مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية إجتماعية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الشهيرة بشيمو والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون من رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد.
رواية العنيد بقلم الشيماء محمد - الفصل الثلاثون
تابع أيضا: روايات إجتماعية
رواية العاصفة - الشيماء محمد |
رواية العنيد بقلم الشيماء محمد - الفصل الثلاثون
كريم بصلها وبعد عنها وبدون ما ينطق حرف تاني ساب المكان كله وخرج وهي اتضايقت جدا من نفسها ومن غبائها .. بس كانت هتقوله ايه ! إن الكل بيعرف بوجوده في أي مكان من ريحته ! إن البنات كلها بتفضل تتغزل فيه وفي ريحته طول الوقت وده بيضايقها ! طيب هي مالها ! ليه تمنعه أصلا ! ده لا حقها ولا هو عيب ولا هو حرام بالعكس التطيب مطلوب جدا والرسول حث الرجال إنهم يتطيبوا فليه هي بتقوله كده !
****************************
كريم طلع لمكتبه وهو داخل علياء وقفت كعادتها فوقف قدامها : علياء ينفع أسألك سؤال ؟ تجاوبيني فيه بمنتهى منتهى الصراحة ؟
علياء باستغراب : أكيد اتفضل .
كريم بتردد : برفاني ! ريحته وحشة !
علياء عينيها وسعت جدا وكريم بصلها : عارف إنه سؤال غريب بس معلش جاوبيني وأرجوكي بصراحة تامة .
علياء ابتسمت : لا طبعا ريحته مش وحشة أبدا .
كريم مستغرب ليه قالت كده طيب ! بص لعلياء تاني : طيب حد من الموظفين قبل كده قال إن ريحته خنيقة أو أوفر أو إنها بتفضل في المكان وده بيضايقهم ؟
علياء مستغربة أسئلته : بالعكس كل الموظفين في الشركة بيحكوا عن روعة برفانك والبنات يعني سوري بيتغزلوا فيه .
كريم بصلها بترجي : علياء اوعي تكوني بتقولي كده لمجرد إني مدير !
علياء ابتسمت : م / كريم أنا شغالة معاك هنا من ساعة ما حضرتك اتخرجت ومسكت هنا وعلاقتي بحضرتك أقوى من مجرد مدير وسكرتيرة فأكيد مش هجاملك بالشكل ده وهقولك يصراحة لو في حاجة .. أنا بعتبرك زي أخويا الصغير .
كريم ابتسم : وأنا بعتبرك فعلا أخت كبيرة ليا
طيب اسمحيلي أسألك لو واحدة قالتلي إنها مش بتطيق ريحة برفاني وإنه أوفر أوي وقالت الكلام ده بعد ما شافت بنت بتحاول تقرب مني علشان تشم برفاني فده معناه ايه ! هل فعلا هي بتكره برفاني !
علياء بتفكير : طيب ممكن يكون عندها حساسية من البرفان !
كريم بتفكير : لا ماعندهاش كذا مرة تكون جنبي ماذكرتش حاجة زي دي .
علياء بتفكير وتردد : ممكن تكون مش عايزة حد من البنات يشموا برفانك وخصوصا إن ده حصل بعد ما البنت قربت منك فهي اتضايقت ومعرفتش ازاي تقولك فحبت تطلع غيظها بإنها تقولك الكلام ده ! يعني أعتقد كده .
كريم ابتسم وعجبه التفسير ده بص لعلياء وشكرها ودخل مكتبه .. قعد على كرسيه وبيسأل نفسه يا ترى يا أمل فعلا بيخنقك البرفان ولا بيخنقك حد يقرب مني ! شكلك هتجننيني معاكي !
مؤمن كلم نور في التليفون علشان يقابلها
مؤمن بتردد : ازيك يانور عاملة ايه ؟
نور ابتسمت بحزن : أنا بخير الحمد لله .
مؤمن مش عارف يقولها ايه بس محتاج يشوفها ويتكلم معاها فبتردد : ينفع نتكلم ! أنا ماحبيتش أضغط عليكي وسيبتك كذا يوم ترتاحي فيهم بس محتاج أتكلم معاكي .
نور بحيرة : مش عارفة يا مؤمن .. حاسة إن مفيش كلام يتقال أصلا !
مؤمن : لا في وفي كتير كمان .
نور بيأس : زي ايه ! ايه اللي ممكن يتقال !
مؤمن بدون أي تردد : أقولك إني بحبك يا نور .
نور استغربت جدا ازاي قالها بالسهولة دي وبالبساطة دي ومؤمن كمان استغرب من نفسه أكتر منها .. ده هو ما اعترفش لنفسه بالحب يقوم يعترف ليها هي ! الاتنين سكتوا يحاولوا يستوعبوا اللي هو قاله ..
مؤمن اتنهد : سكتي يا نور !
نور بحيرة : معنديش كلام أقوله للأسف .
مؤمن بتردد : طيب خلينا نشوف بعض ونتكلم أفضل من الفون . اذا سمحتي اديني فرصة أتكلم معاكي .
نور بتردد : خلاص عارف ستار بكس اللي قريب من الشركة .
مؤمن بسرعة : عارفه أيوة .
نور ابتسمت : هشوفك فيه الساعة ٥ كده أكون خلصت وأنت كمان خلصت .
مؤمن وافق وهي قفلت مترددة مش عارفة هتعمل ايه أو هتقوله ايه !
الساعه ٥ بالدقيقة كان مؤمن منتظرها في الكافيه وهي برضه جت في ميعادها وقعدت قصاده بهدوء : ازيك يا مؤمن ؟
مؤمن ابتسم : أنا الحمد لله بخير .. أنتي عاملة ايه دلوقتي ونفسيتك أخبارها ايه ؟
نور أخدت نفس طويل : عادي .. كل حاجة بقت عادي مفيش حاجة بتفرق .. من كتر ما الواحد مر عليه مابقاش في حاجة بتأثر .
مؤمن قرب منها وسند على الترابيزة الصغيرة الفاصلة بينهم : ليه ما سمحتيليش أكون جزء من مشاكلك دي يا نور ؟
نور بصتله بتعب وحزن : تكون جزء منها ازاي يا مؤمن ! كنت عايزني أقولك ايه ! إن أبويا مش راضي يعترف بينا ! أو إن له حياته اللي في النور واحنا في الظلمة ! كنت عايزني أقولك ايه !
مؤمن بتفهم : تقولي كل حاجة بدون تزويق الكلام .. اسمحيلي أكون جزء من مشاكلك .
نور بصتله كتير وكانت بتتمنى تقول كلام كتير أو تفرح بحبه وبالأحاسيس اللي بتكبر بينهم بس للأسف لازم تقتلها
مؤمن بيحفزها : اسمحيلي أكون جزء من مشاكلك دي .
نور بصت للأرض : وبعد ما تكون جزء منها ! ايه اللي هيحصل ؟ ايه اللي هيختلف ! هل مشاكلي مثلا هتتحل ؟ هل هتنتهي ؟ هل في يوم بابا هيعترف بينا ! ولو ده حصل هل هيلغي فكرة إن ماما ......
اتنهدت وسكتت وبصتله : أنا مش قادرة أتكلم يا مؤمن أصلا .
مؤمن بيحاول يقرب منها أو يقنعها إنه معاها : أنتي ليه عاملة مشكلة كبيرة أوي كده لا أنتي أول واحدة أهلها يكونوا مرتبطين بالسر ولا آخر واحدة .. الموضوع مش بالبشاعة دي يا نور .
نور بصتله بدموع : أنت مش فاهم حاجة أرجوك يا مؤمن ابعد عني وكمل طريقك مع واحدة تتشرف بيها .
مؤمم بصلها بصدمة : واحدة أتشرف بيها ! أنتي بتقولي ايه ؟ أنتي تشرفي الف واحد انتي ليه بتقللي من قيمتك كده !
نور بدموع : علشان ده قدري .
مؤمن برفض : احنا بنعمل أقدارنا .. احنا بنختار بنفسنا .. ربنا خلقنا مخيرين مش مسيرين فبلاش نعلق كل حاجة علي القدر .
نور قاطعته : أنت عايز مني ايه يا مؤمن عايز تقرب ليه !
مؤمن أخد نفس طويل أوي : عايز أرتبط بيكي بشكل رسمي .. عايز أقف جنبك وده يكون من حقي .. عايزك في حياتي بشكل رسمي .. عايز أتجوزك بكل بساطة
نور بصتله كتير أوي ودموعها نزلت .. كان ممكن تكون أسعد إنسانة في الدنيا .. كان ممكن تقوم تتنطط من الفرحة .. بس ليه الدنيا سودا في وشها أوي كده ! اتنهدت بتعب .
مؤمن بإصرار : قلتي ايه يا نور !
نور بتمسح دموعها : قلت إنك مش عارف حاجة أنت بس عرفت ان بابا يكون خالد لكن ماعرفتش مين هي ماما .
مؤمن ابتسم : مهما تكون مش هيفرق معايا اللي يفرق معايا هو تربيتها لبنتها ده اللي يهمني .. وهي طالما ربت بنت بأخلاقك دي لازم تكون إنسانة عظيمة .
نور حاولت تبتسم من بين دموعها : برضه هقولك إنك مش عارف حاجة .
مؤمن بإصرار : طيب عرفيني .
نور بصتله بأسف : للأسف دي مش حكايتي علشان أعرفهالك كل اللي هقولهولك إن كلامك ده لو سمعته في ظروف تانية كنت هتلاقيني بتنطط وبرقص من فرحتي .. بس غصب عني مش هقدر .. ولا أنا هقدر ولا أنت هتقدر .. وحتى لو أنت قبلت ظروفي وظروف عيلتي أهلك مش هيقبلوها .. أنت من عيلة كبيرة لها وضعها ولها اسمها وصدقني مش هيقبلوا بأي واحدة تدخل حياتك .
مؤمن كشر : أنتي بنت خالد عبدالرءوف وأبوكي له اسمه ووزنه وعيلتي كلها بمجرد ما هيسمعوا اسمه محدش هيعترض .
نور بصتله : مش ده لما أبويا يكون مستعد يعلن إني بنته ! وحتى لو أعلن مش هيقدر يقول ليه خبى وهو أصلا مش هيقدر يعلن فأصبح أنا مجرد بنت مالهاش أب أو ليها ومختفي وأمها مش هتقدر تظهر فأنت هتلاقي نفسك بتقدم لعيلتك بنت مجهولة الأصل ولو اتعرف أصلها برضه هتترفض .
مؤمن هز دماغه : أنا ولا فاهم حاجة منك ولا قادر أتقبل كلامك ده يا نور .. كل مشكلة ولها حل لو أنتي شايفة إن مالهاش حل النهاردة بكرا بإذن الله هتلاقي الحل .
نور بعياط : يبقى من هنا لبكرا ربنا يسهلها .
وقفت وبصتله : أنا جيت لأن من حقك تفهم لكن أكتر من كده أنا مش هقدر أقدملك .. وحتى مش هقدر أشرحلك لأن دي مش حكايتي .. أرجوك اتقبل اعتذاري يا مؤمن أنت إنسان عظيم وكنت أتمنى يكون ليا نصيب معاك بس آسفة مش هقدر بعد اذنك .
سابته ومشيت وهو في حيرة أكتر من الأول في الف فكرة وفكرة بيجوا في دماغه بيفكر يعملهم حاليا !
ممكن يروح لبيتها ويتكلم بشكل مباشر مع نادر أخوها !
ممكن يروح لخالد نفسه ويقوله إنه بيحب بنته
بس لو عمل كده هل ممكن أهله يسامحوا في فكرة إنه راح يطلب ايد واحدة وحتى ماعرفهمش ! لازم يفكر بالراحة وبهدوء ويشوف هيعمل ايه !
محتاج يهدا ويركز ويفهم الدنيا حواليه قبل ما يخطي أي خطوة ...
**************************************
سمر في بيتها حماتها بترخم عليها كتير أو هي شايفة إن دي رخامة وشريف كمان بدأ يمنعها من الخروج أو إنها تلبس براحتها أو الميكاب براحتها
بقى هي كانت بتتجوز علشان دي تبقى حياتها ! محبوسة بين أربع حيطان !
شريف ينزل المستشفى الصبح يرجع الظهر يريح ساعتين وينزل العصر عيادته ويرجع بالليل طيب وبعدين !
هي فين ! فين كل أحلامها وتخيلاتها !
كانت متخيلة إن شريف لما تاخده من أمل هتكون أسعد واحدة في الدنيا .. هتكون حياتها عبارة عن خروج ودلع وسهر وفسح وشوبينج و و و و .. مش حبسة بالشكل ده ومع حماتها وبنتها ..
جوزها رجع بدري شوية عن ميعاده بتاع كل يوم وكان تعبان ومهدود وده خلاه قفل عيادته بدري ..
سمر أول ما شافته : كويس أنت راجع بدري تعال نتعشى برا
شريف بصلها بتعب : برا ايه ده أنا ما صدقت وصلت البيت .. مش قادر وهلكان وحاسس إني داخلي دور برد ولا ايه مش عارف !
سمر كشرت : برد ايه في الحر ده ! تلاقيك بس بيتهيألك .. تعال نخرج وأنت هتبقى كويس يلا .
شريف بصلها : بقولك تعبان تقولي نخرج !
سمر زعقت : وأنا زهقانة ! هطق من الحبسة دي .. مابقيتش مستحملاها .. ليل ونهار لوحدي هو أنا أصلا اتجوزت ليه ! علشان أسيب بيت أبويا واجي بيت أتحبس فيه !
شريف بيلبس هدومه وبيتجاهلها يمكن تسكت لوحدها بس هي شدت التيشيرت من ايده قبل ما يلبسه : بقولك زهقانة .
شريف شد التيشيرت تاني منها وكمل لبسه
سمر بصريخ : رد عليا .
شريف بصلها ببرود : لو رديت أصلا ردي مش هيعجبك فبلاش خليني ساكت .
سمر بإصرار : لا رد عليا وكلمني .
شريف بصلها : حاضر هرد .. هرد وأقولك إنك معدومة الإحساس يا سمر .. لما تلاقي جوزك راجع وبيقولك تعبان أقل حاجة تقولي سلامتك .. تقولي ارتاح شوية .. تعرضي إنك تعملي أكل ولا حاجة يشربها .. لكن أنتي معدومة الإحساس ما بتفكريش غير في سمر وبس .. راحة سمر وبس .. زهقانة ! اخرجي ! ولا هو الخروج ما ينفعش غير بلبس مسخرة وميكاب ! عايزة تشتغلي اشتغلي ما منعتكيش فأنتي زهقانة ده لأنك إنسانة فارغة ماعندكيش أي شيء تعمليه .. تافهة وسطحية في كل حاجة .. طول عمري واخد فكرة إن المهندسات دول عبارة عن شعلة نشاط بنت داخلة مجال صعب تتحدى كل اللي حواليها وتفكر خارج الصندوق وتقترح وتبدع لكن أنتي أثبتي مقولة إن لكل قاعدة شواذ وأنتي شذيتي عن القاعدة .. أنتي مجرد إنسانة عايزة حياتها كلها تكون عبارة عن خروج وسهر وستايل صح كده ! مش ده اللي أنتي عايزاه ! عايزة تصحي الظهر تلاقي ماما محضرالك الغدا وتاكلي وتجري تشغلي التكييف وتريحي ونيرة أختي وأمي يشيلوا الأكل وينضفوا ويروقوا وعايزة المغرب بقى تخرجي تغيري جو أو تروحي تعملي شوبينج مع صحباتك وتفردي عليهم إنك متجوزة دكتور والفلوس في ايدك
دي حياتك ببساطة شديدة .. لكن إنك تفكري تساعدي حد لا ما يحلصش .. تفكري حتى تشتغلي ويكون ليكي كيان لا ما ينفعش ..
تفكري تريحي جوزك اللي بيشتغل كده علشان يوفرلك حياة كريمة لا مش مهم .. أنتي إنسانة فارغة .. ودلوقتي عايز أرتاح .
سابلها الأوضة كلها وراح لأوضة الضيوف يرتاح فيها ..
بيت شريف عبارة عن بيت مش كبير أوي معمول دورين .. الدور اللي تحت كله استقبال ومطبخ والدور اللي فوق فيه أربع أوض نوم أوضة ليه هو ومراته وأوضة لأمه وأوضة لأخته وأوضة للضيوف ..
سمر فضلت في أوضتها مذهولة من كلام شريف ورأيه فيها .. بس هي اتجوزت علشان ترتاح مش علشان تطبخ وتروق وتنضف .. لو مش عايز مامته وأخته يشتغلوا يروح يجيبلهم خدامة لكن هي مش هتخدم حد ..
لبست هدومها بسرعة وقررت تروح عند مامتها يومين ترتاح فيهم منه ومن أمه ..
خرجت من أوضتها ونزلت لتحت وشافتها حماتها اللي كانت قاعدة بتتفرج على التليفزيون : على فين كده يا سمر !
سمر بضيق : رايحة عند ماما ولا عند حضرتك مانع !
مياده اتنهدت بتعب : لا ماعنديش بس معقولة اليوم اللي جوزك يجي فيه بدري تسيبيه أنتي وتنزلي !
سمر كشرت : ماهو سيادته ولا عايز يخرج ولا يقعد عايز ينام وبس .
مياده كشرت : ماهو تلاقيه تعبان هيريح ساعتين ويصحى .. المهم استأذنتيه قبل ما تنزلي .
سمر بضيق : ماعرفش هو فين أصلا !
ميادة وقفت باستغراب : يعني ايه ما تعرفيش ماهو لسة طالع لعندك !
سمر دورت وشها بعيد بزهق : أيوة وخرج من عندي ومعرفش هو فين !
نيرة بصت من فوق : شوفته داخل أوضة الضيوف من شوية .
ميادة بصت لسمر : أنتي طفشتيه كمان من أوضته .
سمر بصتلها وشهقت : وأنا مالي أتا !هو حر .
ميادة بصتلها ونفسها لو تجيبها من شعرها اللي مبيناه تحت الطرحة ده : اطلعي استأذني جوزك قبل ما تعتبي عتبة الباب .
سمر بصتلها وكانت عايزة تعترض بس ميادة سابتها وطلعت وهي اضطرت تطلع وراها
دخلت عند ابنها اللي كان نايم في أوضة الضيوف ونادت عليه بصوت خفيف : شريف حبيبي أنت نايم هنا ليه !
قربت منه بس شريف ما ردش عليها وهي استغربت لأن طبيعة نومه خفيف .. حست إن وشه أحمر بطريقة غريبة فحطت ايدها على وشه وشهقت : يا لهووي ده مولع نار .. بت يا نيرة هاتي أي خافض للحرارة وهاتي كمادات بسرعة .. وأنتي مش شايفة إنه سخن وتعبان .
سمر بلا مبالاة : ده دكتور عادي يعني
ميادة عينيها وسعت وبصتلها : وهو الدكتور ما بيتعبش ! ده ايه البرود ده !
نيرة دخلت بالكمادات وعطتها لمامتها اللي بدأت تعملها وسمر بتتفرج عليهم مطبقة ايديها على صدرها ومتابعاهم بعينيها بصمت
ميادة بتصحي شريف علشان تديله علاج خافض وسندته لحد ما أخده وراح تاني في النوم أو من التعب غمض عينيه .
ميادة بقلق : نيرة نكلم حد من زمايله ولا ايه ! السخونية مش راضية تنزل !
نيرة بتوتر : مش عارفة يا ماما ! نكلم د/ رامي عوف صاحبه !
ميادة بصتلها : أيوة أيوة ! هاتي رقمه من موبايل شريف قومي بسرعة يلا .
نيرة قامت وبصت لسمر اللي قاعدة على الكنبه ماسكة موبايلها وبتقلب فيه ..
نيرة بغيظ : هو أنتي مش خايفة عليه ؟
سمر بصتلها بتريقة : أصلا محسسيني إنه بيبي قلقانين عليه من حبة سخونية ! ده راجل كبير مش عيل تخافوا عليه كده ! ده ايه الأوفر ده كله !
ميادة زعقت : نيرة هاتي الموبايل روحي .. والله الواحد عايز يدعي عليكي تجربي اللي هو فيه ! علشان تبقي تقولي أوفر !
سمر ببرود وهي باصة لموبايلها : عادي برضه دي مجرد سخونية .
ميادة هزت دماغها مش قادرة تصدق كمية البرود اللي عندها ! طيب ايه مش بتحبه ! طيب اتجوزته ليه ! وافقت عليه ليه ! الظاهر إنها فعلا ظلمت أمل وربنا بيعاقبها !
ميادة اتصلت برامي زميل شريف اللي جالهم بسرعة يكشف عليه وسمر قامت بسرعة تستقبله وترحب بيه ..
سمر بتمثل خوفها وتوترها : طمني عليه يا دكتور ده من ساعة ما جه وهو حبيبي تعبان ! فيه ايه !
ميادة ونيرة الاتنين باصين لها ولتمثيلها ومياعتها في الكلام
رامي قاطع أفكارهم : هو كويس .. أنا هديله حقنة دلوقتي هتنزل الحرارة وهو الصبح هتلاقوه قايم زي الفل عادي ما تقلقوش .
عطاه الحقنة وسمر بتمثل التأثر جدا
نزلت مع رامي وهو نازل وبدلع : رامي بجد هيبقى كويس
د/ رامي بصلها باستغراب رهيب ازاي بتتكلم بالدلع ده ؟ ولا يا ترى دي طبيعتها !
د / رامي : إن شاء الله هيكون كويس ما تقلقي خالص حضرتك ..
مشي وهو مستغرب جمالها ودلعها واتمنى لو عنده زوجة زيها تهتم بيه ! كان بيحسد صاحبه على حظه ..
بعد ما رامي مشي سمر دخلت عندهم وببرود : أنا داخلة أنام في أوضتي ولو في حاجة صحوني .. البركة فيكم طبعا ، باي ..
سابتهم وخرجت وميادة هزت دماغها بأسف
نيرة بصتلها : أحسن .
ميادة بذهول : أحسن ايه !
نيرة : احسن إن سمر بتطلعه عليكم علشان أنتوا افتريتو أوي .. أوي .. فكان لازم تقعوا في شر أعمالكم .
ميادة بصت لبنتها بذهول : افترينا ! افترينا على مين يا بت أنتي ! أنتي فرحانة في أخوكي إنه تعبان !
نيرة بزعل : لا طبعا مش حكاية إنه تعبان .. افتريتوا على أمل وصدقتي كل كلمة اتقالت في حقها واخترتي دي وأقنعتي ابنك بيها واهي بتطلعه على عينيكم .. علشان اللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى وأنتي يا ماما أنتي وشريف اتعميتوا على قلوبكم ونسيتي لما كنتي بتسمعي من الجيران كلامهم على أمل وسمر وإن سمر متبرجة فجأة بقت هي الكويسة وأمل صدقتي إنها وحشة ! فلازم دي تكون النتيجة .
ميادة حاسة بكل الكلام ده بس حاليا ولا مستعدة تسمعه ولا تعترف بيه فزعقت في بنتها : اخرسي يا بت وبطلي كلام أهبل .. واياك أسمعك بتقولي الهبل ده تاني .. الجواز قسمة ونصيب .
نيرة قعدت : هسكت خلاص .. هسكت .
فضلت طول الليل ميادة جنبه تحط كمادات وقضت ليلتها جنب ابنها وسمر نايمة في أوضتها وكل لحظة ميادة بتعض ايديها إنها كانت السبب في إن ابنها يقع الوقعة دي مع إنسانة ما تستاهلهوش بالشكل ده .. وللمرة العاشرة بتسأل نفسها هل يا ترى ظلمت أمل وده جزائها ؟؟
الصبح بدري شريف صحي من نومه المتقطع وفاق وبص كانت مامته نايمة جنبه على الكرسي وساندة على ايدها
بهدوء صحاها وهي اتعدلت : أنت بقيت كويس ؟
شريف ابتسم : أيوة كويس ياأمي روحي ارتاحي أنتي بقى ؛ روحي ريحي في أوضتك .
ميادة بزعل : أنت طالما تعبان ما قلتليش ليه أول ما جيت كنت أكلتك وأخدت علاج وريحت بدل ما خوفتنا عليك بالشكل ده ..
شريف اتنهد بإرهاق : معلش تقريبا كنت جعان نوم أكتر .
ميادة بزعل مسكت ايده : طيب ليه خرجت من أوضتك ! ليه ما فضلتش مع مراتك !
شريف بص للسقف : مراتي ! مراتي أنا آخر همها يا أمي .. هي عايزة تخرج وتتفسح وتعمل شوبينج لكن مش تهتم بواحد تعب ليلة .. جوازي منها يا أمي أكبر غلطة ارتكبتها في حياتي .. بس خلاص بقى ده عقاب من ربنا أنا بعت الغالي بالرخيص وده جزائي .
ميادة بدمعة نزلت منها : سامحني يا شريف بس مش عارفه ازاي كنت شايفاها كويسة وبعدين بلاش تأنب نفسك كده هي هتتعدل بس محتاجة شوية حزم منك وبعدين مين قالك إن أمل كويسة ! ما ممكن تطلع برضه أسوأ منها !
شريف بصلها باستنكار : برضه يا أمي لسة مصرة ! المهم اقفلي الكلام ده وقومي ريحي شوية أنتي .
ميادة : طيب خليني أفطرك لقمة صغيرة الأول وخد العلاج وبعدها أرتاح أنا شوية .
شريف بزهق : ماليش نفس صدقيني .
ميادة بإصرار : يعني وإن ماكنتش دكتور وعارف إنك المفروض تاكل قبل ما تاخد أي مضاد حيوي علشان خاطري بس .
شريف ابتسم : طيب حاجة خفيفة ماشي.
ميادة ابتسمت : حاضر ماشي .
ميادة نزلت تعمل أكل وشريف قام ياخد شاور يفوق بيه شوية واضطر يروح أوضته كانت سمر نايمة .. أخد شاور وبيلبس هدومه كان الباب بيخبط وبسرعة فتح وأمه دخلت شاورت عليها : هي لسة نايمة !
شريف هز دماغه وهي ابتسمت : أحسن إنك أخدت دش خليك تفوق كده .. هتفطر هنا ولا هتروح الأوضة التانية
شريف بتردد : هفطر هنا خلاص ما تشغليش بالك أنتي .
ميادة خرجت تجيبله علاجه وسمر اتعدلت : أخيرا صحيت سيادتك ؟ أنت نايم من الساعة تقريبا ٨ والساعة اهيه بقت ٨ .
شريف بصلها بغيظ : معلش كنت بتدلع شوية .
سمر بصتله وما علقتش وبصت ناحية الفطار : أنا جعانة جدا ومحدش عشاني امبارح كويس إن مامتك جابت الفطار هنا .. هاته هنا على السرير يا شريف .
شريف بصلها بغيظ وفكر يقوم يجيبها من شعرها بس مسك أعصابه وقعد يفطر هو بعيد عنها وهي استغربت : بقولك هات هنا !
شريف بصلها : هو أنتي باردة ليه ! وبعدين مين المفروض يعشيكي يعني ! هو الزمن مقلوب عندك ولا ايه ! ما تقومي كده تهزي طولك وتعشي نفسك ولا تحضري فطار وتفطري بنفسك ، قال هات الفطار قال !
سمر بصتله بغيظ وماعلقتش وقامت من مكانها وايديها في وسطها بصاله ويدوب هتتكلم الباب خبط وميادة دخلت بعد ما ابنها سمحلها تدخل : العلاج بتاعك يا حبيبي اهو .
سمر بتريقة : أيوة دلعيه دلعيه .
ميادة بصتلها بغيظ : أيوة أدلعه هو ولا منك ولا كفاية شرك !
سمر داخلة للحمام : لا وعلى ايه أنا هريحكم من شري ! أنا كنت عايزة أروح عند ماما امبارح وكالعادة أمك ما سمحتش فبما إنك صاحي دلوقتي يبقى هروح عندها وأقضي اليوم هناك .
ميادة كانت هتعترض بس ابنها مسك ايديها وضغط عليها تسكت وهو رد على مراته : لا عادي روحي .. ريحي وارتاحي .
سمر بصتلهم الاتنين بغيظ وسابتهم تغير هدومها وخرجت بتلبس وشريف بيشرب حاجة دافية : كلمتي باباكي يجي ياخدك ؟ مش هقدر أوديكي أنا .
سمر بغيظ : هاخد تاكسي أو هتمشى أي حاجة .
شريف بلا مبالاة : براحتك .
سمر جهزت وخارجة بصتله : أنا ماشية سلام .
شريف بدون ما يلتفت ناحيتها : سلام .
راحت عند أمها فطرتها وقعدت جنبها وحست إنها في حرية هنا ....
**************************************
أمل في الشركة مخنوقة بدون سبب مش متحملة أي كلمة من أي حد ومحدش عارف مالها ولا هي نفسها عارفة مالها !
عايدة جنبها بتعب : أووف أخيرا هنريح شوية ساعتين رغي رغي ايه ده !
فاطمة : فعلا الواحد حاسس إن دماغه ورمت .
مروة : بت يا أمل أنتي متنحة في ايه كده !
عايدة بضحك : فصلت زينا .. ما تيجوا نفطر أي حاجة ! أنا هروح أجيب أي حاجة من الكافيتريا .. جعانة ! هتيجوا؟ أمل جاية ؟
أمل بصتلهم سرحانة : هو حد فيكم شاف كريم اليومين اللي فاتوا دول ! مش ملاحظين إنه مش بيظهر خالص !
كلهم كشروا وبصوا لبعض باستغراب وعايدة ردت : أكيد مش فاضي بعدين ليه بتسألي عليه ! محتاجة حاجة منه !
أمل كشرت : لا لا هحتاج ايه يعني ! بس استغربت كان على طول بيظهر رايح هنا أو جاي من هنا لكن مش الاختفاء ده !
مروة باستغراب : فعلا هو مش ظاهر حتى م / مؤمن بيظهر لكن هو لا .. ممكن تسألي عنه عادي يعني .
أمل كشرت وبسرعة : لا طبعا أسأل عنه ليه ! أنا بس بتكلم معاكم لكن مش لدرجة أسأل عنه .. المهم اطلعوا هاتوا الأكل اللي هتجيبوه لكن أنا همشي رجليا شوية كده لحد البلكونة اللي هناك دي .. الواحد تعب من جو التكييفات ده ..
أصحابها سابوها وهي وقفت مع نفسها معقولة ممكن يكون زعل من كلامها وبطل يظهر خالص ! لا وهيزعل ليه علشان قالت برفانه خنيق ! يعني عادي ! لا مش عادي دي وقاحة منك ! مفيش حد يقول لحد كده ! لا وهو يستاهل أصلا ليه قريب من رغد كده ! ليه بيسمحلها تشمه بالشكل ده ! طيب وأنتي مالك ؟ أيوة ده السؤال أنتي مالك ؟ لا أنا ماليش دعوة بس واجب الواحد يعتذر لما يغلط وأنا غلطت ! هطلع أعتذر في دقيقة واحدة بس وأنزل بسرعة حتى قبل ما البنات يجوا ..
طلعت بسرعة على رجليها لفوق ورايحة ناحية مكتبه قابلها في وشها مؤمن اللي ابتسم : أمل ازيك أخبارك ايه ؟
أمل ابتسمت : أنا الحمد لله بخير كويسة .
مؤمن باهتمام : خير محتاجة حاجة ! شاوري .
أمل ابتسمت بحرج : تسلم ربنا يحفظك لا مفيش بس كنت .. يعني كنت ..
ماعرفتش تقول عايزة ايه أو ليه جاية وبصتله : كنت هسلم على علياء مش أكتر.
مؤمن ابتسم بس مارضيش يحرجها أكتر من كده : تمام هي هناك مكانها .. أنا هخلع بقى عدم وجود كريم عامل لوود (حمل) عليا رهيب .
مؤمن حب يوضحلها بطريقة غير مباشرة
أمل انتبهت جدا : عدم وجوده ؟ ليه خير هو فين ؟
مؤمن حاول يكون جاد وتلقائي : مسافر من يومين بيخلص شوية شغل .. أنا فاكرك عارفة أو لاحظتي إنه مش ظاهر .
أمل ابتسمت : لا ما أخدتش بالي خالص أنت عارف أنتوا طاحنينا ازاي في التدريب ! يلا طيب مش هعطلك .
مؤمن : اوك بس لو احتجتي أي حاجة أنا موجود في أي وقت .
امل شكرته ونازلة وهو برخامة : مش هتسلمي على علياء !
أمل بصتله : الدقيقتين الاستراحة خلصوا ووقفتهم معاك فوقت تاني هبقى أسلم عليها .
جريت بسرعة على السلم وهو ابتسم ودخل لمكتبه واتصل بكريم : أخبارك يا صاحبي الدنيا هنا من غيرك متعبة .. أبوك ساحلني .
كريم ضحك : أحسن أنا هنا متدلع آخر دلع .. ميتنج وخلاص أو اتنين بالكتير وباقي اليوم على البحر ! الجو تحفة والقرية هنا حكاية .
مؤمن بغيظ : أنت بتغيظني والله أسيب الشركة وتلاقيني بكرا عندك .
كريم ضحك : لا اوعى تتجنن وتعملها أصلا أنا بكرا جاي خلاص .
مؤمن بجدية : كريم أنا محتاجك اليومين دول جدا وأنت بعيد .
كريم باستغراب : في حاجة حصلت !
مؤمن بسرحان : حاجات مش حاجة بس مش هينفع الكلام في الموب لما تيجي نبقى نتكلم المهم مش هتصدق قفشت مين بتسأل عليك .
كريم ابتسم : اوعى تقول ملك ولا أماني هزعل .
مؤمن ضحك : لا يا سيدي لا دي ولا دي ! توقع غيرهم !
كريم بتفكير : لا مش هتوقع أي حد .
مؤمن : أمل يا سيدي قفشتها جاية هنا .
كريم بسرعة : اوعى تكون رخمت عليها يا مؤمن هزعل منك والله ؟
مؤمن كشر : تصدق أنا غلطان إني بقولك ! طيب مش قايل .
كريم بلهفة : بطل رخامة بقى . قل لي سألت عني بطريقة مباشرة فعلا !
مؤمن ابتسم : لا طبعا هي شافتني سلمت وبقولها على فين تخيل قالت بعد تفكير شوية ومش لاقية حاجة تقولها قالت هتسلم على علياء .
كريم بتحذير : بالله عليك رخمت عليها ولا أحرجتها ؟
مؤمن : يا سيدي لا.. قلتلها بظرافة إن الشغل زيادة عليا علشان أنت مش موجود فبلهفة سألتني أنت مش موجود ليه فقلتلها إنك مسافر شغل وهي اتصدمت أو ارتاحت مش عارف صراحة الريأكشن بتاعها حسيته متلخبط بس بعدها نزلت بس سوري بقى ماقدرتش أمنع نفسي من الرخامة فوقفتها قلتلها مش هتسلمي على علياء ؟
كريم : والله عارف إنه لا يمكن ما ترخمش يارب تكون ماعبرتكش ونزلت .
مؤمن ضحك : لا اتحججت إن الاستراحة دقيقتين وخلصوا وهتسلم عليها وقت تاني .
كريم ابتسم : لا ناصحة برضه .. المهم ما ترخمش عليها تاني فاهم ؟
مؤمن بهزار : والله ما رخمت يا أخي .. ده يدوب بس .......
كريم قاطعه : ولا يدوب بس ولا غيره ..
مؤمن ابتسم : حاضر يا سيدي ما تزقش المهم هتيجي بكرا امتى آخر النهار ولا بدري ولا ايه نظامك !
كريم : لا آخر النهار إن شاء الله .. طيارتي الساعة ٣ العصر فيدوب .. ابقى ابعتلي العربية على ٤ كده المطار يا تبعت السواق يا تجيلي أنت !
مؤمن : لا هجيلك أنا .. يلا سلام .
قفل كريم وفضل شوية مبتسم فكرة إنها سألت عنه وطلعت مخصوص عنده عاجباه .. لو ماكانش عنده ميتنج بالليل كان قام اتحرك ورجع على القاهرة على طول .. يلا إن غدا لناظره قريب ...
أمل نزلت من عند مؤمن متلخبطة حست إنها مبسوطة إنه مش موجود لأنه لو موجود وهو تعمد ما يظهرش كده كانت هتضايق .. بس برضه مخنوقة ليه ماعرفهاش قبل ما يسافر ! بس ليه هيعرفها ! بصفتها ايه هيجي ويقولها ! لا بس برضه تعرف بدل الحيرة دي ! طيب وأنتي شاغلة نفسك بيه ليه ؟
دخل المهندس سامح عليهم وبدأ يكمل شرح ويطلب منهم يشتغلوا بايديهم وكل واحد ركز في الجهاز اللي قدامه ..
**********************************
سمر آخر النهار عند مامتها شريف اتصل بيها بيشوفها هترجع امتى ؟
سمر بخنقة : بقولك سيبني هنا يومين ! أنا عايزة أغير جو .
شريف كشر : ده وقته يعني إنك تقعدي عندك يومين !
سمر بغلاسة : مامتك وأختك قايمين بالواجب وزيادة هاجي ليه !
شريف بتريقة : عندك حق فعلا .. خليكي طيب براحتك يلا سلام ..
قفل وهي ابتسمت وأمها قربت منها : هو ده شريف يا سمر ! جاي ولا ايه ؟
سمر بصتلها : لا يا ماما قلتله يخليني يومين هنا
بدرية باستغراب : وهو وافق ؟
سمر بصتلها : ومش هيوافق ليه ! هو أصلا مشغول في المستشفى وعيادته فعادي بقى .
بدرية قربت منها : بت أنتي ! اتعدلي .
سمر زعقت : أنتي أصلا دبستيني في جوازي منه .. وهو سيادته طول النهار من المستشفى للعيادة وأمه بتتحكم فيا .. ولية عقربة .. حيزبونة .
بدرية باستغراب : والله ما في عقربة غيرك أنتي دي الولية بلسم .. وشايلاكي من على الأرض عايزة ايه تاني أنتي ؟
سمر كشرت : سيادتها بتتحكم فيا امتى أخرج وامتى أدخل وازاي ألبس ! كل حاجة هي بتتحكم فيها ..
بدرية بزهق من بنتها : والله أنتي تتفاتلك بلاد يا سمر .. حافظي على جوزك ليروح منك .
سمر بلامبالاة : في داهية.. بلا جواز بلا زفت .
بدرية بتحذير : ربنا يستر عليكي لبكرا تعضي على ايدك من الندم ..
سمر طنشت كلام أمها وقامت تطلع تقعد في الجنينة برا لوحدها شوية ..
لاحظت غادة بتمسح التراس بتاعها ووقفت تراقبها مستغربة ازاي طه قبل بدي وحب فيها ايه ! هي آخرها خدامة وبس ..
**************************************
عند أمل في البيت وصحباتها ناموا وهي قاعدة على اللاب بتاعها بتحاول تشتغل في البرامج اللي بتاخدها وتتعلم أكتر ...
كانت مخنوقة من غير سبب هل ممكن لما عرفت إن كريم مش موجود في الشركة أو في القاهرة كلها ومسافر !
ماعندهاش إجابات إلا إنها مخنوقة .. نامت وهي قاعدة وزقت اللاب بتاعها واسترخت في نومها وفجأة بتحلم إنها جوا الكافيتريا وبتحاول تخرج .. بتخبط على الباب بس محدش بيفتحلها والتلاتة الكلاب وراها بيضحكوا بهيستريا .. بتنادي على كريم لكن للأسف مش موجود .. مفيش حد موجود يخرجها من المكان ده .. قربوا منها كتير وحمادة شدها جامد ومسك هدومها شقهم نصين وهي صرخت بصوتها كله واتعدلت وبتبص حواليها كانت مروة جنبها بتصحيها : في ايه يا أمل ! فوقي يا حبيبتي ده مجرد كابوس ! فوقي
أمل بتنهج كتير وبتبص حواليها بتوهان ورددت بدون وعي : كريم مش موجود ! كريم ما أنقذنيش منهم
مروة استغربت كلامها اللي مالوش معنى بس ضمتها أوي : حبيبتي أنتي كويسة ! ما تخافيش أنتي كويسة .. أمل رددي يا قلبي معايا ((أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه
وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ))
أمل فضلت تردد فيهم وتقول المعوذات لحد ما رجعت للنوم من تاني ...
تاني يوم في الشركة كانت زهقانة وحاسة بملل فظيع وكأنها فقدت حماسها بالتدريب .. حاسة بملل رهيب ..
مؤمن دخل عليهم بدوشته المعتادة وفضل يتكلم كتير مع المهندسين اللي معاهم وبعدها بدأ يتكلم معاهم
مؤمن بجدية : كله ينتبه معايا هنا لحظة .. الورق ده هيتوزع عليكم اعتبروه تيست ليكم
كل واحد مطلوب منه يعمل برنامج معين .. قدامكم يومين بالظبط وهتسلموا باشمهندس سامح البرامج دي وهيتم تقييمكم بناء عليها
طبعا الباشمهندسين معاكم هيساعدوكم .. طبعا كل مهندس هيتناقش ازاي عمل البرنامج ده وهيتعمل هنا قدامنا يعني علشان مفيش حد فيكم فصيح يروح يشتريه من برا .. اه كل واحد فيكم مطلوب منه برنامج مختلف تماما عن التاني ..
رغد رفعت ايدها ومؤمن شاورلها تتكلم : هو ده تيست نهائي ؟
مؤمن ابتسم : لا طبعا دي البداية البرنامج المطلوب بسيط على قد اللي فهمتوه هنا فكل شوية هنطلب حاجة أصعب .
مروة رفعت ايدها ومؤمن بصلها : هو لو الواحد وقف في حاجة أو عنده استفسار ؟
مؤمن : احنا كلنا معاكم .. بصي هو ده مش ......
قاطعه موبايله بيرن فاعتذر وبصله وابتسم وبتلقائية عينيه جت على أمل وهو بيرد : أيوة يا كيمو طالع اهو والله مش هتأخر عليك .
أمل انتبهت لمؤمن وحست إنها متحمسة
مؤمن : أنا فين ! أنا عند المتدربين بسلمهم البرامج اللي هيعملوها .
قاطع مؤمن صوت كريم على باب القاعة اللي هم فيها : مش بدري عليهم تصميم برامج ؟
الكل التفت لكريم اللي ساند على الباب كان شكله جذاب وخصوصا بدقنه اللي ظاهر إنها ما اتحلقتش من كام يوم .. قميصه المفتوح شوية .. چاكيتة بدلته اللي ماسكها على طرف كتفه .. أمل ركزت أوي مع تفاصيله وهو كمان بصلها بنظرة خاطفة علشان محدش يلاحظ
مؤمن قفل الموبايل وراح يسلم عليه
أمل فاقت من نظراتها واتضايقت إنها سمحت لنفسها تركز كدا مع تفاصيله
مؤمن باستغراب : مش قلت طيارتك ٣ ؟
كريم ابتسم : لقيت ميعاد ٩ الصبح فقلت مالوش لازمة أستنى لآخر النهار .
مؤمن مبتسم : طيب كنت كلمتني كنت جيتلك المطار !
كريم : لا لا أخدت تاكسي أصلا .. وريني البرامج اللي هتوزعها عليهم
كريم دخل وبص للمتدربين : ازيكم ؟ عاملين ايه جميعا .
أمل كانت مبتسمة بس أول ما عينيها اتقابلت مع عينيه كشرت ودورت وشها بعيد بحرج ..
كريم حدف چاكيتته على كرسي ومسك الورق بيقلب فيه و وقف عند ورقة معينة وابتسم وبص لمؤمن وطلع قلم وكتب اسم أمل عليها
مؤمن استغرب وهمسله : اشمعنى يعني ؟
كريم مبتسم : عادي .. كل واحد يجي يستلم ورقه يلا .
الكل قام و كريم بيديهم ورقهم وحط ورقة أمل من تحت خالص لأنه عارف إنها مش هتيجي تزاحم أبدا ..
رغد قصاده : حمدلله على سلامتك يا باشمهندس .. وحشتنا أوي .
كريم بص لأمل اللي باصة لبعيد تماما وبص لرغد : متشكر اتفضلي .
أصحاب أمل برضه كل واحدة أخدت ورقة وأمل زي ماهو اتوقع كانت آخر واحدة واقفة قصاده مدت ايدها تاخد الورقة ومش بصاله فهو مد ايده بالورقة بس فضل ماسكها وهي بتشد الورقة وهو ماسكها فاضطرت تبصله فابتسم وساب الورقة .. أخدتها وبصتلها ولاحظت اسمها مكتوب عليها فاستغربت وبصتله تاني باستفهام ..
مؤمن اتدخل : في أي استفسار يا م / أمل ..
أمل بصتله : لا شكرا .. رجعت قعدت مكانها
كريم بص لمؤمن : أنا هطلع مكتبي بس ساعة بالكتير وهروح .. محتاج أنام اوك ؟
مؤمن ابتسم : اوك اطلع أنت وأنا شوية وهحصلك على طول ..
كريم طلع ويدوب لحظات ورجع وكلهم بصوله فهو ابتسم : نسيت الچاكيتة مالكم كده ؟
كله ابتسم أخدها وخرج طلع لمكتبه .. بيسأل نفسه ليه جه على المكتب كان المفروض روح ارتاح وجه الصبح !
شوية ومؤمن دخل عنده كان مغمض عينيه واتعدل أول ما حس بيه
مؤمن ابتسم : ليه ماقدرتش تستنى لحد العصر وليه جيت على هنا !
كريم ابتسم : أنا لسة حالا كنت بسأل نفسي السؤال ده ! ومالقيتلوش إجابة .. المهم سيبك مني مافرقتش أصلا آخر النهار من أوله خلينا فيك أنت !
مؤمن ابتسم بهم : أنا مالي !
كريم بصله بجدية : أنت مش مؤمن اللي بيهزر ويقلب الدنيا رخامة .. فيك ايه يا ابن خالي ! وايه اللي هامك بالشكل ده !
مؤمن مبتسم : مش وقته دلوقتي المفروض سيادتك أصلا تروح ترتاح وبالليل نتكلم هنروح فين من بعض
كريم ابتسم : الموضوع يخص نور صح
مؤمن اتنهد بحزن وبصله وابتسم : أيوة يا سيدي بس خلينا بالليل نكون براحتنا .. الموضوع طويل ومش وقته هنا ..
كريم هز دماغه بتفهم : براحتك يا سيدي خلينا لبليل ..
مؤمن وقف : أنا رايح مكتبي .
كريم وقف هو كمان : وأنا هروح أسلم على بابا .
مؤمن : أبوك مش هنا .. راح عند مستر خالد .
كريم قعد بتهالك على كرسيه : اوك بص شوية كده وهروح .
مؤمن بعطف : ما تروح دلوقتي طيب أصلا أنت محتاج لشاور ومحتاج تحلق ومحتاج تنام .. شكلك أوفر شناعة .
كريم بصله وضيق عينيه : أنا أوفر شناعة يا أوفر الرخامة أنت ! امشي ياض اطلع برا .
مؤمن ضحك وخرج لمكتبه
كريم تمتم مع نفسه : أوفر شناعة اه يا واطي بس على الله يعجب .. قال برفانك خنيق قال
اهو مفيش برفان خالص اهو ..
حس إنه تعبان فقام من كرسيه ونام على الكنبة بس رجع قام وطلع لعلياء : علياء لو أمل طلعت دخليها على طول اوك .
علياء ابتسمت : حاضر يا افندم .
دخل استرخى على الكنبة بتاعته وقال إنه هينتظر بس ساعة وبعدها يروح وشوية و راح في النوم من التعب ..
أمل مع زمايلها طول الوقت باصة للورقة وايدها بتتحرك بدون وعي على اسمها اللي كتبه وكلها فضول ليه اختار ده ليها هي ! أسهل واحد ! أصعبهم ؟ ليه ده بالذات ؟ ومين قاله إنها هي اللي هتستلم آخر واحدة ؟ لازم تسأله هي شرطت عليه ما يعاملهاش بشكل خاص فليه بيخصها بده بالذات !
وقت استراحة الغدا الكل نزل الكافيتريا وهي اعتذرت من زمايلها تروح الحمام وتحصلهم وطلعت عند كريم ..
علياء قابلتها بابتسامة وقبل ما تتكلم : اتفضلي هو منتظرك .
أمل باستغراب : مين قاله إني هاجي ؟ وليه منتظرني ؟
علياء بصتلها : معرفش بس هو قالي لو جيتي أدخلك على طول .
أمل هزت دماغها وراحت ناحية الباب خبطت مرة وانتظرت حد يرد وخبطت تاني وبصت لعلياء : ادخلي يا باشمهندسة أصلا مش هتسمعيه لو رد .
أمل بتردد فتحت الباب
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا