مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل العشرون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل العشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
على أحد البواخـــر الفاخرة ،،،،
قرر زيدان الباشا أن يقيم حفل زفـــافه على أحد البواخر الفاخرة على النيل ..
كانت الباخرة مزدانة بأروع الديكورات ، حيث أفترش مدخلها بالسجـاد الأحمر ، وتم وضع أعمدة جرانيتية صغيرة من اللون الذهبي على الجانبين وفوق كل عمود تم وضع باقة كبيرة من الورد الأبيض ..
وتم إضــاءة مدخل الباخرة بالكامل بالأضواء الخافتة .. بالإضــافة إلى تصميم ستارة من الأضواء الصغيرة البراقة على الباب المؤدي إلى القاعة الداخلية ..
أما على متن الباخرة ، فتم تخصيص القاعة الداخلية بالكامل للحفل ، ووضعت الطاولات بطريقة بيضاوية لتترك مساحة خالية في المنتصف ، وتم تغطية جميع الطاولات بالمفارش البيضاء ، وتزينها بالمزهريات ذات الورود البيضاء .. أما المقاعد فتم تغطيتها بأقمشة التل البيضاء والسوداء على هيئة رابطة عنق للعريس وفيونكة بيضاء للعروسة ..
في حين تم تزيين سطح الباخرة بالزينات اللامعة ، والأضواء البيضاء الخافتة .. وتم وضع مقاعد وطاولات صغيرة لمن يرغب في الجلوس بالأعلى ...
أما عن الكوشة فقد كانت جميلة بحق ، حيث وضعت أريكة جلدية عريضة من اللون الأبيض اللامع في المنتصف ، وعلى الجانبين عمودين منقوشين وبجوارهما باقات ورد بيضاء طبيعية .. وفي الخلفية وضعت ستائر شفافة فوق بعضها البعض لتشكل لوحة فنية جميلة ..
.....................
لم تتوقع شاهي أن يكون حفل زفافها على متن باخرة .. كانت تظن أنه سيقام في قاعة ما بأحد الفنادق المشهورة ... لكنها تفاجئت حينما أبلغها زيدان وهما على وشك صعود سيارته السوداء المزدانة بالورد الأبيض وقمــاش التل بأن الحفل على باخرة نيلية ..
ارتسم على وجه شاهي علامات الدهشة ، ولكنها لم تعقب ...
فتح زيدان باب السيارة الخلفي لشاهي لكي تدلف للداخل ، وتجلس على المقعد ، ثم عاونتها والدتها في وضع ذيل الفستان داخل السيارة ..
دار زيدان حول السيارة وعلى وجهه ابتسامة شبه مخيفة ، ثم فتح الباب الجانبي الأخر وجلس إلى جوار شاهي .. أشـــار زيدان للسائق برأسه لكي يتحرك ، ومن خلفهم انطلقت سيارة الحراسة الخاصة ..
ظلت شاهي صامتة خائفة لا تتحدث ، فقط تنظر ببصرها عبر زجــاج النافذة للشوارع التي تمر بها ، في حين سلط زيدان نظره عليها وهو يتوعدها بأن تتلقى ما لم تكن تتخيله ...
حذر زيدان شاهي بنبرة جادة ورجولية من أن تنهض من على الكوشة أو ترقص مع رفيقاتها حتى لا تتعرض للتوبيخ ، ووافقت هي على طلبه ،فهي لم تكن تشعر بالرغبة في الرقص أو حتى بمشاركة رفيقاتها فرحتها ..
ركبت ناهد سيارتها بصحبة السائق ، وأشارت له بيدها لكي يلحق بابنتها ..
...................
وصل المهندس رأفت بسيارته أولاً إلى الباخرة .. أعجب هو الأخــر بالتصميم الرائع للديكور حينما أمعن النظر إليه من نافذة سيارته ..
ترجل المهندس رأفت من سيارته ، ثم أسرع ناحية صندوق السيارة ليخرج المقعد المدولب منه ووضعه بجوار الباب الخلفي الذي فتحته صفاء وبدأت تحاول سحب جسدها ودفعه للجلوس على المقعد ..
عاونتها كارما في الجلوس عليه ، وانحنى رأفت بجسده على رأسها يقبلها في حنية .. ثم قام بدفعها بيديه إلى داخل القاعة .. وقبل أن يتحرك نظر إلى ابنه عمــر و...
-رأفت متسائلاً : انت مش جاي معانا يا عمر
-عمر بتردد : هــه .. آآآ... لأ .. آآ.. جاي طبعاً ، بس آآآ..
-رأفت وهو يعقد أحد حاجبيه : بس ايه ؟
-عمر بنبرة متوترة : آآآ... هاجيب بس حاجة لأحسن نسيت آآ.. نسيت آآآ.
-رأفت بضيق : اوووف ، مش هنخلص ، ع العموم أنا داخل جوا ، وخلص اللي وراك وتعالى بسرعة
-عمر وهو يشير برأسه : ماشي
ظل رأفت يتلفت من حوله ليتأكد من عدم متابعة أي أحد له .. وحمدالله في نفسه أنه قد جــاء مبكراً ...
تابع عمــر والده وهو يدلف إلى داخل الباخرة ، ثم أشـــار للسائق لكي يتحرك و..
-عمــر وهو يشير بيده : اطلع بسرعة يا عمنا ..
-السائق متسائلاً : على فين يا عمر بيه ؟
-عمــر مبتسماً : اطلع وأنا هاقولك
ضغط السائق على دواسة البنزين ، وانطلق مسرعاً بالسيارة ...
.............
أوصــل المهندس رأفت السيدة صفاء زوجته وابنتها كارما إلى داخل الباخــرة .. وكما طلبت منه جعلها تجلس على أحد الطاولات البعيدة واطمأن عليها ، ثم استأذن ليرحب بالحضور ..
وقبل أن ينصرف تماماً طلب من أحد الندلاء أن يتابع السيدة صفاء ويحرص على تلبية طلباتها أولاً بأول ، ثم أعطــاه بشيشاً زائداً ، فابتسم النادل في سعادة ..
دلف المهندس رأفت للخــارج ووقف على مدخل الباخرة يرحب بالحضور الذين بدأوا في التوافد عليها ...
وما هي إلا دقائق حتى جاءت فريدة هي الأخــرى وعلى وجهها ابتسامة ماكرة و..
-فريدة بنظرات استعلاء : هــاي
-رأفت وهو يلوي زاوية فمه : اهلا
-فريدة متسائلة : انت هنا من بدري ؟
-رأفت على مضض : لأ لسه جاي
-فريدة وهي تشير برأسها : أهــا ...
وقف المهندس رأفت يصافح الحاضرين .. بينما ظلت فريدة ترمق من يدلف للباخرة بنظرات لئيمة ..
..........................
في ألمانيا ،،،
في الفندق ،،،،،
كاد خالد أن يجن لأنه لا يستطيع العودة إلى القاهـــرة ، ظل يبعثر محتويات الغرفة في ضيق ، ثم اتجه للشرفة ، ووقف فيها ، ونظر غلى السماء والضيق جلياً على وجهه ، زفر خالد في ضيق و حاول أن ينفث الهواء المحتقن في صدره لعله يجد الراحة ، ولكن دون جدوى .. فالوضع غير مطمئن على الإطلاق ....
ثم سمع صوت رنين هاتفه ، فدلف من الشرفة ، وتوجه إلى الفراش حيث الهاتف الموضوع عليه ، انحنى بجسده قليلاً ومد ذراعه وأمسك بالهاتف في يده ، فوجد رقماً غريباً ..
ضغط خالد على زر الايجــاب ، وتفاجيء أن المتصل هو أحد شركات حجز تذاكر الطيران ..
صمت خالد واستمع للموظفة التي كانت تحدثه باللغة الانجليزية حيث ابلغته بتوافر مقعد على الطائرة المتجهة غداً للقاهرة مساءاً .. فوافق خالد على الفور ...
تنفس خالد الصعداء عقب تلك المكالمة ، وبدأ يفكر ملياً في كيفية اعداد كل شيء قبل عودته للقاعرة غداً ...
......................................
في منزل كارما هاشم ،،،،،
وقفت السيارة التي تقل عمــر أسفل البناية التي تقطن بها كنزي .. طلب عمــر من السائق أن ينتظره ريثما ينزل مجدداً ومعه كنزي ..
أوميء السائق برأسه ايجابياً ، في حين ترجل عمــر من السيارة ، وركض مسرعاً إلى داخل المدخل ..
رن جرس الباب ، فظنت كنزي ان أحد الجيران يريد شيئاً منها ، فهي لم تتوقع أن تعود والدتها الآن ، والحفل لم يبدأ بعد ..
لذا سارت كنزي بخطوات بطيئة نحو باب المنزل لتفتحه ..
كانت كنزي ترتدي منامة رياضية من اللون البمبي الفاتح ، وتعقص شعرها للخلف على هيئة ذيل حصــان ..
فتحت كنزي الباب لتتفاجيء بوجود عمــر أمامها ، فغرت شفتيها في تعجب شديد ، ورفعت حاجبيها في اندهاش أكبر و..
-كنزي بنظرات مندهشة : هــــاه
-عمر مبتسماً : مساء الفل
تحولت نظرات كنزي المندهشة إلى نظرات غاضبة محتقنة ، واشاحت في وجهه بحدة و..
-كنزي بحدة : انت .. انت بتعمل ايه هنا ؟؟؟
-عمر بنبرة هادئة : جاي اخدك معايا الفرح
-كنزي وهي تجز على أسنانها : انت اتجننت ، ازاي تجيلي هنا السعادي وانت عارف إن أنا أعدة لوحدي
-عمــر مبتسماً ببلاهة : لأ ما انتي مش لوحدك
-كنزي وهي تلوي فمها في تعجب : أفندم
-عمــر بنبرة فرحة : انا معاكي
-كنزي وهي تزم شفتيها في ضيق : اوووف ، امشي من هنا
-عمر وهو يهز رأسه نافياً : تــؤ .. مش قبل ما تيجي معايا
-كنزي بحدة : انت غبي
-عمــر بضيق : تشتمي تقلي أدبك عليا أنا برضوه مش هامشي من هنا ، وهافضل لازقلك كده جمب الباب
-كنزي وهي تعقد ساعديها : خلاص اتفلق
-عمــر بنظرات جادة : ماهو أنا مش هاسيبك لوحدك هنا ، وأقعد أنا هناك ، هو أنا مش راجل ولا ايه
-كنزي وهي تكور قبضة يدها : امشي ياله بدل ما آآآ..
مــال عمر برأسه قليلاً ناحية كنزي ، ثم أزاح ياقة قميصه ليظهر عنقه و...
-عمــر مبتسماً : اضربي .. اضربي ، هو أنا أطول الايدين الحلوة دي تعلم عليا
هزت كنزي ساقيها في عصبية ، ونظرت إليه بحنق و..
-عمر مكملاً : بالراحة بس وماتتشنجيش لأحسن مش حلو عشان بشرتك الناعمة دي يا قمر
-كنزي وهي تزفر في ضيق : اوووف
-عمر بنبرة واثقة : البسي بقى وإلا مش هتخلصي من رزالتي .. أنا غتت وثقيييل ..
نظرت إليه كنزي من زاوية عينها بحنق و..
-كنزي بنبرة حانقة : انت فعلاً كده ..
وضع عمــر يده على رأسه ليحييها ، ثم أكمل وعلى وجهه السعادة و..
-عمــر بنبرة فرحة : الله يكرم أصلك .. دايماً كده متعطفة عليا ..
زفرت كنزي مرة أخــرى في ضيق و...
-كنزي بضيق : اوووف ..
-عمر بنبرة جادة : أنا هستناكي تحت ، وربعاية وطالع .. اوكي .. سلام مؤقت يا ..آآآ
ســار عمر بضع خطوات للأمــام وهو يتحدث ، ثم التفت إلى كنزي مرة أخرى برأسه و...
-عمر وهو يدندن : يا كنزي وكل ما ليا حياة قلبي ♫
صفعت كنزي باب المنزل بقوة في وجهه عمــر الذي انتفض فزعــاً ، ولكنه رغم هذا كان سعيداً لأنه سيتمكن من قضاء بضعة ساعات معها ...
..................
في ألمانيا ،،،،
في المشفى ،،،،،
توجه خالد إلى زيـــارة يارا في المشفى والاطمئنان عليها ..
أمسك خالد باقة من الورد الطبيعي في يده ، ثم طرق الباب قبل أن يدخل إلى الغرفة ، فسمع صوت أدهم يدعوه للدخول ..
ابتسم خــالد وهو يرى يارا وقد أفاقت من غيبوبتها الصغيرة ، وتتناول الطعام بشهية مفتوحة ..
-خالد مبتسماً : حمدلله على السلامة يا أم العيال
-يارا بصوت ضعيف : أوام عملتني أم العيال
-خالد بنبرة فرحة : أه طبعاً .. ده احنا كلنا منتظرين أول حفيد لينا في العيلة
ابتسمت يارا في خجل ، بينما أمسك ادهم كف يد زوجته ورفعه إلى فمه وقبله في سعادة و..
-أدهم بنبرة هادئة : ربنا ما يحرمني منك
-خالد وهو ينحنح : احم .. نحن هنا
-أدهم مبتسماً : انت مش غريب
-يارا متسائلة : هو .. هو انت يا أدهم بلغت العيلة إني آآآ...
-ادهم بنبرة خافتة : لأ لسه
عقدت يارا حاجبيها في استغراب ، ونظرت إلى أدهم بعدم فهم و...
-يارا باستغراب : طب ليه ؟
-أدهم : مستنيكي يا قلبي أما تقومي بالسلامة ونبلغهم سوا
شعــر خالد أن وجوده حالياً لا داعي له ، لذا ..
-خالد بنبرة عادية : معلش هعطلكم شوية
-ادهم وهو ينظر إليه : ولا يهمك يا خالد ، ده انت صاحب مكان
-خالد وهو يشير بيده : لألألأ .. ماحبش اكون زي العزول كده ، المهم يعني أنا .. انا مسافر بكرة وراجع القاهرة ...
نظر كلاً من ادهم ويارا إلى خالد باندهــاش و...
-خالد مكملاً : أنا عارف انه صعب أسيبكم الوقتي ، بس ضروري أرجع ، في شغل كتير متعطل هناك
-أدهم متسائلاً : هو ماينفعش الشغل ده بابا يمشيه أو أي حد تاني
-خالد بنبرة جــادة : لأ صعب .. لازم أكون موجود بنفسي
-أدهم وهو يلوي فمه : مش عارف أقولك ايه
-يارا مبتسمة وهي تنظر لأدهم : روح يا خالد بالسلامة وماتشيلش همنا ، احنا طالما مع بعض ، فإن شاء الله كل حاجة هتعدي على خير
-أدهم وهو يقبل كف يدها مجدداً : حبيبة قلبي ، ربنا ما يحرمني منك ولا من ابننا أو بنتنا اللي جاي
-خالد مبتسماً بسعادة : اظن ان وجودي كده مالوش لازمة .. أسيبكم بقى على راحتكم ، وانا هتابع معاكو بالتليفون ، ومستر شرودر كمان موجود مش هايسيبكم
-أدهم وهو يوميء برأسه : تمــام .. بأمر الله
-خالد : اشوف وشكم على خير
-يارا بنبرة خافتة : مع السلامة يا خالد ، خلي بالك على نفسك
-خالد : حاضر
نهض أدهم من جوار زوجته ، ثم توجه ناحية أخيه ، واحتضنه بشدة و..
-أدهم بنبرة خافتة : ربنا يخليك ليا يا خالد ، بجد من غيرك كان ممكن آآ..
-خالد بصوت خافت : شششش .. ايه يا عم ، ماتقلبهاش دراما بقى
-ادهم مبتسماً : حاضر ..
-خالد وهو يربت على كتفه : روح اقعد جمب مراتك ، وخليك على اتصـــال ..
-ادهم : ماشي يا برنس .. !
توجه خالد إلى باب الغرفة ، وأمسك بالمقبض وقبل أن يديره تذكر أمراً هاماً ، فالتفت إليهما مجدداً و...
-خالد بنبرة هادئة : آه صحيح ، نسيت أقولكم أن شاهي فرحها النهاردة
-أدهم فاغراً شفتيه : نعم ؟
-يارا بنظرات مندهشة : اييه ؟؟ هي لحقت ؟؟
-خالد وهو يوميء برأسه : أهــا .. واضح كده ان العريس مستعجل
-يارا باستغراب : بس اللي أعرفه ان اسلام مكنش لسه جاهز وآآآ..
-خالد مقاطعاً : لأ ده مش اسلام .. ده واحد تاني
-أدهم وهو يعقد حاجبيه في دهشة : واحد تاني !! اومــال اسلام راح فين ؟
-خالد وهو يمط شفتيه : والله ولا أعرف ، هو أبوك بلغني بس أنا نسيت أقولكم
-أدهم : ربنا يسعدها ، أنا هابقى اكلمها وأباركلها
-يارا بصوت ضعيف : وماتنساش تكلم جاسر برضوه وتباركله
-أدهم وهو يوميء برأسه : حاضر
-خالد مبتسماً: يالا .. مش هاعطلكم أكتر من كده .. سلام يا حلوين
-أدهم وهو يبادله التحية : سلام يا خالووود
انصرف خالد من الغرفة ، بينما رجع أدهم مرة أخــرى ليجلس على المقعد بجوار فراش زوجته ...
...................................
في الباخرة ،،،،،،،
وقفت سيارة زيدان أمام مدخل الباخرة ، وتعالت أصوات الزغاريد ، واشتعلت الألعاب النارية في المنطقة ..
ترجل الحرس الخاص بزيدان أولاً ، ثم جابوا ببصرهم المكان ، وأشــار أحدهم للأخــر لكي يفتح الباب الخلفي لسيارة زيدان ..
ترجل زيدان من السيارة ، ثم أغلق زرار سترته ، ونظر بنظرات شرسة لمن حوله ، وارتسمت ابتسامة مخيفة على وجهه ، وسار بخطوات بطيئة نحو الباب الأخــر ليفتحه ، ثم مد كف يده لشاهي لكي تمسك به ويسحبها ببطء لخارج السيارة ..
لم تشعر شاهي بالسعادة التي كانت تتمناها ، فكل شيء قد تم على عجــالة ، هي ترى الفرحة فقط في أعين والدتها ومن حولها ..
تأبطت شاهي في ذراع زيدان ، ثم دلف بها إلى داخل الباخرة .. تناثرت الأوراق اللامعة فوق رأسيهما حينما دلفا إلى مدخل الباخرة ، ثم قامت بعض الفتيات الصغيرات بنثر الورود الحماء والبيضاء على طول الطريق وهن يدلفن أمامهما ..
تعالت أصوات الزغاريد مجدداً ، وصحبها الموسيقى الهادئة ..
صفق الحاضرون جميعاً للعروسين .. وبدأت الإضاءة تخفت تدريجياً ، وصل العروسين إلى الكوشة ، ثم أضاءت القاعة مجدداً ، وبدأ الترحيب بهما وبالمدعوين من قبل المسئول عن تنظيم الحفل ..
طلب زيدان من المسئول عن تنظيم الحفل أن يكون حفل زفافه راقياً بمعنى الكلمة ، وألا يحدث فيه أي تجاوزات ، وإلا ستكون العواقب وخيمة ..
وبالفعل كان الحفل راقياً، وعلى أعلى مستوى ...
كان رأفت يختلس النظرات بين الحين والأخــر لينظر إلى زوجته السيدة صفاء ..
لمحت كارما العريس من ظهره وهو يدلف إلى الداخل وإنتابها القشعريرة من هيئته .. لم يأتي بمخيلتها أبداً أن يكون زوج قريبة المهندس رأفت هو ذاك الرجل البغيض الذي تمقته ....
وما إن أدار وجهه وتأكدت من شكوكها حتى شهقت فزعاً ورعباً .. وارتسم على وجهها علامات الرعب ، بل إن لون وجهها قد شحب تماماً ..
-كارما بنظرات فزعة : لألألأ.. مش ممكن
هي لم تعرف شاهي معرفة شخصية ، ولكنها خشيت عليه منه ، لأنها كانت تعمل معه من قبل ، وتعرف طباعه جيداً.. الآن تملك قلبها الرعب .. فهي شبه متأكدة أن وراء تلك الزيجة كارثة حقيقية وخطر محدق بعائلة الصياد ...
......................
في منزل كارما هاشم ،،،،
اضطرت كنزي أن ترتدي ثيابها لتذهب بصحبة عمــر إلى الحفل، رغم أنها كانت تكره الذهــاب إليها ، ولكن ليس أمامها أي خيــار أخر ...
تأنقت كنزي وارتدت فستاناً طويلاً من اللون الرمادي اللامع ، مغطى من كتفيه بقماش الشيفون ، وصدره على هيئة مربع ومرصع بفصوص لامعة سوداء.. أما من ناحية الخصر فهو ضيق ومجسم يبرز رشاقة جسدها وتناسق قوامها ، وعلى جانب الفستان الأيسر يتجمع القماش معاً ببضعة فصوص لامعة سوداء ليشكل طبقات مموجة ومتناسقة ومنسدلة للأسفل ...
أما عن شعرها فقد عقصته للخلف ، وأسدلت بعض الخصلات على وجنتها اليمنى ، ووضعت لمسات رقيقة من مساحيق التجميل لتزيد من إشراقتها ..
ثم أمسكت في يدها بحقيبة فضية صغيرة لامعة ، ولم تنسْ بالطبع ارتداء حذائاً ذو كعب عالي من اللون الفضي
وقف عمــر أسفل البناية وأمــام سيارة والده ، وظل يتفحص المدخل بين الحين والأخــر ، إلى أن لمحها وهي تدلف للخــارج وتسير بخطوات رشيقة ..
شعــر عمر أن قلبه يخفق بشدة مع كل خطوة تخطوها هي نحوه ، مد يده ووضعها على قلبه ، وظل يتحسس نبضه وهو ينظر إليها فاغراً شفتيه ..
رأته كنزي وهو على تلك الحالة فشعرت بالحرج ، وأطرقت رأسها في خجل ..
ظل عمــر مسلطاً نظره عليها ، ولم يتحرك من مكانه ... فإزداد شعورها بالاحراج من نظراته المباشرة تلك و..
-كنزي بصوت رقيق : يالا
-عمــر فاغراً شفتيه : يالا مين ؟
-كنزي وهي تشير بيدها : يالا نطلع على الفرح
-عمر بنظرات محدقة : هـــه .. فرحنا
-كنزي وهي تمط شفتيها : لأ فرح قرايبك
-عمــر مبتسماً ابتسامة بلهاء : أنا ماليش قرايب
-كنزي بحدة وهي تشير بيدها : لو سمحت .. بلاش كده
-عمر وهو يتنحنح : احم .. سوري ، بس أصلك آآآ...
-كنزي بنظرات مترقبة : اصلي ايه ؟
-عمر مبتسماً : أصلك زي ما الشاعر بيقول يا بت جمالك هبشني ، والهبشة جت في العباية
شعرت كنزي بالاحــراج مجدداً من غزل عمــر الصريح لها ، و..
-كنزي بخجل : بطل بقى ، أنا مش بحب الطريقة دي
-عمر وهو يشير برأسه : حاضر ..
أمسك عمــر بمقبض باب السيارة ثم فتحه لكنزي ، وأشــار لها بيدها لكي تدلف إلى داخل السيارة و..
-عمــر مبتسماً: اتفضلي
-كنزي بصوت خافت : شكراً
أغلق عمــر الباب برفق بد أن جلست كنزي على المقعد ، ثم ركض حول السيارة ليجلس هو في المقعد المجاور لها .. فنظرت له شزراً ، ولكنه بادلها الابتســام ..
نظر إليهما السائق عبر المرآة الأمامية و..
-السائق متسائلاً : على فين يا عمر بيه
-عمــر بنبرة سعيدة وهو يمزح : على المأذون
حدقت كنزي في وجه عمر ،ورمقته بنظرات حـــادة ، فرفع هو كلتا يديه أمام وجهها محاولاً تهدئتها قبل أن تنفعل عليه و...
-عمر وهو يشير بيديه : بهزر والله .. اطلع ع الفرح يا أسطى ..
-كنزي وهي تلوي فمها في ضيق : ايوه كده
-عمر مكملاً وعلى وجهه ابتسامة عريضة : بس سوق على اقل أقل أقل أقل من مهلك .................................... !!!!
في الباخرة ،،،،،
أرادت كارما أن تحذر المهندس رأفت من زيدان ، وتخبره عن طباعه التي عرفتها عنه خلال فترة عملها القصيرة معه ولكن منعتها صفاء ، وامسكت بها من يدها ونظرت إليها بنظرات جادة و...
-صفاء وهي تمسك بيدها: لأ يا بنتي ، مالناش دعوة
-كارما بنبرة قلقة : يا مامي ، انتي مش عارفاه ، الراجل ده مش سهل ، والبت شكلها طيب
-صفاء بنبرة هادئة : هما اكيد عارفين طباعه ، ومش معقول هيكونوا وافقوا عليه كده من غير ما يكونواعارفينه كويس
-كارما بنظرات متوجسة : قلبي مش مطمن يا مامي .. أنا بجد خايفة وقلقانة
-صفاء بنبرة جادة : كارما مالناش دعوة ، خلينا في حالنا ، هما عيلة في بعض
-كارما مقاطعة : بس يا مامي المهندس رأفت دلوقتي من العيلة ، ومن حقه علينا أننا نعرفه بأي حاجة نعرفها عن اللي يخصه
زفــرت صفاء في ضيق، فهي تعلم أن ابنتها إن وضعت شيئاً ما برأسها ، فإنها لا تتراجع إلا عندما تنفذه ...
لذا لم يكن أمامها أي حل أخــر إلا ...
-صفاء بضيق : خلاص اصبري لما عمك رأفت يجي هنا ونقوله ، غير كده ماتتحركيش من جمبي
-كارما على مضض : طيب ..
..........................
في ألمانيا ،،،
في الفندق ،،،،
وصل خالد إلى الفندق مجدداً ، بدأ في تجهيز حقائبه وإعداد كل شيء حتى يرحل غداّ عن الفندق ، ويذهب إلى المطـــار ويعود إلى القاهرة ...
جمع خالد جميع متعلقاته ، وتأكد من خلو الأدراج من أشيائه الخاصة ..
ثم جلس على طرف الفراش ، وأمسك بهاتفه المحمول ليتصل بجاسر هاتفياً ..
طلب خالد جاسر أكثر من مرة ولكن كان الهاتف مغلقاً .. عقد خالد حاجبيه في دهشة ، ومط شفتيه في استغراب و..
-خالد بنظرات مندهشة وبتأفف : قافل تليفونه ده ليه .. استغفر الله العظيم يا رب !!!
.............................
في المشفى ،،،،،
أحضـــر أدهم صينية مليئة بالطعام لزوجته ، ثم جلس إلى جوارها على الفراش ، ووضع الصينية على حجره ، وامسك بالملعقة و..
-أدهم مبتسماً : عاوزك تاكلي الأكل ده كله يا مزتي
-يارا وهي تشير بيدها : لألأ مش هاقدر
-أدهم مبتسماً : وربنا أبداً ، أنا عاوز الواد يطلع عصب وناشف زي أبوه
-يارا بنظرات متحدية : طب أنا عاوزاها بنت
-أدهم مبتسماً : وماله ، أنا عاوز البت تطلع مألوظة وطرية زي أمها
-يارا وهي تنظر إليه بحدة : برضوه
-أدهم : طبعاً ... المهم أول ما هتخرجي من هنا بالسلامة أنا ناوي أعملك Honey Moon إنما ايه حكاية
نظرت يارا إليه باستغراب وهي تزم شفتيها و..
-يارا بتعجب : Honey Moon ؟
-أدهم بنبرة واثقة : أه طبعااااا ... عاوزين نعوض اللي فـــات
-يارا مبتسمة بخجل : إن شاء الله
-أدهم غامزاً : ده انتي هاتشوفي الـ آآآ... ولا بلاش أخر مرة اتنشينا عين محترمة ..
-يارا وهي تشير برأسها : أها
-أدهم مبتسماً : ان شاء الله خير
ملأ أدهم الملعقة بالطعام ، ثم بدأ يدسه في فم يارا ملعقة تلو الأخــرى ..
تناثر بعض بقايا الطعام على زاوية فمها ، فمد ادهم إصبعه ومسحه برفق عن فمها .. فنظرت إليه يارا بامتنان ، فبادلها هو نظرات الحب والهيام ...
...................................
في الباخرة ،،،،،،
وصلت سيارة المهندس رأفت إلى مدخل الباخرة ، وبالطبع لم تسلم كنزي من تعليقات ولا غزل عمــر الصريح لها ..
ظلت طوال الطريق ترمقه بنظرات حانقة ، ولكنه استمر على حـــال ، فالسعادة كانت إلى جوارها ..
-عمر مبتسماً : عارفة يا كنزي ، انتي بتفكريني ببنت عمي يارا ، نفسي تتعرفي عليها أوي ، بجد شبهك وعاملة زيك كده مجنونة وطأة وآآآآ...
نظرت كنزي إلى عمـــر بنظرات حانقة وهي تجز على شفتيها من الغيظ و..
-كنزي بضيق : يعني انت شايفني مجنونة
شعر عمــر أنه قد تسع حينما لفظ بكلمات في غير محلها ، فحاول تلطيف الأجواء و...
-عمر مسرعاً : لألألأ .. والله ما أقصد .. ده آآآ.. ده انا قصدي يعني انك مختلفة وكده
-كنزي وهي تجز على أسنانها بحنق : الحمدلله اننا وصلنا ..
ترجلت كنزي من السيارة على الفور، وصفعت الباب بحدة خلفها ، فانتفض عمــر فزعاً ، وظل يتابعها وهي تدلف إلى الداخل ، في حين نظر إليه السائق شزراً من المرآة و..
-عمــر : ماتبصليش انت كمان ، أنا عارف بدل ما جيت اكحلها ، فقعت عينها ..
-السائق : طب قول يا عمر بيه إلحقها بدل ما تدخل لوحدها.. مايصحش تبقى جاي معاك وآآ...
-عمر مقاطعاً : اه صح ...
فتح عمـــر الباب على عجالة ، وركض ناحية كنزي وهو يصرخ بـ....
-عمر بنبرة عالية : يا بت .. انتي يا بت
لم تعر كنزي عمــر الانتباه ، واكملت خطواتها إلى داخل الباخرة ، فلحق هو بها ، ووقف أمامها وهو يلهث و...
-عمـــر وهو يلتقط أنفاسه : الحمدلله لحقتك .. أنا أسف .. متزعليش
-كنزي وهي تزفر في ضيق : أوووف
-عمــر وهو يشير بيده : اتفضلي .. هوديكي عند أمك
نظرت له كنزي مرة أخرى بحدة وهي ترفع أحد حاجبيها ، وواضعة ليدها في وسط خصرها ، فرفع عمـــر كلتا يديه في وجهها و...
-عمر وهو يشير بيديه : سوري .. آآآ.. أقصد حماتي .. اتفضلي
زفــرت كنزي مرة أخرى بحدة وعلى وجهها علامات الانزعـــاج ، ثم جابت ببصرها المكــان ، وبالفعل وجدت والدتها واختها جالستان على إحدى الطاولات الخلفية ... فتوجهت ناحيتهما ...
ســـار عمــر خلفها وظل محدقاً بها وهي تتمايل في مشيتها و..
عمر في نفسه : أوووف ، هو في كده .. ده أنا عقبال ما أوصل لمرحلة الخطوبة هيكون جالي انهيار عصبي ده إن وافقوا عليها أصلاً ... !
................
شهقت السيدة صفاء وفرغت شفتيها في صدمة حينما رأت ابنتها كنزي أمامها ، نهضت كارما على الفور من مقعدها وتوجهت نحو اختها الصغرى وأمسكت بها من ذراعها و...
-كارما بتعجب شديد : كنزي ، انتي جيتي ازاي ؟؟؟
-صفاء باندهاش : انتي بتعملي ايه هنا
وقف عمــر على مقربة من طاولتهن ، ثم تدخل في الحوار و...
-عمــر مبتسماً ببلاهة : أنا اللي جبتها
-صفاء وهي تعقد حابيها في دهشة : انت !!!
-كارما باستغراب شديد : هــه
-عمر وهو يوميء برأسه : اينعم .. مهانش عليا نجي الفرح من غيرها ، فروحت البيت عندكم وطلبت منها تلبس واستنتها تحت ، وهي الصراحة مكدبتش خبر ، وسمعت الكلام وجت معايا
التفتت صفـــاء برأسها ناحية ابنتها ، وحدقت كارما هي الأخرى بها ، بينما عجزت كنزي عن الرد .. فهي تعلم أن نظرات والدتها تحمل من التساؤلات ما يجعل الموضوع قيد التحقيق ...
-صفاء بضيق : شكراً يا بني ، بس مافيش داعي تتعب نفسك بعد كده
-عمــر مبتسماً : يا ريت لو كل التعب يبقى بالشكل ده
-صفاء وهي تحاول أن تبدو هادئة : طيب تقدر انت تتفضل وتشوف الفرح بتاعكم
لم يهتم عمــر بحديث صفاء ، حيث اقترب من طاولتهن ، ثم أمسك بأحد المقاعد بيديه وسحبه و...
-عمــر وقد سحب أحد المقاعد : لأ أنا أعد معاكو .. ده انا الحاج موصيني أبقى زي ضلكم .. اتفضلوا انتو
ظلت صفاء ترمق عمــر بنظرات حادة وحانقة ، في حين صمتت كنزي ولم تعقب ..
..............................
استمـــر الحفل دون وقوع أي مشاكل به ، وتم توزيع صواني تحتوي على مختلف أنواع الشيكولاته على جميع الطاولات الموجودة بالقاعة بالإضافة إلى زجاجات المياه والمشروبات الباردة ..
تم دعوة العروسين لاحقاً لارتداء ( الشبكة ) ، والتي كانت عبارة عن ( عقداً عريضاً من الألمــاس الحر ) و يشبه الطوق في تصميمه ، بالإضافة إلى سوارٍ من نفس التصميم ، وخاتمٍ به فصوص صغيرة متجاورة ومقاربة إلى نقشة العقد ...
أمسك أحد المشرفين في الحفل بالصينية الفضية التي تحتوي على علبة الشبكة الفاخرة ، ورسم على وجهه ابتسامة مصطنعة
أمسك زيدان بقبضة يد شاهي الصغيرة بيده القوية ، ثم نظر إليها بعينيه الحادتين ، و..
-زيدان بنبرة جـادة : يالا
أومـــأت شاهي برأسها ، ثم نهضت من على الآريكة ، وسارت مع زيدان وهي ترتعد ..
وقفت شاهي في منتصف القاعة بعد أن اصطحبها زيدان إلى حيث يقف احد المشرفين، ثم مد يده في العلبة التي تحتوي على الشبكة .. وأخرج الطوق منه ، ثم اقترب من شاهي ، ولف يديه حول عنقها ، ووضعه على عنقها وهو يبتسم ابتسامة لئيمة ..
وما إن انتهى حتى أمسك بالسوار ، وجذب معصمها الأيسر بقوة ووضعه بيدها ، وأحكم إغلاقه هو الأخـــر عليها .. ومازالت تلك الابتسامة المخيفة على وجهه
ثم أخيراً أمسك بالخاتم بإصبعيه ، ومد يده الأخرى ليمسك بكف يدها ووضع الخاتم بإصبعها وهو يرمقها بنظرات غير مفهومة ...
.............................
ظلت كارما تتابع من على بعد ما يحدث وقلبها يرتعد خوفاً على تلك المسكينة ، هي تخشى أن يفوت الآوان قبل أن تستطيع إنقاذهــا ..
........................
أعلن مسئول تنظيم الحفل عن وصـــول المأذون الشرعي إلى القاعة الداخلية بالباخرة ، وبالتالي بدء مراسم عقد القران
...........
انتفض قلب كارما رعباً حينما سمعت هذا ، وشعرت أن الوقت يمر سريعاً ، لذا مالت على والدتها ، وهمس في أذنيها بـ......
-كارما بصوت هامس : مامي مش هاينفع أستنى أكتر من كده ، لازم ألحق أكلم عمي رافت بسرعة
-صفاء بضيق : يا بنتي مافيش داعي ، كده ممكن تحصل مشكلة
-كارما بنبرة متوسلة : بليز مامي .. أنا مش عاوزة أشيل ذنبها
صمتت السيدة صفاء لثوانٍ ، ثم أطرقت رأسها في حزن ، وظلت تفكر ملياً ، وفي النهاية فتحت فمها و...
-صفاء على مضض : خلاص روحي
أمسكت كارما بكف يد والدتها ، وضغطت عليه في امتنان منها ، ثم نهضت عن الطاولة ، وسارت في اتجاه الحشد المجتمع في المنتصف ..
...............
ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجه فريدة وهي ترى بأعينها أول بوادر انتقامها وهو يتحقق .. ظلت ترمق اختها ناهد بنظرات انتقامية ، وكأنها تشفي غليلها منها .. كم باتت تبغضها بسبب ما فعلت معها في الماضي ، وها قد جــاء الوقت لتتذوق طعم الحــزن والآســى ...
..................
جاءت سيدة ما إلى الباخرة وهي متشحة بالسواد ، جابت ببصرها المكان ، إلى أن وقع بصرها على زيدان وعروسه ، اقترب منها أحد المشرفين وأشـــار لها لكي تدلف إلى داخل القاعة وتجلس على أحد المقاعد ، ولكنها أشارت له بيدها ورفضت أن تجلس على أي من تلك الطاولات .. ظلت واقفة في مكانها تراقب من على بعد ما يحدث ..
اقترب منها أحد رجــال الحراسة الخاصة بزيدان ذوي الجسد المفتول والضخم و...
-الحارس بلهجة قوية : رحــاب هانم تحبي حضرتك آآآ...
-رحـــاب مقاطعة : لأ .. أنا هاشوف وهامشي على طول
-الحارس وهو مطرق الرأس : تمام يا هانم ..
-رحــاب بنبرة جادة : خلي السواق يجهز
-الحارس : مستعد يا هانم ... !
-رحــاب وهي تشير برأسها : أهــــا
.............................
سارت كارما بخطوات سريعة ناحية الحشد المجتمع في منتصف القاعة ، ورفعت رأسها قليلاً لكي تحاول أن تجد المهندس رأفت ببصرهــا بين المتواجدين ...
وبينما هي تبحث عنه ، تعثر بها أحد الأطفــال وداس بقدمه على طرف فستانها ، وظل واقفاً في مكانه ، بينما أكملت كارما تقدمها للأمــام ، مما أدى إلى تمزق الفستان ، وانتزاع خيوطه خاصة من منطقة الخصــر ..
لم تنتبه كارما لتمزق فستانها ، فهي كانت مشغولة بالبحث عن المهندس رأفت ..
لمحت إحدى الفتيات فستان كارما الممزق ، فتوجهت ناحيتها ، ووضعت يدها على خصرها ، فالتفتت كارما لها ، ثم مالت الفتاة عليها وهمست بشيء ما في أذنها .. فجحظت عيني كارما ، والتفتت ببصرها لتجد الفستان قد تمزق بالفعل ، وشعرت بالحرج على الفور ..
عاونتها الفتاة في تغطية جسدها من الخلف ، ثم سارت كلتاهما ناحية المرحـــاض لكي تحاول مساعدتها في إصلاحه ...
.........................
بدء المـــأذون الشرعي في مراسم عقد القران ، وجلس زيدان في مقابل رأفت الصياد بإعتباره وكيل العروس ...
أشـــارت شاهي إلى والدتها التي صعدت إلى الكوشة وجلست على الأريكة بجوارها و..
-ناهد بالتسامة فرحة : أيوه يا عروسة
-شاهي بقلق :مامي .. ممكن تكلمي جاسر ع الفون دلوقتي
امتعض وجــه ناهد على الفور ، وزمت شفتيها في ضيق ونظرت إلى ابنتها بنق و...
-ناهد بضيق : برضوه جاسر ، انتي عارفة كويس انه مش هيرد عليكي
أمسكت شاهي بيد والدتها وظلت تتوسل إليها أن تهاتفه و..
-شاهي بتوسل : بليز مامي ، أرجوكي كلميه ، أنا عاوزة أسمع صوته ، وإلا والله ما هاكمل الجوازة دي
-ناهد وهي تزفر في ضيق : اوووف
اضطرت ناهد أسفة أن تخرج هاتفها المحمول من حقيبة يدها الصغيرة ، ثم ضغطت على بعض الأزرار ، وطلبت جاسر هاتفياً ...
.........................
في شرم الشيخ ،،،،،،
جلس جاسر على الشاطيء وهو دامع العينين ، فهو يعلم أن اليوم هو يوم حفل زفـــاف شقيقته الصغرى التي رفضت أن تجعله يشارك فرحتها وينتقي لها زوجها المناسب ...
تعمد جاسر أن يغلق هاتفه حتى لا يضطر إلى الاتصــال بها رغماً عنه ، ولكن قلبه لم يطاوعه على تركها هكذا ..
فتح جاسر هاتفه المحمول ، وظل ينظر إلى الصور التي تجمعه بشقيقته ، أخذ جاسر نفساً عميقاً حتى انتفخ صدره بالآلام ، ثم زفــره ببطء وهو يتنهد بحرارة...
حاول أن يحبس عبراته ويمنعها من السقوط ، ولكن خانته وانسدلت رغماً عنه ..
ثم رن هاتفه برقم والدته ، فنظر إلى الشاشة وهو متردد هل يجيبها أم يتجاهل إتصالها ..
ولكنه حسم في النهاية أمــره بالإجابة عليه ...
-جاسر هاتفياً : الووو ..
......................
أعطت ناهد الهاتف إلى ابنتها فور سماعها لصوت جاسر و..
-ناهد بضيق : خدي كلميه
أمسكت شاهي الهاتف وهي تكاد لا تصدق أن اخيها بالفعل أجاب على الاتصـــال ، ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخرى و..
-شاهي هاتفياً بصوت خافت : الووو
انتبه جاسر إلى صوت شقيقته و..
-جاسر بنظرات جاحظة : شاهي
-شاهي بنبرة حزينة : ازيك يا جاسر
صمت جاسر ولم يجب على شاهي ، فالشعور بالضيق منها مازال يسيطر عليه ..
شعرت شاهي أن أخيها مازال غاضباً منها ، لذا أكملت بـ ...
-شاهي بصوت حزين : انا عارفة انك انت زعلان مني ، بس ماينفعش متقوليش مبروك في يوم فرحي
صمت جاسر ولم يعقب على عبارتها ..
-شاهي بنبرة تحمل الآسى : الفرح من غيرك ناقص
-جاسر بنبرة معاتبة : يعني انتي عملتلي قيمة يا شاهي ؟؟ ما أنتي ركبتي دماغك وعملتي اللي عاوزاه
.............
لم ترد ناهد أن تزيد ابنتها في حديثها مع شقيقها حتى لا يجعلها تعدل عن رأيها وترفض إتمام الزيجة ، لذا أشــارت لها بيدها في وجهها ، لكي تنهي المكالمة على الفور
-ناهد بصوت خافت وبضيق واضح : يالا بقى ، الفرح شغال ، ماينفعش كده ، اوووف
أومـــأت شاهي لوالدتها برأسها ، والتفتت للناحية الأخرى لتكمل المكالمة ، كانت مترددة في سؤاله عن رأيه في إتمام تلك الزيجة ، ولكن لم يعد أمامها وقت ، لذا حاولت أن تستجمع شجاعتها و...
-شاهي بصوت خافت وبتردد : أنا .. انا كنت عاوزة آآآ...
-جاسر بقلق : عاوزة ايه يا شاهي ، قولي
-شاهي بنبرة متوترة : هو لو أنا آآآآ.....
لم تكمل شاهي جملتها حيث أمسكت ناهد بالهاتف ، وأغلقته على الفور ونهرت ابنتها بحدة و...
-ناهد بضيق : خلاص بقى ، انتي مش سمعتي صوته ، يالا عشان المأذون عاوزك توقعي على القسيمة ...!
نظرت شاهي إلى والدتها بأعين مغتاظة ، فهي كانت تريد أن تسأل أخيها عن رأيه ، ولكن للأسف لم تستطع ..
اقترب أحد معاوني المأذون الشرعي من شاهي ، وصعد إلى الكوشة وهو ممسك بدفتر ما في يد ، وقلم حبر في اليد الأخــرى ..
.............................
في شرم الشيخ ،،،،،
نظر جاسر إلى الهاتف وقد احتقن وجهه بالدمــاء ، زفـــر مرة اخرى في انزعــاج شديد ، ثم قبض على الهاتف بيده بكل ضيق، و رفع يده الممسكة به عالياً في الهواء ، وألقاه بكل قوته في مياه البحر الحالكة ، ليغرق الهاتف في تلك المياه دون رجعة ....
.................
في الباخرة ،،،،
في داخل المرحـــاض ،،،،
حاولت كارما جاهدة أن تجد إبرة وخيط لكي تستطيع أن تعيد حياكة فستانها الممزق لتدلف إلى الخــارج وتتحدث مع المهندس رأفت ..
دلفت الفتاة إلى الخــارج لكي تطلب من والدتها الابرة التي بحوزتها ..
ظلت كارما تفرك يديها في توتر ، وتنظر إلى هيئتها المرتعدة في المرآة ، وضعت يدها على جبينها في خوف ، ورفعت بصرها إلى أعلى و..
-كارما بتوتر بالغ : استر يارب .. يا رب ألحقها ، عديها على خير
دلفت الفتاة مجدداً إلى المرحاض وهي تحمل في يدها الإبرة والخيط ، ثم انحنت بجسدها للأسفل ، وقامت بمحاولة حياكة سريعة للفستان ...
..........................
اقترب معاون المأذون الشرعي من شاهي ، وطلب توقيعها على وثيقة الزواج ، جذبت ناهد القلم من يده ، ثم أعطته لابنتها وعلى وجهها ابتسامة عريضة ..
أمسكت شاهي بالقلم وأصابعها ترتعش خوفاً ... نظرت إلى والدتها بنظرات متوترة ..
تابعت فريدة من على مقربة ما يحدث وعلى وجهها علامات الترقب الواضحة .. تتمنى أن تسطر شاهي بيدها وثيقة موتها ..
في حين ظلت رحـــاب زوجة عدلي المقهورة عليه محدقة من على بعد بتلك العروس البائسة التي وقعت في براثن ابن أخيها ذو القلب المتحجر .. وتنتظر على أحر من الجمر أن ينجح زيدان في تنفيذ وعده بالانتقام من عائلة الصياد بأسرها ...
.............
انتهت الفتاة من حياكة الفستان الممزق ، فركضت كارما إلى خـــارج المرحاض بعد أن شكرتها ، وحاولت قدر المستطاع أن تصل إلى المهندس رأفت الذي لمحته يضحك بجوار بعض الأشخــــاص ...
ولكن .. لقد فـــات الآون ....
لقد وقعت شاهي على وثيقة الزواج ، وسحب المعاون منها الدفتر ، وانطلقت الزغاريد في القاعة ...
تسمرت كارما في مكانها ، وجحظت عيناها في رعب ، ثم وضعت كلتا يديها على فمها في فـــزع تام ، هي فشلت في إنقاذ تلك الفتاة ..
-كارما بنظرات مصدومة : مش ممكن .. مش ممكن ........................................................... !!!!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا