مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السابع والعشرون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السابع والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في ألمانيا ،،،،
في الفندق ،،،،
اتصل أدهم بأحد الشركات المتخصصة في حجز تذاكر الطيران ، من أجل حجز مقعدين له ولزوجته على أقرب رحلة جوية عائدة إلى القاهرة ...
جلست يارا ، وتمددت على الفراش ، وأسندت ظهرها للخلف ، ثم مدت يدها لتعبث بخصلات شعرها ، ونظرت إلى أدهم الذي كان جالساً على الآريكة بنظرات عاشقة و...
-يارا بصوت ناعم : عــارف يا أدهومة انا متوقعتش ان هايكون عندي الفلوس دي كلها
-أدهم مازحاً : رزق وجايلك ، بلاش تؤري على نفسك
-يارا ضاحكة : هههههههه ... على رأيك وانت نجمك خفيف
-أدهم وهو يلوي فمه : ايوه .. يدوب نقول عن حاجة هوووب نتنش العين التمام
-يارا متسائلة وهي ترفع أحد حاجبيها : أومــال هنرجع امتى القاهرة ؟
-أدهم بنبرة هادئة : والله على حسب ما الشركة تصل بيا
-يارا وهي تعيد رأسها للخلف : أهــا ... اوكي
نهض أدهم عن الأريكة ، ثم توجه إلى الفراش ، وتمدد هو الأخـــر إلى جوارها ، ثم مد ذراعه خلف عنقها لتستند هي برأسها على ذراعيه ، وينظر كلاهما للأخــر نظرات حب وعشق و..
-أدهم بصوت خافت : يويو
-يارا مبتسمة : ايوه يا حبيبي
-أدهم بصوت رخيم : بقولك يا حبيبتي
-يارا وهي تسبل بجفنيها : ها
-أدهم وهو يتنحنح : احم .. آآآ.. انتي ناوية تعملي مع جاسر ايه
-يارا بنظرات استغراب : مش فهماك يا أدهم
-أدهم بتردد: آآآ.. مش .. مش هو المفروض ليه نصيب معاكي في الميراث ده ؟
أدارت يارا وجهها ونظرت أمامها ، ثم تنهدت وهي حيرة من أمرهــا ، فنظر أدهم إليها بنظرات متعمقة و...
-أدهم متسائلاً : مردتيش يعني ؟
-يارا بتنهيدة : المفروض اعمل ايه ؟ ماشي .. أنا عارفة ان هو أخويا ، بس ايه اللي يثبت الكلام ده ، يعني مافيش ورق رسمي يقول ان جاسر هو أخويا
-أدهم وهو يمط شفتيه : مممم...
-يارا مكملة وهي تنظر إلى أدهم بجدية : وبعدين أنا مش باكل حق حد ، وقت ما يطلع أوراقه رسمياً أنا هديله نصيبه بما يرضي الله
مـــد أدهم يده ومسد على شعرها ، ونظـــر إليها بنظرات حانية و..
-أدهم بنبرة مطمئنة : ربنا يباركلك يا حبيبتي
-يارا مبتسمة : يارب
-ادهم بنظرات لئيمة : وطبعاً لازم نحتفل بالمناسبة السعيدة دي
-يارا بضيق : يوووه ، انت مش بتزهق
-أدهم مدعياً البراءة : ليه كده بس يا يارا ، دايما بتظلميني وتفهميني غلط
-يارا وهي ترفع حاجبيها : يا سلام
-أدهم وهو يوميء برأسه : اه طبعاً .. ده انا غرضي ( شِريف ) معاكي
-يارا باستغراب : شريف مين ؟؟
-ادهم مبتسماً ابتسامة ماكرة من بين أسنانه : اخو النونو اللي هانجيبه ان شاء الله
ثم جـــذب أدهم يارا من ذراعيها نحوه ، وضمها إليه ، وانحنى قليلاً برأسه عليها و...
-أدهم بسعادة : بحبك يا كل حياتي ...
-يارا بنظرات عاشقة : ربنا ما يحرمني منك
-أدهم وهو يمسح على وجهها بأطراف أصابعه : ولا منك يا عمــري كله ... !
................................
في انجلترا ،،،
في العاصمة لندن ،،،
وصـــل المهندس رأفت الصياد وزوجته الثانية السيدة صفاء إلى أحد الفنادق الشهيرة بلندن ، صعد كلاهما إلى الجناح الخاص بهما بعد أن انتهيا من مليء أوراق الدخول ..
عــاون المهندس رأفت زوجته في التمدد على الفراش ، ودثرهــا جيداً ، ثم اتجه إلى غرفة الاستقبال الملحقة بالجناح ، وأمسك بهاتفه المحمول بين يديه ، وضغط على عدد من الأزرار ، ثم اتصل هاتفياً بصديقه الطبيب وحيد لـ ...
-رأفت هاتفياً : ألووو ، د. وحيد
-وحيد هاتفياً بنبرة جادة : Hello, yes.
-رأفت بصوت خافت : ازيك يا د. وحيد ، أنا المهندس رأفت الصياد
-وحيد وهو يعيد رأسه للخلف : بشمهندس رأفت ، يا أهلا وسهلا بيك
-رأفت وهو يتنحنح بخشونة : الله يخليك .. احم .. آآ.. بقولك يا د. وحيد أنا كنت جيت لندن هنا مع آآآ..
-وحيد مقاطعاً بعدم تصديق : ايه ده انت موجود هنا ؟
-رأفت بنبرة جدية : ايوه ، ومعايا المدام
-وحيد بايجاز : تمام
-رأفت بصوت خافت : أنا عاوزك يا د. وحيد تشوف ايه المطلوب مننا نعمله ، وأنا جاهز لكل حاجة
-وحيد : ان شاء الله خير .. أنا هنتظرك في المركز بكرة ان شاء الله على الساعة 8 الصبح
-رأفت مبتسماً : بأمر الله
أنهى رأفت المكالمة الهاتفية وهو يأمل أن يكون الغد حاملاً الأفضل لزوجته الثانية والتي قد أحبها حقاً بصدق .....
.......................
في شركة Territorial ،،،،
عــــاد زيدان إلى شركته ، فتفاجيء الموظفون بحضوره إلى مقر الشركة ، فقد ظن الجميع أنه سيقضي أجــازة مطولة بسبب زيجته التي لم يمر عليها سوى أيام قلائل .. وكالعادة انتاب الجميع التوتر والقلق ، فالجميع يخشى الصدام معه ، فهو لا يتهاون مع أي أحـــد
دلف زيدان إلى داخل مكتبه ، وصفع الباب خلفه بقوة.. ثم اتجه إلى مكتبه الفخم ، وسحب مقعده وجلس عليه .. ثم أمسك بهاتفه المحمول واتصل بشاهين و...
-زيدان هاتفياً بنبرة صارمة : ايه الجديد
-شاهين هاتفياً : حصل يا باشا
سلط زيدان بصره على نقطة ما في الفراغ أمامه ، ثم أكمـــل بنبرة هادرة بـ ...
-زيدان بنظرات حانقة : يعني البت خدت كل حاجة
-شاهين بنبرة مرتعدة : آآ.. أيوه يا باشا
-زيدان بنبرة منزعجة للغاية : مش هاتلحق تتهنى على حاجة !!!
-شاهين بتوجس : ناوي على ايه يا باشا
-زيدان بحدة : ملكش فيه !
-شاهين بنبرة خافتة : آآآآ.... آسف يا باشا
-زيدان بضيق واضح : تكمل مراقبتك ليهم ، ولو في جديد متستناش ، فاهم
-شاهي بقلق : حــ.. حاضر
أنهى زيدان المكالمة الهاتفية مع شاهين ، ونهض عن مكتبه وعلى وجهه علامات الحنق والضيق ، ثم أزاح بيده في عصبية تامة محتويات سطح مكتبه وألقاها على أرضية المكتب الصلبة ...
-زيدان بتوعد ونبرة تهديد : قسماً بالله ما هتلحق تتهنى على مليم واحد من الفلوس دي كلها ، حق عمي هيرجع غصب عن الكل ....!!!!!!!
................................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
انتظرت ناهد كثيرا اختها فريدة لكي تعود من الخـــارج ، وظلت تلاحقها بالاتصالات الهاتفية المتكررة ، ولكن فريدة كانت تتعمد تجاهل الرد عليها ، وخاصة بعدما عرفت بأن زيدان أخبرها بكل شيء ...
كانت ناهد تهز ساقيها في عصبية مفرطة ، وظلت تفرك يديها في توتر شديد .. زفــرت ناهد في ضيق ، وأمسكت بهاتفها لأكثر من مرة تنظر في الساعة تارة ، وتتصل بأختها تارة أخــرى ولكن دون جدوى ...
ملت ناهد من كثرة الانتظار ، وقررت أن ترحل في النهاية ، فقد مضى وقت طويل ولم يعد أي أحد إلى الفيلا ..
-ناهد بنبرة منزعجة : ماشي يا فريدة ، بتهربي مني !! طيب .. هاتشوفي ، وأنا مش هاسيبك ، وبنتي هاعرف أرجعها بطريقتي ...!!!
.....................................
في شركة الصياد ،،،،
على مقربة من المرحـــاض ،،،،
نظرت كارما إلى الساعي ناصف - وما يقوم به من تصرفات فجة معها - بنظرات غبية .. زفــرت أكثر من مرة في ضيق ، ووقف على مقربة من مكتبها ريثما ينتهي من عملية التنظيف .. ولكن على ما يبدو أنه ترك المياه تغرق أسفل مكتبها وانصرف ...
أسرعت كارما خلفه وهي تصيح بـ ...
-كارما بنبرة عالية : انت يا عم ناصف
-ناصف وهو يلوي فمه في تأفف : عاوزة ايه ؟
-كارما بضيق : اي الاسلوب اللي بتكلم بيه ده معايا
-ناصف بوجه ممتعض : أنا كده
عقدت كارما ساعديها أمام صدرها و...
-كارما بنظرات حانقة : طب اتفضل نضف المياه اللي انت دلقتها جمبي دي
-ناصف باقتضاب : مش فاضي
-كارما وهي تعقد حاجبيها في دهشة : أفندم ؟؟ يعني سيادتك توسخ الحتة عندي وتمشي كده عادي ولا كأنك عملت حاجة
-ناصف على مضض : هو ده اللي عندي ، ولا مؤاخذة يعني سيبيني أشوف اللي ورايا
-كارما بتهكم : أل يعني وراك الديوان
-ناصف وهو يرمقها بنظرات احتقارية وبنبرة مهينة : لأ ورايا حاجات تانية غير إني أمسك ورق اللامؤاخذة ....!!!
انزعجت كارما كثيراً من أسلوب ناصف الفج معها ، كانت على وشك الرد عليه ولكنه تركها وانصرف مما أشعل الحنق بداخلها ...
عادت كارما إلى مكتبها وهي منزعجة للغاية .. تأملت حالة الأرضية من أسفلها ، وفضلت ألا تمكث عليه مما أرهقها بدنياً كثيراً وحل الآلم بقدميها ، فقد ظلت معظم الوقت واقفة عليهما .. وحينما لم تجد بديلاً ، اضطرت أسفة أن تعود لتجلس على مقعدها ..
ســـارت كارما بخطوات حذرة حتى لا تنزلق أثناء سيرها .. ولكن الرائحة النفاذة لمواد التنظيف جعلت معدتها تضطرب ، فباتت على وشك التقيؤ .. لأكثر من مرة حاولت أن تتغلب على هذا الشعور ، ولكن لم تستطع فأنفها قد اختنق بالرائحة المقززة لتلك المياة المتسخة ..
وضعت كارما إحدى يديها على معدتها ،و يدها الأخــرى على فمها لتمنع نفسها من التقيؤ ..
ركضت كارما ناحية المرحاض المخصص للسيدات ، ثم دلفت للداخل ، وبالكاد استطاعت أن تمنع نفسها من افراغ ما في معدتها الخاوية على الأرضية ..
رأت بعض الموظفات كارما وهي بتلك الحالة ، وبدأن بالهمهمة ..
لم تستمع كارما بوضوح إلى ما يقولون ، ولكنها أدركت أن الأمــر يخصها ، خاصة حينما رأت احداهن تهمس في أذن الأخرى وهي ترمقها بنظرات احتقارية ممزوجة بالاستعلاء ..
فتحت كارما الصنبور ، ونثرت بعض المياه على وجهها ، ثم غسلت فمها جيداً .. أخذت كارما نفساً عميقاً بعدها ، ثم اتجهت إلى بكرة المناشف الورقية وسحبت بضعة مناشف وجففت يديها وجهها .. ورغم يقينها أن نظرات تلك الموظفات تلاحقها ، إلا أنها لم تلتفن لهن ، وســارت بخطوات واثقة – نوعاً ما – وزفـــرته في بطء شديد وهي تأمل أن تتمكن من التخلص ذلك العذاب الذي وقعت فيه ..
............................
في النادي ،،،،
جلست كنزي مع بعض من رفيقاتها ( وهن ريم ، دنيا ، لانا ) وهي تبكي بسبب الموقف المسيء – والمدبر من وجهة نظرها - الذي تعرضت له مع عمــر وأصدقائه ..
حاولت رفيقاتها التهوين عليها قليلاً ، والمزاح معها ، ولكنها كانت في حالة منزعجة ....
-كنزي بنبرة باكية : هي حصلت ، والله لولا إني مش عاوزة فضايح كنت فرجت عليه الدنيا
-ريم وهي تربت على ظهرها : معلش يا كنزي ، انتي عارفة في ناس كده ، بتحب تفرض نفسها على غيرها وتعمل علاقات وارتباطات
-كنزي بضيق وأعين دامعة : بس أنا مش كده ، ومش هاعمل كده أبداً
-دنيا غامزة : يا بنتي عادي ، ده الكل كده ، مافيهاش حاجة انه يعمل الفيلم ده عليكي ، مش يمكن معجب
-كنزي بنبرة جادة : انا مش فاضية للهبل ده ، وبعدين هو ده وقته
-دنيا باستنكار : أه طبعاً ده وقته ، اومــال عاوزانا نضيع عمرنا في تعب القلب والغلب .. ده يعتبر لُقطة ...!!!!
-كنزي وهي تنظر إلى دنيا باستغراب : عمرنا ايه بالظبط ؟؟ يا دنيا احنا لسه في ثانوي يعني لسه قدامنا مستقبل وكلية وحاجات تانية كتير ، بعدين يجي الكلام ده
-دنيا بجدية : مافيش حاجة مضمونة يا كنزي اليومين دول ، أنا لو مكانك ووقعت على حد من عيلة الصياد ، هامسك فيه بايدي وسناني ، وبعدين تعالي هنا يا كنزي ده عمــر الصياد ، وأكيد انتي عارفة كويس أبوه يبقى مين
-كنزي وهي تلوي فمها في تهكم : أه عارفة .. !
-لانا بنبرة مرحة : بقولكم ايه انا هاموت من الجوع ، يالا بقى مش هانطلب أكل
-كنزي على مضض : لأ أنا مش هاكل
-دنيا بتأفف : ليه تاني ؟
-كنزي وهي تنظر إلى جوارها بضيق : مضطرية أستنى كارما لما تخلص شغل عشان ناكل سوا
-دنيا وهي تمط شفتيها في انزعــاج : يوووه ، يعني برضوه هانفضل أعدين كده
-كنزي وهي تشير بيدها : يا دنيا كلي عادي ، أنا هاستنى أختي ، ماتربطيش نفسك بيا
-لانا وهي تنهض عن مقعدها : بقولكم ايه أنا هاروح أجيب تصبيرة وأرجعلكم
-دنيا وهي تلوي فمها : خديني معاكي ، لأحسن أنا زهقت من مود النكد ده
نظرت كنزي إلى دنيا بنظرات منزعجة ، فهي فهمت أنها المقصودة بجملتها الأخيرة ..
ســارت دنيا بجوار لانا وهي تغمغم بـ ..
-دنيا بنبرة منزعجة : البت كنزي محظوظة فعلا ، في حد يجيله منجم الدهب ده ويرفسه برجله ، أوووف ، فقرية !
-لانا ووجهها ممتعض : مالناش دعوة ، كل واحد حر
-دنيا بنظرات متوعدة : صح .. انتي عندك حق ، كل واحد حر ، وأنا محدش يلومني لو خدته منها
تسمرت لانا في مكانها ، ونظرت إلى دنيا باستغراب شديد و...
-لانا متسائلة : قصدك ايه ؟
-دنيا بنبرة واثقة وهي تمط شفتيها : قصدي اني نويت اكون الجيرل فريند لعمر الصياد
-لانا بنظرات جاحظة : انتي بتهزري صح ؟
-دنيا بثقة أكبر : تؤ ..
-لانا بحدة : يا دنيا انتي مش عارفة انه هايموت ويتعرف على كنزي
-دنيا وهي تشير بيدها : مش مهم ، بكرة هايموت فيا أنا
-لانا وهي تزفر في ضيق : اوووف ، واضح كده ان الموضوع كده كبر في دماغك
-دنيا بنظرات جادة : أه طبعاً ، ده فرصة ، وأنا مش هافوته من ايدي
.................
في مكـــان أخر بالنادي ، جلس عمـــر مع رفيقيه تامر ورامي وسرد لهما ما حدث ، وظل يسب ويلعن في كلاً من هيثم وباسل و...
-عمـــر بحنق : اللي مضايقني بجد انها مفكرة إني عامل الفيلم ده عليها ، وانا أصلاً ماليش ذنب
-تامر وهو يمسح على شعره : يا عم ما تفكك من البت دي
-رامي وهو ينظر لتامر : على رأيك ، دي باين مش هايجيلك من وراها غير تعب الراس
-عمــر بضيق : ايه اللي انتو بتقولوه ده ، انا غلطان اني بحكي معاكم حاجة
تملكت العصبية من عمــر ، فمد يده ناحيه حقيبته ، ثم حملها وعلى وجهه الغضب وســـار مبتعداً عنهما ، فنهض الاثنين باستغراب وحاولا اللحاق به و...
-تامر وهو يمسك بذراعه : يا عم استنى ، انا أخد في وشك وماشي
-عمــر بضيق واضح وهو يزيح يده: سيبني يا تامر خليني أغور
-رامي وهو يربت على ظهره : يا سيدي حقك علينا ، احنا مش عاوزينك بس تتعلق بالهوا .. والبت دي منفضالك على الأخر
-عمــر بنظرات جادة : لأ ده مش كلام في الهوا ، أنا واخد الموضوع جد
-تامر وهو يدفعه : طب تعالى اقعد بس
-عمر بحدة : لأ ، وسيبوني أغور في داهية
-رامي بنبرة هادئة : يا عمورة اهدى بس ، واحنا هنساعدك
-عمر على مضض : بس بلاش استظراف منك ليه ، أنا مش ناقص
-رامي وهو يهز رأسه : لأ اطمن
وبالفعل عــاد عمر ليجلس مجدداً مع رفيقيه ....
...........................
في شرم الشيخ ،،،،
توجه جاسر ومعه نهى إلى أحد المراكز المتخصصة في بيع خطوط المحمول ، دلف جاسرإلى الداخل بينما انتظرت نهى في السيارة ...
اشترى جاسر شريحة خط لهاتفه تحمل نفس رقمه القديم ، ثم وضع الشريحة في هاتفه ، و قام بتسجيل رقم شقيقته ، ووالدته من جديد عليها .. ولأن أرقــام الهواتف كانت متتابعة ، فكان من السهل على جاسر تذكرها وحفظها على ذاكرة الأسماء في الهاتف ..
دلف جـاســـر إلى الخـــارج ، ثم توجه إلى سيارته المصفوفة أمــام المركز ، ونظر إلى نهى بابتسامة امتنان ... فهي من دفعته لأخذ تلك الخطوة وعدم الوقوف كثيراً عند أخطـــاء الماضي .. وأعطته الطاقة الايجابية التي ستمكنه من إصلاح ما أفسدته الأيـــام ...
ركب جاسر في المقعد الأمامي خلف مقود السيارة ، ثم أدار رأسه ناحية نهى وعلى وجهه نظرات مختلفة و..
-جاسر بنظرات ممتنة : نهى بجد أنا مش عارف أقولك ايه ، انتي وجودك في حياتي في الوقت ده بالذات فرق معايا كتير
-نهى بخجل : أنا مش عاوزاك تقول حاجة .. كفاية اني اشوف الضحكة منورة على وشك
-جاسر مبتسماً : الضحكة هتفضل موجودة طول ما انتي معايا
أطرقت نهى رأسها في خجل بعد أن أخفضت بصرها ، واكتست وجنتيها بحمــرة الخجل .. في حين تنهد جاسر بارتياح و..
-جاسر بنبرة هادئة وهو يتنحنح : احم .. أنا هاجرب أكلمها واشوف
رفعت نهى رأسها ونظرت إليه بنظرات فرحة و..
-نهى بنبرة متفائلة : ان شاء الله خير
رفع جاسر الهاتف في مستوى بصره ثم ضغط على زر الاتصال على شقيقته ، ووضع الهاتف على أذنه ليستمع إلى رنين هاتف شقيقته ، ونظر أمامه بنظرات مترقبة ..
.......................
في شركة Territorial ،،،،،
سمع زيدان صوت رنين هاتف شاهي ، والذي كان بحوزته ، فأخرجه من جيب سترته ، ونظر إلى الشاشة ليعرف المتصل ...
نظر زيدان بحنق بالغ إلى اسم جاسر الذي كان جلياً أمام ناظريه ، ثم قرر أن يجيب على اتصاله و...
-جاسر هاتفياً بتنهيدة : ايوه يا شاهي
-زيدان على مضض : أنا مش شاهي يا .. يا جاسر بيه
تفاجيء جاسر بذلك الصوت الرجولي ، فأبعد الهاتف عن أذنه ، ونظر إلى الشاشة مجدداً ، ثم وضعه على أذنه و...
-جاسر متسائلاً بأعين قلقة : مين معايا ؟؟؟
حــــاول زيدان قدر الإمكـــــان أن يتحكم في أعصابه ، فهو لا يريد إفساد الأمر بسبب عصبيته المفرطة ، لذا جز على أسنانه في غضب ، و...
-زيدان بصوت شبه هاديء : انا جوز أختك
-جاسر وهو يمط شفتيه في ضيق وباقتضاب : أهلا
-زيدان متصنعاً البرود : معلش اعذرني .. أصل انا ورايا مشاغل كتير والتليفونات مابطلتش من الصبح
-جاسر وهو يلوي فمه : أهـــا .. طب اديني شاهي أكلمها
-زيدان بنبرة جافة : للأسف مش هاينفع
-جاسر باستغراب : ليه ؟
-زيدان بنبرة شبه باردة : مضايقة منك
-جاسر بضيق : نعم ؟؟
-زيدان بنبرة أكثر برودة : اللي انت سمعته ، هي مش عاوزة تكلمك وادتني التليفون عشان أرد عليك مكانها بدل ما تزهقها بمكالماتك !!!!
احتقن وجه جاســــر بالدمـــاء ، وارتسمت علامات الغضب عليه ، و...
-جاسر بنظرات محتقنة : هي قالتلك كده
-زيدان بنبرة وقحة وغليظة : أه .. و أنا مش فاضي للمشاكل اللي بينكم ، أقولك على حاجة سلام ...
أنهى زيدان المكالمة مع جاسر وقد نجح في اشعال جاســــر من الغيظ ..
-زيدان بنظرات متوعدة : الدور جـــاي عليك قريب ...!!!
...........................
في شرم الشيخ ،،،،
في سيارة جاسر ،،،،
لاحظت نهى تغير ملامح وجه جاسر كثيراً الذي كور قبضتي يده في ضيق واضح وظل صامتاً وناظراً أمامه وعيناه حمراوتان من شدة الغضب .. حاولت نهى أن تعرف السبب منه وألحت عليه كثيراً لكي يتحدث ، ولكنه نهرها بحدة و..
-جاسر بنبرة حادة : يوووووووه ، مش وقتك يا نهى ...!!!
تنحنحت نهى في حرج بالغ ، ونظرت هي الأخرى إلى جوارها ، و..
-نهى بصوت خافت : سوري
لم يعتذر جاسر إلى نهى ، وإنما أدار محرك السيارة ، وامسك بالمقود في عصبية ، وضغط على دواسة البنزين بكل قوة ثم انطلق بالسيارة ...
............................
في شركة الصياد ،،،،
على مقربة من المرحــــاض ،،،،
مر الوقت كالدهــر على كارما وهي متواجدة في ذلك الموقع المهين لكرامتها ، لم تستطع أن تجلس على المكتب بسبب الرائحة والمياه .. و لم تفعل شيء طوال وقتها هذا سوى اعطاء المناشف الورقية لكل من يدلف إلى المرحــاض والاستماع إلى تلميحات مسيئة عنها .. ورغم كل هذا حاولت قدر المستطاع أن تتحمل في صمت وألا تعيرهم الانتباه ...
حــــان وقت الانصراف بالنسبة لها بعد أن رحل غالبية الموظفين قبل ساعتين ، حمدت كارما الله في نفسها لأنه قد انتهى ذلك اليوم المشحون على خير .. وقضت ساعتين بمفردها دون أن تستمع إلى أي هراء فارغ ..
توجهت كارما إلى مكتبها المتهالك ، ثم أمسكت بحقيبة يدها ، وســـارت وهي تتوخى الحذر في خطواتها ، ثم انصرفت في اتجاه المصعد .. وكلن أوقفها صوت ناصف من خلفها ، فالتفتت إليه و...
-كارما وهي تزم شفتيها في انزعاج : عاوز ايه
-ناصف بنظرات شبه باردة : انتي هاتمشي من غير ما تتممي على عهدتك
-كارما بنظرات مندهشة : عهدة ايه دي كمان !!
-ناصف ببرود : ورق التواليت اللي لسه جاي
زفـــرت كارما في ضيق و..
-كارما بنبرة حانقة : استغفر الله العظيم ، طب ما أنا كنت فاية
-ناصف وهو يلوي فمه : أنا مالي ، ده شغلك يا أستاذة !! لو مش عاوزة تعمليه براحتك ، بس بلغي المهندس خالد بيه بده
أمسكت كارما بحقيبتها بكلتا يديها ، وهزت ساقيها في عصبية ثم عادت أدراجها مجدداً ناحية غرفة السعاة لتتم على عهدتها ...
استغرقت كارما ما يقرب من الساعة في اتمام عهدتها ، وما إن انتهت حتى ركضت مسرعة نحو المصعد لكي تستطيع اللحاق بأختها الصغرى
-كارما بتوتر بالغ : دي أكيد هتولع فيا ، الحمدلله انها ملبوخة مع أصحابها وإلا كان زمانها طلعت جنانها عليا
..........
تابع الساعي ناصف كارما وهي تسير مبتعدة ، ثم اقترب من مكتبها وبدأ في تنظيف المكــان ..
وبينما كان ناصف مندمجاً في عملية تنظيف الأرضية ، رن هاتف كارما الملقى في سلة القمامة الموضوعة بجوار مكتبها ..
في البداية لم ينتبه ناصف للهاتف ، ولكن حينما تكرر الرنين ظل يبحث حوله عن مصدر ذلك الصوت .. وبالفعل وجد الهاتف ملقى في سلة القمامة ، فأخذه ، ثم مسحه بمنشفته القطنية و...
-ناصف وهو ينظر للهاتف بقرف : ده باينه موبايل الولية دي ، طب أعمل أنا فيه ايه ؟؟؟
فكر ناصف قليلاً مع نفسه ، ووضع يده على طرف ذقنه يحكها قليلاً و..
-ناصف بنبرة حائرة : ما هو لو أنا سيبته هنا يمكن يضيع وترجع البت تقول اني سرقته وتلبسني مصيبة ، أحسن حاجة اعملها اني أوديه عند خالد بيه ، هو بيعرف يتصرف مع الأشكال اللي زيها
وبالفعل توجه ناصف إلى مكتب المهندس خالد الذي كان مازال متواجداً في الداخل يباشر بعض الأعمـــال الهامة ...
طرق ناصف الباب أولاً ، ثم سمع صوت خالد يأتي من الداخل و..
-خالد بنبرة جـــادة : ادخل
دلف ناصف إلى الداخل ، وســار بخطوات سريعة متجهاً نحو مكتبه ، ثم وقف وهو مطرق الرأس أمامه ، فنظر إليه خالد بطرف عينيه و..
-خالد متسائلاً : خير يا ناصف
-ناصف بتردد: آآ... يا خالد بيه
-خالد وهو يمط شفتيه في ضيق : عاوز ايه يا ناصف ، أنا مش فاضي !
مد ناصف يده وهو ممسك بالهاتف المحمول ، فنظر إليه خالد باستغراب و..
-خالد بنظرات متعجبة : ايه ده
-ناصف بصوت خافت : ده .. ده موبايل الموظفة الجديدة
-خالد وهو يرفع حاجبيه في استغراب : موظفة مين ؟؟؟
-ناصف وهو يشير بيده : البت الجديدة اللي حضرتك قولتلي أحطلها مكتبها جمب أوضتي
-خالد وهو يعيد رأسه للخلف : أهـــا .. وانت جايبهولي ليه بقى ؟؟
-ناصف مكملاً بنبرة قلقة : هي الظاهر انها نسيته ولا يمكن حطاه قاصدة ، يعني أنا مش عارف ، بس يمكن عاوزة تعمل مشكلة ولا حاجة .. فــ... آآآ... بصراحة كده أنا قلقت وقولت أجيبه لحضرتك تتصرف
-خالد وهو يشير بعينيه : طب حطه عندك
اقترب ناصف من طرف المكتب ثم أسنده فوق بعض الملفات ، وأشـــار له بعدها خالد بالانصراف ...
ظل خالد يعمل على أوراق تخص صفقة جديدة الشركة بصدد الدخول فيها ، ولم يهتم كثيراً بما قاله ناصف ...
....................
في جراج الشركة ،،،،،
نزلت كارما إلى الجراج والذي كان شبه خالياً من السيارات ، وظلت تتلفت حولها في ريبة .. شعرت كارما نوعاً ما بالتوجس من وجودها بمفردها في هذا المكان ذو الإضـــاءة الخافتة ، فأسرعت في خطواتها ، واقتربت من سيارتها الحمراء ولكنها تفاجئت بـ ..........
................................
في النادي ،،،،،،
ملت كنزي كثيراً من انتظار اختها الكبرى ، وخاصة بعد أن تمكن الجوع منها تماماً ، نظرت كنزي في ساعة هاتفها و..
-كنزي وهي تزفر في ضيق : اوووف ، لأ بجد كده كتير ، أنا هاكلمها، مش معقول يعني كل ده هي في الشغل
ضغطت كنزي على زر الاتصـــال باختها كارما وانتظرت أن تجيب عليها ...
............................
في شركة الصياد ،،،،
في مكتب خالد ،،،،
رن هاتف كارما الموضوع على بعض الملفات أكثر من مرة .. كان خالد ينظر إلى الهاتف شزراً ، ثم يعاود الاطلاع على ما في يده .. ولكن حينما ظل الرنين متواصلاً ، شعر خالد بالضجر وأمسك بالهاتف وقرر أن يجيب على المتصل و...
-كنزي هاتفياً بحنق وبدون توقف : أخيراً رديتي عليا ، ماهو مش معنى انك اختي الكبيرة ، وعندك شغل تطنشي تعبريني بمكالمة حتى ، وبعدين انتي اتأخرتي اوي عليا وأنا بجد تعبت وزهقت من كتر الانتظار ، حاجة تغيظ وآآآ...
-خالد مقاطعاً بضيق وحدة: ابلعي ريقك شوية
صمتت كنزي لثوانٍ قليلة تستوعب ذلك الصوت الرجولي الخشن الذي أجابها ، في حين أكمــل خالد بـ ...
-خالد مكملاً بنبرة منزعجة : اختك مشت من بدري ، فريحي نفسك
-كنزي بأعين متوترة : انت مين ؟؟ وموبايل اختي بيعمل ايه معاك وآآآ...
-خالد مقاطعاً بنبرة صارمة : انتي هتحققي معايا ، اختك نسيت الزفت بتاعها هنا في الشغل ، وهو معايا ، أما تشرفنا بكرة بطلعتها البهية هابقى اديهولها
ثم أنهى خالد المكالمة مع كنزي دون أن ينتظر أي رد منها .. وألقى بالهاتف جانباً وهو يزفر في ضيق واضح ...
وضع خالد إصبعيه على عينيه ليدعك فيهما قليلاً ، ثم توقف عن فعل هذا لأنه قد طرأت فكرة ما بباله ..
أراد خالد أن يعرف بعض المعلومات عن كارما ، لذا لن يكون هناك فرصة أنسب من أن يتفحص هاتفها الملقى امامه ، لذا مد يده وأمسك به ولحسن حظه كانت كارما تاركة هاتفها المحمول بدون رقم سري مما سهل عليه مهمته كثيراً ...
أول ما بدأ خالد في فحصه هي قائمة الأسماء ، تفاجيء خالد بأن القائمة ليست بالطويلة ، وظن أنها تستخدم هذا الهاتف في المكالمات الشخصية فقط ، ولكن ما لفت نظره هو وجود اسم والده مسجلاً بـ ...
-خالد بنظرات مصدومة : Uncle Ra'fat ( عمي رأفت ) !!!
ثم أكمل خالد فحصه لمحتوى الهاتف ، وتفقد الصور الشخصية لكارما ولاحظ وجود صور ما قديمة لها مع شخص كبير ذو شارب كث ، ووجه مبتسم ومشرق ، ويبدو على كليهما السعادة في تلك الصور .. بالإضافة إلى صور أخــرى مع فتاة صغيرة وسيدة ما قعيدة ..
-خالد وهو يمط شفتيه في تعجب : مممم.. واضح ان دول معارفها
ظل خــــالد ممسكاً بالهاتف لفترة يتفحص كل ما فيه ، من رسائل وصور وأغاني ، وكل شيء موجود .. ولكنه لم يجد فيه أي شيء يدعو للريبة أو الشك
فكر خالد مع نفسه قليلاً ، وحاول أن يفهم طبيعة تلك الفتاة ، ولكنه وصل إلى استنتاج مقنع بالنسبة له و...
-خالد بوجه ممتعض : واضح أوي ان البت دي مش سهلة !! هي عارفة كويس أوي ومتأكدة ان الموبايل ده هيوصلي ، وأنا هاشوفه وهدور على اللي فيه ...
أخذ خالد نفساً عميقاً و...
-خالد وهو يطرق بأصابعه على سطح المكتب الزجاجي : وطبعاً هي سيباه من غير باسورد عشان تلبسني العمة ومالياه أي هري على الفاضي ، بس الغريب انها مسجلة بابا باسم عمي .. مممم.. باين أوي اني بلعب مع أستاذة في الخداع ..............!!!!!
ألقى خالد الهاتف على سطح المكتب بعدم اكتراث ، وعـــاود مطالعة بعض الأوراق الموجودة على مكتبه و..
-خالد بنظرات متفحصة : الصفقة دي لو تمت هتفرق معانا كتير ، بس دي محتاجة دراسة بتأني وبال رايق ، أحسن حاجة أعملها إني أخدها معايا الفيلا واشتغل على رواقة ..
.................
في الجراج ،،،،،
اقتربت كارما من سيارتها الحمراء وتفاجئت أن إطارها الخلفي خالياً من الهواء ، زفـــرت كارما في انزعاج بالغ ، و...
-كارما وهي تزفر في ضيق : أوووووف ، أل أنا كنت ناقصة العطلة دي كمان ، يا ربي ..!
فكرت كارما في أن تترك سيارتها في جراج الشركة ، وتستقل سيارة أجرة لكي تستطيع اللحاق بأختها وملاقتها في النادي، ولكنها خشيت ألا تستطيع المجيء إلى العمل في الصباح الباكر في توقيت عملها بسبب الزحام المعتاد للشوارع في مثل هذا التوقيت المبكر ، لذا حسمت أمرها بتبديل إطار السيارة كما عهدت أن تفعل هذا ..
خلعت كارما سترتها الرمادية ، ثم فتحت باب سيارتها الأمامي وأسندتها على المقعد ، وانحنت بجسدها قليلاً داخل السيارة لتتمكن من فتح الصندوق من الزر الخاص به ..
ثم اعتدلت بعد هذا في وقفتها ، ودارت للخلف ، وعبثت في الصندوق وأخرجت منه إطار إضافياً وأسندته بجوار السيارة ، ثم أخرجت المعدات التي ستمكنها من تبديل الإطـــار ..
حاولت كارما أن تبدل الإطــار كما تعودت أن تفعل هذا بأريحية تامة ولكنها للأسف لم تستطع بسبب ارهاقها طوال اليوم ، وخوفها من اتساخ ملابسها ..
لذا توخت الحذر كثيراً وهي تبدل الإطـار .. كما وجدت أنه من الصعوبة أن تبدل الإطــــار وهي ترتدي حذائها ذو الكعب العالي ..
لذا اعتدلت مجدداً في وقفتها ، واستندت بأحد يديها على السيارة ، وباليد الأخرى خلعت حذائها ، ووقفت حافية القدمين ، ثم مالت مجدداً على الإطــار الخلفي وبدأت في فكه ...
............................
في مكتب خالد ،،،،
جمع خالد أوراقه الهامة في حقيبته الجلدية بعد أن نهض عن مكتبه ، ثم لمح هاتف كارما الملقى على طرفه ، فنظر إليه باشمئزاز و...
-خالد بضيق : ربنا يهون بالشهر ده ، بت تقيلة على القلب ، بس أنا ناوي أخليها تقول حقي برقبتي ...!!!
دلف خـــالد إلى خارج المكتب ، ونظر حوله بنظرات مدققة ولم يجد أي أحد بالخــارج ، كان الجميع تقريباً قد غادر مقر الشركة ، رفع خالد يده قليلاً لينظــر في ساعة يده وأدرك أن الوقت قد تجاوز الساعة السابعة مساءاً بقليل ...
توجه خالد نحو المصعد ، ثم دلف إلى الداخل ، وضغط على زر الهبوط إلى الجراج ....
.........................
في ألمانيا ،،،
في الفندق ،،،،،
اتصلت إحدى الموظفات والتي تعمل بحجز مقاعد الطيران بهاتف أدهم الجوال ، وأبلغته بإتمام الحجز على الطائرة العائدة غداً إلى القاهرة ، شكرها أدهم ، ثم أنهى معها المكالمة وتوجه إلى يارا و..
-أدهم بنبرة سعيدة : وشك حلو يا مزتي ، بكرة ان شاء الله هنرجع مصر
-يارا بنظرات منبهرة : ايه ده بجد !!
-أدهم وهو يوميء برأسه : أينعم
وقفت يارا على الفراش ، ثم وثبت عليه بسعادة بالغة ، فنظر إليها أدهم بنظرات متوجسة و...
-أدهم بنظرات قلقة : بالراحة يا يارا ، انتي ناسية انك حامل
-يارا وهي تلتقط أنفاسها : أووبس ، مخدتش بالي ، الفرحة نسيتني
-أدهم باستغراب : أد كده مبسوطة انك راجعة
-يارا بنبرة جـــادة : أه طبعاً .. أنا كده هبدأ على أول طريق تحقيق حلمي ، فليه مكونش فرحانة
امتعض وجه أدهم قليلاً ، وجلس على طرف الفراش و...
-أدهم وهو يمط شفتيه في ضيق : هو انتي برضوه لسه مصممة على اللي في دماغك
-يارا بنظرات جادة : ايوه ، ده حلمي يا أدهم ، إني أعمل الحاجة اللي بحبها
-ادهم بنبرة شبه منزعجة : بس أنا خايف عليكي ، انتي عارفة ان حملك لسه في أوله وآآ...
مدت يارا كلتا يديها وأمسكت بقبضتي يد أدهم وضغطت عليهما قليلاً و...
-يارا بنظرات متأملة : متخافش عليا يا أدهم ، أنا مش هاعمل حاجة متعبة على فكرة ، يدوب بس هتابع الجيم في وقت فراغي
-أدهم بقلق : يا خوفي يا بدران تكوني بتثبتيني ... !
-يارا بدلال وهي تغمز له : وهو أنا أقدر برضوه .. ده انت ادهم الصياد يعني مش أي حد يقدر يثبتك
-أدهم مازحاً : يدوب بتاخد على مشمي
-يارا بدلع : طب يالا بقى عشان نلحق نجهز الشنط بتاعتنا
نهضت يارا من على الفراش ، وبدأت تتحرك في اتجاه الدولاب ، ولكن أوقفها أدهم من ذراعها ، ونظر إليها بأعين مليئة بالشغف والعشق و...
-أدهم بنظرات حالمة : طب مش هانعمل لقاء الوداع
-يارا غامزة وهي تهز كتفيها : تؤ ..
-أدهم بنظرات متحدية : بقى كده ، طب تعالي بقى
نهض ادهم هو الأخـــر من على الفراش ، ثم أحاط يارا بذراعه من خصرها ، ورفعها قليلاً عن الأرض ، ثم وضعها برفق على الفراش وتمدد إلى جوارها ، وظل محيطاً إياها بأحد ذراعيه ، وباليد الأخرى أمسك قبضتي يدها وضمهما سوياً ، ظلت هي تتلوى أسفل منه ، لكنه أحكم قبضتها عليها ، فاستسلمت له و...
-أدهم بصوت هامس : بحبك يا أم الواد
-يارا هامسة : تؤ .. أنا عاوزة بنت
-أدهم مبتسماً ابتسامة عذبة : ربنا يرزقنا بأي حاجة ، أنا راضي ، المهم انها منك
-يارا بنظرات عاشقة : حبيبي .. بعشقك
أرخـــى أدهم قبضته عن يارا ، ثم ســـار بأطراف أصابعه على وجنتها يتحسسها برفق ، وانحنى برأسه على شفتيها و...
-أدهم بصوت خافت : وأنا بموت فيكي !
ثم ذاب الاثنين سوياً في عالم حالم خاص بهما ، تبادلا في العشق والغرام ، واستمتعا فيه بكل لحظة هما معاً فيها ...
...................................
في شركة الصياد ،،،،،
في الجراج ،،،،
وصل خالد إلى الجراج ، ســـار بخطوات بطيئة ناحية سيارته ، ولكنه سمع صوتاً ما يصدر من الخلف ، توقف خالد على الحركة ، وأدار رأسه ناحية مصدره ، وأصغى قليلاً لهذا الصوت
إنه صوت آلات معدنية ترتطم بالأرضية الأسفلتية .. ظن خالد أن هناك لص ما بالجراج .. لذا تحرك بهدوء تام ناحية سيارته ، وفتحها بحذر ثم وضع حقيبته الجلدية على المقعد الخلفي ، وأغلق السيارة مجدداً بهدوء .. وبدأ يتحرك مجدداً وبخطوات شديدة الحذر ناحية مصدر الصوت ...
لمح خالد – في ظل الإضاءة الخافتة للجراج في ذلك الجزء - وجود سيارة حمراء مصفوفة على الجانب وصندوقها الخلفي مفتوح نسبياً ، وشخص ما من الناحية الأخرى بجوارها ولا تبدو ملامحه واضحة له ..
اقترب خـــالد بحذر من السيارة بعد أن أخذ نفساً عميقاً واستعد نفسياً للانقضاض على هذا اللص ، ودار حول السيارة بحذر تام ، وهدوء محسوب ...
في تلك الأثناء ضاقت كارما ذرعاً بالإطــار ، فقد كان الأمــر شاقاً عليها وخاصة أنها مرهقة ومتعبة وأعصابها لم تعد تتحمل فعل شيء ما ، لذا نهضت عن الأرض فجــأة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ...
اعتدلت كارما في وقفتها ، والتفتت بجسدها لتتفاجيء بظل شخص ما يأتي في اتجاهها ، فانتفض جسد كارما فزعـــاً ، وصرخت في رعب شديد ..
ضمت كارما قبضتي يدها إلى صدرها ، ونظرت بأعين مفزوعة إلى ذلك الظل ، ثم شعرت بالدوار يجتاح رأسها فجأة فرفعت إحدى يديها لتمسك برأسها ، ولكن الرؤية بدأت تتلاشى من أمامها بسرعة رهيبة ، فإنهارت قواها ، وأغمضت عينيها ، وسقطت فاقدة للوعــي ..
كان خالد قد اقترب منها كثيراً ، وما إن تحقق من هويتها ، وأدرك أنها كارما حتى نظر إليها باستغراب شديد ، ولكنه تفاجيء بردة فعلتها لرؤيتها له ، فأسرع ناحيتها ليمسك بها بكلا ذراعيه قبل أن ترتطم بالأرض .....
........................
في فيلا زيدان ،،،،
ظلت شاهي طوال اليوم تحاول التفكير في طريقة ما تمكنها من الهرب من الفيلا ، هي لن تتحمل البقاء مع ذلك الشخص الهمجي المتوحش أكثر من هذا ، وإن انتظرت أي أحد ليساعدها فلن تخرج من هنا أبداً ..
لذا عقدت العزم على الهرب الليلة مهما كلفها الأمـــر .. فوقوع البلاء أهون عليها من انتظاره ..
ارتدت شاهي بنطالاً من الجينز الأزرق السماوي ، ومن فوقه ( بادي ) من اللون البامبي ، وخبأت الحذاء الرياضي أسفل التسريحة حتى تتمكن من ارتدائه ، بالإضافة إلى تسهيل حركتها أثناء الهرب وعدم اصداره لأي صوت ..
كما وضعت فوق ملابسها تلك روباً حريرياً يغطي كل شيء من جسدها فلا تثير ريبة زيدان ..
ظلت شاهي قابعة في الشرفة وراقبت حركة الحرس الخاص الموجود بالأسفل ، وحددت المكان الذي ستتمكن من الهرب منه بسبب قلة المراقبة عليه ...
دلفت بعدها شاهي إلى داخل الغرفة وهي تترقب وصول زيدان بين لحظة وأخرى ....
..............
عـــاد زيدان إلى الفيلا بوجه غاضب حانق متجهم ، لم تتحدث شاهي إليه ، بل أثرت أن تتجنب اللقاء به ، وفضلت أن تظل منزوية على الأريكة في غرفة النوم ....
صعد زيدان إلى غرفة النوم ، وأمسك بمقبض الباب وفتحه بحدة وما إن رأى شاهي أمامه حتى رمقها بنظراته القاتمة ...
أشاحت شاهي بوجهها إلى الناحية الأخــرى لتتجنب النظر إلى عينيه ، فاقترب هو منها بخطوات متثاقلة ، ومد يده وأمسك بفكيها بقبضة يده ، وضغط عليهما قليلاً فجعلها تتأوه من الآلم ، ثم أدار وجهها ناحيته و..
-زيدان بنبرة صارمة : لما أدخل أوضتى تفردي وشك قدامي ،أنا مش ناقص عكننة
-شاهي متألمة : آآآه .. سيبني................
أرخى زيدان قبضة يده عن شاهي ، ثم ســار مبتعداً عنها بخطوات ، ثم التفت إليها مجدداً ، وتأملها بوجهه العابس وبنظراته القاتلة تلك و...
-زيدان بنبرة متهكمة : على فكرة البيه أخوكي .. اتصل بيكي النهاردة
انتبهت حواس شاهي إلى ما قاله زيدان للتو ، فنهضت عن الأريكة ووقفت خلفه و..
-شاهي بنبرة حماسية : جاسر ، اتصل بيا !! أكيد سأل عليا صح ؟؟ أنا عارفة إني مش هاهون عليه
-زيدان مبتسما ابتسامة وضيعة من بين أسنانه : ماتتعشميش كتير ، أنا كدرتهولك على الأخر
احتقن وجه شاهي غيظاً ، ونظرت إلى زيدان بعينين حمراوتين متوهجتين من الغضب و..
-يارا بصدمة : ايييه ؟؟ عملت ايه في أخويا !!
-زيدان بتوعد : لأ أنا لسه هاعمل فيه ، ده دوره جاي بعدين ..!
لم تدري شاهي بنفسها إلا وقد انقضت على زيدان ودفعته في صدره بكلتا يديها إلى الخلف بقوة ، فتراجع هو للخلف ، وتفاجيء بردة فعلها ،فنظر إليها بأعين محتقنة ، ولكنه لم ينتظر طويلاً حيث هجم عليها وأمسكها من ذراعها ، وقام بلويه خلف ظهرها وضغط عليه بقسوة قصرخت هي من الآلم و...
-زيدان بنبرة حادة : أنا هاكسرلك دراعك ده عشان تحرمي تتجرأي عليا
-شاهي بآلم شديد : آآآآآآه .. حرام عليك ، آآآآآه
أوقف زيدان عن الاستمرار فيما يفعل هو رنين هاتفه ، فأرخى قبضته عنها ، ودفعها بقوة لتسقط على الأرض وترتطم رأسها بطرف الأريكة .. فتتأوه مجدداً من الآلم .. وســـار هو مبتعداً عنها ، بينما أمسكت هي بذراعها وظلت تفرك فيه ..
أخرج زيدان هاتفه المحمول من جيبه ، ثم نظر إلى اسم المتصل ، وأجــــاب على المتصل
-زيدان بنبرة منزعجة هاتفياً : خير
-شاهين بلهفة : معلش يا باشا ، أنا أسف إني بزعج حضرتك
-زيدان بضيق : اختصر
-شاهين بنبرة جادة : الجماعة راجعين بكرة
-زيدان وقد أضاءت عيناه بالشر : انت متأكد ؟
-شاهين بصوت حماسي : ايوه يا باشا ، انا لسه عارف الخبر ده حالاً ، فقولت أتصل وأبلغ معاليك
-زيدان بابتسامة شيطانية : تمام أوي .. خليك متابع
-شاهين وهو يهز رأسه : علم وينفذ يا زيدان باشا
أنهى زيدان المكالمة مع شاهين ، ثم التفت بجسده ليرمق شاهي بنظرات صارمة و...
-زيدان بصوت خشن ومهين: حظك ان المكالمة دي رحمتك من شري يا بنت الـ...... !!!
نظرت شاهي إلى زيدان ورمقته بنظرات مميتة ، ولكنها لم تتفوه بكلمة ، فهي لا تريد أن تخطيء مجدداً حتى لا تفسد على نفسها فرصتها في الهرب .. ابتعد هو عنها ودلف إلى المرحـــاض وصفع الباب بقوة من خلفه .. فبصقت هي بتقزز في أثره بعد أن اختفى من وجهها
ثم نهضت عن الأرضية الصلبة ، وتوجهت ناحية الأريكة وجلست عليها وهي تضم ساقيها إلى صدرها ...
عليها فقط أن تصبر و تنتظر حتى يغفل ، لكي تهرب من هذا الجحيم للأبد ............................................ !!!!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا