مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأربعون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل الأربعون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية للقدر حكاية سهام صادق |
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل الأربعون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئةخفق قلبها بخوف بعدما ابتلعت الحبه.. خشت ان يكون قد رأها
اغمضت عيناها والخوف يسري داخلها.. افصح لها عن رغبته بطفلاً فما الحجه التي ستُخبره بها اذا اكتشف فعلتها.. افكار كثيره اقتحمتها في ثواني معدوده لتسمع صوته الهادئ وهو يُخاطبها
- مالك يا ياقوت انتي تعبانه.. ايه الحبايه اللي اخدتيها
ارتبكت بعدما استدار بها اتجاهه ابتلعت لُعابها تُطالع عيناه التي تخترقها بثبوت
- ده مسكن للصداع
واسرعت تضع بيدها على جبهتها تخفي توترها
- حسيت بشويه صداع قولت اخد مسكن
رمقها بهدوء يفحص ملامحها.. أصابها الشك في أمره وانه كشفها ولكن لانت ملامحه ورفع كفيه يضم وجنتاها يُلامسهم بأنامله وعيناه تقتحم عيناها
- بقيتي احسن دلوقتي
كرهت نفسها لانها كذبت عليه.. فكذبه اتبعتها أخرى.. اماءت برأسها تُخبره انها افضل الان.. ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
.................................
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه.. نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوماً مهنته التي اختارها برغبه قويه..ارتباكها وتوترها جعله يُدرك انها تُخبئ عليه امراً ما
احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يُريد طفلاً ولم يُلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه.. زفر أنفاسه يُطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تُسعده وانها أصبحت شيئاً ثميناً بحياته
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغباً في قطع شكه.. بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدمه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل .. شريط من الحبوب لا يجهل شكلها.. قبض على الشريط بقوه بملامح جامده .. ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش
وسؤالا اخذ يتردد داخله
" ليه عملتي كده يا ياقوت.. معقول متكونيش عايزه تخلفي مني"
.....................................
طالعت السعاده المُرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين.. لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت.. عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه.. انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته.. تقدمت منه تسأله متهكمه
- مش هنروح نبارك لاخوك.. تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر.. شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب.. لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تُلتقط لكن صرخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها
- اصمتي سماح.. انا لا اطيق حديث احد.. تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه
- انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا
قضمت شفتيها حانقه من عبارته لتزمجر بغضب
- لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه.. انت كمان بتخدعوا.. تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين.. اتجوزها... طلعت ناصحه وضربتك من نفس الضربه
وميض الكاميرات جعله يبلتع باقي كلماتها جاذباً اياها نحوه لترطتم بصدره وقبلة لثم بها جانب فكها.. اتسعت حدقتيها وهي ترى وميض فلاش الكاميرات وابتسامه خرقاء حتى تنال الصوره ضجه معجبينه ويشهدوا على حب لاعب الكره ذو السيط اللامع لزوجته
حررها بعدما ظهر للصحافه ما أراد وابتسامه خبيثه ترسم على ملامحه
- لم أكن أعلم أن النساء تصمت من قبلة
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره..ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له.. عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تُزين شفتيه
.....................................
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا.. تقدم منها مُقرراً أخبارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مُدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره.. حاول الا يظهر لها معرفته.. يُريدها ان تُخبره بنفسها عما اخفته عنه
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تُطالع شئً خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تُشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس.. سقطت عيناه على صوت المرأه التي تُجسد الدور تطلب لصغيرها ما يُريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تُفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدمه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدمه داخلها.. فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
تألم قلبه وهو يرى ما يُبكيها غضبه منها قل ولم يشعر الا وهو يسحب من يدها الجهاز اللوحي ويضمها اليه هامساً
- صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه.. أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني.. وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي
- غصب عني بفتكر.. المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بوجع البنت .. انت ممكن تنسى أن حد ضربك لحد ما كسرك لكن الوجع وكسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طعنها بكلماته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر
- فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته.. اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم.. قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره.. انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار
ابتعدت عنه تمحي دموعها بعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها
- قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا.. ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن.. سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها لم يتخيل انها تحمل كل هذا داخلها.. عيناها دوماً كانت تفضحها أمامه.. يشعر ان الحزن قتلها لمرات عديده ولكنها اعتادت عليه خرج صوته بثقل يضمها اليه ثانية واخذ يمسح على ظهرها بحنان.. فتلك اللحظه وضحت له لما تخشي الإنجاب منه
- ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت.. احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم.. الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
- هتتخلا عني في يوم
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب.. ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها
- ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها
- بس ممكن اعاقب
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره.. حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
- قصدك ايه
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
- مش لازم تفهمي دلوقتي
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه
- بس انا عايزه افهم
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايُريده قلبه ليروي عطشه... ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدم حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق جميع الأبواب يأتي يوماً ويشتهي ان يجد ضالته
...................................
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم.. ابتسم على جنونها بعدما خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مُجدداً
- عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق
- عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر
ضحكت بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها.. انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه
- مأخدتش البوسه ليه عند قلبك.. ولا ردتها حتى
رفع حاجبه بقلة حيله من جنونها يضرب كفوفه ببعضهم
- بوسه ايه يا هابله.. شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه.. مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه
زمت شفتيه بعبوس وبعدما كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار
- شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه عشان عارفه تريقتك.. هو شريف السبب فضحني
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يُجيدها
- سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي.. وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يميناً ويساراً
- يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها
- مش ملاحظه انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو
- هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان.. ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي
وفرت من أمامه ليهتف بها
- اعملي الاتنين بقى ياندي.. عشان اقرا بنفس
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لندم عمره بأكمله
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه.. فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمات الغزل وكيف هو رائع
وسوس له شيطانه ان يُحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعاً نافضاً اي شئ برأسه
...................................................
ارتجف جسدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهماتها جعلت حورية التي تُرافقها بالغرفه تنهض على صوتها مُتمتمه بقلة حيله
- يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها.. الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نُعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جسدها.. اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعاً
- ده انتي مولعه نار.. اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تُطالعها تطلب منها بضعف
- قوليله ياسامحني.. هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضربني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخصً واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتُقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مُبلله بمياه بارده وطبقاً وعادت تجلس جانبها تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلاً
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
- اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجسدها يآن من المرض
- انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
- ده انتي كنتي مولعه طول الليل.. كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
- ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تُطالعها وهي تعتدل في رقدتها
- دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا يخفف عنك ويشفيكي.. هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء.. هي لا تتذكر يوماً دعت ربها ان يُخفف عنها شئ.. او اقتربت منه كما يحق
- اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
- صفا بنت ثريا
.....................................
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله.. شعوراً يقوده اليها.. يُريد لمسها مُجدداً رغم انه قرر عدم فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم.. يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشده يُظهر لها عكس ما بداخله
تنهد بأنفاس مثقله واخذ يُحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
" فرات النويري مش بيضعف"
................................
رفع عيناه عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوماً عقلها ديما يُفسر لها بحس نية انه توفيق من الله لا اكثر
- ايه ده ياهناء
سألها مُحدقاً بها لتنظر اليه بتردد
- ديه استقالتي يافندم
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يُكشف امرها... تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمرض
- عارف انها استقاله... واستقالتك مرفوضه
قالها بصوت اغضبها فهتفت بضيق
- انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها.. أصبحت جزء من يومه يُطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه
- مش لعب عيال ده.. وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس.. انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم
- اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق.. العيب فيكي انتي
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه
- حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه
- مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عندما شعر ان حديثه لم يُعجبها
- الفندق داخل على توسعات ياهناء.. وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي.. اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده
....................................
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه.. اتجه نحو سيارته بعدما وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي
- انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجاً
- هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول
اتي من أجل شئ يجهله..وجد قلبه يُخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
- اطلع على حظيرة المواشي
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار..عندما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي..انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء
- خدي بالك ياصفا.. لعنتر يطلع عنينا
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها
- متخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده
رمقت حوريه شحوب ملامحها مُشفقه عليها
- بس انتي لسا تعبانه
- هو انا امتى هعرف احلب زيك
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشديده بالحلب
- يابنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن.. انتي غاويه تعب
انتبهوا على صوت العامل الذي يُخبرها بالاسراع في حمل الدلو
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدمها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها.. تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها
اقترب منها العامل المسئول يصرخ بها
- أنتي عاميه.. مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضربها
العصا كانت ستسقط على جسدها ولم يفزعه الا صراخ فرات بقوه
- عنتر
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدم منهم جامد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
....................................
وقفت تشب على قدميها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مُقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
- ياقوت مش وقته
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها
- سيبني احاول قربت اعملها اه
- بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
- اخيرا عملتها عشان تعرف بس
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغماً عنه
- شايفه ياقوت يامريم معذباني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تُخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادمه اتجاهها
- هتيجي امتي عشان وحشتني يابابا
ابتسم على فعله ياقوت بعدما لثمت خده وضمها إليها
- مش عارف لسا يامريم.. هعرفكم اكيد قبلها
أنهت مريم الحديث بعدما وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدمات
- بتحبي بابا
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية
- عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي
اغمضت عيناها والخوف يسري داخلها.. افصح لها عن رغبته بطفلاً فما الحجه التي ستُخبره بها اذا اكتشف فعلتها.. افكار كثيره اقتحمتها في ثواني معدوده لتسمع صوته الهادئ وهو يُخاطبها
- مالك يا ياقوت انتي تعبانه.. ايه الحبايه اللي اخدتيها
ارتبكت بعدما استدار بها اتجاهه ابتلعت لُعابها تُطالع عيناه التي تخترقها بثبوت
- ده مسكن للصداع
واسرعت تضع بيدها على جبهتها تخفي توترها
- حسيت بشويه صداع قولت اخد مسكن
رمقها بهدوء يفحص ملامحها.. أصابها الشك في أمره وانه كشفها ولكن لانت ملامحه ورفع كفيه يضم وجنتاها يُلامسهم بأنامله وعيناه تقتحم عيناها
- بقيتي احسن دلوقتي
كرهت نفسها لانها كذبت عليه.. فكذبه اتبعتها أخرى.. اماءت برأسها تُخبره انها افضل الان.. ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
.................................
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه.. نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوماً مهنته التي اختارها برغبه قويه..ارتباكها وتوترها جعله يُدرك انها تُخبئ عليه امراً ما
احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يُريد طفلاً ولم يُلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه.. زفر أنفاسه يُطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تُسعده وانها أصبحت شيئاً ثميناً بحياته
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغباً في قطع شكه.. بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدمه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل .. شريط من الحبوب لا يجهل شكلها.. قبض على الشريط بقوه بملامح جامده .. ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش
وسؤالا اخذ يتردد داخله
" ليه عملتي كده يا ياقوت.. معقول متكونيش عايزه تخلفي مني"
.....................................
طالعت السعاده المُرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين.. لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت.. عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه.. انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته.. تقدمت منه تسأله متهكمه
- مش هنروح نبارك لاخوك.. تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر.. شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب.. لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تُلتقط لكن صرخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها
- اصمتي سماح.. انا لا اطيق حديث احد.. تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه
- انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا
قضمت شفتيها حانقه من عبارته لتزمجر بغضب
- لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه.. انت كمان بتخدعوا.. تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين.. اتجوزها... طلعت ناصحه وضربتك من نفس الضربه
وميض الكاميرات جعله يبلتع باقي كلماتها جاذباً اياها نحوه لترطتم بصدره وقبلة لثم بها جانب فكها.. اتسعت حدقتيها وهي ترى وميض فلاش الكاميرات وابتسامه خرقاء حتى تنال الصوره ضجه معجبينه ويشهدوا على حب لاعب الكره ذو السيط اللامع لزوجته
حررها بعدما ظهر للصحافه ما أراد وابتسامه خبيثه ترسم على ملامحه
- لم أكن أعلم أن النساء تصمت من قبلة
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره..ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له.. عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تُزين شفتيه
.....................................
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا.. تقدم منها مُقرراً أخبارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مُدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره.. حاول الا يظهر لها معرفته.. يُريدها ان تُخبره بنفسها عما اخفته عنه
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تُطالع شئً خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تُشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس.. سقطت عيناه على صوت المرأه التي تُجسد الدور تطلب لصغيرها ما يُريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تُفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدمه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدمه داخلها.. فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
تألم قلبه وهو يرى ما يُبكيها غضبه منها قل ولم يشعر الا وهو يسحب من يدها الجهاز اللوحي ويضمها اليه هامساً
- صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه.. أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني.. وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي
- غصب عني بفتكر.. المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بوجع البنت .. انت ممكن تنسى أن حد ضربك لحد ما كسرك لكن الوجع وكسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طعنها بكلماته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر
- فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته.. اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم.. قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره.. انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار
ابتعدت عنه تمحي دموعها بعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها
- قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا.. ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن.. سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها لم يتخيل انها تحمل كل هذا داخلها.. عيناها دوماً كانت تفضحها أمامه.. يشعر ان الحزن قتلها لمرات عديده ولكنها اعتادت عليه خرج صوته بثقل يضمها اليه ثانية واخذ يمسح على ظهرها بحنان.. فتلك اللحظه وضحت له لما تخشي الإنجاب منه
- ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت.. احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم.. الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
- هتتخلا عني في يوم
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب.. ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها
- ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها
- بس ممكن اعاقب
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره.. حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
- قصدك ايه
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
- مش لازم تفهمي دلوقتي
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه
- بس انا عايزه افهم
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايُريده قلبه ليروي عطشه... ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدم حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق جميع الأبواب يأتي يوماً ويشتهي ان يجد ضالته
...................................
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم.. ابتسم على جنونها بعدما خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مُجدداً
- عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق
- عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر
ضحكت بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها.. انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه
- مأخدتش البوسه ليه عند قلبك.. ولا ردتها حتى
رفع حاجبه بقلة حيله من جنونها يضرب كفوفه ببعضهم
- بوسه ايه يا هابله.. شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه.. مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه
زمت شفتيه بعبوس وبعدما كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار
- شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه عشان عارفه تريقتك.. هو شريف السبب فضحني
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يُجيدها
- سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي.. وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يميناً ويساراً
- يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها
- مش ملاحظه انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو
- هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان.. ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي
وفرت من أمامه ليهتف بها
- اعملي الاتنين بقى ياندي.. عشان اقرا بنفس
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لندم عمره بأكمله
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه.. فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمات الغزل وكيف هو رائع
وسوس له شيطانه ان يُحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعاً نافضاً اي شئ برأسه
...................................................
ارتجف جسدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهماتها جعلت حورية التي تُرافقها بالغرفه تنهض على صوتها مُتمتمه بقلة حيله
- يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها.. الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نُعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جسدها.. اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعاً
- ده انتي مولعه نار.. اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تُطالعها تطلب منها بضعف
- قوليله ياسامحني.. هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضربني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخصً واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتُقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مُبلله بمياه بارده وطبقاً وعادت تجلس جانبها تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلاً
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
- اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجسدها يآن من المرض
- انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
- ده انتي كنتي مولعه طول الليل.. كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
- ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تُطالعها وهي تعتدل في رقدتها
- دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا يخفف عنك ويشفيكي.. هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء.. هي لا تتذكر يوماً دعت ربها ان يُخفف عنها شئ.. او اقتربت منه كما يحق
- اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
- صفا بنت ثريا
.....................................
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله.. شعوراً يقوده اليها.. يُريد لمسها مُجدداً رغم انه قرر عدم فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم.. يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشده يُظهر لها عكس ما بداخله
تنهد بأنفاس مثقله واخذ يُحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
" فرات النويري مش بيضعف"
................................
رفع عيناه عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوماً عقلها ديما يُفسر لها بحس نية انه توفيق من الله لا اكثر
- ايه ده ياهناء
سألها مُحدقاً بها لتنظر اليه بتردد
- ديه استقالتي يافندم
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يُكشف امرها... تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمرض
- عارف انها استقاله... واستقالتك مرفوضه
قالها بصوت اغضبها فهتفت بضيق
- انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها.. أصبحت جزء من يومه يُطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه
- مش لعب عيال ده.. وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس.. انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم
- اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق.. العيب فيكي انتي
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه
- حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه
- مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عندما شعر ان حديثه لم يُعجبها
- الفندق داخل على توسعات ياهناء.. وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي.. اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده
....................................
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه.. اتجه نحو سيارته بعدما وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي
- انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجاً
- هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول
اتي من أجل شئ يجهله..وجد قلبه يُخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
- اطلع على حظيرة المواشي
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار..عندما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي..انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء
- خدي بالك ياصفا.. لعنتر يطلع عنينا
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها
- متخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده
رمقت حوريه شحوب ملامحها مُشفقه عليها
- بس انتي لسا تعبانه
- هو انا امتى هعرف احلب زيك
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشديده بالحلب
- يابنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن.. انتي غاويه تعب
انتبهوا على صوت العامل الذي يُخبرها بالاسراع في حمل الدلو
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدمها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها.. تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها
اقترب منها العامل المسئول يصرخ بها
- أنتي عاميه.. مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضربها
العصا كانت ستسقط على جسدها ولم يفزعه الا صراخ فرات بقوه
- عنتر
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدم منهم جامد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
....................................
وقفت تشب على قدميها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مُقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
- ياقوت مش وقته
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها
- سيبني احاول قربت اعملها اه
- بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
- اخيرا عملتها عشان تعرف بس
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغماً عنه
- شايفه ياقوت يامريم معذباني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تُخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادمه اتجاهها
- هتيجي امتي عشان وحشتني يابابا
ابتسم على فعله ياقوت بعدما لثمت خده وضمها إليها
- مش عارف لسا يامريم.. هعرفكم اكيد قبلها
أنهت مريم الحديث بعدما وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدمات
- بتحبي بابا
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية
- عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأربعون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية افقدني عذريتي بقلم نهلة داود
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا