مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الثامن
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الثامن
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في الغردقة ،،،،،
حمل أدهم حقيبة السفر في يده ، ثم ربت على كتف زوجته يارا لكي تتحرك ، ودلفا سوياً إلى مدخل البناية ..
بدأ الاثنين في الصعود على سلم الدرج حينما قابلا بدون سابق انذار الجارة سامية ...
صدمت سامية حينما رأتهما سوياً ، ولم يختلف حالهما عنها كثيراً ..
-سامية بأعين مصدومة : مش معقوووول !
-أدهم بنظرات فزعة : سلام قول من رب رحيم
-سامية بابتسامة عريضة : العرسان الحلوين جوم عندنا تاني
-أدهم بصوت خافت: استر يا رب ، أهوو ده اللي الواحد كان خايف منه !!!
-سامية : ازيك يا يارا ؟ عاملة ايه يا حبيبتي ؟
-يارا بتوتر: والله تعبانة يا طنط ، وعندي آآآ...
-سامية مقاطعة وهي تشير بيدها: تعبانة ايه بس وانتي وشك منور أهوو ، والدموية هتطلع منه
-يارا بقلق: الله أكبر .. قصدي دي حساسية بعيد عنك ، طفح جلدي
-أدهم بضيق : معلش يا حاجة احنا هنستأذنك نطلع لأحسن جايين خلصانين ع الأخر
-سامية : ده أنا ملحقتش أشبع منكم ، لازم تشرفونا ع الغدى تاني
-أدهم وهو يشير بيده وبحدة : غدى تاني لألألألألأ ..
-سامية وهي تلوي شفتيها : براحتكم .. ده أنا قولت أخدم
-أدهم بصوت خافت : تخدمي ولا تشوفي حاجة عندك بايظة وتدبيسنا فيها
-يارا: ماشي يا طنط ، اتفضلي حضرتك ، واحنا طالعين
-سامية وهي تهز رأسها : أبداً والله ، مش هامشي غير لما أشوفكم طالعين قدامي
-أدهم بصوت هامس : وانا مش هتحرك من هنا إلا لما تمشي ، ده انا خايف على عمري
-يارا: لأ يا طنط ، متعطليش نفسك
-سامية : سيبني يا بنتي أملي عيني منكم ، ده انتو بتوحشوني بشكل وحش
-أدهم بتوجس: عديها على خير يا رب
ظلت الجارة سامية محدقة بـ أدهم ويارا ، ولم تتحرك من مكانها
مالت يارا على أدهم قليلاً ، وهمست بـ...
-يارا بصوت هامس وهي تشير برأسها : مش يالا بقى
-أدهم بصوت خافت: أنا مش منقول من هنا ، دي عينها الله أكبر ، وأنا مش مستغني عن نفسي
-سامية بصوت عالي : بس الجواز بان عليك يا بني ، أظن انك بتلعب رياضة باين عشان تبقى بالصحة دي
-أدهم فاغراً فاه : آآآه ... انا كده ضعت
وفجـــأة سقط على رأس أدهم مصباحاً معلقاً في الطابق الأول ، فارتطم بشدة في رأسه ، وأحدث جرحاً بالغاً به
طاراااااااااااااخ
-أدهم متآلماً: آآآآآآآآآآآه
-يارا بفزع: أدهم
-سامية : اييييه يا بني ؟؟ مالك
وضع أدهم يده على الجرح محاولاً كتم نزيف الدمــاء ، انحنت يارا عليه محاولة فحص رأسه ، ولكنه أشار لها بيده و...
-أدهم بحنق : ابعدو الست دي عن وشي ، أنا هاموت
-يارا وهي تضع يدها على كتفه : طب يالا نطلع
-أدهم وهو ينظر بحنق لسامية : اييييه يا شيخة ، ده انتي ... أعوذو بالله
-سامية بعدم مبالاة : اكتمي الجرح بشوية بن يا يارا ، هايجيب نتيجة معاه ..!
-أدهم بضيق : بن ايه ، وزفت اييه ، يالا بينا !
-سامية بصوت عالي وهي تتابعهما : أنا أعدلكم هنا لو عوزتم أي حاجة هتلاقوني في وشكم
-أدهم بصوت خافت : ربنا يخدك ويرحنا منك !
أكمل أدهم صعود الدرج ، ووجه محتقن من الغيظ .. ظل واضعاً يده على جبينه ليمنع استمرار نزف الدمــاء ..
حاولت يارا مساعدته ولكنه رفض إلى أن وصلا إلى باب المنزل ، فأخرجت يارا المفتاح من جيبها الصغير ، ثم فتحت الباب ودلف الاثنين إلى الداخل ...
...............
وضع أدهم الحقيبة على الأرض ، ثم جلس على الأريكة القريبة ، اقتربت منه يارا ، وطلبت منه ابعاد يده عن جبينه لكي تفحص الجرح ، ولكنه بدأ بالتذمر مما حدث و...
-يارا: خلاص بقى يا أدهم مكنتش خبطة
-أدهم بضيق : خبطة ! ده أنا رقبتي كانت هتطير
-يارا : طب اوعى ايدك خليني أشوف التعويرة
-أدهم محذراً : اوعي تحطي بن والهجص الفاضي ده
-يارا: أصلاً معنديش بن عشان أحطه
-أدهم: أحسن ..
فحصت يارا الجرح الموجود بجبين أدهم ، كان بالفعل يحتاج لتطهير وقطب بعدة غرز .. شهقت يارا عندما رأته هكذا و..
-أدهم برعب : في ايه ؟؟ أنا مخي طلع من راسي ولا ايه
-يارا: احنا لازم نروح المستشفى حالاً ..
......................................
في منزل عبد الجواد ،،،،،
ظل خالد جالساً في الصالون بمفرده لبعض الوقت ، كان يفرك يده من التوتر ، فهو يعلم أن ماهو مقبل عليه أمر خطير ومتعلق بحياته المستقبلية والزوجية ، ولكن لا بديل عن التراجع الآن ..
دلف السيد عبد الجواد إلى الغرفة ، فنهض خالد من على الأريكة وصافحه ، فأشار له عبد الجواد بالجلوس و..
-عبد الجواد وهو يشير بيده : اتفضل يا بني
-خالد: يزيد فضلك يا عمي
-عبد الجواد : خير يا بني ؟
وهنا دلفت تيسير وهي تحمل في يدها صينية بها بعض الحلوى وكأسين من المشروب ، ثم مالت قليلاً ووضعتها على الطاولة الصغيرة ، وأمسكت بيدها بأحد الكأسين ، وقدمته إلى خالد الذي شكرها على حسن كرمها وضيافتها ..
جلست تيسير بعد هذا إلى جوار زوجها ، وظلت ترمق خالد بنظرات مترقبة ، حيث يدفعها الفضول إلى معرفة سبب زيارة خالد لهم ..
............
في داخل غرفة سمر ،،،
ارتدت سمر ملابسها الجديدة والتي كانت عبارة عن كنزة من اللون الأخضر الفاتح ، ومن اسفلها تنورة مجسمة من اللون الزيتي ، أخذت تمشط شعرها ، وتحاول صنع تسريحة مختلفة ، ولكنها فشلت ، لذا حسمت الأمر بعقص شعرها للخلف كذيل الحصـان ، وأسدلت بعض الخصلات على وجنتها اليسرى ...
-سمر وهي تتأمل هيئتها في المرآة : كده شكلي بقى حلو ..
أطلقت سمر تنهيدات حارة حينما تخيلت خاد وهو معها ويسيران سوياً في حفل خطبتهما و...
-سمر بنظرات عاشقة وتنهيدة حارة : هــــااااه ، امتى يجي اليوم ده بقى !
...............
في داخل غرفة الصالون ،،،،
تردد خالد في كيفية فتح الحديث مع عبد الجواد ، فبدأ عبد الجواد بالحديث محاولاً إزالة الحرج و...
-عبد الجواد : منور يا بني ، والله لو كنت قولتلنا انك جاي كنا استقبلناك أحسن من كده
-خالد: لألأ .. ده كده تمام أوي
-تيسير بنبرة فرحة : انت مش عارف معزتك عندنا أد ايه
-خالد مبتسماً : الله يخليكي يا طنط
-عبد الجواد : آآآ... ازي الأسرة الكريمة ؟
-خالد : الحمد لله بخير
-عبد الجواد : يستاهل الحمد ..
-خالد بتردد : عمي .. آآآ...
-عبد الجواد : خير يا بني
-خالد بنظرات مترقبة : من غير مقدمات كده ، أنا .. انا عاوز أخطب بنت حضرتك الآنسة سمــر ، وهقرى فاتحة معاك النهاردة
...............
في نفس التوقيت في خارج الغرفة ، وقفت سمر وعلى وجهها علامات الفرحة جلية ، غير مصدقة لأذنيها ، فها قد جاء خالد لخطبتها من أبيها ، فباتت قاب قوسين أو أدني من تحقيق حلمها والارتباط رسمياً بخالد ...
................
-تيسير مبتسمة وبلهفة : ومالـ..آآآآ
-عبد الجواد مقاطعاً وهو يشير بيده : ثواني يا تيسير
نظرت تيسير باستغراب إلى زوجها عبد الجواد الذي كان حازماً معها و...
-تيسير بقلق : هــه
-خالد متسائلاً : ها يا عمي ايه رأيك ؟
-عبد الجواد بنبرة هادئة : معلش يا بني اعذرني في السؤال ده
-خالد : اتفضل يا عمي
-عبد الجواد مكملاً : هو انت جاي لوحدك تخطبها رسمي ، ولا هايجي معاك حد من أهلك
-خالد عاقداً جبينه : آآآ... هو ..هو أنا مش كفاية يا عمي ؟
-عبد الجواد: لأ طبعاً كفاية ، بس انت عارف ان ده نسب وارتباط بين عيلتين ، فلازم يكون في رضا بين الطرفين و... والعيلتين
-خالد وهو يهز رأسه : آآآ.. أكيد طبعاً
-عبد الجواد بنبرة رزينة : اللي أعرفه يا بني ، وده اللي اتربينا عليه ، ان العريس لما بيجي يخطب بيجيب أهله معاه ، أو ع الأقل والده أو حد من طرفه .. مش عاوزك تزعل مني ، بس دي الأصول
-تيسير بتوجس : ايه اللي بتقوله ده يا عبده ؟
-عبد الجواد: اسكتي انتي يا تيسير
-خالد بنبرة حادة نسبياً : أنا اللي هاتجوز يا عمي مش أهلي ، وأنا عاوز سمر ، وأظن ان حضرتك عارف اني راجل وأقدر أفتح بيت كويس
-عبد الجواد: كل ده كويس ، بس بنتي هي أغلى ما عندي ، ومعنديش إلا هي ، ومتأخذنيش هي هتروح تعيش فين ؟؟؟ ومع مين ؟؟
-خالد: ان شاء الله معايا في الفيلا
-عبد الجواد: طب عظيم ، يعني مع أهلك
-خالد وهو يوميء بالايجاب : ايوه
-عبد الجواد: ولو أهلك مش موافقين هيكون مصيرها ايه ؟
-خالد معترضاً وبنبرة ضيق : ومين قال لحضرتك انهم مش موافقين ؟
-عبد الجواد: ماهو أنا مش شايف حد معاك يا بني ، وانت بتقول جاي تخطبها رسمي
...........
تسمرت سمر في مكانها خارج الغرفة عقب عبارات والدها الشديدة مع خالد ، بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها ، فهي قد صدمت من قراره ، وإصراره على جعل الأمر صعباً على خالد ...
-سمر بصوت خافت وشبه باكي : ليه بس يا بابا ؟؟ بتعمل معاه كده ليه ؟؟
................
-خالد: أنا جاي أحط النقط على الحروف مع حضرتك ، وأظبط كل حاجة ، وأتفق على كافة شيء ، وبعد كده يجي أهلي
-عبد الجواد : وماله ، كل ده مش هنختلف فيه ، بس أهم حاجة موافقة أهلك وجيتهم معاك ، غير كده انت شرفتنا
نظر كلاً من تيسير وخالد إلى عبد الجواد بنظرات مصدومة مما قال ، فلم يكن يتوقع أي منهما أن يكون هذا رأيه و...
-خالد بنظرات مصدومة : هــه
-عبد الجواد بنبرة جادة : الأصول أصول ، ودي حاجة متزعلش .. اتفضل خد واجبك يا بني
شعر خالد بالاحراج ، وأنه غير مرحب بوجوده ، فنهض من على الأريكة ، و...
-خالد باحراج : آآآ.. شكراً يا عمي ، أنا .. أنا هستأذن
-تيسير بلهفة : لسه بدري يا بني ، ده ... ده انت مأعدتش
-خالد متصنعاً الابتسام : وقت تاني ، عن اذنكم
صافح خالد السيد عبد الجواد ، ثم دلف مسرعاً خارج الغرفة وتوجه ناحية باب المنزل ...
لمحته سمر وهو يسرع في خطاه وهي مختبئة على مقربة من باب الصالون ، ولكنه لم يراها ...
فتح خالد باب المنزل ، ثم دلف للخارج ، وصفعه خلفه بقوة ....
..........
أجهشت سمر بالبكاء ، ووضعت يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها ، ثم أسرعت ناحية غرفتها لتبكي في الداخل ...
عاتبت تيسير زوجها على ما فعل و...
-تيسير بحدة : انت اتجننت يا راجل ، ازاي تقول كده
-عبد الجواد : والله أنا باعمل اللي فيه مصلحة بنتي
-تيسير بتهكم : مصلحة بنتك ؟؟ تخرب عليها وتقولي مصلحة بنتك !
-عبد الجواد: أنا مش عاوز حالها يبقى زي صاحبتها ، يا تدخل العيلة دي وهي راسها مرفوعة ومعملولها كرامة ، ياما هتعاني وأنا مش هستنى أشوف بنتي رجعالي بعد كام شهر تعيط ولا مطلقة
-تيسير وهي متذمرة : حرام عليك ، كسرت بخاطر البت .. أما أروح أشوفها
توجهت تيسير إلى غرفة ابنتها ، وهي تضرب كفاً على كف ، في محاولة يائسة منها للتهوين على ابنتها .......
........................................
في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،،
عاد جاسر من المأمورية الخاصة بعمله ، كان يحاول استجماع شجاعته ورباطة جأشه من أجل اخبار شقيقته شاهي بأمر انهاء خطبتها التي لم تتم من إسلام ..
هو يعلم أن الأمر في غاية الصعوبة ، ولكن لا مفر من المواجهة ومعرفة الحقيقة ..
بحث جاسر بعينيه عن والدته وشقيقته ، فوجد كلتاهما جالستان في الحديقة ، فتوجه إليهما ...
كان يبدو على وجه جاسر علامات الضيق والحزن ، لاحظت ناهد هذا ، وظنت أنه بسبب طلبه الأخير منه ، ولكنها لم تحاول أن تثير أي حوار معه ..
جلس جاسر على المقعد البلاستيكي ، نظر إلى شقيقته بشفقة ، ولكن لابد لها أن تعرف الحقيقة ...
-جاسر بصوت متردد : ماما .. شاهي أنا ... انا كنت عاوز أقولكم حاجة
-ناهد بترقب شديد : خـ.. خير
-شاهي : ها يا جاسر ؟
-جاسر : بصراحة كده .. آآ.. هو يخص موضوع إسلام !
تنفست ناهد الصعداء لأن الموضوع الذي يريد جاسر اثارته لا يخص مناقشتهما الحادة من قبل ...
بينما انتبهت شاهي إلى ما يقوله جاسر ، فاعتدلت في جلستها ، ونظرت إليه بأعين متفحصة وتحمل من القلق ما يعبر عن حالها و...
-شاهي بقلق : ماله إسلام ؟؟ حصله حاجة ؟؟؟؟
-جاسر : لأ
-ناهد : أومال في ايه يا جاسر ؟
-شاهي بنبرة متوترة : قول يا جاسر ماله اسلام ؟
حاول جاسر أن يخبر شقيقته بمسألة انهاء إسلام لأمر الخطبة قبل أن تبدأ ويختلق لها الأعذار الواهية .. لم تقتنع شاهي في البداية بكلامه و...
-شاهي : انت بتقول ايه ؟؟؟ يعني ايه مش مناسب ليه ؟؟
-جاسر : يعني مش مناسب يا شاهي ، مش من مستوانا ، ولا احنا من مستواه
-شاهي بنظرات مصدومة : انت اللي بتقول كده يا جاسر ؟
ابتلع جاسر ريقه بصعوبة ، فهو يدري أن اخته لن تصدق بسهولة مسألة رفضه لاسلام بسبب اختلاف المستوى المادي بين العائلتين ، هو لا يريد لأخته أن تكره والدتها بعد أن تعلم أنها السبب الحقيقي وراء رفض اسلام لاتمام الزيجة ، لذا تحمل هو اللوم عنها ، حتى لا يصدمها أكثر بالحقيقة البشعة لأمها .....
-جاسر وقد أطرق رأسه : آآآ... أهــا .. مالوش لازمة الكلام ده يا شاهي ، احنا خلاص فضينا الموضوع
-شاهي بضيق وقد نهضت من مقعدها : نعم ؟؟؟ من غير ما تاخد رأيي
حاول جاسر ان يبدو جاداً في كلامه مع شقيقته حتى لا تشعر بوجود خطب ما و...
-جاسر : والله أنا أخوكي الكبير وباعمل اللي فيه مصلحتك
-شاهي بضيق وهي تشير بيدها : مصلحتي كانت مع الانسان اللي انا قلبي اختاره واللي بحبه
-جاسر : حب ايه بس ؟ هو انتي لحقتي
-شاهي بنبرة لاذعة : انت بتعمل كده ليه ؟؟ ها ؟؟ ولا عشان خاطر انت مش لاقي اللي تحبك تقوم تعقدلي حاجتي
نهض جاسر هو الأخر من مقعده ، ونظر إلى شقيقته بنظرات حادة ، و...
-جاسر بحدة : شاااااهي !!! اتكلمي كويس معايا ، متنسيش نفسك
-شاهي: نعم أتكلم عدل ، وانت حرمتني من اني اختار الانسان اللي بحبه
-جاسر بنبرة قاسية : هو مش عاوزك ،
-شاهي بنظرات حادة وأعين شبه مدمعة : انت كداب
-ناهد بلهجة آمـــرة : شاهي !
-شاهي: أنا هاكلمه وأخليه آآآآ...
-جاسر مقاطعاً: مش هيرد عليكي ! أنا قولتله يعمل كده ، وهو نفذ طلبي ، وهيشوف حاله
-شاهي بصدمة : ايه ؟
-جاسر: الموضوع انتهى نهائي ، وده أخر ما عندي
-شاهي بصوت باكي : حرام عليك ، عملت فيا كده ليه ، أنا مش مسمحاك يا جاسر ، مش مسمحاك ... !!
ركضت شاهي من أمام شقيقها الأكبر ووالدتها وهي تبكي بحرقة ، فقد ظنت أن جاسر قد كسر بقلبها ، وجعلها تعاني بدون ذنب من ويلات الفراق عمن أحبت .......
..................................
في شركة الصياد ،،،،،
واظبت كارما على ممارسة عملها منذ الصباح الباكر ، كانت تعمل بهمة وعزيمة عالية .. أرادت أن تثبت لرب عملها السيد رأفت الصياد أنه لم يخطيء حينما وظفها للعمل في شركته ..
و هي في قرارة نفسها كانت سعيدة بهذا العمل كثيراً ، فهناك فرق كبير بين العمل لدى زيدان – وخاصة في الآونة الأخيرة – والعمل لدى رجل وقور كالسيد رأفت الصياد
دلف رأفت الصياد إلى مكتب السكرتارية قبل أن يتوجه إلى داخل مكتبه ، رحب بالموظفات الموجودات بداخله واللاتي نهضن على الفور من مقاعدهن عند رؤيته ، ابتسم لهن رأفت ابتسامة أبوية صافية ، ثم توجه ناحية مكتب كارما التي بادلته الابتسام و...
-رأفت بصوت رجولي هاديء : ازيك يا كارما عاملة ايه ؟
-كارما بابتسامة رقيقة : الحمد لله يا رأفت بيه
-رأفت : لألألأ ماتقوليش رأفت بيه ، انتي تقولي يا بشمهندس
-كارما وهي توميء بالايجاب : حاضر ..
-رأفت: عاوزك أما تخلصي اللي في ايدك تيجي تحضري معايا الانترفيوهات اللي هاتتعمل كمان شوية
-كارما بدهشة : أنا ؟؟ بس آآآ...
-رأفت: مش هاقبل بالرفض ، أنا عاوزك تتعلمي وتستفيدي أكتر
-كارما : حاضر
-رأفت : اومال صفاء هانم عاملة ايه ؟
-كارما : الحمدلله بخير
-رأفت متسائلاً : هي ... آآآ... هي هتروح النادي تاني قريب؟
-كارما : والله مش عارفة ، احنا مش بنروح إلا كل اسبوعين مرة ولا حاجة
-رأفت وهو يمط شفتيه : ممممم ..
ظل رأفت صامتاً لبرهة يفكر في أمر ما و...
-كارما بعدم فهم : في حاجة يا رأفت بيه ؟
-رأفت وقد انتبه بصوت عالي : هـــه ! آآ.. لأ .. بس اسمي بشمهندس رأفت ، بلاش رأفت بيه دي ، ده احنا أكتر من معرفة ، ولا ايه ؟
انتبهت السكرتيرة لما قاله رأفت الصياد بصوت شبه مسموع ، فنظرت بأعين مصدومة ووزعت بصرها بين رأفت الصياد وكارما ، وبدأت تدور في رأسها الكثير من التساؤلات والظنون حول علاقة ما قد بدأت للتو بين رب عملها والسكرتيرة الجديدة الحسناء ..... !
....................................
في المشفي ،،،،،
بالفعل اصطحبت يارا أدهم إلى أقرب مشفى بجوار المنزل بعد أن استقلا سيارة أجرة ، حيث قام الطبيب في غرفة الطواريء بالمشفى بقطب جراحه ، وانتظرت يارا بعيداً عنهما لأنها كانت تخشى رؤية أدهم وهو يقطب جبينه بالإبرة .....
لاحظ أدهم انشغال يارا في الخارج بالحديث مع إحدى الممرضات ، فاستغل الفرصة ، ومال على الطبيب قليلاً و...
-أدهم بصوت خافت : الله يكرمك آدكتور وصي المدام عليا شوية
-الطبيب هامساً : انت كويس ، مافيكش حاجة ، دي حاجة بسيطة هتاخد وقتها وتروح
أمسك أدهم بالطبيب من ياقته ، ثم جذبه بحدة نحوه ، ونظر غليه بأعين متوعدة ، وكور قبضة يده و...
-أدهم وقد أمسكه من ياقته بضيق : شوف أنا بقولك ايه ، وانت بتقولي ايه ، أنا عاوزك تقول للمدام ان الحالة خطيرة ، فاهمني ؟
توتر الطبيب من أدهم ومن نظراته المتوعدة ، فحاول أن يجاريه و..
-الطبيب وهو يحاول التحرر من قبضته : طيب .. طيب
-أدهم وهو يلوي شفتيه : ايوه كده ..
اعتدل الطبيب في وقفته ، ثم أعاد ترتيب ياقة البالطو الخاص به ، ونادى على زوجة أدهم و...
-الطبيب بصوت عالي : يا .. يـــا مدام !
كانت يارا تقف على بعد وهي عاقدة لساعديها أمام صدرهــا ، وما إن سمعت صوت أحد ما يناديه ، فالتفتت له برأسها و...
-يارا وقد انتبهت له : ايوه ..!
دلفت يارا إلى غرفة الطواريء، فتعمد أدهم أن يبدي معاناته و..
-أدهم وهو يتأوه من الآلم : آآآه .. أه يا دماغي
-يارا بقلق : ايه يا دكتور ماله ؟
-الطبيب وهو ينظر لأدهم بقلق : آآآ.. هو آآ...
-يارا : حالته خطيرة ؟؟؟ طمني يا دكتور
-الطبيب بنبرة قلقة : آآآ.. يعني هو آآآ..
-أدهم وهو يجز على أسنانه : آآآآآه يا دكتور ، آآآآآآآآآآه
نظر الطبيب إلى أدهم مجدداً بقلق و...
-الطبيب : آآآ... تحب أكتبلك على محاليل ولا ... آآآ.. ولا انت ايه رأيك ؟
-يارا باستغراب : انت بتسأله يا دكتور ؟
-أدهم مدعياً الآلم : آآآآه ، ما ... ما احنا في عصر الديمقراطية يا .. يا حبيبتي ، ولا انت شايف ايه يا دكتور ؟
-الطبيب : هــه .. آه طبعاً ..
-أدهم مبتسماً بغيظ: في حاجة تانية يا دكتور ؟
-الطبيب: آآآ.. أه ، ابقي خدي بالك منه يا مدام ، اهتمي بيه أكتر ..
-يارا مبتسمة : حاضر
-أدهم: سمعتي يا يارا ، تهتمي بيا ، ها ؟
-يارا : ان شاء الله
-الطبيب وهو يشير بيده : كده تمام ، أمشي أنا بقى ، ولا عاوزني في حاجة تانية
-أدهم: لأ متشكر ، منجيلكش في غرزة تاني ان شاء الله ...
انصرف الطبيب من الغرفة ، فنظر أدهم إلى يارا و...
-أدهم: سمعتي الدكتور قال ايه
-يارا وهي توميء برأسها : أها ..
-أدهم مبتسماً : مش هوصيكي بقى ، وماتنسيش عيادة المريض واجبة
.................................
في شركة Territorial ،،،،
أمسك زيدان بقلمه الذهبي ، ثم خط بيده على ورقة موضوعة أمامه وكتب اسماً واحداً ، وظل ينظر إليه بطريقة مخيفة و..
-زيدان بنظرات متوعدة : هو ده اللي هيخليني أعرف أدخل جوا عيلة الصياد ! وأنتقم من الكل
صمت زيدان لثوانٍ قليلة ثم نطق بصوت هادي ومرعب اسم..
-زيدان بصوت مخيف : شـــاهي .... !
ظل زيدان ينظر إلى الاسم بطريقة مريبة وكأنه يضع الطريقة الشرعية التي ستمكنه من تدمير صاحب هذا الاسم وجعله السبب الرئيسي في الفتك بعائلة الصياد وتمزيقها ارباً
-زيدان بصوت واثق : وعشان ادخل العيلة دي رسمي ، مقداميش إلا آآ... هي .. فريدة الرفاعي !
ثم أمسك زيدان بالورقة وظل يتأملها بنظرات حادة ، ثم مـــد يده الأخرى ليمسك بهاتفه المحمول ، وضغط على بضعة أزرار ليطلب رجله الأول شاهين و...
-زيدان هاتفياً بنبرة آمــرة : عاوزك تراقبلي فريدة الرفاعي وتعرفلي هي بتروح بالظبط فين !
-شاهين هاتفياً : حاضر
وضع زيدان الورقة التي يمسكها بيده أمام ناظريه ثم أكمل حديثه و..
-زيدان: عاوزك تكون زي ضلها ، وتبلغني أول بأول هي فين
-شاهين: حاضر يا باشا
ثم أنهي زيدان المكالمة وهو ممسك بالورقة في يده ويميل برأسه يميناً ويساراً و...
-زيدان بتوعد : ممم... وقتكم انتهى
ثم أخرج من جيب سترته ولاعته الذهبية ، وضغط عليها ليشتعل لهبها ، ثم قربها من الورقة وأحرق طرفها ، لتمتد النيران وتشتعل بها كافة وتحرقها وتحيلها إلى رمــــاد ، فنفخ زيدان في بقايا الرمـــاد ليتناثر في الهواء .............
...................................
دلف أدهم ويارا خارج المشفى ، فأرادت يارا أن تستوقف سيارة أجرة وتعود إلى منزل جدتها مرة أخرى ، ولكن منعها أدهم و...
-أدهم بحدة : على جثتي ان روحنا هناك تاني
-يارا : الله يا أدهم ، أنا عاوزة أجمع حاجتي وهدومي وآآآ...
-أدهم: مش الوقتي خالص ، انتي عاوزنا نموت من الولية جارتكم دي ، دي أعدلنا ع الباب ، ده انا خايف تطلعلي في الحلم
-يارا على مضض: اووف
-أدهم: وبعدين احنا في الغردقة، وبعدين دي تبقى وحشة في حقي لما نبقى هنا ومانتفسحش
-يارا بعدم فهم : تقصد ايه ؟
-أدهم بنظرات عاشقة : اقصد هانروح نقضي يومين حلوين في منتجع هنا ، وآآآ...
-يارا بتوتر : هــه ... بس .. بس احنا مش معانا هدوم ولا أي حاجة
-أدهم: يا بنتي دي حاجة مقدور عليها
-يارا: ازاي يعني ؟
-أدهم: ملكيش دعوة ، أنا هتصرف
-يارا: أهــا .. طيب
-أدهم مبتسماً : وماتنسيش الدكتور موصيكي عليا ، وأنا بحب أمشي ع التعليمات أوي
-يارا : ربنا يسهل
-أدهم بصوت خافت ونظرات لئيمة : ده أحنا هنقضي يومين إنما آآآ..... ولا بلاش اقول لأحسن نتنظر ...................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا