مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الرابع عشر من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الرابع عشر
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيمإقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الرابع عشر
مر يومان بهدوء مريب بعد هذه الاحداث المزدحمة، كانت فيهم نور وصديقات اسيل يبذلون اقصي جهد لإخراج اسيل من حالتها، وبالفعل قد بدأت حالتها النفسيه تتحسن قليلاً
وكان سليم منهمر في اعماله كالعاده ولكن لم يخلو اليومان دون تجمع عائلي اضطر لحضوره ليهنئ عمه بسلامته بعد عودته من السفر، كان سليم يمن بالاحترام والتقدير لكرم فهو كان من اقرب الناس إليه وكان يصلح ان يكون محله ثقته كما كان اكرم في السابق ..!، فالان اكرم دائماً يهاجم سليم وكأنه عدوه وهو يعلم ان من بث له هذا الكم من الخبث هي والدته التي يتجنبها ولا يعيرها اي اهتمام..!، اما عمه فكان يعلم انه طيب القلب ولكن بعض الاحيان تتوقف خلايا عقله ليتحكم الخبث بخلاياه ويحركه كالدمي..!
زفر سليم بقوه عندما تذكر ما صدر من اكرم وعلي حاله الذي اصبح اقبح من ذي قبل ..!
__فلاااش بااك للتجمع العائلي"__
إلتفوا جميعاً حول طاوله الطعام، وقد وصل سليم للتو بعد يوم عمل شاق ومرهق ألقي سليم التحيه علي عمه وكرم واخذ يضحك مع كرم بمرح ثم اقبل عليهم اكرم مع والدته ليلقي عليهم التحيه بإقتضاب وسط نظراتهم الحاقده الخبيثه
بعد ان شرعوا في الاكل جميعاً كانت نظرات اكرم و والدته تتقابل خفيه في خبث
وكأنهم يتحدثون بالغة النظرات..!
لاحظ سليم هذا ولكن تعمد عدم ظهور ملاحظته، يري "أكرم" يرفع رأسه ينظر له بتأفف ويقول بترقب وخبث : الا صحيح يا سليم قولي الشغل عامل معاك ايه
"سليم" يضع عينه في طبقه ولم يرفعها له قال بعدم اهتمام : الحمدلله كلو تمام
"اكرم" وقد ارتفعت نبره صوته يقول بتهكم وسخريه: تمام؟.. تمام ازاي بس و أنا حاسس انك مهمل في الشغل كدا ومش عارف تشيل مسؤوليته وكل شويه سفر و...
قطع كلماته عندما رأي سليم يلقي الملعقه من بين اصابعه بعنف علي الطاوله فصدر عنها صوت عنيف شهق له من يجلس حول الطاوله ويرفع عينه له بحده كما رفع صبعه في وجهه بتحذير وقد هتف بأسمه من بين اسنانه بصرامه
فتنحنح اكرم وقد توترت نظراته ولكن لتوكزه والدته الجالسه بجانبه تحثه علي إكمال ما شرع به
ليكمل "اكرم" مصتنعاً اللا مبالاه ويكمل بنفس لهجته الساخره وخبث وقد شدد علي كلماته يشير بها للماضي : ايه يا سليم في ايه ما اكيد الحياه مش كلها شغل يعني وانت راجل صاحب مزاج وزوقك عاالي والي بيترمي تحت رجلك مش قليل بردو ، حقك تسيب الدنيا عشان تتمتع مش الشغل بس
وقد غمز بخبث بعد هذه الكلمات محاولاً استدراج الماضي
كان سليم ثابت ينظر له بنظرات تحرق من امامها ويضغط علي يده بقوه حتي ابيضت مفاصل يده وغرزت اظافره في كفه..!
"اكرم" وهو يتراجع للخلف ويريح ظهره قائلاً بلا مبالاه : بس نصيحه مني هدي اللعب شويه، انت في الشرب صع...
قطع كلماته عندما و انتفض من مكانه بذعر فقد وصلت له كلمات سليم العنيفه الذي قالها بصوته الجوهري وبحده وقسوه تقشهر لها الابدان..
"سليم" وقد تهجم وجهه واصبحت عيناه اغمق من ذي قبل و وسعت حدقتهم تشع غضباً وحده ترعب : اكــرم...! ، انا ساكتلك من بدري وعامل حساب للي احنا قاعدين في وسطهم بس لسانك القذر ده خلاك ارخص من انك حتي تقعد بكرامتك وسطهم ، كرامتك الي مش لاقيها اصلا عشان اكسرها..!، ومش من قيمه سليم المنشاوي انه حتي يسمع كلام واحد شبهك.. واحد الغل والخبث عموه وخلوه ينسي هو مين والي واقف قدامه مين وكان بينهم ايه.. خاين العشره ده بيتداس بس انا لحد دلوقتي بديك فرص تفوق لنفسك وانت بردو مصمم تكمل في الي انت فيه، انت حر ده ميهمنيش بس الي يهمني راحه دماغي فأنت متدخلش في الي ملكش فيه بعد كدا ومتوجعليش دماغي عشان لما بزعل ما بتناقش انا بنسف الي قدامي عالطول
ثم استند بيده علي الطاوله امامه يخفض مستواه ليقابل عيناه في نظره داميه يقول من بين انفاسه العنيفه بنبره صوت تظهر جانب غامض به لم يراه احداً من قبل..!
"سليم": ارجع عن الي في دمافك يبن عمي عشان الي بيفكر يعادي سليم المنشاوي بيقع ومابيقومش بعديها ... فالاخر مره بحذرك بلاش تبقي عدوي عشان ساعتها مش هيرفق معايا لا عزيز ولا غالي و مش هتردد لحظه اني امحيك من علي الوش الدنيا
شهق كل من يلتف حول الطاوله بذهول وصدمه فهذه اول مره يروا هذا الجانب القاسي في شخصيه سليم ولكن سليم لم يعير لهم اهتمام والتف يترجل من البيت بأكمله يسوق سيارته بجنون وهو يضرب مقود سيارته بعنف يحاول تهدأه نيرانه الموقده..!
وكان من في البيت ما زالوا علي صدمتهم..! ينظرون لبعض في صدمه وذعر حتي اكرم فلم يجد فرصه للرد عليه ظل ينظر لمكان سليم الخالي بشرود..!
ولكن لتكسر "والدته" ذلك الصمت وهي تقول بغل واضح وهي تنظر لعبد العزيز : جرا ايه يا عبد العزيز باشا؟ سايب حفيدك يهدد ابني قدامنا كلنا ومنغير ما تعقله ولا توقفه عن حده؟ ولا اه صحيح ده سليم حبيب جده الي شكلنا كدا كلنا واخدين علي قفانا وجده مفهمه انه الكل في الكل ولا يكون كتب كل حاجه ليه من ورانا عشان كدا عنيه قويه
لتكمل وهي تهب واقفه من مكانها تضرب الطاوله بيدها بقوه : لاا لو محدش فيكم عارف يتكلم انا بقا مش هسكت والي يحصل يحصل بس مش هسيب محمد و ولاده يلعبوا من ورانا عشان يلهفوا حقي وحق ولادي
ثم نظرت لزوجها بسخريه وهي تشير لمحمد : ادي سي محمد اخوك الي غفلك وشكله مظبط كل حاجة قولتلك العيله دي كلها عقارب
ثم اكملت : و الي حصل ده اقل حاجه عبد العزيز باشا يعلمها يطرد سي سليم من الشركه ، والاولي انه يمسكها ولاد الكبير واهم قدامك اهو يعني مفيش حجه
كان كرم و احمد ينظرون لها بعينان تشتعل غصباً ويتنحنحون خجلاً من الجالسين حتي وجودا صوت "عبد العزيز " يعصف كالبرق : انتي تخرسي خالص يا قليله الربايه يا حيه، بتفرقي ما بين ولاد العم وبعضيها والاخوات وبعضيها وبتفرقي ما بيني وما بينهم كمان؟ ده بدل ما تعقلي ابنك وتعرفيه الاصول وازاي يبقا راجل ميطلعش سر الي من لحمه ودمه برا؟ ، انا كنت عارف كل تحركاتهم زمان وعارف انهم غلطوا كتير وكنت بقول طيش شباب ومسيرهم يعقلوا ولسه بعرف كل صغيره وكبيره عن كل واحد في العيله دي طول منا كبير العيله دي مفيش حاجه بتخفي عني انا كبرت اه بس مخرفتش لسه واعرف في الاصول كويس اوي...
و لو عايزه تفهميني ان ابنك ولي من اولياء الله الصالحين؟ لاا ما شيطان إلا بني ادم وكلنا بنغلط بس المهم مين الي يفوق لغلطه ويصلحه ومين الي يكمل فيه ويعمل نفسه مش واخد باله..!
وسليم فاق... فاق من زمان ونضف نفسه من البير الي كان واقغ فيه وكبر وكبر شركاتنا ، عمل الي انا مقدرتش اعمله ولا حد يقدر يعمله، واخد الشركه فرعين تلاته وفي خلال كام سنه بقا لينا فروع في كل العالم وكل ده بسببه هو فإن جينا للجد احنا ملناش غير الفروغ الرئيسيه وباقي الفروع كلها بتاعت سليم وحقه بس هو مقالش كدا عارفه ليه؟
عشان ابن اصول ومتربي الدور والباقي علي الي لسه مطلعش من البير لا ده بيحفر فيه وينزل تحت الارض اكتر من الاول
قال جملته الاخيره وهو يشير بعينه علي اكرم
كان الجميع يقف يفتح فاهه مذهول من الذي يحدث وما يقال كان الجميع في حاله صدمه لا يرثي بها...!
وبعد هذه الكلمات هتف" عبد العزيز"بقوه في احمد : خد مراتك واطلع علي شقتكوا يا احمد وربيها وعرفها ازاي تتكلم مع ابوك، عقلها وعرفها ان عيلتنا عمرها ما كان فيها عقارب والعقارب دي بتجيلنا من برا
ليفهم الجميع مقصده وتشتعل عينها غضبا وهي تدفع الكرسي بعنف وتخرج من المنزل مهروله وخلفها احمد بعد ان نظر للجميع في خجل واسف شديد يعجز لسانه عن النطق ولكن اومأ له والده ليلتف ويخرج خلفها بنظره كلها توعد
نظر "عبد العزيز" لأكرم وقال بصرامه : وانت متدخليش البيت غير لما تفوق من القرف الي انت دافن نفسك فيه و تتصافي مع ابن عمك
انتقل نظر اكرم بينه وبين اخيه التوأم الذي يقف يكاد ينصهر خجلاً واسفاً عما صدر عن عائلته فكرم بالفعل يختلف عنهم كثيرا..!
"عبد العزيز " بحده لأكرم : ايه مستني اعيد كلامي تاني ؟
لينتبه "اكرم" له ويقول بغل وتوعد واضح : ماشي يا عبد العزيز بيه همشي، بس مش راجع غير وقت ما هاجي اصفي حسابي معاكم
سرعان ما اختفي من امام اعينهم، ليسقط كرم علي المقعد من خلفه يدفن رأسه بين كفيه
أشفق عليه جده واقترب منه يواسيه : متزعلش نفسك يا حبيبي انت برا الموضوع اصلا ومتقلقش علي اكرم انا بس بقسي عليه عشان يفوق لنفسه ويرجع لرشده
"كرم" بأسي: مش عارف يا جدي ايه الي حصلهم انا مش عارف هما بقوا كدا ازاي؟ مش عارف وخايف بدل ما يفوقوا الغل والحقد يسيطروا عليهم اكتر ويأذوا نفسهم قبل ما يأذوا الي حوليهم..!
"جده" وهو يربت علي كتفه بحنان ويتنهد بأسي : سيبها علي الله يا حبيبي هو هيحلها انشالله...
انصرف الجميع كما رقضت كندا الغارقه في دموعها ولكن قبل انصراف ساميه نادي عليها عبد العزيز ليربت علي كفها بحب محاولاً نفي كلامه لتلك العقربه عليها هي الاخري بما انها ايضاً زوجه ابنه ولم تكن من العائله وقد اصبحت
"عبد العزيز": ساميه يا بنتي، انتي عارفه انك غاليه عندي وبنتي قبل ما تكوني مرات ابني، والكلام الي قولته اكيد انتي ملكيش دخل فيه بس مكونتش قادر اتحكم في اعصابي
اومأت "ساميه" بتفهم وهي تبتسم : فاهمه ومتأكده من ده يا ابويا يا غالي، متزعلش انت نفسك بس عشان صحتك وانشالله كل حاجه تبقا تمام..
_باااااااااك للمكتب__
زفر سليم بقوه وقد عقد حاجبيه بشده وهو يتذكر مشاجرته تلك واختفاء ابن عمه من بعدها ، يتنهد بأسي عندما يتذكر كم كان هو واكرم وكرم كالضلع الواحد وكيف افترق عنهم اكرم واصبح غارقاً في بحور ظلماته ويأبي ان ينقذه احد وها قد وصلوا لهذه الحاله، لم يريد قد معاداه ابن عمه اين كانت الاسباب...! وخصوصاً انه يعرف معدنه الطيب الذي لوثه بتصرفاته الخبيثه حتي نهش به الصدي..! ليقول سليم في عقله حازماً قراره
"سليم": مش عايز اعاديك يبن عمي، مش عايز يجي اليوم الي نقف قصاد بعض فيه عشان انت غبي ومش فاهم انك مش قدي .. فاكر انك لسه تعرفني..!
فاكر ان لسه سليم زي ما هو بيغفر ويسامح، بس ده خلاص انتهي، دلوقتي سليم ما بيرحمش الي يقف قصاده ومن غير اي تردد اين كان مين..!
خايف عليك من غضبي عشان ساعتها الي هيحصل هيبقا الناهيه ومفيش حاجه هتنفع تتصلح بعد كدا ...!
ليكمل حازماً قراره: وعشان كدا انا مش قليل الاصل ومش هستني لما ده يحصل، و هعرف افوقك ازاي من الغيبوبة الي انت فيها دي ومش حاسس بتصرفاتك ولا شايف نفسك وصلت لفين..!
ليقطع شروده صوت انوثي هاتف بتردد : سليم بيه حضرتك معايا؟
ليستفق فوراً وينتبه لشذي الذي دلفت للمكتب وظلت تلقي عليه بما يخص العمل
ليرفع "سليم " عينه لها: معلش يا يشذي قولي الي كنتي بتقوليه تاني
"شذي" بنظره فضول تحاول معرفه ماذا كان يشغل باله : هو حضرتك كويس، حسه دماغك مشغوله كدا او في حاجه شغلاك وبتطلب ورق غريب اليومين دول وانا....
عقد لسانها عندما هتف بأسمها بحده محذراً
"سليم" بحده : انتي هنا مش عشان تحسي ولا متحسيش انتي هنا عشان تشتغلي وبس، يبقي تنفذي الي يتقالك عليه منغير تفكير
كان بإمكانه طردها ولكنه يعلم انها علي علم بكل شئون العمل وهو في وقت حرج لا يستطيع انتظار الي ان يتعلم الموظف الجديد ادراه شئون العمل فقرر الاكتفاء بتحذيرها مؤقتاً علي الاقل..
انتفضت "شذي" لنبره صوته وهمهمت بحرج : انا اسفه انا مقصد...
"سليم" بنفاذ صبر : بس بس خلاص، خلصي وقولي كنتي جايه ليه
"شذي": جبت لحضرتك الاوراق الي طلبتها و محمد بيه والد حضرتك برا
"سليم": وسيباه برا ليه انتي اتجننتي؟ يدخل حالاً وبعد كدا يجي في اي وقت مهما كنت بعمل ايه تدخليه فوراً
اومأت له برهبه وهرولت من امامه ...ظل هو يفر في الاوراق التي امامه بإهتمام ولم يأخذ باله من والده الذي دلف لمكتبه بل وجلس امامه ايضا
تنحنح "محمد" بقوه: شكلك مشغول يا بني
"سليم" وهو يرفع نظره له بإهتمام : معلش يا بابا مخدش بالي انك دخلت... خير؟
"محمد": متقلقش يابني خير مفيش حاجه، كنت جاي اكلمك في موضوع بس شكلك مشغول
"سليم" وهو يضع الاوراق جانباً : لا ولا يهمك اتكلم
"محمد" بتردد: بص يابني... هو.. يعني انا فاهم ان انت في غضبك ما بتشوفش قدامك وكان حقك تغضب بس..
"سليم" مقاطعا ً: بابا لو جاي تتكلم في الموضوع بتاع اكرم، بلاش احسن... عندي شغل لازم افوقله وبصراحه انا ما بكلمش في مواضيع فاتت
"محمد": ومين قالك بس يابني، انا جاي اقولك متخلطش الامور ببعضها بس كرم ملوش ذمب وهو بيحبك انت عارف ومش موافق علي الي حصل بس محرج منك اوي وحتي مش عايز ينزل الشغل عشانك انت ..يعني فاكر بنزوله الشغل كدا هيضايقك بعد الي حصل
"سليم" نافياً : انا مش عيل صغير بيتقمص، انا بحاسب الي بيغلط وبس، وكرم مغلطش يبقا ملوش دعوه بالموضوع ومفيش حاجه بيني وبينه تخليه يتحرج او يخليني اضايق من وجوده
"محمد" بنظره فخر : عين العقل يا بني، طول عمرك راجل وعقلك كبير ورأيك سيف علي رقبه الكل، انا هبلغه انك طلبت مني انه ينزلك الشغل
"سليم" : وانت تبلغه ليه بقراري؟ انا الي، عايزه يبقا انا الي هطلبه وابلغه بنفسي ، مش عيال صغيره احنا عشان نوصل لبعض الكلام عن طريق طرف تالت، مع احترامي ليك طبعاً بس كلامي يبقا مني ليه عالطول
"محمد" متفهماً: كنت عارف ان مقامك كبير يا سليم ومش هتسمح بالغلط
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
ترك الهاتف وهو يبتسم بهدوء فهذه المكالمه استطاعت ان تحسن مزاجه قليلاً بعد ان اضطرب في الاواني الاخيرة ، ولكنه كان واثقاً ان سليم لن يخلط الامور ببعضها فهو يعلم شخصيته القويه ورجاحه عقله ونضجه ولكن ما حدث جعله يشعر بالاحراج منه قليلاً... !
قام دلف للمرحاض ليستعد ويرتدي حلته الانيقه ويتوجه لسليم في العمل فهو ينتظره كما اخبره في مكالمته الاخيره له...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
في نفس الوقت كانت كندا تقف داخل غرفتها تسمتع للطرف الاخر في هاتفها بإهتمام
"كندا" ببكاء : انا بجد تعبت مش عارفه ليه حظي كدا..! كل ما احب يحصل فيا كدا، طول عمري بحبه وطول عمري بتمني انه يحس بيا، حتي بعد ما بعد عننا وسافر مابطلتش احبه، كنت بحاول انساه بواحد تاني بس بردو معرفتش واول ما شوفته اكتشفت اني ما حبتش غيرو، مش عارفه حتي احب غيره..!
انا بجد تعبانه يا نور، كل واحد مشغول بحاله ومحدش حاسس بيا..!، من ساعه ما الي حصل حصل ومشي، محدش يعرف عنه حاجه قلبي واجعني عليه ومنه..! وخايفه عليه من سليم، انتي ما شوفتيش كان منظره عامل ازاي اذا كان انا خوفت من نبره صوته بس ..!
لتستمع لنور بإهتمام وهي تقول بأسي : عارفه ان هو الي غلط ويتساهل بس مش عارفه قلبي واجعني عليه بردو مش عارفه ابطل قلق عليه..
صمتت قليلاً تستمتع لنور و تقوم برفع كفيها تزيل اثار الدموع من علي وجنتيها وقد هدأت قليلاً
"كندا": بجد يا نور؟ يعني خلاص هشوفك؟
طيب ما تجيبي اسيل معاكي بالمره
ثم صمتت قليلا تنصت لنور لتكمل بعدها: ااه لا الف سلامه عليها انشالله مره تانيه نتقابل وتكون احسن، طيب بصي في كافيه دايماً بقعد فيه جمب شركتنا اسمه "**"
وهبعتلك المكان حالاً تمام؟
يلا هدخل ألبس بسرعه متتأخريش
مع السلامه
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
كانت نور تقف علي باب الغرفه تنظر لها بعيون مهتمه تتابعها وهي تمارس هوايتها المفضله "القراءة"
انتبهت أسيل لها لتغلق ما بيدها وتبتسم لها
"نور": بردو مش هتيجي معايا؟
"اسيل": معلش يا حببتي انتي عارفه اني مرتاحه كدا اكتر ويلا بقا عشان متتأخريش وقبل ما ماما تغير رأيها.
ضحكت "نور" بخفوت : طيب خلاص مع السلامه
ثم ارسلت لها قبله في الهواء لتختفي من امامها سريعاً وسرعان ما اختفت من البيت بأكمله..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
____: كندا استني راحه فين؟
اوقفها صوت كرم منادياً عليها والذي كان يتوجه لركوب سيارته وهي تتوجه للخروج من بوابه الحديقه المحيطه بالمنزل
التفت له كندا بنظرات متردده وهي تحاول توقع رد فعله فبعد ما حدث لم تعد تثق برد فعل اي شخص فالوضع متوتر بين جميع افراد العائلة
"كندا": راحه اقابل صحبتي
"كرم": طب يلا تعالي اوصلك في طريقي
"كندا": لالا مش عايزه اتعبك، اصل جمب الشركه
"كرم": طب منا رايح الشركه اصلا..!
"كندا" بصدمه: ايدا بجد؟
"كرم" ابتسم متفهماً سبب صدمتها : انا وسليم اكبر من الي في دماغك ده يا كندا والي بينا ملوش علاقه بأي حاجه حصلت
تنحنحت "كندا" في حرج : مش قصدي ... اقصد يعني...
"كرم" بمرح محاولاً فك عقده التوتر : يلا يا كندا انتي لسه هتبسبسي يلاا
وبالغعل في غضون دقائق انطلق كرم بسيارته تجاوره كندا متجهين لوجهتهم
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعد وقت قصير اوقف كرم سيارته امام المطعم بعد طريق حاول جعله مرحاً بعض الشئ ليظلوا يستمعون للموسيقي طوال الطريق حتي ارتسمت البسمه علي وجه الكندا
كان المطعم علي حافه شارع يأخذ ناصيه شارعين مقابلين اتصلت كندا بنور وعلمت انها علي وصول فقرر كرم الانتظار معها حتي تأتي صديقاتها ويدلفون للمطعم، استندوا علي السياره تنظر كندا من حين لآخر علي الطريق من الناحتين تترقب وصول نور
"كرم": بقولك ايه انا رايح السوبر ماركت الي هناك ده، ادخلي اقعدي في العربيه، دقيقه واحده مش هتأخر
نفذت كندا طلبه برحب وهاتفت نور لتظل تتحدث معها الي حين وصولها الذي واشكت عليه وقد اعلمت كندا نور انها تجلس داخل السياره و وصفتها لها فكانت نور تتبع تعليماتها
دخل كرم السوبر ماركت وما الا دقائق وخرج منه وكان يمسك محفظته يرتبها بإهتمام غير واعي بالطريق
انتفضت الاكياس من بين يده وترنح قليلاً اثر الاصطدام القوي التي تعرض له..!
رفع كرم عينه ليتهجم وجهه وهو يري مدي جمالها حتي بوجهها العابس وهي تحاول الابتعاد عنه وترتيب ثيابها
لكن سرعان ما افاق من شروده علي صوت نور العابس : ايه ده مش تبص قدامك ياا اخي
"كرم" رفع حاجبيه في استغراب: انا الي واقف مكاني ابص قدامي؟ ولا الي ماشي هو الي يبص قدامه
"نور" بنفاذ صبر : اللهم طولك يا روووح..! ، خلاص حصل خير ابعد عن طريقي بقا
"كرم": نسيتي لقطه مهمه
"نور" بعدم فهم : ها؟
"كرم" وهو يشير للأكياس علي الارض ويقول بمرح : اخر فيلم اتفرجت عليه و حصل الموقف ده المفروض ان هما بينزلوا يلموا الحاجه مع بعض، انتي وقعتي الحاجه و عطلتي لحد كدا، هما نزله ابديت جديد للدراما ولا ايه؟
"نور" بحده : لا يخفيف ولو ما بعدتش عني دلوقتي انا الي هقلبلك الموقف لدراما ريه وسكينه
"كرم" وقد صدعت ضحكته الرجوليه بشده : يخربيتك الي يشوفك ميقولش عليكي عنيفه كدا
كانت نور تهم بالرد عليه ولكن جذبها شخصيته المرحه و وسامته للحظه فأبتسمت رغماً عنها ولكن سرعان ما تدارجت نفسها وهي تقول بحده: طيب عن اذنك عشان دقيقه كمان وهوريك العنيفه دي ممكن تعمل ايه
ثم اكملت طريقها في تهجم لتشعر به يسير خلفها تملك منها التوتر فألتفت له بغضب شديد
"نور" بتحذير: انت يابني ادم انت ماشي ورايا ليه ها؟ حد مسلطك عليا.. انت تاجر اعضاء وعايز تخطفني ولا حكايتك ايه؟ ...اقسم بالله لو ما بعدتش عني لأصوت وألم عليك الدنيا دي كلها فاهم؟
وقف كرم ينظر لها بإندهاش شديد ومن كلماتها الاخيره يحاول منع نفسه ولكن لم يستطيع فأنفجر ضاحكاً بشده حتي ادمعت عيناه...! من افكارها الطفوليه تلك، كانت تنظر له وهو يضحك بوجه جامد عاقده حاجبيها بعدم رضي وكتفت يدها امام صدرها وهي تراه يسخر منها..!، ولكن للحظه دققت في ملامحه وهيئته الانيقه ولكن عنفت نفسها بشده وافاقت علي صوته يقول من بين ضحكاته
"اكرم" وهو يمسك بجاكت بذلته الانيقه ويشاور علي نفسه بيده الخاليه : بذمتك ده منظر واحد تاجر اعضاء؟
تدارجت نور نفسها فوراً وما قالته لتنحنح بحرج فهو فعلا يظهر عليه الرقي فما هذا الغباء التي تسرعت وتفوهت به...!
"نور" تحاول الخروج من دائره احراجها : والله معرفش بقا المهم عندي، تبعد عني..!
"كرم": ما المشكله اني مقربتلكيش اصلا يا انسه.!، انا رايح اركب عربيتي..!
اشتعلت وجنتي نور خجلاً وهي تهمهم بإحراج وهي تلعن تسرعها : طيب اتفضل،
وهي تترنح جانباً ليمضي قدماً
توقف كرم للحظه ينظر لحمره وجنتيها خجلاً
وترتسم ابتسامه إعجاب علي جانب شفتيه ولكن سرعان ما لاحظ نظراتها الغاضبه له فتدارج نفسه وهو يسير متوجهاً لسيارته
كانت نور تسير خلفه وتنظر لظهره العريض ومشيته الواثقه وهي تبتسم رغماً عنها كلما تذكرت وسامته ولكن وجدت انهم توجهوا لنفس السياره وألتف لها هو يقلد طريقتها ولكن وهو يقترب منها بخطوات عشوائية وهي تتراجع بعيون ذاهله
"كرم": لا لا مش معقول.... انتي حد مسلطك عليا؟.... تاجره اعضاء وهتخطفيني؟! ... جايه معايا لحد عربتي عشان تغفليني وتاخديني وتهربي؟ ، ولا يكونش مرقباني ؟
"نور" بذهول: جايه معاك لحد عربيتك ايه يعم انا اعرفك اصلا..؟!، انا مليش دعوه بيك
"كرم" بمرح : طب ما تصفي النيه كدا وانا اعرفك بنفسي
كادت نور تهم بالرد عليه وهي تنوي توبيخه ولكن شهقت عندما وجت كندا تترجل من السايره بذهول وتتوجه لهم
"كندا": ايه ده يجماعه مالكم؟ انا مكنتش واخده بالي انكم هنا بس سمعت صوت عالي وشفتكو في مرايه العربيه
نور وكرم في نفس الوقت
"نور": انتي تعرفيه؟
"كرم": انتي تعرفيها؟
"كندا": ايه يجماعه في ايه؟ اهدوا، يا كرم دي نور صحبتي الي جايه اقابلها
ويا نور ده كرم ابن عمي هو الي موصلني هنا
في ايه مالكم بقا؟
"نور" ذهبت خلف كندا وهي تقول بإقتضاب: محصلش حاجه
ثم نظرت له وقالت بإبتسامة ساخره : تشرفنا يا استاذ كرم
"كرم" بمرح : الشرف لينا يا اندر تيكر
اشتعلت نور غضباً وهمت بالرد عليه ولكن اوقفها ضحكه نور المرحه وهي تلتف لها : واضح ان في سوء تفاهم بينكم تعالي ندخل نقعد بدل وقفتنا دي ونشوف ايه الموضوع ده
ثم نظرت لكرم : عن اذنك بقا يا كرم عايز حاجه
"كرم" ولم ينزل عينه من علي نور التي تهربت من نظراته خجلاً : لا سلامتك، وهبقا اعدي عليكي متمشيش لوحدك
ذهب كرم فتعلقت عين نور عليه للحظه ولكن سرعان ما انهالت هي وكندا في الاحضان بشوق ودلفوا الي المطعم سوياً
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا