مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والعشرون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل التاسع والعشرون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية للقدر حكاية سهام صادق |
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل التاسع والعشرون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئةجالت عيناه نحو خلجات وجهها الخجل، توترها، قضم شفتاها وعيناها التي تدور هنا وهناك بعيداً عنه..
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
- وبعدين يا ياقوت.. مش معقول هنفضل قاعدين كده
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيداً عنه... ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يُجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
- بصيلي يا ياقوت
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
- يابنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تُخرج له كل ما يكن داخلها.. فترقرت الدموع في عينيها وهي تُطالع نظراته التي تخترقها.. نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلاً لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيداً عن ضجيج المدينه
- ياقوت استنى عندك.. ياقوت
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها.. لم تلتف اليه ولم تُجيب علي ندائه.. كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادمه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخاً
- أنتي مجنونه
بكت بحرقه وآلم ووجع كان مخزونه لسنوات... بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه... جزء داخلها أراد الصراخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج ضمها اليه وهو يشعر بأرتجاف جسدها داخل احضانه ليهمس لها
- خلاص اهدي... شكلك نكديه يا ياقوت وبتحبي العياط الكتير
ابتعدت عنه عندما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دموعها بقوه... ضحك وهو يرى فعلتها
- أنتي بتعاقبي نفسك
ومدّ كفيه يمسح عنها دموعها.. فتعلقت عيناها به
- انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعها...عقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
- رد عليا... هو انا لدرجادي الكل بيشفق عليا ياحمزه بيه
واردفت ساخره
- طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب... صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحادثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحادثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
- ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجاً من ذكرى ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
" هتتعبي معايا يا ياقوت... انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي" وهتف منهياً ذلك النقاش بجموده
- مردتيش ليه.. عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير... تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه.. فبنظرها كان رجلاً غامضاً وفي قانونه هو رجلاً أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
الحب في قانونه ضعفاً والضعف لا مجال له في طريقه
وهو لن يجعل امرأه مالكه لقلبه تملكه بأبتسامه منها وتسقطه من لدغتها
- انت ليه كده... ليه محدش فاهمك... انت طيب ولا شرير.. ظالم ولا رحيم.. قلبك طيب ولا معندكش قلب
ابتسامه حطت فوق شفتيه اخفاها سريعاً
- انا كل دول يا ياقوت... واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ومال نحوها يلثم خدها برفق.. فأغمضت عيناها متمتمه
- ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد عنها فقد قبلها وانتهى الامر
- انا بوستك خلاص.. فتحي عيونك
ومدّ كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
توترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غبيه... حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
.......................................
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفاً لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاء..تعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
- انت عايز مين يابني
تنحنح شريف حرجاً وابتعد عن باب الشقه مُقترباً منها يسألها
- مدام ماجده
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه
- خرجت هي وجوزها
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليُسرع خلفها
- ياحجه ممكن لحظه
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم
- يسمع منك ربنا يابني
ابتسم شريف وهو يرى مثالاً لأمرأه بسيطه
- هتيجي امتى طيب
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه
- والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين... الواحد برضوه بيفهم ولا ايه
ضحك على لطافتها فتمتمت
- مش تشيل عني ولا انتوا يا شباب اليومين دول متفهموش في الذوق
حمل شريف الأكياس سريعاً منها
- اسف.. هاتي عنك
ربتت على كتفه بتودد
- شكلك ابن ناس.. انت قريبهم
ابتسم شريف وهو يعلم انه كي يحصل على الاجابه لا بد أن يقدم لها بياناته الشخصيه
- اه قريب ليهم من بعيد
تنهدت المرأه وهي ترمقه مُفكره
- مادام قريبهم يابني وباين عليك معاك فلوس.. ما تاخد اختها المسكينه اه تكسب ثواب بدل رميتها ياحبه عيني فوق السطوح
واشارت اليه كي يميل نحوها
- بيني وبينك لسا امبارح كنت قافشه الواد سيد طالع يتسحب على السلالم بليل..وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
وابتعدت عنه تلوي شفتيها ممتعضه
- الواحد خايف على البت.. انت فاهمني يابني
تجمدت ملامح شريف وهو يسمعها واظلمت عيناه غصباً
- صحيح يابني انت بتشتغل ايه
لينظر نحوها وقد كان عقله غائباً مع تلك التي تركها لهؤلاء الذئاب
- ظابط
تلبشت المرأة قليلا ثم صعدت الدرج أمامه
- تعالا اخدك اوضتها يابني... ما انتوا قرايب برضوه
................................
حركت يداها بين محتويات العُلب لتلتقط واحده تلو الأخرى ثم تفتح لتشم رائحه ما تحتويه..ابتسمت بسعاده بعدما وجدت علبه الشاي
لتضع معلقه داخلها وتسحب من محتواه بأيدي مرتعشه نحو الكوب الذي حضرته من قبل.. بحثت عن علبه السكر التي وضعتها جانباً في بادئ الأمر ومن دون قصد سقطت العلبه لتتهشم
ارتجف جسدها وهي تسمع صوت التهشم فوضعت يداها فوق اذنيها تبكي من فزعتها
فالظلام موحش ولا يعرف النعمه الا من فقدها... بدء صوت المياه يتعالا بفقعاته على الموقد...فأتجهت نحو الموقد لتغلقه وألتقطت البراد الموضوع فوقه وقد نست سخونته.. وسقط البراد هو الآخر منها فأنسابت بعض القطرات فوق قدميها
آلمها عجزها وهي تشعر بالعجز ولا شئ تستطيع فعله وحدها
كأس شاي أرادت ان تتناوله وعجزت... هتفت بحاجه الى شقيقتها
- ياماجده تعالي
طرقات خافته دقت علي باب غرفتها.. فركضت بلهفه وهي تظن انها شقيقتها.. فتحت الباب ودموعها على وجهها الذي قد ذبل وضاعت بهجته
- كويس انك جيتي ياماجده...انتي اتأخرتي عليا ليه
نظرت لها السيده عدلات صاحبه المنرل بأشفاق ثم نظرت لشريف الواقف خلفها وقد لمعت عيناه بالآلم والشوق
- مها
تردد الاسم في اذنيها فأبتعدت وهي ترتجف
- ماجده فين.. ماجده انتي فين
اغمض عيناه وهو يراها خائفه منه
- يامها ياحببتي... حضرت الظابط جاي ياخدك من هنا
هتفت بها السيده عدلات
- لا ابعدي عني.. ده وحش
اقترب منها فقدرته على التحمل ضاعت وهو ينظر إلى الغرفه التي ألقتها بها شقيقتها
- مها انا شريف... سامحيني ياحببتي
دمعت عيناها وهي تسمعه
- سبتني ليه.. سبتني عشان انا عاميه صح
اغمض عيناه بقوه... وهو يحتقر نفسه عندما قرر تركها
- واللي بيسيب حد بيرجعله.. اوعدك عمري ما هسيبك تاني
وتعلقت عيناه بالفوضي الملقاه فوق ارضيه الغرفه وقبل ان يهتف بشئ جاءت ماجده وبجانبها سالم الذي احتدت عيناه عند رؤيه شريف
- رجعت لي تاني ياحضرت الظابط
جز علي أسنانه بقوه وهو يلتف نحوه بأبتسامه واسعه
- جاي اخد الامانه اللي حفظتي عليها يامدام ماجده
قالها شريف ساخراً لترمقه ماجده غاضبه
- امانه ايه ياحضرت الظابط حاكم الواحد مبقاش فاهم غرضك ايه
تعلقت عين شريف بهم.. فثبتت ماجده عيناها عليه وهي تنتظر الرد الذي ترغبه
- غرضي اني اتجوز مها
ونظر للمكان بأحتقار.. لتنظر ماجده نحو شقيقتها التي انزوت في احد أركان الغرفه تضم يداها نحو جسدها تخشي زوج شقيقتها
.....................................
نظر حمزه نحو شريف وهو يُلقي ذلك الخبر عليهم جميعاً بعدما طلب ان يجتمعوا لأمر هام
تعلقت عين ندي به تسأله
- جاي تقولنا انك بكره هتتجوز ياشريف... طب كويس مقولتلناش قبلها بساعه ليه
تجهم وجهه وهو يسمع سخريتها واشاح عيناه يُطالع حمزة الصامت... أما شهاب كان هادئ مبتسماً لتلك القرارت التي أصبحت تتخذ في ذلك البيت وجميعها للزواج
- رأيك ايه ياحمزه
اعتاد شريف على نطق اسمه دون ألقاب منذ أن تحول من زوج ام لشقيق وصديق
- اقول ايه ياشريف... ديه حياتك وانت حر فيها
احتدت عين ندي بالغيظ ونظرت لهم
- لا بقى هو في ايه.. اي حد يدخل بيتنا ويعيش معانا والله اعلم اللي هتيجي كمان جايه منين... مش كفايه نصيبه واحده يبقى نصبتين
اتسعت عين شهاب عما فاضت به زوجته المجنونه كما شهقت هي خجلاً فلم تكن تقصد الحديث ولكنها مازالت لا تتقبل زواج حمزه.. طالعت حمزه الذي تجمدت ملامحه في صمت
- انا اسفه ياحمزه مكنتش اقصد
تلجلجت ندي بخجل وهي تنطق كلماتها ليسحب شهاب يد زوجته صاعداً بها لأعلي يوبخها على حديثها وهي تُخبره انها لم تقصد
ولكن الكلمه اصابة سهمها كما أرادت
طالع شريف حمزه مُعتذراً عنها فمهما كان هي خالته ويعرف ذلات لسانها وطيشها
- متزعلش منها
تقدم منه حمزه يربت على كتفه
- شوف الساعه وهنيجي معاك... وهنجهز الفيلا بكره للاحتفال المفاجئ ده
عانقه شريف بتقدير و ود
- كنت عارف انك هتتقبل قراري مهما كان.. انت مش جوز امي الله يرحمها وبس انت اخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه واسف على عدم تقبلي لوجود مراتك بينا... لكن اعذرني البيت في ريحة امي وضحكتها وصوتها وقلبي لسا مش مصدق انها مش مبقتش موجوده وسطنا
اغمض حمزة عيناه وهو يتفهم أمره
- فاهمك ياشريف متخافش... ده بيت امك وبأسمها لتفتكروا اني راجل خاين للذكرى.. امك كانت ست عظيمه
عاود شريف احتضانه وهو فخور انهم مازالوا عائله واحده مترابطه ثم ابتعد عنه يتذكر شقيقته
- مين هيبلغ مريم... انا خايف متتقبلش مها... وانت عارف ظروف مها
..........................................
تجمدت أعين فرات كالصقر المتربص لفريسته وهو يرمق تلك التي توعد على اذاقها العذاب.. كانت منهمكه في جمع المحاصيل مع الفلاحين... أنهكها التعب فجرت اقدامها بتعب نحو احدي الأشجار تجلس اسفلها... احتدت اعين عنتر الواقف بجانب فرات يتابع العمل معه في حصد المحصول
ودون ان يأمره اتجه عنتر نحوها ساخراً
- قومي فزي ياختي... هي وكاله اللي جبوكي...فاكره نفسك فين يابت
اغمضت صفا عيناها تمسح على وجهها بأرهاق
- ارتاح شويه بس ارجوك... دراعي لسا وجعني
نظر لها عنتر مستنكراً عباراتها ورفع عصاه ليصفعها على ذراعها المكدوم... خرج صوت صراخها متألماً... لينظر الفلاحين لما فعله مندهشين فرغم صرامه عنتر وقوانين العمل داخل المزرعه الا ان لا أحد يُهان والكل يأخذ حقه
صاح فرات بعلو صوته بعد أن ازال نظارته عن عيناه
- عنتر
ترك عنتر صفا التي احتمت بالشجره تآن من آلم ذراعها.. فتعلقت عيناها بصاحب الصوت وقد انسابت دموعها على وجنتيها
كانت جميله بحق... وجنتان قد تخضبوا بالاحمرار من حراره الشمس وشفتي صغيره تعض عليهم من آلم ذراعها وعينان زرقاء تزيدها جمالاً وبعض خصلات شعرها قد تحررت من الحجاب الذي أُمرت بأرتدائه في المزرعه وفستان يشبه العباءه كان فضفاض عليها كل هذا أعطاها لوحه فنيه من يراها يشعر انها لم تخلق لهذا المكان ولكن الزمن كان له أحكام
اقترب عنتر من سيده مُجيباً عليه بأحترام
- افندم يافرات بيه
نظر فرات حوله للعاملين وقد عادوا الي عملهم
- من امتى واحنا بنضرب حد... وكمان ست
اطرق عنتر رأسه متمتماً
- مش ديه أوامرك يا بيه اني اخليها تكره المكان لحد ما تمشي من هنا
حدق فرات بالزرع الذي أمامه
- قولت تطلع عينها في الشغل بس ضرب لاء مفهوم
اماء عنتر برأسه... أما هي عادت لعملها تمسح دموعها لتُدرك انها اليوم سُلب منها كل شئ والحياه لم تصبح امامها الا ظلام دامس
........................................
تعلقت عين سناء بوالده ياقوت التي أتت تحمل لأبنتها بعض الاشياء التي اشترتها لها
لوت سناء شفتيها ساخره
- ايه الهدوم البيئه ديه ياصباح
وتناولت الملابس بين يديها
- قلتهم احسن
شعرت ياقوت بحزن والدتها عندما تمتمت زوجه ابيها بعباراتها المسمومه.. فعانقت والدتها
- جمال اوي ياماما... انا فرحانه بيهم اوي
حضنتها صباح بسعاده تنظر ل سناء مبتسمه
- حببتي يابنتي... اه على نار الغيره... حاكم في ناس بتغير عشان السعد جانا ومجاش ليهم
ألقت صباح عباراتها بقصد.. لتتعلق عين سناء بها ثم نهضت ترمقهم بسخط
- مكنتيش قولتي كده ياماما... حرام
لم تكترث لها صباح.. وجذبت لها اثواب النوم التي اشترتها لها
- شايفه ذوق امك
رمقت ياقوت الملابس ولم تقدر على أخبارها ان عصرهم قد مضى آوانه ولكنه تقبلت هديتها بأبتسامه حنونه
- ربنا يخليكي ليا وتعيشي وتجبيلي
لتتعلق عين صباح بها ضاحكه
- اجبلك ايه يابنت بطني ده انتي اللي تجبيلي... عايزه اتنغنغ في العز بقى
.......................................
نظرت سماح حولها وهي لا تُصدق انه حاصرها بتلك الدرجه... أخبرها ان تأتي لذلك المكان حتى يُخلصها من كذبته... لتجد نفسها تسقط في خدعه اكبر
عدد من الصحافين وقد اسعدهم ذلك الامر بشده فهى صحفيه مثلهم وقصه حبهم ممتعه للغايه والحب استطاع ان يكسر قلب كاره النساء "سهيل نايف" ألف القصه بمزاج خاص وكأنه كاتباً واقحمها معه في كذبته التي لا تعلم سببها ولم يبقى لديها وصف نحوه الا انه مريض نفسي
- مبروك ياعروسه.. فرح في خيم وبليل..لا ووسط صحافه ولاعبين كره... ده انتي طلعتي جامده ياسماح
قالها معاذ وهو يُطالع المكان الذي رتبه سهيل حتى يتم العرس
ولحظها مثل الغبيه أرتدت الفستان الأبيض الذي بعثه لها يُخبرها في رساله
" انه يريد أن يراها مثل الفتيات... ف ملابسها تشبه المجندين"
ارتدته حانقه ولم تهتم بلونه... فتفصيلته كانت انيقه وهادئه ولم تربط الأمور ببعضها فقد اتفق معها انه اخر لقاء بينهم
- اه يابن...
كادت ان تسبه لتسمع صوته العابث
- ليست اخلاق المصرين يا امرأه
اشتاطت سماح غصباً وألتفت نحوه تجز على أسنانها
- ياشيخ انت طلعتلي منين قولي... كانت مهمه سوده وسفريه سوده... قولي انت مجنون
ضحك سهيل بصخب فألتفت الأعين عليهم ليميل نحوها هامساً
- اخفضي صوتك ياعروس
اغمضت عيناها بقوه تستعيد هدوئها الذي فقدته
- ياكابتن سهيل قولي بس أنت فيك حاجه مش طبيعيه... في لاعب كره مشهور والمعجبين حواليه كتير وعنده بنات بلده وبنات لندن ويجي يتجوز واحده اول مره يقابلها
طالعها سهيل بنظرات تفحصها
- أنتي المطلوبه سماح
وقبل ان يتركها هتفت حانقه
- على فكره انا مطلقه واكبر منك بشهور كمان
وضعت يداها على وسطها لتتسع ابتسامته
- لا بأس عزيزتي لست رجل اخرق لاهتم بتلك الأمور
سار خطوتان لتجذبه من ذراعه
- أنهى المهذله ديه بدل ما افضحك
اتجه بعيناه نحوها يرمقها
- افعليها سماح وسأقضي على مستقبلك بالصحافة عزيزتي
......................................
خرجت هناء من غرفتها تُدندن وترتدي حذائها على عجله... وجدته يقف أمام الشرفه ينهي قهوته قبل ذهابه للشركه
فألتف نحوها
- رايحه فين
رفعت هناء احد حاجبيها مستنكره سؤاله
- ما انا قولتلك ياابن عمي... عندي مقابله عمل
واقتربت من المائده التي جهزت الفطور عليها قبل أن تذهب لغرفتها كي ترتدي ملابسها...ألتقطت احدي اللقم ليقترب منها حانقاً
- قولت مافيش شغل ياهناء... والسنه اللي هنعيشها مع بعض انتي ملزومه مني
تناولت لقمتها المغموسه بالجبن بتلذذ
- شكرا.. انا بحب اصرف على نفسي
احتدت عيناه عليها فجذبها نحوه غاضباً
- ايه البرود اللي بقيتي في ده.. انا لسا جوزك
استنكرت الكلمه بآلم واشاحت وجهها بعيداً عنه
- سيبني يامراد اشوف حياتي ومتبقاش قتلتني من كل اتجاه... ومتخافش انا متربيه كويس وعارفه حدودي في كل حاجه
انصرفت بعدها هاربه حتى تختلي بنفسها تبكي على حالها
لقد ضاعت فرحتها معه
..................................
كان عرس عائلي بسيط يضم اهل مها وبعض جيرانها أراد أن يفرحها بكل شئ...فستان عرس وحديقه مزينه... المال يُسرع كل شئ وهو لديه منه
كان سالم يقف بجانب زوجته بحقد
- لا اختك حظها من السما
طالعته ماجدة مبتسمه
- مها طيبه واهي خلصت مني ومنك... ربنا يسامحني على اللي عملته فيها
رمقها سالم ساخراً وعيناه تتأمل فخامه المكان متمتماً
" ابن المحظوظه اخدك ومهموش حاجه"
تعلقت عين ناديه ب ياقوت التي أتت للحفل العائلي هي وشقيقتها ياسمين التي تُلازمها دوماً أوامر من زوجه ابيها ولكنها كانت سعيده بقرب شقيقتها
- اهلا ياحببتي نورتي...
قبلتها ناديه وغضبت عندما رأت نظرات ندي نحوها وقد اشاحت عيناها عنها غير مرحبه... لم تنتبه ياقوت لفعلتها ولكن ناديه انتبهت
- عن اذنك يا ياقوت ثواني بس
تركتها وأتجهت نحو ندي... فبحثت ياقوت عن هناء تتمنى ان تراها فأكثر شئ جلبها لهنا هي رؤية صديقتها... تنهدت وهي تُطالع البعض ثم نظرت لشقيقتها المبهوره بالمكان
- شكل هناء مجتش... كان نفسي اشوفها واطمن عليها
ووجدت ناديه تقترب منها ثانيه
- تعالي معايا يا ياقوت
نظرت لها ياقوت مستفهمه
- اجي معاكي فين
فأبتمست ناديه وهي تسحبها خلفها وهتفت بأسم ابنتها
- تقي خدي ياسمين عند العروسه
ابتسمت ياسمين بحماس لرؤية العروس ولم تهتم لنظرات ياقوت بأن تبقى معها
فوجدت ياقوت نفسها تصعد الدرج خلف ناديه
- احنا رايحين فين
لم تتحدث ناديه بشئ..الي ان وجدت حالها تقف في ممر به غرفتان لتلتف نحوها ناديه مبتسمه
- ادخلي يا ياقوت بس
طالعتها ياقوت ثم دارت بعيناها يمينا ويساراً
- ادخل فين... معلش انا عايزه انزل
ضحكت ناديه بمكر ودفعتها لداخل الغرفه
- ادخلي شوفي جوزك واهتمي بي
ولم تمهلها الوقت لتستعب الموقف ومكانها... لتجد الباب يُغلق
- ابله ناديه افتحي الباب
اتسعت ابتسامه ناديه بزهو وظلت واقفه الي ان رأت توقف حركة مقبض الباب... ففتحت الباب مجدداً برفق حتي لا تسمع حركة المفتاح وتظن انه مازال مغلق
تعلقت عين ياقوت بالغرفه تتنهد بتعب...الي ان لفت نظرها صورة حمزة وأسرته بجانب الفراش لتلتقط الصوره وتتأمل ملامحه وملامح سوسن
نست أمر الباب ووجودها بالغرفه وظلت تنظر لضحكتهم بالصوره... ارتجف قلبها وهي تسمع صوته الرجولي
- ياقوت
اتسعت حدقتيها لتلتف نحوه ببطئ بعدما وضعت الصوره مكانها بأيد مُرتجفه
وكانت صدمتها الأخرى وهو يقترب منها بالمنشفه التي تُحاوط خصره والمياه تتقطر على صدره العاري
- انا... ارجوك ابعد
استمتع بتوترها وغلق عيناها
- مقولتيش بتعملي ايه في اوضتي يا ياقوت
لتزداد سرعه أنفاسها
- ابله ناديه جبتني هنا... ارجوك طلعني من الاوضه مينفعش كده...
واردفت بأرتجاف
- ابعد متقربش
لم يزيده رجائها وخوفها منه إلا عناداً لتشعر بذراعيه تأسرها
ففتحت عيناها لتتلاقي بعيناه وانفاسه تلفح وجهها بدفئها
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
- وبعدين يا ياقوت.. مش معقول هنفضل قاعدين كده
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيداً عنه... ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يُجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
- بصيلي يا ياقوت
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
- يابنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تُخرج له كل ما يكن داخلها.. فترقرت الدموع في عينيها وهي تُطالع نظراته التي تخترقها.. نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلاً لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيداً عن ضجيج المدينه
- ياقوت استنى عندك.. ياقوت
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها.. لم تلتف اليه ولم تُجيب علي ندائه.. كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادمه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخاً
- أنتي مجنونه
بكت بحرقه وآلم ووجع كان مخزونه لسنوات... بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه... جزء داخلها أراد الصراخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج ضمها اليه وهو يشعر بأرتجاف جسدها داخل احضانه ليهمس لها
- خلاص اهدي... شكلك نكديه يا ياقوت وبتحبي العياط الكتير
ابتعدت عنه عندما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دموعها بقوه... ضحك وهو يرى فعلتها
- أنتي بتعاقبي نفسك
ومدّ كفيه يمسح عنها دموعها.. فتعلقت عيناها به
- انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعها...عقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
- رد عليا... هو انا لدرجادي الكل بيشفق عليا ياحمزه بيه
واردفت ساخره
- طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب... صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحادثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحادثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
- ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجاً من ذكرى ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
" هتتعبي معايا يا ياقوت... انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي" وهتف منهياً ذلك النقاش بجموده
- مردتيش ليه.. عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير... تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه.. فبنظرها كان رجلاً غامضاً وفي قانونه هو رجلاً أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
الحب في قانونه ضعفاً والضعف لا مجال له في طريقه
وهو لن يجعل امرأه مالكه لقلبه تملكه بأبتسامه منها وتسقطه من لدغتها
- انت ليه كده... ليه محدش فاهمك... انت طيب ولا شرير.. ظالم ولا رحيم.. قلبك طيب ولا معندكش قلب
ابتسامه حطت فوق شفتيه اخفاها سريعاً
- انا كل دول يا ياقوت... واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ومال نحوها يلثم خدها برفق.. فأغمضت عيناها متمتمه
- ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد عنها فقد قبلها وانتهى الامر
- انا بوستك خلاص.. فتحي عيونك
ومدّ كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
توترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غبيه... حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
.......................................
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفاً لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاء..تعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
- انت عايز مين يابني
تنحنح شريف حرجاً وابتعد عن باب الشقه مُقترباً منها يسألها
- مدام ماجده
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه
- خرجت هي وجوزها
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليُسرع خلفها
- ياحجه ممكن لحظه
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم
- يسمع منك ربنا يابني
ابتسم شريف وهو يرى مثالاً لأمرأه بسيطه
- هتيجي امتى طيب
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه
- والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين... الواحد برضوه بيفهم ولا ايه
ضحك على لطافتها فتمتمت
- مش تشيل عني ولا انتوا يا شباب اليومين دول متفهموش في الذوق
حمل شريف الأكياس سريعاً منها
- اسف.. هاتي عنك
ربتت على كتفه بتودد
- شكلك ابن ناس.. انت قريبهم
ابتسم شريف وهو يعلم انه كي يحصل على الاجابه لا بد أن يقدم لها بياناته الشخصيه
- اه قريب ليهم من بعيد
تنهدت المرأه وهي ترمقه مُفكره
- مادام قريبهم يابني وباين عليك معاك فلوس.. ما تاخد اختها المسكينه اه تكسب ثواب بدل رميتها ياحبه عيني فوق السطوح
واشارت اليه كي يميل نحوها
- بيني وبينك لسا امبارح كنت قافشه الواد سيد طالع يتسحب على السلالم بليل..وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
وابتعدت عنه تلوي شفتيها ممتعضه
- الواحد خايف على البت.. انت فاهمني يابني
تجمدت ملامح شريف وهو يسمعها واظلمت عيناه غصباً
- صحيح يابني انت بتشتغل ايه
لينظر نحوها وقد كان عقله غائباً مع تلك التي تركها لهؤلاء الذئاب
- ظابط
تلبشت المرأة قليلا ثم صعدت الدرج أمامه
- تعالا اخدك اوضتها يابني... ما انتوا قرايب برضوه
................................
حركت يداها بين محتويات العُلب لتلتقط واحده تلو الأخرى ثم تفتح لتشم رائحه ما تحتويه..ابتسمت بسعاده بعدما وجدت علبه الشاي
لتضع معلقه داخلها وتسحب من محتواه بأيدي مرتعشه نحو الكوب الذي حضرته من قبل.. بحثت عن علبه السكر التي وضعتها جانباً في بادئ الأمر ومن دون قصد سقطت العلبه لتتهشم
ارتجف جسدها وهي تسمع صوت التهشم فوضعت يداها فوق اذنيها تبكي من فزعتها
فالظلام موحش ولا يعرف النعمه الا من فقدها... بدء صوت المياه يتعالا بفقعاته على الموقد...فأتجهت نحو الموقد لتغلقه وألتقطت البراد الموضوع فوقه وقد نست سخونته.. وسقط البراد هو الآخر منها فأنسابت بعض القطرات فوق قدميها
آلمها عجزها وهي تشعر بالعجز ولا شئ تستطيع فعله وحدها
كأس شاي أرادت ان تتناوله وعجزت... هتفت بحاجه الى شقيقتها
- ياماجده تعالي
طرقات خافته دقت علي باب غرفتها.. فركضت بلهفه وهي تظن انها شقيقتها.. فتحت الباب ودموعها على وجهها الذي قد ذبل وضاعت بهجته
- كويس انك جيتي ياماجده...انتي اتأخرتي عليا ليه
نظرت لها السيده عدلات صاحبه المنرل بأشفاق ثم نظرت لشريف الواقف خلفها وقد لمعت عيناه بالآلم والشوق
- مها
تردد الاسم في اذنيها فأبتعدت وهي ترتجف
- ماجده فين.. ماجده انتي فين
اغمض عيناه وهو يراها خائفه منه
- يامها ياحببتي... حضرت الظابط جاي ياخدك من هنا
هتفت بها السيده عدلات
- لا ابعدي عني.. ده وحش
اقترب منها فقدرته على التحمل ضاعت وهو ينظر إلى الغرفه التي ألقتها بها شقيقتها
- مها انا شريف... سامحيني ياحببتي
دمعت عيناها وهي تسمعه
- سبتني ليه.. سبتني عشان انا عاميه صح
اغمض عيناه بقوه... وهو يحتقر نفسه عندما قرر تركها
- واللي بيسيب حد بيرجعله.. اوعدك عمري ما هسيبك تاني
وتعلقت عيناه بالفوضي الملقاه فوق ارضيه الغرفه وقبل ان يهتف بشئ جاءت ماجده وبجانبها سالم الذي احتدت عيناه عند رؤيه شريف
- رجعت لي تاني ياحضرت الظابط
جز علي أسنانه بقوه وهو يلتف نحوه بأبتسامه واسعه
- جاي اخد الامانه اللي حفظتي عليها يامدام ماجده
قالها شريف ساخراً لترمقه ماجده غاضبه
- امانه ايه ياحضرت الظابط حاكم الواحد مبقاش فاهم غرضك ايه
تعلقت عين شريف بهم.. فثبتت ماجده عيناها عليه وهي تنتظر الرد الذي ترغبه
- غرضي اني اتجوز مها
ونظر للمكان بأحتقار.. لتنظر ماجده نحو شقيقتها التي انزوت في احد أركان الغرفه تضم يداها نحو جسدها تخشي زوج شقيقتها
.....................................
نظر حمزه نحو شريف وهو يُلقي ذلك الخبر عليهم جميعاً بعدما طلب ان يجتمعوا لأمر هام
تعلقت عين ندي به تسأله
- جاي تقولنا انك بكره هتتجوز ياشريف... طب كويس مقولتلناش قبلها بساعه ليه
تجهم وجهه وهو يسمع سخريتها واشاح عيناه يُطالع حمزة الصامت... أما شهاب كان هادئ مبتسماً لتلك القرارت التي أصبحت تتخذ في ذلك البيت وجميعها للزواج
- رأيك ايه ياحمزه
اعتاد شريف على نطق اسمه دون ألقاب منذ أن تحول من زوج ام لشقيق وصديق
- اقول ايه ياشريف... ديه حياتك وانت حر فيها
احتدت عين ندي بالغيظ ونظرت لهم
- لا بقى هو في ايه.. اي حد يدخل بيتنا ويعيش معانا والله اعلم اللي هتيجي كمان جايه منين... مش كفايه نصيبه واحده يبقى نصبتين
اتسعت عين شهاب عما فاضت به زوجته المجنونه كما شهقت هي خجلاً فلم تكن تقصد الحديث ولكنها مازالت لا تتقبل زواج حمزه.. طالعت حمزه الذي تجمدت ملامحه في صمت
- انا اسفه ياحمزه مكنتش اقصد
تلجلجت ندي بخجل وهي تنطق كلماتها ليسحب شهاب يد زوجته صاعداً بها لأعلي يوبخها على حديثها وهي تُخبره انها لم تقصد
ولكن الكلمه اصابة سهمها كما أرادت
طالع شريف حمزه مُعتذراً عنها فمهما كان هي خالته ويعرف ذلات لسانها وطيشها
- متزعلش منها
تقدم منه حمزه يربت على كتفه
- شوف الساعه وهنيجي معاك... وهنجهز الفيلا بكره للاحتفال المفاجئ ده
عانقه شريف بتقدير و ود
- كنت عارف انك هتتقبل قراري مهما كان.. انت مش جوز امي الله يرحمها وبس انت اخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه واسف على عدم تقبلي لوجود مراتك بينا... لكن اعذرني البيت في ريحة امي وضحكتها وصوتها وقلبي لسا مش مصدق انها مش مبقتش موجوده وسطنا
اغمض حمزة عيناه وهو يتفهم أمره
- فاهمك ياشريف متخافش... ده بيت امك وبأسمها لتفتكروا اني راجل خاين للذكرى.. امك كانت ست عظيمه
عاود شريف احتضانه وهو فخور انهم مازالوا عائله واحده مترابطه ثم ابتعد عنه يتذكر شقيقته
- مين هيبلغ مريم... انا خايف متتقبلش مها... وانت عارف ظروف مها
..........................................
تجمدت أعين فرات كالصقر المتربص لفريسته وهو يرمق تلك التي توعد على اذاقها العذاب.. كانت منهمكه في جمع المحاصيل مع الفلاحين... أنهكها التعب فجرت اقدامها بتعب نحو احدي الأشجار تجلس اسفلها... احتدت اعين عنتر الواقف بجانب فرات يتابع العمل معه في حصد المحصول
ودون ان يأمره اتجه عنتر نحوها ساخراً
- قومي فزي ياختي... هي وكاله اللي جبوكي...فاكره نفسك فين يابت
اغمضت صفا عيناها تمسح على وجهها بأرهاق
- ارتاح شويه بس ارجوك... دراعي لسا وجعني
نظر لها عنتر مستنكراً عباراتها ورفع عصاه ليصفعها على ذراعها المكدوم... خرج صوت صراخها متألماً... لينظر الفلاحين لما فعله مندهشين فرغم صرامه عنتر وقوانين العمل داخل المزرعه الا ان لا أحد يُهان والكل يأخذ حقه
صاح فرات بعلو صوته بعد أن ازال نظارته عن عيناه
- عنتر
ترك عنتر صفا التي احتمت بالشجره تآن من آلم ذراعها.. فتعلقت عيناها بصاحب الصوت وقد انسابت دموعها على وجنتيها
كانت جميله بحق... وجنتان قد تخضبوا بالاحمرار من حراره الشمس وشفتي صغيره تعض عليهم من آلم ذراعها وعينان زرقاء تزيدها جمالاً وبعض خصلات شعرها قد تحررت من الحجاب الذي أُمرت بأرتدائه في المزرعه وفستان يشبه العباءه كان فضفاض عليها كل هذا أعطاها لوحه فنيه من يراها يشعر انها لم تخلق لهذا المكان ولكن الزمن كان له أحكام
اقترب عنتر من سيده مُجيباً عليه بأحترام
- افندم يافرات بيه
نظر فرات حوله للعاملين وقد عادوا الي عملهم
- من امتى واحنا بنضرب حد... وكمان ست
اطرق عنتر رأسه متمتماً
- مش ديه أوامرك يا بيه اني اخليها تكره المكان لحد ما تمشي من هنا
حدق فرات بالزرع الذي أمامه
- قولت تطلع عينها في الشغل بس ضرب لاء مفهوم
اماء عنتر برأسه... أما هي عادت لعملها تمسح دموعها لتُدرك انها اليوم سُلب منها كل شئ والحياه لم تصبح امامها الا ظلام دامس
........................................
تعلقت عين سناء بوالده ياقوت التي أتت تحمل لأبنتها بعض الاشياء التي اشترتها لها
لوت سناء شفتيها ساخره
- ايه الهدوم البيئه ديه ياصباح
وتناولت الملابس بين يديها
- قلتهم احسن
شعرت ياقوت بحزن والدتها عندما تمتمت زوجه ابيها بعباراتها المسمومه.. فعانقت والدتها
- جمال اوي ياماما... انا فرحانه بيهم اوي
حضنتها صباح بسعاده تنظر ل سناء مبتسمه
- حببتي يابنتي... اه على نار الغيره... حاكم في ناس بتغير عشان السعد جانا ومجاش ليهم
ألقت صباح عباراتها بقصد.. لتتعلق عين سناء بها ثم نهضت ترمقهم بسخط
- مكنتيش قولتي كده ياماما... حرام
لم تكترث لها صباح.. وجذبت لها اثواب النوم التي اشترتها لها
- شايفه ذوق امك
رمقت ياقوت الملابس ولم تقدر على أخبارها ان عصرهم قد مضى آوانه ولكنه تقبلت هديتها بأبتسامه حنونه
- ربنا يخليكي ليا وتعيشي وتجبيلي
لتتعلق عين صباح بها ضاحكه
- اجبلك ايه يابنت بطني ده انتي اللي تجبيلي... عايزه اتنغنغ في العز بقى
.......................................
نظرت سماح حولها وهي لا تُصدق انه حاصرها بتلك الدرجه... أخبرها ان تأتي لذلك المكان حتى يُخلصها من كذبته... لتجد نفسها تسقط في خدعه اكبر
عدد من الصحافين وقد اسعدهم ذلك الامر بشده فهى صحفيه مثلهم وقصه حبهم ممتعه للغايه والحب استطاع ان يكسر قلب كاره النساء "سهيل نايف" ألف القصه بمزاج خاص وكأنه كاتباً واقحمها معه في كذبته التي لا تعلم سببها ولم يبقى لديها وصف نحوه الا انه مريض نفسي
- مبروك ياعروسه.. فرح في خيم وبليل..لا ووسط صحافه ولاعبين كره... ده انتي طلعتي جامده ياسماح
قالها معاذ وهو يُطالع المكان الذي رتبه سهيل حتى يتم العرس
ولحظها مثل الغبيه أرتدت الفستان الأبيض الذي بعثه لها يُخبرها في رساله
" انه يريد أن يراها مثل الفتيات... ف ملابسها تشبه المجندين"
ارتدته حانقه ولم تهتم بلونه... فتفصيلته كانت انيقه وهادئه ولم تربط الأمور ببعضها فقد اتفق معها انه اخر لقاء بينهم
- اه يابن...
كادت ان تسبه لتسمع صوته العابث
- ليست اخلاق المصرين يا امرأه
اشتاطت سماح غصباً وألتفت نحوه تجز على أسنانها
- ياشيخ انت طلعتلي منين قولي... كانت مهمه سوده وسفريه سوده... قولي انت مجنون
ضحك سهيل بصخب فألتفت الأعين عليهم ليميل نحوها هامساً
- اخفضي صوتك ياعروس
اغمضت عيناها بقوه تستعيد هدوئها الذي فقدته
- ياكابتن سهيل قولي بس أنت فيك حاجه مش طبيعيه... في لاعب كره مشهور والمعجبين حواليه كتير وعنده بنات بلده وبنات لندن ويجي يتجوز واحده اول مره يقابلها
طالعها سهيل بنظرات تفحصها
- أنتي المطلوبه سماح
وقبل ان يتركها هتفت حانقه
- على فكره انا مطلقه واكبر منك بشهور كمان
وضعت يداها على وسطها لتتسع ابتسامته
- لا بأس عزيزتي لست رجل اخرق لاهتم بتلك الأمور
سار خطوتان لتجذبه من ذراعه
- أنهى المهذله ديه بدل ما افضحك
اتجه بعيناه نحوها يرمقها
- افعليها سماح وسأقضي على مستقبلك بالصحافة عزيزتي
......................................
خرجت هناء من غرفتها تُدندن وترتدي حذائها على عجله... وجدته يقف أمام الشرفه ينهي قهوته قبل ذهابه للشركه
فألتف نحوها
- رايحه فين
رفعت هناء احد حاجبيها مستنكره سؤاله
- ما انا قولتلك ياابن عمي... عندي مقابله عمل
واقتربت من المائده التي جهزت الفطور عليها قبل أن تذهب لغرفتها كي ترتدي ملابسها...ألتقطت احدي اللقم ليقترب منها حانقاً
- قولت مافيش شغل ياهناء... والسنه اللي هنعيشها مع بعض انتي ملزومه مني
تناولت لقمتها المغموسه بالجبن بتلذذ
- شكرا.. انا بحب اصرف على نفسي
احتدت عيناه عليها فجذبها نحوه غاضباً
- ايه البرود اللي بقيتي في ده.. انا لسا جوزك
استنكرت الكلمه بآلم واشاحت وجهها بعيداً عنه
- سيبني يامراد اشوف حياتي ومتبقاش قتلتني من كل اتجاه... ومتخافش انا متربيه كويس وعارفه حدودي في كل حاجه
انصرفت بعدها هاربه حتى تختلي بنفسها تبكي على حالها
لقد ضاعت فرحتها معه
..................................
كان عرس عائلي بسيط يضم اهل مها وبعض جيرانها أراد أن يفرحها بكل شئ...فستان عرس وحديقه مزينه... المال يُسرع كل شئ وهو لديه منه
كان سالم يقف بجانب زوجته بحقد
- لا اختك حظها من السما
طالعته ماجدة مبتسمه
- مها طيبه واهي خلصت مني ومنك... ربنا يسامحني على اللي عملته فيها
رمقها سالم ساخراً وعيناه تتأمل فخامه المكان متمتماً
" ابن المحظوظه اخدك ومهموش حاجه"
تعلقت عين ناديه ب ياقوت التي أتت للحفل العائلي هي وشقيقتها ياسمين التي تُلازمها دوماً أوامر من زوجه ابيها ولكنها كانت سعيده بقرب شقيقتها
- اهلا ياحببتي نورتي...
قبلتها ناديه وغضبت عندما رأت نظرات ندي نحوها وقد اشاحت عيناها عنها غير مرحبه... لم تنتبه ياقوت لفعلتها ولكن ناديه انتبهت
- عن اذنك يا ياقوت ثواني بس
تركتها وأتجهت نحو ندي... فبحثت ياقوت عن هناء تتمنى ان تراها فأكثر شئ جلبها لهنا هي رؤية صديقتها... تنهدت وهي تُطالع البعض ثم نظرت لشقيقتها المبهوره بالمكان
- شكل هناء مجتش... كان نفسي اشوفها واطمن عليها
ووجدت ناديه تقترب منها ثانيه
- تعالي معايا يا ياقوت
نظرت لها ياقوت مستفهمه
- اجي معاكي فين
فأبتمست ناديه وهي تسحبها خلفها وهتفت بأسم ابنتها
- تقي خدي ياسمين عند العروسه
ابتسمت ياسمين بحماس لرؤية العروس ولم تهتم لنظرات ياقوت بأن تبقى معها
فوجدت ياقوت نفسها تصعد الدرج خلف ناديه
- احنا رايحين فين
لم تتحدث ناديه بشئ..الي ان وجدت حالها تقف في ممر به غرفتان لتلتف نحوها ناديه مبتسمه
- ادخلي يا ياقوت بس
طالعتها ياقوت ثم دارت بعيناها يمينا ويساراً
- ادخل فين... معلش انا عايزه انزل
ضحكت ناديه بمكر ودفعتها لداخل الغرفه
- ادخلي شوفي جوزك واهتمي بي
ولم تمهلها الوقت لتستعب الموقف ومكانها... لتجد الباب يُغلق
- ابله ناديه افتحي الباب
اتسعت ابتسامه ناديه بزهو وظلت واقفه الي ان رأت توقف حركة مقبض الباب... ففتحت الباب مجدداً برفق حتي لا تسمع حركة المفتاح وتظن انه مازال مغلق
تعلقت عين ياقوت بالغرفه تتنهد بتعب...الي ان لفت نظرها صورة حمزة وأسرته بجانب الفراش لتلتقط الصوره وتتأمل ملامحه وملامح سوسن
نست أمر الباب ووجودها بالغرفه وظلت تنظر لضحكتهم بالصوره... ارتجف قلبها وهي تسمع صوته الرجولي
- ياقوت
اتسعت حدقتيها لتلتف نحوه ببطئ بعدما وضعت الصوره مكانها بأيد مُرتجفه
وكانت صدمتها الأخرى وهو يقترب منها بالمنشفه التي تُحاوط خصره والمياه تتقطر على صدره العاري
- انا... ارجوك ابعد
استمتع بتوترها وغلق عيناها
- مقولتيش بتعملي ايه في اوضتي يا ياقوت
لتزداد سرعه أنفاسها
- ابله ناديه جبتني هنا... ارجوك طلعني من الاوضه مينفعش كده...
واردفت بأرتجاف
- ابعد متقربش
لم يزيده رجائها وخوفها منه إلا عناداً لتشعر بذراعيه تأسرها
ففتحت عيناها لتتلاقي بعيناه وانفاسه تلفح وجهها بدفئها
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية افقدني عذريتي بقلم نهلة داود
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا