مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الخامس والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الخامس والثلاثون
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيمإقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الخامس والثلاثون
مرت الساعات بثقل عليهم فجميعهم رفضوا الرحيل وفضلوا البقاء حتي ينير شعاع من الامل طريقهم للعوده لمنازلهم، فكان مازن بالنسبة لهم الاخ والابن والحفيد مما يجعله ذو مكانة غاليه مدكنه في قلوبهم.. تسلل اول ضوء للصباح معلناً عن اقتراب سطوع الشمس ومازال الجميع جاحظ العينين كان منهم من يصلي ويناجي ربه ومن يرتل القرآن ترتيلاً راجياً في الله سبحانه ان يحميهم ويرحمهم برحمته الواسعه...
كانت اسيل تجلس علي مقعد بعيداً نسيباً عنهم وتميل برأسها فوق كتفيها تحارب رغبتها الشديدة في النعاس وقد أهلك جسدها وذهنها من كثره التعب..
خرج الدكتور مره اخري من غرفه مازن فقد كان متناوباً علي الاطمئنان عليه منذ دلوفه للمشفي
وتوجه لسليم يحدثه بإحترام..
"الدكتور": سليم بيه انا شايف ان مفيش داعي للقلق احنا عوضناه بالدم اللازم وانا شايف ان انشالله خير وهيفوق.
تنهد "سليم" براحه وصافح الدكتور بإمتنان : تمام شكراً يا دكتور
"الدكتور": لا شكر علي واجب احنا كلنا تحت امرك ، بس اخبار ايدك ايه بعد ما نضفنا الجرح؟
"سليم" بإقتضاب وهو ينظر لكفه الملفوف بالشاش ويظهر عليه بعض بقع الدم الحمراء : احسن
"الدكتور" بعمليه : كويس اوي بس ياريت حضرتك تلتزم انك تغير علي الجرح كل يوم لان ده هيساعد في إلتئامه بسرعه
اومأ سليم له موافقاً في اقتضاب ليستأذن الدكتور ثم يتوجه سليم لعائلته القابعه بداخل الجناح الخاص بهم وقد كان كأفخم اجنحه الفنادق..
"سليم": الدكتور بيقول ان حالته كويسه ومفيش داعي للقلق، قوموا روحوا وانا هفضل معاه
"محمد" بصرامه : وهو انت فاكر اني هسيبك بعد كل الي حصلنا ده؟
"احمد": خلينا كلنا مع بعض يابني احسن
"ساميه" بصوت باكي : انا مش هسيبك ولا هسيب مازن مقدرش..!
هتف "سليم" بنفاذ صبر : وهو انتو قعدتكوا هتعمل ايه يعني؟ ياريت نفكر بمنطقيه شويه، احنا وجودنا مع بعض كلنا كدا خطر علينا لأن حالياً العيله كلها مستهدفه يعني احنا كدا بنسهل الطريق ليهم بوجودنا كلنا مع بعض
"عبد العزيز" بصرامه : سليم بيتكلم صح، والحراسه اتشددت علي المستشفى وعلي البيت واطمنا علي مازن دلوقتي يعني ما بقاش في سبب لقعدتنا هنا
"محمد" بإعتراض : بس يا بابا اا...
"عبد العزيز" مقاطعاً بحده : مفيش بس .. انت عايز تعارضني ولا ايه؟
"محمد" بقله حيله : العفو يا بابا، خلاص تمام
هم الجميع بالنهوض ليتوجهوا للخارج فأعترض كرم وصمم البقاء مع سليم إلا ان قاطعه "سليم" : مينفعش يا كرم، لازم واحد فينا يبقا معاهم و واحد يبقا مع مازن، روح انت وبلغني بأي حاجه لو حصلت
ليومئ له كرم موافقاً بقله حيله فقد كان هذا الحل الامثل للجميع..
كانت اسيل تتابعهم وهم يتوجهون للرحيل ولكن لم تتبعهم..!
توجهت "ساميه" لها وحثتها علي النهوض : يلا يا بنتي انتي تعبتي اوي ولازم ترتاحي
انتقل نظر اسيل بينها وبين سليم الذي يقف يتحدث مع كرم بعمليه في بعض الامور قبل رحيله ولم يلاحظ ما حدث، ولكن الجد لاحظهم فألتف لها يحثها علي ان تتبعه.. شعرت اسيل بالارتباك من مواجهه والدة سليم وجده معاً وتيقنت انهم بالفعل سيجبروها علي الرحيل معهم..!
لتهرول سريعاً تجاه سليم ثم تلف يدها حول معصمه بقوه واخرجت كلماتها بإرتباك : لا انا مش هسيب سليم..
شعر سليم بيدها وهي تلتف حول معصمه و وصلت لمسامعه كلماتها ليرفع ذراعيه يحيط بكتفها بين احضانه قائلاً بحزم : معلش يا جدي اسيل لازم تفضل جمبي عشان مش هطمن عليها وهي بعيد
"ساميه" بحنان : بس يابني دي تعبت اوي..! لازم ترتاح
شدد سليم ذراعيه من حولها لتتمسك هي بقميصه بحمايه : متقلقيش انا هاخد بالي منها كويس، روحوا انتو بس
استسلم كل منهم له بعد ان رأوا اصراره وألتمسوا له العذر فهم يعلموا مدي قلقه عليها.. ليرحل الجميع ويتبقي اسيل تستكين بين ذراعي سليم و لازالت متمسكه بقميصه غافله عن رحيلهم هي فقط شارده في امانها بداخل احضانه..
نظر "سليم" لقبضتها فوق قميصه ليبتسم وبمكر قال : ده انتي لو ماسكه حرامي غسيل مش هتمسكيه كدا..!
افاقت "اسيل" من شرودها علي كلماته لترفع نظرها له بدون فهم : ها؟
ابتسم سليم بمرح واشار بعينه فوق قبضتها لتشهق هي بصدمه وتخجل من نفسها لتترك قميصه وتهمهم بخجل : ااا.. اسفه والله يا حبيبي مخدتش بالي
ألتف ذراع "سليم" حول خصرها يحاوطها بأمان ويقربها له ويقول برقه : ولا يهمك فداكي عمري كلو مش قميص
اخفضت رأسها بخجل قبل ان تشهق بصدمه حين حملها سليم فجأه : سليم انت بتعمل ايه؟!! نزلني مينفعش كدا...!
ولكن تجاهلها سليم وتابع تقدمه من الفراش ثم انزلها برقه بالغله و جثي علي ركبتيه تحرر انماله قدميها من حذائها لتشهق اسيل بصدمه وتتسع حدقتها بدهشه، احقاً سليم المنشاوي ذو الغرور والكبرياء يفعل هذا الان؟
تابع سليم صدمتها بلا مبالاة وتابع ما شرع به ليتجه نحو الجاكت يحررها منه تحت دهشتها..! و لكن شهقت اسيل بصدمه حين توجه لحجابها حتي يحرر رأسها منه..
"اسيل" بصدمه : سليم انت بتعمل ايه؟ افرض حد شافني
"سليم" بسخريه : شش وهو انتي فاكره اني ممكن اعمل كدا لو عندي شك 1% ان حد يشوفك؟
هزت اسيل رأسها بنفي بثقه فهي تعلم ان من المستحيل سماحه بهذا ليتابع هو برقه : يبقا تهدي كدا ومتفكريش في اي حاجه انتي تعبتي كتير النهارده ولازم العيون الحلوين دول يرتاحوا
قال جملته الاخيره وهو يدفعها برقه لتتمدد فوق الفراش ويدثرها جيداً ، تطلعت له اسيل بحب واطبقت علي كفه المجروح تلثمه برقه ثم تحتضنه تتابعه وهو يزيح خصلاتها الشارده فوق وجنتيها ثم يمسد علي شعرها برقه وحنو..
"سليم" برقه : مش عايزك تخافي من اي حاجه، انا قافل باب الجناح كويس ونبهت عليهم لو في حاجه يبلغوني بالموبايل عشان عايزك تنامي براحتك
"اسيل" بنعاس وهي لازالت تحتضن كفيه : متسبنيش يا سليم
هبط "سليم" بشفتيه فوق جبينها يقبلها برقه: مقدرش يروح قلب سليم، انا معاكي اهو متخافيش
"اسيل" بنعاس وتوسل : ممكن تاخدني في حضنك عشان اطمن؟
ابتسم سليم برقه ثم خلع حذائه وصعد بجوارها يتممد علي الفراش و رفع جسدها ورأسها برقه لتستكين رأسها فوق صدره وباقي جسدها بداخل احضانه، يدها تحاوط خصره بحمايه شعرها ينسدل فوق ظهرها بنعومه وتتناثر خصلاته فوق كتفه ليمسد عليه بحنان وهمس بصوته الاجش بجانب اذنها : نامي يا حببتي، نامي وارتاحي ومتخافيش من اي حاجه وانا جمبك
شددت اسيل ذراعها حول خصره وهي تدفع بنفسها بداخل احضانه فضمها هو بحمايه وبعد لحظات شعر بإنتظام انفاسها ليعلم انها غطت في سبات عميق قبل ان يخفض رأسه هو الاخر فوق مقدمه رأسها يترك العنان لجفونه ان تغفل قليلاً فلا احد يعلم استتاح الفرصه له مجدداً ام ستحرم عليه الراحه الايام القادمه..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
: انت الي ورا الي حصل مش كدا؟
صرخ محمود والد اسيل بهذه الكلمات لمعتز الجالس امامه بلاه مبالاه
"معتز" ببرود: يعني انت جاي من بيتك الساعه 6 الصبح عشان تسألني سؤال سخيف زي ده؟
كان محمود في منزل معتز بعد ان وصلت له الاخبار فلم يستطيع الصمود وتوجه لبيته فوراً غير عابئاً بالوقت او بكريمه ونور الغارقين في دموعهم، هو فقط يريد بذل اقصي جهده لينقذ الوضع..
"محمود" بغضب: انت بتموت بنتي قدام عيني وتقولي سؤال سخيف؟ فوق يا معتز، فوق انت عايز تموت اسيل بنتك قبل ما تكون بنتي..!
انت حر معاهم وتصفوا حسابتكم بعيد عننا انما اسيل ذمبها ايه تدخل مابين الصراع الي بينكم ده؟
نهض "معتز" بغضب ليصرخ بمحمود: ذمبها ان ابن عيله المنشاوي حبها، ومش اي ابن ده سليم المنشاوي يعني عمود العيله الي شايل الشركات والمصانع وكلمته تقيله وصاحب نفوذ وسلطه ، ومحدش بيقدر يرفع عينه فيه وبيخافه من جبروته ده حتي ملوش منافسين عشان محدش قادر يقف قدامه..! بس ليه اعداء وده الي كان مأخرني السنين دي، كنت بجمع في اعداءه وبحرضهم عليه عشان يهاجموا مره واحده لأنه لازم يقع وإلا مش هقدر اقرب ناحيه العيله دي خالص، بس بنتك جت سهلت عليا اوي طلعت قادره وعرفت تخليه يحبها وده هيخليها نقطه ضعفه وبكده فتحت ليا ابواب كتير اوسع، بدل ما كنت اخلص عليهم بس لا هستنزف فلوسهم واملاكهم قبل ما اقتلهم واحرق قلبهم بدل المره ألف..
هوي محمود علي المقعد من خلفه بصدمه وهو يحملق بأخيه ويهز رأسه رافضاً في عدم تصديق..!
"محمود" بوهن : انت عايز تضغط علي سليم بأسيل عشان تسرق منه فلوسه؟
"معتز" بسخريه: لا يحلو مش هسرق هو الي هيدهاني بمزاجه عشان خاطر حبيبه القلب اسيل
"محمود" بإستنكار : انت لا يمكن تكون اخويا الي اعرفه..! انت لا يمكن تكون معتز الاخ والاب والسند الي طول عمري بتحامي فيه..!
ده حتي بناتي مش بيقولوا ليك غير بابا معتز..!
ثم اكمل بأسي : انت عايز تاخد بطار ابنك بأنك تقتل بنتك وتعرض حياتها للخطر، انت مش هتكسب يا معتز، انت هتخسر ،هتخسر اسيل و كدا يبقا خسرت مرتين ..!
شعر محمود باضطراب معتز فتمني ان يمس كلامه قلبه حتي يليين فأكمل وهو يري هدوء معتز وشروده : فاكر معاذ ابنك كان بيحب اسيل ازاي؟ فاكر مراتك الي كان نفسها في بنت زي اسيل؟ هيبقوا مبسوطين ومرتاحين لما تقتلها او تكون سبب في أذيتها؟
هوي معتز علي الكرسي هو الاخر بشرود وقد خيمت عليه سحابه من الضعف وهو يقول بصوت متحشرج اثر افكاره وذكرياته الفائضه بداخله :
انا مكنتش هقتلها ولا هأذيها، انا كنت هضغط عليه بيها بس عشان ينفذلي الي انا عايزه، وعموماً اسيل مش هتتأذي ...
ثم اغلظ صوته : إلا لو هي الي اختارت ده..!
"محمود" بتوجس: يعني ايه؟
"معتز" بغموض : يعني لو فضلت جوزها علي اهلها وباعتنا ليه يبقا قبرها اولي بيها وده اخر كلام عندي
"محمود" بصدمه : ايه؟ لاا لااا بنتي لاا يا معتز فوق يا معتز بنتي لاا
تركه "معتز" ببرود متوجهاً لأحد الغرف : اظن عارف طريق الباب ومش محتاج اوصلك
خرج محمود يهرول للشارع ويشعر ان الدنيا تضيق به لا يعرف كيف سينقذ ابنته من هذا الصراع ولكن اقسم انه سيبذل اقصي جهده لحمايه اسيل مهما كلفه الامر.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
اعلنت الشمس عن قدومها لأرض الدنيا بخيوطها الذهبيه البراقه ..
: استني بس يابنتي راحه فين؟ ابوكي لو عرف هيقلب الدنيا
هتفت كريمه بهذه الكلمات لنور التي قررت التوجه لمقر الشركات والتحدث مع عائله سليم فيجب ان يتراجع طرف منهم فإن كان عمها قد نزلت غشاشه فوق عينيه فإذن فلتتوسل لهم هم من اجل سلامه حياه شقيقتها ..!
"نور" بحزم : مابقاش يهمني خلاص، انا كل الي هاممني اختي وبس
تركت كريمه تقف بذهول وتوجهت للباب ثم لحظات وكانت خارج البنايه تستقل سياره اجره وتعلمها بالمكان..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
تمللت اسيل في الفراش بنعاس فقد فازت بليله هنيئه بداخل احضان سليم بدون قلق او توتر فهدأت اعصابها قليلاً..
تشعر بلمسات رقيقه فوق شعرها تمسد عليه برقه ويصل لها كلماته بصوته الاجش : اسيل.. فوقي يا حببتي يلا عشان تفطري.. انتي مكلتيش حاجه من امبارح يلا قومي..
اخفت "اسيل"وجهها خلف كفيها وقالت بنعاس: سيبني ونبي انام كمان شويه بس
ولكن وجدت انماله تحيط بكفيها وتزيحهم عن وجهها ليظهر ملامحها الملائكيه كالاطفال بوجنتيها وانفها ذو الحمره وشعرها المشعت بعشوائية فوق وجهها ورقبتها..
جذبها سليم لتجلس بداخل احضانه واخذ يرتب شعرها من جديد وقال بمكر : للأسف مقدرش..
فتحت "اسيل" عينها بدهشه وقالت بعدم فهم : ليه بقا انشالله؟
امسك "سليم" بأرنبه انفها وقال بمرح : عشان بتوحشيني..
ابتعد "اسيل" عنه وهي تضحك بخجل : واضح ان مفيش فايده فيك ومش هتبطل تكسفني
ابتسم "سليم" بمكر : بتتكسفي من شويه كلام؟! اومال لو عرفتي انا ناويلك علي ايه ..!
هتهربي ولا هتقتليني..؟!
"اسيل" بعدم فهم : ناويلي علي ايه مش فاهمه؟
غمز لها "سليم" بخبث: خليها مفاجأه..
ثم اردف قائلاً وهو يجذب طاوله الطعام المتحركه لتلتصق بالفراش : دلوقتي بقا لازم تاكلي والا هضطر اكلك بأيدي..
"اسيل" بدلال: بس انا مش عايزه اكل انا عايزه انام وبس...!
لم تأخذ رداً من سليم بل فجأه وجدت نفسها تجلس فوق ساقيه فشهقت بصدمه وهي تراه يأخذ الطعام بيده ليشرع في اطعامها..!
"اسيل" بخجل : سليم انت بتعمل ايه بطل جنان ونزلني.. ! قولتلك مش عايزه اكل..!
"سليم" بنفاذ صبر : والله انا مابقولش كلامي مرتين والمفروض تتعودي علي ده..!
قال جملته الاخيره وهو يقرب بعض اللقيمات الصغيره من فمها غير مكترث بما تقوله ، استسلمت له اسيل وفتحت فمها تتناول افطارها بشهيه فعندما وصل لحواسها رائحه الطعام تنبهت معدتها لخلوها من فتره طويله وحاجتها بالفعل لتناول الطعام..!
استمر سليم في اطعام اسيل وهي مستمتعه بفطورها وهو يتأملها بحب وكأنها طفلته الصغيره حتي شهقت اسيل عندما لاحظته لم يتناول اي شئ ونظرت له بعتاب : سليم انت ما بتاكلش ليه معايا؟
"سليم" وهو يمرر بعض الطعام في فمها : متعودش افطر الصبح بشرب قهوتي وبس
اغلقت اسيل فمها رافضه ان تستأنف طعامها..!
"سليم" بنفاذ صبر : اسيل بطلي دلع بقا وافتحي بوقك
"اسيل" بتحدي : لا مش هفطر هشرب قهوه معاك وبس
"سليم" بغضب : ازاي يعني؟ لا طبعا مينفعش لازم تفطري
"اسيل" بغيظ: وانت ما بتفطرش ليه؟ ولا هو حلال ليك وحرام ليا..!
"سليم" بنفاذ صبر : يوووه يا اسيل مش هنخلص بقا، قولتلك انا متعود علي كدا
احاطت "اسيل" وجهه بكفيها وهمست برقه وتوسل : طيب ولو قولتلك ان قلبي بيوجعني لما تهمل في صحتك كدا؟ بردو هتتعود علي وجع قلبي يا سليم ؟
زفر "سليم" بقله حيله : سلامه قلبك من الوجع يا قلب سليم..! ، خلاص هفطر بس سبيني دلوقتي اكلك
اخذت اسيل بعض اللقيمات و وضعهتا في فمه برقه تبعتها قبله خاطفه بجانب شفتيه وقد تورمت وجنتيها خجلاً ليبتسم هو بسعادة ويقفز قلبه فرحاً لإهتمامها به وظل يتأملها بحب و تابعوا فطورهم حتي انتهوا منه وتوجهوا لغرفه مازن للاطمئنان عليه..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
وصلت امام باب الشركه تقدم قدم وتأخر الاخري..! تردد كثيرًا في قرارها هذا وقد شعرت انها تسعرت في اتخاذه لتخفض رأسها بأسي وقررت ان تتراجع ادراجها عائده لمنزلها..
ألتفت لتهبط الدرج مهروله للممر الطويل الذي ينتهي بالبوابه الخارجيه للحديقه المهوله المحيطه بالشركه ولكنها تصلبت حين رأته يدلف من البوابه بسيارته الانيقه وحلته الرسميه.. اخفضت رأسها واسرعت في خطواتها تحاول تخطيه بدون من ان يراها.. ولكنها لم تعلم انه يراقبها منذ دلوفها من البوابه..!
ترجل كرم سريعاً من سيارته وهرول خلف نور وقد اخذ يهتف بأسمها بلهفه حتي نفذ صبرها و ألتفت له بقله حيله..!
"كرم" بأسف : انسه نور انا اسف اني وقفتك بس هو في حاجه؟
رفعت نور نظرها له لتقابل نظراته المندهشه من عيناها المتورمه من كثره البكاء وانفها ووجنتيها شديدي الحمره ويظهر اثر الدموع فوقهم.. اعتصر قلبه لرؤيتها هكذا ولم يستطيع اخفاء لهفته ليقول بقلق : ليه الدموع دي بس؟ حصل ايه لكل ده..! في حد دايقك؟
"نور" بإنهيار وقد فاض بها الكيل : حصل ايه؟ اختي بتموت بسبب ابن عمك وتقولي حصل ايه..! الاخبار والدنيا كلها مقلوبه علي الي حصل امبارح وتقولي حصل ايه ؟!.. لما اعرف ان الشركه الي شغاله فيها اختي وكمان بيتها وبيت عيله جوزها بيضرب عليهم نار يعني حياتها مهدده بالخطر في اي مكان تروحه وتقولي حصل ايه..! لاا محصلش حاجه اختي هتموت بسببكم بس..!
اشفق "كرم" علي حالتها واعتصر قلبه ألماً لبكائها وقد شعر بحرقتها : انا حاسس بيكي والله وعارف ان كل ده واجعك بس ينفع تهدي ونتكلم بهدوء شويه بس؟
"نور" بدموع وحرقه : مش ههدي ومش عايزه اكلم في حاجه، عيزاكم تبعدوا عننا بس وتسيبوا اختي في حالها.. !
"كرم" بقله حيله : طيب خلاص الي يريحك بس اسمحيلي اروحك مهو مينفعش تمشي في حالتك دي لوحدك..!
همت نور بالرفض ولكن قاطعها كرم بجديه : مفيش نقاش في الموضوع انا مش هسيبك تمشي كدا ده حتي عيب في حقي اني اسيب اخت مرات اخويا في الشارع بالمنظر ده..!
استسلمت له نور فهي بالفعل لم تكن في حاله جيده تسمح لها بالتنقل بمفردها.. لتتوجه معه لسيارته ثم تحرك بها متوجهاً لمنزلها وكان يخطف النظر لها من حين لأخر وقلبه يعتصر علي حالها..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
كانت اسيل تجلس امام مازن الذي يتمدد بوهن فوق الفراش يبتسم بخفوت وقد فاق من غيبوبته واستقرت حالته.. وسليم يقف بجانبه يستند بيده فوق كتفه..
"اسيل" بمرح : حمدالله بسلامتك يمازن، ربنا يقومك بالسلامه يارب
"مازن" بابتسامه وهنه وخفوت : الله يسلمك يا اسيل، تسلمي
"سليم" بغضب مصتنع : لا بقولك ايه بطل نحنحه كدا ومتفتكرش ان عشان تعبان هسيبك تتسهوك علي مراتي كدا.. !
ضحكت "اسيل" بخجل : بس يا سليم ده مازن ده اخويا الصغن القمر
"مازن" بوهن وهو ينظر لأسيل بذعر و يشير علي سليم : قمر مين بس اسحبيها بسرعه لاحسن يبلعني وانا مش قده..!
كان سليم يعلم انه مزاح ولكن شعر ببعض الغيره من مغازلتها لرجل غيره حتي وان كان شقيقه الاصغر لتتحول نظراته لأسيل بدون وعي منه لنظرات حانقه تشتعل غضباً..
نظرت اسيل له وارتبكت من نظراته فنظرت له بتوسل ان يغفر لها فهي تمزح ولكن نجدها رنين هاتفه فأبتعد عنهم ليتحدث به ثم يعود بوجه جامد مما ذعر اسيل من تهجم ملامحه..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
_امام منزل اسيل
جلست بجانبه في السياره بسكون قبل ان تلتف له تقول في اسف : انا اسفه يا استاذ كرم علي الي حصل بس حقيقي الوضع موترني جداً
"كرم" بتفهم : اولاً بلاش استاذ كرم دي قوليلي كرم عادي ثانياً متتأسفيش احنا الاتنين في في نفس الحاله احنا عيلتها كلها معرضه للخطر 24 ساعه وحاسس بالوجع والقلق الي جواكي
خفضت "نور" رأسها بخجل : وكل ده بسبب عمي..!
"كرم" معارضاً : مش هنفضل ندور مين كان السبب المهم ان الي حصل حصل خلاص ، وكل الي انا طالبه منك حاجه واحده بس.!
نظرت له نور في ترقب ليتابع بصدق : انك انتي وعيلتك تثقوا في سليم..! انا حافظ سليم وعارف ان هو مش بيحب اسيل بس لا ده بيعشقها..!
ومستحيل يسمح بأي حاجه تأذيها او ان حد يقرب منها..! عايزك تطمني ان اسيل بأمان مع سليم ممكن؟
التمست نور الصدق في كلامه وتذكرت كلام اسيل عن مدي سعادتها مع سليم في الاواني الاخيره ومدي حبه لها لتتنهد بقله حيله ثم تومئ له في خفوت فأبتسم هو لينير وجهه وقد تضاعفت وسامته..!
ابتسمت نور بخفوت قبل ان تهرب بنظراتها خجلاً منه وتلتف حتي تترجل من السياره ولكن اوقفتها كلماته..
"كرم" بتساؤل : انسه نور الا مناخيرك حمره كدا عالطول ولا لما بتعيطي بس؟
اشتعلت "نور" غضباً والتفت تقول له بغيظ : لا يا خفه لما بتحمر بتبقا بتدي انزار لما بشوف حد سخيف
دوت ضحكه "كرم" عالياً فقد وصل لمراده وقال من بين ضحكاته : لا كدا انا اطمنت عليكي
رمقته نور بنظره ناريه و ترجلت من السياره تغلق الباب بغضب ثم نظرت له من النافذه وقالت بغيظ : رخم..
ثم التفت تهرول لبنايتها في غيظ وهي تسمع ضحكته تدوي عالياً..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
مر اليوم بسرعه وجائت عائله سليم تطمأن علي مازن وقد طلب سليم من الدكتور نقل مازن للبيت فبقائه في المشفي يشكل خطر عليه ونقل معه جميع الاجهزه الطبيه اللازمه لحالته ،رفض الدكتور في باديه الامر ولكن استسلم لأوامر سليم ونفذ طلبه بإستدعاء احسن سيارات الاسعاف المجهزه علي اعلي مستوي لتكون غرفه عنايه مركزه متنقله وتم نقل مازن للبيت بسلام بعد ان شدد سليم الحراسه علي جميع الشركات والبيوت حتي امر بحراسه بنايه اسيل ولكن عن بعد حتي لا يلاحظ احد منهم وكأن الامر يمر روتينياً ...
ولكن استجد علي اسيل معامله سليم الجافه لها وقد ألمها تجاهله لها منذ مهاتفه الصباح حين لاحظت تهجم وجهه وقد ظنت انه بسبب المكالمه واعتقد انها تخص العمل او تخص عمها ولكن كان يعامل الجميع بتلقائية ماعدي هي كان يتجاهلها تماماً حتي وانه اهملها وكأنها ليست موجوده.. !
كانت اسيل تجلس بجانبه في السياره متجهين للمنزل وقد اخذت تخطف النظر له من حين لأخر بتوتر تتردد في بدأ الحديث معه ولكن فاض بها الكيل وهي تراه متهجم الوجه يقود في صمت..
"اسيل" بتردد : سليم انت كويس؟
"سليم" بصرامه وحده: شيفاني بشد في شعري ولا حاجه؟ ما انا كويس اهو
اتسعت حدقتي اسيل من الصدمه بسبب حدته معها وتجمعت الدموع في مقلتيها تحاول اخراج كلماتها بصوت متحشرج : مم.. ممكنش قصدي..كك.. كنت بس عايزه اطمن عليك
لم يكترث سليم لحديثها وتابع قيادته بصمت فألتفت هي تنظر من النافذه تحاول ان تخفي دموعها المنسدله علي وجنتيها بسكون ،رفعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها حين وصلت لأسماعها كلماته وهو يتحدث في الهاتف ..
"سليم" بعمليه : ايوا يا شاهي، احجزيلي اول طياره لإطاليا first class
ثم صمت قليلا متابعًا حديثه : ايوا احجزي لنفسك معايا انتي لازم تيجي معايا زي ما فهمتك الصبح
ثم تابع غير مكترث بشهقات اسيل التي بدأت تزداد : لالا متحجزيش في فندق انا حجزتلك جناح جمبي في الفندق بتاعنا هناك عشان هحتاجك كتير
اغلق الهاتف وتابع طريقه بصمت ، وحاولت اسيل تجميع كلماتها وهي تكتم شهقاتها وتقول بصوت متحشرج باكي : سليم.. هي مين شاهي دي؟
"سليم" بغضب : وانتي مالك بشاهي ولا بغيرها انتي هتدخلي في شغلي كمان؟
هنا لم تتمالك "اسيل" نفسها وانهارت في البكاء تقول من بين دموعها : سليم..!
انت بتعاملني كدا ليه..! انا عملت ايه دلوقتي لكل ده من ساعه مع جالك المكالمه الصبح وانت بتعاملني وحش..!
وحين ذكرها للمكالمه تذكرت ما حدث بينها وبين مازن فظنت ان هذا بسبب غيرته عليها فأردفت بلهفه : لو يعني ااا .. اقصد يعني لو ادايقت من الي قولته لمازن فده كان هظار وهو اخويا الصغي..
قاطعها "سليم" بحده حين توقفت السياره فجأه امام منزلهم : تهظري متهظريش ميهمنيش، انا فيا الي مكفيني دلوقتي ومش فايقلك واتفضلي انزلي عشان ورايا شغل
اتسعت حدقتي اسيل بصدمه وهمت بالحديث الي ان بلعت كلماتها بخيبه امل وألم حتي انها حبست دموعها امامه ونظرت له بجمود ثم ترجلت من السياره تهرول داخل المنزل تحارب ترنحها حين وصل لمسامعها صوت السياره حين رحل علي الفور ولم ينتظرها حتي تدلف للمنزل كما يفعل دائما ..!
دلفت للجناح بإندفاع تلقي بنفسها فوق الفراش تترك العنان لدموعها بأن تنسدل فوق وجنتيها بحرقه وألم واخذت شهقاتها تتعالي بعنف تشعر وان الألم يكاد يفتك بقلبها فهو لها الحبيب والزوج والاخ والاب والابن فكان ألمها اضعاف مضاعفه فاق ألمها الايام الماضيه في تلك الظروف الصعبه تشعر برهبه وخوف يترجف لهم بدنها فلأول مره يتخلي عنها حاميها ومنقذها ويتركها تحارب اشباح اوجاعها بمفردها..!
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا