مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة فرح ابراهيم؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثامن والثلاثون من رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المتشابكة والمعقدة من الرومانسية والإنتقام والكراهية
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثامن والثلاثون
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيمإقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية خيوط الشمس بقلم فرح ابراهيم - الفصل الثامن والثلاثون
وقفت امام والدتها التي تجلس بوهن فوق احد المقاعد بداخل المستشفى بعد تلقيها احدي جلسات الاستنشاق التي اعتادت عليها لظروف مرضها بحساسيه الصدر..
"لوجي": ها يا ماما احسن دلوقتي؟
جاهدت والدتها حتي تخرج الكلمات بأنفاس لاهثه : الحمدلله احسن يا بنتي
"لوجي" بأسي وحزن : انا بدأت اخاف عليكي. اوي يا ماما من حساسيه صدرك دي، يعني لو مكنتش موجوده مثلا كان مين هيجيبك تاخدي جلسه الاستنشاق..!
ربتت والدتها فوق كفيها تقول بحنان : سبيها علي الله يابنتي انا خلاص اتعودت متقلقيش عليا
تنهدت "لوجي" بأسي حين جلست بجوارها وقد كانوا في الاستقبال فأتيحت لها الفرصه بتفقد الماره خارج الطريق : طيب خلينا قاعدين شويه لحد ما نفسك ينتظم وبعدين نقوم نمشي..
اخذت لوجي تعبث في هاتفها بملل الي ان دوي في المكان صوت تعرفه جيداً بل وتحفظه عن ظهر قلب.. !
شعرت بضربات قلبها تتسارع حين رفعت عيناها لتتفقد مصدر الصوت ثم وجدته يدلف بصحبه شخص ما وقد ظهر عليه التعب ولاح نظرها فوق كتفه الذي يلتف حوله قميص اتلفته بقع الدماء..!
شهقت لوجي بصدمه وهوي قلبها قلقاً عليه واخذت تتابعه بلهفه وهو يتقدم مع الدكتور لإجراء الفحوصات اللازمه.. اخذت تدعو الله ان يخفف عنه ألمه بدون وعي منها ... ظلت علي حالتها ما يقارب الربع ساعه تردد بين التوجه أليه للإطمئنان عليه وبين تصنع اللاه مبالاة..!
ألتفت لها والدتها تقول بحزم : يلا يابنتي انا بقيت كويسه
"لوجي" بلهفه وارتباك : لا.. ااا.. اقصد استني بس شويه يا ماما لحد ما ترتاحي خالص
نظرت لها والدتها بشك : مالك مش علي بعضك ليه؟
"لوجي" بإرتباك: انا؟ لاا.. ااا.. انا عادي اهو بس افتكرت حاجه كنت عايزه اسأل عليها الدكتور..
ثواني ورجعالك
هتفت بهذه الكلمات حين حزمت امرها بالتوجه إليه بنيه الواجب فقد ساعدهم قديماً ومن الواجب الاطمئنان عليه وهذا كل ما في الامر ولكن قلبها سخر منها حين اخذت اول خطواتها تجاهه وشعرت بتسارع دقاته وكأنها كانت ترقد للتو..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
جلس مالك فوق الفراش عاري الصدر وقد ظهرت عضلات بطنه وكتفه البارزة وكان يشد فوق قبضته بعنف حتي ابيضت مفاصله حين بدأ الطبيب في تخييط جرحه وقد كان سطحياً ولم تخترق الرصاصه عظامه فلم يحتاج الخضوع للعمليات..!
بعد ان انهي الطبيب عمله طلب الممرضه حتي تنظف جرحه وتلفه بالشاش جيداً .. لبت الممرضة طلبه علي فور وقد كان احب علي قلبها فنظرات الاعجاب بعينيها تجاه مالك منذ دلوفه كادت ان تفتك به..! ولم يسلم كرم ايضاً من النظرات الاعجاب في عيون النساء فبالرغم من منظرهم الرث ولكن لم تهتز وسامتهم او جاذبيتهم ..!
أخذ كرم يكتم ضحكاته الساخره علي منظر مالك الذي اشتعل غضباً فور اقتراب الممرضه منه ..!
"مالك" من بين اسنانه لكرم : اضحك ده انا هنفخك بس لما نخرج
"كرم" من بين ضحكاته : مش لما تبقا تخرج الاول دول شكلهم هيخدروك ويخطفوك
هم مالك بتوبيخه ولكن تراجع حين اقتربت ممرضه اخري من كرم تقول بهيام : كرم بيه، الدكتور وصي عليك، مش عايز اي حاجه مني؟
انفجر مالك يضحك بسخريه لينظر له كرم في حنق وتوعد بينما نظر للممرضه بنفاذ صبر يقول بإقتضاب : شكرا لو عايز حاجه هطلبها من الدكتور علي طول
همهمت الممرضه بإحراج حين القي بكلماته الحاده عليها فأنسحبت من الموقف تاركه زميلتها تلف جرح مالك وهي تحاول التقرب منه..
زفر "مالك" بضيق وقال بحده للممرضه : ممكن تنجزي شويه..!
"الممرضه" بدلع : غصب عني، مش عايزه اوجعك غلطت يعني؟
: لا الي شغلوا واحده زيك هنا هما الي غلطوا، ركزي في الي بتعمليه يا شاطره وبلاش سهوكه
صدم مالك وكرم حين ظهرت لوجي فجأه امامهم تهتف بهذه الكلمات للممرضه وهي تنظر لها بغيظ ويدها تستقر فوق خصرها..!
انتقل نظر مالك بينها وبين كرم الذي كانت نظراته مندهشه متسائله وقبل ان يهم بسؤال مالك قاطعه يوجه حديثه للممرضه : طيب متشكر لحد كدا انا هقدر اكمل بقيت لف الشاش لوحدي وياريت تتفضلي انتي..
نظرت الممرضه للوجي في غيظ وغل قبل ان تهرول من امامهم بخطوات غاضبه فنظر مالك لكرم يقول من بين اسنانه : بقولك ايه يا كرم ما تروح تشوف نتيجه التحاليل..
"كرم" بعدم فهم : تحاليل ايه؟ انت عملت تحاليل؟
نظر له "مالك" بضيق وشدد فوق كلماته : يا كرم التحاليل يا كرم روح يا حبيبي شوفهم
فهم "كرم" ما يرمي له فنظر له بخبث : ااهه انت بتوزعني بس بشياكه؟ طب هنيالو يعم..
تركهم كرم بمفردهم ليلتف مالك يقابل نظرات لوجي التي تشتعل غضباً فقد كانت تتوجه له لتري ألتصاق الممرضه به ونظراتها التي كانت تلتهمه لتشعر بالغيره تنهش في قلبها والغضب بتمكن منها لتندفع نحوه غير واعيه لما سيحدث لها بعد ذالك..!
ابتسم "مالك" بخبث وقد شعر بغيرتها ليقول بمكر : انسه لوجي؟ بتعملي ايه هنا؟ وبعدين ايه الي قولتيه للبنت ده هي مغلطتش.. !
لوجي" بدون وعي وغضب : نعم؟ مغلطتش؟ انت مكنتش شايف هي بتبصلك ازاي؟ دي كانت بتاكلك بعينها وقال ايه مش عايزه توجعك.. سخيفه ومسهوكه اوي يعني..!
تابع "مالك" بمكر : بالعكس انا شايفها شطره اوي وفعلا ايدها حنينه وموجعتنيش..!
كان الشرار يتطاير من عين لوجي في حين يجاهد مالك في كتم ضحكه استمتاعاً بغيرتها..!
التفت "لوجي" بحنق لتغادر وهي تهتف به : انا غلطانه اصلا اني جيت اطمن علي واحد زيك
قبض مالك علي معصمها بلهفه وقد وصل لذروته ولم يستطيع منع ضحكاته وهو يقول برقه : غلطانه مين دي اصح حاجه عملتيها في حياتك اصلا..!
التفت لوجي له تهم بتوبيخه ولكن لاحظت الان عدم ارتداء لقميصه فشهقت بصدمه وقد توردت وجنتيها خجلاً لتخفض رأسها وتقول بإرتباك : ااا.. انت ازاي تقعد كدا...! اتفضل قوم البس هدومك..!
نظر "مالك" لنفسه وابتسم بإستمتاع لخجلها ليتابع بمكر : مهو زي ما انتي شايفه انا مش هقدر ألبس لوحدي وانتي مشيتي الممرضه وكرم مش موجود يعني مفيش حد يساعدني الا لوو....
رفعت "لوجي" نظرها له بصدمه وارتباك : لو ايه؟ قصدك ايه يعني..!!!
"مالك" بمكر: كنت هقول تساعديني بس بخدودك الحمره دي شكل الممرضه المسهوكه هتفيدني اكتر...
سرعان ما عادت "لوجي" لغضبها وقالت بدون وعي : اياك يا مالك تعملها والله ها...
قطعت كلماتها حيت لاحظت نظرات مالك وابتسامتة الماكره وقد عادت لرشدها وعلمت ما تفوهت به للفور لتشهق بخجل ويعقد لسانها..!
"مالك" بمكر : ها ايه؟ عندي فضول اعرف
"لوجي" بإرتباك : ااا.. لا انا مش قصدي يعني.. اا..انت حر يعني وانا لازم امشي اصلا عشان ماما مستنياني
التفت لوجي لتغادر بخجل ولكن اوقفتها كلماته..!
"مالك" بحزم : استني ممكن تقولي للدكتور بس يجي يساعدني ألبس قميصي؟
"لوجي"بارتباك وهي تهرب من نظراته :ااا.. اايه؟ ااهه طيب حاضر
ثم توجهت للطبيب تشير له علي مالك تبلغه بطلبه ثم هرولت سريعاً تجاه والدتها بضربات قلب متضاربه وخجل شديد منه وقد اكتشفت ما فعلته للتو.. !
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
_امام المستشفى
اوقفت لوجي سياره اجره لتنقلهم لمنزلهم وهمت بفتح الباب لتدلف بداخلها ولكن وجدت من يقبض فوق يدها يعيد اغلاق باب السيارة ثم امر سائقها بالانصراف..
رفعت لوجي نظرها له بصدمه وقد عقد لسانها وانتقل نظرها بينه وبين والدتها التي نظرت لمالك بدهشه تقول بتساؤل : في ايه يابني؟ انت عايز مننا حاجه؟
"مالك" بحزم واحترام : عايز منكم كل خير يا امي
انتقل نظر والدتها بينها وبينه تقول بعدم فهم : اتفضل يابني ولو نقدر نساعدك مش هنتأخر
انتقل نظر مالك للوجي التي اخفضت رأسها بخجل تفرك اصابع يدها بإرتباك يتأملها بحب وقال بحزم : انا طالب ايد الانسه لوجي
شهقت لوجي بصدمه وهي تنظر له بعدم تصديق يكاد قلبها ييقتلع من مكانه لشده ضرباته..!
صدمت والدتها ثم انتقل نظرها لها تقول بترقب : انتي تعرفيه يا لوجي؟
عقد لسان لوجي من الصدمه ولم تقدر علي اخراج كلماتها ولكن قام هو بهذه المهمه بسلاسه : انا ابقا صاحب سليم جوز الانسه اسيل صاحبتها لو تعرفيها، واتقابلنا انا والانسه لوجي قبل كدا في شرم
اجابته والدتها بحيره : والله يابني عايزها يبقا تيجي انت واهلك تطلبها من ابوها وعمامها و بعدين ربنا يقدم الي فيه الخير
"مالك " بإمتنان واحترام: وده الي كنت عايزه من حضرتك ياريت نحدد معاد اجي ازوركم انا و والدي وابقا شاكر جداً
ابتسمت والدتها لأحترامه وتفحصت هيئته الانيقه والجذابه بإعجاب لتقول بإبتسامة هادئه : خلاص بكره الساعه 7 تشرفونا ثم اخذت تشرح له عنوان منزلهم بالتفصيل. .
"مالك" بإحترام : الشرف لينا يا امي ،وياريت حضرتك تقبلي اوصلكم لحد البيت ،حضرتك في مقام والدتي والانسه اسيل قبل ما هتكون مراتي هي زميله غاليه عندي
ضحكت والدتها بدهشه وهي تقول بحيره : مراتك؟ ايه الي مخليك واثق كدا ..!
"مالك" بصدق ومشاعر جارفه : عشان الراجل لما بيحب من قلبه عمره ما يسيب حبيبته تبقا لحد غيره.. وانا قلبي عمره ما حب غير بنت حضرتك..!
ابتسمت لوجي بخجل وقد كان قلبها يتراقص فرحاً لا تصدق ماذا يحدث من حولها..!
لاحظتها والدتها وبالتالي تيقنت ان ابنتها قد تملك منها الحب ونادي قلبها بأسمه لتبتسم و تومئ لمالك في خفوت قبل ان تتقدم مع مالك للسياره التي كان ينتظره بها كرم والذي نظر له بإندهاش وعدم فهم ولكن تلقي طلب مالك بتوصيل لوجي و والدتها بخفوت فحزم قراره علي معرفه ماذا يحدث ولكن بعد رحيلهم...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
: سليم بيحبك يا بنتي، ده اتحدي الدنيا كلها عشانك وعرض نفسه للخطر عشان خاطرك
اخفضت "اسيل" رأسها بخجل وهي تبتسم بحب تجيب علي والدها : عارفه يا بابا، عارفه انه عمل كل ده عشاني عشان كدا قلبي مسامحه
"كريمه" بحب: ربنا يخليكم لبعض يا حببتي ، سليم راجل يعتمد عليه وانا مطمنه عليكي معاه، ومش ندمانه لحظه علي قرار جوازكم لأني كنت عارفه ان انتو لبعض..!
اخفضت اسيل رأسها بخجل وابتسمت في خفوت ولكن لا تدري ان لحظتها ستنقلب رأساً علي عقب حين هتفت نور بصوت عالي : لا بس سليم ده طلع اييه..!! دنجوان كدا في نفسه..!
ده غلب احمد السقا في الاكشن يا جدع..!
"اسيل" بغيظ : لا سليم حبيبي مفيش منه اصلا..
"نور" بتهكم : شوف شوف هتتنك علينا بقا..!!
الله يرحم ايام ما كنتي سنجل بائسة بتقضي الفلانتين في البلكونة وانتي بتضربي شاورما
"اسيل" بغيظ : حوش حوش الي الدنيا كانت بتمطر عليها هدايه
"نور" بغرور : كانت بتمطر ياختي بس انا الي كنت ماسكه شمسيه...
دوت ضحكه كل من كريمه ومحمد وهم يشاهدون بناتهن عادت لهم روحهم المرحه مره اخري لتتبادل اسيل ونور معهم ضحكاتهم ثم نظر لهم محمود وهم يلتفون علي طاوله العشاء من حوله ثم قال بحب : ربنا يخلينا كلنا لبعض ويديم لمتنا وضحكتنا
أمن الجميع علي دعاؤه ثم شرعوا في تناول عشائهم في جو من البهجه والمرح الذي افتقدوه الايام الماضيه..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
دلف غرفتها بجمود يقف امامها يضع يده في سرواله وينظر لها بحده ثم قال بصرامه : ماما لو سمحت سبينا لوحدنا شويه
"ساميه": حاضر يا سليم يابني
ترجلت ساميه من غرفه كندا ثم اغلقت الباب من خلفها ليتجه سليم ويجلس امام كندا التي تعتلي الفراش بوهن وتنسدل دموعها فوق وجنتيها بإنهيار وقد شحب وجهها اثر رفضها للطعام..!
"سليم" بصرامه : ممكن اعرف ايه شغل العيال ده؟ هو ايه دخل الاكل في الموضوع؟ بتموتي نفسك بالبطئ ليه؟ لو خايفه اني اعملك حاجه فد...
قاطعته "كندا" بلهفه ومن بين دموعها قالت بصدق : خايفه متسامحنيش يا سليم..!
زعقلي، اضربني، اعمل اي حاجه الا انك تزعل مني وتبعد عني كدا.. ! سليم انت طول عمرك ابويا قبل ما تكون اخويا، انت ضهري وسندي انا ومازن وبابا وماما وكلنا ..! انا يوم ما حد بيزعلني بجري عليك اول واحد عشان عارفه انك هتاخدلي حقي لكن دلوقتي انا الي مزعلاك وعندك حق تاخد حقك مني زي ما انت عايز..!
كان سليم يتابع كلماتها بإهتمام حتي انهتها ليقول بهدوء وثبات : انا مش عايز حاجه غير انك تفوقي وتعرفي انك غلطتي في حق نفسك قبل ما تغلطي فيا وفينا كلنا
ثم تابع بحزم : غلطتي في حق نفسك لما سمحتيلها بالكدب وانتي نازله كل يوم راحه لراجل في بيته من ورا عيلتك، غلطتي في حق نفسك لما سمحتي لواحد زي ده يستغل طيبتك ويغير مبادئك ،غلطتي في حق نفسك لما كنتي هتضيعيها في لحظه وهتندمي علي الي حصل سنين عمرك كلها. !
وغلطتي في حقي لما حسستيني انك مش كندا بنتي الي انا مربيها علي الصراحه والامانه وحسستيني اني غلطت لما وثقت فيكي ، غلطتي في حق بابا وماما الي ما احترمتيش وجودهم ومكنتيش صريحه معاهم، غلطتي في حق مازن الي كان بيشجعك في كل خطوه بتاخديها بس طلعتي متستاهليش اهتمامه..!
كانت كلماته خناجر تغرز في قلب كندا فهي تعلم صحه كلامه جيداً لتقول من بين شهقاتها بصدق : انا اسفه.. اسفه ألف مره وهفضل اتأسف طول عمري.. انا عارفه اني غلطت اوي بس والله مكنش في نيتي غير اني اصلح العلاقه بينكم.! اه ساعتها ممكن اكون شكيت فيك شويه بس ده غصب عني لاني عارفه انك في غضبك ما بترحمش..! بس بعديها فوقت والله وكنت بفضل احببه فيك عشان ترجعوا زي الاول، مكنتش عارفه انه اسوأ مما تخليت مكنتش عارفه ان اكبر غلطه في حياتي اني.. حبي..
قطع "سليم" كلماتها قائلاً بثقه : انك حبتيه.. اكبر غلطه في حياتك انك حبتيه..!
رفعت "كندا" نظرها له في اندهاش ليؤكد هو علي كلامه بثقه : انتي فاكراني مش عارف انك بتحبيه؟ ولا كمان من وانتي صغيره و حاولتي تقوليلو قبل ما يسافر بس هو فكرك بتهظري..
"كندا" بصدمه : ااا.. انت.. عرفت اازاي؟
"سليم" بغرور : مفيش حاجه بتحصل وما بعرفهاش يا كندا..! زي ما انا عارف كدا ومتأكد انك بعد كل الي حصل ده ولسه بتحبيه لا وبتفكري فيه كمان و نفسك تسألي هو عامل ايه بس مش هتقدري عشان خايفه وكرامتك ناقحه عليكي..!
اخغضت "كندا" رأسها بخجل وقالت بإرتباك : ااا.. سليم اناا.. ااا.
"سليم" بحزم : ششش، انا عايزك تسمعيني كويس في الي هقوله.. اكرم مش وحش، اكرم جواه حقد وغل دفين من سنين هما الي حولوه لشخص دنئ بالمنظر ده، لكن هو معدنه طيب وجدع وانا مسامحه علي الي حصل ومتأكد انه هيرجع احسن من الاول بعد ما ياخد كورس علاجه
ولحد ما يرجع، عايزك تعودي نفسك علي الثبات الانفعالي وازاي تتحكمي في اعصابك وتصرفاتك عشان متأذنيش نفسك بتهورك وتسرعك ده تاني..!
"كندا" بلهفه: حاضر، حاضر والله هسمع كل الي هتقولي عليه بس ونبي يا سليم سامحني
زفر "سليم" بقله حيله قائلاً بغموض : طيب وده لو اكرر تاني؟
ثم اردف بنبره اشبه بخط الموت : ساعتها محدش هيرحمك من ايدي يا كندا فاهمه؟
"كندا" بلهفه: فاهمه.. فاهمه والله حاضر، خلاص بقا ونبي وحياه اسيل عندك سامحني
"سليم" بإبتسامة هادئه : حياتها غاليه عندي اوي..!
"كندا" بسعادة : يعني سامحتني؟
ابتسم سليم بحنان يفتح لها ذراعيه في اشاره منه لتلقي بنفسها داخل احضانه تشدد عليه بقوه وقد استقبلها هو بحنان ابوي يغلفها بالامان..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
مرت ليله مريحه علي ابطالنا بعد ان دلفت حياتهم لدائره النقاهه واخيراً بعد عناء طال لأيام فتك بأعصابهم ، واهلك قلبهم عذاباً ولكن بالرغم من هذا تقبلوا ايامهم الماضيه بالرحب والسعه وقد تيقنوا ان المحن ما هي الا وسيله تغربل من حولنا ليتبين من صادق المشاعر ومن يهوي التلاعب بها..!
المِحن ليست عقاباً من الله بل نعمه منَ بها علي عباده فإن اكتسب المرء خبارات من تجاربه واكتسب شجاعه من المواجهه واكتسب اجراً علي صبره ورضاه بما امر الله له هكذا تكون المِحن مكسب مضمون وليست للخسارة مجال بها ولكن لمن يتبع شروط تجاوزها..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
استيقظت اسيل بتثاقل تشعر وكأنها بعالم اخر لا تعلم اين هي..! فقد كانت تنام فوق فراشها وبداخل غرفتها الروتينيه ولكن هذه الغرفه المزينه بالبلونات والزينه بأبهي الاشكال وهذه الورود المتناثره فوق فراشها وبجانب وسادتها وفي كل مكان اثارت دهشتها وقد عقد لسانها من المفاجأه..!
تركت فراشها تجول في الغرفه بإنبهار وقد شعرت وانها تكاد تصرخ من سعادتها..!
توجهت بخطوات بطيئة لذالك الفستان الذي يختفي بداخل جراب حفظه وقد كان معلقاً بنصف الغرفه اخذت تجول بعينيها فوقه بفضول لتعرف مظهره فأمتدت يدها حتي تزيح عنه جراب حفظه ارتعشت يدها وشهقت بصدمه وهي تتراجع عده خطوات للخلف حتي هوت فوق الفراش و دموعها تنسدل فوق وجنتيها بفرح وهي تري فستنان زفاف باللون الابيض الناصع مثل قلبها وقد كان عظيم الرقي بتصميمه المحتشم وحبات اللولي المتناثره فوقه تداخل مع تطريزه الانيق والبسيط التي يشبه برائتها فقد كان يشبهها بالفعل لأنه مفصل لها خصيصاً علي يد اشهر مصممين الازياء في الوطن العربي..!
شعرت بحركه من خلفها افاقتها من شرودها لتلتف وتري فريق كامل علي اتم استعداده لتجهيزها لليله ستكتب في تاريخ العشاق وتحفر في قلوبهم ابد الدهر...!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
كان يومه المنشود، وقد عم الهرج والمرج بالمنزل فبالتأكيد يوم سليم المنشاوي يختلف عن اي يوم اخر ..!
لم يستطيع النوم وقد ابت جفونه ان تغفل وقلبه ان يهدأ وهو يعد اللحظات ترقباً لسطوع الشمس واناره دنيتنا لتسطع هي حياته وتنير مملكه قلبه بحبها .. حبها الذي انتشله بنجاح من العتمه وحياته باهته الالوان ليدلف معها حياه تتباين ألوانها بزهوه..
حل المساء وارتدي حلته الانيقه بسوادها الحالك واخذ اول خطواته مع تصاعد دقات قلبه مع كل خطوه يخطيها يشعر وان حياته ستبدأ لتوها..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
هبطت الدرج تلف يدها حول معصم والدها وتتبعها والدتها بعيون باكيه ونور بسعاده غارمه وقد تأنقت هي الاخري بفستانها وحجابها البسيط لتصبح كالملائكه ..
ولكن لا تقارن بتلك التي تتعالي دقات قلبها غير مصدقه لما يحدث من حولها افأصبحت عروس الان؟ اتحقق حلمها بإرتداء فستانها الابيض لمن عشقه قلبها؟ نعم قد تحقق ..! بسمتها فوق ثغرها هتفت بهذه الكلمات والتي زادتها جمالاً فوق جمالها تخطف الانظار وكأن الجمال اصبح تاجاً فوق رأسها..!
تعلقت عيناهم في نظره عميقه كل منهم عجز لسانه عن وصف مشاعرهم فتلك المشاعر من شدتها وصدقها لا توصف ولكن هي للاستمتاع بها وقت تملكها منا فقط..!
اقترب منها بخطوات بطيئة يحاول ضبط انفاسه التي اخذت تتعالي وهو يراها بتلك الحاله، نعم هو يعلم مدي جمالها ويراها اجمل ما رأت عيناه ولكن لم يتوقع هيئتها تلك..!
سلمها له والدها بإبتسامة واثقه ليضم كفيها يلثمهم برقه وحب امام اعين الجميع التي اخذت تتأملهم بحب وسعاده
تأمل هو الدموع المحبوسه في مقلتيها وتنهد بحب قبل ان تدوي كلماته بصدق ومشاعر جارفه في الافق لتصل لمسامع الجميع : بحبك يا اسيل.. بحبك ومستعد اضحي بعمري كلو عشانك، بحبك يالي ملكتي قلبي وسكنتيه بجمالك وبرائتك .. بحبك وهفضل احبك طول عمري..
اخفض رأسه يقبل جبهتها برقه في قبله طويله ثم رفع انماله يزيح دمعتها المتمرده فوق وجنتيها لتبتسم هي برقه حتي يزداد جمالها اضعاف مضاعفه ببسمتها الخجوله وقد تعلقت في ذراعه يدلفوا للسياره معاً ليتوجهوا لأفخم واكبر القاعات في احدي اشهر الفنادق وارقاها بمصر والوطن العربي...
مر القليل من الوقت ومن بعدها كانت اسيل تهبط من السياره تتعلق بمعصم سليم الذي غلفها بنظراته الدافئة وقد كانت تشعر انها بحلم كان خارج نطاق توقعاتها ..! تنقلت بعينها في انبهار تري رقي القاعه بزينتها البسيطه الراقيه وقد تراصت الطاولات في اناقه و كان كل شئ مثالياً واخذوا اول خطواتهم تجاه طاوله مزينه بالورود في ابهي الصور ينتظرهم خلفها المأذون الذي شرع في اتمام زواجهم علي سنه الله ورسوله امام اعين المدوعيين وقد كانوا من اهم رجال الاعمال والنساء المجتمع الراقي والذي بدي في اعينهم نظرات الاعجاب والانبهار من الاجواء المحيطه بهم وبجمال كلا الزوجين الخاطف...
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير انشالله تعالي وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا ونبينا محمد
هتف المأذون بآخر كلماته وسط صياح الجميع بسعاده وفرح لكل من اسيل وسليم يهنئونهم بفرحه صادقه ، توجه سليم لأسيل يجذبها بداخل احضانه يهمس بجانب اذنها برقه : مبروك يا قلبي، مش قولتلك انت ملكي ومش هتكوني لغيري ..!
ابتعدت اسيل عنه تنظر له بحب وتخرج كلماتها بخجل : وانا مش عايزه غيرك يا سليم..
ليهبط بنظره تجاه شفتيها وقد لاحظت هي نظراته لتخفض رأسها تقول بتوسل وخجل : ونبي لا، والله هموت من الكسوف لو عملتها وممكن ما اكملش الفرح
دوت ضحكه سليم عالياً وهو يسحبها من يدها ويتوجه بها لمنتصف حلبه الرقص يحاوط خصرها بذراعه ثم قال بمكر : يالهوي بطه بلدي بتجيبي ورا في ثانيه..!
وكزته اسيل في كتفه تقول بغيظ : لا مش بطه بلدي انت الي قليل الادب..
رفع "سليم" حاجبه بإستنكار يقول بمرح وبطريقة مسرحية : من اولها كدا وقليل والادب...!! ده باينه مرار طاافح
دوت ضحكه اسيل عالياً علي كلماته فهي لأول مره تكتشف الجزء الفكاهي في شخصيته..
ليكملوا رقصتهم في حب ،مرح ،شوق واستمتاع.. مشاعر متداخله ولكن غلفتهم وكانت كفيله لتعزلهم عن العالم من حولهم..
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
كان يقف خلف طاولته شارداً بمن حفرت اسمها بداخل قلبه منذ اول لقاء بينهم..! لم يستطيع تمالك نفسه وهو يتخيلها تتألق بفستانها الابيض يوم زفافهم..! لقد سحرته تلك المشاكسه وجعلته رافضاً استئناف حياته بدونها..!
زفر كرم بقوه ثم حزم قراره وتوجه لطاولة محمود دون تردد يقول بإحترام : مساء الخير
"محمود": مساء النور يابني
"كرم" بمرح: الا ياعمي كنت حابب اسأل حضرتك سؤال
"محمود" : طبعا يابني اتفضل
"كرم" بمكر : هما مش بيقولوا من جاور السعيد يسعد؟
"محمود": ايوا وبعدين؟
"كرم" وهو يشير علي سليم : و واضح ان سليم سعيد فأنا قررت اجاوره..
ثم تابع بحزم : انا طالب ايد نور ياعمي واتمني حضرتك توافق
"محمود" بدهشه : والله يابني احنا مش هنلاقي احسن منك، انا واثق في اخلاقك
ثم تابع بحرج: ااا.. بس يعني علي ما اظن نور صغيره اوي بالنسبة ليك
"كرم" بحزم : لو عليا ميهمنيش فرق السن انا كل الي يهمني اني اكون مع الانسانه الي اختارها قلبي و واثق من حبي ليها
"محمود" بحيره : طب ودراستها؟!!
"كرم" بحزم : ممكن تبقا خطوبه دلوقتي لحد ما تعدي السنه دي وتدخل كليتها وتستقر فيها اول سنه وبعديها تكمل دراستها عندي وانا مستعد اقف جمبها في اي شهادات تانيه حبت تاخدها بعد دراستها كمان المهم تكون معايا
ابتسم "محمود" علي اصراره وقد شعر بصدق مشاعره تجاه ابنته ليلتف ينظر لكريمه بحيره فابتسمت له برضي فتابع: طيب علي الاقل ناخد رأيها الاول
ليبحث عنها بعينيه حتي وجدها تقف بعيدا عنهم بقليل .. توجه لها ثم قادها الي طاولتهم وحين اقتربت شهقت بصدمه عندما رأت كرم ينتظرها هناك.. مال محمود فوق اذنيها يخبرها بطلب كرم تحت نظرات كرم المترقبه والمستمتعه بخجلها البادي عليها ..
تعلقت عيناهم جميعاً بها في ترقب ولكن توترها وخجلها عقدوا لسانها ولم تستطيع التفوه بكلمه واحده غير ايمائه بسيطه منها قبل ان تهرول هاربه من امامهم..
"محمود" بأسي لكريمه : واضح ان البيت هيفضي علينا قريب يا كريمه..!
ثم تابع بفرحه : لان العرايس بقوا اتنين مش واحده بس..
ابتسم كرم بسعاده وشرع في تحديد معاد مع محمود لزيارتهم مع اهله في اقرب فرصه..
تابع من هنا : جميع فصول رواية احببتها في انتقامي بقلم عليا حمدى
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا