مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والثلاثون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى والثلاثون
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج4 قسمة الشبينى
|
جلس بسول يرتشف قهوته بتمهل فى قاعة خالية تماما سوى من عدة أشخاص لخدمته وحراسته ، مرت من الباب تراقب الجو الفخم الذى يشمله ، تقدمت سكرتيرته الخاصة حتى جلست أمامه بنفس النظرات التى تعد أكثر مما تفى .
نظر لها بملامح مبهمة لتتسع ابتسامتها : تحت أمرك يا بسول بيه .
لم تنبسط قسماته بل تحدث بكل جدية : انا هعرض عليكى عرض لمرة واحدة وسواء قبلتى ولا رفضتى الموضوع كله مش هيخرج برة الباب ده .
اقتربت بجذعها العلوى من الطاولة : سمعاك
تأثر داخليا بإغوائها الواضح لكنه احتفظ بملامح جامدة ليتابع : انا عاوز اتجوزك .
رفع كفه محذرا : بس بشروط .
احتفظت بصمتها ليتابع : مفيش خلفة ولا اشهار يعنى هتبقى زوجة ليا وبس وفى المقابل هحقق كل احلامك سواء في شغلك أو حياتك الخاصة.
نهض عن الطاولة فورا : معاكى تفكرى لبكرة .
نهضت فورا : موافقة
رفع حاجبه بدهشة : بالسرعة دى !!
أمسكت كفه وعادت تجلس ليجلس أمامها فتقول : انا مش عبيطة ولا صغيرة .. انا شايفة حالتك من وقت ما اتجوزت وكنت مستنية عرضك . وخلينا نتكلم بصراحة .
اتسعت ابتسامتها : انت محتاج ست تفهمك وانت نفسك حلم لستات كتير ..انا أولهم .. إذا كان على الولاد انا عاوزة اعيش واتمتع بشبابى وإذا كان على الاشهار مايفرقش معايا انا عاوزاك وده واضح طبعا .وإذا كان على الصورة اللى لازم يظهر بيها زواجك السعيد من مدام نسمة فأنا اول واحدة هكون شاهدة عليها بصفتى سكرتيرتك .. انا كمان يهمنى انك تتقدم لأن باتفاقنا ده طول ما انت بتتقدم انا بتقدم .
تبادلا نظرات صامتة تحمل كثيرا من الكلمات التى تعبر عن راحة كل منهما للوصول لما يريد تماما وبأدنى جهد يذكر .. لحظات وعاد الشيطان مسيطرا على عقليهما ليبدأ هو فى فرض شروطه وتبدأ هى فى عرض المقابل الذى تراه مرضيا لطموحها .
****
اسرع يزيد ملتقطا هاتفه ليرى اسم دياب فيجيب فورا ، أخبره دياب عن ضرورة التدخل فهو لا يأمن شر منصور كما أنه تأكد ألا يصله إنذار قضية الخلع قبل الجلسة النهائية .
أنهى يزيد المحادثة ليسرع نحو ملابسه فيغادر بعد دقائق .
ساعة واحدة وكان يقترب بسيارته من منزل ناء شديد الحراسة رغم ذلك .
ما إن رآه الحارس حتى اسرع يستقبله بفتح الباب لتمر سيارته ، وقف قبالته متسائلا : كله تمام !!
ليجيب الحارس بثقة : زى ما سعادتك أمرت .
تقدم للداخل وفى خلال دقيقة واحدة كان أمام الباب الداخلى منتظرا ظهورها الذى لم يطل ، اختطف نظرة لوجهها قبل أن تلزم عينيه انخفاضا قسريا ليقول بجدية : الچلسة بكرة هعدى عليكى بدرى والولد هيبجو اهنه تحت الحراسة .
ارتعش صوتها ليجبر عينيه على التطلع لوجهها وهى تقول : انا خايفة .
استقرت حدة عينيه برعشة اهدابها لتتابع : صوح انى كنت هغدره بس مش دلوك ..مش وهو في عز جوته . منصور مالوش أمان اسألنى انى عنيه .
تكللت شفتية بسخرية واضحة : ومين جال إنه فى عز جوته ولا انى ههمله يفكر يأذي تانى .
تقهقرت قدميه ليتابع : حتى لو ناوى على الأذى اللى هعمله فيه بكرة ماهيخلهوش يتحرك .. دا إذا جام منيها .
تبعته بخوف : هتعمل ايه !!
وصلت بالفعل خارج الباب لينهرها بحدة : ادخلى چوه .
انتفضت عائدة للداخل لقد حذرها أن يراها ايا كان ، حتى حراسه بالخارج لا يعلمون من يحرسون فقط سيدة بالداخل عليهم الزود عنها بأرواحهم وتبعا لطبيعتهم كان الأمر طبيعياً .
****
تحرك بسول وفتاته للخارج وقد ابرما اتفاقهما فعليا بلا عقبات فكل منهما حدد ما يحتاجه ولم يعترض الآخر لذا وضعاه حيز التنفيذ الفورى فلا داعى للتأجيل برأى بسول والذى ايدته فورا .
كانا بسيارته الخاصة وتتبعهما الحراسة وسيارتها يقودها أحد الحرس ، هاتف بسول المحامى الذى سيعقد هذا الإتفاق بطريقته بعقد غير قانونى .
أنهى الاتصال ليأتيه اخر تأفف منه لكنه أجاب ، انعقد حاجبيه وظهر الضيق بملامحه .
تابعته بدقة لتفهم فورا أن أمرا ما يخص زوجته ، إلتزمت الصمت حتى أنهى محادثته ونظر لها : هنأجل النهاردة لازم اروح النادى .
لم تحاول اخفاء الضيق بل بالغت فى إظهاره : خير حصل ايه ؟
عاد لمتابعة الطريق متأففا : نسمة تعبانة وهروحها .
لكنها ليست مستعدة لخسارة تلك الفرصة فاقترحت فورا : ممكن اجى معاك تطمن عليها وبعدين نكمل ..وجودى معاك طبيعى انا سكرتيرتك .
صمت قليلا لكن لم يعترض على رغبتها التى وافقت رغبته .
وصل لمكان التدريب ليرشده المدرب حيث تم نقلها اثر سقوطها عن الفرس أثناء التدريب والذى يحدث للمرة الأولى بحياتها .
تبعته بصمت حتى غرفة الرعاية الطبية حيث ترقد نسمة . دخل بسول بهدوء ليجثو بجوار فراشها وكفه يحيط رأسها بقلق : حصل ايه يا نسمة ؟؟
ابتسمت بضعف ليتحدث الطبيب : خير الحمد لله مفيش داعى للقلق بس ترتاح يومين فى السرير وتتابع اخصائي .
نظر لها مقطبا جبينه بتساؤل لتقول : روحنى يا بسول انا تعبانة ومش هقدر امشى .
رفع الدثار فورا ليحملها فتلاحظ وجود سكرتيرته للمرة الأولى والتى ابتسمت بتكلف : الف سلامة يا مدام .
نظرت له بحدة لكن لم يرجف له جفن ولم يفكر في إجابة تساؤلات عينيها بل حملها للخارج بصمت أمرا تلك الدخيلة : اطلعى ورانا بعربيتك هروح نسمة ونروح لشغلنا .
اخفضت وجهها فهى تثق أن نسمة تراقبها بدقة وتخشى أن تلتقط تلك السعادة بعينيها فهى حتى الأن لم تملك ما تريد .
******
وقف إياد بين زملائه بالجمعية ينتظر الجميع إعلان النتيجة النهائية لمسابقة تصميم الأزياء .
جلس الجميع وسط الحضور فى انتظار مشاركته سعادته أيا كانت النتيجة .
ابتسم إياد بتوتر ونظر لأبويه ليشير له طايع مشجعا ،لحظات وبدأت اللجنة إعلان النتيجة .
أعلن اسم الفائز الأول ليعلو تصفيق الحضور جميعا قبل أن يعلن اسم الفائز الثاني والذى كان إياد لتغمر الراحة نفوس الجميع وتتضارب الأكف المصفقة بسعادة .
بعد نصف ساعة من تسلمه الجائزة اقترب منهم ليقفز تريم وخضر تجاهه وتبدأ المشاغبات بين ضحكات الجميع لتغطى فرحة الفوز على حزن غياب نسمة غير المبرر خاصة بعد عرضها البرنامج على إياد .
*****
استيقظ زيدان باكرا ليسمح لنفسه ككل يوم بإرتشاف رحيق الحب من ثغرها الوردى دون أن يجهد قلبها الضعيف ، بضعة نثرات ستؤدى لتيقظها غالبا حين يغلبه الشوق فيسلب أحد أنفاسها راويا قلبه الظمئ .
تأمل ملامحها المسترخية ، البراءة والوداعة يزيدنها فتنة ويزيدانه عذابا ، ارتفع كفه لتنعم أنامله بالغوص فى ليل خصلاتها مرحبة بالغرق للأبد بينها .
تنهد بألم متمنيا إخفائها بين أضلعه من الجميع حتى نفسه .
عاد مرغما لنثر شوقه بين أنفاسها وبينما يتخبط بين شوقه وقربها فتحت عينيها ، كان شديد القرب فقد نزع نفسه للتو عنها وكان عازما على العودة إلا أن نظرتها المندهشة اربكته فحاول التراجع وقبل أن يتراجع بالفعل تعلقت بملابسه دون أن تدرك ما يحدث فقط لا ترغب في نهاية هذا الاحساس الذى يغمرها بهذا القرب ليجد نفسه منقادا إليها .
دقيقة واحدة وشعر بمعاناتها لإلتقاط أنفاسها ليغلبه الفزع وينتفض فيجد كفها يضغط فوق صدرها وعينيها تعتصر بألم ، رفع جذعها العلوى : همت !! همت فتحى عنيكى ماتعمليش فيا إكده .. انا اسف .. اسف والله مش هجرب منيكى تانى بس فتحى .. همت !!
ضمها بفزع لتأن ألما : موووت زيدااان .. ههم ..مت موووت .
أعادها للفراش باحثا بين العلب المتراصة عن الدواء المناسب لتلك الأزمة ، غامت عينيه ولم يعارض غيومها التى تتكاثر بعينيه بل سمح لها بسكب قطرات الندم عل قلبه يهدأ .
وضع الدواء بين شفتيها راجيا : همت خدى الدوا .. مش انت بتحبى زيدان ؟؟ خدى الدوا لأچل خاطرى .
ابتلعت بوهن ليعيدها لصدره وكأن الأنين الذى تجلد قلبه به عقابه لنفسه لتركها شوقه يقوده لإيذائها .
مرت دقائق طويلة قبل أن يسترخى جسدها ويشعر بإنتظام أنفاسها ، وضعها بالفراش لينهض ويبدل ملابسه ثم يضع عليها ملابسها ويحملها متجها للخارج .
هبط الدرج وهى نائمة بين ذراعيه لينتفض أبيه وجده بينما تساءل الجد : چرى إيه !! مالها همت ؟؟
لم يخف بكاءه عن أبيه لكنه تغافل وسمح له بالتهرب بعينيه مجيبا جده : هوديها للحكيم يا چد .. تعب عادى ماتخافش .
تساءل يزيد فورا : والچلسة !!
صرخ زيدان منفثا عن غضبه من نفسه : تغور الچلسة ومنصور والدنيا كلاتها بس همت تعيش .
غادر من فوره ليتبعه والده بينما أمسك يزيد ذراع جده يمنعه من اللحاق بهما قائلا : ماينفعش محدش يحضر ماتجولش ل هاشم حاچة يا چد ..بعد الچلسة نحصلوهم .
*****
أرادت بسمة مشاركة نسمة تدريبها الذى تحفظ موعده عن ظهر قلب فصحبت إياد ومر سويلم بسيارة حمزة ليقلهما ويشاركها ما تحب خاصة أنها خلال أيام ستحرم من تلك المشاركة حيث ستبعد كثيرا عن القاهرة لتستوطن المكان الذي خلقت له .. بين أضلعه .
وصلوا للنادى ليتلفت إياد بحماس باحثا بعينيه عن بعض رفاقه والذين هم قلة بالفعل لكنه لم يجد اى منهم ليشعر بالإحباط .
اتجه نحو مربط الخيول تاركا سويلم وبسمة التى تتلفت حولها بتعجب : غريبة !! نسمة مش هنا ولا إيه ؟
أخبرها أنه من الجائز تغير موعد تدريبها لينقبض قلبها وتهز رأسها رفضا ، أخرجت هاتفها وطلبت رقمها فورا .كاد الاتصال أن ينقطع لتجيب نسمة في اخر لحظة فتتساءل بسمة بقلق : نسمة انت مش فى التدريب ليه ؟؟
تساءلت نسمة ببرود : وانت عرفتى منين ؟؟
زفرت بسمة بضيق : نسمة انا في النادى كنت جاية اتفرج على التدريب بتاعك . انت فين وحصل إيه ؟
كان يراقبها بدقة وتغير ملامحها المنقبضة نحو تبسم ثم تهلل انتقل لملامحه بالتبعية ، تساءلت نظراته لتكون إجابتها قاتلة بإلقاء بدنها فى صدره مباشرة .
شهق سويلم للمفاجأة التى من شدة إسعادها له أفقدته القدرة على الحركة لتبتعد دون أن يحصل على فرصة ضمها وهى تصيح بحماس : سويلم نسمة حاااامل .
صفقت بحماس شديد قبل أن تدرك أنها لم تنه الاتصال لتعيد الهاتف صارخة : مباااارك يا نسمة .. هبقى خالتووو .
أقبل إياد وقد فشل في العثور على نسمة ليجد سويلم متصنما وبسمة تكاد تقفز فرحا وما إن رأته حتى أقبلت عليه : إياد نسمة حامل .. انا هبقى خالتو وانت هتبقى خالو .
ثم غمرته بسعادة غافلة عن مراقبة سويلم وألمه الذى يشتعل ويحرق كيانه بلا رحمة ، إن كانت تلك سعادتها لحمل شقيقتها فكيف ستحيا دون أطفال !!!
***
استعد منصور للتوجه للمحكمة وقد استعد بالفعل بتأجير رجل أنقده آلاف الجنيهات ليصدم علية بسيارة مسروقة أثناء دخولها للمحكمة ويفر بالهرب . لذا كان عليه أن يكون قبلها بالمحكمة ليمنحه إشارة لقتلها فورا .
غادر المنزل بزهو فهو لن يسمح لها بتلك الفضيحة التي تنتوى وقبل أن يصل لسيارته وصله إتصال هاتفي من غفير مزرعته الذى أخبره بتعرض المزرعة للإحتراق .
صرخ منصور واتجه من فوره للمزرعة وحين وصوله كان أمر المزرعة قد انتهى واتت النيران على كل ما فيها .
*****
استيقظ بسول اخيرا بعد ليلة ماجنة برفقتها والشيطان فهى لم تتوان عن دفعه للمزيد .
نهض بتكاسل وكانت نائمة أيضا ، هزها برفق : قومى يا بيبى ورانا شغل .
تأففت وفتحت عينيها بتكاسل ، لقد لمست سبب عزوف زوجته عنه ، لكنها ليست بنفس بلاهتها لتبعده أيضا ، ستتمكن من تطويعه دون جهد كبير .
قطبت جبينها بدلال : انا زعلانة منك يا بيبى .
عاد يستلقى متسائلا بعبث : ليه بس ما كنا كويسين !!
عرفت أناملها اين تتحرك لإشعال جنونه وهى تلومه بدلال : انت وجعتنى .
أشار نحو صدره بإنكار : انا !! مقدرش طبعا .
تحول العبوس وهى تجذبه نحوها : يعنى مش هتوجعنى تانى ؟؟
لم يرفض دعوتها بل أكد لها مرعاته ورفقه حرفيا وهى لم تسمح له بإتباع جموحه مجددا ليكون لها كما ارادت بجهد زهيد وقد تأكدت من حصولها على كل ما خططت له وهو أول أرباحها كما تظن بينما سمح هو لها بتلقينه بعض مما أشعره بالمزيد من النشوة وهذا ما كان يحتاجه تماما ، معلمة جيدة لقد فقد فرصته دائما فى الحصول على تلك العلاقات التى يظن أنها ستثقل خبراته كرجل واكتفى طيلة مراهقته وشبابه بتلك المقاطع التى يحصل عليها بحساب زائف لمزيد من الحيطة لكنه اكتشف بزواجه من نسمة أن هذه الخبرة التي ظن نفسه اكتسبها ليست ما يحتاجه فعليا فكانت هذه الفتاة هى اختياره الموفق الذى سيمنحه ما يحتاج ويكفى أنها طوع بنانه وحين يزهدها يمكنه التخلص منها بيسر كما حصل عليها بيسر .
*****
انهت نسمة المحادثة التى أيقظتها من النوم لتبتسم ، اختها تستحق هذه الفرحة ، تستحق أن تكون أول من يعلم بالخبر السعيد ، لقد أرادت مشاركتها مجددا ، لطالما فعلت ولم تقابلها بالمثل .
نهضت بتكاسل تشعر ببعض الألم اثر حادث الأمس ، تلفتت حولها تبحث عن بسول لتكتشف عدم عودته للمنزل ، أمسكت هاتفها واتصلت به مرارا بلا فائدة ، الهاتف خارج التغطية .
تأففت وغادرت الفراش تاركة لشقيقتها أمر اخبار الجميع فهى رغم سعادتها بهذا الحمل إلا أن إهمال بسول لها مؤخرا يزعجها بشدة ، إنه لم يعلم حتى الآن بخبر حملها ، كان متعجلا بالأمس ليعلم سبب سقوطها وها هو لم يعد حتى الآن .
******
وصلت علية بصحبة يزيد وجده زيدان لقاعة المحكمة وقد أصر يزيد على حضوره ليدرك منصور تكاتفهم ضده ودعمهم علية أيضا .
جلس الجميع بالخارج في انتظار بداية الجلسة بينما دياب منشغل بهاتفه عن الجميع ، يراسل شخصا ما .
اخيرا وصل منصور متأخرا لتنفيذ خطته ، لقد نجت علية ودخلت المحكمة فعليا .
اهتزت لرؤيته لينهرها زيدان هامسا : ماتتحركيش من مطرحك .
حسنا يكفيها أنه لا يرى الفزع بملامحها ، يمكنها التظاهر بالجلد ، تحرك يزيد بمجرد ظهوره ليقف بجوار جده لكنه لم يكن ليهتم بوجود اى منهم وقبض على ذراعها يجرها نحوه : بجى انى تعملى فيا إكده !! موتك على يدى النهاردة .
اقترب يزيد ليسحبها للخلف ويقف أمام منصور : طلعت شديد يا منصور .. لساك جادر تجتل !!
اقترب هاشم أيضا : انا اللى طلبت منيها تخلعك .. ماتفكرش إن امى ماتت وانت هتتهنى .. مرارك فى الدنيا بدأ بموت امى وماهيخلصش إلا ...
نهره دياب الذى انتبه لهم : هاشم .
نظر له هاشم ليقترب بخطى حثيثة : مرتك ماريدكاش يا منصور .. ولا انت متعود تعاشر الحريم غصبانية ؟
انتفضت علية لتدور وتقف أمامه وقد عادت لها كل لحظة ذل ومهانة مرت عليها مع هذا المسخ ، وقفت أمامه لتقول بمرار : ايوه كارهاك يا منصور .. ومش من دلوك .. من زمان .. من يوم ماخدتنى بيعة وشروة .. يوم ما غصبتنى وجهرتنى .. يوم ما مديت يدك عليا وهنتنى بكل شكل ممكن .. يوم ما خلفت منيك غصب عني .. كرهاك وكارهة بوى واهلى وروحى بسببك . كارهاك وكنت هغدرك إن ماكانش النهاردة يبجى بكرة .. ولدك رحمك منى ومن اللى كنت نوياهولك .. بس لأچل ولادى .. لاچل مايكبروش يلجو امهم نسخة منيك ..
التزم الجميع الصمت تاركين لها الفرصة لنفث كل اوجاعها بوجهه وترميه بكل بشاعته وظلمه وكما هو المتوقع لم يهتز منصور بل نظر لها بحقد : ولسه ياما هتشوفى على يدى وولادى هاخدهم منيكى واخليكى تاچى راكعة تحت رچلى .
رفعت رأسها بشموخ : عمرى ما عملتها ولا هعملها .
زفر يزيد بضيق ودفعه للخلف برفق لينظر له بحدة : انت اللى حرجت المزرعة مش إكده !! بوك وچدك مايعملوهاش مفيش غيرك فى العيلة دى اللى يعملها
عقد يزيد ذراعيه ونظر له بتحدى : مزرعة !! مزرعة إيه ؟ اللى اشترتها بفلوس عمتى !!
رفع منصور قبضته فى سبيله للكم يزيد إلا أن هاشم أمسك ذراعه : بزيداك غلط
يزيد
صاح زيدان بحفيده الذى اتقد الغضب بعينيه ، نظر يزيد لجده ثم استجاب لذراع دياب الذى يبعده وكانت علية اول من إلتزم جوار الجد مجددا .
****
جلس مازن يراقب حركتها التى تباطئت بفعل بطنها المنتفخ ، منذ عادت للمنزل وعلم أن والديه وراء إبعادها عنه خوفا عليها من دنائته وهو يعيد تنظيم نفسه .
لم يرغمها مجددا وهى لم تسع لقربه مطلقا ، جمعتهما المذاكرة وتعاملت معه بتحفظ وربما بشفقة ، فوالديه مذاك اليوم الذى تلقى فيه عقاب عمه لتعرضه ل زينة لم يتحدث إليه اى منهما بكلمة .
فقط يجلداه بنظرات تحمل من الخزى منه ما يكفيه ، ومع كونه دائما رافضا لشقيقته إلا أنها كانت الوحيدة التي تعاملت معه منذ غادر المشفى .
دخلت مروة الغرفة بعد أن أذن لها ، فمن غيرها سيطرق بابه !!
دخلت لتنظر ل هيا بحزن : بردو هتمشى ؟
حاولت هيا أن تبتسم : هقعد عند بابا لحد ما أولد . انا تعبت فى الامتحانات ومحتاجة حد يراعينى
أسرعت نحوها بلهفة : انا هراعيكى .. مش هخليكى تطلبى كوباية المية . ومازن كمان .. مش هو مابقاش يزعلك ! صح يا مازن ؟؟
رفع مازن عينيه عن الأرض ناظرا لها : خليها براحتها يا مروة . هيا محتاجة وقت
تعلقت اعينهما للحظات كل منهما ينعى وهمه حتى قاطعتهما مروة مجددا : يعنى هترجعى يا هيا ؟؟
عادت الأعين تلتقى لكن تهربت هيا لتغلق الحقيبة فينهض هو فورا : ماتشليش حاجة تقيلة .
حمل الحقيبة واتجه للخارج بينما نظرت هيا ل مروة ثم اقتربت منها تضمها بود : ابقى تعالى زورينى .
لم تجب مروة سوى بإيمائة قبل أن تتحرك هيا بغية توديع وشكر محمود وحياة ، فلولا دعمهما ما تمكنت من مواجهة الورطة التى أوقعت نفسها فيها .
****
رغم عدم تحسن حالة رحمة النفسية بشكل كبير إلا أنه لم يمل محاولة دفعها للتحسن ويكفى أن تلك المحاولات أصبحت الشئ الوحيد الذي يجمعه وولده .
لم يغير مواعيد بياته برفقة وفية بل حافظ على تقسيم وقته بينهما بالتساوى مع مروره يوميا لتفقد حالة وفية خوفا من تدهور صحتها فهو مطمئن بوجود حمزة وزينة بالمنزل .
اتجه للخارج وقد تأخر بالفعل لتركض زينة وتتعلق برقبته ، حاول نزع ذراعيها عنه لتزداد تعلقا به صارخة بتدلل : ماليش دعوة يا سى بابا انا عاوزة اجيب فستان لكتب كتابى اعاااا .
كمم فمها ضاحكا : طيب خلااااص كفاية
تلفت حوله : ما تقنعى ماما تنزل معاكى يمكن تتحسن
تركت رقبته وعقدت ساعديها بعبوس : بتحايل عليها مش راضية وحمزة مش راضى يسيبها .. خلاص مش عاوزة .
كادت أن تغادر لكنه أمسك ذراعها ليضمها بحنان : على عينى يا قلب بابا .. احلى فستان فى البلد كلها .
قفزت تتعلق برقبته مجددا : بجد يا بابا !!
أحاط وجهها بكفيه : طبعا يا حبيبتي انا عندي كام زينة ! هتصل بيكى وانا جاى تجهزى .خلينى امشى بقا علشان اجى لك بدرى .
*
وصل بعد قليل لمنزل وفية والتى كانت تنتظره بحماس ، ما إن وجدها بالردهة حتى اتجه نحوها لائما : وفية إيه قومك من السرير ؟
انحنى يحملها لتلملم عدة أوراق وتقول : استنى بس انا عاوزاك في موضوع مهم .
اتجه بها للداخل غير عابئ بإعتراضها : وفية علشان خاطري بلاش مجازفة انا مش مستغنى عنك .
وضعها بالفراش لترفع أوراقها وتقدمها له : شوف كده !
أمسك الأوراق بلا اهتمام : إيه ده بس ؟ ركزى على صحتك يا وفية .
قبل أن يضعها جانبا تعلقت برقبته : علشان خاطري انا بشتغل على المشروع ده من شهر .
قطب جبينه مستفهما : مشروع !! مشروع إيه !
اجلسته وامسكت أوراقها مجددا لتتابع بحماس : انت عارف إن الناس كلها بتستسهل الباكت دلوقتى.. ده مصنع تعبئة أعشاب طبيعية . مشروع هايل يا محمد وانا عملت دراسة الجدوى . علشان خاطري بص عليها .
تنهد محمد وهو يتناول الأوراق ويطالعها بتركيز مع عتابه المرافق : بس عندك عقاب علشان تتعبى نفسك وانت حامل كده .
لم تعقب وصمت هو يركز على أوراقها ، نهض مبتعدا يقلب أوراقها بتركيز وعينيها تتابعه بشغف .
مر نصف ساعة قبل أن ينظر لها : دراسة ممتازة بس هحتاج شريك طبعا .
أجابته فورا : قول ل محمود
ضحك وعادت خطواته تقدمه لها : انت حاسبة كل حاجة بقا !
أحاطت خصرها : هيبقى لنا ابن يا محمد لازم نفكر في مستقبله .. بعدين المشروع ده هيجمع ولادك حواليك . حمزة مهندس وزينة محاسبة وتاج كمان .
مسد وجنتها بحنان : انت ليكى عشرة المية علشان الفكرة ودراسة الجدوى .
رفعت كفها تحيط كفه : انا مش عاوزة نسبة يا محمد انا عاوزاك تكبر وتبقى اكبر واحسن رجل أعمال في البلد . وتخلى بالك من ابنى .
أختنق صوتها ليدفنها بصدره : بس يا وفية بلاش الكلام ده لو بتحبينى ما تكلميش كده تانى .
أبعدها برفق ليحيط وجهها : انا هدفع عمرى كله وانت تقومى بالسلامة ، انا مش عاوز عيال ، انا عاوزه لانه ابنك فرحتك ، حتة منك ، عاوزه علشانك لكن انا انت كفاية عليا عاوزك بس تقومى ..تقومى علشانى يا وفية انا بحبك .بحبك اكتر من روحى .. بحبك يا وفية .
امطرت سحابات السعادة المتراقصة بعينيها ليترك لهفته ترتوى من غيث قربها بينما تعلقت به وقد وصل لقلبها كل ما أخبرها به ، لم تعد تريد من الدنيا سوى تلك اللحظات التى تقضيها بين أضلعه ، لحظات مؤلمة متعتها قبل أن يبتعد ليجلس خلفها ملتقطا أنفاسه ومقيدا رغباته التى لا تقارن برغبته فى وجودها الدائم .
*****
اخيرا سمح له الطبيب بدخول غرفتها بعد عدة ساعات من الندم والإحتراق الداخلى فمنذ فتحت عينيها لم تتفوه سوى اسمه فلم يجد الطبيب بد من إدخاله عل وجوده يمنحها بعض الراحة ، كانت قدميه بالكاد تصل للأرض خوفا من إزعاجها لكنها كانت متيقظة بالفعل ، تهلل وجهها فور دخوله رغم شحوبها الشديد لتصيح بوهن : زيدااان جه زيدااان .
أمسك كفها بلهفة : نن عين زيدان .
رفع كفها يقبله قبل أن يضمه لصدره متسائلا : موچوعة !؟
هزت رأسها تنفى ألما ينخر بصدره ليعود لاثما كفها : حجك على راسى يا نن عينى ..ماهازكيش تانى واصل .
جذبت كفها لتجذبه بالتبعية : لا زيدااان بص . بص
أشارت برأسها ليقترب منها فتهمس : جلب ..همت مايوچعش
زاد ندمه لتترقرق عينيه فتقول بحنان : ابكيش زيداان هم ..مت مش موت خافش .. خافش
مسد وجنتها بدفء : ماتتحدتيش كتير . بعدين الدكتور يخرچنى برة .
رفعت كفها المعلق به دوائها لتكمم فمها فورا وتتمسك به بالآخر وكأنه بحاجة لذلك فقلبه يقيده بالقرب منها وإن لم تشعر حتى بوجوده .
****
غادر الجميع قاعة المحكمة التى حكمت ل علية بالخلع من منصور لثبوت الضرر البدنى والنفسى الذى أنزله بها ودون وعى منها سارت خلف الجد تحتمى بوجوده من نظرات منصور المتوعدة لكنه وقف أمام عمه بحقد : وجفت لها وعاديت دم ابو العز .. استنو ردى والنهاردة .
عاد يزيد للتهكم : أعلى ما فى خيلك اركبه .
ليرتسم الحقد على ملامحه : انت اول من هيدهسه فرس اعرچ من عيندى .
وغادر فورا ليلومه دياب : ماكانش حجك تستفزه تانى يا يزيد . خلص إحنا اخدنا اللى إحنا عاوزينه
نهره هاشم بغلظة : لسه حج امى ماچاش .
ضرب زيدان الأرض بعصاه : هاشم . اللى بتتحدت عنيه يبجى بوك .. مهما كان عفش ده مايغيرش إنه بوك وليه حج عليك
حاول هاشم مقاطعته : يا چد ..
ليضرب زيدان الأرض مجددا : مااسمعش كلمة تانى فى الموضوع ده .. خلصنا .. يزيد خد دياب وروح علية وانت يا هاشم بينا نروح لخيتك المشتشفى .
ترك دياب سيارته ل هاشم وصحب يزيد بصمت بينما شرح الجد ل هاشم ما حدث صباحا ليتوجها للمشفى فورا .وهاشم يتوعد زيدان وظنونه تجمع أنه من تسبب في تلك الأزمة .
وصلا للمشفى ليصر الجد على مقابلة الطبيب اولا والذى اخلف كل ظنون هاشم وأكد أن همت بحالة جيدة وأن ما أصابها ليس أكثر من نوبة إنفعال عارضة وأنه توقع أسوأ من ذلك منذ زواجها الذى دام لثلاثة أشهر بل توقع ألا تجتاز هذا الوقت نهائيا .
*****
جلس طايع وزوجته وقد فضلت بسمة الانفراد بنفسها بعد الغداء الذى لم تتناول منه الكثير أما إياد فقد توجه وخضر لزيارة تريم فهو مؤخرا بدأ يشارك بعض الشباب أنشطة رياضية وبدأ يتفاعل بشكل أكبر مع أقرانه بالعمر بشكل جيد .
انتقلت ليليان بجوار طايع لتهمس : تفتكر بسمة مالها ؟
هز رأسه : ماخابرش ..
عادت تهمس : ماخابرش ولا مش عاوز تعرف ؟
نظر لها بحدة : عاوز طبعا .. بس مش عارف اسألها ولا استنى لما تحكى لوحدها .. يمكن لأچل عرسها جرب .. متاخدة يعنى !!
رفضت ليليان : هتتاخد فجأة كده !! دى روحها فى سويلم هتتاخد من إيه !!
ضحك طايع : بجى ماخبراش متاخدة من إيه !! ما انت كان روحك فيا بردو وجضينا الليلة بكا ورچف .
وكزته ليليان بدلال : طايع بعدين معاك . انا بتكلم جد .
أمسك كفها يجذبها نحوه : ما أنا بتكلم چد .
دفعته برفق لتتساءل : تفتكر خبر حمل نسمة مضايقها !! علشان ظروف سويلم يعنى ؟
تجهم وجه طايع : لا ماظنيش .. إياد جال إنها كانت بتتنط من الفرحة .
قطبت جبينها أيضا : وسويلم كان معاهم !!
تابعت بتركيز : تفتكر حصل بينهم حاجة ؟
لم تنتظر إجابة بل استقامت : انا لازم اتكلم معاها .
اتجهت للداخل بينما ابتسم وبسط ساقيه قبل أن يعاود النظر للتلفاز حيث إعادة البرنامج الذى تقدمه صغيرته ولا يمل من متابعته .
*
دخلت ليليان لغرفة بسمة لتجدها شاردة اقتربت وجلست بجوارها تتساءل بحنان : مالك يا حبيبتي ؟
هزت رأسها نفيا لتزداد ليليان قربا وتعيد المحاولة بينما تخشى بسمة التحدث إليها وهى تعرف رأيها مسبقا ، ستجد وسيلة للنيل من حبيبها وهى ترفض ذلك تماما .
لم تيأس ليليان فهى تعلم أن الحواجز بينها وبين ابنتها تحتاج للصبر فبدأت بطرح فكرتها عما حدث لتتعجب بسمة فللمرة الأولى أمها محقة .
لقد أصيب بنوبة صمت استمرت منذ سماعه خبر حمل نسمة ، ظنت أنه سيجتازها سريعا لكنها طالت حتى غادرها فلم تسمع منه سوى كليمات توديع .
شعرت ليليان بالراحة لنجاحها فى التقرب من ابنتها فتحدثت بمنطقية : انت غلطانة يا بسمة .
نظرت لها بدهشة : انااا
اومأت بتأكيد : ايوه . انت عارفة إن الموضوع ده نقطة ضعفه ماكانش لازم تظهرى فرحتك اوى .. هو دلوقتى بيفكر ازاى هتعيشى من غير الفرحة دى وازاى هيحرمك منها .
نفت بسمة فورا : لا يا ماما سويلم اتصالح مع نفسه ورضى بقضاء الله .
ربتت ليليان فوق كفها : ده مايمنعش إنه يزعل .. القلب غصب عنه يا بنتى بيزعل
ارتفع كفها لوجنتها مطمئنة : عموما ماتخافيش هو بيحبك بس خايف . طمنيه يا حبيبتي احسن خوف الراجل صعب اوى .
استقامت مرة أخرى بمرح : اروح اشوف ابوكى لينام وهو قاعد .
غادرت لتنظر بسمة فى أثرها بدهشة ، هل هذه أمها التى طالما رفضت سويلم ؟؟
****
دخل بسول لغرفته حيث نسمة تستلقى بأريحية ، نظر لها بطرف عينه ، يتعجب قدرة ملامحها على إثارة جنونه ، زفر بضيق لقد كانت الأخرى معه طيلة الليلة الماضية وأغلب النهار فكيف يشعر بالشوق لذى بمجرد رؤيتها .
اعتدلت جالسة بدلال بات يضايقه : بسول كنت فين ؟ طلبتك الف مرة .
بدأ تبديل ملابسه دون أن يلتفت لها : كان عندى شغل مهم . فى حاجة ؟ تعبانة ولا حاجة ؟
تساءل برتابة لم تلتفت لها لتهز كتفها : كنت عاوزة اقولك حاجة مهمة .
انتهى ليقترب من الفراش نائيا بعينيه عنها : قولى بسرعة علشان عاوز انام .
استلقى متدثرا لتقترب منه : انت بتعاملنى كده ليه ؟
نظر لها بحدة تراجعت خوفا منها وارتجفت حرفيا ، أولته ظهرها رافضة رؤيته ضعفها ، ساد الصمت لحظات قبل أن تتذكر ربما هاتفه أبويها وحينها ستبدو وكأنها تخفى حملها عنه . كففت دموعها الصامتة لتقول : عموما كنت عاوزة اقولك انى حامل .. تصبح على خير .
وأطفأت الإضاءة ليعيد كبس الزر بلهفة : انت ايه !! نسمة بتكلمى جد ؟
حملها بلا مشقة لتواجهه فيرى أثر دموعها وهي تخفى وجهها عنه ، فرحته كانت كافية ليتناسى كل ما بينهما فهى رغم كل شيء ستظل حلمه الأول .وها هو يحصل على حلمه ،بل وسيحصل أيضا على طفل منها ، ستكون أسرته الخاصة السعيدة الناجحة كما يريد تماما .
***
عاد دياب برفقة يزيد لمنزل ابو العز بعد التأكد من سلامة علية وطفليها ، قاد دياب السيارة في طريق العودة للمنزل على أن يتابع السير لمنزله لاحقا .
اقتربت السيارة من البوابة لينظر ل يزيد : انا هنزل إهنه خيتك لو اتأخرت عنيها هتاكل راسى .
ضحك يزيد : بجى دينا اللى كد الكف دى تعمل لها حساب !
ضحك دياب : كد الكف يمكن بس فى عنيا بحريم الدنيا كلاتهم .
انتشى صدر يزيد ليقول براحة : ربنا ما يحرمكم من بعض . خلص اطلع على دارك وانا ارچع بالعربية .
استحسن دياب الفكرة التي ستقتصد عدة دقائق فى رحلة العودة ، أدار عجلة القيادة ونظر ل يزيد وفى لحظة لم يملك الاخير وقتا ليستوعب ما يحدث ، تهشم زجاج السيارة ووجه دياب مواجها له جحظت عينيه بألم لتضغط قدمه تلقائيا دواسة الفرامل فيرتطم رأسه بالمقود وكذلك رأس يزيد الذى مد ذراعه يحنى رأس دياب كرها تفحصه بفزع وقد اخترق مسامعه عدة طلقات نارية من الخلف لابد أنهم حرس منزله يصدون الهجوم ، فتح الباب عن غفير المنزل بفزع : حضرتك بخير يا بيه ؟
رفع يزيد دياب ليجد دماءه تغطى ملابسه وقد فقد وعيه ليصرخ يزيد بفزع عجز عن التحكم فيه : إسعااااف يا غبى
نظر لها بملامح مبهمة لتتسع ابتسامتها : تحت أمرك يا بسول بيه .
لم تنبسط قسماته بل تحدث بكل جدية : انا هعرض عليكى عرض لمرة واحدة وسواء قبلتى ولا رفضتى الموضوع كله مش هيخرج برة الباب ده .
اقتربت بجذعها العلوى من الطاولة : سمعاك
تأثر داخليا بإغوائها الواضح لكنه احتفظ بملامح جامدة ليتابع : انا عاوز اتجوزك .
رفع كفه محذرا : بس بشروط .
احتفظت بصمتها ليتابع : مفيش خلفة ولا اشهار يعنى هتبقى زوجة ليا وبس وفى المقابل هحقق كل احلامك سواء في شغلك أو حياتك الخاصة.
نهض عن الطاولة فورا : معاكى تفكرى لبكرة .
نهضت فورا : موافقة
رفع حاجبه بدهشة : بالسرعة دى !!
أمسكت كفه وعادت تجلس ليجلس أمامها فتقول : انا مش عبيطة ولا صغيرة .. انا شايفة حالتك من وقت ما اتجوزت وكنت مستنية عرضك . وخلينا نتكلم بصراحة .
اتسعت ابتسامتها : انت محتاج ست تفهمك وانت نفسك حلم لستات كتير ..انا أولهم .. إذا كان على الولاد انا عاوزة اعيش واتمتع بشبابى وإذا كان على الاشهار مايفرقش معايا انا عاوزاك وده واضح طبعا .وإذا كان على الصورة اللى لازم يظهر بيها زواجك السعيد من مدام نسمة فأنا اول واحدة هكون شاهدة عليها بصفتى سكرتيرتك .. انا كمان يهمنى انك تتقدم لأن باتفاقنا ده طول ما انت بتتقدم انا بتقدم .
تبادلا نظرات صامتة تحمل كثيرا من الكلمات التى تعبر عن راحة كل منهما للوصول لما يريد تماما وبأدنى جهد يذكر .. لحظات وعاد الشيطان مسيطرا على عقليهما ليبدأ هو فى فرض شروطه وتبدأ هى فى عرض المقابل الذى تراه مرضيا لطموحها .
****
اسرع يزيد ملتقطا هاتفه ليرى اسم دياب فيجيب فورا ، أخبره دياب عن ضرورة التدخل فهو لا يأمن شر منصور كما أنه تأكد ألا يصله إنذار قضية الخلع قبل الجلسة النهائية .
أنهى يزيد المحادثة ليسرع نحو ملابسه فيغادر بعد دقائق .
ساعة واحدة وكان يقترب بسيارته من منزل ناء شديد الحراسة رغم ذلك .
ما إن رآه الحارس حتى اسرع يستقبله بفتح الباب لتمر سيارته ، وقف قبالته متسائلا : كله تمام !!
ليجيب الحارس بثقة : زى ما سعادتك أمرت .
تقدم للداخل وفى خلال دقيقة واحدة كان أمام الباب الداخلى منتظرا ظهورها الذى لم يطل ، اختطف نظرة لوجهها قبل أن تلزم عينيه انخفاضا قسريا ليقول بجدية : الچلسة بكرة هعدى عليكى بدرى والولد هيبجو اهنه تحت الحراسة .
ارتعش صوتها ليجبر عينيه على التطلع لوجهها وهى تقول : انا خايفة .
استقرت حدة عينيه برعشة اهدابها لتتابع : صوح انى كنت هغدره بس مش دلوك ..مش وهو في عز جوته . منصور مالوش أمان اسألنى انى عنيه .
تكللت شفتية بسخرية واضحة : ومين جال إنه فى عز جوته ولا انى ههمله يفكر يأذي تانى .
تقهقرت قدميه ليتابع : حتى لو ناوى على الأذى اللى هعمله فيه بكرة ماهيخلهوش يتحرك .. دا إذا جام منيها .
تبعته بخوف : هتعمل ايه !!
وصلت بالفعل خارج الباب لينهرها بحدة : ادخلى چوه .
انتفضت عائدة للداخل لقد حذرها أن يراها ايا كان ، حتى حراسه بالخارج لا يعلمون من يحرسون فقط سيدة بالداخل عليهم الزود عنها بأرواحهم وتبعا لطبيعتهم كان الأمر طبيعياً .
****
تحرك بسول وفتاته للخارج وقد ابرما اتفاقهما فعليا بلا عقبات فكل منهما حدد ما يحتاجه ولم يعترض الآخر لذا وضعاه حيز التنفيذ الفورى فلا داعى للتأجيل برأى بسول والذى ايدته فورا .
كانا بسيارته الخاصة وتتبعهما الحراسة وسيارتها يقودها أحد الحرس ، هاتف بسول المحامى الذى سيعقد هذا الإتفاق بطريقته بعقد غير قانونى .
أنهى الاتصال ليأتيه اخر تأفف منه لكنه أجاب ، انعقد حاجبيه وظهر الضيق بملامحه .
تابعته بدقة لتفهم فورا أن أمرا ما يخص زوجته ، إلتزمت الصمت حتى أنهى محادثته ونظر لها : هنأجل النهاردة لازم اروح النادى .
لم تحاول اخفاء الضيق بل بالغت فى إظهاره : خير حصل ايه ؟
عاد لمتابعة الطريق متأففا : نسمة تعبانة وهروحها .
لكنها ليست مستعدة لخسارة تلك الفرصة فاقترحت فورا : ممكن اجى معاك تطمن عليها وبعدين نكمل ..وجودى معاك طبيعى انا سكرتيرتك .
صمت قليلا لكن لم يعترض على رغبتها التى وافقت رغبته .
وصل لمكان التدريب ليرشده المدرب حيث تم نقلها اثر سقوطها عن الفرس أثناء التدريب والذى يحدث للمرة الأولى بحياتها .
تبعته بصمت حتى غرفة الرعاية الطبية حيث ترقد نسمة . دخل بسول بهدوء ليجثو بجوار فراشها وكفه يحيط رأسها بقلق : حصل ايه يا نسمة ؟؟
ابتسمت بضعف ليتحدث الطبيب : خير الحمد لله مفيش داعى للقلق بس ترتاح يومين فى السرير وتتابع اخصائي .
نظر لها مقطبا جبينه بتساؤل لتقول : روحنى يا بسول انا تعبانة ومش هقدر امشى .
رفع الدثار فورا ليحملها فتلاحظ وجود سكرتيرته للمرة الأولى والتى ابتسمت بتكلف : الف سلامة يا مدام .
نظرت له بحدة لكن لم يرجف له جفن ولم يفكر في إجابة تساؤلات عينيها بل حملها للخارج بصمت أمرا تلك الدخيلة : اطلعى ورانا بعربيتك هروح نسمة ونروح لشغلنا .
اخفضت وجهها فهى تثق أن نسمة تراقبها بدقة وتخشى أن تلتقط تلك السعادة بعينيها فهى حتى الأن لم تملك ما تريد .
******
وقف إياد بين زملائه بالجمعية ينتظر الجميع إعلان النتيجة النهائية لمسابقة تصميم الأزياء .
جلس الجميع وسط الحضور فى انتظار مشاركته سعادته أيا كانت النتيجة .
ابتسم إياد بتوتر ونظر لأبويه ليشير له طايع مشجعا ،لحظات وبدأت اللجنة إعلان النتيجة .
أعلن اسم الفائز الأول ليعلو تصفيق الحضور جميعا قبل أن يعلن اسم الفائز الثاني والذى كان إياد لتغمر الراحة نفوس الجميع وتتضارب الأكف المصفقة بسعادة .
بعد نصف ساعة من تسلمه الجائزة اقترب منهم ليقفز تريم وخضر تجاهه وتبدأ المشاغبات بين ضحكات الجميع لتغطى فرحة الفوز على حزن غياب نسمة غير المبرر خاصة بعد عرضها البرنامج على إياد .
*****
استيقظ زيدان باكرا ليسمح لنفسه ككل يوم بإرتشاف رحيق الحب من ثغرها الوردى دون أن يجهد قلبها الضعيف ، بضعة نثرات ستؤدى لتيقظها غالبا حين يغلبه الشوق فيسلب أحد أنفاسها راويا قلبه الظمئ .
تأمل ملامحها المسترخية ، البراءة والوداعة يزيدنها فتنة ويزيدانه عذابا ، ارتفع كفه لتنعم أنامله بالغوص فى ليل خصلاتها مرحبة بالغرق للأبد بينها .
تنهد بألم متمنيا إخفائها بين أضلعه من الجميع حتى نفسه .
عاد مرغما لنثر شوقه بين أنفاسها وبينما يتخبط بين شوقه وقربها فتحت عينيها ، كان شديد القرب فقد نزع نفسه للتو عنها وكان عازما على العودة إلا أن نظرتها المندهشة اربكته فحاول التراجع وقبل أن يتراجع بالفعل تعلقت بملابسه دون أن تدرك ما يحدث فقط لا ترغب في نهاية هذا الاحساس الذى يغمرها بهذا القرب ليجد نفسه منقادا إليها .
دقيقة واحدة وشعر بمعاناتها لإلتقاط أنفاسها ليغلبه الفزع وينتفض فيجد كفها يضغط فوق صدرها وعينيها تعتصر بألم ، رفع جذعها العلوى : همت !! همت فتحى عنيكى ماتعمليش فيا إكده .. انا اسف .. اسف والله مش هجرب منيكى تانى بس فتحى .. همت !!
ضمها بفزع لتأن ألما : موووت زيدااان .. ههم ..مت موووت .
أعادها للفراش باحثا بين العلب المتراصة عن الدواء المناسب لتلك الأزمة ، غامت عينيه ولم يعارض غيومها التى تتكاثر بعينيه بل سمح لها بسكب قطرات الندم عل قلبه يهدأ .
وضع الدواء بين شفتيها راجيا : همت خدى الدوا .. مش انت بتحبى زيدان ؟؟ خدى الدوا لأچل خاطرى .
ابتلعت بوهن ليعيدها لصدره وكأن الأنين الذى تجلد قلبه به عقابه لنفسه لتركها شوقه يقوده لإيذائها .
مرت دقائق طويلة قبل أن يسترخى جسدها ويشعر بإنتظام أنفاسها ، وضعها بالفراش لينهض ويبدل ملابسه ثم يضع عليها ملابسها ويحملها متجها للخارج .
هبط الدرج وهى نائمة بين ذراعيه لينتفض أبيه وجده بينما تساءل الجد : چرى إيه !! مالها همت ؟؟
لم يخف بكاءه عن أبيه لكنه تغافل وسمح له بالتهرب بعينيه مجيبا جده : هوديها للحكيم يا چد .. تعب عادى ماتخافش .
تساءل يزيد فورا : والچلسة !!
صرخ زيدان منفثا عن غضبه من نفسه : تغور الچلسة ومنصور والدنيا كلاتها بس همت تعيش .
غادر من فوره ليتبعه والده بينما أمسك يزيد ذراع جده يمنعه من اللحاق بهما قائلا : ماينفعش محدش يحضر ماتجولش ل هاشم حاچة يا چد ..بعد الچلسة نحصلوهم .
*****
أرادت بسمة مشاركة نسمة تدريبها الذى تحفظ موعده عن ظهر قلب فصحبت إياد ومر سويلم بسيارة حمزة ليقلهما ويشاركها ما تحب خاصة أنها خلال أيام ستحرم من تلك المشاركة حيث ستبعد كثيرا عن القاهرة لتستوطن المكان الذي خلقت له .. بين أضلعه .
وصلوا للنادى ليتلفت إياد بحماس باحثا بعينيه عن بعض رفاقه والذين هم قلة بالفعل لكنه لم يجد اى منهم ليشعر بالإحباط .
اتجه نحو مربط الخيول تاركا سويلم وبسمة التى تتلفت حولها بتعجب : غريبة !! نسمة مش هنا ولا إيه ؟
أخبرها أنه من الجائز تغير موعد تدريبها لينقبض قلبها وتهز رأسها رفضا ، أخرجت هاتفها وطلبت رقمها فورا .كاد الاتصال أن ينقطع لتجيب نسمة في اخر لحظة فتتساءل بسمة بقلق : نسمة انت مش فى التدريب ليه ؟؟
تساءلت نسمة ببرود : وانت عرفتى منين ؟؟
زفرت بسمة بضيق : نسمة انا في النادى كنت جاية اتفرج على التدريب بتاعك . انت فين وحصل إيه ؟
كان يراقبها بدقة وتغير ملامحها المنقبضة نحو تبسم ثم تهلل انتقل لملامحه بالتبعية ، تساءلت نظراته لتكون إجابتها قاتلة بإلقاء بدنها فى صدره مباشرة .
شهق سويلم للمفاجأة التى من شدة إسعادها له أفقدته القدرة على الحركة لتبتعد دون أن يحصل على فرصة ضمها وهى تصيح بحماس : سويلم نسمة حاااامل .
صفقت بحماس شديد قبل أن تدرك أنها لم تنه الاتصال لتعيد الهاتف صارخة : مباااارك يا نسمة .. هبقى خالتووو .
أقبل إياد وقد فشل في العثور على نسمة ليجد سويلم متصنما وبسمة تكاد تقفز فرحا وما إن رأته حتى أقبلت عليه : إياد نسمة حامل .. انا هبقى خالتو وانت هتبقى خالو .
ثم غمرته بسعادة غافلة عن مراقبة سويلم وألمه الذى يشتعل ويحرق كيانه بلا رحمة ، إن كانت تلك سعادتها لحمل شقيقتها فكيف ستحيا دون أطفال !!!
***
استعد منصور للتوجه للمحكمة وقد استعد بالفعل بتأجير رجل أنقده آلاف الجنيهات ليصدم علية بسيارة مسروقة أثناء دخولها للمحكمة ويفر بالهرب . لذا كان عليه أن يكون قبلها بالمحكمة ليمنحه إشارة لقتلها فورا .
غادر المنزل بزهو فهو لن يسمح لها بتلك الفضيحة التي تنتوى وقبل أن يصل لسيارته وصله إتصال هاتفي من غفير مزرعته الذى أخبره بتعرض المزرعة للإحتراق .
صرخ منصور واتجه من فوره للمزرعة وحين وصوله كان أمر المزرعة قد انتهى واتت النيران على كل ما فيها .
*****
استيقظ بسول اخيرا بعد ليلة ماجنة برفقتها والشيطان فهى لم تتوان عن دفعه للمزيد .
نهض بتكاسل وكانت نائمة أيضا ، هزها برفق : قومى يا بيبى ورانا شغل .
تأففت وفتحت عينيها بتكاسل ، لقد لمست سبب عزوف زوجته عنه ، لكنها ليست بنفس بلاهتها لتبعده أيضا ، ستتمكن من تطويعه دون جهد كبير .
قطبت جبينها بدلال : انا زعلانة منك يا بيبى .
عاد يستلقى متسائلا بعبث : ليه بس ما كنا كويسين !!
عرفت أناملها اين تتحرك لإشعال جنونه وهى تلومه بدلال : انت وجعتنى .
أشار نحو صدره بإنكار : انا !! مقدرش طبعا .
تحول العبوس وهى تجذبه نحوها : يعنى مش هتوجعنى تانى ؟؟
لم يرفض دعوتها بل أكد لها مرعاته ورفقه حرفيا وهى لم تسمح له بإتباع جموحه مجددا ليكون لها كما ارادت بجهد زهيد وقد تأكدت من حصولها على كل ما خططت له وهو أول أرباحها كما تظن بينما سمح هو لها بتلقينه بعض مما أشعره بالمزيد من النشوة وهذا ما كان يحتاجه تماما ، معلمة جيدة لقد فقد فرصته دائما فى الحصول على تلك العلاقات التى يظن أنها ستثقل خبراته كرجل واكتفى طيلة مراهقته وشبابه بتلك المقاطع التى يحصل عليها بحساب زائف لمزيد من الحيطة لكنه اكتشف بزواجه من نسمة أن هذه الخبرة التي ظن نفسه اكتسبها ليست ما يحتاجه فعليا فكانت هذه الفتاة هى اختياره الموفق الذى سيمنحه ما يحتاج ويكفى أنها طوع بنانه وحين يزهدها يمكنه التخلص منها بيسر كما حصل عليها بيسر .
*****
انهت نسمة المحادثة التى أيقظتها من النوم لتبتسم ، اختها تستحق هذه الفرحة ، تستحق أن تكون أول من يعلم بالخبر السعيد ، لقد أرادت مشاركتها مجددا ، لطالما فعلت ولم تقابلها بالمثل .
نهضت بتكاسل تشعر ببعض الألم اثر حادث الأمس ، تلفتت حولها تبحث عن بسول لتكتشف عدم عودته للمنزل ، أمسكت هاتفها واتصلت به مرارا بلا فائدة ، الهاتف خارج التغطية .
تأففت وغادرت الفراش تاركة لشقيقتها أمر اخبار الجميع فهى رغم سعادتها بهذا الحمل إلا أن إهمال بسول لها مؤخرا يزعجها بشدة ، إنه لم يعلم حتى الآن بخبر حملها ، كان متعجلا بالأمس ليعلم سبب سقوطها وها هو لم يعد حتى الآن .
******
وصلت علية بصحبة يزيد وجده زيدان لقاعة المحكمة وقد أصر يزيد على حضوره ليدرك منصور تكاتفهم ضده ودعمهم علية أيضا .
جلس الجميع بالخارج في انتظار بداية الجلسة بينما دياب منشغل بهاتفه عن الجميع ، يراسل شخصا ما .
اخيرا وصل منصور متأخرا لتنفيذ خطته ، لقد نجت علية ودخلت المحكمة فعليا .
اهتزت لرؤيته لينهرها زيدان هامسا : ماتتحركيش من مطرحك .
حسنا يكفيها أنه لا يرى الفزع بملامحها ، يمكنها التظاهر بالجلد ، تحرك يزيد بمجرد ظهوره ليقف بجوار جده لكنه لم يكن ليهتم بوجود اى منهم وقبض على ذراعها يجرها نحوه : بجى انى تعملى فيا إكده !! موتك على يدى النهاردة .
اقترب يزيد ليسحبها للخلف ويقف أمام منصور : طلعت شديد يا منصور .. لساك جادر تجتل !!
اقترب هاشم أيضا : انا اللى طلبت منيها تخلعك .. ماتفكرش إن امى ماتت وانت هتتهنى .. مرارك فى الدنيا بدأ بموت امى وماهيخلصش إلا ...
نهره دياب الذى انتبه لهم : هاشم .
نظر له هاشم ليقترب بخطى حثيثة : مرتك ماريدكاش يا منصور .. ولا انت متعود تعاشر الحريم غصبانية ؟
انتفضت علية لتدور وتقف أمامه وقد عادت لها كل لحظة ذل ومهانة مرت عليها مع هذا المسخ ، وقفت أمامه لتقول بمرار : ايوه كارهاك يا منصور .. ومش من دلوك .. من زمان .. من يوم ماخدتنى بيعة وشروة .. يوم ما غصبتنى وجهرتنى .. يوم ما مديت يدك عليا وهنتنى بكل شكل ممكن .. يوم ما خلفت منيك غصب عني .. كرهاك وكارهة بوى واهلى وروحى بسببك . كارهاك وكنت هغدرك إن ماكانش النهاردة يبجى بكرة .. ولدك رحمك منى ومن اللى كنت نوياهولك .. بس لأچل ولادى .. لاچل مايكبروش يلجو امهم نسخة منيك ..
التزم الجميع الصمت تاركين لها الفرصة لنفث كل اوجاعها بوجهه وترميه بكل بشاعته وظلمه وكما هو المتوقع لم يهتز منصور بل نظر لها بحقد : ولسه ياما هتشوفى على يدى وولادى هاخدهم منيكى واخليكى تاچى راكعة تحت رچلى .
رفعت رأسها بشموخ : عمرى ما عملتها ولا هعملها .
زفر يزيد بضيق ودفعه للخلف برفق لينظر له بحدة : انت اللى حرجت المزرعة مش إكده !! بوك وچدك مايعملوهاش مفيش غيرك فى العيلة دى اللى يعملها
عقد يزيد ذراعيه ونظر له بتحدى : مزرعة !! مزرعة إيه ؟ اللى اشترتها بفلوس عمتى !!
رفع منصور قبضته فى سبيله للكم يزيد إلا أن هاشم أمسك ذراعه : بزيداك غلط
يزيد
صاح زيدان بحفيده الذى اتقد الغضب بعينيه ، نظر يزيد لجده ثم استجاب لذراع دياب الذى يبعده وكانت علية اول من إلتزم جوار الجد مجددا .
****
جلس مازن يراقب حركتها التى تباطئت بفعل بطنها المنتفخ ، منذ عادت للمنزل وعلم أن والديه وراء إبعادها عنه خوفا عليها من دنائته وهو يعيد تنظيم نفسه .
لم يرغمها مجددا وهى لم تسع لقربه مطلقا ، جمعتهما المذاكرة وتعاملت معه بتحفظ وربما بشفقة ، فوالديه مذاك اليوم الذى تلقى فيه عقاب عمه لتعرضه ل زينة لم يتحدث إليه اى منهما بكلمة .
فقط يجلداه بنظرات تحمل من الخزى منه ما يكفيه ، ومع كونه دائما رافضا لشقيقته إلا أنها كانت الوحيدة التي تعاملت معه منذ غادر المشفى .
دخلت مروة الغرفة بعد أن أذن لها ، فمن غيرها سيطرق بابه !!
دخلت لتنظر ل هيا بحزن : بردو هتمشى ؟
حاولت هيا أن تبتسم : هقعد عند بابا لحد ما أولد . انا تعبت فى الامتحانات ومحتاجة حد يراعينى
أسرعت نحوها بلهفة : انا هراعيكى .. مش هخليكى تطلبى كوباية المية . ومازن كمان .. مش هو مابقاش يزعلك ! صح يا مازن ؟؟
رفع مازن عينيه عن الأرض ناظرا لها : خليها براحتها يا مروة . هيا محتاجة وقت
تعلقت اعينهما للحظات كل منهما ينعى وهمه حتى قاطعتهما مروة مجددا : يعنى هترجعى يا هيا ؟؟
عادت الأعين تلتقى لكن تهربت هيا لتغلق الحقيبة فينهض هو فورا : ماتشليش حاجة تقيلة .
حمل الحقيبة واتجه للخارج بينما نظرت هيا ل مروة ثم اقتربت منها تضمها بود : ابقى تعالى زورينى .
لم تجب مروة سوى بإيمائة قبل أن تتحرك هيا بغية توديع وشكر محمود وحياة ، فلولا دعمهما ما تمكنت من مواجهة الورطة التى أوقعت نفسها فيها .
****
رغم عدم تحسن حالة رحمة النفسية بشكل كبير إلا أنه لم يمل محاولة دفعها للتحسن ويكفى أن تلك المحاولات أصبحت الشئ الوحيد الذي يجمعه وولده .
لم يغير مواعيد بياته برفقة وفية بل حافظ على تقسيم وقته بينهما بالتساوى مع مروره يوميا لتفقد حالة وفية خوفا من تدهور صحتها فهو مطمئن بوجود حمزة وزينة بالمنزل .
اتجه للخارج وقد تأخر بالفعل لتركض زينة وتتعلق برقبته ، حاول نزع ذراعيها عنه لتزداد تعلقا به صارخة بتدلل : ماليش دعوة يا سى بابا انا عاوزة اجيب فستان لكتب كتابى اعاااا .
كمم فمها ضاحكا : طيب خلااااص كفاية
تلفت حوله : ما تقنعى ماما تنزل معاكى يمكن تتحسن
تركت رقبته وعقدت ساعديها بعبوس : بتحايل عليها مش راضية وحمزة مش راضى يسيبها .. خلاص مش عاوزة .
كادت أن تغادر لكنه أمسك ذراعها ليضمها بحنان : على عينى يا قلب بابا .. احلى فستان فى البلد كلها .
قفزت تتعلق برقبته مجددا : بجد يا بابا !!
أحاط وجهها بكفيه : طبعا يا حبيبتي انا عندي كام زينة ! هتصل بيكى وانا جاى تجهزى .خلينى امشى بقا علشان اجى لك بدرى .
*
وصل بعد قليل لمنزل وفية والتى كانت تنتظره بحماس ، ما إن وجدها بالردهة حتى اتجه نحوها لائما : وفية إيه قومك من السرير ؟
انحنى يحملها لتلملم عدة أوراق وتقول : استنى بس انا عاوزاك في موضوع مهم .
اتجه بها للداخل غير عابئ بإعتراضها : وفية علشان خاطري بلاش مجازفة انا مش مستغنى عنك .
وضعها بالفراش لترفع أوراقها وتقدمها له : شوف كده !
أمسك الأوراق بلا اهتمام : إيه ده بس ؟ ركزى على صحتك يا وفية .
قبل أن يضعها جانبا تعلقت برقبته : علشان خاطري انا بشتغل على المشروع ده من شهر .
قطب جبينه مستفهما : مشروع !! مشروع إيه !
اجلسته وامسكت أوراقها مجددا لتتابع بحماس : انت عارف إن الناس كلها بتستسهل الباكت دلوقتى.. ده مصنع تعبئة أعشاب طبيعية . مشروع هايل يا محمد وانا عملت دراسة الجدوى . علشان خاطري بص عليها .
تنهد محمد وهو يتناول الأوراق ويطالعها بتركيز مع عتابه المرافق : بس عندك عقاب علشان تتعبى نفسك وانت حامل كده .
لم تعقب وصمت هو يركز على أوراقها ، نهض مبتعدا يقلب أوراقها بتركيز وعينيها تتابعه بشغف .
مر نصف ساعة قبل أن ينظر لها : دراسة ممتازة بس هحتاج شريك طبعا .
أجابته فورا : قول ل محمود
ضحك وعادت خطواته تقدمه لها : انت حاسبة كل حاجة بقا !
أحاطت خصرها : هيبقى لنا ابن يا محمد لازم نفكر في مستقبله .. بعدين المشروع ده هيجمع ولادك حواليك . حمزة مهندس وزينة محاسبة وتاج كمان .
مسد وجنتها بحنان : انت ليكى عشرة المية علشان الفكرة ودراسة الجدوى .
رفعت كفها تحيط كفه : انا مش عاوزة نسبة يا محمد انا عاوزاك تكبر وتبقى اكبر واحسن رجل أعمال في البلد . وتخلى بالك من ابنى .
أختنق صوتها ليدفنها بصدره : بس يا وفية بلاش الكلام ده لو بتحبينى ما تكلميش كده تانى .
أبعدها برفق ليحيط وجهها : انا هدفع عمرى كله وانت تقومى بالسلامة ، انا مش عاوز عيال ، انا عاوزه لانه ابنك فرحتك ، حتة منك ، عاوزه علشانك لكن انا انت كفاية عليا عاوزك بس تقومى ..تقومى علشانى يا وفية انا بحبك .بحبك اكتر من روحى .. بحبك يا وفية .
امطرت سحابات السعادة المتراقصة بعينيها ليترك لهفته ترتوى من غيث قربها بينما تعلقت به وقد وصل لقلبها كل ما أخبرها به ، لم تعد تريد من الدنيا سوى تلك اللحظات التى تقضيها بين أضلعه ، لحظات مؤلمة متعتها قبل أن يبتعد ليجلس خلفها ملتقطا أنفاسه ومقيدا رغباته التى لا تقارن برغبته فى وجودها الدائم .
*****
اخيرا سمح له الطبيب بدخول غرفتها بعد عدة ساعات من الندم والإحتراق الداخلى فمنذ فتحت عينيها لم تتفوه سوى اسمه فلم يجد الطبيب بد من إدخاله عل وجوده يمنحها بعض الراحة ، كانت قدميه بالكاد تصل للأرض خوفا من إزعاجها لكنها كانت متيقظة بالفعل ، تهلل وجهها فور دخوله رغم شحوبها الشديد لتصيح بوهن : زيدااان جه زيدااان .
أمسك كفها بلهفة : نن عين زيدان .
رفع كفها يقبله قبل أن يضمه لصدره متسائلا : موچوعة !؟
هزت رأسها تنفى ألما ينخر بصدره ليعود لاثما كفها : حجك على راسى يا نن عينى ..ماهازكيش تانى واصل .
جذبت كفها لتجذبه بالتبعية : لا زيدااان بص . بص
أشارت برأسها ليقترب منها فتهمس : جلب ..همت مايوچعش
زاد ندمه لتترقرق عينيه فتقول بحنان : ابكيش زيداان هم ..مت مش موت خافش .. خافش
مسد وجنتها بدفء : ماتتحدتيش كتير . بعدين الدكتور يخرچنى برة .
رفعت كفها المعلق به دوائها لتكمم فمها فورا وتتمسك به بالآخر وكأنه بحاجة لذلك فقلبه يقيده بالقرب منها وإن لم تشعر حتى بوجوده .
****
غادر الجميع قاعة المحكمة التى حكمت ل علية بالخلع من منصور لثبوت الضرر البدنى والنفسى الذى أنزله بها ودون وعى منها سارت خلف الجد تحتمى بوجوده من نظرات منصور المتوعدة لكنه وقف أمام عمه بحقد : وجفت لها وعاديت دم ابو العز .. استنو ردى والنهاردة .
عاد يزيد للتهكم : أعلى ما فى خيلك اركبه .
ليرتسم الحقد على ملامحه : انت اول من هيدهسه فرس اعرچ من عيندى .
وغادر فورا ليلومه دياب : ماكانش حجك تستفزه تانى يا يزيد . خلص إحنا اخدنا اللى إحنا عاوزينه
نهره هاشم بغلظة : لسه حج امى ماچاش .
ضرب زيدان الأرض بعصاه : هاشم . اللى بتتحدت عنيه يبجى بوك .. مهما كان عفش ده مايغيرش إنه بوك وليه حج عليك
حاول هاشم مقاطعته : يا چد ..
ليضرب زيدان الأرض مجددا : مااسمعش كلمة تانى فى الموضوع ده .. خلصنا .. يزيد خد دياب وروح علية وانت يا هاشم بينا نروح لخيتك المشتشفى .
ترك دياب سيارته ل هاشم وصحب يزيد بصمت بينما شرح الجد ل هاشم ما حدث صباحا ليتوجها للمشفى فورا .وهاشم يتوعد زيدان وظنونه تجمع أنه من تسبب في تلك الأزمة .
وصلا للمشفى ليصر الجد على مقابلة الطبيب اولا والذى اخلف كل ظنون هاشم وأكد أن همت بحالة جيدة وأن ما أصابها ليس أكثر من نوبة إنفعال عارضة وأنه توقع أسوأ من ذلك منذ زواجها الذى دام لثلاثة أشهر بل توقع ألا تجتاز هذا الوقت نهائيا .
*****
جلس طايع وزوجته وقد فضلت بسمة الانفراد بنفسها بعد الغداء الذى لم تتناول منه الكثير أما إياد فقد توجه وخضر لزيارة تريم فهو مؤخرا بدأ يشارك بعض الشباب أنشطة رياضية وبدأ يتفاعل بشكل أكبر مع أقرانه بالعمر بشكل جيد .
انتقلت ليليان بجوار طايع لتهمس : تفتكر بسمة مالها ؟
هز رأسه : ماخابرش ..
عادت تهمس : ماخابرش ولا مش عاوز تعرف ؟
نظر لها بحدة : عاوز طبعا .. بس مش عارف اسألها ولا استنى لما تحكى لوحدها .. يمكن لأچل عرسها جرب .. متاخدة يعنى !!
رفضت ليليان : هتتاخد فجأة كده !! دى روحها فى سويلم هتتاخد من إيه !!
ضحك طايع : بجى ماخبراش متاخدة من إيه !! ما انت كان روحك فيا بردو وجضينا الليلة بكا ورچف .
وكزته ليليان بدلال : طايع بعدين معاك . انا بتكلم جد .
أمسك كفها يجذبها نحوه : ما أنا بتكلم چد .
دفعته برفق لتتساءل : تفتكر خبر حمل نسمة مضايقها !! علشان ظروف سويلم يعنى ؟
تجهم وجه طايع : لا ماظنيش .. إياد جال إنها كانت بتتنط من الفرحة .
قطبت جبينها أيضا : وسويلم كان معاهم !!
تابعت بتركيز : تفتكر حصل بينهم حاجة ؟
لم تنتظر إجابة بل استقامت : انا لازم اتكلم معاها .
اتجهت للداخل بينما ابتسم وبسط ساقيه قبل أن يعاود النظر للتلفاز حيث إعادة البرنامج الذى تقدمه صغيرته ولا يمل من متابعته .
*
دخلت ليليان لغرفة بسمة لتجدها شاردة اقتربت وجلست بجوارها تتساءل بحنان : مالك يا حبيبتي ؟
هزت رأسها نفيا لتزداد ليليان قربا وتعيد المحاولة بينما تخشى بسمة التحدث إليها وهى تعرف رأيها مسبقا ، ستجد وسيلة للنيل من حبيبها وهى ترفض ذلك تماما .
لم تيأس ليليان فهى تعلم أن الحواجز بينها وبين ابنتها تحتاج للصبر فبدأت بطرح فكرتها عما حدث لتتعجب بسمة فللمرة الأولى أمها محقة .
لقد أصيب بنوبة صمت استمرت منذ سماعه خبر حمل نسمة ، ظنت أنه سيجتازها سريعا لكنها طالت حتى غادرها فلم تسمع منه سوى كليمات توديع .
شعرت ليليان بالراحة لنجاحها فى التقرب من ابنتها فتحدثت بمنطقية : انت غلطانة يا بسمة .
نظرت لها بدهشة : انااا
اومأت بتأكيد : ايوه . انت عارفة إن الموضوع ده نقطة ضعفه ماكانش لازم تظهرى فرحتك اوى .. هو دلوقتى بيفكر ازاى هتعيشى من غير الفرحة دى وازاى هيحرمك منها .
نفت بسمة فورا : لا يا ماما سويلم اتصالح مع نفسه ورضى بقضاء الله .
ربتت ليليان فوق كفها : ده مايمنعش إنه يزعل .. القلب غصب عنه يا بنتى بيزعل
ارتفع كفها لوجنتها مطمئنة : عموما ماتخافيش هو بيحبك بس خايف . طمنيه يا حبيبتي احسن خوف الراجل صعب اوى .
استقامت مرة أخرى بمرح : اروح اشوف ابوكى لينام وهو قاعد .
غادرت لتنظر بسمة فى أثرها بدهشة ، هل هذه أمها التى طالما رفضت سويلم ؟؟
****
دخل بسول لغرفته حيث نسمة تستلقى بأريحية ، نظر لها بطرف عينه ، يتعجب قدرة ملامحها على إثارة جنونه ، زفر بضيق لقد كانت الأخرى معه طيلة الليلة الماضية وأغلب النهار فكيف يشعر بالشوق لذى بمجرد رؤيتها .
اعتدلت جالسة بدلال بات يضايقه : بسول كنت فين ؟ طلبتك الف مرة .
بدأ تبديل ملابسه دون أن يلتفت لها : كان عندى شغل مهم . فى حاجة ؟ تعبانة ولا حاجة ؟
تساءل برتابة لم تلتفت لها لتهز كتفها : كنت عاوزة اقولك حاجة مهمة .
انتهى ليقترب من الفراش نائيا بعينيه عنها : قولى بسرعة علشان عاوز انام .
استلقى متدثرا لتقترب منه : انت بتعاملنى كده ليه ؟
نظر لها بحدة تراجعت خوفا منها وارتجفت حرفيا ، أولته ظهرها رافضة رؤيته ضعفها ، ساد الصمت لحظات قبل أن تتذكر ربما هاتفه أبويها وحينها ستبدو وكأنها تخفى حملها عنه . كففت دموعها الصامتة لتقول : عموما كنت عاوزة اقولك انى حامل .. تصبح على خير .
وأطفأت الإضاءة ليعيد كبس الزر بلهفة : انت ايه !! نسمة بتكلمى جد ؟
حملها بلا مشقة لتواجهه فيرى أثر دموعها وهي تخفى وجهها عنه ، فرحته كانت كافية ليتناسى كل ما بينهما فهى رغم كل شيء ستظل حلمه الأول .وها هو يحصل على حلمه ،بل وسيحصل أيضا على طفل منها ، ستكون أسرته الخاصة السعيدة الناجحة كما يريد تماما .
***
عاد دياب برفقة يزيد لمنزل ابو العز بعد التأكد من سلامة علية وطفليها ، قاد دياب السيارة في طريق العودة للمنزل على أن يتابع السير لمنزله لاحقا .
اقتربت السيارة من البوابة لينظر ل يزيد : انا هنزل إهنه خيتك لو اتأخرت عنيها هتاكل راسى .
ضحك يزيد : بجى دينا اللى كد الكف دى تعمل لها حساب !
ضحك دياب : كد الكف يمكن بس فى عنيا بحريم الدنيا كلاتهم .
انتشى صدر يزيد ليقول براحة : ربنا ما يحرمكم من بعض . خلص اطلع على دارك وانا ارچع بالعربية .
استحسن دياب الفكرة التي ستقتصد عدة دقائق فى رحلة العودة ، أدار عجلة القيادة ونظر ل يزيد وفى لحظة لم يملك الاخير وقتا ليستوعب ما يحدث ، تهشم زجاج السيارة ووجه دياب مواجها له جحظت عينيه بألم لتضغط قدمه تلقائيا دواسة الفرامل فيرتطم رأسه بالمقود وكذلك رأس يزيد الذى مد ذراعه يحنى رأس دياب كرها تفحصه بفزع وقد اخترق مسامعه عدة طلقات نارية من الخلف لابد أنهم حرس منزله يصدون الهجوم ، فتح الباب عن غفير المنزل بفزع : حضرتك بخير يا بيه ؟
رفع يزيد دياب ليجد دماءه تغطى ملابسه وقد فقد وعيه ليصرخ يزيد بفزع عجز عن التحكم فيه : إسعااااف يا غبى
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف الجزء الرابع بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا