مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الحادى والثلاثون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الحادى والثلاثون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في المشفى ،،،،،،،
مـــر كل ما حدث بين خالد وكارما أمام ذاكرته ، وتذكر أمـــراً هاماً ، فهو بالفعل يعرف أين تقطن .. لذا قرر أن يبلغ عائلتها بنفسه عمــا صار لها ..
ركض خـــالد ناحية استقبال المشفى ، ولكنه أوقفه أحد الأشخــــاص ، وطلب من سداد الحساب الخاص بالمريضة أولاً ، فتوجه خـــالد إلى قسم الحسابات ، وسدد قيمة الغرفة .. وأوصى على أن تتلقى العناية الطبية الفائقة ..
وبالفعل انتقلت كارما إلى غرفة العناية المركزة ... بينما دلف هو إلى الخـــارج وركض ناحية سيارته ، ثم ركبها وأدار المحرك وضغط على دواسة البنزين ، وانطلق بها نحو منزلها ...
..............................
في منزل أدهم ويارا ،،،،،،
دلفت يــــارا خارج المرحاض بعد أن اغتسلت وارتدت فستاناً قطنياً قصيراً ذو حمالات ومن اللون البامبي ..
وقفت يـــارا أمـــام المرحاض تمشط شعرها ، ثم التفت برأسها لتجد أدهم يغط في نوم عميق ، هــزت يارا رأسها في تعجب ، ثم جلست على طرف الفراش ، وبدأت في إفراغ الحقائب من الملابس الموضوعة بالداخل ...
حمدت الله يـــارا في نفسها أن الأوضـــاع استقرت بالنسبة لها ، فقد كانت تخشى أن تتطور الأمـــور بينهما ، ويحدث ما لا يحمد عقباه ..
وضعت يارا يدها على بطنها تتحسسها ، وتتنهد في فرحة .. فقد منّ الله عليها بجنين ينمو في أحشائها ، وما هي إلا بضعة أشهر ويحل ضيفاً غالياً عليهما ..
-يارا في نفسها برجـــاء : ربنا يكملي حملي على خير ...!
فكـــرت يارا في ضرورة المتابعة مع طبيب متخصص لكي يتابعها خلال شهور حملها ، وعقدت العزم على البحث عن طبيب ماهر لكي تواظب معه و ..
-يارا بصوت خافت : ارتب بس الشنط ، واخش على النت وأشوف حد كويس كده أتابع معاه ، أنا مش لازم أهمل في صحتي ولا في صحة البيبي اللي جــاي
..................................
أسفل بناية كارما هاشم ،،،،،
وصــــل خالد بسيارته أمام البناية التي تقطن بها كارما ، ثم ترجل من السيارة بعد أن صفها أمام المدخل ..
بحث خالد عن حــارس للبوابة ، ولكنه لم يجد أي أحد هناك ، لذا قرر أن يسـأل الجيران من أصحاب المحال أو الكافيه القريب منهم ..
توجه خالد إلى أحد المحــال الموجودة أسفل البناية ، وسأل صاحبها عن عنوان منزل كارما ، وبالفعل أخبره صاحب المحل بعنوان مسكنها .. فشكره ، ثم دلف إلى الداخل ، واتجه إلى المصعد ، وفتحه وضغط على زر إغلاق المصعد وعلى وجهه علامات التوتر ، فهو لا يعرفكيف سيخبر أهلها بما صـــار معها ، ولكن لا بديل عن المواجهة ..
..........................
في لندن ،،،،،
في المركز الطبي ،،،،،
ظــــل رأفت يفكر في طريقة يخبر بها زوجته صفاء بشــأن بقائهما لفترة أطول في لندن بسبب انتظار نتائج العينات .. في حين كانت السيدة صفاء مشغولة البال على إبنتيها .. هي تشعر بانقباضة ما في صدرهــا .. تشعر أن هناك خطب ما بأحد ابنتيها ...
لاحظ رأفت شرود زوجته فاقترب من فراشها ، وجلس على المقعد المجــاور لها و...
-رأفت بنبرة هادئة : مالك يا صفاء ؟؟
-صفاء بنبرة قلقة : مش عارفة ليه حاسة إن قلبي مقبوض
-رأفت باستغراب : من إيه ؟؟
-صفاء بقلق : خايفة أوي على البنات ، ممكن يا رأفت تطلبلي كارما أطمن عليها
-رأفت مبتسماً : بس كده ، حاضر
أخــــرج رأفت هاتفه المحمول من جيب سترته ، ثم اتصل هاتفياً بهاتف كارما ، ولكن للأسف كـــان الهاتف مغلق ..
-رأفت وهو يعقد جبينه : الموبايل مقفول
-صفاء بتوتر : استر يا رب
لاحــــظ رأفت ازدياد علامات التوتر على وجـــه زوجته ، فحاول طمأنتها قليلاً و...
-رأفت وهو يتنحنح بخشونة : احم .. آآآ.. يمكن فصل شحن ولا حاجة ، كمان شوية نكلمها
-صفاء باقتضاب : طيب
...........................
في منزل كارما هاشم ،،،،
كـــان الجدال على أشده بين كنزي وعمـــر ، وحـــاول هو قدر استطاعته تبرير ما حدث في النادي لها .. ولكنها كانت راسخة على موقفها ، فهي لن تصدق أي شيء يقوله لها ..
-عـــمر برجاء : طب .. طب قوليلي أعملك ايه عشان تصدقيني
-كنزي بحدة وهي تشير بيدها : تطلع برا ، أنت انسان مش مسئول
-عمر وهو يزم شفتيه في ضيق : لا حول ولا قوة إلا بالله
-كنزي بجدية : وأنا مش هاعدي مجيتك هنا لللبيت عندي على خير !
زفــــر عمــر في ضيق ، فكنزي صعبة المراس ، ولا يسهل إقناعها بسهولة ...
قرع شخص ما جرس الباب ، فنهضت كنزي من على الآريكة وســـارت في اتجاه الباب ، فأوقفها عمــر من ذراعها ، وأمسكها بقبضة يده و...
-عمــر بنظرات حـــادة : انتي رايحة فين ؟
-كنزي وهي ترمقه بنظرات مغتاظة : وانت مالك ! سيب دراعي !!!
-عمر وهو يشير بإصبعه بضيق : هتفتحي الباب بالشكل ده
أخفضت كنزي بصرها لتنظر إلى منامتها ذات اللون البامبي ، ثم رفعت بصرها مجدداً إليه ورمقته بنظرات جـــادة
-كنزي بحدة : أه ، هافتح كده ، وبعدين ده بتاع الديليفري فعادي يعني لما أفتحله بالشكل ده
-عمـــر بتهكم : هو يعني عشان بتاع ديليفري يبقى It's Okay ، والله اما هايحصل
أســرع عمـــر ناحية الباب لكي يفتحه هو ، ثم أخــرج - وهو يمسك بمقبض الباب - بعض النقود من جيبه ، وما إن فتح الباب حتى وجد خــــالد أمامه ..
نظر كلاهما للأخــــر بصدمة كبيرة ، فلم يتوقع خـــالد أن يجد أخيه الأصغر هنا ، ولم يتوقع عمــر أن يجده أخيه الكبير على باب منزل كنزي ..
فغر عمــــر شفتيه في صدمة ، ونظر إلى خالد بنظرات مشدوهة ، وعلى وجهه علامات الاستفهام .. وظل يرمش لعدة مرات في عدم تصديق
في حين ارتسم على وجه خالد علامات الحنق والضيق ، فقد راودته ظنون سيئة بشـــأن كارما وعائلتها و...
-خالد بضيق : انت بتعمل ايه هنا ؟
ابتلع عمـــر ريقه قبل أن يتحدث ، ثم نظر إلى أخيه مجدداً بنظرات مضطربة و...
-عمـــر بتوتر ونبرة مترددة : آآآ.. أنا هنا .. آآآ.. بس آآآ... انت أصلاً عرفت إني آآآ...هنا منين ؟؟
-خالد بنبرة صارمة تحمل تهكماً : ولـــه اتكلم عدل ، انت بتعمل ايه هنا في بيت الست كارما هانم ؟؟
اقتربت كنزي هي الأخـــرى من الباب لتستمع إلى صوت رجولي صـــارم يتحدث عن أختها الكبرى ، فدفعت عمـــر من كتفه ، ووقفت إلى جواره لتنظر إلى هذا الشخص بنظرات ممتعضة ...
رمـــق خالد كنزي بنظرات متفحصة ومنزعجة ، ثم ..
-خالد وهو يشير بيده بنبرة مهينة : ودي مين الهانم ؟
-كنزي بحـــدة : ما تتكلم عدل ، انت جاي عندنا في بيتنا وتهزأنا
-خالد بنبرة غاضبة : اتلمي يا بت بدل ما أسفخك كف ألزقك في الأرض
-كنزي بعصبية : مين دي اللي تضربها ؟؟؟ انت اتجننت في عقلك
نظـــر خــــالد إلى عمر بنظرات محتقنة من الغيظ و...
-خالد بتهكم : هي دي بقى الأشكـــال اللي انت قاعد معاها !!!!
-كنزي بصوت عالي ونبرة محذرة : اكلم كويس !!!!
-عمـــر وهو يتنحنح في حرج : احم .. آآآ.. الله يكرمك آخــالد بلاش تغلط ، ده أنا عمــال أصلح في أم اللي اتكسر من الصبح ومش نافع ، كده بدل ما هتتكحل هتتفقع عينها ....!!!
-خالد وهو يجز على أسنانه بغضب : آآآه .. يعني سيادتك بايت هنا من الصبح !
-كنزي بضيق : انتو هتغنوا وتردوا على بعض ، ده مين ده ؟؟
-عمــر وهو يشير بيده بصوت خافت : ده .. آآ.. ده أخويا الكبير خالد
مطت كنزي شفتيها في ضيق ، ورمقت خالد بنظرات مستفزة ، و...
-خالد متسائلاً بتهكم : ومين الهانم اللي مش عاجبها حد دي ؟؟؟
-كنزي وهي تمط شفتيها في انزعــاج واضح : مش شغلك
-عمــر بصوت خافت : دي ..دي كنزي
-خالد على مضض وهو يشير برأسه : امشي يا شاطرة هاتلي حد من أهلك أكمله
-كنزي بضيق واضح : ايه شاطرة دي ؟؟ هو انت فاكرني واحدة في كي جي 2 ولا ابتدائي قصادك !!!
-عمـــر بنبرة راجية : ابوس ايدكم انتو الاتنين ، اهدوا شوية
لاحـــظ عمـــر وجود بقعة دمـــاء على كم قميص خـــالد الأزرق ، ف تملكه الرعب و...
-عمــر بقلق : خالد ، هو انت اتعورت ؟؟
-خالد باقتضاب : لأ
-عمر متسائلاً وهو يشير بإصبعه : اومـــال الدم اللي على كمك ده من ايه ؟؟؟؟
-خالد بضيق : ده دم كارما !
شهقت كنزي في فزع عقب عبارة خــــالد الأخيرة ، ثم فغرت شفتيها في صدمة ، ووضعت كلتا يديها على وجنتيها و...
-كنزي بنبرة مرتعدة : كارما .. آآ... اختي !!
نظـــر خالد في ذهول إلى كنزي ، فلم يكن يتوقع أن تلك الفتاة الصغيرة -سليطة اللسان – هي اخت كارما التي يعاني معها ..
استجمع خـــالد شجاعته ، وسرد لها على عجالة ما حدث مع أختها ، فخفق قلب كنزي ، وركضت مسرعة للداخل لكي تبدل ملابسها وتذهب إلى أختها الراقدة بالمشفى
أمســـك خالد عمــر من ياقته ، وجذبه خـــارج المنزل ، وأغلق الباب من خلفه ، ثم دفعه أمامه بقسوة و...
-خالد بنبة حادة ونظرات قاتلة : قولي يا زفت بتعمل ايه هنا !
-عمـــر بتوتر : آآآآ.. أنا .. أنا ..
لمح عمـــر عامل توصيل الطلبات إلى المنزل وهو يدلف خـــارج المصعد ، فأشار بيده و...
-عمر بنبرة شبه فرحة : ايه ده بص ، ده بتاع الدليفري جه ، كويس عشان ناخد أكل معانا
ضـــرب خالد عمــر بحدة على قفاه ، و..
-عمر متآلما : آآآآه .. طب ليه كده
-خالد بتهديد : ده انت حسابك معايا اسود ومهبب ، بس لما نروح البيت ان شاء الله !!!!
-عمــر وهو يهز كتفيه في عصبية : وأنا مش هاروح معاك ، أنا هبات هنا
-خالد بحدة ولهجة آمــرة : اخـــــــرس !!!
فتحت كنزي الباب لتدلف خـــارج المنزل وهي ترتدي بنطالاً من الجينز ذو لون ( جملي ) ، ومن فوقه كنزة حمــراء وعقصت شعرها كحكة و...
-كنزي بضيق : اختي فين ؟؟
-خالد على مضض وهو يشير بيده : فين أهلك ؟
-كنزي بحدة وهي تنظر إلى خـــالد بضيق بالغ : ايه عنوان المستشفى اللي فيها اختي ؟؟؟؟؟
-خــالد باقتضاب : تعالي هوصلك !
-كنزي وهي تزفر في ضيق : أوووف
-عمر بصوت خافت : يالا يا كنزي ، خالد طالما حط حاجة في دماغه يبقى هيعملها .. فيالا من سكات !!
اضطرت كـــنزي أسفة أن تذهب بصحبة خالد وعمــر إلى المشفى ..
ركبت كنزي في المقعد الخلفي ، وظلت تزفر في ضيق من وقت لأخـــر ، وكانت تشيح بوجهها لتنظر خـــارج النافذة ..
ظــل الجميع طوال الطريق صامتين ، لم ينطق أي أحد بكلمة ، ولكن دارت ألاف الأسئلة بعقولهم ..
تجمعت الدموع في حدقتي عين كنزي ، وهي تتخيل أنها ستفقدها كما فقدت أبيها من قبل ، هي تخشى أن تصير وحيدة ، فوالدتها بعيدة عنها ، ولا تعلم أي شيء عما حدث ، وهي الآن بمفردها مع أبناء زوج أمها ، وأيضاً لا تطيق البقاء معهما .. ولكن ليس أمامها أي خيار أخــر حتى تستطيع ان تصل إلى اختها ..
..............................
في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،
اتصلت ناهد بأحد الأشخــاص الهامين – والذي كانت تعرفه من النادي – وطلبت منه أن يجمع لها معلومات عن مكان المشفى الراقد به عدلي حتى تستطيع أن تصل إليه ..
فربما تكون حالته قد تحسنت قليلاً فتخبره بالسر الذي احتفظت به لسنوات وخبأته عنه .. فينجد ابنته من براثن ابن اخيه ..
ظلت ناهد تجوب حديقة الفيلا ذهاباً وإياباً وهي تترقب ذلك الاتصـــال الهام ، وبالفعل ورد إليها رسالة نصية على هاتفها تحمل عنوان المشفى المتواجد به عدلي ..
تنهدت ناهد في ارتياح ، وظنت أنها على وشك إنقاذ ابنتها ..
ســــارت ناهد بخطوات سريعة ناحية الفيلا ، وقررت أن تبدل ملابسها وتذهب إلى المشفى لزيارته .. فلا يوجد وقت كـــاف لتضيعه
................................
في المشفى الخـــاص ،،،،
وصل خالد بسيارته إلى المشفى المتواجدة بها كارما ، وما إن صف السيارة حتى فتحت كنزي باب مقعدها الخلفي وركضت مسرعة ناحية مدخل المشفى .. حـــاول عمــر اللحاق بها لكي يوقفها ، ولكنها كانت الأسرع وسبقته إلى الداخل ..
استفسرت كنزي من موظف الاستقبال عن مكان أختها ، وعلمت أنها متواجدة في الطابق الخاص بالعناية المركزة فخفق قلبها فزعــاً ، وركضت ناحية الدرج الجانبي وعلى وجهها علامات الخوف جلية ..
صعدت كنزي الدرج بسرعة رهيبة ، ظلت تدعو الله أن ينجي أختها مما تعانيه ..
وصلت كنزي إلى الطابق الموجود به غرفة أختها ، ونظرت عبر الحوائط الزجـــاجية ، وهي تبحث بترقب شديد عنها .. وبالفعل رأت اختها ممددة على الفراش ، والشاش يغطي أجزاء كبيرة من جسدها .. فشهقت بفزع ، ووضعت كلتا يديها على الحائط الزجـــاجي وذرفت الدموع بلا توقف و...
-كنزي بصوت مرتعد : كـ... كارما !
حـــاولت كنزي أن تدلف إلى داخل الغرفة ، ولكن منعتها الممرضة من الدخول و..
-الممرضة وهي تشير برأسها : ممنوع يا آنسة
-كنزي بصوت باكي : الله يخليكي ، أنا عاوزة أشوف أختي ، بليز خليني أدخلها
-الممرضة بجدية : يا آنسة دي عناية مركزة ماينفعش أي حد يدخلها
-كنزي بضيق : دي أختي ، وأنا مش هامشي من هنا ، عشان خاطري دخليني عندها ، وأنا .. أنا هديكي اللي انتي عاوزاه
-الممرضة وهي تمط شفتيها : والله ما هاينفع
وصــل عمــر ومن خلفه خــالد ، ورأى كلاهمــا توسلات كنزي للممرضة من أجل أن تدخل لترى أختها ، فحـــاول عمــر اقناع الممرضة بأن تراها فقط لعدة دقائق ..
أصــرت الممرضة على الرفض ، فوضع خالد يده في جيبه ،وأخــرج بعض النقود منه ، ثم وضعها في كف يدها و..
-خالد بنظرات صارمة : معلش هاتشوفها
إدعت الممرضة أنها أشفقت على حـــال كنزي ، وسمحت لها بالدخول وتطلبت منها ألا تطيل البقاء في الداخل ..
أومـــأت كنزي برأسها ايجابياً ، ثم دلفت للداخل بعد أن شكرت الممرضة ...
ســـارت كنزي بخطوات مرتعدة وهي تقترب من فراش اختها ، كاد قلبها أن يخرج من صدرها بسبب خوفها القاتل عليها ..
أجهشت كنزي بالبكاء حينما رأتها عن كثب ، ونظرت إليها بأعين متفحصة للجروح التي تعلو وجهها والمغطاة بالشــاش ، ولساقها اليسرى المجبسة ، وللمحاليل المعلقة وتغذي وريد كف يدها الأيمن .. ولمعصمها المربوط برباط ضاغط ... وكـــاد أن يقتلها فزعاً هو صوت جهاز النبضات الخاص بالقلب ، فهي باتت تخشى أن يتوقف هذا الصوت عن الرنين فجــأة فيعلن انتهاء حياتها
وضعت كنزي يدها على فمها محاولة كتم شهقاتها ، فحـــالة اختها غير مطمئنة على الاطلاق
جلست كنزي على المقعد المجـــاور لأختها ، ومدت يدها وأمسكت كفها برفق شديد ، واحتضنته بين راحتي يدها ، وظلت تبكي بكاءاً مريراً ..
وقف خـــالد وعمر ينظران عبر الحائط الزجاجي إلى كنزي وكارما ، وعلى وجههما علامات الترقب ..
أمسك خالد بتلابيب أخيه ، ثم جذبه بعيداً عن الحائط الزجاجي ، وبدأ باستجوابه و...
-خالد بنظرات جـــادة : كنت بتعمل ايه عند البت دي
-عمر بتوتر : ولا حاجة
-خالد بحدة : ولا حاجة ازاي ؟؟ انت عارف اختها تبقى مين ؟
-عمر وهو يوميء برأسه : اهــا .. كارما
أمسك خالد عمــر من عنقه ، وضغط عليه بقوة ، ونظر إليه بنظرات مغلولة و...
-خالد بحنق : ولـــه .. انت هتستهبل !!
-عمر وهو يحاول التخلص من قبضة اخيه : والله أبداً ، دي كنزي اخت كارما ، وكارما اخت كنزي ، والاتنين انا عارفهم
-خالد وهو يزفر في ضيق : اوووف ، استغفر الله العظيم ، خلاص أنا عرفت ان هبابة اخت زفتة ، انت كنت بتعمل ايه عند الهوانم ؟؟؟
-عمــر بتوتر : آآآآ...
تردد عمــر كثيراً في إخبار أخيه بشــأن سبب معرفته بكلتاهما ، فوالده قد أوصـــاه ألا يخبر أحداً بشــأن زيجته الثانية ، وخاصة أخيه خالد حتى لا تثور ثائرته .. فحــاول عمر أن يختلق عذراً ما ، و...
-عمر بنبرة مترددة : آآآ.. دول ..آآآ.. بنات .. وآآآ.. وكويسين وآآ...
-خالد بنبرة صارمة : اتكلم طوالي ، مش عاوز لف ولا دوران ، ولا أي تحوير عليا !!! فاهمني !!
-عمر وهو يتنحنح : احم .. آآ.. طب .. اديني فرصة أفكرلك في حاجة مقنعة
-خالد بنفاذ صبر : انت هتكدب من أولها
-عمر وهو يمط شفتيه في تهكم: ما أنا لو قولتلك الحقيقة أبوك هاينفوخني
-خالد بضيق واضح : أه طبعاً ، الموضوع طالما فيه أبوك ، فأنت ماصدقت تشبك معاه وآآآ...
في تلك الأثناء دلفت كنزي خــارج غرفة اختها وهي تحاول السيطرة على نوبة البكاء التي انتابتها ، فاستمعت لجزء من حوار عمــر مع أخيه خالد عن اختها و...
-خالد بصوت شبه هـــادر : ماهي الهانم اللي راقدة جوا عمالة تلف على أبوك واختها شغالة عليك
-عمر وهو يشير بيده وبنظرات متوجسة : لألألأ .. انت فاهم الموضوع غلط
-خالد بنظرات قاسية : ده انت اللي أهبل ومش فاهم حاجة ، البت دي بنت ستين *** وعمــالة تلف على كل راجل شوية ، ومش مخلصها تشتغل لواحدها فمسرحة أختها معاها
-عمر بضيق : لأ كده كتير ، مابدهاش بقى ، انت لازم تعرف كل حاجة ، ما أنا مش هاستنى لما تسوء سمعة البت واختها وأنا اقف كده أتفرج ، أبوك يبقى يحل مشاكله بنفسه
نظـــرت كنزي إلى خــــالد بنظرات مميتة عقب سماعها لإهانة اختها الصريحة ، ولإتهامها بارتكاب أفعال مشينة ، أرادت كنزي أن تفتك به ، وتمزقه بين أنيابها إرباً إرباً ، لذا كورت قبضتي يدها في غضب شديد ، ثم انطلقت بخطوات سريعة نحوه ..
تفاجيء خـــالد بمن تدفعه بقوة في صدره ، وصدم عمــر هو الأخر من عصبية كنزي المفرطة مع أخيه ..
-كنزي بصوت عالي : قطع لسانك انت وأي حد يتكلم عني ولا عن اختي
حاول خالد الامساك بمعصمي كنزي ، ولكنها كانت تضرب بيديها بكل غـــل ، في حين حاول هو قدر الامكان السيطرة على ثورة الغضب التي إنتابتها و...
-خالد بحدة وهو يحاول الامساك بها : اخرسي
-عمــر وهو يحاول تهدئتها : اهدي بس يا كنزي
-كنزي بضيق وهي تضربه : الحق على أبوك انت وهو اللي معرفش يربيكم ، ما هو لو كان آآ... مممممـ...
وضع عمــر يده على فم كنزي ليمنعها من التطاول بالحديث على أخيه خـــالد ، فهو يعرف عصبيته المفرطة ، وربما سيؤدي الأمــر إلى الأسوأ و...
-عمـــر بقلق : اهدي بس.. أنا هاقوله كل حاجة
-خالد بنظرات غاضبة : تقولي ايه ، انطق في يومك
ظلت كنزي تتلوى بجسدها محاولة تخليص يديها من يدي خالد الذي أحكم قبضتيه عليها و...
-كنزي وهي تقاومه : مممــ....
-عمــر وهو يبتلع ريقه وبنبرة سريعة : كنزي وكارما يبقوا بنات طنط صفاء مرات أبوك التانية
-خالد فاغراً شفتيه : ايييه
-عمر مكرراً بتوتر : آآآ.. أبوك اتجوز ودول بنات مرات أبوك
أرخــى خـــالد قبضتي يده عن كنزي التي رمقته بنظرات حـــادة ، وظلت تفرك في معصميها بضيق بالغ .. في حين تجمدت ملامحه للحظات ، ونظر إلى عمــر بنظرات مصدومة و....
-خالد بنظرات مشدوهة : بابا اتجوز
-عمر وهو يوميء برأسه : ايوه !
وضع خـــالد يده على رأسه ، وحك شعره في ضيق واضح ، ونظر إلى أخيه بنظرات جادة و...
-خالد بعدم تصديق ونبرة منزعجة : يعني بابا اتجوز على ماما
-عمر وهو مطرق الرأس : اه ..
-خالد بنبرة ممتعضة : طب ازاي ؟؟
-عمر مازحاً بصوت خافت : زي الناس ، جاب الماذون وكتب الكتاب ، وعلى الجواب ، وبل الشربات ، وشغل الدي جي ، وظبط الدنيا ، وهيص ، وسابنا احنا نتسوح ..!!!
-خالد بضيق وهو ينظر لنقطة ما بالفراغ : وأنا .. وانا اللي كنت مفكر ان .. أن هي بترسم على أبوك ، وطلعت عينها في الشغل وآآآ.....
ظلت كنزي تنظر إلى خالد بإزدراء ، ووجه متجهم إلى أن استمعت إلى كلماته الأخيرة وخاصة حينما تحدث بصورة عفوية عن تسببه في حـــادث كارما بدون قصد ، فثارت ثائرتها مرة أخــرى و...
-كنزي بنبرة عصبية : يعني انت السبب في اللي حصلها ! انت اللي عملت فيها كده ؟؟؟؟
-عمـــر بنظرات متعجبة ونبرة متهكمة : انت لحقت تكره البُنية في عشيتها ، وكمان كنت ناوي تخلص عليها
أطرق خــالد رأسه في حرج ، فقد ظن أن والده على علاقة ما بتلك الفتاة ، ولكن كانت المسألة تتجاوز هذا بكثير ، فلم يأتْ إلى مخيلته أن والدتها هي زوجته الثانية .. ولكن هناك شيء ما خاطيء في الموضوع برمته ، فكارما على معرفة سابقة بعدلي .. وهذه المسألة لن يتهاون هو فيها ..
لم تخشى كنزي في الرد على خـــالد وتوبيخه بشدة على ما فعل مع أختها و..
-كنزي وهي تشير بيدها بنبرة غاضبة : انت زيك زي زيدان اللي كانت اختي شغالة عنده ، متفرقش عنه حاجة ، كلكم ظلمة ومفتريين ،هو فضل يقرفها ويكرهها في شغلها ويطلع عينها لحد ما طردها وهي معملتش حاجة ...
صُدم خـــالد حينما سمع تلك العبارات من كنزي ، وأصغى إلى ما تقول بإنصات تام .. في حين أكملت هي بـ ...
-كنزي بنبرة حانقة : وانت كنت ناوي تموتها وبرضوه عشان هي معملتش حاجة ، حرام عليكم بجد .. أنا بكره عيلتكم ، ربنا يسامحها مامي اللي وافقت على الجوازة دي من الأول
-عمر وهو يشير بيده بنبرة خافتة : طب خلاص يا كنزي ، اهدي عشان خاطري
-كنزي بحدة : لأ مش ههدى ، أبوك هو اللي عرض على أختي تشتغل في الشركة عندكم ، وهي زي العبيطة وافقت عشانه راجل طيب ومرضتش تحرجه ، لكن لو كانت نعرف إن عياله بالشكل ده ، كان زمانتها رفضت ....!!!!!!!
توالت الحقائق على خـــالد وهو ينظر إلى كنزي في ذهول تـــام ، لم ينبس بكلمة ، فقط يصغي لكل ما قيل ، ويديره في رأسه .. لقد ربط الحقائق معاً ..
والده تزوج من والدة كارما ، وهي كانت تعمل لدى عدلي وابن أخيه ، ولكنه طردها من العمل ، فعرض والده رأفت عليها فرصة العمل لديه في الشركة ، وبالتالي كانت تتلقى معاملة استثنائية بسبب زواج أمها منه ، هي لم تخطيء في شيء .. ولكن بقي سؤال أخير يريد معرفة إجابته ..
-خالد متسائلاً في حيرة : طب يبقى مين اللي سرق ملف الصفقة ووداه لزيدان ................................................... ؟؟؟؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا