كويس من رجالتنا، عاوزوه في مهمة كده
-أمرك يا موسى بيه!
جمع موسى الأوراق في ظرف قائلاً:
-دول هخليهم في فيلتي وتحت عنيا، أمان أكتر
سأل المحامي بمفهوم:
-طيب والورق اللي الست مضت عليه، اوديه الشهر العقاري اسجله
هتف موسى بتعنيف:
-إنت مبقتش نافع يا نبيل، عاوزني اكتب شقة بألوفات لحتة بت زي دي، اعمل توقيعاتك ومشي شغلك، شكلي هشوف غيرك
انتفض قائلا بترجٍ:
-لا يا موسى بيه، أنا كنت هزور طبعًا، بس قولت اسأل حضرتك الأول، ما إنت الخير والبركة
زاد تعجرف موسى وهو ينظر له بتعالٍ، قال بحزم:
-كلم المأذون يجي بكرة الضهر علشان كتب كتاب ياسمين.........!!
__________________________________
وقف كالمتفرج على ما يفعله العمال وهم ينقلون غرفة النوم الجديدة محل القديمة، سخر يوسف في نفسه فهذه مجرد شكليات أمام الجميع، لم يكترث لما يحدث ثم أخذ يفعل المطلوب فقط...
جاء خالد مع فتحية ثم ركض نحوه، هتف بتهلل:
-بابا يوسف
اتسعت بسمة يوسف ثم رفعه ليحمله على ذراعه، قال وهو يقبل وجنته:
-حبيب بابا يوسف!
قال بطفولية محببة:
-وحشتني، ليه مش بتقعد معايا زي الأول؟
رد بحنوٍ شديد:
-أنا بس مشغول شوية، لكن أنا باحبك، هو إنت ناجصك حاجة؟
رد ببراءة محزنة:
-ماما وحشتني قوي
دق قلب فتحية وأشفقت على الصغير، بينما رد يوسف بذكاء:
-ماما عند ربنا، وإنت بجيت كبير ومش هتزعل، طيب مين اللي هيدخل المدرسة السنة دي؟
رد بمرح متناسيًا ما به:
-أنـــا
قبله يوسف بعطفٍ مستطير، قالت فتحية متذكرة:
-نسيت أقولك، غزل كانت اتصلت بيك تحت من كام ساعة وعاوزة تتكلم معاك، بس إنت مكنتش هنا!
انتبه يوسف لحديثها وتبهج، قال:
-هروح أكلمها دلوق
أضحى متلهفًا في سماع صوتها كأنه تواقًا لذلك، أنزل الصغير أرضًا ثم توجه ناحية التليفون، تعقبته فتحية بنظراتها، باتت متحيرة في أمره، هو سيتزوج فما علاقته بها؟، وقفت مشدوهة للحظات ثم أخذت الصغير معها للأسفل...!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
غفت مدة لا بأس بها حتى حل الليل، ايقظتها الخادمة بنبرة خفيضة حذرة، اعتدلت غزل في نومتها بعدما أراحت جسدها وتحسنت، قالت الخادمة:
-تليفون علشان حضرتك
ثم مدت سماعة التليفون الذي بجانبها لها، اقتطبت غزل فمن يريدها؟، تناولتها ثم أجابت، قال يوسف:
-خالتي جالت إنك كنتي عاوزاني
دلفت الخادمة فاعتدلت غزل أكثر في وضح مريح، قالت:
-أيوة، عاوزة أسألك عن حاجة!
-جولي يا غزل، أنا سامعك
قالت بتردد جم:
-هي أمل فين؟
نطق اسمها جعله يتذكر وقاحة أخته وبذائتها وزاغ فيما علمه عنها، تعجبت غزل من سكوته الطويل هذا، استفهمت:
-ساكت ليه؟، فين أمل؟!
قال باكتراب ونفور من الأخيرة:
-معرفش، اللي أعرفه إنها هربت من جوزها وكانت عايشة مع واحد تاني، سرجته وهربت، الـ***!
لفظه اللاذع وشرحه المغتاظ جعلها تنصدم، قالت في نفسها:
-إزاي الكلام ده؟، معقول خدعتني عنيا ومش هي!
ثم انتبهت لـ يوسف يسألها باندهاش:
-ليه بتسألي عنها؟
ارتبكت غزل لكن أخذرت حيطتها، قالت:
-ما فيش، باطمن عليها
هتف بغل ظاهر:
-لا متسأليش، أنا أصلاً لو شوفتها هجتلها
تاهت غزل في ظل ما تسمعه منه، ملأها الخوف أيضًا، كيف لأخ أن يقتل أخته بهذه السهولة؟، ربما افتعلت شيء سفيه، تشوشت كثيرًا فما رأتها هي، قررت وبعزيمة قوية البحث في الأمر، لترضي فضولها أولاً وتصل لنهاية لتلك المسألة ثانيًا، وعيت بعد شرودٍ خاطف له يخاطبها:
-أنا هتجوز بكرة
استمعت له غزل ولم تعلق، أكمل بعدم رغبة:
-هتجوزها علشان شغلي مع موسى، ممكن لو رفضت اخسر كل حاجة
أدركت غزل أنه مغصوبًا على هذه الزيجة،حيث وجدتها فرصة ليبتعد عنها، خيب رغبتها حين أكمل بعشق لها:
-زي ما جولتلك، جواز على ورج، مش ممكن أغلط تاني، علشان عاوزك إنتي يا غزل...........!!
__________________________________
استغلت مغادرته مبكرًا لعمله للتحدث بأريحية مع أخيها، ولجت نسمة لغرفة أخيها، فوجدت يعبث بخزانة ملابسه ومرتبكًا، تقدمت منه ولم يعجبها حاله، ضمت ذراعيها حول صدرها، قالت بتنبيه:
-شوف شغلك كويس مع سي ضرغام، إنت صغير يا أحمد ومش عاوزة حد يضحك عليك، مش كفاية كنت عاوزاك تكمل علامك ومفلحتش
حزنت نسمة على وضعهما الماضي، كانت مقيدة في تدبير حياتها برفقة أخيها الذي تولت مسؤليته وهو في أواخر عقده الأول، سنوات عانت معه لذا وجب عليها تنويهه، تابعت مفطنة عدم استيعابه:
-إنت أخويا اللي ماليش غيره، آه أنا أختك الكبيرة بس إنت الراجل اللي هتسند عليه
لم يتحدث أحمد لقلة وعيه في الرد على مثل هذه المواقف، ربتت نسمة على كتفه بلطف ثم ابتسمت، فقد انتوت التحدث باستمرار معه ونصحه، خشية أن يفتعل ما لا يحمد عقباه، خاطبته بود:
-هروح أشتري الخضار ومش هتأخر
رد بتوتر داخلي:
-روحي، أنا هدخل استحمى والبس وأروح الشغل
تنهدت بقوة متأملة ألا يخيب ظنها، تحركت نسمة مغادرة الغرفة، لكن وقف أحمد مكانه وقد شحب وجهه، تهديدات منتصر له جعلت الخوف يسري بداخله، هو فتى صغير لن يتحمل بالتأكيد، ازدرد ريقه في هلعٍ بائن وكلمات منتصر تتردد في أذنه حين قال:
-لو منفذتش اللي اتفقتا عليه، هقتل أختك، ودي سهل اعملها، وكمان إنت مش هرحمك، ومتنسوش إني السبب في اللي إنتوا فيه ده، فمتعضوش الإيد اللي اتمدت ليكوا...
حينها وجد أحمد نفسه يوعده بالتنفيذ، حزن في نفسه فهو مضطر لفعل المطلوب، قال بحيرة ممتزجة بالاختناق:
-سامحيني، أنا لازم اعمل كده علشان نعيش..........!!
_________________________________
تناولت معه وجبة الإفطار بمفردهما، استغربت غزل عدم حضور أبيها، استفهمت:
-بابا فين، من امبارح الصبح مشفتوش، معقول لسه نايم؟
رد جاسم بخبث مكبوت وهو يلتقم الطعام:
-هو منمش هنا أصلاً، ما إنتي كنتي نايمة ومتعرفيش
سألت بغرابة:
-أومال فين؟
رد بعدم اهتمام:
-هو مش صغير، عنده أماكن كتير يروحها
تابع بتهكم داخلي:
-عاوزاه في أيه، ما إنتي بقيتي الكل في الكل والشغل في إيدك، يعني خليه براحته!
أحست غزل بضيقه الدفين، تجاهلته ثم تابعت تناول طعامها، قال جاسم بعد تفكير:
-ماما سألتني عنك، عاوزة تشوفك
لم تحب غزل تشعب الأمور هكذا، لكن قالت بقبول مزيف:
-خليها تيجي وتشرف في أي وقت
رد عليها وهو يصحح:
-قصدي نسافرلها أنا وإنتي، هي مش بتنزل مصر
فاجأها بهذا الطلب المباغت، ردت بدهشة:
-مبفكرش أسيب مصر لأي سبب، ماليش حد برة علشان أروحله
قال باستنكار:
-ماما هنروحلها، وإنتي هتبقي مراتي، يعني طبيعي سفرك
لم ترتاح غزل لتكليفه وتوجست، بداخلها وسواس يرسم مؤامرات محاكة ضدها، اضطربت ثم قالت:
-بعدين موضوع السفر، قولتلك مبحبش أسيب مصر، نتكلم بعدين في الموضوع ده!
أظهر جاسم انزعاجه من رفضها دون أن يتحدث، فقط بهيئته، لاحظت غزل ذلك وتأففت في نفسها، بالطبع لن تذهب بمفردها معه لأي مكان، قالت لتلهيه عن ذلك:
-مراد عزمني على عيد ميلاد ولاده، وأنا وافقت أروح
أبان ضيقه حين قال:
-المفروض دا طليقك، يعني تبعدي عنه مش كل شوية نشوف وشه
بررت غزل باستياء:
-بيرد دعوتنا ليه، ما فيش حاجة!
صر جاسم أسنانه ببعضهما، هتف بتصميم:
-يبقى ميعزمكيش لوحدك، رجلي على رجلك..........!!
__________________________________
يطبع توقيعه على عدة أوراق خاصة بصفقة ما بطريقة منمقة، خاطبه ضرغام بتعقل وهو يتابعه:
-العجودات دي يا مراد بيه مينفعش تفضل في المكتب، مش أمان ليها، لو وجع في يد حد هيعرف متى البضاعة هتوصل
رد مراد بدهاء:
-لا أنا مش غبي، الورق خليه عندك وعينك عليه
-متجلجش اطمن!
وضع مراد الورق جانبًا، سأله بجدية شديدة:
-المخازن لسه فيها شغل ولا بقت جاهزة
رد ضرغام بحرس شديد:
-جاهزة يتحط فيها البضاعة، آني بنفسي اللي كنت واجف لحد ما خلصت
تنهد مراد وقال:
-ممنوع مخلوق لو كان مين تتكلم عن المخازن دي قدامه، كلهم مستنين البضاعة الجديدة، وأنا مش هفضل أخسر
قال ضرغام بثقة:
-هيتجلب عليهم كل اللي بيعملوه، المرة دي آني واخد حذري، وعندي عيون في كل مكان
سرح مراد في ذلك، بداخله قلق من تدمير ما يجاهد في عمله، هذه المرة تختلف عن غيرها، سيقلب الموازين بحنكته، ربما ستكون تصفية حسابات بين كارهيه، هتف بأمر:
-خد الورق، وخلي بالك منه...............!!
___________________________________
عند مفرق مظلم بين الأراضي الزراعية جلست على (مصطبة) من الطين تنتظره، لفت حولها (الشال) فالهواء بارد، استمعت لانبعاث وقع أقدام أحدهم فزاد تركيزها، ظهر عويس من وسط الزروع ملثمًا، ورغم ذلك عرفته، نهضت لتقابله بقسمات يكسوها الشر، خاطبها بهمس:
-أهلاً يا مرت عمي!
قالت بعتاب قاسٍ:
-إكده يا عويس، تسيب زينب لوحديها
نزع الكوفية من على وجهه، قال موضحًا:
-متخيلتش يجتلها الراجل الكافر ده، فكرت لو خدت الفلوس وهربت هياخدها رهينة، بس طلع واعي ومراجبنا
هتفت بحقد:
-جتلها وحرج قلبي عليها، والليلة دخلته على جميلة أختك، عيلة إصغيرة هيكون مصيرها كيف زينب
زاغ عويس في وضع أخته المسكينة معه، تابعت هي بغل:
-وقال بيجولنا كفاية إني مخلصتش عليكوا، ولو فتحنا بوجنا بكلمة هيجول إنه مسكها إمعاك وبينتقم لعاره
ملأ الكُره قلب عويس، قال:
-محدش هيموته غيري، هخلص البلد من شره
سألته بنبرة مهتمة:
-هي الفلوس اللي معاك كام؟
رد بضيق واضح:
-طلعت ورج أبيض، كل اللي جمعتهم من الرزم مية إجنية!
شهقت بصدمة، تأججت عدائيتها وقالت:
-الـ***، واللهِ ما هخليه يتهنى
قال عويس بمفهوم وهو يحذرها:
-جميلة أختي خليها بعيد، أنا هتصرف لوحدي، هو بيدور عليا بس مش هيلاجيني
سألت بفضول:
-وهتتصرف كيف؟
-هحاول اشتري طبنجة بالمية إجنية...................!!
_________________________________
إخرجه من عمق نومه صوت التليفون المزعج، والذي لم يكف عن الرن، أفاق أسعد من نومه وبجانبه الخادمة مزعوجًا، مد يده ليمسك بالسماعة عابسًا، هتف بغضب:
-مين؟
رد الصوت الغامض بمكر:
-أنا يا أسعد بيه، فاعل خير ومعايا ورق مهم يخص سعادتك
زوى بين حاجبيه غير متفهم ما يهذي به هذا الرجل، سأله:
-إنت مين وورق أيه؟
قال الرجل بمفهوم:
-الورق اللي سرقته أمل من عندك، أصله معايا وطلع مهم قوي
تملك منه زعر شديد ثم اعتدل في نومته، رجفت يده ثم قال ببلاهة
-هات الورق
ضحك الرجل باستهزاء وقال:
-بالسهولة دي؟
استشف أسعد مساومته له، زادت ضربات قلبه ثم سأله:
-عـ عاوز كام؟
-كده دخلنا في المهم، أنا عاوز ربع مليون
اتسعت حدقتي أسعد ولم يستوعب ما نطقه للتو، ردد بعدم تصديق:
-رُبـع مليــون!!
لم يعطيه الرجل الفرصة لقول شيء، قال بجدية:
-هسيبك تفكر، وهكلمك تاني
ثم أغلق (الخط) فابتسم له موسى بمدح على براعته، على الناحية الأخرى تزعزع أسعد وارتعش بقوة خوفًا، ابتلع لعابه وظل حائرًا تائهًا، فكر ماذا يفعل؟، رغب في مهاتفة منتصر لكن تراجع، قال:
-منتصر لو عرف هيسمعني كلام يسم البدن، ومش هخلص من معايرته ليا
اغتم أسعد وظهر أنه ليس بخير، تابع بضياع:
-طيب أكلم مين؟، ما هو لازم حد يقف جنبي.............!!
_________________________________________
غفا الجميع لكن هي ظلت متيقظة، تفكر في زواجها من الآخر، فبعد انفصالها عن مراد لعب القلق دوره بداخلها، جلست هدير على فراشها تريد أن تبكي، في لحظة تغيّر كل شيء، حقًا أحبت مراد زوجًا لها، ومن لا تتمنى شخص في مكانته؟، تنهدت بألم فمجرد التفكير في لمس رجل آخر لها يوتر أعصابها، لم تعرفه من قبل ولم تعرف عنه الكثير، خاصة صفاته، زفرت بضيق وانتظرت ماذا يخبئ لها القادم؟..
وهي في أوج شرودها انتبهت لمن يفتح باب غرفتها، انتصبت في جلستها متوترة، ولجت سميحة عليها فهدأت انفعالاتها، دنت سميحة منها متعجبة، سألتها:
-شوفت نور أوضتك والع بالصدفة، صاحية ليه لحد دلوقتي؟
بهتت تعابيرها فالأمور تعقدت من حولها، قالت:
-قلقانة شوية
دنت من فراشها ثم جلست بجانبها، خاطبتها بحنان الأم:
-احكيلي يا هدير، إنتي خايفة تتجوزي موسى!
صمتت هدير ولم ترد فهناك أسباب، اردفت سميحة بتفهم:
-لسه تلت شهور، اتعرّفي فيهم عليه، ولو مرتحتيش خلاص
بدت كأنها تخفي شيء ما غير هذا، فصمتها غريب وهيئتها غير طبيعية، استغربت سميحة وقالت:
-طيب احكيلي، أنا أمك ومش هتلاقي غيري يسمعك
نظرت لها هدير لبعض الوقت مترددة في التحدث أو من عدمه، الأمر صعب ولن تتحمله بمفردها، هي صغيرة وتجهل الكثير، بعد فترة تفكير جعلت سميحة تتحير، قالت هدير بتلجلج:
-مــاما، أنا حاسة إني حامل.................................!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أثواب حريرية بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات عربية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا