مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثانى عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
|
حين حل الصباح اخيرا قرر هيبة مهاتفة حسين ، رغم صعوبة ما يمر به الأخير إلا أن سلامة ارواح العائلتين على المحك.
لم يغادر دياب أيضا منذ توجه إليه مهدى ازعانا لرغبة ضاحى نفسه ، اطلع على المحضر الذى نفى فيه ضاحى ما وجه إليه من اتهام باطل من منصور ، ورغم ذلك لم يتمكن دياب من تقديم المساعدة فيجب استيفاء التحقيقات قبل تحويل الأمر كله للنيابة العامة .
لاحظ دياب أن هيبة أخرج هاتفه ليتجه له فورا : هتكلم مين يا عمى ؟
لم يرفع هيبة عينيه عن الهاتف : حسين
رفع دياب كفه فوق شاشة الهاتف مسرعا وهو يقول : لاه يا عمى الناس لازمن يشوفوك انت وعمى حسين مع بعض وچودكم سوا هيمنع اى حد يصطاد في الميه العكرة انا منعت مهدى يروح له عشية .. الموضوع ده لازمن يظهر فيه الكبار بس يا عمى .
أيده لبيب فورا : دياب معاه حج يا بوى . انت تروح دلوك لعم حسين وهو ياچى وياك .
تابع دياب : ولازمن ينفى الاتهام بنفسيه وكده نجدر نطالب بالافراچ عن عمى ضاحى جدام النيابة مع أول عرض .
نظر له هيبة ليقول لبيب : روح يا بوى دى أرواح ناس أولهم ولد عمى ضاحى .
رفع كفه يربت فوق ذراع دياب : خد دياب وياك وانى متأكد إن عمى حسين مش هيتأخر .
أومأ هيبة وتقدم نحو راجى : راچى ماتهملش المركز لحد ما اعاود ومحدش من الولد يتحرك من چارك .
أومأ راجى متفهما مخاوف أخيه فالجرأة التى قدم بها منصور هذا البلاغ تشى بالكثير ، لابد أن الأخبار بهذا الإتهام قد وصلت لأصغر البيوت شئنا وهى فرصة ذهبية للكثيرين من المتسلقين وعاشقى القيادة للتقدم للصفوف الأمامية بحجة الثأر لدماء كبير عائلة ابو العز أو الزود عن أحد كبار عائلة حسان . وهنا تكمن قنبلة موقوتة يمكنها أن تحصد أرواح الكثيرين .
*******
رغم أنها لم تحظ بنوم جيد إلا أنها لم تعد للنوم بعد الفجر بل شعرت بنشاط كبير لتنكب على كتبها باهتمام وكأنها تتحدى تلك الفترة التى تفصل بينها وبين اجتماعهما فور نهاية العام الدراسي .
رفعت رأسها للساعة لتكتشف أن الوقت تجاوز السادسة صباحاً ، تحرك كفها بألية نحو هاتفها ، تمنت أن تحدثه وقت الفجر ، لطالما فعلت لكن تسربت شجاعتها وظلت تحدق فى الهاتف حتى انقطع الرنين لمرتين متتاليتين ، يبدو أنه كان ينتظر إجابتها أيضا .
ابتسمت لهاتفها القابع بين أناملها بسكون وقررت إرسال رسالة له ، كتبت بضع كلمات واتسعت ابتسامتها قبل أن تعيد الهاتف لموضعه الأول إلا أن رنينه أسرى رجفة فى قلبها .
******
مع وصول هيبة للمشفى وجد هناك إضطراب وحركة غير اعتيادية ، استقبله زيدان ابن حسين : انى كنت چاى لك يا عمى .. اتفضل .
نظر ل دياب الذى تقدم دون نية لترك هيبة الذى تقدم بهدوء ليتابع زيدان : چدى فاج وطالب يشوفك جوام ، والحكومة زمانهم على وصول .
تقدم هيبة وقد زاد الأمل بقلبه ، دخل للغرفة رغم اعتراض الممرضة ليجد حسين بوجه متغير أمام فراش والده الذى يحاكى شحوبه الموت .
تقدم مسرعا : الف سلامة عليك يا حچ
ابتسم زيدان بسمة قصيرة الأجل فقد تبددت لدى فتح الباب مجددا ودخول الضابط الذى دارت عينيه على الوجوه فورا ليشعر بتوتر الأجواء .
*****
كان يجلس بالشرفة منذ صلاة الفجر ، لكم تمنى أن يستمع لصوتها !!
عدم إجابتها اشعره بالاحباط ، ألم تكن تنتظر هذا اليوم مثله ؟؟
مؤكد تفعل .. ربما خجلت من إجابته وبما تتدلل وكلا الأمرين يسعده .
اهتز هاتفه معلنا وصول رسالة ليفتحها بتلقائية سرعان ما تحولت لحماس حين وجد الرسالة منها ...
تجولت عينيه تلتهم الأحرف بنهم مرة تلو الأخرى...
أيحق لى ازعاجك كلما اشتقت إليك ؟؟
تشتاق إليه !!!
مجرد الفكرة كافية لاحياءه أعواما مقبلة وبلا تردد ضغط زر الإتصال ورفع الهاتف متحمسا لإجابة سؤالها الحيي .
*****
اقترب الضابط من فراش زيدان : حمد الله على السلامة يا حج . اخيرا نقدر ناخد اقوالك ونستوفى المحضر .
نظر له زيدان مدعيا التفاجؤ : محضر ليه يا بيه كفى الله الشر ؟
فهم الضابط اللعبة التى يلعبها زيدان وكان سعيدا لمجاراته : محضر تقدم بيه ابن اخوك منصور اتهم فيه ضاحى صالح اتهام مباشر بالتحريض على قتله وقال إن الرصاصة صابتك بالغلط .
انعقد حاجبى زيدان : الكلام ده ماحصلش يا بيه ضاحى يحاول يجتله ليه وولده هيناسبه
علت الدهشة الوجوه ليتابع زيدان : ضاحى كان عيندى جبل منصور ماياچى وانا اللى شيعت له لاچل يتوسط ل هاشم واد منصور ذات نفسيه رايد زينة بنات الحساينة وزينة شبابهم رايد زينة بناتنا .
نظر هيبة ل دياب الذى ظهر التوتر على وجهه ، زيدان يحاول وأد فتنة إن بدأت لن يعلم اى شخص متى ستنتهى ! او من سيكون من ضحاياها !
ابتسم الضابط وتساءل : يعنى انت يا حج بتنفى اتهام ضاحى صالح ؟
أجاب زيدان بثقة : ايوه بنفيه وبعد إذن چنابك منصور هياچى يتنازل عن المحضر .
أومأ الضابط بتفهم : طبعا يا حج ، انا يهمنى استقرار البلد زيكم تمام .عن اذنكم ، وحمد الله على السلامة مرة تانية
*****
غادر حمزة غرفته باكرا ليجد محمد يجلس بهدوء ، اقترب منه بسعادة واضحة ، إنه سعيد لمجرد عودته إلى المنزل ، ما يستجد من أمور يمكن التحكم بها المهم أن أبيه معهم ، عاد إليهم وإلى والدته .
رفع محمد عينيه لولده بحزم : اقعد يا حمزة ، عاوز اتكلم معاك
جلس حمزة بلا تردد ليقول محمد : حمزة انا هتجوز خلاص ، خطبت وحددت معاد الفرح اخر الأسبوع .
انقطعت انفاس حمزة وردد بفزع : خطبت !!
زفر محمد بضيق : حمزة انت راجل دلوقتى والمفروض تفهمنى ، انا محتاج ست فى حياتى ، ست تحبنى وتحمينى ، جوازى التانى ...
قاطعه حمزة : محتاج ست !!! وماما إيه مش ست !!
زم محمد شفتيه بقوة وانعقد حاجبيه رافضا ذكرها بسوء : انت مش هتحاسبنى يا حمزة ، انا بستعمل حقى اللى ربنا شرعه ..
عاد حمزة يقاطعه منفعلا : وحق امى فين ؟
انتفض محمد بغضب : قلت لك انت مش هتحاسبنى ، امك ماظلمتهاش ومش هظلمها ، انا بلغتك للعلم مش باخد رأيك
وتقدم بغضب نحو غرفته التى رفض دخولها منذ عاد ليلا من منزل شاكر .
وقف حمزة يتأكله الغضب والندم ، غضبا لسعادته بعودة أبيه وندما لحسن ظنه به . عليه الأن أن يدافع عنها فقط ، هى الوحيدة التي تستحق ذلك وإن اختار والده أخرى وفضلها عليها فهو سيكون خط دفاع ضد هذه الأخرى وضد أبيه نفسه إن لزم الأمر .
****
غادر الضابط لينظر هيبة ل زيدان بود : عين العجل يا حچ زيدان .
أومأ زيدان بضعف : انى خابر إن واد اخوى لازمن يتأدب ، وأدبه على ، لكن مهما اتحدتنا هتلاجى اللى يطلع يزايد على أفكار الناس ويجلب العيلتين على بعض .
أومأ هيبة مؤكدا : فاهم يا حچ وخوى وولده اول من هيروح فى الرچلين .
تنهد زيدان بحزن : انى خابر إن الولد مالهمش ذنب فى اللى حوصل ، لكن ضريبة الدم غالية .
هز هيبة رأسه وتساءل : رايد مين من بناتنا يا حچ لواد منصور .
نظر زيدان ل دياب بترقب : اللى آن أوانها يا ولدى ، عفاف بت زناتى
انقطعت انفاس دياب واحتبس شهيقه المؤلم بينما تابع زيدان : ودياب ولدكم ياخد اللى آن أوانها عندينا .. دينا بت حسين ولدى .
تعلقت الأعين بدياب الذى أصبح بين طرفة عين وانتباهتها بين شقى الرحا وعليه أن يضحى فى كلا الحالتين .
إما يضحى بقلبه ويقبل بالزواج من فتاة لا يملك الشجاعة لرفضها أمام أبيها واخويها الصامتين .
او يضحى بأمن النجع وسلامة أهله ويتمسك بإبنة عمه وحلم طفولته .
****
السلام عليكم ،
لحظات من الصمت أدت لانعقاد حاجبيها بقوة وإبعادها الهاتف للتأكد من الإشارة حتى أتاها صوته : عليكم السلام ،اتوحشتك
انفرجت شفتيها بنعومة : لحقت اوحشك ؟؟
رفرف قلبها مع تردد ضحكاته وهو يقول : ماجصديش من عشية ، جصدى من يوم ما وعيت ووعى جلبى على اسمك ، على رسمك ، على عشجك ، من سنين متوحش اسمع حسك اللى ليا وحدى مش اللى بتكلمى بيه باجى الخلج .
اندفعت الدماء الحارة لوجهها مع تزايد نبضات قلبها الذى يشعر بكل ما يقوله حرفيا ، هى أيضا اشتاقت الحديث إليه حبيبا كم قاومت رغبتها فى قربه !!
حتى منحته كاملا قلبا وعقلا ، منحته زوجا وحبيبا وعاشقا .
سكتى ليه !!؟
تساءل بلهفة لتجيب دون تفكير : بحبك يا سويلم .
****
غادر هيبة بصحبة دياب الذى إلتزم صمتا احترمه الجميع لينظر زيدان لحفيده البكر يزيد الذى أرسله فى مهمة عاجلة عاد منها قبل وصول هيبة بلحظات ، رأى زيدان وجهه المكفهر ليتساءل بحزم : لاجيت إيه يا يزيد ؟
تهرب يزيد بعينيه ليتساءل والده : خبر إيه يا ولدى ما تتحدت وتريح جلوبنا .
استقرت عينا يزيد أرضا وهو يقول : لاجيته متچوز فى المركز ومخلف عيلين الكبير اسمه هشام عنديه ياچى عشر سنين والصغير اسمه هارون أصغر منيه بياچى سنتين و .. ومرته حبلة .
انتقل تجهمه للجميع وكان زيدان الصغير الأسبق فى الحديث حين قال : يعنى طلع مغفلنا كلنا .
اكتست ملامحه بالشر ليوقفه والده : زيدان اوعاك تتعرض لچوز عمتك ، الموضوع ده يخصنى ويخص چدك بس .
لم يبد على زيدان الانصياع لوالده إلا أن طرقات خفيفة على الباب أوقفت تدفق كلماته ليفتح باب الغرفة عن هاشم الذى تهلل وجهه : حمد الله بسلامتك يا چد .
أشار له جده بوهن : تعالى يا هاشم ، انى كنت هشيع لك .
هرول هاشم نحو الفراش ليلتقط كف جده ويقبله بإجلال : أنا رهن إشارة من يدك يا چد .
******
جلس طايع إلى طاولة الطعام لتقتنص زوجته الفرصة وتقول فورا : اظن الوقت مناسب يا طايع تتفق مع اهل بسول وننزل نجيب الشبكة ونحدد الخطوبة .
نظر لها طايع بحدة : بعدين يا ليليان
تدخلت نسمة فورا : ليه يا بابا ؟ حضرتك عندك اعتراض على بسول ؟
نظر لها طايع : لا ماعنديش اعتراض عليه ، بس حاسس انك اتسرعتى اوى فى الخطوة دى .
ابتسمت نسمة وهى تنظر لشقيقتها : ابدا يا بابا انا فكرت كويس واخدت قرارى .
أشار طايع نحو الطاولة : طيب كلوا دلوقتى ولما ارجع من الشغل ابقى اكلم والده .
نظر الجميع إلى الصحون ليلاحظ طايع شرود إياد بشكل كامل بينما ربتت بسمة فوق كفه بحنان : أفطر يا إياد
التفت لها واومأ مبتسما بينما نظرت له بحيرة ، لقد زرع الشك بذوره بقلبها منذ شهر تقريبا ، وكلما تقدمت خطوة لتتحدث لجمت المخاوف لسانها وعقلها .
ترى كيف سيكون رد فعل أبيها إن كانت محقة ؟؟
وكيف ستكون إن لم تكن ؟؟؟
سؤال ينكسر له قلبها حرفيا .
****
دخل محمد للغرفة ليجدها أمام المرآة ، لا يذكر المرة الأخيرة التي رأها تتزين ، وكان عدم اعتراضه على ذلك خطأ لا يغفره لنفسه ، ربما إن فعل حينها ما وصلا لهنا .
وقف خلفها يطالعها بشغف لا يعجز عن ردعه ، أستحاول إعادته إليها ؟؟
يقسم إن فعلت ليهرولن إليها بلا تردد .
ظل صامتا وهى تتصنع تجاهله لتتحرك بعد قليل ، التصقت عينيه بها تحصى ما قامت به ، لم تقم بالكثير ، ورغم ذلك يراها فاتنة ، اعترض طريقها إلى الخارج ببدنه لترفع عينيها إليه في تحدى : خير !!
رفع حاجبيه دهشة : خير ؟؟
رفع كفه يزيح خصلاتها للخلف : مالك يا رحمة ؟ انت للدرجة دى بيعانى ؟ انا عملت ايه فيكى وحش ؟
دفعت كفه عنها : وانا عملت ايه فيك وحش ؟
عادت خطوة للخلف : صونتك وصونت بيتك وشيلتك انت وعيالك فوق راسى .. ربيت عيالك احسن تربية .. عمرى ما طلبت حاجة لنفسى ولا عملت زى الستات التانية ...
قاطعها بحدة : انت عارفة الستات التانية بتعمل ايه !!
نظرت له ليعيد سؤاله بنفس الحدة : ردى عليا .. انا ماطلبتش منك خدمة وطول عمرى بقولك اجيب اللى يريحك يبقى ماتلومنيش على تعب انت عاوزاه .. ربيتى ولادى كتر خيرك بس هم ولادك بردوا وانت عاوزاهم احسن الناس ، عمرك ما طلبتى حاجة لانى مش بستنى تطلبى . ليه ماعملتيش زى باقية الستات ؟
اقترب منها فجأة : ليه يا رحمة ؟ ليه مابتقوليش انك بتحبينى ؟ ليه بتبعدى عنى ؟ ليه مش حاسة بإنوثتك واتحولتى لام بس ؟ انا فين في حياتك ؟ اخر مرة اتزوقتى علشانى امته ؟ اخر مرة جيتى فى حضنى من غير إلحاح ومناهدة منى امته ؟ امته يا رحمة ردى عليا ؟
سرت رجفة رأها عبر رعشتها وجفنيها المنقبضين بقوة ، رغم أنه يعلم أنها تغمض عينيها رفضا لرؤيته إلا أنه اقترب منها لتجد نفسها اسيرته فى لحظات ويدور بها في فلك جموحه ، أسعده استسلامها لحظات تمنى أن تبقى للأبد لكن كعهده بها نفضته عنها .
وقف أمامها بأنفاس ثائرة ، إلى متى يتحمل منها هذا ؟؟
ألا تفهم أن إبعادها له يقتله ؟؟
يجرح كبرياءه ويدمى رجولته ؟
لم يفكر في حبها .. بل تمنى أن يرد لها هذا الجرح فنظر لعينيها مباشرة وقال بقسوة : انا فرحى يوم الخميس ، ابقى تعالى .
شهقت بألم وارتفع كفها يقتل ما تتبع من شهقات ، رأى دموعها المتحجرة ؟ بلى فعل ، ولم تريحه كما ظن ، كان ألمها ساحقا .
*****
منذ أنهى المحادثة التى عاش عمره ينتظرها أوى إلى فراشه مغمضا عينيه براحة كبيرة .
إنها تحبه !! رغم يقينه المسبق إلا أن وقع الكلمة على مسامعه مهلك حرفيا .
أخرجه من لذة أفكاره رنين هاتفه المزعج ، لم يكن يريد أن يخرج من افكاره عنها .
تململ وأمسك بالهاتف ليرى اسم دياب فيجيب فورا : كيفك يا واد عمى ؟
انتفض سويلم بعد قول دياب : غيتنى يا واد عمى .
تساءل بفزع : واه حوصل إيه ؟؟
فلم تحمل الدقائق التالية سوى ألما يخرج من صدر ابن عمه ليؤلمه بشدة ، فرغم أن دياب كان حريصا تماما على إقصاء قلبه عن حياته إلا أنه يعلم بحبه لابنة عمه زناتى ، حبه ذا الذى يدفعه ليكون خلفها دائما .
****
هبطت بسمة الدرج ليقابلها خالد ، اسرع إياد منضما ل خضر لينظر هو لإشراقة وجهها : الناس اللى وشها نور
زاد إشراقها ليتابع : لا انا هغير وادور على واحدة تتجوزنى
تقدمته بخطوة : ودى مين دى اللى أمها داعية عليها ؟
تجلت صدمته فى نظراته لتتسع ابتسامتها : خلاص خلاص بهزر معاك .
قطب جبينه بغضب وهو يتجاوزها : هزار بوابين انا رايح الجامعة لوحدى .
تقدم بضع خطوات ليقف ويزفر بقلة حيلة ثم ينظر لها بغيظ : اتفضلى يا ستى الباشا موصينى اوصلك .. قال خايف حد يعاكسك .. مين انطس فى نظره يبص لك اصلا .
لم تغضب على عكس توقعه بل اقتربت بخطى ثابتة : وانت بتفذ وصية سويلم ؟
ألقى وجهه ناحية الطريق : حق ربنا لا . انا كمان بخاف عليكى .. هكدب يعنى !!
أغمضت عينيها وتنفست بعمق : انا محظوظة بيكم .
عادت بسمته : اتفضلى يا ست محظوظة هنتأخر
****
أنهى اتصاله مع ابن عمه ليلقى الهاتف ، صدره يتأجج غضبا وثورة ، وما يزيد ألمه أن هيبة لم يفرض عليه الموافقة ، ولا زيدان فعل ، بل عرض الأمر ليعده هيبة فى الرد بعد الشورى ، ومنذ غادرا المشفى ألتزم الصمت حتى عادا لقسم الشرطة ليطلب منه بهدوء العودة للمنزل ولم يفكر دياب في مناقشته أو معارضته إنه بالفعل بحاجة للإبتعاد .
دار بين الجدران كأسد حبيس قضبانه ؛ أعجزه زيدان وقيده من كل اتجاه .
كم هو بحاجة لمشورة عمه !!!
رفيع ذاق العشق ولن يظلم قلبه .
ارتفع كفه يمشط خصلاته بغضب ، جميعهم ذاق العشق ؛ لقد شب على نظرات العشق هنا وهناك ، لم يخجل اى من أعمامه من عشقه يوما .
لكنه فعل !!!
خجل من عشقه وأظهر العكس حتى رأى عشقها يزهر فى عيون رجل آخر ، والان ستنزع منه !!!
سيفقدها !!!
******
دخلت همت من باب المنزل الداخلى راكضة ، منذ عدة أيام لم يعد منصور للمنزل وهذا يمنحها حرية الحركة بين الحديقة والمنزل .
حياتها البسيطة لا تحوى سوى ثلاثة اماكن ، الحديقة والمنزل والمشفى .
كانت سليمة تجلس بصمت فى البهو ، ليس غريبا أن يغيب منصور عن المنزل ، لكنها تشعر أن ثمة ما سيتغير هذه المرة .
حين هاتفه هاشم تحت ضغط منها أخبره أنه سيتغيب .هاشم نفسه لا تروقها أفعاله حاليا ، دائما شارد الذهن ويجاهد ليبدى لها غير ذلك .
همت هى الضحكة الوحيدة التي لا تخبت منذ غاب . راقبت تقدمها لتنهرها برفق : بالراحة يا بتى . هتتعبى تانى .
ضحكت همت ليسيل بعضا من لعابها فتسرع إلى المحارم الورقية كما يفعل هاشم وتنظف وجهها قائلة : مش ..هيا چى النهاردة .. مش هياچى النهاردة .
صفقت بحماس لتتساءل سليمة : وعرفتى منين يا همت ؟
أشارت للخارج : الله اكبر مرة . و مرة ياچيش
ابتسمت سليمة لكن ابتسامة تحمل من المرار أكثر ما تحمل من السعادة ، ربما تمكنت تلك الفتاة من التعايش بشكل أفضل إن قدمت لها ما تحتاج ، لكنها لا تزال تحت وطأة قهرة وسطوته .
يجب أن تعترف هى لم تجاهد للتحرر لتشعر بهذا الأسى ، كما لم تجاهد لأجل ابنتها لذا تمر الأيام وهى لا تتقدم مطلقا .
لا يمكنها أن تنسب لنفسها نجاح هاشم ، تشعر بإنكسار وخزى من تخاذلها كأم .
لا تهتم إن عاد منصور أو لم يفعل ، تشعر أن جذوة الحياة تخبت بقلبها وقد فقدت كامل شغفها بها .
نظرت إلى همت التى عادت تركض وتقفز بسعادة ، ربما هذه البريئة هى بقايا روح وصلت الحلقوم
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا