مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الحادي والعشرون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الحادي والعشرون
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيمإقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الحادي والعشرون
مرت الايام علي اسيل وقد بدأت تنتظم في تدريبها فتذهب للشركه باكراً وتعود منها بعد منتصف النهار.. وبالفعل تم قبول مشروعها وبدأ العمل عليه وقد خصص لها ولزملائها مكتب جماعي ليضم اغراضهم ويضمهم اوقات دراستهم كانت اسيل تشعر بألامان والاستمتاع بعملها وتعمل جاهده علي إثبات ذاتها لم يعكر صفوها إلا محاولات حمزه المتكرره للتقرب منها وفي كل مره تصده اشد من ذي قبل.. لم تتوقع قد ان سليم لاحظ هذا مما اثار غضبه نحو حمزه وقد استقصده ودائماً يلقي عليه الاوامر الشاقه التي تجعله ينشغل عن اسيل واحياناً الابتعاد عن الشركه بأكملها .. اما ميس تابعت عملها بحرفيه وهو الترتيب لوقوع اسيل وبالطبع لم يخلو الوضع من مشاحنات شذي الدائمه التي تزعج اسيل ولكن فضلت التعامل معها بعيد عن سليم حتي لا تظهر امامه كطفله لا تستطيع التصرف في اوقات ضيقها ...
و سليم لم يكن يشغل باله اين من هذا هو فقط مستمتع بمغازلتها التي تجعلها تخجل منه وسعيد بنجاح خططته وجعلها قريبه منه الي حدٍ ما فأصبح ينتظر الصباح علي احر من جمر ليراها ويستقبل المساء بتأفف.. يزداد عشقه وشوقه لها مع كل دقيقه تمر عليه وهي امام عينه يمنع نفسه بلجام من نار عنها فقد عاهد نفسه ان يعطيها كامل وقتها لمعرفته جيداً وإلقاء نفسها في بحور عشقه برغبتها التامه..
___: باشمهندسه اسيل، سليم بيه عايز حضرتك في مكتبه حالاً
هتفت موظفه بهذه الكلمات لأسيل وسط انظار زملائها المترقبه فتحنحت اسيل بحرج وتبعت الموظفه للمكتب
مالت "ميس" علي حمزه بخبث: مش ملاحظ ان مفيش غير اسيل الي بيطلبها ؟
"حمزه": قصدك ايه؟
"ميس" بخبث : مقصديش انا مليش دعوه بس اهتمامه بيها ملحوظ اوي يعني وكل شويه يطلبها وبعدين انت ما بتشوفش بيبصلها ازاي في الاجتماعات بيبقا هياكلها بعنيه شكله عنيه منها
"حمزه" بغضب واضح وتوعد : لا عنيه منها ايه؟! ده انا اقتله وما يهمنيش مش كفايه ممرمطني وبياعملني ولا كأني خدام عنده
التمعت عين ميس بالخبث لتستغل فرصه غضب حمزه وتحاول بث افكارها الشيطانية له
"ميس": لا اهدي بالعقل كدا ، ده شكله مالي ايده منها وهي مسلماله علي الاخر عرفت تلف عليه بنت الايه .. مش ملاحظ صدها ليك الزايد اليومين دول؟ اكيد هو الي وراه انا متأكده ان بينهم حاجه
"حمزه" وقد اعماه الغضب : والله منا سيبهاله يتهني بيها، اسيل لو مش ليا مش هتبقي لغيري وعليا وعلي اعدائي بقا
"ميس" بإبتسامة خبيثه وقد وصلت لمرادها : طيب والي يجبهالك مذلوله؟ تترجاك انك تتجوزها؟
التف لها حمزه بدهشه والتمعت عيناه بالرغبه
"حمزه": اديله الي هو عايزه بس يقولي ازاي
"ميس": يبقا تسمع كلامي وتنفذه بالحرف منغير جهجهون.. الي بنلعب معاهم مش ساهلين دي عقربه وانا عرفاها وكمان جالك تعبان اللدغه منه بموتك عالطول وده مش هنعرف نقربله .. بس هنخليها هو الي يرميها بعد ما تقرصه
"حمزه": ايه الالغاز دي؟ تعالي ننزل نقعد في مكان بعيد عن الشركه وتفهميني هنعمل ايه
"ميس" بغل وتوعد : اتفقنا
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
دلفت اسيل الي المكتب بتوجس وخجل تخفض رأسها بعد ان اخذت تبطئ في خطواتها طوال الطريق تحاول ضبط نفسها استعداداً لرؤيته فقط اصبحت تتأفف للذهاب لمكتبه هي الاخري بعدما اصبحت متيمه بحبه تتابعه بعين تشع لهفه وشوق وهي تراه بهيئته الانيقه و وسامته الجذابه كما تحارب بكل ما اوتيت حتي لا تسقط حصونها من مغازلته لها ومعاملتها برقه، تشعر بحبه لها واعجابه الذي بات واضحاً في عينه ولكن لا تعلم لماذا لا يصارحها تخشي ان يكون فقط من باب المجامله او فقط يتلاعب بمشاعرها..! مما يجعلها تتأني في كلماتها معه لتخرج مقتضبه في ايطار العمل حتي وان كان خلفها فيضان مشاعر جارفه..!
استمتعت بتأمله وهو جالس خلف مكتبه يرفع اكمام قميصه حتي مرفقه منهمك في اوراقه
لاحظت ان فتره وقوفها قد طالت فتنحنت بقوه حتي يسمعها ولكن ظل علي حاله يهملها
"اسيل" بغيظ : سليم بيه حضرتك طلبتني
اغمض عينه يتلذذ بصوتها الذي افتقده متناسياً غضبه منها للحظه يهمهم داخل عقله بخبث :
عقبال ما اجي اطلبك من ابوكي
همت اسيل بالنديه مره اخري
افاق "سليم" من شروده وبصرامه: علي ما اظن سمعتك بس مردتش يعني تقفي ساكته مكانك لحد ما اخلص الي في ايدي
اتسعت حدقه اسيل من دهشتها لحدته..!
نهض سليم والتف حول مكتبه يقف امامها يضع يده في جيبه وعيناه تشع غضبا لا تعلم سببه
"سليم" بحده : اقدر اعرف ايه الي انتي عملتيه ده؟
"اسيل" بخفوت وتوتر من نظراته : عم..ل..ت ايه؟ انا مخل.. صه كل شغلي..!
"سليم": وهو شغلك ده ليه علاقه بالمرقعه مع الموظفين ولا انتي فرحانه بعيون الناس الي محوطاكي؟
شهقت "اسيل" بصدمه : مرقعه مع المظوفين انا مش فاهمه حاجه انا معملتش حاجه..!
اخذ سليم خطوه تجاهها ليصبح يقف امامها مباشره يلهث بكلماته من بين اسنانه بحده :
والضحك والمرقعه في التراس مع الزفت الي معاكي في الدفعه ده تسميه ايه؟ و كل شويه يجي يقعد علي مكتبك ليه؟ ايه مكتبه طراوه؟
ثم اكمل بتوعد دون وعي : وكلو كوم والكلب الي اسمه حمزه كوم تاني، ده وحياه امي منا عاتقه والله لا امرمطه عشان يبقا يفكر بعد كدا يبصلك
شعرت اسيل بغيرته التي امتعتها لتتصنع الجمود مانعه ضحكتها
"سليم": ومش فاهم بتطلعي من مكتبك ليه؟ ايه بتتفسحي في الشركه ولا مبسوطه بعيون المظوفين الي بتاكلك و كلامهم عن جمالك
"اسيل" بخبث : خصلت؟
"سليم" بغيظ : ايه كلامي مش علي هواكي وعاجبك الي بيحصل؟
"اسيل" بهدوء : اولاً انا ما اتكلمتش ولا قولت عاجبني او مش عاجبني وموضوع حمزه ده انا مليش علاقه بيه وبصده ومش شيفاه قدامي اصلا، انما بقا قعدتي في المكتب دي حاجه تخصني طول منا مش مقصره في شغلي، وعلاقتي بدفعتي بقا دي حريه شخصيه يعني زفت الي في دفعتي ده ليه اسم واسمه اح..
"سليم" محذراً وقد وعيناه تشتعل غضبه : اياكي تجيبي سيرته ولا اسمه يطلع من بين شفايفك يا اسيل
تمالكت "اسيل "نفسها وهي تسأله بنفاذ صبر :
انا مش فاهمه هو حضرتك مركز معايا ليه معلش بصفتك ايه تحاسبني؟
تنحنح " سليم" بحرج يريد ان يلقنها درساً علي كلماتها ويعرفها بصفته من علي طريقته.. ولكن تمالك نفسه يقول بغيظ وحده: بصفتي مديرك يا هانم ولا نسيتي ؟ ودي شركه محترمه وكبيره مش كافيه عشان اقبل فيها بالمهزله دي
همت اسيل بالرد ولكن اكمل مقاطعاً بصرامه : ومش عايز اسمع اي تبرير الي بيغلط هنا بيتعاقب منغير ما يفتح بوقه
تجمدت دموع " اسيل " في مقلتيها : طيب انا اسفه يا سليم بيه
وقد شددت علي اخر كلماتها قبل ان تكمل : تقدر تعاقبي بالطريقه الي تناسبك
زفر سليم بقوه علي قسوته معها يري عينها تلمع بالدموع فأنفطر قلبه ليصرخ بها دون وعي : اياكي تعيطي يا اسيل، اياكي اشوف دموعك
فزعت من صريخه المفاجئ لترفع يدها ببطئ تضعها علي فمها تكتم شهقاتها ..
هذه اللحظه خرج عن واقعه رامياً بكل شئ عرض الحائط لا يستطيع تحمل رؤيتها هكذا
لتكون بين احضانه اللحظه التاليه يضمها بتملك واحتواء قانط غير عابئ بمقاومتها العنيفه له ظل يحضنها يسند رأسها فوق صدره وهو يهمهم بكلمات تهدأها حتي استكانت بين يده
"اسيل" من وسط شهقاتها وهي تدفن رأسها في صدره : انا بجد تعبت منك .. ما بقتش عارفه انت بتعمل معايا كدا ليه، انا بقا قلبي بيوجعني اوي يا سليم عالطول بقا واجعني
اقترب "سليم " من اذنها يهمس برقه : سلامتك من وجع قلبك يا نور عيني ، ده انا ما بتحملش دمعتك..! هتحمل وجع قلبك؟
رفعت اسيل نظرها له لتقابل عيناه وانفاسها تهوي علي رقبته التي لاحظت نبض عروقها بعنف..
"اسيل" بوهن : اومال بتعمل فيا كدا ليه؟ ليه بتتعمد تطلعني لسابع سما وبعدين تسيبني اقع لسابع ارض ..! انا عايزه افهمك بس مش عارفه..!
"سليم": مهو ده الي مخليني احط علي قلبي جمر واتحمل واصبر، عشان تعرفيني وتقدري تفهميني..!
اسيل وقد تورمت وجنتيها وانفها من اثر بكائها وتلتمع شفتيها نتيجه لهطول الدموع عليها ليثير منظرها مشاعره ويجعله يفقد السيطره علي انظاره لتتوقف علي شفتيها وقد اخد صدره يعلو ويهبط بعنف وذراعه يشتد حول خصرها
لاحظت اسيل حالته ونظراته لتشهق بصدمه وخجل تحاول دفع جسده المتصلب عنها بكل ما اوتيت من قوه وهي تنادي عليه بخفوت ولكن بلا فائدة
"سليم" بصوت لاهث ومشاعر جارفه تغشي عيناه : ما بقتش قادر ابعد عنك..! بتمني تبقي ليا وبتاعتي في كل لحظه من ساعه ما شوفتك، كنت فاكر لما اقربك مني وتبقي قدام عيني ههدي بس مكنش عارف اني بعذب نفسي لما تبقي قدامي وعيني بتتملي بجمالك بس مش عارف اقرب منك واحضنك مش عارف اطفي ناري لما الاقي الناس بتاكلك بعنيها واخدك اخبيكي جوا حضني من عنيهم ..!
لـيغـمض عيناه ويزفر بقوه : انتي الي وجعه قلبي يا اسيل..! انتي الي قدرتي تدخلي حصون سليم المنشاوي الي محدش اتجرأ وجرب يدخلها والي حاولوا وكانوا بيترموا تحت رجلوا داسهم وهو ثابت ، انتي يا اسيل الوحيدة الي دخلتيها بدون اي مجهود منك .. دخلتيها وسكنتيها بجمالك وجمال كل تفصليه فيكي..! سكنتيها ببرائتك الي نورت عتمه حياتي..!
ثم اكمل بمشاعر جارفه وهو يلهث من شده اضراب مشاعره وصدره يعلو ويهبط من ضربات قلبه العنيفة.. حاول تجميع كلمته ليلقيها علي مسامعها : اسيل انا بح...
فتح عينه لينظر لها في عينها ولكن قطع كلماته عندما لاحظ نظره الذعر في عينها وارتجاف اوصالها وهي تهمهم بخوت وتغلق عينها بشده
"اسيل" بذعر : عش.. ااان.. خط.. ري ، يا سليم بلاش ، بلاش تعمل كدا ونبي
ليلاحظ وضعه الذي كان عليه وقد اشتد حصاره حول خصرها بقوه يقربها منه حتي التصقت به تماماً يخفض رأسه نحوها متجه لشفتيها بدون وعي
تيقن انه فقد السيطره علي اعصابه وها قد عاد لنقطه الصفر وهو يري ذعرها وخوفها منه تتوسل إليه ان يتركها
فك حصار ذراعه من حول خصرها بسرعه وهو ينتفض بعيداً عنها يهمهم بكلمات اسف يحاول تهدأتها وهو يراها تنظر له في لوم وعتاب
"سليم" بأسف حقيقي : اسيل انا اسف انا مكنش قصدي سامحيني..
نفضت اسيل رأسها بعنف تحاول رفض الوضع وهي تتراجع بخطوات وهنه للخلف تتجه للباب
صرخت بتحذير من وسط شهقاتها : متقربليش ابعد عني ، انا عمري ما كنت اتخيل انك شايفني رخيصه كدا..! ، انا الي كنت بحس في وجودك بالامان طلعت اكتر واحد المفروض اخاف واحذر منه .. انا عمري ما كنت هسامح نفسي لو كان ده حصل، عمري ما كنت هقدر ابص لنفسي في المرايه و اشوف نفسي غاليه بعد كدا، مفكرتش في قلبي الي واجعني وانا مش عارفه احمي نفسي منك وانت الي كنت واعدني انك هتحميني حتي من نفسك؟!
"سليم" بالهفه وأسي : لا يا اسيل انتي مفيش في غلاوتك، انا الي اسف انا الي غلطت بس صدقيني غصب عني
نفضت اسيل رأسها بأسي ودموعها تنهمر علي وجنتيها والتفت تفتح الباب وتهرول خارج المكتب.. حاول اللحاق بها ولكن لم تعطيه فرصه وفي غضون ثواني اختفت من امامه ليزفر بقوه ويشد علي شعره بشده يحاول اخماد بركان مشاعره وندمه الثائر
لم يأخذ باله من تلك العيون الشامته التي تشع خبث وكراهيه والتي كانت تتابعهم بغل خفيه عن الانظار.. وسرعان ما اخذت هاتفها وتسللت بعيد عن الاسماع لتتصل برقم
____: ايوا يا باشا انما عرفتلك بقا شويه حاجات
لتسمع رده وتجيب ساخره : اقول كدا عالطول؟ منغير ما اعرف التمن؟
لتصمت قليلاً وتستمع للجهه الاخري وقد التمعت عيناها بطمع : لا ده تمن الي سمعته والي شوفته انما تمن ال C. V بتاع البت الي هبعتهولك ده تمنه لوحده
صمتت قليلاً وهي تبتسم بشراسه وخبث : كدا تمام ركز معايا بقا...
وشرعت في قص عليه ما يدور بذهنها من افكار خبيثه..
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا