مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الثامن والعشرون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الثامن والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في النادي ،،،
ملت كنزي كثيراً من انتظار اختها التي لم تأتي بعد رغم تجاوز عقـــــارب الساعة السابعة والنصف ..
-ريم متسائلة : ايه كارما مش جاية ؟
-كنزي بضيق واضح : مش عارفة والله ، أنا غلبت أطلبها لكن محدش بيرد
نهضت والدة ريم ( السيدة سلوى ) عن الطاولة و...
-سلوى وهي تشير بيدها : بقولك ايه يا كنزي ، تعالي أما نوصلك في سكتنا ، بدل ما تروحي لوحدك
-كنزي باحراج : مش مشكلة يا أنطي ، حضرتك امشوا وأنا هستناها
-سلوى وهي تهز رأسها : لألألأ .. نسيبك ايه انتي عاوزة مامتك تزعل مني ، ده انتي أمانة في رقبتي .. يالا يا حبيبتي ، وكلمي كارما واحنا في السكة وعرفيها انك رجعتي البيت
-كنزي وهي تمط شفتيهافي ضيق : حـ... حاضر
زفــرت كنزي في ضيق ، وفي النهاية اضطرت أن ترحل مع والدة رفيقتها ريم والتي عرضت أن تقلها إلى المنزل ...
ظلت كنزي طوال الطريق تهاتف اختها ، والتي لم تجبها على الإطلاق ، فحزنت كنزي في نفسها ، وقررت معاتبتها حينما تعود للمنزل
................................
في شركة الصياد ،،،،،
في الجراج ،،،،،
فقدت كارما وعيها حينما رأت شبح شخص ما قادماً في اتجاهها ، ولأن خالد كان على بعد خطوات محسوبة منها فقد أسرع بإمساكها قبل أن تسقط وترتطم رأسها بالأرض الأسفلتية ..
ظن خــــالد في البداية أن كارما تدعي هذا ، ولكنه أدرك أنها فاقدة بالفعل لوعيها حينما وجد لون بشرتها شاحب ، وملامحها متجهمة ، وجسدها مرتخي .. وكفي يدها مثلجين ..
أسند خــــالد كارما على ذراعه القوية حيث مالت رأسها للخلف ، وباليد الأخــرى ضرب على وجنتها برفق وحاول إفاقتها .. وظل يهز رأسها ويحركها لكي تفيق ، ولكن لم تستجب كارما له ...
امتعض وجـــه خالد ، وزفــر في انزعــــاج كبير ، ثم انحنى قليلاً بجسده للأسفل ، ووضع ذراعه الأخــر أسفل ركبتيها وحملها بين ذراعيه ، وســـار بها بخطوات حذرة نحو سيارته ..
وصــــل خالد إلى سيارته المصفوفة على مقربة منها ، ثم أنزلها على قدميها برفق ، وظل محاوطاً إياها من خصرها ، ومسنداً لرأسها على صدره ، وحاول البحث عن مفتاح السيارة في جيب سترته ، وبالفعل وجده ، وأخرجه من السترة وفتح به باب السيارة الأمامي ، ثم وضعه مجدداً في جيبه ...
انحنى خـــالد مجدداً بجزعه للأسفل ووضع ذراعه أسفل ركبتيها وحملها ، وادخلها برفق للسيارة حيث أسند ظهرها على المقعد ، وأزاح ساقيها – والتي تفاجيء بعدم وجود حذاء بها – إلى الداخل ..
أرجع خالد ظهر المقعد قليلاً للخلف ، حتى تتمكن كارما من التمدد عليه ، ثم اعتدل بعد ذلك في وقفته ، وســـار عائداً إلى سيارتها ، وأخذ يراقب عن كثب ما كانت تفعله بجوارها ..
تأكد خالد أنها كانت تبدل إطــار السيارة حينما وجد الإطــار الفارغ مستنداً إلى جوار السيارة ، ومعدات التبديل بجوارها ، بالإضافة إلى حذائها ..
بحث خـــالد في سيارتها عن شيء ما مريب بها ، ولكن كان كل شيء طبيعياً فيها ... المناشف الورقية الموضوعة على التابلوه ، سترتها الرمادية المستندة على المقعد الأمامي ، بعض الدباديب الموضوعة في الخلف ، حقيبتها الموضوعة على المقعد الخلفي ..
وحينما لم يجد أي شيء مثير للإهتمام أمسك بحقيبة يدها ، وظل يعبث بمحتوياتها لعله يجد شيئاً ما مفيداً ، وبالفعل وجد زجــاجة عطر أنثوي ، فأخذها من الحقيبة ، ثم ترجل من سيارتها ، وصفع الباب ، وســـار عاءداً نحو سيارته ...
كانت كارما لا تزال فاقدة لوعيها ، أمسك خالد بزجاجة العطر في يده ، واقترب من باب السيارة الأمامي وفتحه على مصرعيه ، ثم جثى على ركبتيه أمامها ، وفتح زجــاجة العطر بعنف ولكن للأسف تحطم رأس البخاخ بها ، فتناثر سائلها على يديه وكُمي قميصه ..
-خالد وهو يزفر في ضيق : استغفر الله العظيم ، هو أنا كنت ناقص ده كمان ..!!
قرب خالد كف يده الممتليء برائحة عطر كارما الانثوي من أنفها ، وظل يمرره عدة مرات عليه حتى تتمكن من استنشاق تلك الرائحة وتفيق ..
بدأت كارما تتجاوب تدريجياً مع الرائحة وبالفعل حركت رأسها قليلاً ، فاستغل خالد الفرصة ، وضربها برفق مجدداً على وجنتيها وهو يتحدث إليها إلى أن تمكنت من فتح عينيها و...
-خالد بصوت صارم : انتي يا آنسة .. سمعاني !! فوقي يا أستاذة ...!!
فتحت كارما عينيها ، ثم أغمضتهما مجدداً وعاودت فتحهما مرة أخــرى ، إلى أن أفاقت تماماً وأدركت أنها ليست في سيارتها ..
اعتدلت كارما في جلستها ، وأدارت وجهها تجــاه خالد الذي وقف ينظر إليها بأعين منزعجة وهو واضع لكلا يديه في جيبي بنطاله ...
ارتعدت كارما حينما رأته واقفاً بطوله الفارع أمامها ، وحاولت أن تترجل من السيارة ولكنه أشـــار لها بيده بعد أن أخرجها من جيبه بـ ...
-خالد بنبرة جــــادة : استني شوية
إنتاب كارما التوتر حينما وجدت خالد يرمقها بنظراته الحانقة تلك و...
-خالد بنبرة صارمة : انتي كنتي بتعملي ايه هنا ؟؟
-كارما بتوتر : آآ.. أنا .. أنا
-خالد بلهجة آمرة وصوت رجولي قوي : ما تردي على طول ، مش لازم يعني تدوريلك على حجة ، ولا تكونش دي تمثيلية عملاها عليا عشان أرحمك شوية
نظرت كارما إليه بعينيها المشتعلتين من الغيظ ، ووجهها الذي احتقن من الغيظ و...
-كارما بنظرات مغتاظة وبنبرة متهكمة : أنا كنت عند عربيتي ، ومش محتاجة أمثل عشان ألفت انتباه سيادتك .. وعلى العموم كتر خيرك على اللي انت عملته .. عن اذنك
ترجلت كارما من السيارة ، ووقفت في مواجهته رغم خوفها منه ، ثم رمقت خالد بنظراتها الحادة ، وسارت مبتعدة عنها بخطوات بطيئة إلى حد ما .. ولكنها أثرت ألا تبقى على مقربة منه ، فلا داعي للمكوث مع شخص مثله عنجهي الطبع يتعمد إهدار كرامتها ...
تابع خــــالد كارما وهي تنصرف من أمامه بعينين متفحصتين ، وخفض بصره للأسفل ليجدها تسير حافية القدمين وكأنها لا تبالي بهيئتها أمامه ، فاغتاظ منها ، ثم دار حول سيارته بعد أن صفع باب السيارة ليجلس خلف المقود ..
............
وصلت كارما إلى سيارتها الحمراء ، ورغم أن الدوار مازال ملازمــاً لها إلى حد ما لكنها فضلت أن تمكث بداخل سيارتها قليلاً ريثما تستعيد طاقتها من جديد ، لتكمل جمع متعلقاتها ووضع الإطــار الفارغ في السيارة ، ومن ثم تقود السيارة وتعود إلى منزلها ، فهي لا تستطيع الذهــاب إلى النادي فقد أرهقت اليوم بما فيه الكفاية بالنسبة لها ...
أسندت كارما رأسها للخلف على مقعدها ، وأغمضت عينيها مجدداً ، ووضعت يدها فوق جبينها محاولة التغلب على ذلك الصداع الذي بدأ في مهاجمتها ..
.................
جلس خالد في سيارته ، ومط شفتيه في ضيق واضح خاصة حينما تذكر ما حدث مع كارما وإغماءتها المفاجأة ، فقد كان يخشى أن تفقد الوعي مجدداً ويتحمل هو اللوم وتأنيب الضمير إن حدث لها شيء ما في حالتها تلك ...
زفــر خالد في ضيق ، ثم ضــرب على المقود بكف يده بغل، و..
-خالد بنبرة منزعجة للغاية : استغفر الله العظيم ، ما هو أنا مش هاشيل ذنبها على أخر اليوم ..!!!
ترجل خــــالد من السيارة وعلى وجهه علامات الانزعاج الواضحة .. ثم ســـار بخطواته الواثقة نحو سيارة كارما ..
لمح خـــالد كارما وهو يسير في اتجاه سيارتها أنها غافلة نوعاً ما بداخل سيارتها ، وتستند برأسها على المقعد ..
وقف خالد أمامها وظل يتأملها لبرهة دون ان ينطق بكلمة في حين كانت هي مستكينة في سيارتها .. لقد لاحظ التعب جلياً عليها ، وذكرته حالتها تلك بحالة يارا حينما قسى عليها من قبل ، فأراد ألا يكرر الخطأ مرتين ، أو على الأقل لا يتحمل تأنيب الضمير بشأنها .. فربما هي عدوته ، ولكن هذا لا يعني أن يستنزف قواها مرة واحدة .. وإلا كيف سيتلذذ بانتقامه المرير منها ..
لذا مد خـــالد يده – بعد أن حسم أمره – وأمسك بمقبض باب السيارة وفتحه عنوة ، فانتفضت كارما فزعـــاً في مكانها على إثر الصوت ، ونظرت إلى جوارها فوجدت خالد يقف أمامها ، فرمقته بنظرات غاضبة و..
-كارما بضيق واضح : في ايه تاني ؟؟ أظن ان دي عربيتي مش آآ...
لم يمهل خــــالد الفرصة لكارما لكي تتحدث ، وإنما مد يده وأمسك بذراعها وسحبها بقوة خــارج سيارتها ..
حولت كارما أن تخلص قبضتها من يده ، ولكنه كان محكماً إياها عليها جيداً ..
-كارما بحنق : آآآه ، ايه اللي انت بتعمله ده ؟
-خـــالد بلهجة قوية : انتي هاتيجي معايا
-كارما بضيق : هاجي معاك فين ، لو سمحت ماينفعش اللي انت بتعمله ده !!! سيب ايدي
أرخــى خالد قبضته عن كارما ، ففركت ذراعها بيدها الأخرى ، ونظرت إليه بنظرات مغتاظة ، في حين رمقها هو بنظرات جـــادة وباردة
-خالد بنبرة جادة : شوفي يا آنسة أنا مش هاشيل ذنب واحدة زيك على أخر اليوم
رفعت كارما حاجبيها في دهشة ، وفغرت شفتيها في استغراب و...
-كارما بنظرات مندهشة : افندم ؟؟؟؟؟
نظــر خالد إلى كارما نظرات ممتعضة ، و..
-خالد وهو يلوي فمه : يعني مش هاسيبك تسوقي العربية وانتي حالتك كده ، أنا مش ناقص تأنيب ضمير ..!!!
رمقت كارما خالد بنظرات مغتاظة ، و..
-كارما بلهجة شبه حــادة : خلي ضميرك يرتاح يا بشمهندس ، أنا مش محتاجة مساعدة من حد ، وكفيلة إني أساعد نفسي كويس
-خالد بلهجة صارمة ووجه ذو ملامح جامدة : والله أنا مش باخد رأيك ، أنا بقولك على اللي هاعمله ، فاتفضلي معايا ، أنا هوصلك على بيتك
عقدت كارما ساعديها أمام صدرها ، وتراجعت خطوة للخلف ، وأشاحت بوجهها بعيداً عنه ، ثم لوت فمها وهي تتحدث إليه و...
-كارما بتهكم : الله الغني عن دي توصيلة
تحرك خالد للأمـــام ووقف في مواجهتها ، ونظـــر إليها بنظرات صارمة ، ثم تحدث بـ ...
-خالد بنبرة أكثر صلابة ومليئة بالثقة : ده أمــر مش طلب يا .. يا آنسة !!! واظن ان العقد اللي انتي مضيتي عليه كان واضح !!!
أرخت كارما ساعديها ، وأدارت وجهها ناحية خالد ، ثم نظرت إليه مباشرة في عينيه بنظراتها الحانقة .. إنه ذلك العقد المجحف الذي يطوقها عليه دون أن تدري كيف وقعت في ذلك الفخ ..
إنها أول مــرة يرى فيها خالد عيني كارما البنية الواسعة على مقربة شديدة .. لقد لعبت الإضـــاءة الخافتة دوراً في إبراز لمعان عينيها .. لثوانٍ قليلة سرح فيهما ، ولكنه أدرك الأمــر ، فأشاح ببصره بعيداً عنها حتى يهرب من تأثيرهــا عليه
-خالد وهو يتنحنح بخشونة : احم ..آآ.. يالا ، أنا مش فاضيلك
انصاعت كارما لأمــر خالد ، وانحنت قليلاً بجسدها لتمسك بحذائها الملقى على الأرض ، وقامت بارتدائه وهي منحنية بجسدها للأسفـــل
ظل خالد متابعاً إياها بنظرات مدققة .. ولم يحيد ببصره عنها ، تأمل تقسيمات جسدها الممشوق ، وخصرها النحيل ، وساقيها المنمقتين دون أن يرمش .. فرفعت هي بصرها في اتجاهه فجـــأة ونظرت إليه بصرامة فشعر هو بالاحراج ، وأشـــاح ببصره بعيداً عنها ..
اعتدلت كارما في وقفتها ، وعدلت من هندامها ، ثم مالت قليلاً داخل سيارتها وجذبت سترتها الرمادية ، وكذلك حقيبتها ، وأغلقت السيارة وصــارت خلف خالد الذي أسرع في خطاه إلى سيارته ..
وصـــل خالد إلى سيارته أولاً ، ثم مد يده وأمسك بمقبض الباب الأمامي ، وفتحه لكارما ، ثم دار حول السيارة وفتح الباب الأخـــر وجلس خلف المقود ..
ترددت كارما في ركوب السيارة إلى جواره ، ولكن ليس أمامها أي خيار أخــر غير هذا ، عضت على شفتيها في اضطراب ، ثم ركبت السيارة وجلست على المقعد الأمامي ، واغلقت الباب خلفها ..
أسندت كارما حقيبتها على حجرها ، ومن فوقها سترتها .. وظلت تنظر أمامها دون أن تلتفت إلى خالد
أدار خـــالد رأسه ناحية كارما ، ولم يعقب ، ثم وضع مفتاح السيارة في المكان المخصص له ، وأدار محركها ، وضغط على دواسة البنزين وانطلق بالسيارة خـــارج الجراج بعد أن عرف عنوان مسكن كارما ..
............................
في فيلا زيدان ،،،،،
دلف زيدان خـــارج المرحاض وهو يحمل المنشفة في يده يجفف بها وجهه ، ثم رمق شاهي مجدداً بنظراته المهينة والوقحة .. في حين ضمت هي ساقيها أكثر إلى صدرها ، وأشاحت بوجهها بعيداً عنه ...
ألقى زيدان المنشفة بعنف في وجه شاهي التي آلمتها بشدة و..
-زيدان ضاحكاً : ههههههههه ، تصدقي وجودك هنا مسليني على الأخــر ، ورغم إني مش طايق خلقتك أصلاً ولا خلقة اللي خلفوكي بس أديني بطلعهم عليكي
احتقن وجه شاهي من الغيظ ، ولكنها تحاملت على نفسها حتى لا تتهور معه مجدداً ، خاصة أن جسدها مازال يؤلمها من عنفه الحــاد معها ..
نظــر زيدان إليها بعينيه القاتمتين وكان على وشك إهانتها مجدداً ، ولكن رن هاتفه .. فأوقفه عن فعل هذا ..
اتجه زيدان إلى التسريحة وأمسك بهاتفه الموضوع عليها ، ونظر في شاشته ، ثم ضغط على زر رفض المكالمة .. واتجه إلى خــارج الغرفة وعلى وجهه علامات الترقب ...
ســـار زيدان مبتعداً عن غرفته ، ثم توجه ناحية الدرج وأمسك بالدرابزون ، ونزله عليه ، وتوجه إلى غرفة المكتب الخاصة به ...
وقف زيدان ممسكاً بهاتفه المحمول ووجهه ذو ملامح جامدة ، واتصل بذلك الشخص الذي طلبه قبل لحظات و...
-زيدان هاتفياً بصوت صــارم : ايوه ... خير !
أبلغ المتصل رب عمله بأمــر هام لا يحتمل التأجيل .. حيث علم زيدان من هذا المتصل بشـــأن وجود صفقة جديدة شركة الصياد بصدد الدخول فيها ، أصغى زيدان بإنصات إلى كل كلمة قالها هذا المتصل .. و..
-زيدان هاتفياً بنبرة جـــادة : خلاص انا هاتصرف !
أنهى زيدان المكالمة الهاتفية ، ثم توجه إلى مكتبه ودار حوله ، وسحب مقعده للخلف بيده ، وجلس عليه ، وظل يفكر كيف سيحصل على تلك المعلومات ..
ولكن اعتلى وجهه فجـــأة ابتسامة شيطانية ظهرت من بين أسنانه و...
-زيدان بنظرات قوية وابتسامة مخيفة : وهو في غيرها عشان يجيبلي اللي أنا عاوزه ...!!!!!
............................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
عــــادت فريدة إلى الفيلا وأبلغتها صباح بزيارة اختها ناهد إليها ، فأشارت لها فريدة بيدها لتكف عن الحديث .. ثم صعدت إلى غرفتها وظلت جالسة فيها لبعض الوقت ...
اتصلت فريدة بزوجها رأفت ، ولكنه لم يجب على اتصالاتها المتكررة ، فانزعجت منه ، واغتاظت كثيراً من تجاهله المتعمد لها ...
وبينما هي تتوعد لرأفت بالرد اللاذع على تجاهله إياها ، رن هاتفها ..
أمسكت فريدة بهاتفها المحمول لتجد أن المتصل هو زيدان ، امتعض وجهها على الفور ، وزفـــرت في قرف بالغ و..
-فريدة بنبرة منزعجة : اوووف ، مش هاخلص من قرفه ده ..!
اضطرت فريدة أن تجيب عليه ، فهي تعلم جيداً أنها لن تسلم من شره إذا تجاهلته ، فهو ليس كزوجها رأفت تستطيع أن تسيطر عليه .. هي تجهل طريقة تفكيره ، ولا تعلم مخططاته القادمة ..
-فريدة هاتفياً على مضض : ألوو
-زيدان هاتفية بنبرة باردة : أيوه يا هانم
-فريدة وهي تلوي فمها : خير ، عاوز ايه ؟
-زيدان بجدية : اكلمي عدل معايا
-فريدة وهي تتنحنح : احم... سوري
-زيدان بضيق : عاوزك تجيبلي ملف مهم
-فريدة وهي تعقد حاجبيها في استغراب : ملف ايه ؟
-زيدان بنبرة باردة : ملف المحروس ابنك شغال عليه تبع الشركة
-فريدة بعدم فهم : وده عن ايه ؟
-زيدان مكملاً بجدية : ده عن صفقة الشركة هتتنيل تدخل فيها اسمها (( صفقة توريدس )) ، أنا عاوز كل التفاصيل بتاعتها ، وهو اكيد هايكون مع البيه
-فريدة وهي تمط شفتيها في تأفف : وده أجيبهولك ازاي ؟؟ انت عـــارف كويس اني مش باروح الشركة وماليش دعوة بيها
-زيدان بنبرة متهكمة تحمل التهديد : ماليش فيه ، تروحي ، ماتروحيش ، تقعدي ، تتشقلبي ، المهم الملف ده يكون عندي بالكتير على بكرة الصبح ، ماشي يا آآ... يا هانم ، وإلا انتي هتعرفي ردي هايكون ازاي .....!
لم ينتظر زيدان أن يستمع إلى رد فريدة عليه ، حيث اغلق الهاتف في وجهها ، وتركها تشتعل أكثر من الحنق ...
............
اعترت الحيرة وجه فريدة وألقت بهاتفها على الفراش ، فهي لا تعلم كيف ستحصل على ذلك الملف الهام بدون أن تثير الشكوك حولها ، وأن المهلة المتروكة لها لا تتجاوز بضعة ساعات ، إذن فالوقت ضيق ، وهي ليس أمامها الكثير ...
ظلت فريدة تتحرك في غرفتها ذهاباً وإياباً وهي تفرك يديها في توتر شديد ..
-فريدة بضيق بالغ : وده أجيبه أزاي ! الله يحرق معرفتك يا زيدان الـ.......!!
...........................
أسفل بناية كارما هاشم ،،،،
وصـــــل خالد بسيارته إلى أسفل البناية التي تقطن بها كارما ، ظل كلاهما طوال الطريق صامتين .. وكأن على رؤوسهم الطير ..
زمت كارما شفتيها في تردد وهي تحاول أن تعبر عن شكرها لخالد ، فهو من وجهة نظرها لا يستحق هذا .. فظلت صامتة
تأمل خالد المكان الذي تعيش فيه كارما بنظرات متفحصة من خلف زجــاج السيارة الأمامي و..
-خالد بنبرة جادة ومتسائلة : انتي ساكنة هنا ؟
أومـــــأت كارما برأسها ايجابياً ، وكانت على وشك شكره ، ولكن ...
-خالد بلهجة آمرة : انزلي !
نظرت كارما إليه بنظرات مغتاظة ، في حين سلط هو بصره للأمـــام ، فجمعت كارما أشيائها ف صمت ، وترجلت مسرعة من السيارة ، وصفعت الباب من خلفها بحدة ، وســارت ناحية مدخل بنايتها ، أرادت كارما أن تلتفت لتراه ، وبالفعل التفتت بجسدها ولكنها تفاجئت به يضغط على دواسة البنزين بكل قوة لتنطلق السيارة مسرعة للأمــــام ...
فغرت كارما شفتيها في دهشة ، وحدقت به وهو ينطلق بعيداً عنها مخلفاً ورائه أثار الغبار ...
-كارما بنبرة متعصبة : غبي !!!
دلفت كارما إلى داخل البناية وعلى وجهها علامات الانزعـاج ..
.......................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
عاد خالد إلى الفيلا ، ودلف إلى الداخل بعد أن صف سيارته بجراجها ..
توجـــه خالد إلى غرفته ، وخلع سترته ثم ألقاها على الأريكة واسند حقيبته الجلدية بجوار الفراش ، ودلف إلى المرحاض الملحق الخاص بغرفته ، ثم توجه إلى ( الحوض ) وأمسك بالصنبور وفتحه لتنساب المياه ، كان خالد على وشك غسل وجهه بالمياه حينما اشتم رائحة عطر كارما العالقة بقميصه ويده ..
ظل خـــالد يشم تلك الرائحة لمرات ، وشــرد للحظات في تلك اللحظات القليلة التي جمعته بكارما ، ومــر أمام عينيه صورة عينيها الواسعة والبريق الذي كان يضفي عليهما .. ولكنه نفض تلك اللحظات عن ذاكرته ، وقام بغسل يديه جيداً بالصابون حتى يتخلص من تلك الرائحة ..ثم نزع قميصه بضيق وألقاه في سلة الملابس المتسخة ، وقرر أن يغتسل ..
...........
لمحت فريدة ابنها خالد وهو يعاود أدراجه للفيلا ، وفضلت ألا تنزل من غرفتها لملاقاته ، حتى تفكر في طريقة مناسبة تمكنها من معرفة إن كان الملف المطلوب بحوزته أم لا ...
...........
انتهى خـــالد من الاغتســـال ، وبدل ثيابه بأخرى مريحة ، ثم دلف خــارج غرفته وهو يحمل حقيبته الجلدية ، وتوجه نحو الدرج ، وأمسك بالدرابزون ، ونزل إلى الأسفل حيث توجد غرفة المكتب .. صــاح خالد في الخادمة صباح لكي تعد له فنجان قهوة سادة حتى يتمكن من العمل بذهن صـــاف .. اقترب خالد من غرفة المكتب ، وفتح بابها ، وأغلقه من خلفه بهدوء ، ثم ســـار ناحية المكتب ، وسحب المقعد وجلس عليه ..
أسند خالد الحقيبة على المكتب ، وقبل أن يفتحها تفاجيء خالد بدلوف والدته إلى الغرفة ..
تملكت الدهشة من خالد و...
-خالد بنظرات استغراب : ماما ، حضرتك عاوزة حاجة
-فريدة بتردد : آآآ... أنا .. انا كنت عاوزة اتكلم معاك شوية
-خالد بقلق : في حاجة حصلت ؟
-فريدة بنبرة شبه هادئة : لأ ..
جلست فريدة في مواجهة ابنها ، وحاولت أن تحكي معه في توافه الأمــور مما جعل خالد يضجر كثيراً ...
لم تأتْ صباح بالقهوة لخالد بناءاً على تعليمات من فريدة ...
حاول خالد أكثر من مرة أن ينهي الحوار مع والدته بطريقة لبقة ولكنها كانت تتعمد أن تفتح أكثر من موضوع معه كي يمل ..
شعر خالد بأن الارهـــاق قد بدأ يزحف بكثافة على جسده ، لذا قرر ألا يعمل على تلك الصفقة الهامة الآن ويتركها للصباح الباكر حتى يكون ذهنه أكثر صفاءاً لها ، وأن يصعد إلى غرفته ويرتاح قليلاً
استأذن خالد من والدته لكي ينصرف ، في حين تحججت هي بالبقاء في غرفة المكتب لقراءة بعض الكتب لحين اتصال والده بها ..
انصرف خالد من الغرفة ، في حين نهضت فريدة من على مقعدها ، وفتحت باب الغرفة بحذر لتتأكد من أن الوضع هاديء بالخـــارج
وما إن إطمأنت من أن كل شيء يسير على ما يرام ، حتى أسرعت ناحية المكتب وأمسكت بحقيبة خالد الجلدية ، وفتحتها ، وظلت تطالع الملفات الموجودة بداخلها إلى أن وجدت الملف المنشود .. ملف ( صفقة توريدس ) ..
أمسكت فريدة بالملف في يدها ، ثم طوته وخبأته داخل أحد الكتب ، وأغلقت الحقيبة مجدداً ، وتركتها كما كانت .. ثم انصرفت بهدوء خـــارج المكتب ، وصعدت إلى غرفتها ...
خشيت فريدة كثيرة أن يكتشف خالد أمرها لذا عمدت إلى الترتيب إلى سفرية مفاجئة لمنطقة ( بورتو السخنة ) مع بعض رفيقاتها بالنادي بحجة أنها تخطط لحفل خيري خاص بالجمعية الجديدة المشتركة بها ..
وحتى تنجو بفعلتها قررت أن يكون السفر غداً – بمفردها – بعد أن تُسلم زيدان الملف المطلوب ... وفيما بعد تلحق بها رفيقاتها ، وإن لم تتمكن من تنفيذ هذا الحفل ، فسوف تنعم بيومين هادئين بعيداً عن تلك المشاكل ، وخاصة ناهد التي لم تضعها في الاعتبار ...
............................
في منزل كارما هاشم ،،،،
عاتبت كنزي اختها كارما كثيرا على تأخرها وعدم الاهتمام بها ، في حين حاولت كارما أن تبرر لها أن الأمــر كان خارجاً عن إرادتها ..
استفسرت كنزي من كارما عن ذلك الشاب الفظ الذي أجاب على هاتفها ، فعقدت كارما حاجبيها في استغراب شديد و..
-كارما باندهاش : واحد مين ؟
-كنزي وهي تزم شفتيها في انزعــاج : يعني مش عارفة
-كارما بضيق : كنزي انتي عارفة كويس اني مش بتاعة الحاجات دي ، ده أنا أصلاً مطلعتش تليفوني من الشنطة
-كنزي بتهكم وهي تشير بيدها : لأ ماهو قال ان التليفون معاه وهيدهولك بكرة لما يشوف طلعتك البهية ...!!
-كارما فاغرة شفتيها : اييييه ؟؟ معاه !
ظنت كارما في البداية أن أختها كنزي تمزح معها ، ولكن حينما وجدت جديتها في الموضوع ، أمسكت كارما بحقيبة يدها وظلت تبحث عن هاتفها بداخلها ، ولكن للأسف لم تجده ..
ألقت كارما الحقيبة ، ووضعت يدها على رأسها وعبث بخصلات شعرها و..
-كارما متسائلة في حيرة : طب مين خده ؟؟؟
-كنزي على مضض : واحد جلياط كده وقليل الذوق في حواره
أدركت كارما من الوصف الذي تتحدث عنه كنزي أن المقصود بهذا الكلام هو خــــالد ، فمن غيره يتعامل معها بذلك الأسلوب الوقح .. ولكن ما أثار حفيظتها هو عدم ذكره لموضوع الهاتف ، وخاصة أنهما كانا معاً قبل قليل ..
فضلت كارما ألا تخبر أختها الصغرى بما حدث معها من تطورات خطيرة في العمل حتى لا تقلق عليها ، وتتسبب في حدوث مشاكل لاحقة .. هي ستنتظر ريثما يعود المهندس رأفت ووالدتها من الخـــارج لكي يتولى زمـــام الأمور ...
.................................
في فيلا زيدان ،،،،
توجه زيدان إلى غرفة نومه ، ثم ألقى بجسده على الفراش ، تعمدت شاهي أن تدعي أنها نائمة وتغط في نوم عميق لتضمن عدم لمس زيدان لها ... وإلى حد ما نجحت شاهي في هذا .. فهو لم يكن لديه الرغبة فيها ..
غفـــل زيدان إلى جوارها ، ورغم هذا ظلت ساكنة لم تتحرك حتى تتيقن تماماً أنه لن يشعر بحركتها إذا نهضت من جواره
تجاوزت عقـــــارب الساعة الثانية صباحاً بقليل ، التفتت شاهي برأسها بهدوء تام ناحية زيدان فوجدته غافلاً ..
حبست شاهي أنفاسها ، ونهضت عن الفراش بحذر شديد ، ثم سارت على أطراف أصابعها ومدت يدها وسحبت حذائها الرياضي من أسفل التسريحة ، واقتربت من الباب بتوجس ..
كانت شاهي تلتفت بين الحين والأخـــر برأسها لزيدان ، وحمدت الله في نفسها أنه كان يغط في نوم عميق ..
مدت شاهي يدها وأمسكت بالباب وأدارته بهدوء حذر ، كانت تخشى أن يحدث صرير الباب صوتاً عالياً فيوقظ زيدان ..
كانت تلك هي أصعب اللحظات التي مرت على شاهي .. ولكنها بالفعل دلفت إلى الخـــارج ..
تنفست شاهي الصعداء لأنها أنجزت أول خطوة في مهمتها ..
ركضت شاهي على الدرج بسرعة رهيبة حتى نزلت إلى الطابق السفلي ، ثم انحنت بجسدها لترتدي حذائها الرياضي الذي وضعته على الأرض وأحكمت اغلاقه ، ونزعت عنها الروب الذي ارتدته وألقته على الأرض ثم توجهت ناحية باب الفيلا ، وفتحته ودلفت خـــارج الفيلا ...
ترقبت شاهي الوضع من حولها بأعين حذرة ..
وحاولت قدر الإمكـــان أن تتخفى من أعين حراسة زيدان الخاصة .. فقد كان عددهم قليلاً نوعــاً ما ..
اتجهت شاهي إلى أحد حوائط سور الفيلا الجانبية .. ورفعت بصرها عالياً لتحدد الجزء الذي ستتشبس به أثناء تسلقها إياه ..
وبالفعل رفعت يديها عالياً ، وثنيت أحد ركبتيها وأمسكت بالسور ، وبدأت تتسلقه ..
ما لم تضعه شاهي في الحسبان ان أحد رجـــال زيدان قد خرج لتوه من غرفة الحرس الجانبية .. وسمع صوت خرفشات ما تأتي من المنطقة الخلفية للغرفة ..
فدار الحارس حول الغرفة ليعرف مصدر الصوت ، وتفاجيء بزوجة زيدان وهي تتسلق الســور ..
ركض الحـــارس في اتجاهها وعلى وجهه علامات التوتر ..
كانت شاهي قد تسلقت جزءاً من السور ، ولكنها تفاجئت بمن يمسك بساقها ويمنعها من الصعود ...
انتفضت شاهي رعباً حينما رأت هذا الرجل الضخم ممسكاً بساقها ، حاولت أن تتخلص منه ، ولكنها عجزت عن فعل هذا .. فقد كان قوياً وأمسكها جيداً ، وجذبها بقوة من ساقها لتسقط بين ذراعيه ، ثم حملها عنوة من خصرها وتحرك بها بعيداً عن السور ..
حاولت شاهي أن تتخلص من قبضته ، وظلت تتلوى بين ذراعيه وتركل بقوة في الهواء .. فما كان من الحــارس إلا أن انحنى بجذعه الضخم قليلاً ، ومد ذراعه أسفل ركبتيها ، وحملها بين ذراعيه ..
لما رأت شاهي نفسها تعود إلى الفيلا مجدداً ظلت تصرخ بطريقة هيسترية مما جعل زيدان ينتفض من نومه على أثر صراخها ..
نظر زيدان إلى جواره فلم يجد شاهي ، فاحتقن وجهه بالدمـــاء ، واشتعلت عينيه غضباً ...
أزاح زيدان الغطاء عنه ، وألقاه بغضب على الأرض ، ثم نهض عن الفراش ، وتوجه إلى التسريحة ، وأخــرج من أحد الأدراج مسدسه الخاص ..
دلف الحارس بشاهي إلى داخل الفيلا ، ووقف متسمراً في مكانه منتظراً نزول رب عمله زيدان من الأعلى ..
تلوت شاهي كثيراً بين ذراعي الحارس وظلت تقاومه بحدة لتتخلص من قبضته ، ولكنه كان ممسكاً بها .. خربشته شاهي بأظافرها وتطاولت عليه بالضرب والسباب ، ولكنه كان ثابتاً ..
نزل زيدان من على الدرج وعلى وجهه علامات الشر .. وما إن لمحته شاهي حتى تملك الرعب أوصالها ..
أشـــار زيدان للحارس بعينيه لكي يتركها ، وبالفعل أرخى الحارس ذراعيه عن شاهي وأنزلها على الأرض وجعلها تتمدد عليها ، ثم انصرف على عجالة وأغلق باب الفيلا من خلفه ..
ابتلعت شاهي ريقها بصعوبة ، وهي تنظر إلى زيدان الذي يقترب منها وعلى وجهه علامات شرر مستطر بأعين خائفة ..
زحفت شاهي للخلف بمرفقيها وهي تنظر إليه بأعين زائغة ..
أشهر زيدان مسدسه في وجه شاهي و............................... !!
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا