مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فاطمة عادل ؛ وسنقدم اليوم الفصل التاسع والعشرون من رواية سجين عينيها بقلم فاطمة عادل هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية
رواية سجين عينيها بقلم فاطمة عادل - الفصل التاسع والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية سجين عينيها بقلم فاطمة عادل - الفصل التاسع والعشرون
وصل الي المكان الذي يعرفه جيدا .. ودلف الي الداخل .. ولكنه رأي عددا من الرجل ليس بقليل .. فخرج مره اخري .. واخرج هاتفه .. ثم دق علي ملاك .
ولم يمر الكثير .. حتي اتي ملاك بصحبة حمزه .. وسيف .
دلفوا الي الداخل مره اخري .. ولكن قابلهم ثلاثة رجال علي باب الغرفه .. واربعه اخرون يجلسون علي طاوله .. يشربون الخمر .
سحب ادم كرسي سريعا .. وضرب بهم جميعا .. مثلما كانت تهبط ضربته .. فقد كان عقله غائبا تماما .. وتوجه حمزه وسيف وملاك الي تلك المخمورين .. فقد برحوهم ضربا .. فلم يكن الامر صعب عليهم .. دلف ادم الي الغرفه .. ولكنه رآها ملقاه علي الارض .. والدماء يحاوطها .. فعاد الي الخلف .. وهو يهز رأسه بعدم تصديق .. حتي التصق بالحائط .. دلف مالك الي الغرفه .. ونظر اليها بصدمه .. فاقترب منها ليجدها غارقه وسط دمائها .. عاد الي ادم .. الذي ينظر اليها بعدم تصديق .. كان كالغائب تماما .
_ ادم .. انتا لازم تلحقها .. يلا بسرعه .
قالها ملاك وهو يمسك ادم من ذراعيه .. فنظر له ادم بعيون تجاهد لسجن دموعها .. فأكمل ملاك :_ يلا يا ادم هتتصفي .
نظر لها ادم .. ثم اقترب منها .. وجلس بجوارها علي ركبتيه .. ثم رفع رأسها علي رجله .. فوجد يده غرقت بدمائها .. نزلت دمعه من عينه .. وقال بصوت متقطع :_ ريم .. انتي مش هتسيبيني صح ؟!
_ يا ادم مش وقته .. يلا بسرعه نلحقها .
اتاه صوت ملاك الذي يقف خلفه .. وفرت دمعه من عينه علي حال صديقه .
نهض ادم .. وحملها علي ذراعيه .. وخطا بخطوات مرتجفه .. حتي خرج من ذلك المبني .. واتبعه ملاك وسيف وحمزه .
_ انا هروح معاه بعربيته علشان مش هيقدر يسوق بحالته دي .
قالها ملاك ثم اسرع بفتح باب السياره الخلفي لأدم .. الذي وضع ريم علي المقعد الخلفي .. وجلس بجوارها .. بعدما وضع راسها علي رجله .. اغلق ملاك الباب .. ثم صعد الي السياره .. وانطلق بها وظل ينظر الي المرآه التي امامه .. يتابع ادم الذي يجاهد لحبس دموعه .. واتبعهم سيف وحمزه بسيارتهم .
وصلوا الي المستشفي .. ولكن ادم كان شاردا في افكاره الكثيره التي تراوده .. فأردف ملاك قائلا وهو يغلق باب السياره :_ يلا يا ادم .
ولكنه لم يجد الرد .. فتحدث بنبره تحتلها العصبيه
_ يلا يا ادم .. انزل .
انتبه ادم الي صوته فنظر حوله .. وعاد بنظره مره اخري اليها .. ثم نزل من السياره .. وحملها علي ذراعيه .. ودلفوا الي المستشفي .. تحت نظرات الجميع .
_ انتو بتتفرجوا علي ايه .. اخلصوا هاتوا الترولي بسرعه .
ركضت الممرضات من رهبة صوته .. اصبحت المستشفي في حاله من الفوضي .. ولكنه يقف في موضعه .. ينظر الي وجهها .. تتساقط الدماء علي الارض من جرح رأسها .. اتوا الممرضات بالحامل المتحرك .. فربت ملاك بيده علي كتفه .. حتي يضعها من يده .. فنظر له ادم .. وعيناه تحاول بشتي الطرق ان تخفي وجعها .. فأومأ له ملاك برأسه .. ورسم ابتسامه داخلها آلام كثيره .. فهو لا يدري اذا ما سيقوله حقيقة ام لا :_ هتبقا كويسه .
عاود ادم بنظره اليها .. يفارق وجهها .. وكإنه يفارق روحه .. وضعها علي الحامل .. فاسرع الممرضات بها الي غرفة العمليات .. اما هو فهو ظل ينظر ليده .. التي لطخت بدمائها .. ثم رفع رأسه الي العلي .. مناجيا ربه بعيناه .. ان يحفظها اليه .
.................
( في منزل حسام )
تجلس علي فراشها .. شارده بذهنها .. ومداعبته معها من اول يوم عمل لها .. تتذكر كلامه وتضحك كلما تذكرت جملاته .
_ يلا يا سلمي علشان نتعشي .
قالتها والدتها وهي تقف علي الباب .. ولكنها لم تجيب عليها .. فنظرت اليه باستغراب .. فهي تضحك فجأة .. ثم تعبس مره اخري .. اتي صوت حسام من خلف أمل قائلا وهو يتجه نحوها .
_ ما يلا يا ماما انتي ..
قاطعه إشاراتها له بالصمت .. فرفع احد حاجبيه .. ثم اخفض صوته قائلا :_ في ايه ؟!
فأجابت عليه بهمس :_ أختك مش عارفه مالها .. بينها اتجننت .
ضحك حسام بصمت .. ثم نظر الي تلك المجنونه .. ليقول بمرح :_ انتي يا بت .. انتي اتجننتي ولا ايه ؟!
لم تجيب عليه .. فجسدها كان موجود معهم .. ولكن عقلها وقلبها ليس معهم .
دلف الي الغرفه .. وخلفه والدته التي بدأت علامات القلق تتسلل الي وجهها .. جلس علي الارض .. بجوار الفراش .. ولكنها لم تنتبه اليه .. وضع يديه اسفل خده .. ينظر الي تصرفاتها التي باتت غريبه .. منذ ان عادت من عملها .. فقال بصوت عالي وهو يمسك ذراعها :_ سلمي الحقي ؟!
انتفض جسدها .. وشهقت شهقه عاليه :_ ايه في ايه .. ماما مالها .. انطق وقول في ايه ؟!
اشار باصبعه علي والدته التي تقف خلفه .. نظرت اليها .. ثم وضعت يدها علي صدرها .. واخذت نفسها .. ثم تنهدت بارتياح :_ في ايه يا حسام ؟!
ابتسم اليها وغمز لها :_ في ان انتي مش علي بعضك .. في ايه يا بت ؟!
نظرت اليه بتذمر .. ثم حولت نظرها التي تقف تتابع خناقتهم المعتاده .. وترسم الابتسامه علي وجهها :
_ بصي يا ماما ابنك بيقولي ايه ؟!
اقتربت امل منهم .. وضربت حسام ضربة خفيفه علي كتفه .. ثم جلست بجوار ابنتها .. وضمتها اليها قائله :_ بطل يا ولا اللي بتعمله ده .
اخرجت سلمي لسانها اليه .. فعبس بوجهه كالطفل الصغير ونظر الي الارض .. وهو يضع يد فوق الاخري :_ بقا كده .. اتفقتوا عليا .. اكمني يعني ماليش حبيب ولا قريب .
لوت شفتاها باستنكار قائله باستهزاء .
_ يا غلبان .. تصدق صعبت عليا .
جلس علي الفراش والقي براسه علي كتف والدته وزفر بنفاذ صبر :_ انتي اللي يدخل معاكي في خناقه .. هيخرج منها متصفي .. احضنيني يا حجه اشمعنا انا .
ضحكت امل ثم ضمتهم الي صدرها .. فرفعت سلمي رأسها متسائله :_ احنا مش هناكل ؟!
فأجابتها والدتها :_ ما انا كنت جايه اناديلك .. يلا يا حبيبتي علشان الاكل هيبرد .
نهضوا من مجلسهم .. ووضع حسام ذراعيه علي كتفيهما :_ يلا بينا .
جلسوا علي الطعام .. في جو يملؤه الحب والدفء .
......................
( في قصر الشرقاوي )
دق هاتف عبدالرحمن .. فأخرجه من جيبه .. وجد سيف يتصل به .. خرج الي الحديقه .. ليبتعد عن تلك الاصوات .. فأجاب علي هاتفه .
_ ايوه يا سيف .. انتا ازاي تسيب الخطوبه كده وتمشي .. وفين ادم ؟!
مسح سيف بيده علي وجهه ..وتنهد قليلا قائلا .
_ اسمعني يا بابا .. ريم كانت مخطوفه .
وسعت عيناه قائلا بصدمه :_ ايه !!
_ ايوه .. ودلوقتي لقيناها مضروبه علي راسها وسايحه في دمها .
فاردف سريعا قائلا :_ انتو فين دلوقتي ؟!
_ احنا في المستشفي .. المهم عرف الجماعه .. يلا سلام .
اغلق الخط .. ثم وضع الهاتف بجيبه .. ودلف الي القصر .. وقف بجوار اخيه محمد .. قائلا بهمس
_ محمد .. ريم دي في المستشفي .. باين عليها تعبانه جامد .
صدم محمد من ما سمعه .. ثم قال بلهفه :_ ادم .. ادم كويس ؟!
اومأ له برأسه قائلا :_ ايوه كويس متقلقش .
اتت مني علي سماعها لجملته الاخيره .. فأتت من خلفهم .. وتساقطت الدموع من عينيها :_ ادم ماله يا محمد انطق .
التف محمد اليها وامسك بيدها ليطمئنها :_ ادم كويس متقلقيش .
مسحت دموعها ثم حولت نظرها بين وجوههم .. وتسائلت :_ اومال في ايه ؟!
فأجاب محمد دون سابق انذار :_ ريم في المستشفي .
صدمت من سماعها لذلك الخبر .. وتساقطت الدموع من عينيها مره اخري :_ مالها .. مستشفي ايه ؟! .. وليه ؟!
_ لسه مش عارفين .. سيف لسه مكلم عبدالرحمن وقاله .
فاردفت قائله بعصبيه :_ طب مستنيين ايه .. يلا نروحلها .
كادت ان تذهب .. ولكن يد محمد امسكت بها .
_ وبنتك هتسيبيها لوحدها .
فأجابت من وسط دموعها :_ ريم بنتي التانيه يا محمد .. ولازم نكون جنب ادم في لحظه زي دي .. هتيجي معايا ولا اروح لوحدي ؟!
_ يلا هاجي معاكي .
خطوا خطوتهم الاولي فاردف عبدالرحمن قائلا .
_ كلموا سيف اعرفوا هما في مستشفي ايه .
..................
( في المستشفي )
عاد سيف الي مجلسه بعدما انهي مكالمته .. جلس وسلط عينيه علي ابن عمه .. الذي كان يقف امام غرفة العمليات .. يسند بظهره ورأسه علي الحائط .. لم يحرك نظره بعيدا عن الغرفه .. يأمل بأن تخرج من تلك الغرفه تمشي علي قدميها .. ولكن ليس باليد حيله .. فرأسها قد افتتحت فتحا كبيرا .. ونزفت دماءا كثيره .. خرجت الممرضه من الغرفه .. واغلقت الباب خلفها .. وركضت بالممر .. تابعها ادم بنظرات خوف وقلق .. فربت ملاك علي كتفه وابتسم له .. فعاد ادم بنظره الي الغرفه وعادت وهي تحمل كيس من الدم .. دلفت الي الغرفه .. تحت نظرات ادم التي تحمل من الاوجاع جبال .. وصلت مني ومعها محمد اليهم .. فسارت باتجاه ادم .. ودموعها لم تتوقف عن الهبوط .
_ ادم حبيبي .
لم يحرك ادم عينيه .. فظل علي موضعه .. فوقفت بجواره .. تنظر الي الغرفه هي الاخري .
.................
( في قصر الشرقاوي )
لاحظت رقيه عدم وجود ابويها .. فهي قد لاحظت منذ قليل عدم وجود ريم وادم .. وبعدها اختفاء سيف وحمزه وملاك .. حولت نظرها بين الجميع .. ولكن دون نتيجه .
_ في ايه يا رقيه .. مالك ؟!
قالها احمد بعدما لاحظ ضيعانها .
اجابت وهي تتابع البحث بعينيها عنهم
_الاول ادم وريم اختفوا .. وبعدها سيف وحمزه .. وتقريبا ملاك كمان مختفي .. مراته واقفه لوحدها هناك اهي .. ودلوقتي بابا وماما .. انا مش مرتاحه .. حاسه ان فيه حاجه .
_ متقلقيش .. مفيش حاجه .
فنظرت اليه لتلتمس صدقه قائله :_ يارب .
................
( في المستشفي )
خرج الدكتور من الغرفه .. وسار باتجاه ادم .. الذي اعتدل بوقفته عندما رآه .. جاهد في خروج صوته .. حتي نجح :_ هي كويسه ؟!
اخفض الدكتور عينه الي الاسفل قائلا بيأس
_ للاسف .
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا