مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثالث عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
 |
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
|
تحلى رفيع بالجلد حين قص عليه ابنه ما حدث ، رغم ألمه الشديد لما يتعرض له دياب .
كان قرار العودة للنجع قرار يفرض نفسه عليه ، فبعد علمه بظهور محمد نمت رغبته مجددا في التحدث لشقيقته لمنح نفسها فرصة أخرى قد تنقذ زواجها ، ومع يقينه بعدم استجابتها فكان هذا اليقين دافعا له للمحاربة لأجل قضية أخرى ؛ دياب بمثابة ابن له ولن يتخلى عنه أما رحمة فهى من تخلت عن نفسها باعترافها هى ، كم يتمنى أن يحصل على الوقت الكافى ليعود إليها!!!
***
وصل حمزة وزينة للجامعة فالأول لن يخبر شقيقته بالحوار الذى دار بينه وبين أبيه ، قد يتمكن من إثنائه عن فكرة زواجه تلك مادام لم يتمم زواجه بعد فلا زال الأمل قائم .
وجدا مازن يسرع نحوهما بشكل أثار ريبة حمزة وتحفظ زينة لكن مازن نظر نحوها نظرات مبهمة : انا عرفت اللى حصل بابا كان بيحكى لماما الصبح وكلنا زعلانين جدا .
تبادلا النظرات الصامتة ليتساءل حمزة : انت بتكلم عن إيه يا مازن ؟
اسرع مازن وعينيه مثبته على زينة : على جواز عمى محمد ...
اتسعت عينا زينة واحتقن وجه حمزة من غباء مازن الذى تابع : عمى كلم بابا وقاله على معاد الفرح بس انا طبعا مش هروح .
كانت عينيه لاتزال معلقة ب زينة إلا أن صورتها حجبت عنه حين وقفت هيا بينهما تلومه : اظن الجامعة مش مكان للكلام ده يا مازن .
تبدلت نظراته للغضب لكنها لم تعيره اهتماما ودارت لتواجه زينة : الافضل تتكلموا مع عمى محمد قبل ما تحكموا عليه ، كتير مابنبقاش شايفين الصورة إلا من زاوية واحدة ولما بنغيرها صدقونى بتختلف تماما .
اومأت زينة بصمت ليتحدث حمزة اخيرا : زينة روحى علشان تلحقى محاضراتك ونتكلم بعدين .
غادرت دون حديث وما إن غابت عن أنظاره حتى نظر ل مازن بغضب : انت إيه يا اخى مابتحسش
عادت هيا خطوة للخلف بقلق من هيئة حمزة وغضبه الواضح ليسرع تاج ويقف بينهما : فى إيه يا حمزة هتتخانق مع ابن عمك ؟
دفعه تاج برفق ليعود خطوة للخلف فيصيح مازن : الحق عليا خايف عليكم .
ابتسم حمزة بشر متهكما : وفر حنيتك لنفسك مش هتجيب نتيجة
ربت تاج فوق صدره : استهدى بالله يا حمزة والحق محاضراتك وانا هستناك لما تخلص .
تحرك حمزة مبتعدا ليتجه لكلية الهندسة وابتعد تاج نحو الداخل بعد أن نظر ل مازن بغضب كما لحقت به هيا فهى لن تخسر المزيد من المحاضرات ليجد مازن نفسه وحيدا دون أن يدرك أنه كذلك دائما .
****
فتح محمود باب منزله استعدادا للمغادرة ليجد أخيه أمامه بحالة مزرية ينظر له بحزن : محتاجلك يا محمود
نظر له محمود بفزع : فى إيه يا محمد ؟؟
مد ذراعه نحوه : تعالى ادخل .
أمسك محمد ذراع محمود وكأنه على وشك السقوط وترك له سحبه للداخل .
أجلسه محمود وجلس أمامه بقلق ليتحدث محمد فورا : انا مش انانى يا محمود ولا خاين .. ماكرهتش رحمة ومش عاوز اكرهها .. انا راجل .. كل مشكلتى عاوز احس بالحب ، بالاهتمام . كتير عليا !!
لم يحصل محمود على فرصة للرد حيث تابع محمد : هو انا عجزت صح يا محمود ؟؟ يعنى انا خلاص ماينفعش اعيش واتمتع بالدنيا ؟ ؟؟
نظر محمود لتخبطه بحيرة ، الأمر ليس نزوة عابرة كما ظن .. أخيه لا يتصابى كما إعتقد .. ما الذى أوصله لتلك الحالة ؟؟!
او من فعل ؟؟؟
ربت فوق ذراعه : اهدا يا محمد انت مشوش .
ألقى محمد بدنه لظهر المقعد مغمضا عينيه : انا ضايع يا محمود . ماظلمتش رحمة
عاد ينظر له مؤكدا : والله ماظلمتها ، بس خايف اظلم وفية ..عارف إنها بتحبنى وانى بستغلها لأنى محتاج حبها .. بس انا بحب رحمة مش بحبها
تساءل محمود : طيب هتجوزها ليه يا محمد ؟
أجابه بضعف : محتاجها .. محتاجها اوى يا محمود .. يمكن تقدر تريحنى وتفهمنى
دفن وجهه بين كفيه : بس ازاى !! اذا كانت حب عمرى وام ولادى مش فهمانى !!
اقترب محمود وقد شعر بالشفقة لأجل أخيه ، أحاطه بذراعه ليرفع محمد نفسه ويدفنها بين ذراعى أخيه . كم يحتاج من يشعر به !!!
وكم تمنى لو أنها تفعل !!
لكنها لم ولن تفعل ، ربما تخشى أن تضعف !!
ربما ترى حبها له ضعف ترفضه !!
ربما بالفعل وصلت الشيخوخة لقلبها وتمكنت منها !!
لكنها فى كل الأحوال تضحى به هو وتدفعه إلى الطريق الذى اختاره أملا في ردها إلى صوابها ، أملا في ردها إليه ،وكان أمله كاذبا.
*****
وصل ضاحى بصحبة هيبة إلى منزل الأخير حيث تجتمع الأسرة في انتظاره .
ألقى ثقل بدنه إلى عكازه المعدنى فهو بالفعل عاجز عن حمله ، هبت واقفة تغمره بعينيها المتعلقتين به ، كم يحتاج أن يلقى بأثقال أنهكته منذ غادرها .
قاطع حوارهما الصامت ابنه مصطفى الذى اندفع نحو عمه : ازاى يا عمى تجبل الاتفاج ده !!!
تحولت كل الأنظار نحو مصطفى الغاضب الذى تابع : انا يستحيل اجبل بت عمى تتزوچ برة العيلة .
تحرك ضاحى نحوه لكن هيبة وقف بينهما ، نظر للفتى وقال : وانت تبجى لها إيه لأچل تجبل ولا ترفض ؟ ومين طلب رأيك ولا هيطلبه ؟
تحرك راجى نحو هيبة الذى قلما يظهر غضبه : طول بالك يا خوى الولد مايجصدش .
كان صالح الأقرب إلى عمه ضاحى ليمسك ذراعه ويرفعه فوق كتفه بإبتسامة هادئة : تعى يا عمى ريح رچليك من الوجفة
اقترب برأسه من عمه هامسا : مصطفى دخل حنك السبع وماهيخرجش جبل ما يجرره
نظر له ضاحى ليبتسم رغما عنه ويتابع صالح : بخاطره عاد هو اللى طول لسانه .
تحرك ضاحى مع صالح ليتجه به نحوها ، اتسعت ابتسامة الفتى الخبيثة وهو يراقب نظراتهما المتبادلة حتى استوى ملتصقا بها دون حديث ليسرع كفه ملتقطا كفها .
تدخل لبيب فورا : يا بوى مصطفى يجصد إن بت عمنا تتچوز من العيلة احسن .
نظر له والده بغضب : وده حكمك ولا حكمه !!!
حاول راجى استيعاب الموقف : اهدا بس يا خوى خلينا نفهم منيهم .
هنا عاد مصطفى للتهور : من الاخر انا رايد عفاف بت عمى وكنت مستنى اخلص چامعة .
حاصرته نظرات هيبة وراجى بينما انتفضت ريتاچ فزعا من القادم .
ساد الصمت دقائق طويلة لا تخدشه سوى انفاس ثائرة ، تعلقت كل الأعين ب هيبة تنتظر حكمه الذى على الجميع العمل به ، لم يرحم مصطفى من نظراته الملتهبة طيلة الدقائق التى استغرقها لحزم الأمر قبل أن يقول : يبجى البنية تختار بينك وبين واد منصور.
رفع ضاحى رأسه لأخيه بفزع وكذلك راجى بينما تابع هيبة : وبين دياب واد عمها اللى اتوعدت له من صغرها واللى تختاره اچوزهولها .
ثم تحرك بهدوء نحو سما التى لم تهتز عينيها عنه ليقول : كيفك يا غالية ؟ مش هتوكلينا ولا إيه ؟؟
هزت رأسها بأسف مصطنع تخفى بسمتها وهى تتجه للداخل مع اندفاع ليال ومريم من الباب لترتمى الأخيرة بين ذراعى أبيها مباشرة : كنت متأكدة انك هترجعلنا يا بابا .
ضمها ضاحى بحنان : اتوحشتك يا جلب ابوكى
اقترب مصطفى ليجلس أمام أبيه لائما : بردك هملتنى يا بوى !!
لتجيبه أمه بقوة : مصطفى الحب من طرف واحد مش حب لا إهانة والبنت مش بتحبك ، حاولنا كتير نفهمك وانت راكب راسك وعند والسلام ، اللى قالوا عمك عين العقل لو رضيت بيك كلنا هنقف جنبك لكن لو رفضتك كلنا هنقف جنبها لأنها بنتنا زى ما انت ابننا .
نظر مصطفى لأمه وعجز عن الرد كعادته أمامها حين تقيم عليه الحجة التى لا يمكنه نكرانها .
*****
دخل محمد إلى منزل شاكر حسب الموعد المحدد مسبقا حيث عليه أن يصحبها ووالدها لشراء الشبكة لكنه لم يكن بمفرده ، بل كان بصحبته محمود الذى أراد أن يطمئن أن تلك الفتاة لا تتلاعب بأخيه وليست طامعة بأمواله ، فبعد رؤيته تخبط وحيرة محمد يجزم أن حكمه مشوش بلا شك .
رحب بهما شاكر خاصة بعد أن تعرف إلى محمود الذى عامله بود كبير فرغم كل شئ ليس لهذا الشيخ دخلا فيما يحدث مع أخيه .
مرت دقائق قبل أن تقتحم وفية الغرفة تكلل وجهها سعادتها البالغة : فى معادك تمام .
كانت عينيها متجهة نحو محمد وحديثها موجه له لكنها ارتبكت بوضوح حين اكتشفت وجود محمود الذى رأى احتقان وجهها دليلا مبدئيا على براءتها ، نظرت له بحرج : انا اسفة مخدتش بالى من حضرتك .
ابتسم محمد : ده محمود اخويا يا وفية .
ابتسمت له بود : ايوه طبعا اعرفه .. نار على علم وسمعته سبقاه .
رفع محمود حاجبيه وقد عادت تراوده هواجسه : اهلا يا آنسة وفية .تشرفنا
ليست ساذجة لتخفى عليها نظراته المتشككة فى نواياها ، ورغم ذلك اخفضت عينيها مرغمة : اهلا بحضرتك الشرف ليا.
تحدث شاكر بحسن نية : ننزل علشان الوقت !!
نظرت له وفية برجاء : خمس دقايق بس
ثم نظرت ل محمد : عاملة لك حاجة حلوة من ايدى يارب تعجبك .
ولم تنتظر تعقيب اى منهما بل انطلقت للخارج لتحضر تلك الحلوى التى استغرقت نصف اليوم في تحضيرها وقلبها يتمنى أن يروقه تذوقها .
*****
رفض هيبة أن يصحبه ضاحى إلى منزل زناتى وفضل صحبة راجى فقط ليكون أكثر حيادية ولرفع الحرج عن زناتى وابنته ، رحب بهما زناتى ف هيبة لا يزوره كثيرا ، جلس ثلاثتهم ليقول بود : شجة مش عالبال يا واد عمى ،نورت دار اخوك .
ابتسم هيبة : منور بناسه يا زناتى . اعذرني يا واد عمى چيتك على غفلة إكده .
ضحك زناتى : بيتك ومطرحك يا ابو لبيب .منور يا ابو صالح .
ابتسم راجى : بنورك يا ابو الأستاذة .
انتشى صدر زناتى للقب الحبيب إلى قلبه بينما قال هيبة : والأستاذة موچودة على إكده ولا فى الچمعية !!
زاد تهلل وجه زناتى : لاه ، إهنه . ماهتروحش الچمعية من غيرى واصل .
أومأ هيبة بتفهم : عين العجل وهى ماشاء الله عليها ست العاجلين .إحنا چايين فى موضوع يخصها لو تحضر الحديت يبجى احسن .
ذابت بشاشة زناتى : يخصها !! خير يا واد عمى !!
قرأ هيبة القلق بملامح زناتى لكن راجى سبقه قائلا : كل خير طبعا ، ست البنتة كل اللى يخصها خير .
زفر زناتى براحة وهو يقف وتعود البشاشة لملامحه : يبجى انادم عليها ، بالإذن .
واتجه للخارج لتعود الحيرة لوجه راجى الذى لم يفهم بعد لم يطلبها ل مصطفى مع إقرار الجميع عدم ملائمته لها بينما عاد الغموض يغلف هيبة كالعادة وعينيه لا تبرحان أرضية الغرفة .
*****
دخل رفيع من الباب يتبعه سويلم وسليم ، لطالما احتفظ بمفتاح لمنزل أخيه الراحل ، اتجه ثلاثتهم نحو غرفة دياب الذى انتفض حرفيا فور ظهورهم نتيجة لشروده وفى لحظة كان رفيع يتلقاه بين ذراعيه .
دفن رأسه بصدر عمه سامحا لبعض الزفرات أن تعبر عن عذابه ليربت رفيع فوق ظهره : خير يا ولدى ، لعله خير .
ابتعد عن صدر عمه ليقول : خير كيف يا عمى وانا اتحكم عليا اموت بالحيا !!؟ مجداميش حل تالت يا اموت أنى ، ياأحكم على الخلج بالموت والنچع يولع ومحدش هيعرف النار هتطال مين ولا هتنطفى ميته !!!
تحدث سويلم فورا : يا دياب الموضوع مش بيدك لحالك ، بيد عفاف كدك تمام .. وكمان الحكاية مش بسيطة إكده ، اذا انت ماتجدرش تتم الچوازة فأنت مش اخر ولد الحساينة ولا عفاف اخر بناتنا .
تدخل سليم مؤيدا لأخيه : سويلم معاه حق يا دياب ، انا بقول نروح لعمى زناتى ونشوف رأى عفاف وعلى اساسه نحدد هنعمل ايه
ايدهما رفيع : صوح إذا البنية وافجت عليك يبجى نروح للحاچ زيدان ونغير الاتفاج ولحد دلوك محدش خد خبر عنيه من الأساس . بس لازمن نتحرك دلوك كل دجيجة تفرج .
تحرك رفيع مجبرا دياب على الحركة ليوقفه سويلم : لحظة يا بوى .
نظر له ليتابع : يغير خلجاته ماهيروحش مبهدل إكده .
أومأ رفيع بتفهم ليتحرك للخارج يتبعه سليم لينظر له دياب بفزع : جلبى بيجولى ماهترضاش بيا يا سويلم .
وقف سويلم أمامه ليقول : اذا ماراضتش بيك بيجى تعيش حياتك وأتأكد إن الخير مش وياها يا دياب ، انت طول عمرك بترضى ربنا وربنا مش هيضيمك واصل .
كلمات سويلم ليست شافية على غير العادة ، قلبه يحدثه بغير ذلك .
هل أخطأ حين أخفى حبه لها !!
ام أخطأ بعدم بوحه لها !!
أم أخطأ في تأخر قربه منها !!
وهل أخطأ من الأساس أم أن القدر له رأى اخر فى حياته التى كانت ولازالت لا تحوى إلا الألم .
*****
جلس هاشم أمام جده سعيدا بعودته للحياة رغم النظرات المبهمة التى يرمقه بها الجميع منذ وصوله : حمد الله بسلامتك يا چد
ابتسم زيدان بضعف : الله يسلمك يا واد الغالية
تحولت نظراته للأسى : ياما كان نفسى بوك يصون الأمانة لكن جصر رجبتى وطلع خاين .
ذابت سعادة هاشم وتجلت المخاوف التى سيطرت عليه فى الأيام الماضية : خبر إيه يا چد ؟ بوى عمل إيه ؟
صاح زيدان الصغير بإندفاع : جول ماعملش إيه ؟؟
نظر له هاشم بصدمة لينهره حسين : زيدان ؛ مااسمعش كلمة زيادة جولت الموضوع ده يخصنى ويخص چدك بس
تهكم زيدان بشر : موضوع عمتى يخصكم بس ، والنار اللى فتحها على الكل بعمايله تخصكم بردك ؟؟
بدل هاشم نظراته بين الجميع بفزع : إيه الحكاية ماتفهمونى !!
أمسك زيدان بكفه لينظر له فيقول : بوك متجوز على بتى فى السر .. لو كان چانى وجال لى بلسانه كنت أذنت له يتچوز وبتى تخصنى ، لكن هو غدر بيها وبينا لأچل الأرض والمال اللى حاطط يده عليهم من يوم ما اتچوزها .
تجهم وجه هاشم ليتابع زيدان : ومخلف ولدين كمانى أكبرهم ياچى عشر سنين يعنى مغفلنا من زمن الله اعلم ميته .
رمش هاشم بعصبية ليتابع زيدان : لما انطخيت چرى على المركز واتهم ضاحى واد صالح لأچل يجوم الحرب بينا وبين الحساينة وكنه جدر والناس مابجلهاش سيرة غير غدر ولاد حسان بولاد ابو العز وكلها يوم ولا تنين ونلاجى الخلج بتجتل فى بعض .
انقطعت انفاس هاشم كلية وشحب وجهه بشدة ورغم ما يرى زيدان عليه إلا أنه تابع : وانت يا ولدى ولده وانكتب عليك حمله
أغمض هاشم عينيه بألم شديد لما وصل إليه أبيه قبل أن ينظر لجده بعزم : حكمك نافذ يا چد واللى تجول عليه هعمله .
ربت زيدان فوق كفه بفخر ثم قال : انى طلبت لك عفاف بت زناتى وولدهم هياخد دينا بت خالك ، مفيش غير النسب يا ولدى يهدى النفوس ويجطع الألسنة ويوجف كل نفر عند حده .
أومأ هاشم بطاعة : تحت امرك يا چد .
عاد زيدان يربت فوق كف حفيده الذى لا يدرى أيهبه السعادة ام يكتب عليه الشقاء ثم قال : مستنين رد من هيبة وأول ما ياچى تاخد امك وخالك وتروح تطلبها من أهلها .
نظر له هاشم : وبوى فين دلوك ؟
نظر زيدان ل يزيد الذى قال : لابد حدا مرته التانية من ساعة ما خرچ من المركز بس چدى أمره يتنازل عن المحضر .
أومأ هاشم بتفهم ثم انحنى ليقبل كف جده بإجلال : بعد اذنك يا چد انى اللى هخبر أمى باللى چرى .
ربت زيدان فوق كفه إيذانا له بالتصرف ليقف متجها للخارج وقبل أن يصل للباب توقف وتساءل : الدار لساتها بإسم امى يا چد مش إكده ؟؟
ابتسم زيدان بضعف : كل حاچة بإسم امك يا ولدى . امال بوك صابر عليها ليه !!
أغمض هاشم عينيه بغضب ثم اتجه للخارج وكله عزم على أن يكون هو عقاب أبيه الأبدى .
*****
جلست عفاف أمامهم بعد أن وضعت صينية الضيافة فوق الطاولة لترحب بهما مجددا : كن النهاردة عيد من زمان مانورتناش يا عمى هيبة ولا حضرتك يا عمى راچى .
ابتسم راجى : وادينا چينا اهه وچيتنا كنها عيد صوح .
زادت بشاشة عفاف التى تماثل فيها أبيها ليقول هيبة بجدية : النهاردة يا بتى چيتنا ليكى بالخصوص وأملى كبير لأنى خابر زين إنك واعية وفاهمة .
توجست عفاف وتساءلت : خير يا عمى ؟؟
ولزمت الصمت للنصف ساعة التالية حيث كان هيبة يشرح الوضع تفصيليا ومع مرور الوقت يتجهم وجه زناتى ويغلف الغموض ملامح ابنته حتى قال هيبة : ودلوك يابتى فى كل الأحوال لازمن تختارى واحد من تلاتة ، إما دياب واد عمك اللى انت موعودة ليه بعلمنا كلنا ، وإما مصطفى واد ضاحى اخوى ، وإما تجبلى تشيلى الحمل وتتچوزى واد منصور هو الولد زين ومالاهوش صالح بعمايل بوه . دياب انت خبراه زين ، ومصطفى لساته فى الچامعة وهاشم مهندس كهربا .
صمتت عفاف وطال صمتها مع إنعقاد حاجبيها بشدة ليحترم الجميع تلك اللحظات الفاصلة في حياتها .
*****
دخلت هيا للمنزل منهكة القوى تجر قدميها جرا ، وجدت حياة تجلس تطالع أحد الكتب لتقترب وتجلس بجوارها متسائلة : حضرتك مانزلتيش الحضانة ؟؟
ضمت حياة ضفتى كتابها : لا حبيبتي مش قادرة . انت جاية بدرى ليه . تعبانة ؟
تساءلت بقلق حقيقى لتبتسم هيا ، لا يمكنها مهما حاولت أن تشكر هذه الأسرة على ما قدمته لها .
هزت رأسها نفيا : لا ابدا كويسة الحمدلله بس مفيش محاضرات مهمة .
ابتسمت لها حياة : ومازن فين ؟
تبددت البسمة عن وجهها لتقول : راح المحل وقال يمكن يتأخر .
طلبت منها حياة أن تحصل على قسط من الراحة وقد كانت بحاجتها بالفعل لذا اتجهت مباشرة نحو غرفتها وقبل أن تدركها توقفت ونظرت لها : ممكن حضرتك تيجى معايا اشترى لبس جديد ؟ عاوزة اغير لبسى كله .
اتسعت ابتسامة حياة فتلك الفتاة تسعى للامام : طبعا حبيبتي .. ارتاحى شوية وننزل نجيب كل اللى يلزمك .
شعرت بالراحة النفسية والتى ستمنحها المزيد من الراحة ، نظرت حياة فى أثرها . لكم تتمنى أن يحمل ابنها بين جنبات جسده الشهوانى روحا كروح هذه الفتاة .
أخطأت ؟؟
بلى فعلت ، لكنها لم تستسلم للخطيئة ولم تستحوذ عليها بل قاومت وتقاوم وتتقدم مع كل قرار نحو الأمام بينما مازن ..
مازن !!!
يثبت فى كل يوم أن روحه تتعفن فى مكب شهواته .
******
منذ غادر هاشم وزيدان مغمض العينين يتظاهر بالنعاس ، لا ينكر أنه منذ البداية اراد دياب زوجا لحفيدته ، تلك الإرادة الصلبة والعزيمة الحديدية والجد .. كل الصفات التي يملكها دياب تؤهله ليكون زوجا لحفيدته .
كما أنه يقدم له مكانة رفيعة تزيده قوة وهيبة بين اهل النجع ولابد أن تزيد من تقدمه ونجاحه وإن لم يدرك ذلك اليوم سيدركه يوما ما.
أما تلك الفتاة التي اختارها زوجة لحفيده فهى فتاة فريدة من نوعها ، فتاة تمر بحياة النجع للمرة الأولى منذ نشأته .
فهى صاحبة قلب ذهبى ، سعادة البسطاء هدفها الأول ، لا ينكر فخره واعجابه بها حين زارت بيته مرة واحدة مع إنشاء جمعيتها بصفته كبير عائلة ابو العز . وكم تمنى يومها ألا تغادر منزله مطلقا .
هذه الفتاة ستكون نعم العون والاحتواء لحفيده فى المرحلة المقبلة .
لا ينكر أن إصابته وتهور منصور قدما له فرصة لن تتكرر ليحقق رغبته تلك .
وكم يتمنى أن تسير الأمور وفق رغبته وإرادته .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا