مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السادس والثلاثون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل السادس والثلاثون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
احتدمت المواجهة بين كنزي وفريدة ، خاصة بعد أن علمت فريدة بأمر زيجة زوجها من إمرأة أخرى ، فنظرت إلى إبنيها أدهم وعمر بأعين مشتعلة من الغضب ، وفغرت شفتيها في صدمة و...
-فريدة بنظرات غاضبة ، ونبرة حانقة : ايه اللي بتقوله المجنونة دي ؟
-كنزي بحدة وهي تشير بيدها : انا مش مجنونة !!!
-أدهم بنبرة مضطربة قليلاً : هو الحكاية وما فيها إن .. آآآ.. يعني آآآ...
حـــاول أدهم قدر استطاعته أن يبرر لوالدته ملابسات ما حدث ، ولكنها لم تقتنع بكلمة مما قال ، بل نظرت فريدة إلى أدهم بنظرات ثاقبة ، وعلى وجهها علامات الحنق الممزوجة بالغضب العارم و....
-فريدة بنظرات جاحظة : يعني انت كنت عارف ؟؟؟
-أدهم بنبرة مترددة : مش من زمــان أوي .. ده امبارح بس و...آآآ..
-فريدة مقاطعة بصوت هــــادر : يعني كنت عارف ان ابوك راح اتجوز أم الجربوعة دي
-كنزي بصوت عالي وهو تشير بيدها : لمي نفسك ، أنا مش جربوعة
-عمر وهو يبتلع ريقه في توتر : أووووبــــا ، ولعت ... !!
نظرت فريدة إلى عمـــر ورمقته بنظرات قاتلة وقاسية و...
-فريدة بنبرة صلبة : وانت كنت عــارف ؟
-عمر وهو يهز رأسه : لأ طبعاً ، أنا حضرت معاه كتب الكتاب وبس !!!
اشتعلت حدقتي عين فريدة ، وتحولتا إلى جمرتين ملتهبتين من الغيظ الممزوج بالحنق والغضب ...
-فريدة بنظرات قاتلة : حسابك معايا مش هايعدي بالساهل
-عمر وهو يمط شفتيه بصوت خافت : وأنا ايه ذنبي ! يعني أبو خـــالد يتجوز ، وأنا ألبس في الحيطة !
أمـــالت يارا بجسدها قليلاً على كنزي ، ووضعت يدها على كتفها وربتت عليه و...
-يارا وهي تحاول تهدئة كنزي : الله يكرمك ، ابعدي عن خلقة الست دي السعادي
-كنزي بإصرار : لأ .. !
-أدهم بنبرة عالية نوعاً ما : ماما مافيش داعي نغلط في حد ، الموضوع ده مع بابا و آآآ...
-فريدة مقاطعة بتهكم : لا والله ، يعني عاوزني اكون هادية لما أعرف ان ابوك خاني وراح اتجوز
-كنزي وهي تلوي فمها في استهزاء : انا عذرت عمي رأفت دلوقتي ، وعرفت ليه هو كان متمسك بمامي أد كده ، وعنده حق ، ماهو اللي يبقى متجوز واحدة زيك لازم يطفش مش بس يتجوز عليها
-فريدة بنبرة صـــارمة ولهجة آمرة : اخررررسي ، قطم رقبتك
-كنزي بنبرة هائجة : ان شاء الله انتي !
-يارا بنظرات متفاجئة : اوووبس !!
-أدهم بنظرات مغتاظة : كنزي ، من فضلك خشي جوا
-فريدة بنظرات حانقة ، ونبرة غاضبة : انت هتسترجاها كمان ، والله عــال !!!!
-كنزي بنبرة استهجان: ده ليه الجنة يا شيخة من عمايلك دي
-فريدة بحــــدة : طلعوا البت دي برا بيتي
-عمر وهو يشير بيده وبنبرة هادئة : للأسف مش هاينفع يا ماما ، بابا بنفسه هو اللي قايل كنزي تفضل معانا لحد ما اختها تروق
-فريدة بنظرات مميتة : على جثتي إن فضلت هنا ثانية واحدة ...!!!!
-كنزي بتهكم صريح : لعلمك انتي هتموتي مفروسة ، وأنا أعدة على قلبك ، ومش هامشي
-فريدة بنظرات قاسية : والله ما هتقعدي هنا في فيلتي ، ما هو يا أنا يا انتي ، ارموها برا
-كنزي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وبنبرة واثقة : أكيد أنا هاقعد ..!
-ادهم بصوت قوي : يــــــارا !! خدي كنزي وخشوا بقى جوا ، الله !
-يارا على مضض : طيب
مدت يــارا يدها وأمسكت ذراع كنزي ، وحاولت دفعها للخلف ، ولكن ظلت كنزي متشبسة بالدرابزون و...
-كنزي بنظرات باردة : ثواني بس يا يارا ، انا منكرش إني بكره عيلة الصياد ، وبكره جواز أنكل رأفت من مامي ، بس فعلا أنا مبسوطة انه عمل في واحدة زيك كده ، لأنها تستاهل
-يارا بخفوت : خلاص بقى ، انتي خدتي حقك وزيادة
لوت كنزي فمها في تهكم صريح من فريدة ، ثم رمقتها بنظرات أخيرة غير عابئة بها ، وانصرفت مع يارا إلى غرفتهما ...
انتاب فريدة ثورة من الغضب العارم ، وظلت تسب وتعلن ، فوضع ادهم ذراعه على كتفها ، ودفعها برفق إلى داخل غرفة المكتب ليتحدث معها بداخله ...
..................
احتــار عمر إلى أين يذهب ، وزع بصريه ما بين أخيه ووالدته ، وبين يارا وكنزي ، وفي النهاية حسم رأيه بـ ...
-عمر بنبرة جادة : لأ أنا أروح مع كنزي ويارا أحسن ، اهو كده كده هتهزأ ، يبقى at least على حق ، بدل ما باخد على دماغي من غير أي حاجة ..!!
..................
لم تستطع فريدة السيطرة عى نوبة الغضب التي اجتاحت كل ذرة فيها ، فليس الأمر بالهين عليها حينما تكتشف أن زوجها قد تزوج عليها ، وبدون علمها ، فشل أدهم في تهدئتها ، بل إنها حملته خطأ عدم اخبارها فور علمه بهذا ...
.................
جلست كنزي على طرف الفراش وهي تزفر في ضيق ، وعلى وجهها الحنق ، حـــاولت يارا أن تتحدث معها وتهون عليها ما حدث و...
-يارا بصوت دافيء: بصي ماتخديش على كلام الست دي ، هي كده ، ومش هاتتغير
-كنزي بتذمر : أنا محدش اتكلم معايا بالشكل الوقح ده قبل كده
-يارا مبتسمة بتهكم : يا بنتي انتي مجربتش واحد على عشرة من اللي عملته معايا
-كنزي وهي تزفر في ضيق : اوووف
-يارا بنبرة شبه فرحة : بس الحق يتقال انتي أفحمتيها
ابتسمت كنزي عفوياً ، و..
-كنزي بنصف ابتسامة : أنا معرفش جتلي القوة دي منين ، بس ربنا الحمدلله قدرني عليها
-يارا بنبرة جـــادة : المهم احنا الوقتي نلبس ونجهز عشان نروح نشوف اختك ونطمن عليها
كانت كنزي على وشك الرد ، ولكن طــرق عمــر الباب ، فسمحت لها يارا بالدخول و...
-عمر مبتسماً ببلاهة : والنبي لنكيد العزال ، ونقول اللي ما عمره اتقال ♫ ، يا كيدنهم ، يا فرسينهم ، بالقوي يا احنا ♫ ♪
-كنزي بنظرات ازدراء: انت فايق تهزر
-عمر مازحاً : ما هم يبكي ، وهم يضحك ، وهَم يا جمل
-كنزي بضيق وهي تنظر إلى يارا : انتو مستحملينه ازاي !
-يارا وهي تبتسم نصف ابتسامة : معلش استحميله ، ده زي اخوكي برضوه
-عمر وهو يشير بيديه بنبرة حـــــادة : لألألألألأ ... أنا معنديش اخوات بنات ..!
-يارا وهي تشير بعينيها : طب اطلع بقى برا خلينا نغير هدومنا
-عمر متسائلاً : انتو رايحين فين ؟
-كنزي باقتضاب وبنبرة ضائقة : هاطمن على اختي اللي مرمية لوحدها في المستشفى دي
-عمر وهو يمط شفتيه : ممممم.. طيب ، يدوب ألحق ألبس أنا كمان
قررت يارا أن تصطحب كنزي في زيارتها لأختها كارما ، وأصــر عمر على الذهاب معهما رغم اعتراض كلتاهما عليه ، ولكنه لم يستمع إليهما ، وركض مسرعاً ناحية غرفتهما .....
.....................
بقي أدهم مع والدته في غرفة المكتب ، وكـــأن الحرب العالمية قد اشتعلت هناك ، لم يقوْ أدهم على قمع غضب والدته ، فقد كانت ثائرة إلى أقصى درجة .. ورفضت أن تستمع إلى ما يقول وظلت تلقي بالسباب والتهديد والوعيد للجميع وأولهم رأفت زوجها البائس ...
حــــاولت الاتصال برأفت ، ولكنه لم يجبْ على اتصالاتها ، مما زاد من حنقها و....
-فريدة وهي تلقي بهاتفها ، وبنبرة مشحونة بالغضب : مش بيرد عليا ، طيب يا رأفت ، طيب ..!!!!!!!
-أدهم وهو يشير بيده ، وبنبرة مضطربة : تلاقيه بس آآآ...
-فريدة مقاطعة بحدة : أعد مع الهانم الواطية اللي اتجوزها عليا ، أنا .. أنا فريدة هانم الرفاعي بنت الحسب والنسب ..!!!
-أدهم وهو يزفرفي ضيق : اووووف !
-فريدة بتذمر واضح : مش هاعدي اللي حصل ده على خير ، وأبوك هاعرفه غلطته
-أدهم بضيق : يا ماما بابا مش عيل صغير عشان نحاسبه
-فريدة بنظرات حانقة ، ونبرة مغتاظة : انت هتدافع عنه ، عاوز تبرر جريمته
-أدهم بنبرة منزعجة : بصي يا ماما ، لا هابرر ولا غيره ، بس الكلام دلوقتي مش هايفيد ،لازم بابا يكون موجود بنفسه عشان هو يقولك السبب اللي خلاه يعمل كده
ســـارت فريدة بضعة خطوات للأمــــام ، ثم أولت ظهرها إلى أدهم ، و...
-فريدة بنبرة غاضبة ونظرات متوعدة : أنا من الأول قلبي كان حاسس ان أبوك داير على واحدة تانية ، وكلمت خالد يتصرف بس هو طنشني ، ماشي يا أدهم ، طيب يا خالد ، مش هاعدي اللي حصل ده بالساهل !!
أخفض أدهم عينيه ، وحاول التحكم في نفسه ، وأجبر صوته على أن يخرج إلى حد ما بنبرة طبيعية و...
-أدهم وهو يجز على أسنانه : يا فيرووو اهدي ، ماينفعش الأمور تتاخد بعصبية
-فريدة بنبرة صارمة : بلا فيروو بلا بتاع ، اقولك على حاجة ، أنا مش طايقاك ولا طايقة اي حد ، ابعد عني السعادي ، بــرا
نظـــر ادهم إلى والدته بنظرات مصدومة، وابتلع غيظه في نفسه ، ثم ســـار في اتجاه باب الغرفة .. ولكنه توقف فجــأة ، و...
-أدهم بنبرة جـــادة : ماما أنا مش عاوزك بس تعملي حاجة تخليكي تندمي
-فريدة بنبرة قاتمة : بــــــرا ، مش عاوزة أسمع لكلام حد !!!!!
في النهاية يأس ادهم من محاولاته الفاشلة في اقناع والدته ، وقرر الذهاب هو الأخــر من أمامها ...
دلف أدهم إلى خـــارج الغرفة ، ونظر إلى والدته نظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب خلفه ، توجه أدهم إلى الدرج ،وامسك بالدرابزون ، ثم صعد إلى غرفته ، وقرر أن يبدل ملابسه ، ويذهب إلى الشركة مع أخيه من أجل التوصل معه إلى حل مؤقت لتلك المعضلة ....
.......................
في شركة Territorial ،،،،
طلب زيدان من شاهين أن يحضر إلى شركته بدلاً من الفيلا كي يضمن سرية التحريات التي يجريها عن قرابة شاهي من عدمه من عمه عدلي الباشا ...
جلس زيدان على مكتبه ، وظل يزفر في انزعــــاج واضح ، لم ينم طوال الليل ، بل ظل جالساً في مكتبه بالفيلا ، وما إن أشرقت شمس الصباح حتى انطلق إلى شركته ، وتواجد بها قبل ميعاد حضور الموظفين ..
تفاجيء الجميع بوجود زيدان في مكتبه ، وحاولوا قدر الامكان تجنب اللقاء به ، لأن الساعي قد أخبرهم أن حالته المزاجية حـــادة ، و عصبيته زائدة ..
ظل زيدان مسلطاً بصره على نقطة ما بالفارغ ، يفكر في كل ما قالته زوجة عمه ، فهل يعقل أن يكون عمه بذلك القدر من السوء وتلك البشاعة، هو تربى على يده ، بلى .. لم يكن متواجداً في القاهرة ، ولكنه كان يثق في عمه ثقة جمـــة ..
كان زيدان يتابع له الأعمـــال المتعلقة بشركته من مقر إقامته بالعاصمة الانجليزية لندن ، وبالتالي لم يجد صعوبة في إدارتها حينما عـــاد إلى القاهرة
كان يود لو يهرول إلى عمه ليتأكد من صحة ما قال ، ولكن للأسف عمه عدلي حالته غير مستقرة ، ولا يوجد أي وسيلة أخرى للتأكد من صدق ما قيل سوى عن طريق تحليل الـ ( حمض النووي ) ، كما قرر أن يكثف تحرياته عن ناهد وخاصة ما يتعلق بماضيها المخفي ، ففكرة أن تكون شاهي هي ابنه عمـــه مرعبة للغاية ..
نظـــر زيدان إلى يديه ، وظل يتذكر كيف اعتدى بكلتاهما على شاهي بلا رحمة ، كيف كــــال لها من الضربات واللكمات ما أوجعها ، كيف اغتصبها في ليلة عمرها دون شفقة .. كيف كان شيطاناً بحق معها.. وكيف لم يضعف للحظة واحدة أمام صراخها وتوسلاتها بأن يرحمها ..
ابتلع زيدان ريقه بصعوبة ، فتلك هي المرة الأولى التي يخشى فيها – بحق – من خسارة شيء ما غالي عليه ..
ورغم عدم اعترافه بهذا حتى أمام نفسه ، إلا أنه أيقن أنه قد تعلق بشاهي .. بلى لقد أحبها رغم الظروف القاسية التي وُضع فيها كلاهما ....
قطع شروده صوت طرقات على الباب ، فاعتدل زيدان في جلسته ، وسمح للطــارق بالدخول ..
دلف شاهين إلى داخل الغرفة ، وانحنى قليلاً بجسده ليلقي التحية على رب عمله ، فأشـــار له زيدان بالاقتراب ، والجلوس على المقعد المقابل لمكتبه ...
حــاول زيدان أن يستجمع قدراً من شجاعته التي ظن أنها هربت منه بسبب ذلك المطلب الحيوي والخطير ...
لاحظ شاهين ارتباك ملامح زيدان ، فهو لم يراه بتلك الحالة من قبل ، و...
-شاهين متسائلاً بنبرة متوترة : آآآ.. حضرتك كويس يا باشا ؟
-زيدان وقد انتبه له : هـــه
-شاهين وهو يبتلع ريقه : معاليك تعبان لا سمح الله ، اجيب لحضرتك دكتور ؟؟؟
-زيدان باقتضاب : لأ ...
رسم زيدان على وجهه قناع الجمود من جديد ، ثم نظر إلى شاهين بأعين فارغة و...
-زيدان بنبرة جـــادة : أنا عاوزك في مهمة جديدة
-شاهين وهو يضع يده على قفاه : رقبتي يا باشا
-زيدان وهو يتنحنح في خشونة : احم .. آآآ.. انا .. انا كتبتلك المطلوب في الورقة دي
مد شاهين يده لكي يمسك بالورقة ، ولكن ظل زيدان قابضاً عليها بأصابع يده ، ونظر إلى شاهين بنظرات شرسة ومحذرة و...
-زيدان بنبرة صارمة ونظرات محذرة : بس قسما ً بالله لو كلمة واحدة من اللي موجود في الورقة دي خرجت ، مش هاقولك على اللي هيجرالك يا .. يا شاهين
-شاهين بقلق : آآآ... اطمن .. يا باشا
أرخى زيدان قبضة يده عن الورقة ، فأمسك بها شاهين وطواها ، ثم وضعها في جيبه ، في حين نهض زيدان هو الأخـــر عن المكتب ، وســـار بخطوات ثابتة بجوار مكتبه ، ثم دار حوله ، وهو يتحسس جيبه الموجود به المظروف الذي يحتوي على خصلة شعر شاهي ..
وقف زيدان في مواجهة شاهين ، ثم نظر إليه بنظرات ثابتة و...
-زيدان بلهجة جادة : عاوزك تعملي تحليل الـDNA لواحد من معارفي
-شاهين وهو يوميء برأسه : حاضر يا باشا ، هاتلي العينة وأنا هاخلص الموضوع كله
وضع زيدان يده في جيبه ، واخــرج المظروف ثم أعطـــاه لشاهين ، و...
-زيدان بنبرة جدية وهو ينظر في ساعة يده : والعينة التانية هاجيبهالك ، مممم.. كمان ساعة
-شاهين بصوت خافت : حاضر يا باشا
-زيدان وهو يشير بعينيه ، وبلهجة آمــرة : يالا ، روح اعمل اللي قولتلك عليه ، واستنى مني تليفون
أطــرق شاهين رأسه ، ثم تراجع بظهره وســار بخطوات مرتبكة للخلف و...
-شاهين بنبرة خافتة : أوامر سيادتك ...!
انصـــرف شاهين من غرفة المكتب ، في حين وضع زيدان كلتا يديه في جيبي بنطالــه وظل محدقاً لبرهة أمامه وهو متوجس خيفة مما هو قـــادم ، ومن أن تتحول الشكوك إلى أمــر حقيقي مُسلم به .. وبالتالي سيقع على عاتقه مهمة إيصال تلك الحقيقة إلى شاهي ، فهو يحب عمه حباً جماً ، وكم كان يتمنى لو كانت لديه ابنة ليتزوجها بدون تردد ، فربما يتحقق رجائه هذا حالياً ، ولكن بعد فوات الآوان .. وهذا ما يخشاه بحق أن يخسر شاهي للأبد فور علمها بالحقيقة ....
............................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،،
انتهت كلاً من يارا وكنزي من ارتداء ثيابهما ، ثم دلفت كلتاهما خــارج الغرفة ، وسارتا نحو الدرج ، في نفس التوقيت خرج أدهم هو الأخر من غرفته ثم نادى على يارا و...
-أدهم بنبرة عالية : يـــــــــارا
التفتت يارا له ، ثم عــــاودت الالتفات برأسها إلى كنزي ، ووضعت يدها على كتفها ، و...
-يارا بنبرة هادئة : كنزي اسبقيني على تحت ، وانا هاحصلك ، هاشوف بس أدهم جوزي عاوز ايه
-كنزي وهي توميء برأسها : أوكي..
نزلت كنزي الدرج ، في حين وقفت يارا في مكانها ، واقترب أدهم منها و..
-أدهم متسائلاً بنبرة ممتعضة : انتو رايحين فين ؟
-يارا بنبرة طبيعية : هاروح مع كنزي المستشفى عشان تطمن على اختها
-أدهم وهو يمط شفتيه في انزعــاج : يارا عاوزك تكلمي البت دي وتخليها تخف شوية ، ماينفعش اللي حصل النهاردة
-يارا بنظرات ضيقة : والله يا أدهم هي عندها حق ، يعني أمك بتغلط في الكل وعاوزها تسكت
-أدهم بنظرات محذرة : بقولك ايه ، أنا مش عاوز مشاكل فوق المشاكل اللي عندنا ، خلينا نشوف حل في المصايب اللي نازلة ترف على دماغنا
-يارا وهي تزم شفتيها في ضيق : ربنا يسهل
-أدهم بنبرة جـــادة وهو يشير بيده : ومش عاوزك تتأخري ، ماشي !
-يارا باقتضاب : إن شاء الله ، في حاجة تانية ولا أتوكل على الله
-أدهم وهو يهز رأسه بالنفي: لأ .. وأنا هاروح لخالد الشركة أشوف هنعمل ايه
-يارا بنبرة هادئة : اوكي ، ومتنساش موضوع السنتر بتاعي
زفـــــر أدهم في ضيق واضح ، ونظر إلى يارا بنظرات جافة و...
-أدهم بانزعاج : وده وقته يا يارا
رفعت يارا ذراعيها عالياً ، ثم لفتهما حول عنق أدهم ، و...
-يارا بدلال : بليز يا أدهم ، انت عارف الموضوع ده مهم بالنسبالي أد ايه
-أدهم على مضض : ربنا يسهل
-يارا مبتسمة بعذوبة : ان شاء الله هيسهل يا حبيبي
تأبطت يارا ذراع زوجها ، ونزل الاثنين سوياً على الدرج .. لمحتهما فريدة وهي تقف على باب غرفة المكتب ، فرمقت يارا بنظرات متوعدة و..
-فريدة بنبرة مخيفة في نفسها : قريب أوي هاخلص منك يا بنت الخدامين ، هانت !!!!
وبالفعل خرجت يارا مع زوجها أدهم خــارج باب الفيلا لتجد كنزي وعمر بانتظارها ، فأسرع أدهم في خطـــاه واتجه للجراج واحضر سيارته لكي يوصل الجميع إلى المشفى قبل أن يتوجه هو إلى الشركة ...
..............................
في لندن ،،،،
في الفندق ،،،،
انقبض قلب صفاء خاصة أنه قد مر يومان دون أن تتصل بها أي من ابنتيها إلى الآن ، وهذا أمــر مزعج للغاية بالنسبة لها ، خاصة وهي تعلم مدى تعلق الفتاتين بها ..
شعرت أن هناك خطبٌ ما بهما ، لذا وضعت صفاء يديها على عجلتي مقعدها المدولب ، ثم حركتهما بأيديها المرتعشة إلى الأمــام ، وتوجهت ناحية رأفت الذي كان واقفاً في الشرفة ومستنداً بيده على حافتها ..
لمحت صفاء زوجها وهو شارد الذهن يفكر في أمــر ما .. تحركت صفاء ناحيته ، ونادت عليه بـ ...
-صفاء بصوت مرتعد : رأفت
التفت لها رأفت برأسه أولاً ، ثم تحرك بجسده ناحيتها ، وجثى على أحد ركبتيه ، ونظر إليها نظرات حانية و...
-رأفت بصوت دافيء : ايوه يا حبيبتي
-صفاء بنظرات قلقة : أنا .. أنا عاوزة أطمن على بناتي ، خليني أكلمهم
ابتلع رأفت ريقه في توتر ، وأخفض عينيه في ارتباك واضح و...
-رأفت بخفوت : اطمني يا صفاء ، البنات آآآ.. كويسين
-صفاء بعدم اقتناع : مش مصدقة يا رأفت ، قلبي بيقولي ان في حاجة حصلت
مد رأفت كلتا يديه وأمسك بكفي يدها وربت عليهما في حنية ، ثم سبل جفنيه و...
-رأفت بنبرة هادئة : أنا موصي خالد ابني عليهم ، فاطمني
عقدت صفاء حاجبيها في استغراب ، ونظرت إلى رأفت بنظرات مندهشة و...
-صفاء بنبرة متعجبة : خـــالد !
-رأفت وهو يومي برأسه : أهــا
ظلت صفاء تنظر إلى رأفت محاولة سبر أغوار عقله ومعرفة ما يدور في رأسه ، فتابع هو حديثه بـ ...
-رأفت بصوت رخيم : خالد ابني عرف كل حاجة خلاص، وأنا وصيته على البنات
-صفاء بنظرات مصدومة : ابنك عرف ؟؟ طب امتى ؟؟
-رأفت متابعاً بنبرة هادئة : أنا قولتله ، وماتشليش هم أي حاجة ..!
على قدر استطاعته حـــــاول رأفت أن يبدو طبيعياً وهادئاً إلى حد كبير أمام زوجته حتى لا ينعكس هذا بالسلب عليها ، فهو يريد أن يكمل معها رحلة التشخيص ومن ثم العلاج بدون أي توترات نفسية قد تؤثر عليها ...
........................
في شرم الشيخ ،،،،
طلبت نهى من مدير الشركة السياحية الذي تعمل لديه أن تأخذ يومين عطلة من عملها ، وبالفعل وافق مديرها نظراً لكفائتها والتزامها بالعمل ...
طلبت نهى تلك العطلة خصيصاً من أجل جاسر الذي أصبح أمره يهمها للغاية ...
حيث عقدت نهى العزم على زيارة والدته ناهد في فيلتها ، ومحاولة إعادة روابط الود مجدداً بينها وبين ابنها الأكبر جاسر ، فمهما كان الخلاف بينهما هي مازالت والدته ، كما أن نهى كانت ترغب في التعرف إليها بشدة ، من أجل محاولة اقناعها بإصلاح أخطـــاء الماضي ، لعل وعسى يجد جاسر السلام الداخلي الذي ينشده ، ويتصالح معها ومع نفسه ، ومن ثم تتحسن أحواله ، فهي على يقين تام من أن هروبه من تلك المشاكل وتجنبه خوض الجدال مع عائله ما هو إلا من أجل الحفاظ على أخــر رابط دموي قبل انهيار الأسرة تماماً ...
حجزت نهى في الحافلة المتجهة إلى القاهرة مساء اليوم ، وأعدت حقيبتها للسفر والعودة في نفس اليوم ..
كما استطاعت نهى بفضل أحد المعارف أن تتمكن من معرفة عنوان فيلا جاسر بالقاهرة ، وتملكتها الحماسة للتعرف أكثر إلى عائلته .. هي فقط تنتظر أن يـأتي موعد سفرها حتى تركب على متن الحافلة وتبدأ مهمتها المقدسة من أجل إعادة لم شمل الأسرة من جديد ...
............................
في شركة الصياد ،،،،،
وصــــل خالد إلى شركته ، ويكسو وجهه علامات الانزعــــاج والتجهم ، فهو يريد أن يعرف من المتسبب وراء إطلاق تلك الشائعات الخاصة بسمعة كارما ، فبعد أن عرف الحقيقة ، وأدرك خطأه ، عقد عزمه على كشف المتسبب الحقيقي فيما آلت إليه الأمور
قام خالد باستدعاء كافة الموظفين والموظفات المكلفين بأعمــــال السكرتارية في مكتبه ومكتب والده المهندس رأفت في اجتماع طاريء ، ولكن كل فرد على حدا ، وترك من كان يشك في أمرها للنهاية - وبالأحرى هي تلك السكرتيرة التي كانت تتولى إدار شئون مكتب والده - لكي يستجوبها على انفراد تام ، وبعد أن يجمع كافة المعلومات التي يريدها ...
ظن الجميع أن هناك سرقة ما قد حدثت في مقر الشركة ، أو جريمة ما قد اقترفت حتى يتم التحقيق مع الجميع بهذا الشكل المهين ..
لم يتهاون خــــالد في أن يقتص ممن تسبب في تلويث سمعة كارما ، وانتظر خالد حتى دلفت إليه السكرتيرة ، وبدأ معها تحقيقه الجــــاد ..
رمق خـــالد السكرتيرة بنظرات حانقة ، ورفع حاجبيه في استنكار شديد لها و..
-السكرتيرة بنبرة متوجسة : آآ.. ايوه يا بشمهندس
-خالد بنبرة جـــــادة : تعرفي ايه عن كارما هاشم
فغرت السكرتيرة شفتيها في استغراب شديد ، واعتلت علامات التساؤل وجهها ، و...
-السكرتيرة بنظرات متسائلة : هـــه
-خالد بنبرة صارمة ومحذرة : ردي على السؤال ! وحذاري تقولي حاجة مش مظبوط ...!!!!
انتفض جسد السكرتيرة رعباً من لهجة خــــالد الصارمة معها ، وتراجعت للخلف ، ونظرت إليه بنظرات قلقة ، ثم بدأت في سرد ما سمعته وما رأته ، وما توهمت أنه يوجد بين كارما ووالده ..
أنصت خـــالد إلى كل ما قالته السكرتيرة بإصغاء تام ، وأدرك من كلامها أن ما قالته ما هي إلا افتراضـــات قد وضعتها لعلاقة وهمية جمعت بين الاثنين ، وما إن انتهت من الحديث حتى صـــاح بها خالد بـ ....
-خالد بنبرة حـــــادة ونظرات مميتة : يعني انتي ولعتي الدنيا كلها عشان كنتي بس مفكرة ان في علاقة بين كارما ووالدي ؟؟؟؟
-السكرتيرة بنبرة مرتعشة : أنا .. انا كنت مفكرة انها .. انها بترسم عليه وآآ.. وبتخدعه
طــــرق خــالد بقبضتي يده بقوة وعصبية مفرطة على سطح مكتبه ، ونظر إلى السكرتيرة بنظرات محتقنة من الغيظ و...
-خالد بنبرة ممتعضة : عيل هو عشان واحد اد عياله تعمل كده ، والبنت معملتش حاجة وانتي .. انتي جالك قلب تطلعي عليها الكلام الزبالة ده كله ، اييييه ، ماخوفتيش من ربنا ؟؟؟ طب يا شيخة ماحتطيش نفسك مكانها
ابتلعت السكرتيرة مرارة الإهانة ولم تعقب ، بل أطرقت رأسها في إذلال وخزي ، فتابع خالد بـ ...
-خالد بصلابة أكثر : قسما بالله لولا إني مش عاوز أقطع عيش حد كان زماني رميتك في الشارع ، انتي تلمي حاجتك من المكتب ، وتنزلي على الأرشيف ، مالكيش شغل هنا مع الإدارة
-السكرتيرة بنبرة معترضة : بس ده .. آآ.. ده ظلم !
-خالد بنظرات قاسية وهو يشير بيده : ده أقل حاجة تتعمل فيكي ، واحمدي ربنا انك لسه هنا ، يالا اتفضلي من غير مطرود .....!!!!!!!
أومـــأت السكرتيرة برأسها ، ثم ســـارت بخطوات مخزية نحو باب المكتب ، وأمسكت بالمقبض وأدارته وفتحت الباب ودلفت للخـــارج ، ثم أغلقت الباب من خلفها ..
ظل خـــالد يتابعها بنظرات ازدراء ، ثم وضع يده على سماعة هاتف مكتبه ، واتصل هاتفياً بمدير شئون العاملين ، وطلب منه أن يجهز أوراق نقل تلك السكرتيرة إلى مكتب أخـــر .. كما طلب منه تعديل العقد الخــاص بالموظفة كــارما ولكن دون اخبارها ، وصـــرف مكافأة مجزية لها نظير جهودها المضنية في العمل خلال الفترة الماضية ..
اندهش مدير شئون العاملين من طلب خـــالد ولكنه لم يعلق عليه .. وأخبره بأنه سينتهي من تجهيز كل شيء ويطلعه فوراً بالجديد ..
شعر خــــالد بالارتياح لأنه قد تيقن من صدق ونبل أخلاق كارما ، وتعهد في نفسه أن يعوضها عما لحق بها من إســـاءة ....
.......................
في فيلا رأفت الصياد ،،،
طلبت ناهد من سائقها أن يوصلها إلى فيلا رأفت الصياد ، فقد ظلت طوال الليل ساهرة ، ولم تغفل إلا لساعتين فقط ، وما إن استيقظت حتى ارتدت ملابسها على عجـــالة ، وانطلقت نحو الفيلا ...
وبالفعل وصلت ناهد إلى هناك وعلى وجهها علامات غضب مميتة .. لقد أقسمت ناهد على ألا تترك فريدة دون أن تكشف حقيقة ما فعلت أمام عائلتها ، فهي لن تتركها تهنأ وتنعم بحياتها ، في حين تعاني هي من ويلات انهيار عائلتها ..
لم يعد هناك أمام ناهد ما تخشى خسارته ، لذا قررت أن تواجه فريدة وتصل معها إلى خط النهاية ...
قرعت ناهد جرس الباب بكل عصبية ، ولم تزيح يدها عنه حتى فتحت لها الخادمة صباح الباب ..
دلفت ناهد للداخل ، وهي تصرخ بطريقة هيسترية مخيفة ، حاولت صباح أن تسيطر على انفعالاتها ، ولكنها فشلت ..
-ناهد بصراخ حـــــاد : انتي فين يا فريدة ؟؟؟ اطلعي ولا هتفضلي مستخبية مني كده كتير ، وريني نفسك ، ولا خايفة أفضح اللي عملتيه معايا ؟؟؟ فين ولادك يجوا يشوفوا أمهم ، فين جوزك البشمهندس رأفت يعرف مراته على حقيقتها
ركضت فريدة ناحية ناهد ، وحاولت أن تهديء من غضبها الجم ، ولكنها عجزت أن تفعل هذا أمام ثورتها الهائجة .. أشارت فريدة للخادمة صباح بالانصراف ، وطلبت منها أن تعد قدحين من الشاي الساخن وتحضرهما إلى غرفتها ...
انصرفت الخادمة صباح واتجهت ناحية المطبخ ، وعقلها يتسائل عن تلك الفضائح التي تهدد ناهد بكشفها ..
توسلت فريدة لناهد بأن تصمت ، وطلبت منها برجـــاء شديد أن تصعد معها إلى غرفتها و...
-ناهد بنبرة عصبية : مش هاهدى ولا هرتاح إلا ما بنتي ترجع لحضني ، والله يا فريدة ماهسيبك تتهني لحظة واحدة ،بنتي يا إما هولع في الدنيا كلها !!
-فريدة على مضض : طيب ، حاضر ! بس نطلع نتكلم فوق ، بليز يا ناهد
تحركت ناهد على مضض ناحية الدرج ، وصعدت مع اختها فريدة إلى غرفتها ، وفي الداخل احتدم الجدال بينهما للغاية ، واشتبكت كلتاهما مع الأخرى ..
ظلت فريدة تحاول اختلاق التبريرات والأعذار لناهد ، وتوهمها بأنها لم تكن تعمل بأمر زيدان ، وأنها توسمت فيه الخير .. ولكنها لم تقتنع بحرف مما تقول ..
اتجهت فريدة إلى الشرفة ووقفت في الخـــارج ، وظلت تزفر في عصبية و...
-فريدة بحنق : أنا ماليش ذنب ، هو أنا اللي غصبتك عليه
-ناهد بنبرة تهديد : بنتي ترجعلي يا فريدة ، هي كلمة واحدة ، وإلا ماتلوميش حد إلا نفسك
-فريدة بنظرات غاضبة : اييييه يا ناهد في ايه لكل ده ؟؟؟ انتي نسيتي نفسك ولا ايه ؟؟ اوعي تكوني مفكرة نفسك قديسة ، ده انتي مش عارفة أقولهالك ازاي بس انتي أقل ما يقال عنها إنك ساقطة ....!!!
احتقن وجـــه ناهد بالدماء عقب عبارة فريدة الأخيرة ، واشتعلت عينيها غضباً و...
-ناهد بنبرة عصبية : أنا لو ساقطة فأنتي خاينة لأقرب الناس ليكي ، انتي ... انتي استحالة تكوني بني آدمة
-فريدة بنظرات قاتلة : عاوزة تكوشي على كل حاجة يا ناهد ، وأنا أخد على قفايا وأسكت ، لأ مش هايحصل ، طب أقولك على حاجة ، انا فرحانة في اللي حصل لبنتك ، ولو كنت أقدر أعمل أكتر من كده كنت عملت ، ياما كان نفسي أشفي غليلي منك
فغرت ناهد شفتيها في صدمة ، ونظرت إلى اختها بنظرات استنكار ممزوجة بالاحتقار و...
-ناهد بنبرة منزعجة : ايه اللي بتقوليه ده ؟؟؟ انتي استحالة تكوني اختي من لحمي ومن دمي
-فريدة بتهكم : هـــه اختك !! ده انتي أكتر حد كرهته بعد اللي عرفته عن ماضيكي القذر مع رفعت وعدلي ، والله أعلم مين تاني ، كنتي عاوزاني أعدي اللي عملتيه ده من غير ما أنتقم منك ، ده أنا نفسي أشوفك مكسورة مذلولة ، مش قادرة ترفعي راسك
-ناهد بحنق : أنا عارفة إني خاطية ، بس .. بس مكونتش اتخيل إنك واطية للدرجادي
-فريدة بنبرة صارمة وهي تشير بيدها : اخررررسي ، على الأقل أنا أشرف منك يا زانية ...!!!!!!!!!!!
هنا اشتبكت ناهد مع فريدة في الشرفة بالأذرع وتحركت كلتاهما في اتجاه حافة الشرفة ، وحاولت كلاً منهما أن تنال من الأخرى ، ولكن قامت فريدة بدفع ناهد بكلتا يديها بشدة – وعن عمد – للخلف ، فاختل توازن ناهد ومالت بجسدها للخلف ، وترنحت ، وكـــادت أن تفقد توازنها وتسقط عن الشرفة ، فمدت يدها في فزع وحاولت أن تمسك بكف يد أختها فريدة ...
نظرت ناهد إلى فريدة بنظرات رعب ممزوجة بالخوف الرهيب ، وحاولت أن تتمسك جيداً بيد اختها ، ولكن أرخت فريدة يدها عنها ، ودفعتها بلا شفقة أو رحمـــة ، دفعتها بقلب متحجر بقوة إلى الخلف ، لتفقد ناهد توازنها تماماً ، وتسقط عن حافة الشرفة وهي تصرخ صرخة مخيفة لترتطم رأسها بالأرض ارتطاماً عنيفاً ، وتتهشم عظام جمجمتها ، وتنزف بغزارة منها .. ناهيك عن الكسور المضاعفة التي لحقت بجسدها ..
نظرت فريدة إلى اختها الملاقاة على أرض الحديقة الصلبة بنظرات جامدة خالية من الروح ، ثم دلفت إلى الداخل دون أن تنطق بكلمة ...
..........................
في فيلا زيدان ،،،،
شعرت شاهي بغصة ما في صدرها تؤلمها فجــأة وهي جالسة في غرفة نومها ..
وضعت شاهي يدها على قلبها ، ونظرت أمامها بنظرات قلقة للغاية .. ثم ابتلعت ريقها في توتر بالغ ..
-شاهي بنبرة مضطربة : مامي .. أنا لازم أروحلها بأي شكل !
نهضت شاهي عن الفراش ، وتوجهت إلى دولابها، ثم أخرجت ثيابها منه ، وارتدت بنطالاً من الجينز ذي لون أبيض، ومن فوقه كنزة فضفاضة من اللون الأصفر ، وعقصت شعرها كحكة ، وســارت بخطوات سريعة نحو باب غرفتها ، ثم أمسكت بالمقبض ، وأدارته وفتحت الباب ودلفت إلى خـــارج الغرفة .. توجهت شاهي إلى الدرج ،ونزلته عليه ، ثم ســـارت بخطوات متسارعة نحو باب الفيلا ، ولكنها حينما فتحته تفاجئت بوجود رجلين عريضي المنكبين يسدان مدخل الفيلا ، فارتبكت ، وحاولت أن تدلف للخـــارج و...
-شاهي بنبرة مرتعدة : وسع عن طريقي
-الحارس الأول بنبرة جـــادة: أسف يا هانم ، زيدان باشا منبه ان حضرتك تفضلي جوا
-شاهي بنبرة حـــادة نسبيا ً : يعني ايه الكلام ده ، هو أنا محبوسة هنا ؟؟؟
-الحارس الثاني بنبرة صارمة : دي تعليمات الباشا ، واحنا بنفذها
حاولت شاهي المرور بينهما ، ولكنهما منعاها من فعل هذا ، وسدا عليها الطريق ، ثم دفعها أحدهما بحدة إلى الداخل ، واغلق الباب
تملك شاهي الغيظ ، وأدمعت عيناها ، ثم انهارت وجلست على ركبتيها على الأرضية الرخامية الصلبة وبدأت تبكي بحرقة و...
-شاهي بصوت باكي : أنا معنتش قادرة أستحمل عيشتي هنا ، كل لحظة بتعدي عليا بموت فيها مليون مرة ، أنا خلاص مش قادرة اكمل يا ريت تموتوني عشان أرتـــاح
اشفقت الخادمة على حـــالة شاهي ، وتابعتها من على بعد ، ثم ســـارت نحوها ووقفت خلفها ، وانحنت قليلاً بجسدها عليها ، ومدت ذراعيها وأمسكت بها من ذراعها ،وساعدتها على النهوض ، ثم أسندتها إلى الدرج وصعدت معها إلى غرفتها ، وحاولت تهدئتها ، وطلبت منها الاسترخـــاء ريثما تعد لها مشروباً مهدئاً ..
انكمشت شاهي على نفسها في الفراش ، وضمت ساقيها إلى صدرها ، وظلت تبكي في حـــزن بالغ ...
نزلت الخادمة إلى المطبخ ، واخرجت هاتفها المحمول من جيبها ، ثم اتصلت هاتفياً بزيدان وأبلغته بحالة شاهي السيئة ، فآمرها زيدان بأن تظل ملازمة لها ، وألا تتركها بمفردها ، وتعطيها حبة مهدئة ريثما يعود هو إليها ....
.................................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
دلفت فريدة إلى داخل غرفتها ، وظلت تتحرك بطريقة عصبية ، فركت يديها في توتر بالغ ، وتملكها الرعب ، وهربت الدماء من وجهها حينما عادت مجدداً للشرفة ، وسلطت بصرها للأسفل حيث رأت اختها ملاقاة على أرضية الحديقة الحجرية الصلبة ، والدماء تنزف بغزارة من رأسها ..
ارتعدت أوصــــال فريدة ، وركضت مسرعة للداخل وهي تحاول التفكير في طريقة تنجو بها من تلك المصيبة ، لقد خشيت أن يتهمها أحد ما بأنها تسببت في قتل أختها ....
في نفس التوقيت كانت صباح في طريقها للغرفة وهي تحمل صينية المشروبات السخنة بيديها ..
توجهت فريدة ناحية الفراش ، ووضعت كلتا يديها على رأسها ، وظلت تحكها في عصبية مفرطة ، و...
-فريدة بنبرة خائفة : طب .. طب هاعمل انا ايه الوقتي ؟؟ دي .. دي فيها سجن ولا آآآ...
أمسكت فريدة بعنقها بكلتا يديها وفركته في خوف ، وتوهمت أنها ربما ستعلق على حبل المشنقة إن اكتشف أحد ما جريمتها ..
جلست فريدة على طرف الفراش وجسدها يرتعش ، وحاولت جاهدة أن تبدو هادئة ومتزنة ، وأرغمت نفسها على التحكم في انفعالاتها الغير مستقرة
طرقت صباح باب الغرفة ، فابتلعت فريدة ريقها بصعوبة بالغة ، وحاولت جاهدة أن تبدو نبرة صوتها طبيعية وهي تتحدث معها ..
بالفعل دلفت صباح إلى داخل الغرفة ، وطلبت فريدة منها أن تقدم قدح الشاي الساخن إلى اختها المتواجدة بالشرفة ..
أومـــأت صباح برأسها و...
-صباح بنبرة هادئة : حاضر يا هانم
دلفت صباح إلى الداخل ، وبحثت بعينيها عن ناهد ولكنها لم تجدها ، فمطت شفتيها في تعجب و...
-صباح وهي تعقد حاجبيها في استغراب : راحت فين ناهد هانم ؟؟ وأنا مالي ..!
ثم انحنت صباح بجسدها لتضع الصينية على الطاولة الخشبية الصغيرة
راقبت فريدة صباح وهي تنفذ ما طلبته منها ، ثم طرأ ببالها فكرة ما .. هي تعلم أنها ستجازف بخادمتها ، ولكن حياتها هي على المحك ، وعليها أن تحمي نفسها ، لذا صرخت فريدة عالياً بطريقة هيسترية مخيفة ، وركضت إلى خــــارج غرفتها وهي تصيح بـ ...
-فريدة بصراخ مخيف : الحقوووني ، صباح اتجننت وهاتموتني ، لألألألأ ... الحقوووني ، قتلت ناهد اختي وحدفتها من البلكونة ، لألألألأ ..!
تسمرت صباح في مكانها حينما سمعت الصراخ الهيستري لفريدة ، ولم تستوعب ما يحدث أو تفهم كلمة مما قالته ، ولكنها تحركت في اتجـــاه حافة الشرفة ونظرت منها وعلى وجهها علامات التعجب الشديدة ..
أخفضت صباح بصرها للأسفل ، فرأت السيدة ناهد ملاقـــاة على الأرض وغارقة في دمائها ، فشهقت على الفور ، ووضعت كلتا يديها على فمها ، وصرخت في فزع هي الأخـــرى ...
ركضت صبـــاح إلى خــــارج الشرفة ، واصطدمت في طريقها بالطاولة وأسقطت الصينية بما فيها من مشروبات ساخنة على الأرض ، وكادت أن تنزلق ، وتأذت ساقها ، ولكنها تحاملت على نفسها ، وتشبست بأحد المقاعد ، ثم ركضت وعلى وجهها علامات الفزع الرهيبة إلى خارج الغرفة ، وتوجهت ناحية الدرج وأمسكت بالدرابزون ، ونزلت درجاته ركضاً ، ثم توجهت ناحية باب الفيلا ..
دلفت صباح إلى خـــارج الفيلا ، وتوجهت ناحية ناهد ، وجثت على ركبتيها ، وحاولت إفاقتها ، وتلطخت ثيابها بالدمـــاء ...
عـــــادت فريدة ومعها راضي وبعض الأشخــاص إلى حديقة الفيلا ، ونجحت في رسم علامات الرعب على وجهها و...
-فريدة بنبرة حــــادة وهي تشير بيدها : امسكوا المجرمة دي ، امسكوها كويس
نظرت صباح إلى فريدة بعدم فهم ، و...
-صباح بنظرات متعجبة ممزوجة بالخوف : نـ... ناهد هانم وقعت و... آآ.. و
تجمدت ملامح راضي حينما رأى ناهد وحالتها السيئة ، ثم ركض ناحية صباح ومد ذراعيه ، وأمسك بها من ساعديها ، وجذبها بعنف بعيداً عن ناهد ...
ظلت فريدة تصرخ في رعب ، واقتربت من اختها ، وجثت إلى جوارها ، واحتضنت رأسها بيديها ونظرت إلى صباح بنظرات غريبة وعلى وجهها دموع التماسيح و...
-فريدة بنظرات ضيقة : عملتي فيها ليه كده ؟؟ حرام عليكي
-صباح بنبرة خائفة : أنا .. أنا معملتش حاجة يا هانم ، أنا .. أنا بريئة
ظلت فريدة تصرخ بطريقة مخيفة ، ثم ...
-فريدة بصراخ حــــاد : اطلبوا الاسعاف ، حد يلحق اختي ، هاتموت مني يا ناس ...!!!!
اتصل أحد الأشخــاص بسيارة الاسعاف ، في حين اتصل أخــر بشرطة النجدة ، بينما ظلت فريدة تدعي خوفها المزيف على أختها التي أصبحت روحها الآن معلقة بين الحياة والمــــوت ............
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا