مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السادس والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيمإقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون
ظلت اسيل منتظره طوال الليل عوده سليم للمنزل ولكن لم تشعر بحالها حين غفت عيناها من شده الارهاق فقد ظلت الليل بإكمله تبكي بحرقه..!
افاقت اسيل علي صوت تحرك في الغرفه لتفتح عيناها المتورمه بتعب تحاول تكذيب ما تراه.. !
فقد كان سليم يجهز حقائب السفر علي عجله من امره لتفزع اسيل وتقفز من فوق الفراش تتجه له بلهفه ..
"اسيل" بصدمه : سليم..! انت مسافر
"سليم" بإقتضاب : ايوا عندك مانع؟
"اسيل" بألم: طب وليه مقولتليش..؟! ، و ليه مرجعتش امبارح بليل؟ كنت فين او نمت فين؟
"سليم" بغضب : وانتي مالك كنت فين ولا مرجعتش ليه هو انتي هتحاسبيني؟
انسدلت دموع "اسيل" فوق وجنتيها مجدداً تقول بإنهيار وهي تصرخ بنفاذ صبر : حرام عليك بقا، انت بتعمل معايا كدا ليه؟ في ايه حصل لكل ده رد عليا.. !
نفض سليم ما في يده بغضب واقترب منها بخطوات بطيئة وعينان تشتعل غضباً مما ذعرها وجعلها تتراجع بخطواتها للخلف ولكن كانت يده اسرع منها ليقبض علي معصمها بقوه غير عابئ بدموعها وقال بصوت ارتجف له بدنها خوفاً : صوتك ده ميعلاش عليا وإلا هخرسك فاهمه؟
صرخ بآخر كلماته لترتجف اسيل بين يديه وانهارت دموعها بعنف حين دفعها لتترنح علي الفراش و صرخت به بدون وعي وقد سيطرت عليها غيرتها : انت متغير من ساعه المكالمه الي جاتلك في المستشفي كانت من شاهي دي صح؟ انت بتخوني معاها؟! بتخوني معاها يا سليم عشان كدا مسافر معاها صح؟ انت انسان كداب وغشاش و انان...
قاطعها سليم حين اقترب منها بعنف يجذبها من معمصها لتلتصق بصدره ويخفض رأسه منها تغلف عيناه القسوه : كلمه كمان وهتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه، هربيكي من اول وجديد عشان تعرفي تتكلمي معايا عدل
ثم دفعها مره اخري لتترنح علي الفراش بوهن وتابع بغضب وصوت جوهري : عايزه تعرفي مالي وفي ايه؟ في اني زهقت.. ! تعبت وفاض بيا..! المكالمه الي كانت الصبح دي كانت من فرع الشركه بتاعتنا في ايطاليا بيقولوا ان عمك بيحاول يوقعها زي ما بيحاول يوقع كل فروع شركاتنا او بالمعني الاصح يسرقها مش يوقعها..! وكل ده واخويا كان مرمي في المستشفي بين الحياة والموت بسبب عمك بردو..!
ثم تابع بقسوه : تفتكري لو مكنتش اجوزتك كان هيحصل كل ده ؟ لا طبعاً كان زماني دلوقتي عايش حياتي طبيعي منغير كل القرف والمشاكل دي.. ! بس خلاص للأسف اتكتبي عليا مراتي وحاولت كتير اقرب منك عشان انسي الي فات بس مش قادر..! مش قادر ابصلك وابقا معاكي وانا عارف ان بسبب جوازتنا كل ده بيحلصنا دلوقتي...! بس هانت كلها شويه وكل حاجه ترجع لأصلها..
خناجر من نار تغرز في قلب اسيل وهي تسمع كلماته وقد كانت صدمتها اكبر من البكاء فقد انهارت اعصابها لدرجه تجعلها لا تستطيع الحركه وكأنها قد اصيبت بشلل مؤقت..!
حين هتف سليم بآخر كلماته هوي قلبها رعباً وألماً وحاولت الصمود واصتناع القوه حين هوي بكرامتها هكذا وقد عصف كبريائها وكرامتها لتقف امامه بجمود تنظر له بكبرياء : طلامه انت شايف ان جوازنا كان غلطه ليه مطلقتنيش لحد دلوقتي؟
"سليم" بسخريه : متستعجليش اوي، كدا كدا هيحصل بس لما يجيلي مزاج ولحد ما يجيلي مزاج انتي هتقعدي هنا وكل تحركاتك هتبقي بأمري، حتي اكلك ونومك بأمري
ترنحت "اسيل" بصدمه عندما علمت بقراره بطلقاهم ولكن تماسكت قائله بضعف : يعني ايه؟ انت كدا كدا هتطلقني يبقا ياريت حالاً لأني مش هقدر استحمل الوضع ده كتير ومتقلقش انا هقول لأهلي اني الي طلبت الطلاق منك
"سليم" بقسوه : مش انتي الي هتحددي انتي ملكيش رأي اصلاً و اهلك دول تنسيهم من النهارده
"اسيل" بصدمه وبصراخ : يعني ايه؟ يعني انت هتسجني هنا؟ انا مش عبد عندك اشتريته وتتحكم فيه براحتك انا ليا رأي وانا مش طايقه اقعد علي ذمتك دقيقه واحده كمان مش طيقاك ولا طايقه رحتك ولا لمستك، طلقني حالاً بقولك
اشتعل سليم غضباً من كلماتها فهو حتي لا يعطيها الحق في كرهه ..!
اقترب منها "سليم" يقبض فوق معمصها بقوه ويقول من بين اسنانه بصوت اشبه بالجحيم : مش سليم المنشاوي الي تقولي له كدا، فوقي واعرفي انتي بتكلمي مين واعرفي كويس ان الي انا بأمر بيه هنا هو الي بيتنفذ برضاكي او غصب عنك متفرقش
"اسيل" بغضب : انت ايه يا اخي؟ ازاي قدرت تمثل عليا كل الحب والمشاعر دي..! انت شيطان من شياطين الانس ويمكن عمي كان صح في محاربته ليك، انا مستحيل اكمل معاك فوق شويه ايه هتفرض نفسك علي واحده مش عيزاك؟ فين رجولتك؟
هنا شعرت اسيل وكأن الارض اهتزت من تحتها اثر ثوران بركان غضب سليم وصوته الجوهري وهو يهتف بأسمها لتنفض بين يديه وشعرت انها ستسقط فاقده للوعي تلعن نفسها علي كلماتها..!
دفعها سليم نحو الفراش ثم خلع جاكيت بذلته بعنف وهي تتراجع للخلف بخوف منه وتحاول ان تنهض من فوق الفراش ولكن يده اطبقت فوق ساقها مانعه لها من النهوض ليعتل الفراش يكبل يدها بيد واحده فقط واليد الاخري تشق منامتها بعنف.. غير عابئ بدموع اسيل المتوسله وانتفاضها من بين يديه..
"سليم" بغضب : فين رجولتي؟ انا هوريكي روجلتي فين ..! مهو انا عشان مدلعك وبعديلك اخطائك نسيتي نفسك واجرأتي عليا..!
انما انا هربيكي من اول وجديد عشان تبقي تحسبي كلامك كويس قبل ما يطلع من ما بين شفايفك دي...!
تبع كلماته قبله عاصفه وكأنه يعاقبها علي التفوه بتلك الكلمات كانت اسيل تحاول الافلات منه ولكن قوتها مقارنه بقوته جعلتها تستكين بين يديه بضعف ودموعها تتنهمر فوق وجنيها بحرقه وألم
شعر هو بإستكانتها واختلاط دموعها بين شفتيه ليبتعد عنها يتأمل ملامحها المتألمه قليلاً بسكون ثم زفر بقوه وابتعد انها يعدل من هيئه ملابسه و ترجل من الغرفه حاملاً حقائب سفره واردف قائلاً بإقتضاب قبل ان يغلف باب الجناح : دي كانت فكره بسيطه عن الي ممكن اعمله فيكي لو متعدليش في كلامك وتصرفاتك معايا، ولو مكنتش مستعجل كنت عرفتك مقامك كويس، بس دلوقتي عندي حاجات اهم منك..
ثم ترجل من الجناح تبعه صفعه عنيفه للباب ثم صوت المفتاح وهو يغلق الباب عليها لتصبح سجينه غرفتها تبكي وتصرخ بحرقه وقد اصبحت سجينه ألمها و اوجاعها ايضاً..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
مر اليوم عليها ببطئ شديد فقد كانت تترنح بين الوعي واللاوعي في عالم مظلم دلفت به من صدمتها وألم قلبها الذي اعتصره وفتك به..!
كانت تشعر وكأنها قابعه بداخل حقل اشواك تغرز بجسدها بعنف تستنزف طاقتها و قوتها بالبطيئ كالإحتضار تماماً..!
رفضت تناول اي طعام منذ الصباح حتي شحب وجهها وابيضت مفاصلها كالجثه الهزيله..!
"اسيل" لنفسها. بألم : انا مش هقدر اعيش في السجن ده..!، انا مش هقدر اتحمل وجعي وانا شيفاه مع غيري..! مش هقدر اتحمل جفاءه معايا مقدرش..!
لتنهض من مكانها بلهفه تحاول البحث عن مفتاح احتيطاي للجناح ولكن باتت محاولتها بالفشل فتنهدت بخيبه امل ولكن لم تيأس لتتوجه للشرفه غير مكترثه بمضاعفات ما تنتوي فعله..!
صعدت اسيل لسور الشرفه تخرج قدمها وتتمسك به بذعر تحاول اجتيازه حتي تصل لشرفه الغرف المجاوره حتي تتمسك بها وتقفز للارض هاربه وبالفعل بعد معناه سقطت اسيل علي، الارض وقد لوت كاحلها اثر قفزها ولكن ألمها النفسي فاق ألمها الجسديً..! لتتحامل علي نفسها وتتجه للبوابه الخلفيه مهروله بعرج.. تلتف حولها برهبه من رؤيه احد الحراس لها ولكن حين اقتربت من البوابه شهقت بصدمه وتراجعت للخلف بذعر وهي تري رجل ضخم البنيه يتقدم منها يتبعه رجال اخري حتي حاوطوا بها.
"اسيل" بذعر : ابعدوا عني، انتو متعرفوش انا مين؟ اتفضلوا وسعولي حالاً والا هقول لسليم بيه يحاسبكم
اجابها رجل ضخم وقد ظهر، عليه، انه رأيسهم : سليم بيه الي امرنا ان حضرتك متتحركيش برا الفيلا يا هانم
"اسيل" بصريخ : يعني، ايه؟ هو سجن؟ قولتلك ابعد عن وشي حالاً
اقترب منها رجل اخر يحاول تكبيل يدها : اهدي يا مدام مينفعش كدا
ثم هتف بالرجل الاول : اطلب سليم بيه فوراً بلغه وقوله نتصرف ازاي، هو مش قال اي حاجه تحصل بلغوني..!
تردد الرجل الاول وقال بتردد : ايه.. ااهه خلاص تمام هكلمه
هتف بهذه الكلمات وهو يتوجه لياحدث سليم ويخبره بمحاوله اسيل بالهروب ليأتيه الرد الصادم من سليم..!
"سليم" بصرامه : ممم، كنت عارف انها هتحاول تهرب ..! ، اسمع يا حجازي الي هقولك عليه وتنفذه بالحرف الواحد، دلوقتي تاخدها وتطلع بيها علي فيلا سته اكتوبر هتلاقي الخدامه هناك هتفتح ليكم وتدخلكم، ترميها في اي داهيه هي مش عارفه المكان هناك وهتخاف تهرب وتشدد الحراسه عليها مفهوم؟ مش عايزها تغيب عن عنيكم لحظه فاهم؟
"الرجل" بصدمه : ايه؟ ارميها هناك؟
"سليم" بحده : ايوا ارميها هناك انا هفوق ليها ولا هفوق للمصايب الي نازله ترف عليا بسبب الزفت الي اسمه معتز..! انا مش فايقلها ولا فايق لغبائها وخلاص زهقت..!
ثم شدد علي كلماته بحده: بس خليك انت بعيد خلي الخدم الستات عندك يكتفوها كويس ويرموها في العربيه، دي مجنونه وممكن تعملنا فضيحه في المكان وانا مش ناقص وجع دماغ
"الرجل": تمام يا فندم خلاص حاضر
واغلق الخط حين شرع في تنفيذ اوامر سليم ..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعد قليل من الوقت كانت اسيل تترنح فوق الفراش بوهن وهي فاقده للوعي اثر المخدر التي اخذته من قبل الخادمات حتي تستكين فقد كانت تصرخ بهستريها فاضطره لتخديرها..
ترجلت الخادمه من جناحها بعد ان حرصت علي عدم وجود اي من الحرس بالغرفه..
اغلقت الجناح بالمفتاح ثم التفت لمن يدعي "حجازي" وهو رئيس الحرس الذي عينهم سليم لحراسه اسيل..
"الخادمه": خلاص سليم بيه فهمني هتعامل معاها ازاي، مش هفتح لها مهما كان ومش هتخرج من الجناح غير بأمره
"حجازي" بغموض : ممم تمام ماشي، وانا واقف برا اي حركه تبلغيني عشان ابلغ سليم بيه..
ثم هبط السلم متوجهاً للحديقه الخليفه عكس اتجاه احتشاد زملائه..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
صرخ "محمود" بغضب وهو يغلف الباب في وجه معتز : اطلع برا مش عايز اشوفك ولا عايز اعرفك
دفع "معتز" الباب بقوه ودخل عنوه عن محمود يقف في منتصف الصاله ثم يشدد علي كلماته بسخريه : مش ضامن اشوفك علطول مش طايقني كدا ولا لا بعد الي هتعرفه..
"محمود" بغضب ولايزال واقفاً بجانب الباب : مش عايز اعرف حاجه منك واتفضل برا بيتي
"معتز" ببرود وسخريه : بس ياتري لو انا معرفتكش.. سليم بيه الي بنتك بتتحامي فيه وباعتكم عشانه هيعرفك؟! هيعرفك انه رمامها في فيلا سته اكتوبر وحابسها هناك بيعاملها معامله العبيد ما بتخرجش من جناحها غير بأذنه؟
شهق "محمود" بصدمه وقد ترنح للخلف : اا.. انت بتقول ايه؟
"معتز" ببرود : مش حابب اعيد كلامي المهم انك عرفت مين عدوك ومين حبيبك دلوقتي..
"محمود" بغضب كاسح : انت..! انت سبب كل الي بيحصل ده، اهو قسي عليها هو كمان بسبب صراعك الغبي، معاه..! بنتي ضاعت في النص الله ينتقم منكم..!
"معتز" بسخريه : اهدي كدا وبلاش تولول انت متعرفش سليم، سليم ده مفيش في خبثه ده حيه علي شكل بني ادم، ومستحيل لعبته السخيفه دي تدخل عليا..! كل ده تمثيل عشان يخدعني بس انا عايز يجيب اخره..!
"محمود" بصدمه : نعم؟ يعني ايه يجيب اخره..! يعني هسيب بنتي هناك عشان حضرتك تتسلي..!
"معتز": تموت مين بقولك لعبهه، لعبهه يعني كلها يومين ولما يفقد الامل اني اظهر هترجع الميه لمجاريها وهتعرف ان كل ده كدب في كدب
"محمود" بغضب: انا مش هستني تلعبوا ببنتي وكأنها لعبه كل واحد يحرك فيها عشان يكسب بونت علي التاني ،انا مش هسمح بكدا..!
توجه له معتز ينظر به بسخريه ثم يربت علي كتفه بتهكم : متتسرعش ومتحاولش تقف في طريقي عشان مش هسمح لحد يهد الي انا بعمله بقالي 9 سنين، اخره هيطلقها وهتبقي دي لعبه بردو وهتشوف
ثم تركه وتوجه للخارج يترك محمود في صدمته وكريمه ونور في انهيارهم الشديد وقد استمعوا لجميع الحوار من خلف باب غرفه نور..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعدها بيوم..
كانت اسيل تجلس علي الفراش بوهن تضم ركبتيها وتعيد شريط الاحداث في الايام الماضية بألم وتبكي بحرقها علي ما هي فيه الان تتذكر حين استيقظت من غفوتها لتري نفسها بمكان لا تعرفه يحاوطها الخوف والألم وخيبه الامل والخذلان..! لتضرب عن الطعام حتي اصبحت كالجثه الهزيله وتورمت عيناها من كثره البكاء حتي كادت ان تختفي ..!
تتذكر كلمات الخادمه لها بأنها قدمت هنا بأمر من سليم ..! تتذكر حين دلفت الخادمه تأمرها بأن تغفل فهذه ما امر به سليم وشدد عليها الا تتركها الا وهي غافله لتضحك بسخريه فهو بالفعل يتحكم في نومها..!
كانت اسيل تشعر بتكدس الصراخ بداخلها تريد الصراخ بأعلي ما اوتيت من قوه..!
تتردد كلماته بإستمرار بداخل اذنها غير مصدقه ان هذا هو حبيبها الذي طلامه عشقت مغازلته لها..! ظلت تتذكر ذكرياتهم الجميله معاً وقد كانت كالخناجر تغرز في قلبها حتي وصلت بذكرياتها الي يوم وعدها له بأنها ستثق به دائما ومهما حدث..!
شردت بهذا الذكري قليلاً لا تعلم اتصدقها ام تسير خلف عقلها وكرامتها التي ابت عليها الخضوع..! حتي وان كانت لازالت لا تستطيع كرهه..!، وهذا ما أتلف اعصابها اضعاف مضاعفه انها بالفعل لا تستطيع كرهه..! فإن استطاعت كان الوضع سيصبح اسهل بكثير وقد كان لم يألمها قلبها هكذا ولكن للأسف لايزال عشقه تاركاً شعاع من نور ينير قلبها..!
حاولت اسيل مقاومه دوارها والتوجه للمرحاض لتتيح الفرصه للمياه البارده بأن تخمد ثوره بركان ذكرياتها ولكن لم تصمد لتدلف لعالم مظلم في قسوته يشباهه قسوه قلبه...!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
عاد سليم من ايطاليا علي الفيلا التي تقبع بها اسيل وتوجه للخادمه يستقبل كلماتها بحنق..
"الخادمه": ما بتاكلش يا بيه، كل الاكل الي بطلعه ليها بترفض تاكله..!
"سليم" بغضب : غبيه..! مش قولتلك خليكي معاها وما تسبيهاش ...!
"الخادمه" بذعر : اعمل ايه بس يا بيه مهو الرجاله الي برا دول لاحظوا اني كل شويه عندها فوق وخوفت يشكوا فيا..!
شد "سليم" علي شعره بغضب وهتف بحنق : طيب خلاص المهم دلوقتي احنا هنبدأ تنفيذ من بكره طبعاً عارفه هتعملي ايه؟
"الخادمه" : بلهفه اكيد يا بيه حفظ...
قطعت كلماتها حين هرول سليم من امامها بذعر حين سمع صوت وقوع شئ قوي في الطابق العلوي ليصعد الدرج بلهفه لم يستطيع اخفائها يهتف بأسمها بقلق..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
دلف سليم للجناح ليجد اسيل مترنحه علي الارض بوهن وقد شحب وجهها بشده وضعف جسدها وقد اصبحت تشبه الموتي..!
حملها سليم بلهفه ثم جلس يأخذها فوق ساقيه ويضمها بحنان وهو يخبط بلهفه فوق وجنتيها : اسيل..! اسيل حببتي فوقي.. فوقي يا عمري ونبي ردي عليا..
التف للخادمه التي تبعته بغضب وصرخ بها : اطلبي الدكتور مستنيه ايه..! ؟
هرولت الخادمه تهاتف الدكتور وقد كان يتركه لها سليم من قبل للاحتياط..
انزلها سليم فوف الفراش برقه وتوجه لطاوله الزينه يخطف زجاجه العطر ثم يسكب القليل منها فوق كفيه وقربه من انفها يحاول افاقتها..
فتحت اسيل عينيها بوهن تهزي بكلمات بدون وعي..!
"اسيل" بدون وعي : سليم..
تنهد سليم براحه ثم رفعها ليأخذها بداخل احضانه بحمايه ويهوي بشفتيه يلثم شفتيها بقبل متقطعه ويقول من بين قبلاته بألم : قلب سليم.. وروح سليم...وعيون سليم وحياته كلها..
"اسيل" بدون وعي : سليم انت بتخوني.. انا تعبانه اوي.. مقدرش يا سليم مقدرش..
مسد "سليم" علي شعرها برقه : ششش بس يا حببتي، متخافيش من حاجه كل حاجه هتبقي كويسه
ظل علي هذا الوضع قلبي قبل ان ينزلها برقه فوق الفراش ويدثرها جيداً متوجها للخزانه يخطف حجاباً لها ويلفه حول رأسها بعشوائية حين سمع صوت خطوات الدكتور بالخارج..
دلف الدكتور يفحص اسيل بإهتمام ثم اخبره بتقريره وان اسيل تعاني من ضعف حاد في المناعه وسوء تغذيه هذا ما تسبب لها بالاغماء ولكن اخبره بما يجب فعله والنظام الغذائي التي يجب ان تتبعه ثم قام بتعليق محاليل لها قبل رحيله..!
تابع سليم اسيل الهزيله المتممده فوق الفراش بوهن وتهزي بكلمات غير مفهومه استطاع التقات اسمه منها كثيراً..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
افاقت اسيل تشعر بثقل فوق جسدها ودفئ يحاوطها يشعرها بأمان مما جعلها تدفع بجدسها بشده بداخل احضان سليم تظن انها تحلم ولكن وجدت يده تحاوط خصرها وتشدد عليه لتشهق بصدمه وهي تكشتف انه هنا بالفعل..!
انتفضت اسيل من بين ذراعيه تحاول فك حصاره لينتفض هو يحاول حرجمه حركتها حتي لا تجرح نفسها بسبب الابره الغارزه في كفها
"سليم" وهو يحاول تكبيلها : اهدي يا اسيل ، اهدي وفوقي هتعوري نفسك..
"اسيل" ودموعها تنسدل فوق وجنتيها بحرقه: ابعد عني، ابعد عني انت واحد كداب واناني وانا مش لعبه ترميها وقت ما تحب وترجعلها وقت ما تحب..!
"سليم" بحنان حاول ضمها بداخل احضانه غير عابئاً بمحاولتها الفاشله في الافلات منه : ما عاش ولا كان الي يقول عليكي لعبه انتي ست البنات كلهم ، بس لازم تهدي عشان هتعوري نفسك
نفذت قوه"اسيل" لتهدأ حركتها وتبدأ تضربه فوق صدره بضعف وتقول من بين دموعها : كفايه..! كفايه بقا كل ده انا تعبت..! تعبت والله ومابقتش قادره حرام عليك، ليه تعمل فيا كدا عملت فيك ايه عشان تطلعني لسابع سما وبعدين تسيبني اقع لسابع ارض؟!
ثم ابتعدت عنه تنظر في عينيه بتوسل وألم واردفت : ليه يا سليم؟ ليه توجعني
هرب سليم من نظراتها حتي لا يضعف لتهتف هي به وتحيط وجهه بيدها توجه نظره لها : رد عليه يا سليم ليه بتوجعني؟
"سليم" بنفاذ صبر هتف بصرامه : عشان بحبك..! بوجعك وبوجع نفسي عشان بحبك يا اسيل..!
"اسيل" بعدم فهم : بتحبني؟ بتحبني وعايز تطلقني وتبعدني عنك؟ عايزني اموت يا سليم؟
زفر "سليم" بنفاذ صبر : مش هتفهمي يا اسيل دلوقتي، وانا مش هقدر افهمك..! كل الي اعرفه دلوقتي ان الطلاق احسن اختيار لينا
زادت دموع "اسيل" : لا يا سليم، لا متقولهاش انا بحبك.. ! بحبك والله ولو بعدت عني هموت..!
تأملها سليم للحظات ثم انتفض من فوق الفراش يتوجه لخارج الجناح بعنف وغضب يحاول كبح مشاعره وترك الباب خلفه مفتوح عن قصد لتهرول هي خلفه حتي هبطت لبهو الفيلا وهتفت بأسمه في توسل ليقف ويلتف لها قبل دلوفه للمكتب
"اسيل" بدموع : سليم..! فوق يا سليم ونبي وبلاش تبعدني عنك.. ! ده الي انت عايزه وهيريحك؟ بعدي عنك ده الي هيريحك..!
"سليم" بغضب ونفاذ صبر قال بصوته الجوهري : كفايه بقا..! ياتري متفقه مع عمك عشان التمثليه دي كمان ولا دي قلفتيها من نفسك عشان تحاولي تضعفيني..!
شهقت اسيل بصدمه ووضعت يدها بتلقائية فوق صدرها مانعه ألمها وقالت بإستنكار : انا؟ انا يا سليم..!
"سليم" بغضب : ايوا انتي..! كفايه بقا لف ودوران انا زهقت من خبثك انتي وعمك، انا متأكد انه متفق معاكي عليا عشان توقعوني..!
انا ما بقتش قادر استحمل..!
ثم نظر لها بقسوه : اسيل انتي طالق..
تبعها ترنح اسيل فوق الارض فاقده للوعي بوهن رافضه ان تستأنف حياتها بعد كلماته الاخيره...!
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا