مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المتألقة منال محمد سالم نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والأربعون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الحادى والأربعون
تابع أيضا: قصص رومانسيةرواية فريسة غلبت الصياد - منال سالمرواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم - الفصل الحادى والأربعون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
|
في المشفى ،،،،،،
قررت يــــارا أن تعرج على كارما لتطمئن هي الأخرى على أحوالها بعدما انتهت من الكشف الدوري الخـــاص بمتابعة حملها وإطمأنت على صحة جنينها ..
وبالفعل وصلت يـــارا إلى المشفى بعد أن استقلت سيارة أجرة ، ثم دلفت إلى مدخل المشفى ، وصعدت إلى الطابق المتواجد به غرفة كارما ...
طرقت يارا الباب قبل أن تدلف إلى الداخل ، ثم ســـارت بخطوات هادئة نحو المقعد المجاور لفراش كارما و..
-يارا مبتسمة : ازيك يا كوكا عاملة ايه النهاردة ؟
-كارما بنبرة هادئة : الحمدلله أحسن
-يارا بصوت ناعم : يا رب دايماً ، تعرفي اني بجد مبسوطة إني اتعرفت عليكي
-كارما بنبرة دافئة : وأنا والله أكتر
في نفس التوقيت دلفت كنزي إلى الغرفة بعد أن ذهبت لتحضر لنفسها طعاماً من الخــارج ، وتفاجئت بوجود يارا مع أختها في الغرفة ..
جلست الفتيات الثلاثة ليتحدثن معاً حول بعض الأمـــور العامة ، واقترحت كارما على يـــارا أن تتصل بأحد المكاتب الخاصة ببيع وشراء المباني العقارية وما يشابهها ، حتى تتمكن من الوصول إلى أحد ما يعاونها في ايجـــاد المركز الرياضي المناسب
أوصت كارما بأسماء عدة مكاتب ، ودونت يارا تلك الأسمــاء في مفكرة صغيرة كانت موضوعة بداخل حقيبتها
استأذنت يـــارا لاحقاً بالانصراف ، وطلبت من كنزي أن تأتي معها ، وبالفعل مالت كنزي بجسدها على أختها ، واحتضنتها ، ثم ودعتها ، ووعدتها بالعودة مجدداً لزيارتها في وقت لاحق ..
توجهت كنزي نحو الباب ومن خلفها يارا بعد أن ودعت هي الأخرى كارما ، ثم فتحت الباب ودلفت كلتاهما للخــارج ..
تابعتهما كارما إلى أن انصرفتا ، ثم أدارت عينيها في اتجاه باقة الورد ، وظلت تنظر إليها لبضع لحظات ، ومن ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنها ، وأغمضت عينيها لكي ترتــاح قليلاً ..
............................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،،
عـــــاد رأفت إلى الفيلا بعد أن أوصل زوجته صفاء إلى منزلها ، وتفاجيء بأن الفيلا شبه مهجورة ، ولا يوجد أي أحد مقيم بها سوى ابنه الأكبر خــــالد ..
استقبل حارس البوابة العم راضي المهندس رأفت بالترحـــاب الشديد ، وسرد له بإيجاز ما حدث ، ظل المهندس رأفت يهز رأسه ولم يعقب على ما يقول إلا بكلمات مقتضبة ...
احتار رأفت في مسألة الاتصـــال بفريدة وإبلاغها بوصوله ، ولكنه أثر أن يؤجـــل هذا الأمــر ريثما يستريح ، فهو مرهق من عنـــاء السفر ، ولا يريد أن يدخل في مواجهة عقيمة معها الآن ..
اتصل رأفت بزوجته صفاء ليطمئن على أحوالها ، وطلبت هي منه أن يتصل بابنه أدهم لكي يحضر ابنتها التي تقيم بشكل مؤقت في منزله ، ومع زوجته ..
وافق رأفت على طلبها ، فلا داعي لأن يترك كنزي بصحبة أدهم ويارا ، ويكفي ان كلاهما تحملا مسئوليتها خلال الفترة الماضية
وما إن أنهى رأفت المكالمة مع زوجته الثانية حتى اتصل بأدهم وأخبره بـعودته ثم بـ...
-رأفت هاتفياً : الله يسلمك يا بني ، ازيك وإزي مراتك ؟
-أدهم بفتور : الحمدلله .. انا محتاج أتكلم معاك يا بابا في اللي حصل
-رأفت بنبرة جـــادة : ربنا يسهل ، بس لو هتراجعني في موضوع جوازي ، فأنا مش عاوز كلام كتير في الموضوع ده لأنه منتهي بالنسبالي
-أدهم بنبرة حـــادة نسبية : يعني حضرتك مش شايف انك اتسرعت لما عملت كده
-رأفت بنبرة ممتعضة : والله دي حياتي
-أدهم مقاطعاً بحنق : وأمي ذنبها ايه تتجوز عليها ، من غير حتى ما تقولها
-رأفت بنرفزة : يعني مش عـــارف عمايا أمك معايا ؟؟؟؟
-أدهم بنبرة غاضبة : لأ عارف ، بس ده مش معناه إن حضرتك تتجوز عليها
-رأفت بإيجاز : بقولك ايه ، الكلام ده مش وقته ، أنا عاوزك في حاجة محددة
-أدهم وهو يزفر في ضيق : أوووف .. خير
-رأفت بنبرة جـــادة : عاوزك توصل كنزي عند مامتها
-أدهم وهو يجز على أسنانه من الغيظ : ربنا يسهل
-رأفت على مضض : لو مكنش وراك حاجة ، حاول توديها الوقتي
-أدهم بضيق بالغ : طيب يا بابا ، هاتنيل أوصلها
صمت أدهم للحظـــات ثم تابع بـ ..
-ادهم متسائلاً بقلق : أومـــال ماما عرفت ان حضرتك رجعت
-رأفت بإقتضاب : لأ
-ادهم وهو يلوي فمه في انزعـــاج : طب وحضرتك ناوي قولها امتى ؟
-رأفت بإيجاز : ربنا يسهل
-ادهم بنبرة ممتعضة : ماشي يا بابا ، اللي يريحك ..!
........................
في المشفى
قرر خــــالد أن يستغل الفرصة ، ويزور كارما ليطمئن على أحوالها بحجة أنه ينفذ ما طلبه منه والده ، ويحـــاول إخراجها من المشفى إن كانت حالتها لا تستدعي المكوث بها ..
قابل خــــالد الطبيب المتابع لحالتها ، وتهللت أساريره حينما لأخبره بأنها تتماثل للشفاء ، وصحتها قد تحسنت بدرجة كبيرة .. عـــرض خالد على الطبيب أن يخرجها من المشفى مع التعهد برعايتها لكي تعود إلى منزلها ، وبالفعل سمح الطبيب لها بالخروج مع مراعــــاة الانتظام في العلاج ، والراحة التامة ، وعدم القيام بأي مجهودات بدنية خلال الفترة القادمة ..
شكــــر خالد الطبيب على تفهمه للأمــــر ، ثم دلف خـــارج مكتبه ، وســـار بخطوات ثابتة نحو غرفتها ...
أخذ خــــالد نفساً عميقاً محاولاً به السيطرةعلى توتره واضطرابه الذي انتابه حينما وقف أمام باب غرفتها ..
طرق خـــالد باب الغرفة ، ثم أمسك بالمقبض وأداره ، وفتح الباب ، ودلف إلى الداخل وهو متوتر إلى حد ما ..
حدق خـــالد ببصره في كارما التي كانت غافلة ومسندة لساعدها على جبينها ، ثم ســـار نحو المقعد المجاور لفراشها ، وجلس عليه في هدوء تام ، وظل يتفحص ملامحها عن كثب شديد ..
مر بعض الوقت على خــــالد وهو على تلك الحالة ، لم يصدر أي صوت ، بل بالعكس ظل مستمتعاً - بدرجة كبيرة - بقربه من كارما ...
حركت كارما رأسها في اتجاه خالد ، وظلت مغمضة العينين ، فاقترب خـــالد برأسه منها لكي ينظر إليها بتمعنى أكثر ...
اعتلى وجـــه خالد ابتسامة عذبة ، وهو يدرس تفاصيل وجهها الرقيق ..
بدأت كارما تفتح عينيها تدريجياً ، في البداية توهمت أنها تحلم بـ خـــالد وأنه أمامها ، فابتسمت له ابتسامة مشرقة ، فبادلها هو الابتسام ..
ولكن فجـــأة عقدت حاجبيها في توتر شديد ، حينما سمعت صوته و...
-خالد بصوت رخيم ونبرة هادئة : أخيراً صحيتي ..!
ظلت كارما ترمش بعينيها عدة مرات ، لكي تتأكد أن ما تراه أمام عينيها أمراً حقيقياً ، وليس أوهاماً ، وما إن تأكدت أن خالد موجود أمامها بشحمه ولحمه ، حتى انتفض جسدها في توتر ، وابتعدت بجسدها بعيداً عنه ..
-كارما بنبرة متوترة ونظرات مرتبكة : آآآ... انت ..!!!
-خالد وهو يوميء برأسه بثقة تامة : أيوه
-كارما وهي تبتلع ريقها في قلق : انت هنا من امتى ؟؟ وازاي جيت وأنا محستش بيك ؟؟ وآآ...
-خالد مقاطعاً بنبرة هادئة : اهدي بس الأول ، وأنا هجاوب على كل أسئلتك !
زفـــرت كارما في انزعـــاج ، ثم رمقته بنظرات ضيقة و...
-كارما باقتضاب وهي تلوي شفتيها : طب يالا
-خالد مبتسماً في غرور : مش قبل ما تقوليلي الورد عاجبك ولا لأ
حدقت كـــارما في خالد ، ونظرت إليه بحنق و...
-كارما بنظرات مغتاظة : يعني انت اللي كنت بتبعت الورد ده كل يوم ؟
اقترب خـــالد بجسده قليلاً من كارما ، ثم سلط بصره عليها ، وظنر مباشرة في عينيها بنظرات ثابتة و...
-خالد مبتسماً بنبرة خافتة: أهــا .. أصل أنا غاوي ورد ، وبهديه للناس الغاليين عندي وبس ..!
أسبلت كارما جفنيها في خجل ، وبدأت تعلو وجنتيها حمــرة خفيفة ، و..
-كارما وهي تتنحنح في حرج : احم ..لو سمحت ، مش بحب الكلام اللي من النوع ده
-خالد مبتسماً ابتسامةأعرض : طب كويس ، عشان أبقى مطمن ..!!!
-كارما بنظرات متسائلة : أفندم ؟؟؟
أرجع خالد ظهره للخلف ، ونظر إلى كارما بنظرات جادة و..
-خالد بنبرة ثابتة : بقولك ايه ، أنا عاوزك تجهزي
-كارما باندهاش : ليه ان شاء الله ؟
-خالد : عشان هرجعك البيت
-كارما وهي تمط شفتيها في تهكم : هـــه .. شكراً مش عاوزة
-خالد بنبرة واثقة : على فكرة أنا مش باخد رأيك ، أنا بس ببلغك باللي هاتعمليه
-كارما بنظرات مغتاظة : نعم !! يعني ايه الكلام ده ؟
مـــــال خــالد بجسده مجدداً ناحية كارما ، ثم نظر إليها بنظرات جــادة و...
-خـــالد بنبرة جــــادة : يعني لولا إن والدتك رجعت ، مكونتش هاخليكي ترجعي البيت لوحدك
-كارما بنبرة فرحة : ايه ده هي مامي رجعت
-خالد وهو يوميء برأسه : أهــا ..
اعتلى وجه كارما ابتسامة عريضة ، وأشرق وجهها من جديد ، ولكنها عادت إلى رسم ملامح الجدية من جديد على وجهها ، وعقدت ساعديها أمام صدرها ، ورمقت خــالد بنظرات ضيقة و..
-كارما بنبرة شبه جــادة : على فكرة أنا حرة أعمل اللي عاوزاه
-خـــالد غامزاً وهو يشير برأسه : لأ .. مش حرة
-كارما بحنق : افندم ؟؟ ليه يعني ؟؟ هو انت اشترتني ؟
-خالد مبتسماً في لؤم : لأ .. بس في بينا عقد
أرجعت كارما رأسها للخلف ، ونظرت إلى خـــالد مجدداً بنظرات غاضبة و..
-كارما بنبرة متجهمة : العقد ده معدتش يفرق معايا بعد اللي حصلي بسببك ..!
-خالد بنبرة واثقة : بس يفرق معايا أنا
-كارما بحدة : اشبع بيه ، ومش هايهمني الشرط الجزائي ولا غيره
-خالد نظرات متحدية : بقولك ايه ، بلاش تستقوي عليا ، عشان انتي مش هاتقدري تقفي قصادي
-كارما بنبرة مغتاظة : ليه يعني ؟؟ هو انت مفكر نفسك مين ؟؟؟
-خـــالد مبتسماً في ثقة : أنا خالد الصياد
-كارما وهي تولي فمها في تهكم : هـــه
نهض خـــالد عن مقعده ، ثم انحنى بجزعه قليلاً ناحية كارما ، وأسند أحد ذراعيه على مسند الفراش ، في حين انكمشت كارما على نفسها حينما وجدته قريباً منها إلى هذا الحد المخيف والذي أربكها بشدة ، فحبست أنفاسها في توتر ، ونظرت إليه بنظرات مترقبة و...
-خالد بصوت هاديء ، وبنبرة آمرة : أنا هاسيبك 5 دقايق تجهزي فيهم ، وهابعت للممرضة تجي تساعدك ، في الدقيقة الـ 6 هاكون عندك ، جهزتي ولا لأ .. أنا هاخدك برضاكي ، أو لأ وهرجعك عند والدتك .. فأحسنلك تسمعي الكلام زي الشاطرة
اعتدل خـــالد في وقفته ، وأولى كارما ظهره ، فتنفسدت الصعداء ، وحاولت أن تبدو أكثر شجاعة و..
-كارما بنظرات متحدية : طب لو معملتش كده !
التفت خــــالد إليها برأسه ، ثم ابتسم لها من زاوية فمه ، ورمقها بنظرات جريئة و...
-خــالد بنبرة صارمة وشبه مهددة : يبقى استعدي للي هاعمله ، وانا مش باتكسف ....!!!
ظلت كارما محدقة في خـــالد الذي ظل جامد الملامح واثق من نفسه ، ثم ســـار في اتجاه باب غرفتها ، وفتحه ودلف للخـــارج ...
اكتست وجنتي كارما بالخجل ، وشعرت بالتوتر الشديد يجتاحها ، ورغم أنها تبغض وجوده بالقرب منها ، إلا أنها تشعر بشيء ما يجذبها ناحيته ويمنعها من إبعاد ناظريها عنه ...
بعد دقيقتين دلفت إحدى الممرضـــات إلى داخل الغرفة ، وعاونت كارما في ارتداء ملابسها وفي تجهيزها ، في حين أكمـــل خالد باقي الأوراق المتعلقة بخروج كارما من المشفى
مرت عدة دقائق أخرى وكانت كارما قد انتهت تقريباً من الاستعداد للخروج ..
وصــل خالد إلى غرفتها ، وطرق الباب مجدداً قبل أن يدلف للداخل ، وبالفعل وجد كارما قد استعدت ، فابتسم ابتسامة رضا لها ، ثم دنى من فراشها بخطوات ثابتة ..
تفاجئت كارما بخـــالد وهو ينحني بجسده عليها ، ويضع أحد ذراعيه خلف ظهرها ، والأخـــر أسفل ركبتيها ثم حملها برفق بين ذراعيه و..
-كارما في توتر شديد : انت بتعمل ايه
-خالد بنظرات ثابتة : بشيلك
-كارما بصوت محرج : لألألأ .. ده مايصحش ، لو سمحت في كرسي أنا ممكن آآ...
-خالد مقاطعاً بصوت صارم : شششش .. خلاص ، أنا قولت هاشيلك ، يبقى مالوش لازمة الرغي اللي على الفاضي ده ..!!!
-كارما بنظرات مغتاظة : هو انت كده على طول ؟؟
-خالد مبتسماً بثقة : لأ ... بس لما هتقربي مني أكتر ، هتعرفيني كويس
-كارما بنبرة متهكمة : ده على أساس اني كده بعيدة عنك
-خالد بنظرات لئيمة : لأ .. انتي الوقتي في حضني
أجفلت كارما عينيها في خجل شديد ، وأطرقت رأسها في احراج واضح ، ثم اكتسى وجهها كله بحمرة الخجل ، فابتسم خـــالد لها ، ولم يعقب ...
ســــار خـالد خارج غرفة كارما وهو يحملها ، ثم توجه بها نحو المصعد ، ومن ثم إلى مدخل المشفى ، ومنه دلف إلى الخـــارج حيث صف سيارته ..
فتح خـــالد باب المقعد الأمـــامي ، وأنزل كارما على قدميها ، وظل محاوطاً إياها بأحد ذراعيه من خصرها كي يسندها و..
-كارما وهي تتنحنح بحرج : احم .. آآآ... لو سمحت أنا عاوزة أقعد في الكرسي اللي ورا
-خــالد بنبرة جــادة : هنا أحسنلك عشان رجلك
أصر خالد على أن تجلس كارما في المقعد الأمامي ، ولم يكن أمامها أي خيار أخـــر سوى الامتثال لأوامره ، وبالفعل جلست يارا على المقعد الأمامي ، وعاونها خالد في مد ساقها للأمـــام ..
أغلق خــالد الباب الأمامي ، ثم عـــاد مجدداً للداخل يحضر حقيبتها من الغرفة ..
مردت عدة دقائق ، ثم لمحت كارما خالد وهو يعود من مرآة السيارة الجانبية ، وقــام خالد بفتح صندوق سيارته ، ووضع الحقيبة الصغيرة في الداخل ، ثم دار حول السيارة ، وفتح الباب الأخــر وجلس خلف المقود ، ونظر إلى كارما التي أطرقت رأسها للأسفل وظلت تنظر إلى كفي يدها في توتر ، و..
-خالد متسائلاً بهدوء : انتي كويسة
-كارما بصوت خافت : أهــا
ابتسم خــالد لها ، ثم أدار محرك السيارة ، وانطلق بها نحو منزلها ...
.......................
في فيلا زيدان ،،،،،
استعادت شاهي وعيها بعد عدة أيام من الصمت التام ، وانتابتها نوبة من الهياج العصبي حينما تذكرت ما حدث لوالدتها وأنها قد فارقتها للأبد ولم يعد بإمكانها أن تراها للأبد ..
أجهشت شاهي بالبكاء الحارق ، وألقت باللوم على زيدان ، وظنت أنه قد تعمد أن يفعل بها هذا لكي يشفي غليله منها ويشمت فيها ، لقد اعتقدت شاهي بأنه كان يريدها أن تعاني بعدم رؤية والدتها حتى تسبب في موتها المفاجيء .....
لم تعرف شاهي السبب الحقيقي وراء مقتل والدتها ، ولكنها بكل بساطة ظنت أن زيدان هو من تسبب في موتها حسرة وحزناً عليها ...
نهضت شاهي عن الفراش وظلت تقذف بكل شيء في الغرفة بعصبية مفرطة ، وعجزت الخادمة عن ردعها ..
حاولت إحدى الممرضات تهدئتها ، ولكنها صرخت في وجهها ، وأمسكت بقطة من الزجــــاج الحاد المحطم وهددت بقتلها إن اقتربت منها .. لذا فضلت الممرضة أن تتركها لحالها ريثما تهدىء تدريجياً ...
ركضت الخادمة إلى خـــارج الغرفة وهي متوجسة خيفة من سوء تدهور حالة شاهي ، ثم أمسكت بهاتفها المحمول ، واتصلت بزيدان لتبلغه بسوء حالة شاهي العصبية ...
أمــــر زيدان الخادمة بأن تتوخى الحذر، وتراقب شاهي إلا أن يعود هو للفيلا ..
......................
في نفس التوقيت جـــاءت رحــاب لزيارة زيدان في فيلته ، خاصة أنه قد انشغل عنها الفترة الماضية ، فقررت أن تبادره هي بالزيارة ، لأنها لم تعد تعرف عنه الكثير ، بالإضافة إلى أنها كانت تريد أن تعرف منه ماذا فعل مع زوجته ، وكيف تعامل مع موضوعها ..
سمح الحرس الخـــاص بزيدان للسيدة رحــاب بالدخول إلى الفيلا ، وبالفعل وصلت إلى مدخل الفيلا ، وقرعت الجرس ، ففتحت لها الخادمة على عجالة ظناً منها أنها السيد زيدان باشا ..
لاحظت رحــــاب اضطراب الخادمة ، فسألتها عن السبب و..
-رحاب متسائلة في حيرة : في ايه ؟؟
-الخادمة بتوتر واضح : أصل آآآ... أصل ..
-رحــاب بنبرة جـــادة : اتكلمي على طول
-الخادمة وهي تبتلع ريقها : اصل شاهي هانم متعصبة على الأخر ، وعمالة تكسر في الأوضة فوق
-رحاب وهي تعقد حاجبيها في دهشة : ليه ؟
سردت الخادمة بإيجــــــــاز لرحـــاب ما حدث لشاهي خلال الفترة الماضية ، وما وصل إلى مسامعها من الأطباء والممرضات المتابعين لحالتها ...
تفاجئت رحـــاب بحالة شاهي ، وقررت أن تصعد إلى غرفتها بالطابق العلوي ، وبالفعل ســـارت نحو الدرج بخطوات سريعة ، وامسكت بالدرابزون ، ثم صعدته على عجالة ، ووصلت إلى غرفتها ...
دلفت رحــــاب إلى داخل الغرفة ، وشُدهت حينما رأت حالة الفوضى العارمة التي تسودها ، ثم جابت ببصرها أركان الغرفة بحثاً عن شاهي ، فوجدتها متكورة على نفسها في أحد الأركـــان ، في حين وقفت الخادمة في الخـــارج تتابع عن كثب ما قد يحدث حتى تتدخل لو تطور الأمر ..
اقتربت رحــــاب من شاهي ، ثم جثت على ركبتيها ، ووضعت أحد ذراعيها على كتفها ، وحاولت تهدئتها ، فهي حينما علمت بسبب هياجها العصبي ، أشفقت عليها كثيراً ..
ظلت شاهي تبكي بحرقة ، وتعالت شهقاتها ، فضمتها رحــــاب إلى صدرها ، وظلت تربت عليها ، وتمسد على شعرها حتى تهديء تماماً ...
لم تتوقع رحــــاب أن تكون ناهد قد توفت ، فهي لم يصلها خبر وفاتها من أي أحد ، كما لم يبلغها زيدان بهذا الأمـــر ..
سكنت شاهي في أحضـــان رحـــاب ، فأشارت رحاب بيدها للخادمة لكي تأتي وتعاونها في وضع شاهي بالفراش
ركضت الخادمة في اتجاه رحـــاب ، ثم عاونتها في اسنادها ، وبالفعل تمددت شاهي على الفراش ثم دثرتها رحـــاب جيداً بالملاءة ...
ســارت رحاب بخطوات حذرة نحو الباب ، وطلبت من الخادمة أن تنظف الغرفة فوراً وتزيل ما يمكن أن يتسبب في إلحاق الأذى بتلك المسكينة ..
توجهت رحـــاب بعد ذلك إلى غرفة الصالون ، وجلست على الأريكة ، وتنهدت بإنزعـــاج ، ثم مدت يدها داخل حقيبتها الشخصية ، وأخرجت هاتفها المحمول منها ، واتصلت بزيدان ... ولكنه لم يجب على اتصالها ، فزفرت في ضيق واضح ..
-رحـــاب بنبرة منزعجة : مش بيرد ده ليه ؟؟ !!!
.......................
عند منزل كارما هاشم ،،،،،
اضطر أدهم أسفاً أن يوصـــل كنزي إلى منزلها بعد أن اتصل به والده وطلب منه هذا ..
ركبت يارا في المقعد الأمامي ، في حين جلست كنزي في الخلف .. لم تحاول كنزي فتح أي حوار جانبي مع ادهم لأنه كان فظاً في تعامله معها ، ويارا طلبت منها في رجـــاء خاص ألا تتطرق معه في أي حديث جانبي ..
وصـــل أدهم بسيارته إلى مدخل البناية ، ثم ترجلت كنزي من السيارة ، وترجل أدهم هو الأخــر منها لكي يدور حول السيارة ويخرج حقيبتها من الصندوق ..
ترجلت يارا أيضاً من السيارة لكي تسلم على كنزي وتودعها ، حيث فتحت لها ذراعيها ، وضمتها إليها و...
-يارا بنبرة شبه حزينة : والله صعبان عليا فراقك ، بس هاعمل ايه
-كنزي مبتسمة : وأنا كمان ، بس اكيد هنفضل على اتصال
-يارا وهي توميء برأسها : اكيد طبعاً
-ادهم على مضض : خلصونا بقى ، مش هانفضل واقفين كده كتير
رمقت كنزي أدهم بنظرات حانقة و..
-كنزي بإيجاز : اوكي يا يارا ، أشوفك بعدين
-يارا باحراج : احم .. ماشي ، سلام يا قلبي
-كنزي مبتسمة : باي
لوحت كنزي بيدها ليارا ، ثم دلفت إلى داخل مدخل بنايتها ، وهي تحمل حقيبتها في يدها ، في حين نظر أدهم إلى يارا شزراً و..
-أدهم بضيق واضح : يالا يا هانم ، مش هانضيع اليوم كله في هاي وباي
-يارا وهي تزفر في انزعـــاج : أوووف .. طيب
...........................
في فيلا زيدان ،،،،،
وصــــل جاسر إلى فيلا زيدان بعد أن تحرى عن عنوانه ، صف سيارته بالقرب من مدخل البوابة الحديدية ، ثم ســـار بخطوات منزعجة نحو البوابة ..
كان وجه جاسر متجهماً للغاية ، ولكنه عقد العزم على ألا يترك شقيقته شاهي مع زيدان مهما كلفه الأمـــر ..
وقف جاسر أمام أحد رجــال الحرس الخاص ، وطلب منه أن يدلف للداخل ، ولكن رفض الحــارس ، ودفع جاسر للخلف
تملك جاسر نوبة غضب حـــادة ، واشتبك مع الحارس ، ولكمه في فكه ، فتجمع باقي الحرس أمام جاسر ، فأشهر هو سلاحه في وجههم و..
-جاسر بنبرة عصبية حــــادة : قسماً بالله لو ما داخلت لأختي جوا لأموتكم كلكم ومش هيفرق معايا
-الحارس الأول بنبرة جادة : مش هاينفع ، زيدان باشا مانع أي حد يدخل جوا بدون أوامر منه
-جاسر بصوت هـــادر : كلام الباشا بتاعكم ده يمشي على أي حد إلا أنا
-الحارس الثاني بحدة : دي أوامره ، واحنا منقدرش نخالفةه
-الحارس الثالث بنبرة هادئة : بالظبط
................
في داخل الفيلا ،،
استمعت رحــــاب إلى صوت شجار ما حاد وأصوات عالية يأتي من الخـــارج ، فنهضت عن الأريكة ، وتوجهت إلى باب الفيلا ، وفتحته ، ووقفت تتابع من على بعد ما يحدث ..
رأت رحاب شاب ما يتحدث بطريقة عصبية مع الحرس ويصر على دخول الفيلا ، لذا ...
-رحاب بنبرة حادة : في ايه اللي بيحصل هناك ؟؟؟
التفت الحرس إلى صوت السيدة رحـــاب و...
-الحارس الأول وهو يشير بيده : مافيش يا هانم
-الحارس الثاني بصوت عالي : اتفضلي يا هانم ارتاحي جوا ، وماتشغليش بالك
-رحـــاب بلهجة آمــرة : خلوا الشاب اللي واقف ده يدخل جوا ، أنا عاوزة أعرف ماله ، وعاوز ايه !!
أصـــرت رحـــاب على أن تجعل جاسر يدلف إلى الفيلا ، في حين رفض الحرس هذا في البداية ، ولكن في النهاية اضطروا لأن يمتثلوا لأوامرها ...
دلف جاسر إلى داخل الفيلا وعلى وجهه علامات الغضب جلية ، رمق حرس زيدان بنظرات قاتلة ، ثم ســـار ناحية رحـــاب
وقف جاسر امام رحــاب ، وظل محدقاً بها بنظرات صارمة و..
-جاسر بنبرة قوية : أنا عاوز أختي ، ومش هامشي من هنا غير لما أخدها معايا
-رحاب متسائلة بنبرة جــادة : انت أخو شاهي ؟
-جاسر على مضض : أيوه
-رحاب متابعة بنبرة حائرة : وآآ... ومامتك هي ناهد ؟؟
-جاسر بنظرات ضيقة ونبرة حـــادة : آه هي ، الله يرحمها ، وبعدين انتي بتسألي ليه كل الأسئلة دي ؟؟؟ انا عــاوز أختى حالاً ...
نفذ صبر جاسر ، ثم دفع رحـــاب من كتفها لكي يمرق إلى الداخل ، ثم رفع بصره عالياً ، وظل يصيح عبـ ...
-جاسر بصوت صادح : شاهــــــي ...!!!!!
نظرت رحاب إلى جاسر بنظرات ممتعضة بسبب ما فعله ، ولكنها التمست له العذر ، و...
-رحاب بنبرة جادة : مش هترد عليك
التفت جاسر إليها ، ثم رمقها بنظرات قاتمة و...
-جاسر متسائلاً بقلق : لييييه ؟؟؟؟ انتو وديتوا أختي فين ؟؟ خابيتوها فين ، أنا مش ماشي غير لما أعرف هي فين وأخدها !!!
-رحاب بنظرات قلقة : انت عــارف ان في بيت مين
-جاسر بعدم اكتراث ، ونبرة حادة : اه عارف ، ومش فارق معايا ، إن شاء الله تكون بتاعة الجن الأزرق حتى ..!!
صمتت رحــــاب للحظات ، وترددت في إخبار جاسر بشأن زيارة والدته لها في فيلتها ، ولكنها حسمت أمرها بـ ...
-رحاب بنظرات جادة : انت عارف ان المرحومة والدتك جات زارتني قبل ما تموت بكام يوم
-جاسر بعدم مبالاة : والله أمي كان ليها معارف كتير ، وده مش موضوعي ، أنا عاوز أختي وبس
-رحاب بنبرة شبه مضطربة : بس اللي آآآ... اللي انت ماتعرفوش ان أنا أبقى آآآ... مرات .. آآ..عدلي الباشا ...... !!!
صُدم جاسر حينما عرف بهوية تلك السيدة ، ونظر إليها وهو فاغر شفتيه ، وظل محدقاً بها لثوانٍ
في حين تابعت رحـــاب حديثها بنبرة قلقة و..
-رحاب بتوتر : آآآ.. أنا بس مستغربة إن مامتك اتقتلت بعد ما آآآ.. ما قالتلنا على موضوع اختك
-جاسر متسائلاً بنظرات مترقبة : موضوع ايه ؟؟
-رحاب بتوجس : انها تبقى آآ.. بنت عدلي جوزي
صُدم جاسر مجدداً حينما علم أن زوجة رحـــاب تعلم هي الأخـــرى بمسألة نسب شاهي ، وأن والدها الحقيقي هو عدلي ، وتملكته الدهشة أكثر حينما عرف أن والدته هي من أخبرتها بهذا الأمـــر ..
سردت رحــــاب بإيجاز ما دار في المقابلة التي جرت في فيلتها بينها وبين أمه الراحلة ، وكيف إنها إدعت هذا الأمـــر على ابنتها ، وبعدها بفترة وجيزة قتلت على يد خادمة أختها ...
لم يصدق جاسر أذنيه حينما سمع ما قالته زوجة عدلي .. ودار في عقله الكثير من التساؤلات التي لم يجد لها إجابة ...
طلبت رحـــاب من جاسر بكل هدوء أن ينصرف من الفيلا قبل أن يعود زيدان حتى لا يحدث الصدام بينهما ، فهي أدرى بابن أخو زوجها ، وعلى علم تام بطباعه الحادة ... وتوسلت إليه ألا يثير المشاكل حالياً ، وأنها ستحاول جاهدة أن تعيد له أخته بشرط أن يرحل الآن ، كما أنها أخبرته بأن حالة شاهي النفسية غير مستقرة ، وزيدان لم يدخر وسعه معها في توفير الرعاية الطبية لها ...
اضطر جاسر أسفاً أن يلبي طلبها ، فهو في النهاية يريد أن تعود شقيقته إليه من جديد ، وسوف يستغل تلك الفترة حتى يتحرى اكثر عمـــا فعلته والدته الراحلة خلال فترة غيابه عنها ..
............................
بعد مرور عدة أيــــــام ،،،،،
في منزل أدهم ويارا ،،،،
وصل إلى يارا معلومات جـــادة عن مركز رياضي مميز صاحبه على وشك بيعه ، فأرادت أن تبلغ أدهم بهذا الأمـــر حتى لا تفوت عليها الفرصة ...
تعصب أدهم كثيراً حينما أبلغته يارا بهذا و...
-أدهم بنفاذ صبر : برضوه بتعملي اللي في دماغك ومش عملالي اعتبار ..!
-يارا بحنق : أنا معملتش حاجة غريبة ، ما انت عـــارف كويس إني ناوية أعمل سنتر رياضي ، يعني مش خبر جديد
-ادهم بنبرة منزعجة : بس مش في الظروف اللي احنا فيها دي
-يارا بنبرة عصبية : ظروف ايه بالظبط ؟؟ ما هو الدنيا مش بتقف على حد ..!!!
-ادهم وهو يزفر في ضيق : يوووه ، يارا المفروض تاخدي بالك من نفسك ، انتي ناسية انك حامل ، وأنا ملاحظ إن الموضوع ده مش فارق معاكي أوي
-يارا بنرفزة : لأ أنا واخدة بالي من نفسي كويس ، بس انت اللي مش عاوز تديني فرصة أعمل الحاجة اللي أنا بحبها
-ادهم بنظرات مغتاظة : يا سلام ، وهو انك تاخدي بالك من نفسك دي مش حاجة مهمة ، طب أنا عاوز أفهم انتي ازاي هتوفقي بين شغلك وبين صحتك وبين البيت وبين طلباتي
-يارا بنظرات واثقة : لأ اطمن ، أنا هاتصرف
صمت أدهم ولم يعقب على يارا ، فهو يشعر أنه دخل معها في جدال عميق ، وأنها ستفعل ما تريد رغماً عنه لذا ...
-أدهم بنبرة جـــادة : خلاص لو انتي مصممة انك تشتغلي في الزفت ده ، يبقى نرجع الفيلا
-يارا متسائلة بضيق : طب وايه علاقة رجعونا الفيلا بالشغل ؟ أنا مبسوطة هنا ..!!!
-أدهم بنظرات ممتعضة : ده اللي عندي ، عاوزاني أوافق على وجع الدماغ ده يبقى نرجع الفيلا ، على الأقل تلاقي اللي ياخد باله منك وانا مش موجود ، وألاقي أنا كمــان اللي يدير باله عليا وسيادتك مشغولة
-يارا وهي تجز على أسنانها في حنق : ومين قالك إني هانشغل عنك ؟ انت بس اللي بيتهيألك كده
-أدهم بنظرات استهجان : عشان أنا عارف ده كويس ...!!
نظرت يارا إلى أدهم بنظرات مغتاظة ، وظلت تفكر ملياً فيما يقول ، فقد ربط مسألة موافقته على عودتها إلى سوق العمل وإدارتها لذلك المركز الرياضي بعودتهما إلى الفيلا ...
.........................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
عــــادت فريدة إلى الفيلا بعد أن علمت لاحقاً بأن رأفت قد عاد للفيلا قبل أيام ولم يخبرها بهذا ، وعــاد معها عمر إلى الفيلا ..
صافح عمــر والده ، ورحب كثيراً بعودته ، و...
-عمــر بنبرة فرحة : حمدلله على سلامتك يا غالي
-رأفت مبتسماً في هدوء : ازيك يا عمر ، والله وحشتني لماضتك
-عمر مازحاً وهو يغمز : عشان تقدر بس قيمتي يا حاجوج...........
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والأربعون من رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية فريسة غلبت الصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أشواق بقلم قسمة الشبينى
تابع أيضاً: جميع فصول رواية همس الأنين بقلم آية محمد
اقرأ أيضا: رواية فى قلبى أنثى عبرية بقلم خولة حمدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا