مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل التاسع
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
|
جلس لتسرع سيلين نحوه وتجلس فوق ساقيه : انا زعلانة منك يا سى بابا .
رفع كفه ممسدا رأسها : واه ! مااجدرش على زعلك واصل .
ابتسمت بثقة : لا قدرت ..انا قولت هتفسحنى فى مصر وتشترى لى كام طقم طنشتنى خالص .
ضحك رفيع : بس اكده ؟ بكرة اخدك هاتى كل اللى نفسك فيه .
قاطعته رنوة : لا بكرة هنروح نزور بسمة .
نظرا لها وتساءلت سيلين : هنروح نقول لها إيه يا ماما ؟ الوضع اصلا مش مستقر .
أجابت رنوة بهدوء : حبيبتي إحنا مالناش دعوة بالوضع دى خطيبة اخوكى ولازم نسأل عليها . والوضع بينهم مش هنتدخل فيه خالص .
ايد رفيع زوجته : امك عنديها حج يا سيلى روحوا اطمنوا عليها وأما تاچوا اروح معاكى مطرح ما انت عاوزة .
خرج سليم من الغرفة التى تضمه وأخيه لينظر لها بتأفف : مش كبرتى على القعدة دى ؟
أخرجت لسانها بطفولة : مالاكش صالح .
ضمت أبيها الذى ضحك : مالاكش صالح بخيتك يا سليم ..
نهضت رنوة : تعالى يا سيلى نجهز الغدا على ما بابا يغير .
غادرتا بعد أن طبعت سيلين قبلة فوق عمامة أبيها ، نظر رفيع لولده الذى جلس فورا مقتربا بجذعه العلوى من أبيه الذى تساءل بلهفة : طمنى الدكتور جالكم إيه ؟
تنهد سليم بحزن : طلب تحليل عملناها ومنتظرين النتيجة
رفع عينيه لأبيه برجاء : بابا ارجوك ماتتكلمش مع سويلم فى الموضوع ده .
أومأ رفيع بحزن : اتحدت فى إيه بس يا ولدى ؟؟ انى حاسس بيه .. ولدى انكسر .. انت ماخابرش سويلم ده كان إيه وهو لساته عيل صغير . اللهم لا اعتراض .
****
جلس حمزة وزينة بملامح حزينة لتتساءل الأخيرة : وبعدين يا حمزة ؟
نظر لها حمزة : مش عارف يا زينة .. اصلا معرفش حصل ايه ماما أول مرة تعمل كده.
قاطع حوارهما دخول محمد الذى اقترب من مجلسهما : قاعدين كده ليه يا ولاد ؟
نظرا له وقالت زينة : ماما يا بابا مانعرفش مالها .
تابع حمزة : جينا لاقيناها حابسة نفسها ومش راضية تخرج من الاوضة .
أومأ بتفهم واتجه نحو غرفته لينظر حمزة إلى شقيقته ، لقد توقع أن ثمة ما يحدث بين والديه .
طرق محمد الباب ليأتيه صوت رحمة : جلت لكم هملونى لحالى .
أجاب بهدوء : افتحى يا رحمة .
سمع صوت خطواتها التى تضرب الأرض بقوة تعبر عن غضبها الشديد لينفتح الباب فى لحظات ، رفع عينيه لوجهها ليرى احتقان عينيها ؛ كانت تبكى !!
ضيق عينيه لتصرخ بوجهه : انت ليك عين بعد ...
ارتفع كفه مكمما فمها وهو يدفعها للداخل مغلقا الباب بقدمه لتتسع أعين حمزة وزينة التى زحفت خطواتها لتتمسك بذراع حمزة بخوف : هو فى إيه يا حمزة ؟
تجهمت ملامح حمزة ؛ الأمر اخطر مما ظن ، ليس خلافا عاديا ؛ الوضع بين والديه خطير بالفعل .
دفعها محمد واغلق الباب لتتلوى تحت قبضته الممسكة بفكها ليتركها دافعا لها بغضب : كفاية كبر بقا .
نظرت له لتهاجمه بلا تفكير : يا بجاحتك يا اخى ...
قاطعها بصفعة ألهبت وجنتها وصرخ لها الغضب بصدرها : انت اتجننت !! بتضربنى !!
أمسك ذراعها : واكسر دماغك كمان .. انا استحملت كتير بس توصل للإهانة مش هستحمل .
رأى لمحة الانكسار التى ترفض الاعتراف بها لتتساءل : جاى ليه !! مش خلاص هتتجوز خليك عند الغندورة بتاعتك
تنفس بعمق وهو يحيطها بنظراته المتفحصة : مفيش فايدة فيكى يا رحمة .. انت غلطانة وبتكابرى ..
دفن كفيه بجيوبه للمزيد من التحكم في اندفعاته ليتابع : التانية انا لحد دلوقتي معرفش اسمها ايه .. كان عندى أمل انك تراجعى نفسك
صمت لحظات وهى تتهرب منه بعينيها ليتابع : مش هكدب عليكى ، انا قلبى اتعلق بيها لكن كنت مستعد انساها بحبك .. انت اول ست حبتها واتمنتها .. انت اول ست اخدتها فى حضنى .. انت ام ولادى وعشرة عمرى .. انت كل حاجة يا رحمة وكان سهل ترجعينى ليكى لكن انت مش عاوزة .
ابتسمت بتهكم : ارجعك !! اللى يفكر يستغنى عنى مايلزمنيش .
هز رأسه بأسف واتجه للباب ، لقد أصبح الجو خانقا بوجودها ، خرج من الغرفة ليجد ولديه كما تركهما اقترب ليقف أمامهما ، نظر لهما ليقول : انا هتجوز واحدة تانية .
اتسعت عينا حمزة بينما كتمت زينة شهقتها ليتابع : شوف امك يا حمزة عاوزة إيه وبلغنى وابقى عرف خالك .
اتبع حديثه بخطوات ثابتة نحو الخارج ، اندفعت زينة لغرفة امها وارتمى حمزة فوق المقعد خلفه .. لحظات وسمع صوت أمه صارخة : انا مش محتاجة شفقة حد .. سيبونى لوحدى .
انتفض ينظر بإتجاه الغرفة ليجد أمه تدفع زينة خارجا وتغلق الباب ، نظرت له زينة بضياع ليسرع نحوها ، ارتمت فوق صدره ليدفن رأسها بكفه : اتنفسى يا زينة .. ابكى انا معاكى .
******
غادر محمد منزله لا يدرى إلى أين يتجه ، لا يريد العودة إلى متاجره ، يريد أن يكون وحده .. وحده فقط .
قاد سيارته على غير هدى ليجد نفسه متجها خارج القاهرة إلى حيث لا يدرى .
يريد أن يفر منها .. ومن نفسه .. ومن قلبه الذى رغما عنه تعلق بأخرى .
إنه يحب رحمة .. يثق أنه يفعل .. ورغم ذلك منجذبا لتلك الفتاة التي لا يعرف اسمها حتى .
زفر بضيق وكيانه كاملا تجرشه حيرته وتذروه غبارا فى مهب مجهول الإتجاه .
****
لم يتناول طعام منذ ليلة أمس ولا يشعر برغبة في ذلك ، تركه سليم دون ضغط وغادر الغرفة لتناول الطعام ، وجدها فرصة سانحة لرى تصحر صدره بخبر عنها .
أمسك الهاتف ليطلب رقم خالد الذى تأخر في الإجابة ليتذمر سويلم : إيه يا خالد كل ده على ما ترد ؟
جاءه صوت خالد المنهك : سويلم انا فى الكلية وخارج من سكشن العالم بيه ربنا مش ناقص تقطيم .
شعر سويلم بالحرج ليقول : احممم ، فكرتك فى البيت معلش . كنت بطمن عليكم
استمع لضحكته المكبوتة متسائلا : عليكم دى تشمل مين ؟؟
زفر سويلم : خالد ماتستعبطش !!
ضحك خالد : والله مش عارف لما تتجوزوا هعمل ايه من غيركم ؟ اطمن يا سيدى علينا . كويسين وروحنا الجامعة اصل احنا فى كليات عملى ومتبهدلين سعادتك .المهم هتجى امته ؟
صمت سويلم لحظة ثم قال : ماخابرش .
تغيرت نبرة خالد فورا : ماخابرش كيه يعنى ؟ سويلم مرة تانية محدش هيجف فى صفك .
ابتسم سويلم بمرار رغم التحذير الواضح ليقول : رچعت لاصلك .. ماتخافش يا واد عمى .. انى هتفج مع بوى وناچى نحدد كتب الكتاب . انا خلاص عندى استعداد اموت بس ابجى معاها .
فتح باب الغرفة عن سليم ليقول : هسيبك بجا مادمت فى الچامعة وابجى اكلمك بعدين .
أنهى الاتصال ليجلس سليم بمرح وهو يغمز بعينه: ماما وسيلى رايحين عند مزتك بكرة
نظر له سويلم بغضب : سليم بعدهالك !! جلت لك جبل سابج بلاش الفاظك دى .
ضحك سليم : يا كبير فكها شوية ماتبقاش حنبلى كده .
نظر له سويلم بنفس الغضب وهو يدفعه بصدره : افكها !! هفك راسك عن رجبتك جريب إن شاء الله.
ضحك سليم بينما اتجه سويلم للخارج فورا .
خرج ليجد والديه وشقيقته المدللة والتى كما يبدو تبتز والده لغرض تريده . اقترب منهم لينظر له رفيع وقبل أن يتحدث ارتفع رنين هاتفه لينظر للشاشة فتتجهم ملامحه ويبتعد نحو غرفته مغلقا الباب خلفه .
نظرت رنوة له : تعالى يا سويلم اقعد .
جلس بالقرب منها لتستبدله شقيقته بأبيه وتضع رأسها فوق كتفه ، نظر لها مبتسما ثم قال لوالدته : صوح هتروحوا بيت عمى طايع ؟
اتسعت ابتسامة رنوة : ايوه حبيبي ، هنزور خطيبتك .
انتشى صدره لمجرد نسبها إليه ليقول : ممكن أچيب حاچة تاخدوها معاكم ؟
ربتت رنوة فوق كتفه : ممكن يا حبيبي .
تعلقت سيلين بذراعه : انت هتجيب هدية ل بسمة وانا لا ؟
ابتسم مقبلا جبينها : لا طبعا هچيب لك . جومى إلبسى هننزل سوا .
قفزت سيلين بسعادة : فليحيا سويلم وهدياه .
اقتربت بوجهها من وجهه : هدوم ولا دهب يا كبير ؟
حك مؤخرة رأسه مدعيا الحرج : على حسب هنجلب كام من الحچ بوكى ههههه .
قطبت جبينها بتكلف : انت من امته بتاخد فلوس من بابتى ؟
دفعتها رنوة : ماتروحى تلبسى وخلاص هو اكل وبحلقة ؟
ركضت سيلين نحو غرفتها بينما تساءلت : انت محتاج فلوس يا سويلم فعلا ؟
هز رأسه نفيا : لا انى بس بعاكس سيلى عارف إنها مابتحبش حد ياخد فلوس من بوى .
ربتت فوق رأسه بحنان : ربنا يريح قلبك على قد رضايا عليك يا حبيبي .
ابتسم بشحوب قبل أن ينهض مغادرا نحو غرفته وشقيقه .
_____
أوقف محمد سيارته جانبا ليمسك الهاتف بغضب ويطلب رقم رفيع وما إن جاءه صوته قال بحدة : رفيع روح لأختك انا خلاص هتجوز واللى هى عاوزاه هعمله .
وانهى الإتصال ليعيد تشغيل سيارته ويتجه إلى حيث قرر فجأه أن يختفى عل كل هذا يختفى معه .
____
دخلت رنوة إلى الغرفة لتجده يضغط على هاتفه ويحملق فى نقطة لا تراها .
لم يشعر بدخولها حتى اقتربت وامسكت الهاتف ليرفع عينيه لها ، كانت تقف وتحنى جزعها العلوى ليواجه وجهها وجهه .
تركت الهاتف وشهقت متراجعة مع استوائه واقفا وقبل أن تدرك حركته كان مستقرا بين ذراعيها برأس مدفون .
احاطه ذراعيها دون تردد : فى إيه يا رفيع ؟؟
لم تحاول إخفاء الألم من صوتها بينما استغرق وقتا حتى قال : محمد هيتچوز على رحمة .
زادت من ضمه إلى صدرها تتعجب من أمر ابن عمها وتتعجب من استسلام رفيع الذى تلمسه .
****
فى اليوم التالى توجهت رنوة بعد الظهيرة إلى منزل طايع لتفقد بسمة وزيارتها بعد أن هاتفتها سيلين وتأكدت من وجودها بالمنزل ، وصلتا وكانت بسمة وإياد فقط بالمنزل ، فتح إياد الباب لتتسع ابتسامته لرؤيتهما وتقول رنوة : ازيك يا إياد وحشتنى .
تهلل وجه إياد : وانت وحشتينى وسيلى كمان .
قطبت سيلين جبينها بمشاغبة : بس انت مش وحشتنى .
صمت لحظة ينظر لها قبل أن يرفع كفيه مخفيا ثغره الباسم : انت وحشتينى .
ضحكت رنوة وهى تربت فوق كتفه : بسمة فين ؟
افسح لهما المجال : جوة .. بسمة بس جوة .
تقدمت رنوة تتبعها ابنتها وسرعان ما أقبلت بسمة ترحب بهما جلسن وجلس إياد لينتفض بعد لحظة بشكل افزع سيلين لكنه ضحك ببراءة : انا بعرف اجيب عصير.. هجيب لكم عصير .
وتوجه للداخل لتربت رنوة على وجنة بسمة بحنان : عاملة إيه يا حبيبتي ؟
ابتسمت بسمة : الحمد لله يا طنط حضرتك اخبارك ايه ؟
قاطعت سيلين حوارهما وهى تنتقل لجوار بسمة : جايبة لك هدية من سويلم .
أخرجت علبة مغلفة من حقيبتها لتقول بأسي واضح : مش دهب .. فضة
ابتسمت بسمة وهى تتلقفها منها : مش مهم يا سيلى دهب ولا فضة المهم إنها جت بحب .
وكزتها سيلين بمشاغبة : ايوه يا عم ربنا يوعدنا .
عادت تقطب جبينها : بس انا عاوزة واحد يجيب دهب بردو 😂
فتح باب المنزل ليدخل طايع وزوجته التى تقدمت فورا ترحب برنوة مع خروج إياد يحمل صينية فوقها كؤوس العصير وهو يدقق النظر لها ويتقدم ببطئ ليسرع طايع يحملها عنه فيبتسم له : انا جبته لوحدى .
ضحك طايع : ههههه براڤو يا إياد .
اقتربت سيلين برأسها من بسمة هامسة : سويلم عاوز يعرف رأيك في الهدية
نظرت لها بسمة بخجل لتتابع : لففنى امبارح اربع ساعات علشان يشتريها .
نظرت بسمة أرضا لتتابع سيلين ممازحة : لا ماينفعش كده انت تكسفى وهو يتكسف ..هتعملوا ايه لما توصلوا لمشاهد الكبار فقط ؟؟
شهقت بسمة بصدمة : سيلى !!
انفجرت سيلين ضاحكة ليلتفت لها الجميع بتعجب فتكتم ضحكاتها بكفيها ، شعرت بالحماقة وإياد ينظر لها بدهشة واعين متسعة .
اتجه طايع لغرفة بسمة بعد مغادرتهما مستغلا انشغال ليليان بتجهيز الغداء ، سمع صوت ابنته الهادئ يسمح للطارق بالدخول ، دخل يبحث بعينيه عنها ليجدها أمام المرآة تتلمس ذلك السلسال الفضى المعلق برقبتها ويحمل حرف اسمه الاول .
اقترب مبتسما لتبادر بسعادة : هدية من سويلم .. حلو ؟
مسد رأسها بحنان وهو يجذبها نحوه : حلو اوي .
قبل رأسها : معنى كده انك هتكملى ؟
قطبت جبينها بتساؤل : هو حضرتك كان عندك شك ؟
تنهد براحة : صراحة كان عندى .. بس مش فيكى .
رفع أنامله يتلمس ذلك السلسال : بس الهدية دى شالته خلاص .
*****
جلس سويلم بعد مغادرة أبيه بترقب ينتظر عودة والدته وشقيقته المشاغبة ، انتفض لحظة دخولهما ليتحرك نحوهما فورا : عملتوا إيه ؟
ضحكت سيلين لتقول رنوة : هنعمل ايه يا سويلم ؟ إحنا كنا بنزورهم يا حبيبي عادى .
شعر بحماقة سؤاله ونظر لتلك المشاغبة التى غمزت بعينها : وصلت ماتخافش يا كبير .
هز سويلم رأسه بيأس بينما اقتربت مستغلة توجه امها للداخل لتهمس : إيه ده يا كبير بتحب ملاك ؟
نظر لها لتتابع : أما لو شوفتها من غير الحجاب !!
كمم فمها بلهفة : خلاااص . انت عبيطة يا سيلى ؟
ضحكت رغم فمها المكمم ليدفعها نحو الداخل ، تقدمت خطوتين قبل أن تتوقف وتنظر نحوه بمشاغبة : انا بقول ابقى اجى معاكم بعد الفرح اغششكم .
اتسعت عينا سويلم لحظة قبل أن ينحنى ويخلع حذاءه لتركض سيلين للداخل ويتبعها ذلك الحذاء فيرتطم بالباب .
هز رأسه نفيا : البت دى جالت إكده صوح !!
****
جلست زينة بعد أن وضعت فنجان القهوة أمام خالها ، رفع رفيع عينيه لوجهها الذابل ليزداد تجهما وينظر ل حمزة الذى يبدى جلدا : تلافونه مجفول وماراحش المحلات النهاردة انى لفيت عليهم جبل ما أچى .
تسللت دمعات حارقة من عينيها ليسرع حمزة نحوها بحنو : زينة قلنا إيه ؟
كففت دموعها مسرعة وهى تومئ برأسها ، أمسك الفنجان ليرشف منه بتلذذ قبل أن يعيده مستحسنا : مابشربش جهوة زينة غير من يدك يا زينة .
ابتسمت لمحاولة خالها التسرية عنها ثم تساءلت : هنعمل ايه يا خالى ؟
عاد وجهه للتجهم وهو يعود لفنجانه : إن چيتى للحج يا بتى بوكى ماغلطش . رحمة خيتى اللى غلطت وده وحديه مكتفنى .
أعاد الفنجان لينظر لها : رنوة هتبجى تاچى تتحدت وياها ، هم حريم ويفهموا بعض . بس هى ماتجفلش رأسها وتبطل مكابرة .
تحدث حمزة اخيرا : كنت حاسس إن بينهم حاجة بس مش فاهمها .
رفع عينيه نحو رفيع : بس مهما كان اللى بينهم ده مايديش ل بابا حق إنه ياخد قرار زى ده
قاطعه رفيع : انى شايف إنك محتاچ تهدأ يا حمزة ، اللى بتتحدت عنيه يبجى بوك ملاكش حج تحاسبه من الأساس .
ليجد عينى رحمة وعندها ، تفكيرها ونظرتها ، كل ما بهذا الفتى قطعة مصغرة عن أمه حتى كلماتها ليقول حمزة : لا طبعا من حقى لما يفكر غلط اعترض .هو مش عايش لوحده .
قاطعه رفيع بحدة : هو !! انت بتتحدت عن بوك يا ولد مش واحد صاحبك !!
رأى حمزة أنه سيتعرض للتقريع توا وقد هم رفيع بالفعل أن يحتد عليه اكثر لكن قاطعه رنين الجرس لتتحرك زينة للخارج وهى تضبط حجابها بينما نظر حمزة لخاله هامسا بعد خروجها مغيرا مجرى الحديث الذى سينال منه : يا خالى ارجوك اقنع ماما تاكل او حتى ترد علينا انا مش عارف اضغط عليها انت شايف زينة عاملة ازاى .
فتحت الباب لتتعلق عينيه بها بينما نظرت لمحياه المريح الذى تجهم متسائلا فورا : مالك يا زينة ؟؟
ترقرت دموعها للحنان الذى يتدفق مع كلماته ليزداد لهفة ويعيد تساؤله فتكون إجابتها فرارها من أمامه .
****
هاتفه هيبة طالبا منه صحبة ضاحى لذلك الإجتماع الذى دعاه إليه منصور الهاشم ، رغم رفضه لهذا الرجل وأساليبه الملتوية إلا أنه لا يمكنه رفض طلب ل هيبة .
وصلا لمكان الإجتماع بملامح تشابهت فى التجهم فكليهما لا ينتظر خيرا من هذا اللقاء .
كان منصور بإنتظارهما فى مكتب الاستاذ عرفان والذى قبل بهذا الإجتماع رضوخا لطلب الحاج زيدان .
رحب عرفان بالجميع ليجلس ضاحى أمام منصور كلاهما متأهب لما سيقال ، بدأ ضاحى الحوار : ادينى چيتك يا واد الهاشم اخرتك إيه ؟؟
ابتسم منصور بمراوغة : اخرتى زينة ماتخافش .
نظر له دياب بتهجم : جول اللى عنديك وخلصنا
نظر له منصور بإستخفاف : وانت تبجى مين ؟ لما الكبار يتكلموا اللى زييك يسمعوا وبس يا واد حچاچ
انتفض دياب رغما عنه ليشد ضاحى على ذراعه ويتدخل عرفان فورا : من فضلك يا حج منصور نتكلم دوغرى احسن .
اشاح منصور بعينيه عن دياب ليقول : وماله نتحددوا
نظر مباشرة ل ضاحى : انت يا ضاحى بدك تكوش على السوج لحالك وباجى أهل النچع محدش عارف يبيع باسعارك .
تحدث ضاحى بهدوء : اتحدت عن روحك بس يا منصور ، كل نفر فى النچع بيحدد السعر حسب طرحه وكل نفر خابر زين أرضه بتچيب إيه .
أيده عرفان : فعلا عندك مثلا حسين ابن عمك ورفيع صخر الاتنين بيبيعوا لتجار فى القاهرة والجيزة ، وضاحى بيبيع لتجار فى أسيوط وسوهاج انت ليه ما تحددش لنفسك سوق تشتغل عليه حسب جودة الزرع ؟
انتفخت اوداج منصور : انى هبيع فى أسيوط وسوهاچ ، اهلى أولى بطرحى .
تحدث دياب بإنفعال واضح : على أساس الناس كانوا مستنيين زرعتك الخايبة !!
انتفض منصور وكأنما مسه صاعق كهربائي وأرجع حديث دياب معيرة بابنته كما عيره هو بوالده منذ قليل ، احتقن وجهه غضبا واتجه نحو الخارج بخطوات سريعة : انى جعدت الجعدة دى لأچل خاطر عمى بس كأنى غلطت في حج روحى .
وانصرف فورا لينظر الجميع في أثره بتعجب وأكثرهم عجبا هو دياب نفسه الذى تساءل بدهشة : إيه اللى مشاه دلوك ده لسانه يتلفع بيه ؟
لم يملك عرفان إجابة فعلية بينما نظر ضاحى أرضا وصمت .
*****
وصل مازن لتلك المنطقة الشعبية التى حكم أبيه عليه أن يعمل بها ، كم كان صعبا الوصول بسيارته إلى مقربة من المتجر ، لم يجد موضعا حتى ليصف سيارته .
ظهر التخبط على ملامحه ليجد شخصا ما يطرق فوق السيارة فينظر له بتلقائية : نعم اى خدمة ؟
ضحك الشاب وكان فتى لم يبلغ عمره بعد ليقول : لامؤاخذة يا باشا انت اللى اى خدمة ؟ شكلك اول مرة تيجى النواحى دى .
زفر مازن : متشكر انا بس عاوز اركن علشان ادخل المحل .
تساءل الفتى بفضول : محل إيه لامؤاخذة ؟
عاد مازن يزفر بضيق : محلنا يا سيدى .. محل الماس للعطارة عاوز حاجة تانى ؟
امتعضت ملامح الفتى : خلاص يا بيه ماتزوقش الحق عليا كنت هخدمك . خليك بقا عافر لوحدك .
وتركه فى حيرته وغضبه وانصرف ، كان من السهل أن يحل له مشكلة صف سيارته فى لمح البصر ، فيبدو أن هذا الشاب لا يعرف كيفية معاملة الرجال .
نظر مازن فى أثر الفتى الراحل ولم يتمكن من إيقافه تكبرا ليس إلا .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا