مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والثلاثون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل الثانى والثلاثون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية للقدر حكاية سهام صادق |
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل الثانى والثلاثون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئةجلست على الفراش بعد أن رتبته..زفرت أنفاسها التي خرجت مُثقله بآلام قلبها.. عدم وجوده جانبها صباحاً أصابها بالخيبه ظنت انها ستستيقظ على قبلاته فتخجل منه وتظل مغمضه العين تدفن وجهها بين احضانه يسألها كيف تشعر ويمسح على وجهها مبتسماً ويخبرها بسعادته
احلام غرق بها القلب كما كان يرى في الحكايات ولكن الحكايه وقفت عند ان دمغها بأسمه قولا وفعلا
تنهدت وهي ترفع يدها نحو عنقها تمسح عليه تتذكر قبلاته الدافئه وحنانه
كانت في تضارب بين فرحتها ليلا وكسرتها صباحاً
توسطت الفراش مُتكوره على حالها تنتظر مجيئه ودموعها تسيل على وجنتيها
.....................................
وقف بسيارته أمام المدرسه ينظر إلى صغيرته بدعم وحنان
- حاولى تركزي ياحببتي ومتتوتريش... بنتي شاطره وذكيه انا عارف
ضمت مريم كفوفها ببعضهم تنظر نحوه بسعاده
- متقلقش يابابا.. هحل كويس
ابتسم على سعادتها فهبطت من السياره ليودعها.. فوضعت قبله على كفها ترسلها اليه... ضحك وهو يُطالعها بأبوة حقيقيه.. فمريم لها جزء كبير يحتل قلبه لا يتحمل ان يصيبها شئ
تنهد وهو يتذكر باقه الازهار التي ألتقطتها الصغيره بعيناها عندما دلفت سيارته لتحملها بسعاده وتشكره عليها وقد ظنت انها لها كما نسي هو امرها
قاد سيارته نحو تلك التي تنتظره بقلب جريح لتركها من اول يوم.. أراد مهاتفتها ولكنه أدرك ان هاتفها كان بسيارته منذ ليله امس وقد انتهى شحنه
وصل اخيرا للشقه بلهفه كي يراها ليدلف الغرفه فوجدها نائمه وسط الفراش تضم الوساده إليها
تنهد وهو يرى الغرفه المرتبه وملابسها التي ابدلتها فعلم انها استيقظت من قبل ولم تجده جانبها.. اقترب من الفراش يجلس جوارها
- ياقوت انتي صاحيه
كانت تشعر بوجوده ولكن ظلت هكذا تُصارع المشاعر التي داخلها.. اتصرخ وتعاتب ام تصمت وألا تتحدث.. اعتصر قلبها الآلم وهي تجد حالها دوماً الطرف الذي يقبل ما يُقدم له حتى لو كان قليلاً دون تمرد
تخيلت فشل حياتها كما اخبرتها زوجة ابيها والعودة إليها والي تسلطها وسمومها
مال عليها يلثم خدها وقبل ان يعتدل في رقدته ويتركها في غفوتها فتحت عيناها تُطالعه بعتاب
- انت جيت
ابتسم وهو يمسح على وجهها
- صباح الخير
ابتلعت ريقها وهي تُطالع ملامحه
- افتكرتك مشيت وسبتني
اقترب منها اكثر حتى تلامست اجسادهم
- مريم كان عندها امتحان واضطريت اوصلها... اتعودت اني ديما معاها في الأيام اللي زي ديه
تنهد وهو يتأمل ملامحها الحزينه
- أنتي اكيد متفهمه الوضع
انتظر ان تخبره ردها فصمتت وهي ترمقه وقبل ان تتحرك شفتاها وتسأله عن وضعها بحياته كان يميل نحوها ويعبث بيداه بخصلات شعرها
- وحشتيني
ولم تكن لكلمته الا معنى واحد فغرقت معه في عالم المتعه ولم يكن الا رجلاً بارعاً يعرف كيف يجعلها تهوى الغرق بين ذراعيه
......................................
نظرت ندي لزميلتها بتعاطف اخبرتها عن فعله ابن عمها بشقيقتها وتركها قبل زفافهم بشهراً فأصبحت متحطمه منزويه على حالها
-طب واختك هتفضل كده يا رهف... خليها تشوف حياتها تخرج او تشتغل المهم متفضلش حابسه نفسها
تنهدت رهف وهي لا تعرف حلاً لانطواء شقيقتها في عالم واحد وهو الزواج فقط
- مش عارفه ياندي اعمل معاها ايه.. سمر كان علاء كل حياتها وكل أحلامها الجواز والعش اللي هيبنوه سوا.. فجأة سبها وسافر يشوف حياته وشايف انها مش مناسبه ليه
واردفت وهي تزفر أنفاسها
- بقالها ست شهور على كده... وطبعا كلام الاهل والجيران مش بيرحم... اللي يقولك اكيد زعلانه عليه لان حصل بينهم حاجه وخايفة واللي يقولك اكيد عرف عليها حاجه
استمعت إليها ندي بأشفاق وهي تتخيل حالها مكانها.. أدارت الأمر برأسها لتهتف وهي تنظر لها
- شهاب جوزي بيدور علي سكرتيره تكون جاده في شغلها.. ايه رأيك سمر تشتغل عنده وتسلي نفسها ومنه تنسى وتشوف حياتها
تركت رهف كأس الشاي الذي ترتشف منه وحدقت بها دون تصديق
- بجد ياندي.. انا مش عارفه اقولك ايه..انا كنت محرجه اطلب منك المساعده ديه بس حقيقي انتي ونعمه الأخت
عانقتها ندي بمحبه ورغم مده صداقتهم القصيره الا انها اكنت لرهف مشاعر الصداقه الحقيقيه بعيدا عن زمالتهم بالعمل
....................................
استيقظوا بعد عدة ساعات.. كانت تشعر بالجوع الشديد.. استيقظت قبله تنظر إلى ملامحه الرجوليه فأبتمست وهي تتمني ان يُحبها.. قررت أن تطبق نصائح عمتها رحمها الله التي اثمرت على زواجها ورغم عدم حب زوج عمتها لعمتها في بدايه زواجهم الا ان عمتها بحكمتها وحسن المعامله واللسان اكتسبت زوجها وصارت بعد ذلك كل شئ بحياته ولم يكن يرى غيرها
عكس والدتها التي انفصلت عن والدها بسبب كثرة شكواها
كانت محاطه بأفكار عده لا تعرف من اين تسير طريقها حتى تنجح حياتها... ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمامها الدافئ واراحت جسدها
خرجت تضع المنشفه فوق رأسها تُجفف خصلات شعرها فوجدته ينهض من فوق الفراش مبتسما
- مصحتنيش ليه
تمتمت بخجل وهي تجده على مقربه منها
- انا لسا صاحيه من شويه
ابتسم على ارتباكها من قربه
- اجهزي عشان نخرج نتغدا بره
أجابت وهي تعترض على خروجهم
- انا هحضر لينا اكل مش لازم نخرج.. انا بعرف اطبخ كويس
طالعها بمرح حتى يجعلها تعتاد عليه
- أنتي مش عايزه ترتاحي يا ياقوت.. اي ست مكانك هتفرح
واردف بمزاح
- أنتي زوجه موفره خالص
ارتبكت من نظراته ومرحه الذي لم تعتاد عليه
- انا ممكن اعمل حاجه خفيفه ناكلها ونقعد نتفرج على التلفزيون
قالتها وهي تنتظر موافقته فأبتسم وهو يراها كيف تتحدث وتتحاشا النظر إليه
- خلاص اعملي اللي تحبيه وانا معاكي
واقترب منها يرفع وجهها نحوه
- بصيلي وانتي بتتكلمي يا ياقوت.. انا مش باكل بشر
وضحك وهو يجدها تهمس بخجل
- مش عارفه ابص في عينك
ثبت وجهها نحوه يسألها
- بصيلي واتكلمي... يلا
جاهدت حالها وهي تهرب من النظر إليه
- هقول ايه
تمتم وهو يشبع عيناه من برأتها وخجلها الجميل
- قولي اي حاجه..انا مستني اه
خفق قلبها من اثر قربه ومُحاصرته لها.. لم تستطع فعل كلتا الأمرين.. فدفعته عنها ثم فرت من أمامه
- هروح احضر لينا الغدا
غادرت الغرفه ليلتف بجسده ضاحكاً على فعلتها
.................................
اختلس مراد النظر نحو هناء الجالسه جانبه بالسياره تلعب بهاتفها بحماس دون أن تعيره اي اهتمام.. فتح حوارات عده معها في طريق عودتهم للاسكندريه الا انها كانت تجيب على سؤاله فقط دون اضافه.. شعر بالمقت من ردودها الجافه وكأن الأدوار قد قُلبت..
قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته
لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله... شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو
اختلس النظرات إليها مُجدداً ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره
تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق
- هناء
هتفت دون أن تلتف اليه
- نعم
تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها
- تحبي اجيبلك ايه... زمانك جعتي
نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويُعد فيه اطعمه سريعه المأكل
- اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم
زفر أنفاسه بضيق من معاملتها.. فحتى لم تكلف حالها وتُخاطبه وهي تنظر اليه
ترجل من سيارته وابتعد... لتترك الهاتف من يدها ونظرت اليه بأعين دامعه فلم تكن تحلم الا بحياه تحياها بجواره سعيده لو أخبرته عن أحلامها معه لخجل من حاله عما فعله بها دون رحمه
- عشان تعرف ازاي الجفا بيقتل ياابن عمي.. ياريت تدوق من نفس الكاس اللي دوقتهوني
.................................
تناول كأس الشاي من يدها وهو يُطالع احد الأفلام القديمه
- تسلم ايدك
ابتسمت بتوتر وهي تجلس على طرف الاريكه فرمقها بصمت دون تعليق
بدأت ترتشف من كأس الشاي خاصتها وتتابع الفيلم بأندماج وهي ترى نهاية قصة البطلين المؤلمه فلقد أحبت رجلا متزوجاً كان سوء حظها ان تهوى من ليس لها
دمعت عيناها وهي تهتف
- ياريتها ما كانت حبيته وشافته... الحب ليه مؤلم كده
ابتسم وهو يراها كيف تنظر للتلفاز بملامح حزينه وكأنها لما ترى ذلك الفيلم من قبل مرات عده
اقترب منها ضاحكاً وقد كانت فرصه له
- ده فيلم يا ياقوت... انتي متأثره اوي كده ليه
عبست بشفتيها معترضه
- بس الحكايات ديه بتحصل في الحقيقه.. وصعب انك تاخد حاجه مش بتاعتك ومتحسش بغيرك بس القلب ده غبي بيحب الحاجه اللي مش ليه
صمت وهو يتذكر حاله في الحب كان أكبر احمق دمره الحب.. طالعها للحظات لتسأله دون مقدمات وقد فاجئه سؤالها الذي فاجئها هي الأخرى
- انت كنت بتحب مراتك
لمعت عيناه بتقدير لذكرى سوسن فركز انظاره نحو التلفاز
- كنت بحترمها وبقدرها... ساعات الاحترام والتقدير بيكونوا احسن من الحب يا ياقوت
صمت كل منهما ولكنها شعرت برغبه في سؤاله مره اخرى
- بس ليه ميبقاش في حب واحترام وتقدير... ليه ميبقاش كل دول مع بعض
رمقها بخفه بعدما ألتف نحوها وهتف ضاحكاً بداعبه
- أنتي طماعه اوي يا ياقوت
وقبل ان يكتمل حديثهم صدح رنين هاتفه... لينظر لرقم معلمه مريم مُتعجباً من مهاتفته شخصياً
نهض يستمع للمعلمه ولم تكن الا ريما التي أخبرته عن سوء مريم فجأه في الماده وكأن شرحها ضاع هباءً وامتحانها الذي سيكون بعد غد
استمعت ياقوت للمكالمه بأنصات وبعدما أنهى مُكالمته مع ريما التي ابتسمت عندما اخبرها انه سيأتي للمنزل كي يري لماذا ساء مستواها فجأه دون مقدمات
اسعد الأمر ريما وظنت انه مدام سيترك عروسه فهو تزوجها كما سمعت من الصغيره انه زواج لا اكثر وانه لا يحبها وأنها هي من احتالت على والدها
نظرت ريما لمريم ورغم انها لم تكن سيئه اليوم لكنها كانت شارده الا ان ريما وجدتها حجه كي تراه وتخبر قلبها انه لم يحب تلك التي تزوجها وسيطلقها بالتأكيد بعد أن يمل منها
لمعت عين مريم بسعاده فالأمر اتي عن طريق معلمتها فشهاب وشريف حذروها ان تهاتفه ثانيه بعد فعلتها صباحاً
تعلقت نظرات حمزه ب ياقوت التي طالعته تسأله
- في حاجه حصلت... مريم مالها
سألت بقلق حقيقي فتنهد وهو يمسح على وجهه
- اخترت وقت مش مناسب لجوازنا للأسف... امتحاناتها الايام ديه.. البنت مستواها نزل فجأه
حركت رأسها وقد فهمت ما أراد أخبارها به أستدارت بجسدها واتجهت نحو غرفتهم
- فهمت
شعر بتأنيب الضمير اتجاهها.. عدل عن قراره فرفع هاتفه يُهاتف شريف يُخبره ان يهتم بمريم وانه سيأتي غدا إليهم
.......................................
اقترب شريف من زوجته التي تجلس بجانب ندي ويتحدثون عندما شعرت بقربه نهضت تتعلق به
- شريف
طالعتهم ندي وضحكت
- من ساعه ما اتجوزت بقيت تخلص شغلك وترجع على البيت علطول... بقيت مستقيم ياحضرت الظابط
ضم شريف مها اليه يخبئها بين ذراعيه
- شكلك غيرانه... فين شهاب
تنهدت بأستياء من عبارة ابن شقيقتها
- انا اغير.. شهاب ياسيدي عنده عشاء عمل
واقتربت من مها تهمس في اذنها
- بيضحكوا علينا في الأول ويقعدوا معانا وبعدين يقولولك مشغولين
احتدت نظرات شريف نحوها.. لتفر ندي من أمامه
- هروح اشوف مريم وميس ريما بدل ما حضرت الظابط ياكلني
كانت مها تضحك وهي تسمع مناقرتهم اليوميه.. مسح على وجهها بحنان هامساً لها
- وحشتيني
رفرف قلبها بسعاده فقادها برفق نحو غرفتهما ومازال يُعلمها خطوات المنزل
صعدوا لغرفتهم ليبدل ملابسه وهي تسأله عن تفاصيل يومه وهو يُجيب عليها.. تحركت يداها نحو ألم عنقها فسألها
- مالك يامها في حاجه بتوجعك
زمت شفتيها وهي تُدلك رقبتها
- شكلي نمت غلط علي رقبتي
اقترب منها ينظر لمكان الآلم... ورفع كفه ليدلك عنقها ببطئ فأرتجف جسدها وخشت ان تبعده عنها فيغضب فقد اصبحت تلك النقطه هي مشكلتهم... وكلما سألها عن السبب تخاف ان تجيبه فسالم قد اصاب لديها عقده وخوف
أسقط منامتها العلويه عنها وقبل ان ينجرف نحو ما يُريد انتفضت باكيه
- انا خايفه ياشريف
صاحت بعبارتها للمره الثالثه فأبتعد عنها يُطالعها كان سيغضب عليها ولكنه تمالك نفسه متذكراً كلام الطبيبه عن حاله زوجته
- اهدي يامها
تعلقت به وجسدها يرتجف وخيالها يقودها الي تحرش سالم بها وافعاله الدنيئه
- انا موفقه تعمل اللي انت عايزه فيا.. بس استنى انام
اتسعت حدقتيه بصدمه وهو لا يُصدق ما أخبرته به
......................................
وقفت صفا بخوف أمام عنتر.. كانت تخشاه فلم ترى منه الا سوء المعامله والعمل الشاق.. مسحت وجهها بأرهاق فللتو أنهت عملها في اطعام المواشي
- ما تقفي عدل ياختي
ارتبكت صفا وثبتت اقدامها وهي لا تقوي علي الوقوف
- يا استاذ عنتر قولي عايز ايه.. لسا ورايا شغل كمان
احتدت نظرات عنتر نحوها بمقت
- بقى ليكي صوت.. طب اعملي حسابك هتنضفي الاسطبل كمان النهارده نضافت امبارح معجبتنيش
شهقت صفا وهي تآن آلماً
- الله يخليك بلاش النهارده... انا بشتغل طول اليوم
رمقها عنتر بسخط فهو يكرهها ويكره كل من يتاجر بالمخدرات فلم يمت شقيقه الا بجرعة أنهت حياته.. لو لم يكن يعلم بسبب سجنها لكان عاملها كما يُعامل الآخرين
- ايه رأيك هتشتغلي طول الليل كمان ومافيش راحه وكلمه تانيه خدي شنطه هدومك وسيبي المزرعه
ودفعها من أمامه لتسقط على الأرض باكيه... نظر لها وهي ساقطه ارضاً دون رحمه... فلمح سيارة فرات تدلف المزرعه
فركض نحوه مُتعجباً منه قدومه اليوم للمزرعه
- ده البيه
اما هي تعلقت عيناها بضعف بسيارة فرات مُقرره انها ستغادر المزرعه فلم تعد تتحمل مشقة العمل والإهانة
......................................
نظرت سماح لرقم سهيل الذي يدق عليها منذ ليله امس بألحاح
مضغت الطعام بتمهل وارتشفت بعض الماء لتبتلع الطعام
صدح صوت الهاتف ثانيه لتُجيب عليه ببرود
- نعم
زفر سهيل أنفاسه بمقت
- لما لم تُجيبي امس علي هاتفك
تمتمت وهي تلوك الطعام بفمها
- مكنش ليا مزاج ارد
قطب سهيل حاجبيه بضيق وهو يغلق حقيبته الرياضيه بعد أن أنهى تدريبه
- غدا تأتي ل لندن.. سأنتظرك
عبثت بخصلات شعرها بلامبالاه لاوامره
- مش هاجي.. لو عايز تيجي تاخدني تعالا بنفسك
واغلقت الخط بوجهه دون أن تنتظر سماع رده.. ولم تكتفي بأنهاء المكالمه فقط انما اغلقت الهاتف نهائياً وابتسمت بنصر وهي تتخيل النيران التي تخرج من مقلتيه
.....................................
وجدتها صفا فرصه عندما قادها عنتر لمكتب سيده... وقفت في منتصف الغرفه تنتظر ان يلتف بجسده وتسمع ما يُريد اخبارها به
طالت وقفتها فأمر عنتر بجمود
- روح شوف شغلك ياعنتر
انصرف عنتر على الفور.. ليلتف نحوها متسائلا بغموض
- عجبك شغلك في المزرعه
فركت يداها بتوتر وتمتمت دون أن ترفع عيناها نحوه
- اسمحلي امشي من هنا... ارض الله واسعه وهدور علي شغل في اي مكان تاني
ضاقت نظراته نحوها.. ورمقها بأستخفاف وقد فسر رغبتها بالرحيل انها ستعود لزوج شقيقته فأمثالها لا شرف ومبادئ لديهم
- وتفتكري اللي يدخل ممتلكات فرات النويري يخرج منها برغبته... خروجك من هنا برغبتي انا
صرخ بها.. فأرهبها
- لو خرجتي من هنا... تليفون مني للبوليس أبلغه بسرقه حصلت في المزرعه
تجمدت عين صفا عليه تخشي تهديده
- بس انا مسرقتش حاجه... انا كل اللي عايزاه امشي من هنا
تجلجلت ضحكاته وحدق بها
- هو الدخول زي الخروج
واردف وهو يُطالعها بنظرات تشع احتقاراً
- أنتي دخلتي سجني انا المرادي
......................................
اتسعت عين ناديه ذهولاً وهي تجد شقيقها بغرفه مكتبه بالفيلا ويذاكر لمريم دروسها... نسي شريف امرها امس ولم يأتي هو كما وعدها لتظل طيله الليل تبكي حتى احمرت عيناها... امتنعت عن الطعام ومذاكرتها اليوم.. ولم تجد ندي حلا الا اخباره
- مش معقول انت هنا ياحمزه
رفع حمزه عيناه نحو شقيقته... بينما اشاحت مريم عيناها عن ناديه فقد أصبحت تلومها هي بالأساس على زواجه لم تهتم ناديه بنظرات الصغيره وكادت ان تتحدث وتُعاتبه على ترك زوجته فنظر اليها حتى تصمت ولا تفتح حديثاً أمام مريم
امتقع وجهها وخرجت من الغرفه حانقه... قابلتها ندي بترحيب فسألتها بضيق
- مش قولنا نسيبه الايام ديه مع مراته وتهتموا انتوا ب مريم ياندي
تقبلت ندي الحديث من أجل وعدها لشهاب ولكن داخلها كانت حانقه
- نعمل ايه ده وقت امتحاناتها وهي متعوده ان هو اللي يذاكرلها قبل الامتحان...محدش بيقدر على مريم غير حمزه
واردفت عندما شعرت بغضب ناديه نحوها
- هخلي الخدم يحضروا لينا العشا... اكيد هتتعشي معانا
وانصرفت من أمامها دون سماع ردها... لتنظر ناديه في اثرها
ولمعت عيناها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم ياقوت
ابتسمت وهي تسمع صوتها
- ياقوت حببتي حمزه بيقولك تعالي الفيلا... هبعتلك السواق
فهتفت ياقوت وهي تخشي القدوم
- بس انا...
لم تمهلها ناديه الاعتراض فأكملت قبل أن تغلق الخط معها
- اجهزي لحد ما السواق يجيلك
اغمضت ياقوت عيناها بقله حيله.... يومان عاشتهم بمشاعر مختلطه سعاده وآلم ولا تعلم اي منهم سيغلب الآخر
تجهزت ووجدت السياره والسائق ينتظرها بالأسفل وكما حفظته ناديه ان حمزة من بعثه
دلفت للسياره وبعد عشرون دقيقه كانت السياره تدلف الفيلا
وقلبها يدق بتوتر
ابتسمت ناديه وهي تتابع خروجها من السياره من الشرفه
كانت مائده العشاء قد عُدت وخرج حمزه من غرفه مكتبه هو ومريم وباقي أفراد الاسره يجلسون ينتظرونهم حتى يتناولوا العشاء معاً
فتحت الخادمه الباب لتبتسم ناديه وهي تجد ياقوت تدلف بتوتر تضم حقيبتها الصغيره إليها
احلام غرق بها القلب كما كان يرى في الحكايات ولكن الحكايه وقفت عند ان دمغها بأسمه قولا وفعلا
تنهدت وهي ترفع يدها نحو عنقها تمسح عليه تتذكر قبلاته الدافئه وحنانه
كانت في تضارب بين فرحتها ليلا وكسرتها صباحاً
توسطت الفراش مُتكوره على حالها تنتظر مجيئه ودموعها تسيل على وجنتيها
.....................................
وقف بسيارته أمام المدرسه ينظر إلى صغيرته بدعم وحنان
- حاولى تركزي ياحببتي ومتتوتريش... بنتي شاطره وذكيه انا عارف
ضمت مريم كفوفها ببعضهم تنظر نحوه بسعاده
- متقلقش يابابا.. هحل كويس
ابتسم على سعادتها فهبطت من السياره ليودعها.. فوضعت قبله على كفها ترسلها اليه... ضحك وهو يُطالعها بأبوة حقيقيه.. فمريم لها جزء كبير يحتل قلبه لا يتحمل ان يصيبها شئ
تنهد وهو يتذكر باقه الازهار التي ألتقطتها الصغيره بعيناها عندما دلفت سيارته لتحملها بسعاده وتشكره عليها وقد ظنت انها لها كما نسي هو امرها
قاد سيارته نحو تلك التي تنتظره بقلب جريح لتركها من اول يوم.. أراد مهاتفتها ولكنه أدرك ان هاتفها كان بسيارته منذ ليله امس وقد انتهى شحنه
وصل اخيرا للشقه بلهفه كي يراها ليدلف الغرفه فوجدها نائمه وسط الفراش تضم الوساده إليها
تنهد وهو يرى الغرفه المرتبه وملابسها التي ابدلتها فعلم انها استيقظت من قبل ولم تجده جانبها.. اقترب من الفراش يجلس جوارها
- ياقوت انتي صاحيه
كانت تشعر بوجوده ولكن ظلت هكذا تُصارع المشاعر التي داخلها.. اتصرخ وتعاتب ام تصمت وألا تتحدث.. اعتصر قلبها الآلم وهي تجد حالها دوماً الطرف الذي يقبل ما يُقدم له حتى لو كان قليلاً دون تمرد
تخيلت فشل حياتها كما اخبرتها زوجة ابيها والعودة إليها والي تسلطها وسمومها
مال عليها يلثم خدها وقبل ان يعتدل في رقدته ويتركها في غفوتها فتحت عيناها تُطالعه بعتاب
- انت جيت
ابتسم وهو يمسح على وجهها
- صباح الخير
ابتلعت ريقها وهي تُطالع ملامحه
- افتكرتك مشيت وسبتني
اقترب منها اكثر حتى تلامست اجسادهم
- مريم كان عندها امتحان واضطريت اوصلها... اتعودت اني ديما معاها في الأيام اللي زي ديه
تنهد وهو يتأمل ملامحها الحزينه
- أنتي اكيد متفهمه الوضع
انتظر ان تخبره ردها فصمتت وهي ترمقه وقبل ان تتحرك شفتاها وتسأله عن وضعها بحياته كان يميل نحوها ويعبث بيداه بخصلات شعرها
- وحشتيني
ولم تكن لكلمته الا معنى واحد فغرقت معه في عالم المتعه ولم يكن الا رجلاً بارعاً يعرف كيف يجعلها تهوى الغرق بين ذراعيه
......................................
نظرت ندي لزميلتها بتعاطف اخبرتها عن فعله ابن عمها بشقيقتها وتركها قبل زفافهم بشهراً فأصبحت متحطمه منزويه على حالها
-طب واختك هتفضل كده يا رهف... خليها تشوف حياتها تخرج او تشتغل المهم متفضلش حابسه نفسها
تنهدت رهف وهي لا تعرف حلاً لانطواء شقيقتها في عالم واحد وهو الزواج فقط
- مش عارفه ياندي اعمل معاها ايه.. سمر كان علاء كل حياتها وكل أحلامها الجواز والعش اللي هيبنوه سوا.. فجأة سبها وسافر يشوف حياته وشايف انها مش مناسبه ليه
واردفت وهي تزفر أنفاسها
- بقالها ست شهور على كده... وطبعا كلام الاهل والجيران مش بيرحم... اللي يقولك اكيد زعلانه عليه لان حصل بينهم حاجه وخايفة واللي يقولك اكيد عرف عليها حاجه
استمعت إليها ندي بأشفاق وهي تتخيل حالها مكانها.. أدارت الأمر برأسها لتهتف وهي تنظر لها
- شهاب جوزي بيدور علي سكرتيره تكون جاده في شغلها.. ايه رأيك سمر تشتغل عنده وتسلي نفسها ومنه تنسى وتشوف حياتها
تركت رهف كأس الشاي الذي ترتشف منه وحدقت بها دون تصديق
- بجد ياندي.. انا مش عارفه اقولك ايه..انا كنت محرجه اطلب منك المساعده ديه بس حقيقي انتي ونعمه الأخت
عانقتها ندي بمحبه ورغم مده صداقتهم القصيره الا انها اكنت لرهف مشاعر الصداقه الحقيقيه بعيدا عن زمالتهم بالعمل
....................................
استيقظوا بعد عدة ساعات.. كانت تشعر بالجوع الشديد.. استيقظت قبله تنظر إلى ملامحه الرجوليه فأبتمست وهي تتمني ان يُحبها.. قررت أن تطبق نصائح عمتها رحمها الله التي اثمرت على زواجها ورغم عدم حب زوج عمتها لعمتها في بدايه زواجهم الا ان عمتها بحكمتها وحسن المعامله واللسان اكتسبت زوجها وصارت بعد ذلك كل شئ بحياته ولم يكن يرى غيرها
عكس والدتها التي انفصلت عن والدها بسبب كثرة شكواها
كانت محاطه بأفكار عده لا تعرف من اين تسير طريقها حتى تنجح حياتها... ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمامها الدافئ واراحت جسدها
خرجت تضع المنشفه فوق رأسها تُجفف خصلات شعرها فوجدته ينهض من فوق الفراش مبتسما
- مصحتنيش ليه
تمتمت بخجل وهي تجده على مقربه منها
- انا لسا صاحيه من شويه
ابتسم على ارتباكها من قربه
- اجهزي عشان نخرج نتغدا بره
أجابت وهي تعترض على خروجهم
- انا هحضر لينا اكل مش لازم نخرج.. انا بعرف اطبخ كويس
طالعها بمرح حتى يجعلها تعتاد عليه
- أنتي مش عايزه ترتاحي يا ياقوت.. اي ست مكانك هتفرح
واردف بمزاح
- أنتي زوجه موفره خالص
ارتبكت من نظراته ومرحه الذي لم تعتاد عليه
- انا ممكن اعمل حاجه خفيفه ناكلها ونقعد نتفرج على التلفزيون
قالتها وهي تنتظر موافقته فأبتسم وهو يراها كيف تتحدث وتتحاشا النظر إليه
- خلاص اعملي اللي تحبيه وانا معاكي
واقترب منها يرفع وجهها نحوه
- بصيلي وانتي بتتكلمي يا ياقوت.. انا مش باكل بشر
وضحك وهو يجدها تهمس بخجل
- مش عارفه ابص في عينك
ثبت وجهها نحوه يسألها
- بصيلي واتكلمي... يلا
جاهدت حالها وهي تهرب من النظر إليه
- هقول ايه
تمتم وهو يشبع عيناه من برأتها وخجلها الجميل
- قولي اي حاجه..انا مستني اه
خفق قلبها من اثر قربه ومُحاصرته لها.. لم تستطع فعل كلتا الأمرين.. فدفعته عنها ثم فرت من أمامه
- هروح احضر لينا الغدا
غادرت الغرفه ليلتف بجسده ضاحكاً على فعلتها
.................................
اختلس مراد النظر نحو هناء الجالسه جانبه بالسياره تلعب بهاتفها بحماس دون أن تعيره اي اهتمام.. فتح حوارات عده معها في طريق عودتهم للاسكندريه الا انها كانت تجيب على سؤاله فقط دون اضافه.. شعر بالمقت من ردودها الجافه وكأن الأدوار قد قُلبت..
قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته
لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله... شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو
اختلس النظرات إليها مُجدداً ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره
تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق
- هناء
هتفت دون أن تلتف اليه
- نعم
تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها
- تحبي اجيبلك ايه... زمانك جعتي
نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويُعد فيه اطعمه سريعه المأكل
- اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم
زفر أنفاسه بضيق من معاملتها.. فحتى لم تكلف حالها وتُخاطبه وهي تنظر اليه
ترجل من سيارته وابتعد... لتترك الهاتف من يدها ونظرت اليه بأعين دامعه فلم تكن تحلم الا بحياه تحياها بجواره سعيده لو أخبرته عن أحلامها معه لخجل من حاله عما فعله بها دون رحمه
- عشان تعرف ازاي الجفا بيقتل ياابن عمي.. ياريت تدوق من نفس الكاس اللي دوقتهوني
.................................
تناول كأس الشاي من يدها وهو يُطالع احد الأفلام القديمه
- تسلم ايدك
ابتسمت بتوتر وهي تجلس على طرف الاريكه فرمقها بصمت دون تعليق
بدأت ترتشف من كأس الشاي خاصتها وتتابع الفيلم بأندماج وهي ترى نهاية قصة البطلين المؤلمه فلقد أحبت رجلا متزوجاً كان سوء حظها ان تهوى من ليس لها
دمعت عيناها وهي تهتف
- ياريتها ما كانت حبيته وشافته... الحب ليه مؤلم كده
ابتسم وهو يراها كيف تنظر للتلفاز بملامح حزينه وكأنها لما ترى ذلك الفيلم من قبل مرات عده
اقترب منها ضاحكاً وقد كانت فرصه له
- ده فيلم يا ياقوت... انتي متأثره اوي كده ليه
عبست بشفتيها معترضه
- بس الحكايات ديه بتحصل في الحقيقه.. وصعب انك تاخد حاجه مش بتاعتك ومتحسش بغيرك بس القلب ده غبي بيحب الحاجه اللي مش ليه
صمت وهو يتذكر حاله في الحب كان أكبر احمق دمره الحب.. طالعها للحظات لتسأله دون مقدمات وقد فاجئه سؤالها الذي فاجئها هي الأخرى
- انت كنت بتحب مراتك
لمعت عيناه بتقدير لذكرى سوسن فركز انظاره نحو التلفاز
- كنت بحترمها وبقدرها... ساعات الاحترام والتقدير بيكونوا احسن من الحب يا ياقوت
صمت كل منهما ولكنها شعرت برغبه في سؤاله مره اخرى
- بس ليه ميبقاش في حب واحترام وتقدير... ليه ميبقاش كل دول مع بعض
رمقها بخفه بعدما ألتف نحوها وهتف ضاحكاً بداعبه
- أنتي طماعه اوي يا ياقوت
وقبل ان يكتمل حديثهم صدح رنين هاتفه... لينظر لرقم معلمه مريم مُتعجباً من مهاتفته شخصياً
نهض يستمع للمعلمه ولم تكن الا ريما التي أخبرته عن سوء مريم فجأه في الماده وكأن شرحها ضاع هباءً وامتحانها الذي سيكون بعد غد
استمعت ياقوت للمكالمه بأنصات وبعدما أنهى مُكالمته مع ريما التي ابتسمت عندما اخبرها انه سيأتي للمنزل كي يري لماذا ساء مستواها فجأه دون مقدمات
اسعد الأمر ريما وظنت انه مدام سيترك عروسه فهو تزوجها كما سمعت من الصغيره انه زواج لا اكثر وانه لا يحبها وأنها هي من احتالت على والدها
نظرت ريما لمريم ورغم انها لم تكن سيئه اليوم لكنها كانت شارده الا ان ريما وجدتها حجه كي تراه وتخبر قلبها انه لم يحب تلك التي تزوجها وسيطلقها بالتأكيد بعد أن يمل منها
لمعت عين مريم بسعاده فالأمر اتي عن طريق معلمتها فشهاب وشريف حذروها ان تهاتفه ثانيه بعد فعلتها صباحاً
تعلقت نظرات حمزه ب ياقوت التي طالعته تسأله
- في حاجه حصلت... مريم مالها
سألت بقلق حقيقي فتنهد وهو يمسح على وجهه
- اخترت وقت مش مناسب لجوازنا للأسف... امتحاناتها الايام ديه.. البنت مستواها نزل فجأه
حركت رأسها وقد فهمت ما أراد أخبارها به أستدارت بجسدها واتجهت نحو غرفتهم
- فهمت
شعر بتأنيب الضمير اتجاهها.. عدل عن قراره فرفع هاتفه يُهاتف شريف يُخبره ان يهتم بمريم وانه سيأتي غدا إليهم
.......................................
اقترب شريف من زوجته التي تجلس بجانب ندي ويتحدثون عندما شعرت بقربه نهضت تتعلق به
- شريف
طالعتهم ندي وضحكت
- من ساعه ما اتجوزت بقيت تخلص شغلك وترجع على البيت علطول... بقيت مستقيم ياحضرت الظابط
ضم شريف مها اليه يخبئها بين ذراعيه
- شكلك غيرانه... فين شهاب
تنهدت بأستياء من عبارة ابن شقيقتها
- انا اغير.. شهاب ياسيدي عنده عشاء عمل
واقتربت من مها تهمس في اذنها
- بيضحكوا علينا في الأول ويقعدوا معانا وبعدين يقولولك مشغولين
احتدت نظرات شريف نحوها.. لتفر ندي من أمامه
- هروح اشوف مريم وميس ريما بدل ما حضرت الظابط ياكلني
كانت مها تضحك وهي تسمع مناقرتهم اليوميه.. مسح على وجهها بحنان هامساً لها
- وحشتيني
رفرف قلبها بسعاده فقادها برفق نحو غرفتهما ومازال يُعلمها خطوات المنزل
صعدوا لغرفتهم ليبدل ملابسه وهي تسأله عن تفاصيل يومه وهو يُجيب عليها.. تحركت يداها نحو ألم عنقها فسألها
- مالك يامها في حاجه بتوجعك
زمت شفتيها وهي تُدلك رقبتها
- شكلي نمت غلط علي رقبتي
اقترب منها ينظر لمكان الآلم... ورفع كفه ليدلك عنقها ببطئ فأرتجف جسدها وخشت ان تبعده عنها فيغضب فقد اصبحت تلك النقطه هي مشكلتهم... وكلما سألها عن السبب تخاف ان تجيبه فسالم قد اصاب لديها عقده وخوف
أسقط منامتها العلويه عنها وقبل ان ينجرف نحو ما يُريد انتفضت باكيه
- انا خايفه ياشريف
صاحت بعبارتها للمره الثالثه فأبتعد عنها يُطالعها كان سيغضب عليها ولكنه تمالك نفسه متذكراً كلام الطبيبه عن حاله زوجته
- اهدي يامها
تعلقت به وجسدها يرتجف وخيالها يقودها الي تحرش سالم بها وافعاله الدنيئه
- انا موفقه تعمل اللي انت عايزه فيا.. بس استنى انام
اتسعت حدقتيه بصدمه وهو لا يُصدق ما أخبرته به
......................................
وقفت صفا بخوف أمام عنتر.. كانت تخشاه فلم ترى منه الا سوء المعامله والعمل الشاق.. مسحت وجهها بأرهاق فللتو أنهت عملها في اطعام المواشي
- ما تقفي عدل ياختي
ارتبكت صفا وثبتت اقدامها وهي لا تقوي علي الوقوف
- يا استاذ عنتر قولي عايز ايه.. لسا ورايا شغل كمان
احتدت نظرات عنتر نحوها بمقت
- بقى ليكي صوت.. طب اعملي حسابك هتنضفي الاسطبل كمان النهارده نضافت امبارح معجبتنيش
شهقت صفا وهي تآن آلماً
- الله يخليك بلاش النهارده... انا بشتغل طول اليوم
رمقها عنتر بسخط فهو يكرهها ويكره كل من يتاجر بالمخدرات فلم يمت شقيقه الا بجرعة أنهت حياته.. لو لم يكن يعلم بسبب سجنها لكان عاملها كما يُعامل الآخرين
- ايه رأيك هتشتغلي طول الليل كمان ومافيش راحه وكلمه تانيه خدي شنطه هدومك وسيبي المزرعه
ودفعها من أمامه لتسقط على الأرض باكيه... نظر لها وهي ساقطه ارضاً دون رحمه... فلمح سيارة فرات تدلف المزرعه
فركض نحوه مُتعجباً منه قدومه اليوم للمزرعه
- ده البيه
اما هي تعلقت عيناها بضعف بسيارة فرات مُقرره انها ستغادر المزرعه فلم تعد تتحمل مشقة العمل والإهانة
......................................
نظرت سماح لرقم سهيل الذي يدق عليها منذ ليله امس بألحاح
مضغت الطعام بتمهل وارتشفت بعض الماء لتبتلع الطعام
صدح صوت الهاتف ثانيه لتُجيب عليه ببرود
- نعم
زفر سهيل أنفاسه بمقت
- لما لم تُجيبي امس علي هاتفك
تمتمت وهي تلوك الطعام بفمها
- مكنش ليا مزاج ارد
قطب سهيل حاجبيه بضيق وهو يغلق حقيبته الرياضيه بعد أن أنهى تدريبه
- غدا تأتي ل لندن.. سأنتظرك
عبثت بخصلات شعرها بلامبالاه لاوامره
- مش هاجي.. لو عايز تيجي تاخدني تعالا بنفسك
واغلقت الخط بوجهه دون أن تنتظر سماع رده.. ولم تكتفي بأنهاء المكالمه فقط انما اغلقت الهاتف نهائياً وابتسمت بنصر وهي تتخيل النيران التي تخرج من مقلتيه
.....................................
وجدتها صفا فرصه عندما قادها عنتر لمكتب سيده... وقفت في منتصف الغرفه تنتظر ان يلتف بجسده وتسمع ما يُريد اخبارها به
طالت وقفتها فأمر عنتر بجمود
- روح شوف شغلك ياعنتر
انصرف عنتر على الفور.. ليلتف نحوها متسائلا بغموض
- عجبك شغلك في المزرعه
فركت يداها بتوتر وتمتمت دون أن ترفع عيناها نحوه
- اسمحلي امشي من هنا... ارض الله واسعه وهدور علي شغل في اي مكان تاني
ضاقت نظراته نحوها.. ورمقها بأستخفاف وقد فسر رغبتها بالرحيل انها ستعود لزوج شقيقته فأمثالها لا شرف ومبادئ لديهم
- وتفتكري اللي يدخل ممتلكات فرات النويري يخرج منها برغبته... خروجك من هنا برغبتي انا
صرخ بها.. فأرهبها
- لو خرجتي من هنا... تليفون مني للبوليس أبلغه بسرقه حصلت في المزرعه
تجمدت عين صفا عليه تخشي تهديده
- بس انا مسرقتش حاجه... انا كل اللي عايزاه امشي من هنا
تجلجلت ضحكاته وحدق بها
- هو الدخول زي الخروج
واردف وهو يُطالعها بنظرات تشع احتقاراً
- أنتي دخلتي سجني انا المرادي
......................................
اتسعت عين ناديه ذهولاً وهي تجد شقيقها بغرفه مكتبه بالفيلا ويذاكر لمريم دروسها... نسي شريف امرها امس ولم يأتي هو كما وعدها لتظل طيله الليل تبكي حتى احمرت عيناها... امتنعت عن الطعام ومذاكرتها اليوم.. ولم تجد ندي حلا الا اخباره
- مش معقول انت هنا ياحمزه
رفع حمزه عيناه نحو شقيقته... بينما اشاحت مريم عيناها عن ناديه فقد أصبحت تلومها هي بالأساس على زواجه لم تهتم ناديه بنظرات الصغيره وكادت ان تتحدث وتُعاتبه على ترك زوجته فنظر اليها حتى تصمت ولا تفتح حديثاً أمام مريم
امتقع وجهها وخرجت من الغرفه حانقه... قابلتها ندي بترحيب فسألتها بضيق
- مش قولنا نسيبه الايام ديه مع مراته وتهتموا انتوا ب مريم ياندي
تقبلت ندي الحديث من أجل وعدها لشهاب ولكن داخلها كانت حانقه
- نعمل ايه ده وقت امتحاناتها وهي متعوده ان هو اللي يذاكرلها قبل الامتحان...محدش بيقدر على مريم غير حمزه
واردفت عندما شعرت بغضب ناديه نحوها
- هخلي الخدم يحضروا لينا العشا... اكيد هتتعشي معانا
وانصرفت من أمامها دون سماع ردها... لتنظر ناديه في اثرها
ولمعت عيناها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم ياقوت
ابتسمت وهي تسمع صوتها
- ياقوت حببتي حمزه بيقولك تعالي الفيلا... هبعتلك السواق
فهتفت ياقوت وهي تخشي القدوم
- بس انا...
لم تمهلها ناديه الاعتراض فأكملت قبل أن تغلق الخط معها
- اجهزي لحد ما السواق يجيلك
اغمضت ياقوت عيناها بقله حيله.... يومان عاشتهم بمشاعر مختلطه سعاده وآلم ولا تعلم اي منهم سيغلب الآخر
تجهزت ووجدت السياره والسائق ينتظرها بالأسفل وكما حفظته ناديه ان حمزة من بعثه
دلفت للسياره وبعد عشرون دقيقه كانت السياره تدلف الفيلا
وقلبها يدق بتوتر
ابتسمت ناديه وهي تتابع خروجها من السياره من الشرفه
كانت مائده العشاء قد عُدت وخرج حمزه من غرفه مكتبه هو ومريم وباقي أفراد الاسره يجلسون ينتظرونهم حتى يتناولوا العشاء معاً
فتحت الخادمه الباب لتبتسم ناديه وهي تجد ياقوت تدلف بتوتر تضم حقيبتها الصغيره إليها
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والثلاثون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية افقدني عذريتي بقلم نهلة داود
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا