مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس عشر من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السادس عشر
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السادس عشر
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في شركة الصياد ،،،،
في مكتب رأفت ،،،،
حسم رأفت الصياد أمره بألا يخبر أحداً عن أمر زيجته إلا ابنه الأكبــر خالد ..
-رأفت في نفسه : هو خالد لوحيد اللي هيفهم أنا عملت كده ليه ، ولازم يكون عــارف بده .. وأكيد هيعذرني ما هو شايف بعينه أمه بتعمل ايه فيا .. أحسن حاجة أعملها الوقتي إني أكلمه
لذا نهض رأفت عن مقعده ، ودلف خــارج مكتبه ، ثم توجه إلى مكتب ابنه ..
..............
فتح رأفت باب المكتب ، ودلف إلى الداخل ، وجاب ببصره المكان فلم يجد أحداً به ، رفع رأفت حاجبيه في دهشه ، ثم دلف مجدداً للخــارج ، وتوجه نحو مكتب السكرتارية الملحق به و..
-رأفت متسائلاً : اومــال البشمهندس خالد فين ؟
-السكرتيرة وقد نهضت عن مكتبها : مسافر يا بشمهندس رأفت
-رأفت بتعجب : نعم ؟؟ مسافر
-السكرتيرة وهي تشير برأسها : ايوه يا فندم ، هو حضرتك مش عارف
-رأفت بعدم فهم : أعرف ايه ، ما تتكلمي على طول
سردت السكرتيرة باختصــار سبب سفر المهندس خالد إلى الخارج وأوضحت له أن الأمــر يتعلق بيارا ابنة اخيه ، صمت رأفت قليلاً ولم يعقب ، ثم تركها وانصرفت ..
-رأفت في نفسه : مممم.. واضح كده اني اتلهيت في موضوعي ومخدتش بالي من اللي بيحصل عندي في البيت .. أنا هاكلم مستر شرودر أفهم في ايه بالظبط
..................................
في ألمانيا ،،،،
وصلت الطائرة المصرية إلى الأراضي الألمانية ، وحطت بمدرج الطائرات ..
اضطربت يارا مجدداً أثناء هبوط الطائرة ، ولكن تلك المرة لم يعيرها أدهم الاهتمـــام ، اكتفي فقط بالنظر إلى جواره ، حــزنت يارا في نفسها ، وابتلعت بصعوبة مرارة الآلم .. وظلت صامتة ..
ورغم شحوب لون وجهها إلا أنها حاولت أن تجاهد نفسها لكي تبدو طبيعية ..
دلف الجميع إلى المنطقة المخصصة لإتمـــام إجراءات الوصول .. شعرت يارا برعشة تسري إلى جسدها حيث ضربتها نسمة هواء باردة ، ولكنها حاولت ألا تبدي شعورهــا بالبرودة حتى لا يظن أدهم أنها تفتعل هذا ..
كان في انتظار وصولهما مستر شرودر ..
وما إن رأى خالد وهو يدلف للخـــارج حتى أسرع ناحيته ، وظل يلوح له بيده و...
-شرودر بنبرة عالية : مرحبا ، مستر خالد ! أنا هنا ..
سمع خالد صوتاً ما يناديه ، فالتفت برأسه ، وبالفعل لمح مستر شرودر ، فتوقف وأشـــار لكلاً من أدهم ويارا لكي يقفا ...
توجه خالد ناحية مستر شرودر ، ثم صافحه بحرارة ، وربت على كتفه ، بينما ظل أدهم ويارا ينظران في اتجاهان متضادين حتى لا تلتقي أعينهما ..
نادي خالد عليهما ، فتحرك أدهم أولاً ثم تبعته يارا و...
-خالد مبتسماً: ده مستر شرودر
-أدهم وهو يصافحه : ازيك يا مستر شرودر
-شرودر: أنا بخير ! مرحباً بكم هنا
-أدهم مبتسماً ابتسامة مصطنعة : شكراً
مد شرودر يده ليمسك بكف يد يارا حيث رفعه إلى فمه ، وقبله و...
-شرودر وهو يقبل كف يدها: مرحباً سيدتي
-يارا وهي تنظر لأدهم بتوجس : آآآ.. أهلاً
-خالد مبتسماً: فاكرين مستر شرودر ، انتو شوفتوه قبل كده عندنا في الشركة
-يارا : بصراحة أنا مش فاكرة
-أدهم باقتضاب : أظن أن شوفته فعلاً مرة
-خالد: ده كان من أشهر المقابلات ، ازاي تنسى ، فاكر يومها كان عدلي ناوي يحدف يارا من الشباك ، وهو كان موجود في المكتب ، وانت أنقذت يارا وآآآ...
عـــاد لذاكرة كلاً من أدهم ويــارا ما مرا به خلال هذا اليوم ، تذكر ادهم كيف خشي كثيراً على يارا من ان تفقد حياتها ، وكيف أمسك بها جيداً حتى لا تفلت منه وتسقط من النافذة .. وكيف تعلق قلبه بها وبعفويتها وبساطتها ، في حين تذكرت يارا كيف جعلها تثق به رغم كرهه لها في البداية ، وكيف كان على وشك التضحية بحياته في سبيل انقاذهــا ..
قاطع شرودهما صوت شرودر و...
-شرودر مبتسماً : ارى الآن أن هذا الحب قد توج بالزواج ، مبارك عليكما
-أدهم باقتضاب: أهـــا .. شكراً
-جانا بصوت خافت: ثــ... ثانكس
-خالد وهو يشير بيده : طب يالا بينا يا جماعة
-شرودر بنبرة هادئة : لا تقلقوا ، لقد رتبت لأمــر اقامتكم جميعاً في احد الفنادق الفاخرة هنا ، وسوف أحاول بقدر الامكــان أن أساعدكما في انهاء كل شيء يتعلق بميراث ليدي يارا
-أدهم : ثانكس
-خالد : اوكي .. معلش احنا هنتعبك بس أكيد آآآ...
-شرودر مقاطعاً : إنه واجبي .. هيا بنا !
تحرك مستر شرودر أولاً وســار إلى جواره خالد وظلا يتحدثان بصوت خافت ، في حين سار ادهم مبتعداً عن يارا التي أسرت ما يفعله معها في نفسها .. ثم توجه الجميع إلى خـــارج المطار حيث تنتظرهم سيارة ليموزين ..
ركب الجميع السيارة التي انطلقت بهم إلى وجهتهم التالية ....
....................
في شركة الصياد ،،،،
في مكتب رأفت ،،،،،
قرر رأفت ان يتصل هاتفياً بشرودر لكي يستفسر منه عمــا حدث ، ولكن منعه عن فعل هذا هو اتصالاً هاتفياً مفاجئاً من ...
-رأفت غير مصدقاً وهو ينظر في شاشة هاتفه : مش معقول ... كـــارما!
أجــــاب رأفت على الاتصــال دون تردد و...
-رأفت هاتفياً : الووو
-كارما بصوت شبه باكي : الحقنا يا .. يا بشمهندس
انتفض قلب رأفت فزعاً ، وتوجس خيفة ، وحـــاول أن يعرف ما الأمــر و...
-رأفت بنبرة قلقة : خير يا كارما ، في ايه ؟؟
-كارما بصوت مضطرب: مــ... مامي
-رأفت وقد ارتسم على وجهه علامات الرعب : مالها صفاء ؟؟؟
-كارما : .............................
...............................
في أحد الفنادق الضخمة بشرم الشيخ ،،،،،
اتفق جاسر مع نهى على أن يلتقيا مجدداً ، خاصة وأن الكمين المتواجد به جاسر على مقربة من شرم الشيخ ..
لذا حاول أن يستغل الفرصة في اللقاء بها ، فهو قد بدأ يشعر ناحيتها بنوع من الاهتمام الذي افتقده طوال الفترة السابقة ...
تقابل الاثنين مجدداً على الشاطيء ، ارتدت نهى كنزة صيفية خفيفة من اللون الأحمــر ، وبنطالاً قصيراً من اللون الأبيض ... وصندلاً رقيقاً من اللون الفضي ...
تركت نهى شعرها القصير يتطاير بفعل الهــواء .. واعتلى وجهها سعادة لا توصف ...
ابتسم جاسر حينما التقى بها ، و...
-جاسر : ازيك
-نهى مبتسمة وهي تعيد خصلات شعرها المتطايرة للخلف : تمام ، وانت ؟
-جاسر : الحمدلله
ظل جاسر صامتاً للحظات يتأمل فيها نهى ، ثم أشــاح ببصره ناحية البحر ، وأطلق تنهيدة مكتومة من صدره ..
شعرت نهى أن هناك خطب ما بجاسر ، فحاولت أن تعرف منه ما الذي به و..
-نهى متسائلة : مالك ؟
-جاسر باقتضاب: مافيش
-نهى : ممكن أكلمك بصراحة
التفت جاسر برأسه ناحية نهى ، ونظر إلى عينيها و..
-جاسر : اكيد طبعاً
ترددت نهى قليلاً ، وظلت تفكر يديها في توتر ، ولكن لا بديل عن المحاولة ، فهي تود التقرب من جاسر اكثر ومعرفة ما الذي يخفيه بداخله ، لعلها تستطيع أن تهون قليلاً عليه ...
لاحظ جاسر توتر نهى وترددها ، فحثها قليلاً على الكلام و...
-جاسر باستغراب : مالك ساكتة ليه ، اتكلمي يا نهى ، أنا سامعك
-نهى بصوت خافت : بس .. انت ..انت ممكن تضايق مني ؟
-جاسر : لأ بالعكس أنا بحب أسمعلك أوي
أخذت نهى نفساً عميقاً ، واستجمعت القليل من جرأتها، ثم نظرت إلى جاسر بأعين مرتعدة قليلاً و..
-نهى : بصراحة كده يا جاسر ، أنا .. انا حاسة ان في حاجة جواك مضايقاك أوي ، وانت .. وانت بتحاول تخبي ده
-جاسر متسائلاً : وايه اللي خلاكي تقولي كده ؟
-نهى بلهفة : عينيك بتقول كده
-جاسر وهو يرفع أحد حاجبيه ومسلط نظره عليها : عينيا !
شعرت نهى بالحرج حينما وجدت جاسر مسلطاً عيناه عليها ، فحاولت أن تخفي احراجها ولكنها فشلت .. حيث اكتست وجنتيها باللون الأحمـــر ، فأطرقت رأسها في خجل ، وصمتت ولم تعقب ..
ظل جاسر هو الأخــر صامتاً ولم بنطق بحرف ، فأدركت نهى أنها أخطــأت حينما بادرت بالحديث عما لا يخصها ، وشعرت بالندم والتسرع .. لذا أثرت أن يتوجها إلى مكان أخر ، وألا تتطرق إلى هذا الحديث مجدداً
-نهى بصوت مضطرب وهي تشير بيدها: تعالى نمشي شوية هناك
بدأت نهى في السير على الشاطيء ، ولكنها تفاجئت بجاسر يمسكها من معصمها ويمنعها من السير ، فالتفتت برأسها ناحيته و..
-جاسر بنبرة حزينة : استنى يا نهى
لمحت نهى نظرة حزن في عيني جاسر ، ففضلت ألا تجبره على الحديث ، وتتركه يجيش بما في صدره وقتما يريد ....
-جاسر : أنا هاقولك على اللي مضايقني ، بس أرجوكي متبعديش
اقتربت نهى أكثر من جاسر ، ثم وضعت يدها على كتفه و...
-نهى بنظرات ثابتة : أنا عمري ما هابعد عنك
-جاسر بصوت حزين : أتمنى ده ... !
.....................................
في منزل كارما هاشم ،،،،
سمعت كارما صوت طرقــات على باب منزلها ، فركضت ناحيته لتفتحه ووجدت المهندس رأفت منتظراً بالخارج ، ففتحت الباب على مصرعيه و...
-كارما وهي تشير بيدها : اتفضل يا بشمهندس
-رأفت بنبرة قلقة : أنا معايا الدكتور ، اتفضل يا دكتور
-كارما: اوكي ..
-رأفت بقلق بالغ : هي ازيها الوقتي
-الطبيب متنحنحاً : احم ...
دلف رأفت إلى الداخل ومعه الطبيب ، ثم أشــارت كارما بيدها للطبيب لكي تصطحبه معها إلى غرفة والدتها ...
ظل الطبيب بالداخل لعدة دقائق ، في حين وقف رأفت على قدميه وعلامات القلق البالغ بادية على وجهه ..
-رأفت بصوت خافت ونبرة قلقة : استر يا رب ، عديها على خير يا رب
مكث الطبيب بالداخل لعدة دقائق ، ولكنها كانت كالسنوات على رأفت ..
ثم خرج الطبيب وبيده روشتة ما يدون عليها بعض أسماء الأدوية و...
-الطبيب : يا ريت كل دوا يتاخد في ميعاده
-كارما وهي توميء برأسها : حاضر
وما إن رأى رأفت الطبيب ، حتى أسرع في خطـــاه ناحيته و...
-رأفت بلهفة : خير يا دكتور ؟؟ مالها ؟؟
-الطبيب : غيبوبة سكر بس الحمدلله اتلحقت
-رأفت مسرعاً : لو تحتاج تروح مستشفى أنا .. أنا مستعد أتصل بالـآآآ.........
-الطبيب مقاطعاً : لأ مافيش داعي ، هي بقت أحسن ، هي فقط تنتظم على العلاج وان شاء الله هتبقى أفضل
-كارما : حاضر يا دكتور انا هتابع بنفس وآآ...
-رأفت وهو يشير بيده : هاتي الروشتة يا كارما
-كارما وهي ترفع حاجبيها في اندهــاش : ليه ؟
-رأفت بلهجة شبة آمــرة : معلش يا بنتي هاتيه ، أنا هابعت السواق يجيب العلاج ، وخليكي انتي جمب والدتك
-كارما معترضة : بس آآآ...
-رأفت: من غير بس
ثم رن جرس الباب مجدداً ، فنظرت كارما أمامها ، ثم أعطت رأفت الروشتة ، وتوجهت ناحيته ..
فتحت كارما الباب لتجد اختها كنزي قد عادت من الخارج ، فصدمت حينما رأت المهندس رأفت ومعه شخص أخــر و..
-كنزي بدهشة : في ايه يا كارما ؟؟
...................................
في ألمانيا ،،،
في أحد الفنادق الكلاسيكية بالعاصمة برلين ،،،
وصلت السيارة الليموزين أمام مداخل أحد الفنادق ذات الطابع الكلاسيكي القديم في العاصمة برلين ، ثم ترجل منها مستر شرودر ومن خلفه خالد ، ولحق به أدهم وتبعته يارا ..
وقف الجميع مبهورين من هيئة الفندق الراقية ، والطابع الفخم البارز على أعمدته الرخامية ، ثم أشــار لهم شرودر بيده لكي يدلفوا إلى بهو الفندق ...
تولى مستر شرودر إنهاء جميع المعاملات الخاصة بثلاثتهم ، وأوصى على أن يتلقوا الخدمة الفندقية اللائقة .. وقف خالد إلى جواره وهو ينهي كل تلك الإجراءات ...
كانت يارا لا تزال ترتجف من النسمات الباردة التي لم تعد عليها في مثل ذلك الطقس ، فحاولت أن تدفيء ذراعيها قليلاً بحكهما بكف يدها ..
عــاد خالد ومعه مفاتيح الغرف ، ثم أعطى لأدهم مفتاح غرفته هو ويارا و...
-خالد وهو يناوله مفتاح الغرفة : مستر شرودر هيقابلنا ع بالليل ان شاء الله
-أدهم ببرود : أهــا
-خالد : اطلعوا انتو الاتنين ارتاحوا وهنتقابل بالليل
-أدهم باقتضاب : ان شاء الله
-يارا وهي توميء برأسها : أهــا
توجه ثلاثتهم إلى المصعد ، وظلت حالة الجفاء واضحة بين أدهم ويارا ، لاحظ خالد وجود خطب ما بينهما ، ولكنه فضل ألا يتحدث إلى كليهما ريثما يرتاح الجميع أولاً لعله إرهــاق السفر ...
...............................
في أحد الفنادق الفخمة بشرم الشيخ ،،،
بجوار الشاطيء ،،،،
سرد جاسر على نهى كل ما مــر به دون أن يزيد حرفاً واحداً أو ينقص منه ، سمعت نهى بآذان صاغية لكل ما قاله دون أن تنطق بكلمة .. دمعت عيناها في بعض المواقف تأثراً بما قال ، وحاولت قدر الإمكـــان أن تبدو قوية أمـــامه ..
شعر جاسر أنه أراح ظهره حينما ألقى بذاك الثقل عن صدره ..
في حين شعرت نهى أنها اكتسبت ثقة جاسر في وقت قليل ، ورغم أنها أشفقت على ما مر به من ظروف إلا أنها رفضت أن تبدي امتعاضها من والدته رغم بغضها لكل ما فعلته ...
-نهى بصوت أشبه بالنحيب: أنا .. أنا بس مش عارفة أقولك ايه
-جاسر بصوت حزين : أنا مش عاوزك تقولي حاجة ، كفاية انك سمعتيني
مدت نهى يدها وأسندتها فوق كف يده ، وحاولت أن تهون عليه قليلاً و...
-نهى وهي تضع يدها على يده : متقولش كده ، انت .. انت مش عارف انت بالنسبالي ايه
أثلجت كلمات نهى صـــدر جاسر ، فنظر إليها في امتنان ، وابتسم لها ابتسامة خفيفة ، بينما ظلت هي تنظر إليه بنظرات مختلفة عن ذي قبل .. نظرات تحمل بذور الحب ...
...............................
في منزل كارما هاشم ،،،،
ظلت كنزي تبكي إلى جوار فراش والدتها وهي ممسكة بكف يدها تقبله ، بينما حاولت كارما تهدئتها ، ووقف رأفت على بعد يتحدث هاتفياً في الهاتف و...
-كارما وهي تربت على كتفها : خلاص يا كنزي ، بليز متعيطيش .. مامي بقت أحسن
-صفاء بصوت خافت: أنا كويسة يا حبيبتي
-كنزي بصوت شبه باكي : انا اللي غلطانة ، نسيت أدي لمامي الدوا بتاعها ونزلت على طول
-كارما وهي تمط شفتيها : الحمدلله ، قدر ولطف
أنهى رأفت مكالمته الهاتفية ، واقترب من الفتاتين و...
-رأفت : اطمنوا يا بنات ، ان شاء الله صفاء ،..آآ.. قصدي صفاء هانم هتبقى أحسن ، السواق هايجيب الدواء على طول ومش عاوزكم تقلقوا ..
-كنزي وهي تجفف دموعها : الحمدلله
-كارما بارتياح : ألف حمد وشكر ليك يا رب
-صفاء بصوت ضعيف : ميرسي يا رأفت بيه على تعبك معانا
-رأفت مبتسماً : متقوليش كده يا صفاء هانم ، الحمدلله اني اطمنت عليكي
-كارما بصوت عذب : انا .. أنا أسفة إني ازعجت حضرتك بس ملاقتش حد تاني اكلمه غيرك لما لاقيت مامي وقعت مني
-رأفت بتردد: أنا أصلا بعتبر نفسي واحد منكم ، وآآ.. وآآ..
-كارما بعدم فهم : وايه يا بشمهندس
-رأفت وهو ينظر لصفاء : بصراحة كده ومن غير ما أفضل ألف وادور ، وأقعد أفكر في كلام ، فأنا عاوز آآ.. عاوز آآ..
-كارما: ها ؟
توجست صفاء خيفة مما يريد رأفت طلبه ، فهي تظن أنه يضمر في نفسه شيئاً ما تجاه ابنتها ، اضطرب قلبها ، وبدأت علامات القلق في الظهور جلياً على ملامحها ..
عقدت صفاء حاجبيها في دهشة ، ثم نظرت إلى رأفت في توجس و..
-رأفت بنبرة واثقة : أنا عاوز أتجوز السيدة الفاضلة صفاء هانم .. والدتكم ...!
-كارما وكنزي بأعين مشدوهة : ميييين ..................؟
-رأفت مكملاً بثقة : صفاء هانم ..
-صفاء فاغرة شفتيها : هـــاه .. حضرتك واعي للي انت بتقوله !
-رأفت : ايوه ، واعي جداً
-كارما بعدم تصديق : مش ممكن
-كنزي : ده .. ده مستحيل يحصل
اعترضت الفتاتين بشدة على طلب رأفت للزواج من والدتهما ، ولكنه حاول باللين إقناعهما وتوضيح أسباب طلبه هذا ...
-رأفت بنبرةهادئة : أنا عارف ان طلبي ده غريب ومفاجيء ليكم ، بس أنا فعلا حبيت صفاء هانم من قلبي ، ولأول مرة احس بالمشاعر دي
-كارما بنظرات مصدومة : طب ازاي
نظرت كنزي إلى والدتها ، ورمقتها بنظرات حـــادة وكأنها تعاتبها على تساهلها في الرد على المهندس رأفت ، ولكن كانت المفاجأة أقوى من صفاء و...
-صفاء بتردد : يا رأفت بيه انت .. انت آآآ
-رأفت مقاطعاً وهو يشير بيده : أنا حاسس بجو الأسرة معاكو ، حاسس انكم مسؤلين مني ، أنا طبعاً استحالة أخد مكان المرحوم هاشم الله يرحمه ، لكن مش هاقدر تحت أي حــال أسيبكم لوحدكم ، حتى لو رفضتي يا صفاء هانم عرضي للزواج ، فانتم برضوه ملزمين مني
-كنزي بحدة : احنا نقدر نعتمد على نفسنا ، مش منتظرين مساعدة ولا شفقة من حد
-رأفت : يا بنتي أنا مقصدش كده ، أنا مش عاوز حد يسيء ليكم ولو بالكلمة حتى .. أنا طلبي للجواز من مامتك حماية ليكم قبل ما يكون مساعدة زي ما انتي مفكرة ، انتو بنتين لوحدكم ووالدتكم ربنا يديها الصحة محتاجة اهتمام زي ما انتو الاتنين محتاجين ده .. وبدون راجل معاكو فأنتم آآآ...
-كنزي مقاطعة بنبرة غاضبة : احنا مش محتاجين راجل ، احنا نقدر نحمي نفسنا كويس
-كارما وهي تهز رأسها باضطراب : أنا مش عارفة أقول ايه
صمتت صفاء قليلاً لكي تفكر فيما قاله رأفت ، فإن كان عرضة للزواج غير ملائم بالنسبة لها ، ولكنه في نفس الوقت وسيلة لضمــان رعايته للفتاتين ، هي تخشى عليهما أن يصيبها مكروه وتتركهما دون حماية أو من تعتمدان عليه ..
ســـاد صمت مشحون في المكان للحظات .. قطعته صفاء بـ ...
-صفاء بصوت خافت : رأفت بيه
انتبه رأفت لصوت صفاء وكذلك فعلت كلاً من كنزي وكارما
-رأفت : أيوه ..
-صفاء بنبرة خافتة : حضرتك سيبني يومين أفكر وأرد عليك
-كنزي معترضة بحدة : مامي ايه الكلام ده ؟
-رأفت مبتسماً : اوكي يا صفاء هانم ، خدي الوقت اللي يعجبك في التفكير ..
تنحنح بعدها رأفت ، ثم استأذن في الانصـــراف ، رافقته كارما إلى باب المنزل ، بينما ظلت كنزي في الغرفة مع والدتها تعاتبها على ما قالت للتو و...
-كنزي بنظرات غاضبة : مامي ، ازاي تقوليله كده ؟؟
-صفاء وهي تشيح ببصرها لزاوية ما بالغرفة : سيبيني لوحدي يا كنزي
-كنزي بنظرات أكثر حدة : مامي
-صفاء بلهجة آمــرة نسبياً : كنزي ، من فضلك ، أنا حابة اقعد مع نفسي
زفرت كنزي في ضيق ، ثم نهضت عن الفراش تاركة والدتها بمفردها في غرفتها ، ووقفت في غرفة الاستقبال تتحدث مع أختها و..
-كنزي بصوت خافت مليء بالغضب: عاجبك اللي مامي بتعمله ده
-كارما : أنا مش عارفة أصلاً هو ازاي فكر في العرض ده
-كنزي : انتي لازم تسيبي الشغل فوراً ، مش هاينفع تكوني معاه
-كارما على مضض: للأسف مش هاينفع أسيبه قبل ما ألاقي بديل
-كنزي وهي تزفر في ضيق : اوووف ، يعني احنا هنفضل في الغلب ده
-كارما وهي تضع كلتا يديها فوق رأسها : مش عارفة والله .. أنا مش عارفة ...!!!!
........................
توجه رأفت الصياد إلى سيارته المصفوفة أسفل بناية كارما ، ثم فتح الباب الأمامي وركب بجوار السائق ، تعجب السائق مما فعله المهندس رأفت ، ولكنه لم يعقبْ .. فهو رب عمله .. ومن حقه أن يجلس في أي مكان يريد بالسيارة ...
تنهد رأفت بارتياح ، وأشـــار للسائق بيده لكي يتحرك ، وبالفعل ضغط السائق على دواسة البنزين بروية ، ثم انطلق بالسيارة نحو الفيلا ...
حقـــًا إنها أول مرة يشعر فيها رأفت الصياد في حياته أنه قد تعلق بشخص ما غير أبنائه .. وخاصة إن كان حقًا يحبها .. لقد خفق قلبه لأول مرة للسيدة صفاء ، وارتسمت السعادة على ملامحه ...
لاحظ السائق أن حالة المهندس رأفت تغيت كثيراً خاصة حينما نزل من أسفل منزل الموظفة الجديدة ، فشك أن هناك أمر ما ، ولكنه لم ينطق بكلمة ..
............................
في فيلا ناهد الرفـــاعي ،،،،
عادت شاهي إلى الفيلا وعلى وجهها علامات الانزعـــاج والضيق بعد أن صدمت من المفاجأة التي رتبت لها والدتها مع زيدان وعاونتهما بالطبع خالتها فريدة في ذلك ..
تشاجرت شاهي مع والدتها بحدة و...
-شاهي بنبرة غاضبة : ازاي يا مامي تعملي كده ؟؟ ازاي ؟؟ أنا مرضتش أتكلم معاكي هناك عشان الفضايح ، لكن تضحكي عليا وترتبي للموضوع ده كله ، ومن غير علمي
-ناهد بنبرة هادئة : يا حبيبتي أنا عاوزة مصلحتك
-شاهي بضيق : مصلحة ايه اللي مع واحد أنا معرفش عنه أي حاجة ؟؟؟
-ناهد: بكرة تعرفيه كويس ، وبعدين هو عــارف عنك كل حاجة
-شاهي : وهو عشان عارف عني كل حاجة ، يبقى خلاص يتجوزني كده على طول
-ناهد وهي تزفر في ضيق : اوووف .. أنا تعبت معاكي ، بجد مش عارفة أتصرف ازاي
-شاهي : سيبني أخد القرار اللي أنا عاوزاه ، أنا عاوزة واحد يحبني لنفسي مش يتجوزني على طول
-ناهد بإنزعــاج : قوليلي خدتي ايه من الحب ؟؟ ها ما تردي عليا ؟؟؟ أدهم اللي كان حلم حياتك ليل نهار سابك وراح اتجوز يارا ، ولولا إنها طلعت آآآ..
لم تكمل ناهد باقي عبارتها حتى لا يزل لسانها وتنطق بشيء تندم عليه لاحقاً ، فغيرت مجرى الحوار و..
-ناهد مكملة : احم .. آآ... يعني المهم بعده طلعلنا اسلام وأظن انتي عارفة النهاية كانت ازاي
أطرقت شاهي رأسها في حزن حينما تذكرت ما مرت به من مشاعر مذبذبة مع إسلام ومن قبله أدهم وكيف أن الظروف دائماً ما تقف حائلاً أمام من أحبت ..
لاحظت ناهد انشـــغال ابنتها شاهي بالتفكير فيما قالته ، لذا وقفت إلى جوارها ، ووضعت كلتا يديها على ذراعيها وانحنت عليها برأسها و...
-ناهد بصوت خافت: يا بنتي أنا عاوزة مصلحتك ، محدش بيحبك أدي ، وأنا عاوزاكي تسمعي كلامي .. خدي اللي بيحبك وهايموت عليكي ومستعد يعمل أي حاجة عشانك ، وبعدين زيدان ده هايعيشك ملكة زمانك ، هاتشوفي معاه الحياة اللي بجد ..
ظلت ناهد تبث في آذان ابنتها الكثير والكثير عن زيدان حتى امتلأت رأسها بذاك اللهو الفارغ عنه ...
-شاهي بضيق : خلاص يا مامي ، كفاية
-ناهد: يا شوشو آآ..
-شاهي وهي تنظر إلى والدتها : أنا مش هاعمل حاجة غير لما أسأل جاسر الأول
-ناهد بنظرات مصدومة : ايييه ؟؟ جاسر !!! برضوه ، يعني انتي عاوزاه يقولك لأ عشان ترتاحي وتعيشي طول عمرك في عذاب وذكريات توجعك
-شاهي وهي تزفير في ضيق : اوووف
توجهت شاهي ناحية الدرج ، ثم أمسكت بالدرابزون بيدها ، وبدأت في الصعود ... فنظرت إليها ناهد بنظرات مغتاظة ، ثم صاحت بها بـ ....
-ناهد بصوت عالي : اخوكي عمره ما هيحبك زيي ، وهيدور على مصلحته ، حطي ده في اعتبارك !!!
اغتاظت ناهد كثيراً من عِناد ابنها، وخشيت أن يفسد جاسر ما تخطط له ، لذا قررت أن تبادر هي بالاتصال به وتبلغه بأمــر الزيجة المرتقبة لشاهي ..
...................
في فيلا عدلي ،،،،
اعتلى وجه زيدان ابتسامة شيطانية شرسة ، فكل شيء يسير على ما يرام ، فبفضل فريدة وناهد استطاع بكل سهولة أن يصل إلى غرضه ، وما هي إلا مسألة أيـــام حتى يستطيع الانفراد بشاهي وإذاقتها أسوأ ألوان العذاب
عادت رحـــاب من الخارج بعد أن اطمأنت على حالة عدلي الصحية ، والتي لم يحدث بها أي تغيير يذكر ، وجلست إلى جوار زيدان و...
-رحاب بنبرة حزينة : زي ماهو ، مافيش جديد
أمسك زيدان بكف يد رحـــاب ثم رفعه بهدوء إلى فمه ، وقبله ، ثم أنزله مرة أخرة ونظر إليها بأعين واثقة و....
-زيدان وهو يقبل كف يدها: ان شاء الله هايتحسن ، ولما هايفوق هيلاقيهم كوم تراب ، وأنا هاعرف ازاي اخليه يطلع من كل البلاوي دي زي الشعرة من العجينة ...!
....................
في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،
اتصلت ناهد بجاسر الذي أجـــاب على اتصالها بعد مرتين من تكراره و..
-جاسر هاتفياً على مضض : أيووه .. خير
-ناهد هاتفياً بنبرة باردة : اختك هتتجوز أخــر الاسبوع وهي موافقة وأنا بعرفك بده ، فاحتمال تتصل بيك تبلغك برأيها
-جاسر مندهشاً : نعم ؟؟ اييييه ؟؟؟ طب ازاي
-ناهد بنبرة هادئة : عادي زي أي حاجة ما بتحصل ، واحد اتقدملها وهو ممتاز وابن أصول وغني وشاريها ، فوافقت على طول
-جاسر بإنزعــاج : كده .. من فير ما تاخدوا رأيي ، اومــال أنا بعمل ايه ؟؟؟
-ناهد ببرود أكثر : أهوو ده اللي حصل ، هي بس بتعرفك عشان متزعلش ومايبقاش عداها العيب
-جاسر بتهكم : لا والله ، عداها العيب فعلاً ، يعني زيي زي الغريب أحضر وخلاص
-ناهد بنبرة قاسية : دي حياتها وهي حرة فيها ، فنصيحة مني بلاش تعترض وتخسرها للأبد .. كفاية اوي اللي انت عامله فينا !
-جاسر بصدمة : اييه ؟؟ أنا ولا انـ...آآآ
-ناهد مقاطعة : أنا بدور على مصلحة بنتي وسعادتها ، مش خراب البيوت والفضايح اللي انت عاوز تعملها
-جاسر متهكماً : فضايح !
-ناهد بنبرة جافة : أنا مش هاعطلك عن اللي وراك ، يالا ، استنى منها مكالمة .. باي
أنهت ناهد المكالمة على عجالة كي لا ينكشف أمرها ، هي تسعى لأن تحوذ ابنتها على ما حرمت هي منه ، حتى لو كلفها الأمــر أن يغضب منها ابنها ..
أفنعت ناهد نفسها أن ما تفعله هو الصواب ، وأنها لاحقاً ستحاول الاصلاح بينها وبين ابنها .. لكن الأهــم الآن هي تلك الزيجة ....
...........
في حين انزعج جاسر كثيراً عقب ما قالته والدته ، لقد شعر للتو أن وجوده لا يشكل فارقاً في حياة شقيقته أو حتى والدته ، وأنه لا فائدة منه .. هو مجرد أخ على الورق فقط ....
لقد شعـــر أن هناك غصة ما تقف في حلقة ، فهو من أراد أن ينتقي لها الزوج الأفضل الذي يضمن أن يصونها وتكن هي قرة عينه ، ولكن هي بكل برود تعتبره كالغريب الذي لا يهمه أمــرها ..
-جاسر بضيق واضح : طالما أنا ماليش لازمة ، يبقى بتاخد رأيي ليه ؟ ليييه ؟؟؟
احتقن وجه جاسر بالدمــاء ، وانتفخ صدره بالغضب ، ظل يفرك يديه في عصبية و...
-جاسر بضيق : ربنا يسامحك يا ناهد هانم ، انتي اللي عملتي فينا كده ! حتى أختي مابقتش تحت طوعي ولا بتاخد بمشورتي وعملتني زي الغريب ... !
..............
في ألمانيا ،،،،
في غرفة خالد ،،،،
أرسل خالد بريداً إلكترونياً لأحد موظفيه يطالبه فيه بضرورة إرســال المعلومات التي تخص الموظفة كارما في أقرب وقت ، فالشك يقتله ، وسفره في ذلك التوقيت يزعجه كثيراً ، هو يخشى أن يؤثر غيابه على مجريات الأمور في القاهرة
كما اتفق خالد مع مستر شرودر على أن يساعده في انهاء الإجراءات الخاصة بتسليم ميراث يارا في أقرب وقت ، حتى يتمكن من العودة للقاهرة ..
................
في فيلا ناهد الرفاعــي ،،،،
في غرفة شاهي ،،،،
دلفت شاهي إلى داخل غرفتها ، وصفعت الباب خلفها بقوة وهي تزفر في ضيق .. هي في حيرة من أمــرها ، لا تعرف ماذا تفعل ، هل توافق على تلك الزيجة المفاجأة أم ترفض وتنتظر الحب المنشود ؟
قررت شاهي أن تتصل هاتفياً بأخيها لعله يساعدها فيما تحديد ما تريد .. وبالفعل طلبته وانتظرت أن يجيب على اتصالها ، ولكن للأسف كان لا يجيب على الهاتف ..
كررت شاهي المحاولة مجدداً ، وكانت أيضاً بلا جدوى ..
ألقت شاهي هاتفها على الفراش وهي حانقة ، ثم قررت أن تدلف للمرحاض وتغتسل كمحاولة منها لكي تزيح عن رأسها تلك الضغوط
.......................
في ألمانيا ،،،،
في غرفة أدهم ويارا ،،،،
ظلت المعاملة الباردة والجافة بين ادهم ويارا هي السائدة في الأجواء ..
رفض أدهم أن ينام على الفراش بجوارها ، وفضل أن يتمدد على الأريكة .. ورغم إصرار يارا على أن ينام إلى جوارها ، إلا أنه رفض ان يستمع إليها ..
أرادت يارا أن تتحدث معه مجدداً حول ما دار كي توضح له الصورة وتبرر موقفها ، لعله يغفر لها و....
-أدهم بضيق : يوووه ، حلي عن نافوخي
-يارا وهي تشير بيدها : يا ادهم أنا آآآ..
-ادهم مقاطعاً : حركاتك دي بتضايقني ، وأنا مش عاوز أتكلم معاكي ، كفاية أوي اللي حصل
-يارا: ماهو انت حتى مش عاوز تسمعني ، وانا عاوزة أفهمك اللي حصل
-أدهم : ايوه ، اقعدي ألفي في قصص وروايا وحوري عليا ، لكن أنا مش هاكدب عيني
-يارا : قسماً بالله ما بكدب ، أنا كنت أعدة فعلاُ على الكنبة وآآآ..
-ادهم وهو يمط شفتيه في غضب : اوووف
-يارا مكملة بخوف: وبعد كده جه الجرسون ومعاه كاس عصير وقالي انه منك وأنا .. آآ... أخدته وشربته وبعد كده آآ.. مش فاكرة غير ..
-أدهم : لا والله ، الجرسون سقاكي حاجة صفرا وانتي دوختي وفجـأة لاقيتي نفسك أعدة في حضن واحد تاني
-يارا بنظرات خائفة : آآ.. انا فكرته انه انت
-أدهم بحدة : اخررررسي ! انتي عاوزة تعصبيني
ارتعدت يارا من هيئة أدهم الغاضبة وحاولت أن تمتص غضبه ، ولكنه كان كالبركــان الثائر و...
-أدهم وهو يشيح بيده بغضب : ده أنا كل ما أفتكر شكلك ببقى عاوز أولع فيكي ، لكن اللي حايشني عنك اني لسه آآآآآ.....
كاد أدهم على وشك التعبير عن حبه الشديد لها ، ولكنه منع نفسه من الكلام ، وأجبر لسانه على الصمت .. فقط ظل ينظر إليها باعين محتقنة بالدمـــاء ، ثم ضرب بقبضة يده الحائط بحدة مجدداً ، فانتفضت يارا رعباً ، وقرر أن يبتعد عن يارا ، فاتجه ناحية الشرفة ، وفتح بابها الزجاجي ، ودلف للخــارج ......
جلست يارا على طرف الفراش وهي تبكي مجدداً ، فكيف ستبريء نفسها من شيء لم ترتكبه ...
-يارا بصوت باكي : أعمل ايه بس يا ربي عشان اثبتله إني بريئة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...!
...............
في غرفة خالد ،،،،،
فتح خالد بريده الالكتروني واطلع على الرسائل الموجودة به ، وكانت المفاجأة حقاً حينما وجد الرسالة التي ينتظرها وتحتوي عن معلومات عن الموظفة الجديدة ..
فتح خالد الرسالة وقرأ الملف المرفق بداخله ، تغاضى عن كل المعلومات الغير هامة عنها ، إلى أن تسمرت عيناه على جزئية محددة ، والتي كانت الصدمة بالنسبة له ....
أعــــاد خالد قراءة الملف مراراً وتكراراً ، وكانت الصدمة له هي أنها من أقــارب زوجة عدلي الأولى ، وكانت تعمل بشركته لفترة من الزمن حتى انتقلت للعمل بشركته ...
-خالد بنظرات مصدومة : يادي المصيبة ، عدلي !
ظل خالد يطلق السباب واللعنات اللاذعة وهو يجوب الغرفة ذهاباً وإياباً و...
-خالد بنبرة غاضبة: دي أكيد بنت ستين **** ...... !! ده أنا هاطلع عينها !!! بنت الـ**** عمالة ترسم على أبويا وهي متسلطة عليه من الزفت عدلي وقرايبه .. إن ما وريتها !!!!!
لم يتمالك خالد نفسه من الغضب ، فقد كانت المفاجأة كبيرة عليه ، فكل الدلائل تشير إلى أنها فتاة لعوب تجيد اصطياد الرجـــال ، وها قد جاء ما أكد شكوكه وأثبت أنها مسلطة من عدوهم القديم للانتقام من عائلة الصياد ..
-خالد بتوعد: اصبري عليا أرجع بس القاهرة ، اصبري ....!
.....................................
في غرفة ادهم ويارا ،،،،،
دخل أدهم إلى الغرفة مجدداً ، فتأمل حالة يارا وهي تبكي بحرقة ، هو يريد أن يربت على كتفها ، أن يضمها إلى أحضانه ، ولكن عقله يمنعه من فعل هذا .. فهو يظن أنه إن رأف بحالها ستعاود تكرار هذا مجدداً ، ولن يقبل أن تهز رجولته أي امرأة مهما كان يعشقها لدرجة الجنون ...
فكرت يارا في أن تستعين بخالد ، وتطلب مشورته ، فهو الأعقل في التفكير وربما سيساعدها فيما تمر به ويحل تلك المعضلة بينها وبين أدهم ، فهو لن يقبل أن تسوء العلاقة بينهما وخاصة أنها في أول حياتهما ...
-يارا في نفسها : هو خالد ، مافيش غيره هيقدر يساعدني ، بس إزاي أنا هفاتحه ؟!
............................
مر يومـــان والأوضـــاع لازالت غير مستقرة عند الجميع ...
فرأفت الصياد يترقب الرد النهائي من السيدة صفاء على عرض زواجه ، حتى أنه طلب من كارما أن تمكث بجوار والدتها لعدة أيام حتى تستقر حالتها تماماً ، وكي لا تشعر بالضغط في حالة رفض والدتها لطلبه ...
كما اتصل رأفت بمستر شرودر وعرف منه تفاصيل ميراث يارا وما يخصه من مشاكل ، وشكره على مساعدته لها ولابنيه ، ووعده مستر شرودر ألا يتركهم إلا بعد أن يطمئن على انهاء كل شيء
حمدت كارما الله كثيراً أنها أخذت تلك الأجازة حتى تتمكن من ترتيب أوضاعها ، واعادة التفكير في كل شيء يخص ماهو قادم .. هي تخشى من ردة فعل المهندس رأفت في حال رفض والدتها لعرض زواجه ، وهي قد توقعت أن تفعل هذا .. لذا عليها أن تبحث عن البديل ، فلم تترك أي موقع الكتروني أو جريدة إلا وبحثت بها عن وظيفة تلائم قدراتها ومؤهلها .. ولكن للأسف لا توجد أي وظائف خالية حالياً ..
اعترضت كنزي وبشدة على أمــر تلك الزيجة ، وأبدت أسباب اعتراضها في أنها تخشى ان يحتل شخص غريب مكانة والدها الغالية ، وأن يتناسى وجوده في حياتهن بوجود ذاك الشخص الغريب معهن
ظلت السيدة صفاء صامتة لا تتحدث عما يدور بخلدها عن ردها على عرض الزواج المقدم من المهندس رأفت لها ، فهي تريد أن تعطي رداً نهائياً عن اقتناع تام ، وسوف تضع في اعتبارها مصلحة ابنتيها قبل أي شيء ...
..................
تبادلت ناهد وفريدة الأدوار في الضغط على شاهي من أجل الموافقة على اتمام تلك الزيجة ، وتعمدت كلتاهما ألا تخبرا أي شخص إلى أن يتأكدا تماماً من موافقة شاهي ...
ظلت شاهي تحاول الاتصـــال بأخيها مراراً ، ولكن لم يجب هو على اتصالاتها المتكررة لأن والدته قد سبقتها في الاتصال به ...
تعجبت شاهي من تجاهل جاسر لاتصالاتها ، فهو دائماً كان يخشى عليها ، ولا يجعلها تغيب عن ناظريه ، واليوم هو لا يعيرها أدنى انتباه ..
في النهاية قررت شاهي أن توافق على إتمام تلك الزيجة ، فلا مفر من الرفض ، فالالحــاح على زيدان كان متواصلاً ، وهو الأخــر لم يكف عن إرســال الهدايا الباهظة لها ، فتارة يرسل لها عقداً من الألمــاس الحــر ، وتارة أخرى ثياباً من الماركات العالمية ...
كمــا تعمد زيدان أن يغدق ناهد هي الأخرى بالهدايا التي جعلت أعينها تزوغ وتصر إصراراً شديداً عليه وألا ترى غيره زوجاً مثالياً لابنتها ...
...............
موافقة شاهي على تلك الزيجة جعلت فريدة تشعر بالنشوة العارمة من انتقامها الذي اقترب تحقيقه ...
ولم يغفل زيدان أيضاً على أن يقدم العطايا لفريدة نظير مساعدتها له .. فشعرت هي بالسعادة الزائدة وأنها فعلت ما جعلها تنتقم من أختها التي طعنتها من قبل في ظهرها بزواجها من حب حياتها الأول رفعت ..
أبلغت فريدة رأفت وعمــر بمسألة زواج شاهي ، ورغم أن رأفت كان معترضاً على السرعة التي ستتم بها تلك الزيجة إلا انه لم يكن ليتدخل لأن ناهد كانت هي المسئولة عن شاهي ، كما علم من فريدة بموافقة جاسر لذا لم يكن بمقدوره أن يفعل أي شيء ..
........................
أما عن أحوال أدهم ويارا فلم يكن بها أي جديد ، ظل أدهم جافاً وبارداً في تعامله مع يارا التي حاولت أن تذيب الثلج بينهما ولكنها فشلت ...
في حين كان خالد كالجالس على جمرة من نار ، يحاول بكل جهده أن ينتهي من تلك الاجراءات الطويلة والمملة الخاصة بالميراث حتى يعود إلى القاهرة ، واستطاع إلى حد كبير أن يجهز معظم الأوراق بمساعدة شرودر .. ولم يتبقى إلا القليل فقط
كما علم ثلاثتهم بأمر زواج شاهي المرتقب ، وتمنوا أن ينتهوا من كل شيء لكي يتمكنوا من حضور حفل الزفــاف
.......................
في أحد المستشفيات ،،،،
وقف زيدان أمام النافذة الزجاجية يرمق عمه بنظرات جادة ، وضع كلتا يديه في جيبه ، وظل محدقاً لفترة طويلة عبر النافذة الزجاجية و...
-زيدان بصوت خشن هاديء : هانت يا عمي ، كلها بس يومين ، وأنا هاجيبلك حقك ، وهبدأ بأولهم ... شاهي ........................!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس عشر من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا