مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الحادى والعشرون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الحادى والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
على متن الباخرة ،،،
انتهت شاهي من التوقيع على وثيقة الزواج ، وبدأت تعلو الزغاريد في أرجـــاء القاعة ..
شهقت كارما فزعت حينما وجدت أن الأمــر قد انتهى ، ورغم هذا أكملت طريقها في اتجاه المهندس رأفت و...
-كارما بنبرة قلقة : بشمهندس رأفت ، مكن كلمة
-رأفت مبتسماً : اه طبعاً ..
استأذن رأفت من الأشخاص الذين كانوا متواجدين معه ، ثم وضع يده على ذراع كارما ليدفعها إلى الأمـــام ، وابتعد بها عن الزحـــام والضوضاء ، ووقف على مقربة من مدخل القاعة ..
لمحت فريدة زوجها رأفت وهو ينسحب من الحفل بصحبة فتة ما شابة تصغره بسنوات ، فاشتعل في قلبها الغيرة ونهضت من على مقعدها ، وحاولت أن تلحق بهما ...
التقطت كارما أنفاسها وحاولت أن تشرح الموضوع على عجالة له و...
-كارما بنبرة منزعجة : أنا كنت عاوزة أقول لحضرتك ان عريس شاهي ده أنا عارفاه كويس ، هو كان آآآ....
-رأفت مقاطعاً وهو يشير بيده : عارف يا بنتي هو من عيلة وغني وكان عايش برا وآآآ...
أشـــارت كارما بيديها ، وأومــأت برأسها نفياً ، واعتلى وجهها نظرات متوترة و..
-كارما بقلق : لألألأ .. مش ده اللي أنا عاوزة أقوله لحضرتك
نظر رأفت لها باستغراب شديد وهو عاقد حاجبيه ، ثم وضع يده على كتفها لا إرادياً و.....
-رأفت مندهشاً : في ايه ؟
لم تستطع كارما أن تكمل باقي حديثها حيث وقفت في وجهها سيدة ما على وجهها ملامح الغضب ، وعقدت ساعديها أمام صدرها ، ثم نظرت إلى كارما بنظرات احتقارية و..
-كارما بنظرات متعجبة : آآآآ
-رأفت متسائلاً : في ايه ؟
نظر رأفت إلى حيث نظرت كارما ، فوجد زوجته تقف أمامهما ، ففغر شفتيه ، وارخى ذراعه عن كتف كارما و..
-رأفت وهو يبتلع ريقه بصعوبة : آآآآ... فــ... فريدة
-فريدة بنظرات استعلاء : أيوه .. فريدة مراتك
زمت فريدة شفتيها في حنق ، ثم نظرت مرة أخرى إلى كارما بنظرات قاتلة و..
-فريدة بضيق بالغ : مين دي اللي انت سايب الفرح وواقف معاها يا بشمهندس
-رأفت بتردد: دي .. دي آآ...
شعرت كارما أن هناك كارثة ما على وشك الوقوع ، لذا أثرت أن تنسحب على الفور و..
-كارما بتوتر : عن .. عن اذنكم
أمسكت فريدة بذراع كارما بحدة ، وقبضت عليه بأظافرها ، ومنعتها من الحركة ، فتآوهت كارما من شدة الآلم و..
-فريدة بلهجة آمــرة : استني هنا .. مش هاتمشي قبل ما أعرف انتي مين
-كارما متآلمة : آآآآه
تدخل رأفت على الفور وحـــاول أن يبرر وجود كارما معه ، فهو لا يريد أن يتسبب بأي مشاكل لها ، وخاصة مع فريدة زوجته الحقود ..
-رأفت بنبرة جــادة : جرى ايه يا فريدة ، دي .. دي موظفة عندي وجاية تبلغني حاجة في الشغل
تركت فريدة ذراع كــارما بعد أن آلمتها بشدة ، ونظرت إلى زوجها بغضب و...
-فريدة بنبرة حانقة : وهي عشانها موظفة عندك ، تقوم تحط ايدك عليها بالشكل ده ، لأ وواخدها على جنب كمان
-رأفت بنظرات قاتلة ولهجة حـــادة : عيب اللي بتقوليه ده يا فريدة ، كارما زي بنتي ، بلاش هبل ..
فريدة وهي ترمقها بنظرات احتقار : هي الأشكال دي تبقى بنتك برضوه ولا آآآ...
-رأفت بنبرة عالية وصوت أجـش : فـــــــريدة !!!!!!
انسحبت كارما على الفور من أمام فريدة ، بعد أن سمعت بأذنيها إساءة تمس كرامتها وشرفها .. وضعت يدها على فمها وهي تكتم بكائها ، بينما ذرفت دموعها الدموع ..
لاحظ رأفت ما أصــاب كارما من خيبة أمل ، فنظر إلى فريدة بنظرات مغتاظة ووبخها على ما فعلت
-رأفت بحدة : عاجبك كده ، البنت تقول ايه عننا الوقتي
-فريدة وهي تمط شفتيها في ضيق: همك زعلها أوي ، روحي اجري وراها وصالحها
-رأفت وهو يزفر في ضيق : اوووف ، استغفر الله العظيم يارب
.....................
عــــادت كارما إلى طاولتها وعيناها مغرورقتان بالدموع ، لمحتها والدتها بتلك الهيئة الحزينة ، فصدمت ، وانتابها القلق و...
-صفاء بتوتر : في ايه يا بنتي
-كارما بصوت شبه باكي : مافيش يا مامي
-صفاء بقلق : ازاي مافيش وانتي .. وانتي شكلك معيطة
لم ترغب كارما في إبلاغ والدتها بما حدث للتو مع زوجة زوجها المهندس رأفت حتى لا تنزعج وتشعر بالضيق ، فحاولت أن تختلق أمــراً ما و...
-كارما بنبرة حزينة وهي مطرقة الرأس : أصل .. اصل أنا زعلانة عشان ملحقتش امنع قريبة عمي رأفت
مدت صفاء يدها ووضعتها على ظهر ابنتها وربتت عليها في حنية و..
-صفاء بصوت حاني : معلش يا بنتي ، انتي عملتي اللي عليكي ، وده نصيبها ، وربنا يخلف ظننا ..
رفعت كارما عينيها لتنظر إلى والدتها و..
-كارما وهي تجفف عبراتها : مامي .. بليز ممكن نقوم نمشي
-صفاء باستغراب وهي تعقد جبينها : بس لسه بدري وآآ...
-كارما بنبرة راجية : بليز يا مامي
-صفاء وهي تمط شفتيها : حاضر ... ترجع اختك كنزي وهانقوم على طول
-كارما متسائلة : هي .. هي راحت فين ؟
-صفاء والانزعــاج بادي على وجهها : راحت تجيب حاجة
.......................
نهضت كنزي قبل قليل وتوجهت نحو أحد الطاولات المخصصة للمشروبات الباردة ، فنهض عمــر خلفها ، وحـــاول اللحاق بها ..
زفرت كنزي في ضيق حينما رأته واقفاً خلفها و..
-كنزي بضيق واضح : انت هتراقبني ؟
-عمر مبتسماً : ييس
-كنزي بنبرة حــادة : على فكرة انت عيل خنيق أوي
-عمر بتهكم : كل ده وعيل ، يا بنتي ده أنا قربت أخبط في السقف من طولى
-كنزي بضيق : تخبط في السقف، تنط من عليه ، I don't care ، وعن اذنك بقى عاوزة هوا
-عمر مبتسماً وهو يمزح : أجيبلك مروحة ؟
-كنزي وهي تزفر في ضيق : أوووووف
تركت كنزي عمــر ، وابتعدت عنه وهي تنفخ غيظاً منه .. في حين تبعها هو و..
-عمــر ساخراً : يبقى بلاش مروحة ، نجيب تكييف
..................
عـــاد المهندس رأفت إلى الداخل ، بينما ســارت فريدة من خلفه وهي حانقة من طريقة تعامله مع تلك الفتاة ..
جلس زيدان مرة أخــرى على الآريكة الجلدية بعدما تلقى التهنئات من الجميع .. لم يمسك بيد شاهي أو حتى يهنئها ، وإنما جلس ببرود إلى جوارها ..
حضر إليه أحد رجال حراسته الخاصة ، ثم وقف إلى جواره ، ومــال عليه بجسده ، وهمس في أذنه بشيء مــا ..
رفع زيدان بصره ، ودار برأسه إلى أن لمح زوجة عمه وهي تقف من بعيد .. أومـــأت له برأسها ، فبادلها الإيمــاءة ، ثم انصرفت هي بعدها على الفور ...
أشـــار زيدان للحارس مجدداً بإصبعيه ، فمــال عليه بجسده مجدداً ، قم همس له زيدان بأمــر ما و..
-الحارس وقد اعتدل في وقفته : أوامر معاليك
-زيدان بلهجة آمــرة : عاوز في 5 دقايق تكون كل حاجة انتهت
-الحارس وهو يوميء برأسه : حاضر يا باشا
شعرت شاهي أن هناك خطب ما يجري ، ولكنها لم تعلق .. فهي قد صارت عروساً الآن ، وعليها ألا تشغل بالها بكثرة التفكير فيما لا يفيد .. هي أوهمت نفسها أنها على وشك أن تنعم بالسعادة الأبدية ريثما تدلف إلى منزل الزوجية مع من يحبها ..
....................
توجه المهندس رأفت إلى المرحــــاض ، وهناك إلتقى بشخص عرفه منذ زمن و...
-وحيد بنبرة فرحة : مش معقول ! بشمهندس رأفت
نظر رأفت إلى ذلك الشخص باستغراب شديد ، ثم انفرجت ملامح وجهه حينما تذكر هويته و...
-رأفت مبتسماً : د. وحيد ... يا أهلا وسهلا بيك ، عاش من شافك
اقترب رأفت من وحيد وتبادل كلاهما المصافحة والتحية و..
-رأفت بنبرة فرحة : ايه يا د. وحيد الغيبة دي كلها
-وحيد مبتسماً : هأعمل ايه ما أنت عارف ، الشغل ، ومش بلحق أقعد مؤتمر هنا ، ومؤتمر هناك ، ولجنة هنا .. هو أنا اللي هاقولك برضوه
-رأفت وهو يربت على ذراعه : الله يعينك يا رب
-وحيد : المهم انت اخبارك ايه ؟ طمني عليك وعلى العيلة
-رأفت مبتسماً : الحمدلله كلنا بخير
-وحيد بنبرة هادئة : طب الحمدلله
صمت رأفت لعدة لحظات يفكر في أمــر ما قد طرأ بباله تواً .. ثم ...
-رأفت متسائلاً : بقولك ايه يا د. وحيد
-وحيد وهو ينظر إليه بجدية : خير يا بشمهندس
-رأفت بنبرة خافتة : أنا .. أنا كنت عاوز أستشيرك في حالة كده
-وحيد وهو يعقد حاجبيه في اندهـاش : اتفضل
شرح المهندس رأفت للطبيب وحيد حالة زوجته الثانية السيدة صفاء والحادث الذي تعرضت له قبل سنوات وكيف أصابها بالعجز ، فصمت الطبيب وحيد قليلاً ، ثم أطرق رأسه ووضع يده أسف ذقنه وحكها قليلاً و..
-وحيد وهو يمط شفتيه : مممم.. بص أنا عاوز أشوف الحالة دي بنفسي ، بس في المركز بتاعي اللي في لندن ..
-رأفت فاغراً شفتيه : هــه
-وحيد : انا طيارتي كمان كام ساعة ، لو تقدر تجيبلي الحالة هناك ، هأقدر أفيدك اكتر ، وخصوصاً إن احنا عندنا تقنيات حديثة جدا
-رأفت متسائلاً : يعني في أمل انها تقدر تقوم تمشي على رجلها تاني ؟
-وحيد وهو يهز رأسه : مقدرش أوعدك بحاجة ، بس لازم الكشف الدقيق عليها
تهللت أسارير المهندس رأفت ، وشعر أن الحياة تدب في روحه من جديد و..
-رأفت بنبرة سعيدة : ان شاء الله يكون في خير ، أنا هحاول أجيلك في أقرب وقت
-وحيد بنظرات جادة : وانا هاكون منتظرك ، وهابعتلك العنوان بتاعي وآآآآ....
-رأفت مقاطعاً : هاته الوقتي ، أنا هاسجله على موبايلي
-وحيد : ماشي ...
...........................
أعلن مسئول تنظيم الحفل عن انتهاء حفل الزفـــاف بناءاً على رغبة العروسين ، مما أثار دهشة وحفيظة الجميع ...
استغربت شاهي كثيراً مما فعله زيدان ، فهي لم تطلب منه أن يفعل هذا .. نظرت إليه وهي عاقدة حاجبيها في دهشة و...
-شاهي في نفسها : يبقى عشان كده كان بيكلم الراجل بتاعه
اندهش ناهد هي الأخــرى من طلب زيدان الغريب ، فنهضت عن طاولتها ، وتوجهت إلى الكوشة ، وصعدت إلى زيدان وبدأت الحديث معه و..
-ناهد باستغراب : ايه يا بني ، انت خلصتوا الفرح بدري ليه ؟؟ ده كان لسه في آآآ...
أشــــار زيدان بيده لناهد لكي تصمت ، ثم نظر إليها بنظرات مخيفة وباردة و..
-زيدان بنبرة جادة وجافة : كفاية كده ..
إنتاب ناهد القلق من طريقة زيدان الجديدة معها و..
-ناهد بقلق : بس آآآ...
-زيدان باقتضاب وبحدة : خلاص .. !
ابتعلت ناهد ريقها بصعوبة ، وتوجست خيفة من أسلوب زيدان المخيف و..
-ناهد بتوتر : آآ.. اللي يريحك
................
راقبت فريدة ما يحدث من صدام بين زيدان واختها ناهد وعلى شفتيها ابتسامة عريضة ولئيمة أبرزت من أسفلها أسنانها و...
-فريدة بنظرات شيطانية وبصوت خافت: هو انتي لسه شوفتي حاجة .. ده الجحيم هيبدأ من دلوقتي !
........................
عادت كنزي إلى الطاولة التي تجلس عليها والدتها ، فلمحت السيدة صفاء عمــر وهو يأتي من خلفها ، فنظرت إلى كنزي بحنق و..
-صفاء بنظرات حانقة : يالا احنا ماشيين
-كنزي باستغراب : دلوقتي
-كارما وهي توميء برأسها : أه
وقف عمــر على مقربة من الطاولة ، فلاحظ أن كنزي وعائلتها ينهضن من على مقاعدهن ، فســار في اتجاههن ووقف أمام السيدة صفاء ، ولكنها أشــارت له بيدها لكي يبتعد عن طريقها و..
-صفاء بحدة : بعد اذنك
-عمر باستغراب : في ايه ؟
دفعت كارما المقعد المدولب الخاص بوالدتها ، وأسرعت إلى مدخل القاعة لتدلف إلى الخارج ، فوقف عمــر مجدداً أمام كنزي هذه المرة وحاول أن يفهم منها ما الأمــر ، فنهرته كنزي بحدة و...
-كنزي بحدة : عاجبك كده ، أديني هاخد كلمتين بسببك !
ثم أسرعت كنزي في خطواتها لتلحق بأختها ووالدتها .. بينما تسمر عمــر في مكانه وهو لا يعرف ما الذي حدث ...
........................
خرج المهندس رأفت من المرحاض ليتفاجيء بأن السكون قد عم أجواء الحفل ، وأن الجميع قد بدأوا في الانصراف ، فدار ببصره تلقائياً في اتجاه طاولة زوجته الثانية السيدة صفاء ، فلم يجدها عليها ، فإنتابه القلق ، وســار في اتجاهها .. فوجد ابنه الأصغر عمر يقف وهو محدق بصره تجاه المدخل ، فأمسكه من ذراعه و..
-رأفت متسائلاً : في ايه اللي حصل ؟؟
-عمــر بنبرة حزينة : بححح
-رأفت بعدم فهم : هو ايه اللي بح ؟ وبعدين الفرح سكت فجــأة كده ليه ؟؟؟
-عمر باقتضاب : بلــــــــح
-رأفت بضيق : ايه الكلام الغريب ده ! أنا مش فاهم منك حاجة
-عمــر : ولا أنا فاهم أصلاً
زفـــر رأفت في ضيق ، ثم ترك ابنه عمر وتوجه إلى الخــارج ليبحث عن السيدة صفاء ، ولكنه للأسف لم يجدها في الخارج هي أو حتى ابنتيها .. فعاد مجدداً للداخل وهو غاضب ، ثم توجه لطاولة زوجته الأولى فريدة ليفهم منها ما دار ، فأبلغته أن العروسين قد رغبا في انهاء الفرح ..
شعر رأفت باليأس والاحباط ، فقد أراد أن يوصل زوجته صفاء إلى منزلها ويطمئن عليها ، ولكنه الآن بات محاصراً من قبل زوجته الحقود فريدة ، ولا مفــر من تركها ...
-رأفت بضيق واضح : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لله الأمــر من قبل ومن بعد ..!
.............................
وقفت السيارة السوداء أمام مدخل الباخرة .. ثم دلف أحد رجــال الحراس الخاصة بزيدان إلى الداخل ليبلغه بوصولها ..
نظر زيدان إلى زوجته شاهي بنظرات جادة وباردة ، ثم أشــار لها بعينيه لكي تنهض و..
-زيدان بلهجة آمــرة: يالا .. العربية جت
-شاهي بصوت خافت : أوكي ..
أمسك زيدان بكف يد شاهي وقبض عليه بشدة ، فتآلمت هي من أثر قبضته ، ثم ترك يدها ، ورفع ذراعه لكي تتأبط هي به .. وســأر بها بخطوات واثقة إلى السيارة ...
انطلقت الزغاريد مجدداً وهما يدلفان إلى الخــارج ..
فتح أحد رجــال الرحاسة الخاصة باب السيارة لشاهي ، ثم انحنت هي برأسها وجسدها ، ودلفت للداخل .. فأغلق الحارس الباب
بينما دار زيدان حول السيارة ليفتح له الحارس الأخــر الباب ، فيدلف إلى داخل السيارة ..
فتحت شاهي نافذة السيارة لتودع والدتها التي حاولت قدر الامكان أن توصي زيدان عليها ، ولكنه لم يكن مصغياً إلى هرائها ..
أشعل زيدان سيجاره الكوبي وهو داخل السيارة ، فنظرت إليه شاهي بقلق .. ثم أشــار للسائق برأسه لكي يتحرك ..
وبالفعل انطلقت السيارة بهما ، فحاولت شاهي أن تطل برأسها للمرة الأخيرة من نافذتها لتلقي نظرة الوداع على عائلتها ......
أمــر زيدان قائد السيارة أن يغلق جميع النوافذ ويتوجه إلى الفيلا ، ثم ظل بعدها صامتاً لم ينبس بكلمة ، فقط ينفث دخــان سيجاره الكوبي ..
نظرت إليه شاهي من زاوية عينها بتوجس وترقب .. فهي باتت تخشى الآن -أكتر من أي وقت قد مضى- مما هي مقبلة عليه..................!!!
في فيلا زيدان ،،،،،،،
بعد برهة من الوقت ، وصلت سيارة زيدان إلى فيلته ..
ضغط السائق على بوق السيارة لتفتح البوابة الحديدية المدعمة بألواح الزجــاج السميكة ، ويدلف للخـــارج عدداً أخراً من الحرس الخاص إلى خــارج الفيلا ..
قـــاد السائق السيارة ببطء عبر الممر الحجري إلى أن وصل إلى بوابة الفيلا الخشبية العريضة ، تم إغلاق البوابة الحديدية ، ثم انتشر الحرس مجدداً كل على حسب موقعه ...
أوقف السائق السيارة ، ثم ترجل الحارس الخاص منها ، وفتح باب زيدان أولاً الذي ترجل من السيارة هو الأخــر ، ثم دار حول السيارة ليتوجه إلى باب زوجته ويفتحه لها ...
وقف زيدان في مكانه ، ظل يتأمل الفيلا لبرهة ، ثم أدار رأسه فجــأة ناحية شاهي التي كانت تنظر إليه بتوجس ، ثم رمـــقها بنظرات حــادة ومخيفة و..
-زيدان بلهجة آمــرة : انزلي
امتثلت شاهي لأوامــــر زيدان ، وترجلت من السيارة ، ورغم أنها كانت تحتاج لعون خاصة فيما يتعلق بذيل فستانها الطويل إلا أنها خشيت أن تطلب من زيدان المساعدة فينهها أمام حراسته ...
ســـار زيدان أولاً ، ثم توجه ناحية باب فيلته ، حيث وقف أحد الحراس وفتح له الباي على مصرعيه ، التفت زيدان برأسه فوجد شاهي تسير خلفه وهي مشغولة بفستان زفافها .. فلم يعبيء بها ، ودلف إلى الداخل ..
لحقت به شاهي وقلبها يرتعد خوفاً مما هي مقبلة عليه ..
أخذت نفساً عميقاً ، ثم زفــرته بقوة ، ودلفت إلى الداخل ..
وما إن وطأت قدميها الفيلا حتى سمعت صوت إغلاق بابها ، فالتفتت برأسها للخلف في اضطراب واضح ..
بحثت شاهي بعينيها عن زيدان ، ولكنها لم تجده أمامها ، عقدت حاجبيها في اندهــاش تام ، وظنت أنه ربما يكون قد سبقها إلى غرفتهما الموجودة بالطابق العلوي، لذا توجهت نحو سلم الدرج ، وأمسكت بالدرابزون وبدأت تصعد الدرجـــات ، ولكن أوقفها عن اكمــال صعودها للأعلى صوتاً مخيفاً جـــاء من خلفها ، أدارت شاهي رأسها ببطء ناحية مصدر الصوت ، لتجد زيدان – وقد خلع سترته - ينظر إليها بأعين شرسة و...
-زيدان بصوت جهوري مخيف : أنا قولتلك تطلعي
-شاهي بصوت مرتعد : أنا .. أنا فكرت انك آآآ....
-زيدان مقاطعاً بحدة : إنتي متفكريش أصلاً
نظرت له شاهي بأعين خائفة ، وفغرت شفتيها في خوف و..
-شاهي بخوف شديد : هــه .. آآ...
صمت زيدان للحظـــات ، ثم نزع رابطة عنقه وألقاها بعدم اكتراث على أرضية البورسلين اللامعة ، وفتح أزرار قميصه ، ثم أمسك بسيجارة كوبية أخرى وأشعلها بولاعته الذهبية ، ثم ظل يدخنها لثوانٍ قبل أن يكمل بـ...
-زيدان بنبرة قوية : إنتي عارفة أنا اتجوزتك أصلا ليه ؟
-شاهي بنظرات مترقبة : آآ.. عشان انت .. انت بتحبني
ضحك زيدان عالياً بطريقة مخيفة وهيسترية ، فتسمرت شاهي في مكانها ، ثم ســـار لبضع خطوات في اتجـــاهها ، فنظرت هي إليه بتوجس شديد ..
ثم توقف زيدان فجـــأة عن الضحك ونظر إليها بنظرات حـــادة وباردة و...
-زيدان بصوت رجولي مخيف : أنا عمري ما حبيتك أصلاً !
صعقت شاهي من عبارة زيدان الأخيرة ، وعقدت حاجبيها في دهشة بالغة و..
-شاهي بنبرة خائفة : اومــال .. اتـ.. اتجوزتني ليه ؟
اقترب زيدان أكثر من شاهي حتى صــار على بعد خطوة منها ، ثم نظر إليها بنظرات قاسية و...
-زيدان بنبرة جافة ونظرات شرسة : عشان أدمرك ، وأدمـــر عيلتك كلها
فغرت شاهي شفتيها في صدمة ، ونظرت إليه بأعين جاحظة غير مصدقة لما قال و..
-شاهي بنظرات مصدومة : إيييييه ؟؟؟
نظـــر زيدان إلى شاهي بنظرات أكثر شراسة و حقد ، ثم أكمل بـ ..
-زيدان بنبرة مخيفة وهو يجز على أسنانه : عشان أجيب حق عمي اللي كلكم دمرتوه
-شاهي بعدم تصديق : هـــه .. عــ.. عمك !
-زيدان بنبرة أكثر شراسة : أيوه عمي .. عمي عدلي الباشا ....!!!!!
لم تستطع شاهي أن تتحمل الصدمة أكثر من هذا ، حيث نظرت إلى زيدان بأعين زائغة ، ثم شعرت أن رأسها يدور بها ويدور ولم تعد تقوْ على الاستمــرار ، فإنهــارت على الفور ، وفقدت وعيها ، فأمسكها زيدان بذراعه ، ومالت هي بجسدها للخلف .. ثم نظر إليها بعدم شفقة و...
-زيدان والابتسامة الشيطانية تعلو ثغره : هو انتي لسه شوفتي حاجة !
ألقى زيدان بسيجارته على الأرضية اللامعة ثم دهس عليها بحذائه الأسود اللامع ، وانحنى قليلاً بجسده ، ثم وضع ذراعه الأخـــر أسفل كبتيها وحملها بين ذراعيه ، وتوجه بها نحو غرفة الصالون ، وألقاها على الآريكة العريضة ، ثم جلس على الأريكة المجاورة ، وأخرج سيجارة أخرى من العلبة المزخرفة والموضوعة على الطاولة الصغيرة ذات اللوح الرخامي اللامع ، وأشعلها بولاعته الذهبية ، وبدأ في تدخينها ... ثم أدار رأسه في اتجــاه شاهي ، ونفث دخـــان سيجارته نحوها ....
...................................
في سيارة المهندس رأفت الصياد ،،،،
أوصــل السائق المهندس رأفت وعائلته إلى فيلتهم .. ترجلت فريدة من السيارة أولاً ، ثم لحق بها عمــر ، بينما ظل رأفت ماكثاً في السيارة ..
استغربت فريدة من بقاء رأفت في السيارة و..
-فريدة بتعجب : انت مش هتنزل من العربية ولا ايه يا رأفت ؟
-رأفت بنبرة جادة : لأ .. ورايا مشوار
عقدت فريدة حاجبيها في اندهــاش ، ونظرت إليه من زاوية عينها و..
-فريدة بنظرات جادة : أفندم ؟؟؟؟ مشوار ايه السعادي ؟؟؟
-رأفت بنبرة حادة : حاجة تخص الشغل ، الله !
-فريدة وهي تعيد رأسها للخلف : حاجة تخص الشغل ، ولا عاوز تروح للهانم اللي انت كنت بترغي معاها في الفرح
-رأفت بضيق : نعم ؟؟ برضوه مصممة تقولي الهبل ده
-فريدة بنبرة عالية : لأ ده مش هبل ، كون انك تسيب الفيلا في الميعاد ده ، وتقولي عاوز تروح الشركة الوقتي ، يبقى الموضوع فيه إن ..
تدخل عمــر في الحوار ، وحاول أن يخفف من توتر الأجواء بين والديه و..
-عمــر وهو يشير بيده : طب خلاص يا ماما ، أنا هاروح مع بابا
-فريدة بحدة وهي تشير بإصبعها : بس يا ولد ، متدخلش بيني وبين باباك
-عمر وهو يلوي فمه : ده أنا عاوز أحل المشكلة ، مغلطتش يعني
صمتت فريدة لتفكر قليلاً فيما قاله عمــر ، فربما وجوده مع والده قد يفيدها نوعاً ما في معرفة نواياه الخفية
في حين أســرع رأفت بالموافقة على اقتراحه ، فعمــر وجوده لن يضيره في شيء ، فهو بالطبع يعلم بأمـــر زيجته الثانية لذا ...
-رأفت على مضض: اطلع يا زفت العربية
-عمــر مبتسماً : حاضر
رمقت فريدة زوجها رأفت بنظرات ثاقبة وكأنها تريد أن تستكشف ما بداخله ، في حين أشــــار هو للسائق بيده لكي يتحرك بالسيارة و..
-رأفت بنبرة آمــرة وهو ينظر أمامه : اطلع على الشركة يا بني
انطلقت السيارة خـــارج الفيلا ، بينما ظلت فريدة واقفة في مكانها تتابعها بنظرات غير مقتنعة و..
-فريدة بصوت خافت وهي تلوي شفتيها في انزعــاج : ماشي يا رأفت ، أما أشوف أخرتها ايه معاك !
..........................
في فيلا زيدان ،،،،،
انتهى زيدان من تدخين سيجارته الكوبية ، ثم وضع ما بقي منها في منفضة السجائر ، ثم نهض عن أريكته ، وأمسك بكوبٍ زجاجي موضوع فيه بعض الماء البارد ثم التفت بجسده ناحية شاهي الغافلة عن الوعي ، ونظر إليها للحظــات يتأمل سكونها ، ثم اقترب منها مجدداً حتى صــار ملاصقاً لها ، ورفع الكوب عالياً في الهواء بيده ، ثم سكب ما فيه على وجهها ...
انتفضت شاهي فزعــاً ، وشهقت في خوف ، ثم نظرت إلى زيدان الذي تراجع للخلف ليضع الكوب الفارغ في مكانه باعين خائفة ..
اعتدلت شاهي في جلستها ، وحاولت تجفيف وجهها ، بينما ظل زيدان يوليها ظهره ..
التفت إليها زيدان مجدداً ، ثم نظر إليها ملياً و...
-زيدان بتهكم : أخيراً حنيتي علينا وفوقتي
-شاهي بنظرات مرتعدة: آآآ....
ظنت شاهي في البداية أنها تحلم ، وما تراه ماهو إلا كابوس سوف تفيق منه ، ولكن للأسف كان الأمــر حقيقياً ...
استند زيدان بمرفقه على الطاولة الرخامية ، وظل ينظر إلى شاهي بنظرات بـــاردة خالية من الحياة ...
نهضت شاهي من على الآريكة وظلت تنظر حولها ، بينما هو مازال مسلطاً نظره عليها و...
-زيدان بلهجة باردة : هتفضلي ساكتة كده كتير
-شاهي بنظرات متسائلة : انت ... انت مين بالظبط ؟؟؟؟
-زيدان بابتسامة عريضة : ما أنا قولتك ، عمي هو عدلي الباشا ، وأنا ابن أخوه
-شاهي وهي تبتلع ريقها : يعني .. يعني عدلي هو ..آآآ.. هو .. آآآ
-زيدان وهو يوميء برأسه في ثقة : أيوه هو عمي
-شاهي متسائلة : وانت .. وانت اتجوزتني وانت عــ.. عارف بـ.. آآآ..
اعتدل زيدان في وقفته ، ثم ســـأر بخطوات واثقة ناحية شاهي التي تراجعت للخلف و..
-زيدان بنظراث ثاقبة : مش أنا لوحدي اللي عــارف الحقيقة دي
-شاهي بعدم فهم : تقصد ايه ؟
-زيدان بنظرات حادة : أقصد ان خالتك الست فريدة هانم المحترمة عارفة كويس انا مين ، وبالعكس هي بنفسها اللي أشرفت على ان الجوازة المشؤومة دي تتم
صدمت شاهي فور سماعات لتلك الحقيقة الصادمة ، ونظرن إليه غير مصدقة لما يقول ، و..
-زيدان مكملاً بتهكم : الشهادة لله مقصرتش معايا ، واضح انها بتحبك أوي دي مصدقت تبيعك ليا في أقل من ربع أعدة ، بس منكرش انها كلفتني كتير ، لكن مش فارق معايا ، المهم اني عمــلت اللي أنا عاوزه
-شاهي وهي تشير إلى نفسها : أنطي فريدة تعمل كده فيا ؟؟ مش ممكن !
-زيدان مبتسماً في خبث : ومش هي بس ، ده كمـــان الست المصون أمك !
-شاهي بنظرات مشدوهة: انت بتقول ايه ؟؟؟
-زيدان وهو يشير بإصبعه : كانت مفكرة إني هاموت على بنتها ، ومع أول إشارة من صوباعي ركعت تحت رجلي
خفق قلب شاهي بقوة ، وتسارعت أنفاسها و..
-شاهي بنبرة منزعجة : استحالة مامي تعمل كده ، انت .. انت اكيد بتكدب
دار زيدان حول شاهي ، وظل يرمقها بنظرات باردة و...
-زيدان وهو يلوي فمه : لأ عملت وبمزاجها وافقت تبيعك ليا ، بس برضوه براحتك تصدقي ماتصدقيش، مش هتفرقي معايا ، المهم إني بدأت أول انتقامي من عيلتكم
-شاهي بحدة : طب وأنا ذنبي ايه ؟؟ هــه ذنبي ايه ؟؟ ليه تعمل فيا كده
توقف زيدان عن الدوران ، ثم نظر إلى شاهي بحدة و...
-زيدان بنبرة قاسية : ذنبك انك بنت الست اللي دمرت عمي ، ذنبك انك وقعتي تحت ايدي ، ذنبك ان ناهد هانم أمك باعتك ليا ، وأنا هعرف اخد حق عمي منك
بدأت العبرات تتجمع في مقلتي شاهي ، ورغم أنها حاولت جاهدة ألا تذرف الدموع ، ولكن الأمــر اكبر من طاقتها على الاحتمــال ..
-شاهي بصوت شبه باكي : انا .. انا استحالة اقبل بالوضع ده
-زيدان وهو يلوي فمه في تهكم : هــه ..
-شاهي بنبرة شبه جادة : انا .. انا مش عاوزة أعيش معاك ، أنا .. أنا عاوزة أطلق فوراً
ضحك زيدان مجدداً عالياً ، ثم دار حول شاهي وهو واضع كلتا يديه في جيبي بنطاله و..
-زيدان بسخرية : لأحسن تكوني مفكرة أن الموضوع بالساهل ، ده انتي بتحلمي
-شاهي بنظرات غاضبة : استحالة أكمل معاك بعد اللي عرفته ده ، أنا أبقى مجنونة لو قبلت اني أفضل هنا ثانية واحدة ...
ثم سمع كلاهمـــا صوتاً أنثوياً قوياً يأتي من الخلف ، فانتبه كلاهمـــا إليه و........
............................................
في منزل كارما هاشم ،،،،،،
استقلت السيدة صفاء وابنتيها سيارة أجرة لتوصلهن إلى منزلهن ، وبالفعل وصلن بسلامة الله إلى المنزل ...
وما إن دلفت السيدة صفاء إلى داخل المنزل حتى بدأت بتوبيخ ابنتها الصغرى كنزي على ما فعلت و..
-صفاء بنبرة حادة : ازاي تسمحي لنفسك يا كنزي تقابلي شاب غريب هنا لوحدك في البيت ؟
-كنزي بنبرة شبه جادة : والله أبداً يا مامي ، ده هو اللي خبط عليا وأنا مردتش اخليه أصلاً يدخل
-صفاء بنبرة حانقة : مهما يكن ، انتي بنت ، وده شاب ، عاوزة الناس تقول ايه عنك
-كنزي بأعين مشدوهة : محصلش والله حاجة يا مامي
-صفاء بضيق واضح : انتي بتعاقبينا عشان مش موافقة على موضوع جوازي من المهندس رأفت ، ماشي ، بس مش هاسمحلك تسوءي سمعتك
-كنزي بنظرات مصدومة : مامي ايه الكلام اللي بتقوليه ده ، أنا معملتش حاجة غلط
-صفاء : كون انك تسمحي لشاب يوصلك ويفضل رايح جاي وراكي في الفرح وملازمك قصاد الناس ، يبقى كده انتي بتشوهي سمعتك ، وده أنا استحالة اسمح بيه أبداً
-كنزي بصوت شبه باكي : بابي لو كان عايش مكنش هيخلصه اللي بتقوليه ده
-صفاء بحدة : وأبوكي مش عايش معانا عشان يشوف المسخرة دي
-كارما بنبرة راجية : مامي خلاص بليز ، كنزي أكيد آآآ...
-صفاء مقاطعة وهي تشير بيدها : جوازي من المهندس رأفت مش معناه إني هاسمح بالتسيب مع ولاده ، وأظن كلامي واضح
-كنزي بصوت غاضب : أنا بكره العيلة دي ، بكرهها .. بكره اليوم اللي شوفتهم فيه
ثم ركضت كنزي إلى داخل غرفتها وهي تبكي بحرقة ...
زمت كارما شفتيها في انزعــاج ، ثم التفتت إلى والدتها و..
-كارما بنبرة خافتة : مامي ، مكنش فيداعي إن حضرتك تزعقي لكنزي بالشكل ده
نظرت السيدة صفاء إلى ابنتها كارما و..
-صفاء بجدية : لأ لازم ، عشـــان تعرف كويس إن أي غلط مهما كان صغير ومش مقصود ممكن يتفهم غلط ، والناس مش بتسكت !
-كارما معترضة : بس آآ...
أشـــارت صفاء بيدها إلى ابنتها كارمــا لكي تصمت ، ثم وضعت كلتا يديها على عجلتي كرسيها المدولب وبدأت تحركهما واتجهت نحو غرفتها ...
.............................
في أسفل البناية ،،،،
وصل المهندس رأفت بسيارته أسفل البناية التي يوجد بها منزل زوجته ، ثم طلب من عمــر أن ينتظره في السيارة و...
-رأفت بلهجة آمــرة : تترزع هنا وماتنزلش
-عمــر بضيق : أومــال انا جاي معاك ليه آبابا ، مش علشان أتجسس عليك
-رأفت بحدة : اتنيل اسكت خالص ، أنا اخدك معايا بار وعتب
-عمــر : يا بابا أنا عاوز برضوه أطلع أطمن على الجماعة معاك
-رأفت محذراً : والله لو اتحركت من مكانك ماهيحصلك طيب
-عمــر وهو يلوي فمه : اكتر من كده
-رأفت : ايوه ، وقد أعذر من أنذر
-عمر على مضض وهو يزم شفتيه : حاضر ، اديتي هاتنيل أترزع هنا
ثم ترجل رأفت من السيارة ، وتحرك ناحية مدخل البناية .. بينما ظل عمــر جالساً في السيارة وهو يستند بوجنته على يده و..
-عمــر بنبرة حزينة : أل جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح
....................
سمعت كارما صوت رنين جرس الباب فتوجهت ناحيته لتعرف من الطـــارق و...
-كارما متسائلة : ده مين اللي هيجيلنا السعادي ؟؟؟
فتحت كارما الباب لتجد المهندس رأفت متواجداً أمامه ، فنظرت إليه بدهشة و...
-كارما بنظرات مندهشة: عمــي رأفت
-رأفت مبتسماً : ازيك يا بنتي
-كارما وقد اطرقت رأسها : الحمدلله
-رأفت بصوت خافت : أنا .. أنا أسف يا بنتي على سوء الفهم اللي حصل النهاردة في الفرح ، والله أنا آآآ...
-كارما مقاطعة وهي تشير بيدها وبصوت خافت : ششش .. خلاص يا عمي ، مافيش داعي تحكي في الموضوع ده ، أنا أصلا مجبتش سيرة بيه لحد
-رأفت بنبرة آسفة : حقك عليا يا بنتي ، أن شاء الله هعوضك
-كارما مبتسمة : ولا يهمك .. بس حضرتك جاي ليه الوقتي ؟ مش المفروض تكون عند آآآ...
-رأفت مبتسماً : مش برضوه صفاء هانم مراتي
-كارما وهي تتنحنح : احم .. اه ..
-رأفت : مش هتقوليلي أتفضل
-كارما وهي تشير بيدها : اتفضل .. ثواني وهنادي مامي
-رأفت مبتسماً: شكراً يا بنتي
صاحبت كارما المهندس رأفت إلى غرفة الصالون ، وقامت بضيافته على عجالة ، ثم أسرعت إلى غرفة والدتها لتبلغها بوجوده في الخـــارج ....
..................
في فيلا زيدان ،،،،،
سمع كلاً من زيدان وشاهي صوتاً أنثوياً قوياً يأتي من الخلف ، فانتبه كلاهمـــا إليه والتفتا نحوه و...
-زيدان مبتسماً : اهلا يا مرات عمي .. تعالي
اقتربت السيدة رحـــاب المتشحة بالسواد من زيدان الذي توجه ناحيتها ، ثم مال بجسده قليلاً وأمسك بكف يدها ورفعه إلى فمه وقبله و...
-زيدان وهو يبتسم نصف ابتسامة : ازيك دلوقتي
ربتت السيدة رحـــاب على كتف زيدان ، ونظرت إليه في امتنان و..
-رحــاب : الحمدلله ، أنا جاية اطمن عليك قبل ما أرجع فيلا عمك
-زيدان وقد اعتدل في وقفته : انا بخير
رمقت رحـــاب شاهي بنظرات احتقار و..
-رحاب وهي تنظر إليها شزراً : ها ؟ عرفت ؟
-زيدان وهو يوميء برأسه : أهـــا
نظرت شاهي إلى رحـــاب بنظرات استغراب ، فهي لا تعرف تلك السيدة ، بينما بادلتها رحاب نظرات الاستنكار و..
-رحــاب بنبرة جادة : مش هوصيك .. حق عمك لازم يرجع
-زيدان بصوت هاديء مخيف : اطمني
أدركت شاهي أن تلك السيدة ماهي إلا زوجة ذلك الرجل الذي وقعت هي ضحية انتقامه مرة أخــرى ، ولكن تلك المرة على يد ابن أخيه .. نظرت شاهي إلى كليهما بحنق و...
-شاهي بنبرة حـــادة : انتو بقى مطبخينها سوا ، وطبعاً حضرتك جاية تطمني ان كان ابن اخوكي نجح في انتقامه مني ولا لأ
اغتـــاظ زيدان من لهجة شاهي الحــــادة مع زوجة عمه ، فنظر إليها بنظرات مرعبة و...
-زيدان بصوت عالي : اخرســـــي ، انتي ماتتكلميش إلا بإذن مني
-شاهي بحدة وهي تشير بيدها : لأ هاتكلم ومش هاسكت ، الوضع ده كله غلط وأنا هاصلحه
-زيدان بنبرة تهديد : انتي مفكرة انك هتخرجي من هنا حية ، تبقي بتحلمي
-شاهي بنظرات واثقة : لأ هاخرج ، وهتطلقني غصب عنك ، انت متعرفش أنا مين ، ولا بنت مين ، وعيلتي تقدر تعمل معاك ايه
-زيدان بتهكم : لأ خوفت الصراحة .. حصالنا الرعــــب
اشتعل وجـــه شاهي بالغضب ، ونظرت إلى زيدان بنظرات متحدية ، هي تعلم أنها ترتعد في قرارة نفسها ، ولكنها لا تريد أن تبدو أمامه تلك الفتاة الضعيفة البائسة ، فهي لن تقبل أن تكون ضحيته التالية ، أو الفريسة السهلة التي وقعت في شباك صائدهــا دون عناء يذكر منه ..
أخذت شاهي نفساً عميقاً ، واستجمعت به شجاعتها الغائبة ، ثم ...
-شاهي بنظرات حـــادة ونبرة متهكمة : ماهو لو انت راجل أصلاً كنت قدرت تتشطر على الرجالة بدل ما تلف وتضحك على واحدة زيي
احتقن وجــه زيدان بالدمـــاء الملتهبة ، وغليت الدمـــاء في عروقه ، ثم نظر إلى شاهي بعينين حمراوتين كالجمرتين ، و..
-زيدان بنبرة مخيفة : أنا هاعرفك أنـــا راجل ازاي ........................... !
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا