مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية إجتماعية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الشهيرة بشيمو والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن والثلاثون (الأخير) من رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد.
رواية العنيد بقلم الشيماء محمد - الفصل الثامن والثلاثون (الأخير)
تابع أيضا: روايات إجتماعية
رواية العاصفة - الشيماء محمد |
رواية العنيد بقلم الشيماء محمد - الفصل الثامن والثلاثون (الأخير)
أمل ابتسمت بخجل وما ردتش ف كريم كمل : دي تبقى غبية على فكرة لو ماصدقتش قليلها تصدق علشان ممكن أزهق .
أمل قلبها بينبض جامد وحاسة بيه هيطير من مكانه ومش عارفة تقول ايه من كسوفها أخدت الكيس منه وبصتله : متشكرة على العشا بس صح و أنتوا ؟
كريم رفع ايده التانية : عامل حسابي ما تقلقيش علينا .
أمل ابتسمت : بالهنا والشفا ليكم .
كريم ابتسم وافتكر نادر اللي واقف من بدري : يلا ادخلي اتعشي وعشي صاحبتك .
دخلت أمل وهي مبسوطة ومروة أول ما شافتها بصتلها باستغراب فأمل : شوفتي بقى أنتي بس تشاوري .
مروة بفضول : مين جاب العشا !
أمل مبتسمة : كريم لقيته جايبه !
مروة بفضول : هي ايه العبارة !
أمل ابتسمت : العبارة لما أفهمها كويس وأصدقها هفهمهالك .
مروة كشرت : وأنتي ليه مش مصدقاها !
أمل كشرت وبتفكر في كلام مامتها : ده موضوع طويل خلينا نتعشى دلوقتي يلا قبل ما الأكل يبرد علشان ريحته موتتني زيادة .
نادر مع كريم لمحوا واحدة جاية عليهم وبتتلفت حواليها بتوهان شوية
نادر وقف : حضرتك بتدوري على حد !
الست : بنت أخويا اسمها مروة هي عملت حادثة وهنا .
نادر قرب بسرعة منهم : اه أهلا وسهلا بحضرتك .. هي فعلا هنا .
الست بصتله باستغراب : فين يا ابني .
نادر أخدها وشاورلها على الأوضة والست دخلت بلهفة وسلمت على مروة وضمتها
مروة بعتاب : يا عمتو قلتلك أنا كويسة ومعايا أمل برضه سيبتي العيال مع عمو وجيتي !
عمتها بصت لأمل وسلمت عليها : معلش يا أمل من لهفتي عليها ما سلمتش عليكي .
أمل ابتسمت : ولا يهمك يا عمتو .. المهم ما تقلقيش عليها أبدا .
قعدت معاهم ومروة سألتها : جيتي ازاي لوحدك كده ! مش قلتلك ما تجيش وتسيبي العيال لوحدهم .
عمتها بقلق : اخص عليكي وأسيبك لوحدك كده ! وبعدين عمك كلم جارنا اللي تحت ووصلني بالتاكسي بتاعه هو ومراته معاه .
مروة ابتسمت : طيب ممكن بقى تقومي تروحي معاهم قبل ما يمشوا !
عمتها كشرت : هبات معاكي مش هسيبك .
أمل بصتلها : عمتو أنا معاها وزي ما حضرتك شايفة المستشفى كبيرة وضخمة وعلى مستوى عالي وأي حاجة بس بنرن الجرس الممرضة بتيجي .
مروة كملت : بعدين ده يدوب سواد الليل والصبح العيال ينزلوا المدرسة ابقى تعالي .
بعد محاولات كتيرة قامت عمتها مترددة برضه تمشي بس فعلا جوزها سايبة معاه العيال لوحده وبصتلهم : طيب أجيبلكم عشا استنوا .
أمل وقفتها وشاورتلها على باقي الأكل : العشا اهو لو حضرتك ما اتعشيتيش اقعدي اتعشي الأكل كتير اهو .
عمتها بفضول : هما مين اللي برا دول وهما اللي جابوا العشا ؟
أمل بتردد : دول أصحاب الشركة اللي احنا شغالين فيها .. م /نادر مدير شركة مروة وهي وقعت قدامه وهو اللي جابها هنا وزي ما حضرتك شايفة مش عايز يروح غير لما يطمن خالص .
عمتها بفضول أكتر : والتاني !
أمل ابتسمت على فضولها : التاني ده مدير الشركة اللي أنا شغالة فيها ولما م / نادر خبط مروة كلمه علشان يجيبني علشان أنا صاحبتها وأنا أعرف أوصلكم أنتوا .. هما ناس محترمة جدا يا عمتو ما تقلقيش من أي حاجة ..
عمتها اطمنت نوعا ما وخرجت شكرت نادر وكريم جدا على اهتمامهم ..
رقية كلمت سليم تطمن على خطتهم وسألته بلهفة : ايه الأخبار وصلت لايه ؟ أنت مراقبهم صح ! يلا قل لي بسرعة
سليم بضيق : أنا مش عارف ايه الحظ النحس ده ! أنا كنت مراقبه وكان نازل من الشركة بس فجأة تقع قدامه بنت والله أعلم جرالها ايه وأخدها هو ونورهان على المستشفى ومن ساعتها وأنا واقف اهو عيني على عربيته .. بس هو ما نزلش من المستشفى أصلا !
رقية بغيظ : ده ايه النحس ده مين البنت دي ! حد مهم يعني ؟
سليم بغيظ : مجرد بنت موظفة ولا راحت ولا جت بس معرفش قاعد كل ده جوا ليه ؟
رقية بنرفزة : طيب وأخته ! في أنهي داهية ؟ معاه ولا !
سليم كشر بتفكير : لا معرفش هي دخلت معاه فأكيد لسة معاه !
رقية بتفكير : كده ماقدمناش غير ملك ! لازم ملك هي اللي تقول مين نهلة دي ؟ أنا مش عارفة هي ليه مش عايزة تسهر معايا اعمل أي حاجة خليها تمشي من عندك وتجيلي .
سليم بنرفزة : يعني أعمل ايه ! أطردها مثلا !
رقية زعقت : اعمل أي حاجة ! أي حاجة تضايق الست وتخليها تطلع من بيتها !
سليم : لا ماهو مش أنتي علشان تكسبي ملك تخسريني أنا !
رقية بغيظ : لا ما تقلقش هبقى أقولها بعدين إنك عملت كده علشان تساعدني .
سليم بعدم اقتناع : هحاول بس ما أوعدكيش .
قفلت معاه وهي كلها غيظ وتوعد وخصوصا برجوع جوزها اللي بيدخل بالليل ينام ويصحى الصبح يمشي وكأن مالهاش وجود ..
عمرها ما تخيلت أبدا إنه ممكن في يوم يتجرأ ويبص لواحدة غيرها وهي بنت الهوانم والبشوات .. لازم تعرف مين دي اللي اتجرأت تشاركها في جوزها وتمحيها من الوجود ..
كريم في المستشفي اتخنق من القعدة دي فقام وراح لآخر الطرقة كان في بلكونة فتحها ودخل فيها يشم هوا لأنه اتخنق جدا جوا وخصوصا إنه بينه وبين أمل يدوب باب ومش عارف يكون معاها .. كل الأفكار جت في دماغه يعملها بس في الآخر فضل مكانه
أمل جوا و مروة نامت وهي قاعدة مش قادرة تصدق إن كريم برا الباب ده وهي بتتمنى تكلمه ومش عارفة
أخيرا قامت وفتحت الباب بهدوء جدا بس شافت نادر نايم علي الكنبة برا وكريم مش موجود فخرجت أكتر تشوفه فين ولمحته بعيد في البلكونة وبدون تفكير أو عقل راحت ناحيته
كريم مغمض عينيه باصص للسما فوق وبيتخيل أمل في حضنه وفجأة سمع اسمه همس من شفايفها وبص وراه شافها ما نطقش ولا حرف ولا هي اتكلمت بس مد ايده لها وهي بصت لايده وبصت لعينيه وحطت ايدها في ايده وقلبها هيخرج من مكانه وهو شدها لحضنه وضمها !! أصوات نبضات قلبهم عالية جدا لدرجة إن ممكن كل المستشفى تسمعها
أمل دفنت وشها في صدره بتحاول تتنفس أو تستوعب هي بتعمل ايه أو ازاي هي في حضنه بس مفيش شيء في الكون كله له معنى غير حضنه هو وبس
كريم بيضمها لقلبه ومش عارف ازاي في لحظة الحلم بقى حقيقه وازاي هي في حضنه دلوقتي بجد
ايديه علي ظهرها بيضمها أوي وحس بمقاومة بسيطة بس بعد عنها وبص لعينيها وهي لتاني مرة بتهمس اسمه
وهوعينيه متعلقة بشفايفها وكل اللي فكر فيه منظرهم لما كانوا بلون الكرز
معرفش يفكر أو يبعد أو ينطق بس قرب وعينيه في عينيها وهي غمضت عينيها وحست بشفايفه بكل رقة بتلمس شفايفها .. كريم باسها برقة وهي حست إن الأرض مش ثابتة أو رجليها مش شايلاها فكانت هتقع بس كريم شالها في حضنه من تاني وهي دفنت وشها في رقبته
كانت بتردد اسمه كتير أوي لدرجة بدأت تضايقه وفجأة فتح عينيه على نادر جنبه هو اللي بيصحيه من النوم وبيقوله النهار نور ويقوم يروح ويرتاح
لوهلة ما استوعبش إن ده مجرد حلم بص حواليه بتوهان
نادر باستغراب : أنت بتدور على مين ؟
كريم بصله : أمل فين ؟
نادر كشر : في الأوضة جوا مع مروة هتكون فين يعني ؟
كريم اتعدل ودعك رقبته بيحاول يفوق من أجمل حلم عدى عليه في حياته ..
كريم بصله : هو الوقت ايه ؟
نادر ابتسم : بدري لسة بس أهل مروة وصلوا كلهم والدنيا هيصة اهيه ! قوم نشوفهم ولا ايه !
كريم وقف بتعب : يلا فعلا
دخلوا مع بعض وكريم بص لأمل وهو بيفتكر كل لحظة في حلمه واتخنق إنه كان مجرد حلم ..
لازم يحقق الحلم ده ويجيبها لحضنه ..
أهل مروة كلهم موجودين سواء عمتها و أبوها وأمها بعد مانادر استقبلهم و وصلهم عند مروة ..
شوية و كريم شاور لأمل وطلعتله برا
كريم بتعب : أنا هروح يلا أوصلك في طريقي ولا ايه
أمل بصتله بتعب هي كمان : أنا هاخد تاكسي .
كريم بصلها بغيظ : ما تتعبينيش معاكي بالله عليكي على الصبح كده .
أمل ابتسمت : مش هتعبك حاضر روح أنت ارتاح شوية قبل ما تنزل الشركة وأنا هفضل مع مروة للظهر كده وبعدها هطلب أوبر ما تشغلش بالك أنت .
كريم وقف وبصلها بتردد : أمل ؟
أمل ابتسمت : لا بجد روح أنت ما تخافش .
كريم مد ايده لها : هاتي موبايلك طيب !
ادته موبايلها بدون ماتعرف عايزه ليه وهو سجل رقمه ورن على نفسه : رقمي معاكي لو في أى حاجة كلميني بدون ما تترددي فاهمة ؟
أمل هزت دماغها وابتسمت بإحراج : بس مش هاجي الشركة النهارده .
كريم ابتسم : براحتك بس بكرا لازم تيجي .
أمل ابتسمت : بإذن الله .
كريم انسحب و وصل بيته وأول ما أمه شافته طمنها على أمل ومروة وبلغها إنه محتاج ينام لساعتين أو تلاتة بالكتير وطلع لأوضته سريعا ..
سميرة بعد ليلة كاملة من التوتر والقلق مسكت موبايلها بعد ما جوزها مشي على شغله وقررت إنها مش هتسكت أكتر من كده ولازم تعرف كل حاجة بالتفصيل .. كفاية سكوت لحد كده ..
سميرة اتصلت بناهد وسلمت عليها ورغوا شوية مع بعض سلامات وتحيات
سميرة بتردد : والله الواحد ما عارف يودي جمايلكم فين ! أمل لسة بتقولي على كريم واهتمامه بيها وإنه وصلها للبيت لما اتأخرت وحكتلي كل اللي حصل وحتى توهانهم في الطريق وإنها تعبته لحد ما عرفت بيت خالها .
ناهد بحب : عيب ما تقوليش كده ده احنا حبايب وربنا يعلم معزتك وبعدين قلتلك أمل بنتي هنا وأنا مكانك .. والله كان نفسي أصلا أكلمك ساعتها وأطمنك بنفسي عليها بعد اللي حصل من الشباب المتخلفين دول بس كريم حرّج عليا ما أتكلمش وقالي أمل مش هتقول عن مضايقة الشباب دول لأهلها علشان ما تقلقهمش .. بس أمل حكيتلك اهو .
سميرة مش مستوعبة كل اللي اتقال ومش عارفه ترد وحاولت تاخد أكتر من ناهد : لا أمل مش بتخبي عني حاجة ! بس هو كريم ليه سابها تنزل لوحدها !
ناهد بدفاع : لا ما سابهاش ده كان انشغل شوية بس واتفاجيء إنها مشيت وحتى اتخانق مع مؤمن جامد وزعقله إنه سمحلها تمشي ونزل جري وراها حصلها ولحقها وطمنها ما تقلقيش .. أنا كل يوم بوصيه عليها .. بقوله طلباتها تكون مجابة من غير ما تطلبها .. يريحها في الشغل .. يوصلها لو اتأخرت والله يا أم طه ما تقلقي عليها هي في عينيا .
سميرة دموعها نزلت وهي بتسمعها وحاولت ما تظهرش ده أبدا : كريم شاب محترم دي حتى أمل بتقولي إنه معاهم في المستشفى مع صاحبتها مروة .
ناهد ابتسمت : أيوة طبعا مش مسئوليته مروة وأمل يسيبهم ازاي بقى .. حبيبتي دول أمانة في رقبتنا .. اطمني أمل في عيني وكريم كمان حطها جوا عينيه احنا مش سايبينها أبدا ..
سميرة شكرتها وقفلت معاها وبعدها قعدت تعيط جامد .. مش عارفة هتعمل ايه ؟ بنتها لأول مرة في حياتها تخبي عليها حاجة كبيرة زي كده ؟ ازاي ماقالتش ؟ ازاي عرفت تخبي ؟ وفوق كل ده ازاي حبت كريم ! وازاي هي تقنع بنتها إن اهتمام كريم بوصاية من أمه وبكرم أخلاقه مالهوش علاقة بالحب أبدا ! لأول مرة تقف ماتكنش عارفة تتصرف ازاي وتتعامل ازاي ! طيب تقول لجوزها ايه ! وبعد تفكير طويل قررت تقول لجوزها وتطلب منه يجيب أمل واللي يحصل يحصل ..
سميرة جوزها رجع الظهر وهي كانت متوترة مش عارفة تتصرف ازاي أو تعمل ايه ! توترها ظاهر في كل حركاتها ! في الحاجات اللي بتقع منها في كلامها ! عبدالله قرب منها ومسك ايدها : خير يا أم طه في ايه ! أنتي مش طبيعية ! وبعدين أنا عندي خبر حلو أوي ليكي النهارده .
سميرة حاولت تبتسم : أنا كويسة خبر ايه اللي عندك !
عبدالله اتأكد أكتر من ردها : في ايه اللي حصل الأول ! طه مراته كويسة ؟ تعبانة ولا حاجة
سميرة ابتسمت : طه كويس ومراته كويسة تعبانة شوية اه بس تعب حمل عادي ..
عبدالله بارتياح نوعا ما : طيب الحمد لله في ايه ؟ أمل فيها حاجة ! قولي في ايه ؟
سميرة مش عارفة تقول ايه وازاي وهو زعق بتوتر : في ايه جننتيني ! أمل مالها ؟
سميرة دموعها لمعت : اتأخرت أول امبارح في شغلها وشباب ضايقوها .
عبدالله عينيه وسعت : جرالها ايه ؟ حصلها حاجة ؟ هي كويسة ؟
سميرة بسرعة : هي كويسة سليمة ، كريم لحقها ووصلها لبيت خالها بالسلامة .
عبدالله بارتياح نوعا ما : طيب الحمد لله بخير بس ليه ماقلتيليش من ساعتها ؟
سميرة اتوترت ومش عارفة تقول ايه ولأول مرة ما تكنش عارفة ترد على جوزها : ما كنتش أعرف علشان أقولك
عبدالله بصلها بعدم تصديق : أمل عمرها ما خبت عنك أي حاجة !
سميرة بتحاول تبرر : قالتلي إن كريم وصلها بس ماقالتش على مضايقة الشباب لها خافت من رد فعلنا لو عرفنا .
عبدالله حاسس بلخبطة ولأول مرة يحس إنه مش فاهم وإن في أسئلة كتير قدامه : طيب كريم عرف بيها ازاي ؟ هو بيوصلها كل يوم ؟ ولا ايه اللي حصل ؟
سميرة بتوتر : لا مش بيوصلها كل يوم بس اليوم ده اتأخرت وهي مشيت وهو نزل وراها يحصلها وساعتها لحقها ووصلها .
عبدالله بيحاول يوزن الكلام ويفهمه : سميرة ! أنا ليه مش فاهم حاجة وليه حاسس إنك مخبية عني حاجة وفي حاجة مش بتقوليها ! بعدين لما أمل ماقالتلكيش أنتي عرفتي منين ؟ سميرة جاوبيني وبطلي تخبي عني اذا سمحتي وعرفيني كل حاجة عن بنتي ؟
سميرة أخدت نفس طويل وقعدت قصاد جوزها وحكت كل حاجة عن بنتها سواء حبها لكريم ومخاوفها وكلام ناهد
عبدالله فضل ساكت شوية مش عارف يتكلم وبص لمراته : أنا قلتلك بلاش تسافر أنتي وابنك أصريتوا ! وهي لأول مرة حد يقرب منها ويهتم بيها وكان لازم تترجم الاهتمام ده غلط .
سميرة بحزن : مش يمكن يكون بيحبها فعلا ؟
عبدالله بنرفزة : ما أنتي لسة قايلة اهو بنفسك أمه اللي بتطلب منه وقالتلك إن أمل بنتها ! هتقولك ايه تاني الست ؟ قالتلك بنتها ! بنتها ؟ يعني زي أخته ! مش مراته أو حبيبته .
سميرة دموعها نزلت : وبعدين هنعمل ايه ؟ أنا مش هقدر أشوفها تاني موجوعة طيب شريف وتخطته لأنها ماحبتهوش أصلا لكن كريم ؟ كريم اتعلقت بيه !
عبدالله طلع من جيبه جواب وحطه قدامها : ده الخبر الحلو اللي كنت هقولك عليه .. ده الحل .
سميرة مسكته وبصتله : ايه ده !
عبدالله : ده جواب تعيين أمل في شركة الكهربا هنا .. هتتعين هنا وتستلم وظيفة هنا وتنساه .
سميرة ابتسمت بوجع : يمكن يكون ده جه في وقته .. هتروح تجيبها امتى ؟
عبدالله وقف : دلوقتي ! فين طه ؟
سميرة بتعب : سيب طه لمراته كانت تعبانة روح مع سواق أو حد من اللي عندك في المعرض يسوق الطريق هو .
عبدالله بصلها : خلاص قومي حطي الغدا هاكل لقمة وأتحرك واياك تعرفيها إني رايحلها لأني مش عايزه هو يعرف ومش عايز أقابله ولا يعزمني ولا حق ولا باطل الناس محترمة ومش عايزين نخسرهم فخليني أروح أجيبها واجي بهدوء وبعدها نكلمه ونعتذرله ..
بالفعل اتحرك عبدالله ناحية بنته ووصل القاهرة آخر الليل والكل استغرب وجوده بس رحبوا بيه ودخل وارتاح والصبح بدري أمل صحيت هتتحرك بس أبوها وقفها : هاتي يا أمل موبايلك خليني أطمن والدتك لأحسن موبايلي فصل .
أمل ادت لأبوها الموبايل وهو قبل مايتصل بسميرة بصلها : ادخلي جهزي شنطتك علشان نتحرك .
أمل بصدمة : نتحرك فين ؟
عبدالله بصلها : على البلد يلا .. جواب التعيين بتاعك استلمته وهتنزلي معايا تستلمي تعيينك هناك وتفضلي جنبنا .. التدريب واتدربتي وجربتي تشتغلي هنا بس مكانك هناك يلا عقبال ما أكلم والدتك تكوني جهزتي ..
أمل بصدمة : بابا أنا مش عايزة أسافر وأسيب شغلي هنا
عبدالله بصلها بجمود : وأنا ماعنديش استعداد تفضلي هنا أكتر من كده .. ادخلي يا أمل جهزي حاجتك علشان نتحرك .
أمل دموعها لمعت وبصتله بترجي : بابا أرجوك مش عايزة أمشي
عبدالله مش بيتحمل دموعها بس لازم يكون جامد فبصلها وزعق : يلا يا أمل جهزي حاجتك خلينا نتحرك اتفضلي اتحركي ومش عايز رغي كتير .
أمل دموعها نزلت أكتر وأكتر وبصتله : طيب اديني التليفون أكلم مروة أعرفها .
عبدالله بصلها : ابقي كلميها على الطريق يلا اتحركي الأول ..
ومهما تعترض أو تتكلم بس القرار كان صدر وتم تنفيذه وخلال نص ساعة كانت في العربية مع أبوها في طريقها للبلد وحست إن قلبها بيتخلع منها وبيتساب هنا .. طول الطريق وهي دموعها بتنزل بصمت و أبوها مش قادر ينطق أو يتكلم ولأول مرة مش عارف يواسيها ازاي !
كريم نزل الصبح كعادته للشركة وحس إن أمل وحشته جدا لمجرد إنها ماجتش امبارح الشركة وفضلت مع مروة ..
وصل الشركة وأول ما شاف علياء : أمل جت يا علياء ؟
علياء ابتسمت : لا لسة ! حضرتك جاي بدري أوي النهاردة .
كريم ابتسم بحرج : صحيت بدري مش أكتر بقولك لما تيجي أمل .....
كملت جملته : هبلغك حاضر .
دخل مكتبه وبدأ شغله والوقت أخده بص في ساعته كانت قربت على ١٢ فقام لعلياء اللي أول ما شافته هزت دماغها : ما جتش !
كريم استغرب ورجع مكتبه طلع موبايله اتصل بيها بس اتفاجيء إن موبايلها مقفول !
قعد مكانه يحاول يفكر بهدوء ليه ما جتش الشغل !
مؤمن دخل عنده وفضل يتكلم كتير بس لاحظ انشغاله التام عنه وإنه ماردش عليه وتقريبا ما سمعش منه حرف واحد فنادى عليه : كررريم .
كريم انتبه وبصله بتوهان : في ايه مالك ؟
مؤمن انتبه : في ايه أنت اللي مالك !
كريم بصله بقلق : أمل ماجتش لحد دلوقتي !
مؤمن استغرب قلقه : طيب ماهي ماجتش امبارح فأكيد هي لسة مع مروة صاحبتها !
كريم بتوتر : امبارح قالتلي إنها مش جاية وأكدت عليا إنها هتيجي النهاردة .
مؤمن حاول يخفف توتره : يا ابني ما يمكن لقت صاحبتها تعبانة فضلت معاها !
كريم بصله : وموبايلها مقفول ليه ؟
مؤمن بيفكر في سبب : فصل شحن ؟ ناسياه في البيت ! قفلته لأي سبب ! ضاع منها !
كريم كشر : أنت بتهرج يا مؤمن !
مؤمن ابتسم : يا حبيبي اهدا .. مش شرط يكون في مصيبة حصلت لمجرد إن تليفونها مقفول ! وزي ما بقولك هتلاقيها مع صاحبتها .
كريم وقف : هروح لصاحبتها المستشفى .
مؤمن حاول يوقفه بس كريم اتحرك ومارضيش يقف يسمعه حتى ..
حسن راح مكتب كريم بس لقاه فاضي فراح لمؤمن يشوفه عنده ومؤمن بلغه باللي حصل وحيرة كريم واختفاء أمل ..
نادر الصبح بدري رجع لمروة المستشفى قبل ما تطلع مع أهلها واطمن عليها وقبل ما يخرج اداها علبة فهي استغربت وبصتله : ايه ده !
نادر بتوتر : موبايل بدل اللي اتكسر تحت العربية .
مروة بحرج : آسفة يا باشمهندس بس مش بقبل العوض .
نادر باستغراب : عوض ايه اللي بتتكلمي عنه ! أنتي اتعرضتي لحادثه في الشركة والشركة مسئولة عنك .. ( بص لأبوها ) حضرتك قول حاجة يا عمي ! الشركة فعلا بتعوض الموظفين عندنا كلهم بلا استثناء عن أي حوادث يتعرضولها أثناء العمل ! فأنا ولا بعوضها ولا بعمل جميل مثلا بشكل شخصي ! ده حقها .
أبوها بحرج : بس ده كتير وعادي حادثة والكل معرض ليها .
نادر بإصرار : عمي هو في أي حد بيشتغل ببلاش في الدنيا ! بنتك شغالة في شركة كبيرة والشركة دي بتعمل تأمين للموظفين وبتهتم بيهم وصدقني ده حقها ! فقلها تقبله .
نادر فتح العلبة وطلع الموبايل وحطه جنبها وبصلها : الموبايل مشحون وشغال وسمحت لنفسي أحط خطك اللي كان في الموبايل المكسور فيه فاتفضلي .
مروة بصت لأبوها ولأمها وأبوها شاورلها تاخده فأخدته وبصت لنادر : أنا مش عارفة أقول لحضرتك ايه ؟ متشكرة .
نادر ابتسم : ما تشكرينيش دي قوانين الشركة صدقيني ومش أنا اللي حاططها .. مستر خالد بلغني أجيب الموبايل وأنا جيبته .. المهم حمدلله على سلامتك الدكتور كتبلك على خروج خدي وقتك في الراحة ووقت ما تحبي ترجعي الشركة أهلا بيكي .
مروة شكرته وبعدها بتردد : هو ينفع تديني موبايلي القديم !
نادر استغرب : في العربية هنزل أجيبهولك .
مروة بزعل : عليه ذكريات كتير من الكلية هحاول أشوف حد يصلحه .
نادر ابتسم : يعني أنتي شغاله في شركة من أكبر الشركات المتخصصة في الحاجات دي وهتدوري على حد برا يصلح موبايلك ! ده بجد ولا بتهزري ! لو أنتي عايزة البيانات اللي على الموبايل أنتي عارفة أصغر مهندس عندنا يقدر ينقلهم لموبايلك الجديد في دقايق !
مروة ابتسمت : بجد ينفع ! خلاص لما أرجع .
نادر بتردد : أنا ممكن أصلحه لو تحبي أو أنقلك كل اللي عليه للموبايل الجديد
بص لأبوها وكمل : لو قدامكم شوية هنا ممكن خلال ساعة أعملها الموضوع ده
أبوها اعتذر منه لأنهم مستعجلين ونادر قال لأبوها إنه هيصلح الموبايل لحد ما ترجع بنته
كريم طول الطريق للمستشفى بيتصل بأمل ويسمع نفس الرسالة الغبية إن الهاتف مغلق وبيدعي بصمت إنها تكون مع مروة في المستشفى .. وصل المستشفى وطلع لأوضة مروة وخبط ودخل بس اتفاجئ بالأوضة فاضية ونضيفة جدا لمح ممرضة سأل عليهم قالت إن الدكتور كتبلها خروج
وقف مش عارف يعمل ايه وهيتجنن من التفكير وأخيرا كلم نادر وطلب منه موبايل مروة علشان يطمن عليها وحس منه إنه مستغرب فاضطر يوضح : بصراحة يا نادر أنا عايزه علشان أسألها عن أمل عايز أطمن عليها وموبايلها مقفول ومختفية فلو هي معاها .
قاطعه نادر : لحد الظهر ماكانتش معاها بس على العموم خد الرقم اسألها ممكن تكون كلمتها أو عارفة مكانها .
كريم بعد ما أخد الرقم بسرعة اتصل بمروة ومش عارف هيقول ايه بس هيجراله حاجة لو ما اطمنش عليها
مروة ردت وهو سلم عليها واطمن على صحتها وبعدها بتردد : شوفتي أمل النهاردة ؟
مروة باستغراب : لا من ساعة ما مشيت امبارح الظهر ما شوفتهاش .
كريم اتوتر أكتر وأكتر : طيب كلمتيها ! اطمنتي هي وصلت لبيت خالها ولا لا ؟
مروة بسرعة : اه اه وصلت لبيت خالها وكلمتني كمان آخر النهار كانت كويسة ودي كانت آخر مرة كلمتها .
كريم بقلق : طيب ينفع تتصلي بيها دلوقتي يمكن ترد عليكي
مروة قفلت معاه واتصلت بس فعلا موبايلها مقفول وكلمت كريم بلغته : أنا ممكن اتصل بالبلد عندهم .
كريم بسرعة : لا لا بلد ايه ! هتجننيهم ويمكن ما فيش حاجة ! خلينا بس الأول نشوف خالها هنا .
مروة بأسف : معرفش موبايل خالها هنا للأسف
كريم : خلاص أنا هتعامل
قفل معاها وهو مش عارف هيروح فين أو هيعمل ايه ! طيب يكلم طه ؟ لا مش وقته
رجع مكتبه ودخل لمكتبها قعد فيه مش قادر يفكر في أي شيء غير فيها .. راحت فين وازاي ! ازاي تغيب كده عنه ! معقولة يكون زودها في الكلام معاها فهربت منه ! معقولة يكون موهوم وهي مش بتبادله أي مشاعر واتحرجت تقوله فقررت تهرب عشان ماتحرجهوش !
مفيش أي فكرة إيجابية بتيجي في دماغه
دخل عليه مؤمن وقعد قصاده : لسة ماعرفتش أي حاجة عنها ؟
كريم بصله بوجع : لو جرالها حاجة ......
ماقدرش يكمل الجملة ومؤمن حط ايده على كتفه : ما تخفش عليها هتكون كويسة تلاقيها بس مرهقة من اليومين اللي فاتوا ونامت وقفلت موبايلها أو فصل شحن .. على آخر النهار هتلاقيها ظهرت .
كريم هز دماغه بوجع : إن شاء الله .
حسن اتصل بكريم يطمن عليه بس اتفاجيء بصوت ابنه المليان قلق وخوف ووجع وكأن روحه ضاعت منه .. حاول يطمنه بس مش عارف .. قفل واتصل بمراته بلغها باللي حصل وطلب منها تكلم سميرة بس ناهد قررت تكلم ابنها الأول وعرضت عليه إنها تكلم سميرة بس كريم رفض تماما .. قالها تحط نفسها مكانها وتفتكر لما كريم كان رايحلها المنيا واتقطعت أخباره كانت حالتها ايه ! ناهد اقتنعت بكلام ابنها ..
سمر ما خرجتش من أوضتها الصبح كله وميادة دخلت بغيظ عندها تصحيها بس رفضت تقوم معاها وقالتلها تعبانة .. شريف رجع بيته الظهر يتغدى ويرتاح ولما سأل عليها ميادة بغيظ : ما خرجتش من أوضتها وروحتلها قالتلي تعبانة وعايزة تنام سيبتها .
شريف قام بتعب دخل عندها وقعد جنبها : خير يا سمر مالك !
سمر بزعل : طالما مش مهتم تعرف يبقى ريح نفسك من السؤال .
شريف نفخ بضيق : الله يهديكي قولي مالك لو تعبانه أجيبلك علاج ! بس قولي مالك ؟
سمر حاولت تتعدل بإرهاق : تعبانة وخلاص مش قادرة أقوم معرفش مالي
شريف جاب جهاز الضغط وقاسه : برضه ضغطك واطي ! أكلتي ايه من الصبح ؟
سمر بتعب : ما أكلتش ومش عايزة آكل !
شريف كشر : يا بنت الناس ما ينفعش الهبوط اللي عندك ده من قلة الأكل ! هقوم أجيبلك حاجة تاكليها علشان أعرف أديلك حاجة ترفع ضغطك شوية .
طلع لأمه : معلش يا ماما هاتي أي حاجة تاكلها ضغطها واطي أوي .
ميادة بغضب : حاضر استنى .
دخلت تجيبلها أكل وهي بتدعي عليها ومتغاظة منها .. كانت عاملة محشي ورق عنب حطتلها طبق وعليه فراخ وادته لابنها وشكرها ودخل لمراته : اهو يا سمر قومي كلي .
سمر بصت للأكل بقرف : مش قادرة آكل يا شريف .. ابعده عني ! مش طايقاه .
شريف بتعب : بس حاولي معلش .. كلي أى حاجة .
قرب منها الطبق بس زقت ايده بعيد وقامت بسرعة على الحمام رجعت وشريف بصلها وتنح وأول ما خرجت : معدتك لسة تاعباكي !
سمر بتعب : أيوة مش طايقة الأكل ولا طايقة ريحته لو سمحت خرجه برا الأوضة خالص .
شريف أخد الأكل وخرجه لمامته ونزل خارج ومامته وقفته : أنت رايح فين ؟
شريف بسرعة : هجيب حاجة من الصيدلية وجاي على طول .
ميادة : طيب كل الأول .
شريف : لحظة يا أمي وجاي .
خرج ورجع على طول ودخل لمراته وفتح الكيس وعطاها اللي جواه وهي باستغراب : ايه ده ؟ أعمل بيه ايه ؟
شريف بتوتر : ده اختبار حمل ! أعراض تعبك بتقول حمل ! ومش هينفع أديكي أي علاج من غير ما أكون عارف أنتي مالك بالظبط !
سمر ماكانتش عارفة تنبسط ولا تكشر ولا تعمل ايه ! حمل ! دلوقتي ! وقته يا ترى ؟
ساعدها شريف تعمل الاختبار وبعدها بصتله : دلوقتي هنعمل ايه ؟
شريف بصلها : لحظة والنتيجة هتظهر .
سمر اتوترت : نتيجته دقيقة ؟
شريف بصلها : لا مش أوي بس اهو مبدئيا .
قام وبص للاختبار وبصلها وابتسم : مبروك يا سمر أنتي حامل !
طلع وبلغ مامته وهو الفرحة مش سايعاه بس مامته قلبها اتقبض كانت بتتمنى تخلص منها أو مش دي اللي تكون أم لأحفادها .. بس ابنها مبسوط هتعمل ايه ! هي افترت وظلمت وده جزاء ظلمها ..
سمر قعدت مكانها حاسة إنها بتدخل مرحلة هي مش ادها .. معقولة هتخلف ! طيب هتكمل مع شريف ! حست إنها محتارة وخافت من كلام أبوها بس لا أبوها غلطان اللي عملته عدى ومات وخلاص هي خسرت عمرو وربنا رزقها بميادة حما رخمة وده كان عقابها مش هتتعاقب تاني ! ودلوقتي تعيش بقى مع جوزها وترضى وخلاص ..
آخر النهار كريم برضه بيتصل وبرضه موبايلها مقفول وخوفه وقلقه خرجوا عن السيطرة ، لقي نفسه قدام عمارة خالها وفضل أكتر من ساعة واقف تحتها مش عارف يطلع ولا يفضل مكانه ! طيب يقولهم ايه ! معقولة لمجرد غابت يقوم يروحلها البيت !
أخيرا خوفه اتغلب على عقله وطلع للدور الرابع بس الدور فيه أربع شقق أي واحدة فيهم لخالها ! طيب خالها اسمه ايه !
حيرة غريبة ووجع غريب جوا قلبه واقف في النص بيتلفت حواليه وأخيرا راح لأول شقة ورن الجرس وطلع راجل غريب سأله عن أمل بس قاله محدش هنا بالاسم ده وكذلك تاني شقة والتالتة محدش رد والرابعة ست عجوزة طلعت وقالتله ماعندهاش أمل .. يبقى هي الشقة دي اللي محدش رد فيها ، فضل يرن الجرس كتير وهو عارف كويس إن لو في حد كان فتح الباب من بدري بس عامل زي الغريق اللي عايز أي حاجة يتعلق فيها ! فضل كتير واقف يمكن ساعة بس برضه مفيش حاجة واضطر ينزل لعربيته وأخيرا روح بيته ..
ناهد أول ما شافته حضنته : حبيبي أنت قلقان ليه ! تلاقيها خرجت مع خالها ودخلوا سينما كلهم .
كريم بصلها بتعلق ومسك ايديها : كلمتيها أنتي ! عرفتي منين ؟
ناهد قلبها وجعها على ابنها : أنا بخمن .
كريم غمض عينيه بوجع : هتقفل موبايلها النهار كله ! ادعيلها أرجوكي تكون سليمة .. بس عايز أعرف إنها سليمة ولا أكتر ولا أقل !
ناهد بتعاطف معاه : طيب خليني أكلم والدتها أسألها عنها ! مش يمكن تكون سافرت عندهم
كريم بصلها : ولو والدتها ما تعرفش عنها حاجة ! ولو في حاجة حصلت هنا مثلا في بيت خالها ! ومش عايزين يعرفوها ! بيت خالها فاضي ! لا مش هينفع نقلق الكل معانا الصبح لو ما ظهرتش هكلم طه بنفسي .
طلع أوضته وقعد يدعي ربنا إنها بس تكون سليمة .. مؤمن دخل وقعد معاه يحاول يطمنه بس مش عارف فعلا يقوله ايه !
في ايده الموبايل وكل شوية بيرن ويسمع نفس الرسالة الموبايل مغلق
أمل وصلت بيتها آخر النهار وأمها حضنتها وبصت لأبوها : ممكن تديني الموبايل ؟
عبدالله ابتسم : الصبح هديهولك إن شاء الله .
أمل دموعها تقريبا ما بطلتش نزول وجريت لأوضتها تكمل عياطها
سميرة بصت لجوزها فقالها : مابطلتش عياط طول الطريق اطلعي حايليها بكلمتين .
سميرة بترجي : طيب هات موبايلها !
عبدالله برفض : الصبح هديهولها نكلم كريم ونديهولها .
سميرة دخلت لبنتها اللي ميتة من العياط وقعدت جنبها : ايه بس اللي جرالك ؟
أمل اتعدلت وبوجع : اتعرضت لحادثة العاصفة وعلشان الحادثة دي أنتوا قررتوا إني ما أصلحش لأي شيء وإني غبية وإني ما أستاهلش أى حاجة كويسة تاني ! صح ؟
سميرة بتمسح دموعها : ليه بس بتقولي كده ! أنتي نور عينينا يا أمل
أمل بعياط : ليه جبتيني بالشكل ده ؟ ليه بابا جابني كده ! أنتوا حتى ما سمحتوليش أعرف أي حد إني مسافرة .
سميرة بتعيط زيها : ليه ماقلتيليش اللي حصلك والعيال اللي اتهجموا عليكي .
أمل بصتلها بصدمة إنها عارفة وأمها وضحتلها : كلمت ناهد وافتكرت إني عارفة لما شكرتها على توصيل كريم ليكي واتكلمت افتكرتني عارفة ما تعرفش إن بنتي اتعلمت تخبي عني !
أمل بعياط : لأني كنت عارفة إن ده بالظبط رد الفعل اللي هتعملوه .
سميرة بدفاع : مش ده السبب اللي خلانا جيبناكي في أسباب تانية .. جواب تعيينك .
أمل بعياط : يتحرق جواب تعييني مش عايزة أي شغل في أي مكان .
سميرة زعقت : غير عند كريم وبس ؟ يا بنتي فوقي من الوهم ده .
أمل بعياط : مش وهم يا ماما ! مش وهم أبدا أنتوا غلطانين ! أنتي قلتيلي زمان لما اتخطبت لشريف إني لما أحب هعرف .. هيبان وهعرف الفرق لوحدي لأن الحب ما بيتخباش .. وكريم غير أي حد في الدنيا .. أنا بحبه دي الحقيقة اللي أنتي رفضتي تقوليهالي ! ولأول مرة ما تجاوبينيش على سؤالي وتقولي أي إجابة وخلاص .
سميرة مسحت دموعها ووقفت : كلمت ناهد وقالتلي إن هي موصية كريم عليكي ! هي اللي بتطلب منه يهتم ! هي اللي بتطلب منه ينفذ طلباتك قبل ما تطلبيها ! هي اللي بتطلب منه يوصلك لو اتأخرتي .. هي اللي طلبت منه يفضل جنبكم في المستشفى ! اللي أنتي شايفاه تميز يا أمل ده واجب وطاعة لكلام مامته مش أكتر .. قالتلي أمل زي بنتي ومعنى بنتها إن كريم بيعتبرك زي أخته وبيعاملك زي طه يبقى أنتي عايشة في وهم ولا لا ؟! انا مش عايزة غير سعادتك .
أمل انهارت مكانها ودفنت وشها تعيط من قلبها وسميرة ضمتها ومش عارفة تقولها ايه ؟ رفعتلها وشها بحب وبتمسح دموعها بايديها الاتنين وبحب : لو أنتي واثقة إن ده حب بينكم اعتبريه اختبار ! لو بيحبك هيجيلك هنا علشان يرجعك لبيته وحياته ولو ما بيحبكيش هيتصل بأبوكي ويعاتبه والموضوع ينتهي .. فلو أنتي واثقة فيه بتعيطي ليه ! الموضوع وقت مش أكتر بس اوعديني يا أمل لو هو مجرد اهتمام بسبب الظروف اللي جمعتكم تنزلي الشغل وتشتغلي وتنسي ..
أمل مسحت دموعها وقامت : أنا ما صليتش هقوم أصلي بعد اذنك .
قامت غيرت هدوم السفر وصلت وقعدت مكانها تدعي ربنا من قلبها ...
كريم الليل كله قاعد بيدعي ربنا إنه بس يطمن عليها مش أكتر .. الف فكرة وفكرة في دماغه .. عقله بيصورله السيناريو اللي اتعرضوله في العاصفة .. ضرب حمادة و زكريا ليها .. وهو متكتف بيتفرج عليهم بيدبحوها بعمايلهم ... تخيل ده بيحصلها دلوقتي وهو هنا .. معقول ممكن يحصلها حاجة وهو واقف كده مكانه ؟ معقول ممكن يخسرها بالسهولة دي ! ده حتى ماقالهاش إنه بيحبها ! مالحقش يعترف بمشاعره لأنه كان عايز الموضوع يمشي صح .. يارب نجيها لو هي في أزمة نجيها .. لو مش هلحقها أنا ابعتلها غيري يحميها .. مسك موبايله ورن تاني بس نفس الرسالة اللي مابقاش قادر يسمعها تاني .. ماقدرش يفضل مكانه كده فنزل ركب عربيته وطلع يلف في الشوارع يمكن يشوفها ! يمكن يلحقها ! المهم ما يفضلش واقف كده ! يعمل أي حاجة !
أمل طول الليل تعيط وعينيها أول ما غمضت شافت نفس الكابوس بس المرة دي ما صحيتش منه .. المرة دي شافت كريم بيقتلوه قدامها وشافتهم بيغتصبوها .. قامت من النوم تصرخ بصوتها كله وتحاول تبعدهم عنها وسميرة جت تجري لعندها حضنتها : حبيبتي في ايه يا أمل ! أمل اصحي يا بنتي ده مجرد كابوس
سميرة بتحاول تمسك امل وامل بتتخانق معاها وتزفها وكأنها مش عارفاها
عبدالله كمان جه على صوتها وعياطها وفضل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم جنبها وهي بتعيط
سميرة باستغراب : أمل حبيبتي أنتي كويسة مفيش أي حاجة أنتي وسطينا
أمل بصتلها بذهول تام ومرة واحدة عيطت في حضنها : قتلوه يا ماما المرة دي ! قتلوه بجد !
سميرة بذهول : قتلوا مين ! بتتكلمي عن ايه !
امل بعياط : قتلوا كريم ! قتلوه قدام عيني
سميرة بعدت أمل عنها ومسكت وشها : حبيبتي ده كابوس .. كريم كويس
أمل بتبصلها بذهول : طيب هم اغتصبوني بجد يا ماما
سميرة برفض تام : لا يا قلبي محدش لمس شعرة واحدة منك .. كريم حماكي .. أمل يا حبيبتي ده مجرد كابوس .. كملي نومك يا ماما
أمل رقدت مكانها وبصتلهم : افضلوا جنبي ما تسيبونيش
عبدالله حط ايده على راسها : مش هنسيبك احنا جنبك .. هقعد أصلي وأقرأ قرآن جنبك طول الليل ما تخافيش يا بنتي
النهار طلع وكريم طول الليل بيلف في الشوارع بعربيته وأخيرا رجع من برا طلع غير هدومه و أبوه وأمه شافوه وناهد بصتله وهو شاور بدماغه لا وسابهم وخرج
حسن بزعل : طيب نسأل أهلها ؟
ناهد بحزن على ابنها : هو شوية كده هيكلم طه علشان لو ما يعرفوش حاجة يتحرك .
كريم وصل الشغل وراح لمكتبها واتخنق جدا من شكله فاضي ..
قعد على كرسيها وفتح الدرج وشاف كرزة واقعة جواه ابتسم بوجع وشالها وفضل يبصلها في ايده وسألها : يا ترى صاحبتك فين ! ليه ضاعت مني كده !
طه الصبح أخد مراته وراح لبيت أبوه ودخل عندهم اتفاجىء بأمل موجودة سلم عليها وقعد معاها وبصلها باستغراب : بقى أغيب يوم واحد مع غادة أرجع ألاقيكي هنا ! جيتي ازاي !
أمل بحزن : بابا جابني .
طه كشر باستغراب وبص لأبوها : أنت روحت جبتها ! من غير ما تقولي !؟
عبدالله بغيظ : هاخد الاذن منك ولا ايه !
طه اتراجع : لا العفو ما أقصدش بس مين ساق معاك الطريق وليه ماقلتليش ؟
سميرة اتدخلت : أنت بتستجوبنا ولا ايه ! المهم طمنا على غادة الدكتور قالكم ايه ؟
طه بضيق: غادة كويسة فهموني ايه اللي بيحصل وأنا مش عارف بيه ؟ أمل في حاجة حصلت !
أمل ما ردتش بس دموعها نزلت وأمها اللي ردت : مفيش أي حاجة جه جواب التعيين بتاعها وأبوها جابها تستلمه .. كفايه بقى غربة .
طه اتنرفز : تعيين ايه وبتاع ايه ؟ مين قالكم إنها هتقعد هنا في البلد علشان تتعين هنا !
عبدالله زعق : امال هتفضل عمرها كله قاعدة في مصر !
طه فجأة وكأنه استوعب : كريم قالك ايه لما قلتله إنك هتاخدها وهتسافر ؟
الكل سكت وهو بص لأمل اللي دموعها نازلة وبصلهم : كريم ما يعرفش صح ! ( بص لأمل ) كريم يعرف أنتي فين يا أمل ؟
أمل هزت دماغها برفض وطه مذهول من تصرفاتهم كلها وتخيل شكل كريم ايه !
كريم في ايده الكرزة وحدفها بعيد ووقف بعنف : مش هتكوني مجرد ذكرى .
راح لمكتبه وقعد واتصل بطه مابقاش قادر يستنى حتى لو هيصحيه من النوم مابقاش عنده صبر أكتر من كده
طه مذهول بيبصلهم ومش عارف يقول ايه وأبوه بيزعق : هو المفروض اخد اذنه هو كمان قبل ما اخد بنتي ولا ايه !
طه باستغراب : هو مسئول عنها لما تغيب بالمنظر ده المفروض يفكر ازاي ؟
عبدالله بغيظ : يفكر زي ما يفكر هو حر
قاطعهم موبايل طه بيرن وهو طلعه وبصلهم : ده كريم !
عبدالله بتريقة : أخيرا سيادته افتكر يتصل يسأل عليها ! ماهي غايبة من امبارح .
طه بغيظ : يعني المفروض أول ما تغيب يتصل هنا بيك يقولك بنتك غايبة ! ده الصح !
عبدالله دور وشه بعيد وطه مش عارف هيقوله ايه فأخد نفس طويل ورد وفتح الاسبيكر : الو أهلا يا كريم .
كريم بتوتر وصوت موجوع : طه ! أمل ! ( كمل بصوت مهزوز ) أنا مش عارف هي فين ؟
أمل دموعها نزلت من صوته وغمضت عينيها بوجع ..
طه بص لابوه وامه بعتاب وحيرة ومش عارف يقول لكريم ايه ! وكريم هيعمل ايه ! طيب يخبي عنه انها موجوده ويبقى يكلمه بعدها يفهمه ولا يقوله ولا ايه بالظبط الصح !
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والثلاثون (الأخير) من رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية العاصفة بقلم الشيماء محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا