مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سهام صادق وروايتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والخمسون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل التاسع والخمسون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسيةرواية للقدر حكاية سهام صادق |
رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق - الفصل التاسع والخمسون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئةكان طيلة رحلة عودتهم صامت جامد الملامح لا ينظر إليها الا اذا وضعت يدها على كفه تربت عليه تُخبره بنظراتها ان مريم ستكون بخير ولن يرى بها مكروه
هبطت من الطائره خلفه تسرع في خطاها حتى تُلاحقه.. سائقه كان ينتظره وفور ان صعد امره
- على المستشفى فوراً
ارادت ان تتحدث معه لكنها لم تجد حديث تُرتبه لتدعمه به
فهي لا تعلم الا ان مريم في حاله حرجة بالمشفى
انخرط في الحديث مع شقيقه الي ان وصلت السياره اخيرا للمشفى.. كادت ان تهبط خلفه لكنه اوقفها بحزم
- وصل المدام على الفيلا
- لا انا جايه معاك
اعترضت فنظر لها ثم تركها ليُتابع خطواته لداخل المشفى.. تنهدت بقله حيله وخفق قلبها بخوف مما هو قادم.. فاقت على صوت السائق وهو يسألها بأحترام
- اوصلك على الفيلا يامدام
- لا ياعم فتحي.. انا هنزل
ترجلت من السياره تتبعه تشعر بالرهبه والخوف.. تدعو داخلها لها بأن تطيب
كانت أعين ندي هي اول من ألتقطت قدومهم... فأسرعت لحمزه تبكي بحرقه
- مريم ياحمزه.. امانه سوسن لينا
ترددت وصية سوسن تلك اللحظه داخل عقله
" بنتي امانه عندك متنسهاش ياحمزه حتى لو بقى عندك ولاد من صلبك..افضل اب ليها عشان ارتاح في تربتي"
لم توصيه نحو شريف كما اوصته عليها وكأنها كانت تخشي ضياعها يوماً
ابتعد عنها عند خروج الطبيب من غرفه العنايه التي تقبع بها لتكون اجابته غير مُطمئنه كما اعتادوا في الساعات الماضيه
وقفت في ركن بعيد تستمع الي ما يحدث ونظرات شريف لها كانت كالنيران تحرقها
............................
نظرات الكره التي باتت تحتل عينيها كانت تقتله ... رمقته شزراً وهو يقترب منها بالطعام لم يعد الصراخ والسباب يجدي بشئ
فقد انكسر شئ قوي داخلها بعدما ظنت انها رممت جميع اوجاعها بدونه ومعه
- تناولي طعامك... لا اريد ان يُصيب طفلي مكروه
- أغرب عن وجهي... اكره صوتك ورؤيتك
قتلته عبارتها كما قتلته نظراتها ولكن من أجل أن تسير خطته كما يرغب لابد أن يدفع الثمن
- لا أظن انني أيضا اريد رؤية وجهك وسماع صوتك سماح... ولكن طفلي يجبرني على فعل هذا
كانت جين تقف خارج الغرفه متلصصه تسمع حديثهم الدائر وقلبها يرقص بلذه النصر
- اكرهك سهيل اكرهك
وانخرطت في البكاء وهي تتسأل بصوت آدمي قلبه
- كيف صدقتك... كيف تركت قلبي لرجلا مرت اخري
أراد في تلك اللحظه تدمير كل ما يخطط له وضمها اليه ولكن ما هو الدليل الذي سيجعله يركل تلك الحياء الي المكان الذي تستحقه الا التمثيل بمثل هذا
........................
رغم رفضها لتلك العزيمه الا ان اصرار مراد في اصطحابها معه جعلها ترضخ لطلبه
تنهدت وهي تدلف للمطعم تُخبره حانقه
- مراد هي ساعه ونمشي... انا ماليش مزاج احضر عزومات وبالي مشغول على ياياقوت
ضم كفها داخل قبضته مُبتسماً
- مش هنطول ياهناء... لولا اتمام الصفقه مع الشريك الجديد مكنتش جيت بس وجودي لازم
تنهدت بقله حيله وسارت معه وعندما سقطت عيناها على فستان نغم زفرت أنفاسها بقوه.. لامت نفسها انها أتت معه تلك العزيمه بملابس بسيطه هادئه ولم تتأنق كالمعتاد... فأبتسامة نغم تراها متسعه فوق شفتيها
تقدموا سويا لتتعلق عين نغم بمراد كما تعلقت عين الآخر بها هي يفحصها عن قرب وليس مجرد صور تُرسل اليه
- احب اعرفك يامراد... مستر مارتن الشريك الجديد
هتفت نغم بتعرفيها فلم يكن مراد ينقصه ان يعرف شئ عنه فهو يعلم بهويته
- اهلا مستر مارتن
صافحه مارتن ببرود دون أن ينهض من فوق مقعده ومازالت سيجاره بين شفتيه ينفث أنفاسها
- وديه مدام هناء زوجته
تمتمت بها نغم بضيق فتعريف هويتها قد اتخذ منها مجهوداً جباراً
اماءت هناء له رأسها ببرود كما فعل هو وشعرت بكبره
كانت الجالسه تتمركز حول حديث دائر عن الأعمال والصفقه التي سيتم توقيعها والأرباح المبهره التي سيجنوها وعن النجاح الذي سيحققه مراد وتزداد ثقته اكثر بنفسه
مدير اعمال مارتن كان هو من يهتم بكل التفاصيل مع حديث بسيط من رئيسه الذي لم يترك انش من وجه هناء وجسدها دون فحصه بحريه... لم ينتبه مراد لشئ ولكن نغم كانت من حين لآخر ترمق نظرات مارتن وتجذب مراد بالحديث كلما حاول الالتفاف نحو زوجته
تلملمت في هناء في جلستها وفور ان وضع النادل مشروبها المفضل ابتسمت بسعاده كطفله صغيره وألتفت بمقعدها حتى تختلي بنفسها بعيدا عن هذا الملل
مر الوقت واعين مارتن لا تبتعد عنها الا اذا تجاذب الحديث معهم... تمت الصفقه بنجاح وتم التوقيع ووضع الشرط الجزائي الذي لم ينتبه مراد لفداحته فالربح وعلو الشركه كان يحتل عقله انتهت الجلسه لتنظر نغم نحو مارتن مبتسمه
- كما اتفقنا
فأبتسم مارتن بأماءه وعقله يدور في امتلاك هناء وتجربه امرأه مسلمة مُحجبه
.............................
تأملت ياسمين حالها بحزن... الكل أصبح ينظر لشقيقتها بأنها سبب مأساتهم لا حديث يقال انما نظرات وتجاهل يقتل اكثر من اي شئ
- ياقوت
تمتمت بأسمها فأنتبهت ياقوت إليها فأزالت دموعها سريعا حتى تخفيها عن اعين شقيقتها
- تعالي ياياسمين
اقتربت منها حتى جلست جوارها فوق الفراش
- هتفضلي قاعده في اوضتك محبوسه كده..
لم تستطع تحمل ما استوطن قلبها من آلم وكأنها هي من جعلت مريم تذهب لتلك البنايه فلا احد يعلم سبب ذهابها لهناك فالشقه كانت مستأجره بالباطل وصاحبها مهاجر لإحدى الدول الاوربيه
الحقيقه كانت لدي مريم ولكن الحديث الذي يتداوله الأقارب والمعارف انها بالتأكيد ذهبت لتلك الشقه لرؤية رجلا
دموعها عادت تسقط مُجدداً
- بيحملوني الذنب ياياسمين... نظراتهم بتدبحني
كانت تعلم ياسمين بتلك الأشياء التي تتحدث عنها فمنذ غيبوبه مريم وعدم وضع الاطباء ميعاد لاستيقاظها والكل أصبح في حاله حداد وحزن والبيت الذي حسدت يوما شقيقتها على العيش بمكان مثله أصبح كالمأتم
- اهدي ياياقوت..اهم حاجه جوزك
ألتمعت عيناها بآلم وهي تتذكره
- بقى بعيد عني اوي يا ياسمين
تذكرت ياسمين مشهدهم صباحاً بعدما شعرت بالآلم أسفل بطنها وهي تهبط درجات الدرج وكان قد خرج من غرفه مكتبه للتو ليسرع نحوها يسألها بلهفة عما بها
طرقات الخادمه على باب غرفتها قطع حديثهم... لتدلف الخادمه تُخبرها ان ناديه بالأسفل وتُريد الحديث معها
...........................
ألتوت شفتي ياسمين بعد انصراف ناديه ساخطه
- هي الست ديه مبتكملش حاجه للآخر... قولنا جايه تطمن عليكي جميل... لكن بعدين تقولك اهتمي بحمزه ياياقوت واستحملي الفتره ديه هما شايفينك ايه
صمتت ياقوت... كانت تريد الصراخ بها تسألها لما لا تكون عادله وتُخبر شقيقها بهذا ولكن مازالت حقيقه زواج حمزه منها والبدايات تقتحم قلبها فمنذ متى كانت لديها قيمة بينهم الا اسعاد شقيقها وانجاب طفل له حتى يسير لشقيقها ذريه تحمل اسمه وتنعم بما حصده
- ياقوت اوعي تكوني زعلتي مني... انا مقصدش... بس هما ظالمينك اوي معاهم في كل حاجه
واردفت بعد أن طال صمتها
- ياقوت انتي سمعاني
- بتقولي حاجه ياياسمين
لم تشئ ياسمين اعاده حديثها فما تراه فوق صفحات وجه شقيقتها يكفي
................................
ارتسمت السعاده فوق شفتيه فشهر ونص وسيصل طفله الذي انتظره طويلا
ألتقط كفها يضمه بحنو وزفر أنفاسه براحه... فشعور الابوه أصبح يخترق حواسه وكيانه ولم يعد يكره سماع تلك الكلمه التي كلما كان يسمعها من أفواه أبناء أصدقائه كان يزداد نقماً على حياته وحرمانه من تلك النعمه
- نفسك في ايه احققهولك ياصفا
حررت كفها من قبضته وألتفت بعينيها نحوه فوجدته ينظر إليها بنظرة لم تكن تراها الا في أعين شخص انتهت حكايتهم منذ زمن
فكرت وفكرت والاجابه كانت واحده هي تُريد الثأر هتفت روحها دون أن يسمع ما تمنت
" اخد حقي منك يافرات"
انتظر ان يسمع حلمها فسألها ثانيه
- ها ياصفا... قوليلي حلمك
- نفسي اعمل مشغل كبير اشغل في كل حد دخل السجن سوا مذنب او مظلوم وخرج منه وحلمه انه يتوب لكن الحياه أخدته في ظلم اكبر
تعجب من حلمها وصمت مُفكراً يدير الامر بعقله... وحينا صمت تأكدت انه لو تقبلها بماضيها فلن يقبل ان يفعل مثل هذا العمل... ف فرات النويري يخاف على اسمه واسم عائلته والناس بالنسبه له ك عبيد
وقفت السياره بعدما اجتازت بوابة المزرعه... ففتح لهما السائق أبواب السياره وأسرع في إخراج الاكياس العديده لادخالها للمنزل
كانت الحقائب بها الكثير من الملابس للصغير انتقاها هو بنفسه ولم تختار هي شئ... فكلما رأت الفرحه في عينيه كرهت فرحتها بذلك الطفل الذى ربطها به وجعلها عاجزه عن الهرب
دلفت لغرفتها تزيل عنها حجابها ثم شرعت في ازاله ملابسها
لتجده خلفها يضمها ويداه تتمركز فوق بطنها
- قالولي اني مش هخلف وهتحرم من النعمه ديه طول عمري... كنت بفتخر بنفسي واقنع رجولتي اني مش عاجز ومافيش حاجه هتمنعني واني عازف عن الجواز برغبتي... لكن الحقيقه كانت جوايا...
حديثه كان موجه لصغيره ولكن كان يخترق فؤادها بقوه وهناك نقطه كانت بين الانتقام والضمير
.........................
اقتربت منه تزيل عنه سترته... فأرتجف قلبها بآلم من جموده معها... تلاشت شعورها تسأله
- روحت لمريم النهارده
اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر منظر صغيرته وعدم استجابتها لشئ لتعود لواقعهم...قاسماً انه سيثأر لحقها لكن يجد تلك التي تُدعي رؤى أولاً... فلم تكن الا هي القريبه منها
لم يجب على سؤالها الذي اخذه لمكان اخر.. فتسألت ثانية وهي تُبلل شفتيها بلسانها
- احضرلك العشا
- ماليش نفس
هوي بجسده فوق الفراش ليطرق عيناه واضعاً رأسه بين راحتي كفيه
جلست جانبه تمسد فوق ظهره
- كنتي بلتفتي نظري عشان كده... مريم كانت بتضيع وانا مكنتش حاسس... انا السبب في اللي هي في
- متقولش كده ياحمزه... ده قضاء ربنا
رفع عيناه اليها ونهض من جوارها وكأنه نسي وجودها معه فظل يتحدث ويخرج ما داخله ولم يشعر ان الحديث كان يسقط فوق قلبها لتجد حقيقه واحده انها المذنبه ، انها هي من شتت عائلتهم وان الصغيره ترقد بالمشفى بسببها
- لو مكنتش شوفت حياتي ونسيتها عشان سعادتي مكنتش وصلت لكده... انانيتي ضيعتها... انا السبب
صمتت وهي تسمعه ولم يرى دموعها التي كانت تسقط فتمسحها سريعاً
رنين هاتفه كان المنقذ لها حتى لا تسمع ما يُدنيها اكثر... ادانتها لم تكن بعبارات صريحه انما كانت تندس بين تأنيبه لضميره
- تمام انا جاي أقنعه ينزل مصر معايا يشوف حالتها.. بكره هكون في أمريكا
لم يكن الاتصال الا من احد رجاله في أمريكا يُخبره برفض أشهر اطبائها للمجئ لهنا
................................
ودعت شقيقتها مع السائق الذي سيأخذها لبلدتهم حتى تقنع والديها بالعمل هنا وإكمال دراستها بالمعهد وستتكفل هي بدراستها.. رغم كل ماهي بداخله لا تتمنى ان تجعل شقيقتها مُنكسره مثلها ترتضي بأي حياه حتى تفر من الهمسات واللمزات والشعور بالعبئ على احد رغم ان حياه ياسمين ليست مثلها
ف سناء زوجة ابيها تحب أولادها بشده رغم لذاعة لسانها عكس والدتها حنانها بحساب وكأن حنان الأم يُعطي بمقدار
وقعت عيناها على شريف الذي هبط من سيارته هو ومها
لم تتغير ابتسامه مها وطيبة قلبها رغم أنها لا تتذكر اي شئ عما مضى
اتجهت نحو ياقوت ولكن صوت شريف الحازم اوقفها
- مها
- شريف استنى هتكلم مع ياقوت اسألها عن حاجه
- انا قولت ايه يلا ورايا ... عايز اغير هدومي وارجع المستشفى
رضخت لأمره فهى تشعر به وبالمصاب الذي لحقه ونظرته لرقدت شقيقته لا يعلم اهي ودعت الحياه ام ستظل مُتمسكه بها
اغمضت ياقوت عيناها بقوه حتى لا تبكي ودلفت للمنزل لتنتظر هبوطه لاسفل حتى تُحادثه
مرت نصف ساعه وهي جالسه الي ان شعرت بخطواته على الدرج
- شريف ممكن اتكلم معاك
تجاهل شريف حديثها واكمل خطواته الي ان مر جانبها فأسرعت ب الألتفاف اليه
- شريف انت ليه بتحملني ذنب اللي حصل لمريم.. انا عملت ايه قولي
ألتمعت عيناه بغضب
- أنتي السبب من ساعه ما دخلتي حياتنا وكأنك شؤم حل علينا
سقطت الكلمه كالنخجر فوق قلبها
- انا ياشريف.. انا عذراك رغم غضبك مش في محاله
استشاط غضباً منها وكأن سماع صوتها يثير داخله تقصيره واهماله لشقيقته... أراد إخراج غضبه من نفسه فلم يخرجه الا عليها
- انا واثق ان انتي اكتر واحده شمتانه فيها ومش بعيد تكوني انتي السبب وسلطتي البنت ديه عليها ما انتي بتكرهيها
- انت بتقول ايه
جذب ذراعها يقبض عليه بكفه حتى تآوهت
- بقول الحقيقه... عايشه معانا في دور الملاك وانتي زي الحيه بتخطط لكل حاجه بهدوء
- ابعد عني
نفضت ذراعها منه لتمسده فمسح بيده فوق وجهه يُجاهد نوبة أخرى من نوبات غضبه مُتذكراً حمزه فلوله لكان فعل اكثر من ذلك بها
اسرع في خطاه ليفر من المنزل الذي بات يخنقه ويرى نظرات والدته اللائمه له لبعده عن شقيقته
- قبل ما تتهم الناس اتهم نفسك ياحضرة الظابط انت السبب... بعدك عن اختك هو السبب..اهتميت بحياتك وسيبت مسئوليتها على راجل مش ابوها وجاي دلوقتي بتدور على حقها كانت فين اخوتك ليها... مريم كانت ماشيه في طريق غلط ونبهتكم وانتوا مشوفتوش ده غير كره وافتري عليها وادي النتيجه
- اخرسي
الحقيقه كانت يعلمها ولكنه كان يتجاهلها ولكن حينا نطقت بها كانت تضع الجمر فوق قلبه
ألتمع الغضب في عينيه بعدما انطفئ
- اطلعي بره البيت ده ... البيت ده بيت امي مش بيتك
ولم يمهلها استيعاب ما نطقه.. فيده كانت تسحبها للخارج
هبطت من الطائره خلفه تسرع في خطاها حتى تُلاحقه.. سائقه كان ينتظره وفور ان صعد امره
- على المستشفى فوراً
ارادت ان تتحدث معه لكنها لم تجد حديث تُرتبه لتدعمه به
فهي لا تعلم الا ان مريم في حاله حرجة بالمشفى
انخرط في الحديث مع شقيقه الي ان وصلت السياره اخيرا للمشفى.. كادت ان تهبط خلفه لكنه اوقفها بحزم
- وصل المدام على الفيلا
- لا انا جايه معاك
اعترضت فنظر لها ثم تركها ليُتابع خطواته لداخل المشفى.. تنهدت بقله حيله وخفق قلبها بخوف مما هو قادم.. فاقت على صوت السائق وهو يسألها بأحترام
- اوصلك على الفيلا يامدام
- لا ياعم فتحي.. انا هنزل
ترجلت من السياره تتبعه تشعر بالرهبه والخوف.. تدعو داخلها لها بأن تطيب
كانت أعين ندي هي اول من ألتقطت قدومهم... فأسرعت لحمزه تبكي بحرقه
- مريم ياحمزه.. امانه سوسن لينا
ترددت وصية سوسن تلك اللحظه داخل عقله
" بنتي امانه عندك متنسهاش ياحمزه حتى لو بقى عندك ولاد من صلبك..افضل اب ليها عشان ارتاح في تربتي"
لم توصيه نحو شريف كما اوصته عليها وكأنها كانت تخشي ضياعها يوماً
ابتعد عنها عند خروج الطبيب من غرفه العنايه التي تقبع بها لتكون اجابته غير مُطمئنه كما اعتادوا في الساعات الماضيه
وقفت في ركن بعيد تستمع الي ما يحدث ونظرات شريف لها كانت كالنيران تحرقها
............................
نظرات الكره التي باتت تحتل عينيها كانت تقتله ... رمقته شزراً وهو يقترب منها بالطعام لم يعد الصراخ والسباب يجدي بشئ
فقد انكسر شئ قوي داخلها بعدما ظنت انها رممت جميع اوجاعها بدونه ومعه
- تناولي طعامك... لا اريد ان يُصيب طفلي مكروه
- أغرب عن وجهي... اكره صوتك ورؤيتك
قتلته عبارتها كما قتلته نظراتها ولكن من أجل أن تسير خطته كما يرغب لابد أن يدفع الثمن
- لا أظن انني أيضا اريد رؤية وجهك وسماع صوتك سماح... ولكن طفلي يجبرني على فعل هذا
كانت جين تقف خارج الغرفه متلصصه تسمع حديثهم الدائر وقلبها يرقص بلذه النصر
- اكرهك سهيل اكرهك
وانخرطت في البكاء وهي تتسأل بصوت آدمي قلبه
- كيف صدقتك... كيف تركت قلبي لرجلا مرت اخري
أراد في تلك اللحظه تدمير كل ما يخطط له وضمها اليه ولكن ما هو الدليل الذي سيجعله يركل تلك الحياء الي المكان الذي تستحقه الا التمثيل بمثل هذا
........................
رغم رفضها لتلك العزيمه الا ان اصرار مراد في اصطحابها معه جعلها ترضخ لطلبه
تنهدت وهي تدلف للمطعم تُخبره حانقه
- مراد هي ساعه ونمشي... انا ماليش مزاج احضر عزومات وبالي مشغول على ياياقوت
ضم كفها داخل قبضته مُبتسماً
- مش هنطول ياهناء... لولا اتمام الصفقه مع الشريك الجديد مكنتش جيت بس وجودي لازم
تنهدت بقله حيله وسارت معه وعندما سقطت عيناها على فستان نغم زفرت أنفاسها بقوه.. لامت نفسها انها أتت معه تلك العزيمه بملابس بسيطه هادئه ولم تتأنق كالمعتاد... فأبتسامة نغم تراها متسعه فوق شفتيها
تقدموا سويا لتتعلق عين نغم بمراد كما تعلقت عين الآخر بها هي يفحصها عن قرب وليس مجرد صور تُرسل اليه
- احب اعرفك يامراد... مستر مارتن الشريك الجديد
هتفت نغم بتعرفيها فلم يكن مراد ينقصه ان يعرف شئ عنه فهو يعلم بهويته
- اهلا مستر مارتن
صافحه مارتن ببرود دون أن ينهض من فوق مقعده ومازالت سيجاره بين شفتيه ينفث أنفاسها
- وديه مدام هناء زوجته
تمتمت بها نغم بضيق فتعريف هويتها قد اتخذ منها مجهوداً جباراً
اماءت هناء له رأسها ببرود كما فعل هو وشعرت بكبره
كانت الجالسه تتمركز حول حديث دائر عن الأعمال والصفقه التي سيتم توقيعها والأرباح المبهره التي سيجنوها وعن النجاح الذي سيحققه مراد وتزداد ثقته اكثر بنفسه
مدير اعمال مارتن كان هو من يهتم بكل التفاصيل مع حديث بسيط من رئيسه الذي لم يترك انش من وجه هناء وجسدها دون فحصه بحريه... لم ينتبه مراد لشئ ولكن نغم كانت من حين لآخر ترمق نظرات مارتن وتجذب مراد بالحديث كلما حاول الالتفاف نحو زوجته
تلملمت في هناء في جلستها وفور ان وضع النادل مشروبها المفضل ابتسمت بسعاده كطفله صغيره وألتفت بمقعدها حتى تختلي بنفسها بعيدا عن هذا الملل
مر الوقت واعين مارتن لا تبتعد عنها الا اذا تجاذب الحديث معهم... تمت الصفقه بنجاح وتم التوقيع ووضع الشرط الجزائي الذي لم ينتبه مراد لفداحته فالربح وعلو الشركه كان يحتل عقله انتهت الجلسه لتنظر نغم نحو مارتن مبتسمه
- كما اتفقنا
فأبتسم مارتن بأماءه وعقله يدور في امتلاك هناء وتجربه امرأه مسلمة مُحجبه
.............................
تأملت ياسمين حالها بحزن... الكل أصبح ينظر لشقيقتها بأنها سبب مأساتهم لا حديث يقال انما نظرات وتجاهل يقتل اكثر من اي شئ
- ياقوت
تمتمت بأسمها فأنتبهت ياقوت إليها فأزالت دموعها سريعا حتى تخفيها عن اعين شقيقتها
- تعالي ياياسمين
اقتربت منها حتى جلست جوارها فوق الفراش
- هتفضلي قاعده في اوضتك محبوسه كده..
لم تستطع تحمل ما استوطن قلبها من آلم وكأنها هي من جعلت مريم تذهب لتلك البنايه فلا احد يعلم سبب ذهابها لهناك فالشقه كانت مستأجره بالباطل وصاحبها مهاجر لإحدى الدول الاوربيه
الحقيقه كانت لدي مريم ولكن الحديث الذي يتداوله الأقارب والمعارف انها بالتأكيد ذهبت لتلك الشقه لرؤية رجلا
دموعها عادت تسقط مُجدداً
- بيحملوني الذنب ياياسمين... نظراتهم بتدبحني
كانت تعلم ياسمين بتلك الأشياء التي تتحدث عنها فمنذ غيبوبه مريم وعدم وضع الاطباء ميعاد لاستيقاظها والكل أصبح في حاله حداد وحزن والبيت الذي حسدت يوما شقيقتها على العيش بمكان مثله أصبح كالمأتم
- اهدي ياياقوت..اهم حاجه جوزك
ألتمعت عيناها بآلم وهي تتذكره
- بقى بعيد عني اوي يا ياسمين
تذكرت ياسمين مشهدهم صباحاً بعدما شعرت بالآلم أسفل بطنها وهي تهبط درجات الدرج وكان قد خرج من غرفه مكتبه للتو ليسرع نحوها يسألها بلهفة عما بها
طرقات الخادمه على باب غرفتها قطع حديثهم... لتدلف الخادمه تُخبرها ان ناديه بالأسفل وتُريد الحديث معها
...........................
ألتوت شفتي ياسمين بعد انصراف ناديه ساخطه
- هي الست ديه مبتكملش حاجه للآخر... قولنا جايه تطمن عليكي جميل... لكن بعدين تقولك اهتمي بحمزه ياياقوت واستحملي الفتره ديه هما شايفينك ايه
صمتت ياقوت... كانت تريد الصراخ بها تسألها لما لا تكون عادله وتُخبر شقيقها بهذا ولكن مازالت حقيقه زواج حمزه منها والبدايات تقتحم قلبها فمنذ متى كانت لديها قيمة بينهم الا اسعاد شقيقها وانجاب طفل له حتى يسير لشقيقها ذريه تحمل اسمه وتنعم بما حصده
- ياقوت اوعي تكوني زعلتي مني... انا مقصدش... بس هما ظالمينك اوي معاهم في كل حاجه
واردفت بعد أن طال صمتها
- ياقوت انتي سمعاني
- بتقولي حاجه ياياسمين
لم تشئ ياسمين اعاده حديثها فما تراه فوق صفحات وجه شقيقتها يكفي
................................
ارتسمت السعاده فوق شفتيه فشهر ونص وسيصل طفله الذي انتظره طويلا
ألتقط كفها يضمه بحنو وزفر أنفاسه براحه... فشعور الابوه أصبح يخترق حواسه وكيانه ولم يعد يكره سماع تلك الكلمه التي كلما كان يسمعها من أفواه أبناء أصدقائه كان يزداد نقماً على حياته وحرمانه من تلك النعمه
- نفسك في ايه احققهولك ياصفا
حررت كفها من قبضته وألتفت بعينيها نحوه فوجدته ينظر إليها بنظرة لم تكن تراها الا في أعين شخص انتهت حكايتهم منذ زمن
فكرت وفكرت والاجابه كانت واحده هي تُريد الثأر هتفت روحها دون أن يسمع ما تمنت
" اخد حقي منك يافرات"
انتظر ان يسمع حلمها فسألها ثانيه
- ها ياصفا... قوليلي حلمك
- نفسي اعمل مشغل كبير اشغل في كل حد دخل السجن سوا مذنب او مظلوم وخرج منه وحلمه انه يتوب لكن الحياه أخدته في ظلم اكبر
تعجب من حلمها وصمت مُفكراً يدير الامر بعقله... وحينا صمت تأكدت انه لو تقبلها بماضيها فلن يقبل ان يفعل مثل هذا العمل... ف فرات النويري يخاف على اسمه واسم عائلته والناس بالنسبه له ك عبيد
وقفت السياره بعدما اجتازت بوابة المزرعه... ففتح لهما السائق أبواب السياره وأسرع في إخراج الاكياس العديده لادخالها للمنزل
كانت الحقائب بها الكثير من الملابس للصغير انتقاها هو بنفسه ولم تختار هي شئ... فكلما رأت الفرحه في عينيه كرهت فرحتها بذلك الطفل الذى ربطها به وجعلها عاجزه عن الهرب
دلفت لغرفتها تزيل عنها حجابها ثم شرعت في ازاله ملابسها
لتجده خلفها يضمها ويداه تتمركز فوق بطنها
- قالولي اني مش هخلف وهتحرم من النعمه ديه طول عمري... كنت بفتخر بنفسي واقنع رجولتي اني مش عاجز ومافيش حاجه هتمنعني واني عازف عن الجواز برغبتي... لكن الحقيقه كانت جوايا...
حديثه كان موجه لصغيره ولكن كان يخترق فؤادها بقوه وهناك نقطه كانت بين الانتقام والضمير
.........................
اقتربت منه تزيل عنه سترته... فأرتجف قلبها بآلم من جموده معها... تلاشت شعورها تسأله
- روحت لمريم النهارده
اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر منظر صغيرته وعدم استجابتها لشئ لتعود لواقعهم...قاسماً انه سيثأر لحقها لكن يجد تلك التي تُدعي رؤى أولاً... فلم تكن الا هي القريبه منها
لم يجب على سؤالها الذي اخذه لمكان اخر.. فتسألت ثانية وهي تُبلل شفتيها بلسانها
- احضرلك العشا
- ماليش نفس
هوي بجسده فوق الفراش ليطرق عيناه واضعاً رأسه بين راحتي كفيه
جلست جانبه تمسد فوق ظهره
- كنتي بلتفتي نظري عشان كده... مريم كانت بتضيع وانا مكنتش حاسس... انا السبب في اللي هي في
- متقولش كده ياحمزه... ده قضاء ربنا
رفع عيناه اليها ونهض من جوارها وكأنه نسي وجودها معه فظل يتحدث ويخرج ما داخله ولم يشعر ان الحديث كان يسقط فوق قلبها لتجد حقيقه واحده انها المذنبه ، انها هي من شتت عائلتهم وان الصغيره ترقد بالمشفى بسببها
- لو مكنتش شوفت حياتي ونسيتها عشان سعادتي مكنتش وصلت لكده... انانيتي ضيعتها... انا السبب
صمتت وهي تسمعه ولم يرى دموعها التي كانت تسقط فتمسحها سريعاً
رنين هاتفه كان المنقذ لها حتى لا تسمع ما يُدنيها اكثر... ادانتها لم تكن بعبارات صريحه انما كانت تندس بين تأنيبه لضميره
- تمام انا جاي أقنعه ينزل مصر معايا يشوف حالتها.. بكره هكون في أمريكا
لم يكن الاتصال الا من احد رجاله في أمريكا يُخبره برفض أشهر اطبائها للمجئ لهنا
................................
ودعت شقيقتها مع السائق الذي سيأخذها لبلدتهم حتى تقنع والديها بالعمل هنا وإكمال دراستها بالمعهد وستتكفل هي بدراستها.. رغم كل ماهي بداخله لا تتمنى ان تجعل شقيقتها مُنكسره مثلها ترتضي بأي حياه حتى تفر من الهمسات واللمزات والشعور بالعبئ على احد رغم ان حياه ياسمين ليست مثلها
ف سناء زوجة ابيها تحب أولادها بشده رغم لذاعة لسانها عكس والدتها حنانها بحساب وكأن حنان الأم يُعطي بمقدار
وقعت عيناها على شريف الذي هبط من سيارته هو ومها
لم تتغير ابتسامه مها وطيبة قلبها رغم أنها لا تتذكر اي شئ عما مضى
اتجهت نحو ياقوت ولكن صوت شريف الحازم اوقفها
- مها
- شريف استنى هتكلم مع ياقوت اسألها عن حاجه
- انا قولت ايه يلا ورايا ... عايز اغير هدومي وارجع المستشفى
رضخت لأمره فهى تشعر به وبالمصاب الذي لحقه ونظرته لرقدت شقيقته لا يعلم اهي ودعت الحياه ام ستظل مُتمسكه بها
اغمضت ياقوت عيناها بقوه حتى لا تبكي ودلفت للمنزل لتنتظر هبوطه لاسفل حتى تُحادثه
مرت نصف ساعه وهي جالسه الي ان شعرت بخطواته على الدرج
- شريف ممكن اتكلم معاك
تجاهل شريف حديثها واكمل خطواته الي ان مر جانبها فأسرعت ب الألتفاف اليه
- شريف انت ليه بتحملني ذنب اللي حصل لمريم.. انا عملت ايه قولي
ألتمعت عيناه بغضب
- أنتي السبب من ساعه ما دخلتي حياتنا وكأنك شؤم حل علينا
سقطت الكلمه كالنخجر فوق قلبها
- انا ياشريف.. انا عذراك رغم غضبك مش في محاله
استشاط غضباً منها وكأن سماع صوتها يثير داخله تقصيره واهماله لشقيقته... أراد إخراج غضبه من نفسه فلم يخرجه الا عليها
- انا واثق ان انتي اكتر واحده شمتانه فيها ومش بعيد تكوني انتي السبب وسلطتي البنت ديه عليها ما انتي بتكرهيها
- انت بتقول ايه
جذب ذراعها يقبض عليه بكفه حتى تآوهت
- بقول الحقيقه... عايشه معانا في دور الملاك وانتي زي الحيه بتخطط لكل حاجه بهدوء
- ابعد عني
نفضت ذراعها منه لتمسده فمسح بيده فوق وجهه يُجاهد نوبة أخرى من نوبات غضبه مُتذكراً حمزه فلوله لكان فعل اكثر من ذلك بها
اسرع في خطاه ليفر من المنزل الذي بات يخنقه ويرى نظرات والدته اللائمه له لبعده عن شقيقته
- قبل ما تتهم الناس اتهم نفسك ياحضرة الظابط انت السبب... بعدك عن اختك هو السبب..اهتميت بحياتك وسيبت مسئوليتها على راجل مش ابوها وجاي دلوقتي بتدور على حقها كانت فين اخوتك ليها... مريم كانت ماشيه في طريق غلط ونبهتكم وانتوا مشوفتوش ده غير كره وافتري عليها وادي النتيجه
- اخرسي
الحقيقه كانت يعلمها ولكنه كان يتجاهلها ولكن حينا نطقت بها كانت تضع الجمر فوق قلبه
ألتمع الغضب في عينيه بعدما انطفئ
- اطلعي بره البيت ده ... البيت ده بيت امي مش بيتك
ولم يمهلها استيعاب ما نطقه.. فيده كانت تسحبها للخارج
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والخمسون من رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية احفاد الجارحي بقلم آية محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية رواية افقدني عذريتي بقلم نهلة داود
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حزينة
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
يمكنك تحميل تطبيق قصص وروايات عربية من متجر جوجل بلاي للإستمتاع بكل قصصنا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا